رواية تناديه سيدي الفصل الثالث 3 بقلم صابرين شعبان
الفصل الثالث 3 /
وظيفة أخرى ضائعة .
جلست أمامه مرتبكة تشد قماش ثوبها الطويل على قدميها تحتمي من نظراته الراغبة كان يتفحصها و ينظر إليها بتقيم كمن يعاين بضاعة ليحدد هل تستحق أم لا ..قال لها بتساؤل ..” لما ترتدين هذه الملابس الطويلة و تعقدين شعرك هكذا“
ردت نجمة بضيق و هى تشد على ثوبها ..” و هل تحتاج للسكرتيرة أم لعارضة سيدي “
خرج صوته مغويا و هو يقول لها بهدوء لتخرج كلماته لتستقر في عقلها لتستوعبها جيداً ...” حقيقية ً أنا لا أحتاج هنا لسكرتيرة فلدي واحدة و هى جيدة بالنسبة لي “
نظرت إليه نجمة بضيق. و قالت ..” و إذا لم تحتاج سيدي لما أعلنت عن الوظيفة فهذا تضيع لوقتك و وقتنا “
هبت من على المقعد لتهرب من أمامه فهو رجل وقح حقاً و سئ الخلق فقال لها يوقفها ..” أنتظري قليلاً بعد “
وقفت نجمة تنظر إليه بحدة فأشار لها بالجلوس قائلاً ..” أجلسي حتى نتكلم “
جلست نجمة و عقدت كفيها تفركهما ضيقا فأكمل ..” أنا لا أحتاج سكرتيرة فلدي واحدة كما أخبرتك و لكن أنا أحتاج إلى رفيقة ما رأيك فأنت فتاة جميلة جداً و ستكونين مناسبة لي فقط تبدلين طريقة ملبسك و تتركين شعرك منسدلا “
ثم أكمل بخبث ..” و إذا قبلتي ستكونين رفيقتي الوحيدة فأنت فتاة مميزة كثيرا. “
نظرت إليه نجمة بصدمة فهذا الرجل فاق كل من قابلتهم خسة و وقاحة هو يطالبها بماذا مرافقته أكمل الرجل عند رؤيته لتعابير وجهها ..” حسنا حسنا لا تقلقي أنت فقط ستأتين معي للحفلات المدعو إليها أو تنظمين واحدة لدي في المنزل و تهتمين بالضيوف و راحتهم و تلبين طلباتهم هذا كل شيء “
نهضت نجمة لتنصرف من أمامه غير مصدقة ما قاله و ما تجرأ و يطلبه منها خرجت من المكتب و هى لا ترى أمامها من شدة الصدمة و الدهشة لما وصل إليه الحال ...
**********************
كان يسير مسرعا بعد أن أوصل جدته فريدة إلى المنزل بعد حديثهم المطول في الحديقة العامة لم يصدق أذنيه و هى تخبره أنها تريده أن يتزوج و من من ..من نجمة ..نجمة الفتاة التي ظلت تحكي عنها لأشهر طويلة و تصيب رأسه بالصداع من كثرة ما قالت عنها نجمة قالت نجمة فعلت لم يجد أمامه غير الإبتعاد عنها حتى لا يغضبها عندما يرفض الفكرة ككل فكرة الزواج برمتها .. لأول مرة يترك سيارته في المنزل و يخرج سيرا منذ ذلك الحادث من أعوام .. لم ينتبه أمامه و هو يسير مسرعا فصدم بها و كاد أن يوقعها لولا أن أمسك بها بين ذراعيه .. وجدت نجمة نفسها بين ذراعي رجل غريب في وسط الطريق و هى حتى لم تنتبه لما حدث فهى منذ تركت ذلك الرجل البغيض في مكتبه و هى تسير بلا هدي لا ترى أمامها من شدة صدمتها هذا الرجل البغيض كان يريدها رفيقة ماذا يعني برفيقة هى كانت تقرأ هذه الكلمة في الروايات و لم تكن تعرف ما يقصد بها إلا عندما تحدث هذا الرجل البغيض بتلك الطريقة و نظراته الوقحة تلك لم يعد لديها شك في ما يطلبه منها يا إلهي الرجل يريدها عشيقة أرتجف جسدها بإشمئزاز و أرتعدت فرائسها فأبتعد عنها طِراد و أوقفها بعيداً عنه بألم ..” أنا أسف لم أنتبه أمامي أعتذر منك “
وقفت نجمة بإستقامة تنظر إليه كان رجل طويل القامة شعره أسود طويل و لحيته القصيرة تخفي ملامح وجهه قليلاً لم تستطع تحديد عمره في الثلاثين.. الخامسة و الثلاثون لا تعرف مع كل هذا الشعر الذي يخفي ملامحه عيناه خضراء كان لديه جرح طويل أحمر يبدأ من حاجبه الأيمن ليختفي داخل لحيته كان يرتدي قميص أخضر داكن و بنطلون أسود كانت فتحة قميصه تظهر جرح آخر في عنقه ليختفي عند آخر فتحة قميصه كان يبدو يبدو ماذا نجمة أفيقي هزت رأسها و هربت من أمامه مسرعة فأغمض طِراد عينيه بألم و أستدار عائدا إلى المنزل بغضب فها هى فتاة تشمئز من ملامسته لها و من شكله و جدته تريده أن يتزوج هل يتزوج بفتاة ليعذبها معه مستحيل أن يحدث هذا ...
********************
جلست جوارها صامته تتطلع إلى الصبيان يلعبون أمامهم بالكرة ..كانت قد اخبرتها بما حدث معها الأسبوع الماضي بعد تركها لهم للذهاب لموعد العمل الجديد و حديثها غاضبة و هى تشتعل من الغيظ كادت فريدة تنفجر ضاحكة لمرئها هكذا قائلة إنها ودت لو قتلت ذلك البغيض وقتها لولا رحيلها مسرعة حتى لا ترتكب جريمة بحق نفسها لملامسته حتى لو كان بغرض قتله ...ذهبت أفكارها لطِراد حفيدها في ذلك اليوم أيضاً بعد محادثتهم في الحديقة و طلبها منه أن يتزوج بنجمة ظل صامتا و لم يعقب ثم قام بإيصالها للمنزل و رحل تاركا إياها خلفه متعجبه فهو لم يرفض و لم يقبل ، ثم عودته ليلا و هو يقف أمامها غاضبا يخبرها بحدة على غير عادته في الحديث معها ..” جدتي أنسي أن أتزوج كما تقولين أنا لن أفعل هل سمعتني لن أفعل أبدا ما حييت “
تركها منصرفا لم تعرف لما هو بهذه الحالة فهذه ليست المرة الأولى التي تحادثه في مسألة زواجه و لكنه و لا مرة غضب هكذا ذهب لغرفته منهيا حديثه معها لا تعرف ما حدث له في الخارج ليعود غاضبا عنيفا هكذا في حديثه معها، تنهدت بحيرة لا تعرف ماذا تفعل لتقربه من نجمة و في نفس الوقت تقوم بحل مشكلة نجمة لتخلصها من أرباب العمل الوقحين ..لمعت عيناها ثم قالت بهدوء و هى تتنهد براحة ..” نجمة ماذا ستفعلين بالعمل هل ستبحثين عن غيره “
أجابتها نجمة و هى عاقدة ذراعيها أمام صدرها و تنظر لشقيقيها و وسيم يلعبون أمامهم بالكرة ..” و ماذا سأفعل برأيك جدتي غير ذلك ليس لدي حل آخر فقط أتمنى أن أجد رب عمل شريف هذه المرة “
صمتت فريدة قليلاً ثم قالت بجدية ..” نجمة ما رأيك أن تعملي لدي “
التفتت إليها نجمة بتساؤل و دهشة فأبتسمت فريدة و أكملت ..” ما رأيك أن تكوني مرافقتي “
عقدت نجمة حاجبيها فأنفجرت فريدة ضاحكة وقالت ..” لا تقلقي ليس مرافقة كذلك الرجل “
تذمرت نجمة ..” جدتي “
قالت فريدة بجدية ..” لا حقا نجمة هل تقبلين أن تكوني مرافقتي و بالنسبة لراتبك سأترك تقيمه لحفيدي حتى لا تظنين أني أريد مساعدتك فقط و لكن حقاً لحاجتي إليك معي و أنت لن تفعلي شيئاً غريباً على لقائاتنا في يوم الإجازة و لكنه سيكون كل يوم تجلسين معي نتحدث نخرج سويا و نذهب إلى الحديقة من وقت لآخر ما رأيك نجمة “
صمتت نجمة مفكرة فما الضير من ذلك إذا كانت الجدة تريدها حقاً أن تكون مرافقة لها سألتها بحيرة ..” حفيدك الصغير سيتحدث معي عن راتبي “
أبتسمت فريدة بمرح و قالت ..” أفهم من ذلك أنك توافقين نجمة على العمل “
هزت نجمة رأسها موافقة ..” بالتأكيد جدتي أوافق و هل سأجد عملا ممتعا و أفضل من الجلوس معك و محادثتك أنت تعلمين أني أنتظر يوم الإجازة حتى ألقاكي و أتحدث معك و ها قد سنحت الفرصة لذلك كل يوم و لكن أنا أريد أن أعرف عن حفيدك جدتي كم عمره هذا الذي سيعطيني راتبي و ما هو إسمه “
ربتت فريدة على يدها مشجعة و قالت ..” لا تقلقي نجمة ستتعرفين عليه ما رأيك غداً تأتي لمنزلي و تتعرفين عليه فأنت كنت دوماً ترفضين المجئ و ها قد سنحت الفرصة لذلك و حتى ترين مقر عملك الجديد ما رأيك “
هزت نجمة رأسها و أجابت ..” حسنا جدتي سأتي فأنا لدي فضول لمقابلة ذلك الحفيد الغامض للجدة و الذي لم أراه مرة واحدة خلال أشهر تعارفنا “
غمغمت فريدة بخفوت ..” و أنا أيضاً أريده أن يراك نجمة “
سألتها نجمة ..” ماذا قولتي جدتي “
ردت فريدة باسمة ..” لا شئ عزيزتي أنا فقط أشعر بالحماسة لما هو قادم و مجيئك لبيتي “
ثم أكملت بمرح قائلة..” هل نذهب الآن يكفي اليوم لقد تعب الأولاد من الركض “
نهضت نجمة موافقة و هتفت بالأولاد ..” ياسين ممدوح وسيم يكفي اليوم لعبا هيا سنرحل إلى المنزل ...“
أتى وسيم مقبلا نجمة و فريدة مودعا بعد أن غسلت له نجمة وجهه و يديه بالماء و جففتها بمنديل ورقي و فعلت المثل مع ممدوح و ياسين رحلا بعد أن أتى سائق الجدة ليأخذها للمنزل على وعد بلقائهم غداً ..
***************************
جلس أمامها على طاولة الطعام يتناول عشائه بهدوء ..كانت تحادثه عما تريد عمله كتم طِراد ضيقه من الأمر فجدته مصره لدفع هذه الفتاة في حياته بأي طريقة كانت حتى لو بوظيفة وهمية كمرافقة للجدة رغم أنه الح عليها مرارا من قبل و لكنها لم تقبل نافية حاجتها لذلك ..سمع صوتها النافذ الصبر و هى تقول ..” ماذا قولت طِراد “
رفع رأسه عن الطبق أمامه و هو يزفر بضيق كاتما غيظه و هو يجيب .
" فيما جدتي “
ردت فريدة بحنق و هى ترى لحيته التي استطالت تكاد تخفي وجهه لا تعلم لم يفعل ذلك بنفسه لما لا يرى نفسه بعينيها هى فحفيدها شاب وسيم و قوي بعضلاته البارزة من كثرة عمله في المزرعة و جرحه لا يزيده إلا غموضا و وسامة و ليس قباحه كما يظن هو ..” فيما أخبرتك به للتو طِراد أريد نجمة مرافقة لي هل لديك مانع بني “
أجابها و هو ينهي طعامه و يهم بالنهوض من على الطاولة ..” ليس لدي مانع جدتي طالما ستبتعد عني و عن طريقي “
ردت فريدة حانقة و هى تحاول كتم ضحكتها فحفيدها زكي أيضاً و لم تنطلي عليه فكرة عمل نجمة هنا من أجلها يجب أن تبعد عن تفكيرة أي سبب آخر حتى يتعرفان على بعضهما ..” بني ماذا تقصد بتبتعد عنك هى ستكون مرافقة لي و ليس لك أنت “
ثم أكملت بحزن مدعي ..” بني أنا أريد مساعدتها فقط و لكن لا تخبرها بذلك أريد فقط حمايتها من أرباب العمل معدومي الضمير ..تخيل ..تخيل طِراد ماذا طلب منها مديرها السابق بكل وقاحة .. أن تكون مرافقته هل تصدق يريدها عشيقه له و هى صغيرة لا حول لها ولا قوة كيف ستعيش فتاة مثلها وسط هؤلاء الوحوش الذين يريدون نهش برائتها فقط “
شعر طِراد بالضيق ماذا تقصد جدته بحديثها هذا أن تشعره بالذنب أن لم يساعدها ..” حسنا جدتي كما تريدين و لكن فقط أريدها أن تبتعد عن طريقي “
أبتسمت فريدة بمرح ..” بالتأكيد بني فكما أخبرتك هى أتيه لي و ليس لك أنت “
زم شفتيه ثم سألها ..” متى ستأتي “
ردت فريدة مسرعة ..” غداً في العاشرة صباحاً و لكن لن أوصيك أريد أن تعطيها راتبا جيداً أتفقنا “
رد حانقا .." و هل على أن أنتظر مجيئها لم لم تأتي باكرا حتى أذهب لعملي “
أبتسمت فريدة و قالت بلامبالاة ..” هكذا أتفقنا لا تذهب إلى للعمل خذ إجازة و أذهب لرؤية كريم ما رأيك “
تنهد بضيق و قال وهو يتجه لغرفته ..” تصبحين على خير جدتي لا تفعلي شيئاً و دعي الخادمة تنظف الطاولة “
تركها و صعد و فريدة تتسع أبتسامتها أكثر و أكثر و قد أقتربت من تحقيق هدفها....
***********************
جلس بجواره على الأريكة الصغيرة في الردهة يمسك بكتاب من كتب دراسته يستذكر معه دروسه كما تعود منذ ذلك اليوم حين أستدعاه ذلك الضابط هارون حتى يأتي ليحقق معه فيما حدث ظانا منه أنه هو من يجعل ولده الصغير يذهب ليتسول من المارة و يسرق أيضا تلك الفتاة التي كانت تعطيه دوماً على حد قولها نظر إليه يتفحص ملامحه البريئة فوسيم طفله كان بشعر بني ناعم تتساقط شعيراته على جبينه كغرة الفتيات من شدة نعومته عيناه تشبه عينى أمه و فمه الصغير و بشرته الورديه تجعله يشبه اللعبه الصينيه الصغيرة كان حقاً وسيم كإسمه يتذكر يوم مولده حين رأته والدته فرحه قائلة بفرح ” أنه وسيم جداً تامر “
أبتسم وقتها و ضمهما معا و هو يجيبها ..” إذا سيكون إسمه وسيم صبا“
أغمض عينيه بألم و هو يتذكر سعادتهم تلك الفترة قبل أن ترحل و تتركهم فجأة بدون إخباره .. متسائلا ماذا فعل و فيما قصر لتتركة و ولده هكذا يتخبطان في حياتهم و يعانيان الفقد ثلاث سنوات مرت و لم تفكر حتى أن تأتي لترى وسيم أو حتى طلبت منه الطلاق لا يعرف أين هى أرضها ..خرج من ذكرياته على صوت وسيم و هو يسأله ..” هل هذا صحيح أبي “
أبتسم تامر بحنان و هو يمسك بكتابه و يرى ما فعله وسيم قائلا ..
” أنت ذكي جداً وسيم و ستكون ذا شأن عظيم يوماً فقط اجتهد بني “
فرح وسيم بحديث أبيه و هو يقبله على وجنته بحب قائلاً ..” أحبك أبي “
أبتسم تامر و سأله بمكر فهو ذهب خلفه في مرة من المرات و علم إلى أين يذهب صغيره ..” وسيم قل لي إلى أين تذهب كل يوم إجازة من الظهيرة حتى الرابعة عصراً بني ألم نتفق الا تذهب لمكان وحدك حتى لا أقلق عليك “
أرتبك وسيم و أخفض رأسه بخجل و هو يجيبه ..” أذهب للقاء بعض الأصدقاء أبي هل لديك مانع إذا لم ترغب في ذهابي لن أفعل “
ربت تامر على رأسه بحنان قائلاً ..” لا بني أذهب و لكن فقط أريدك أن تخبرني بمكان وجودك حتى لا أقلق أتفقنا وسيم “
أومأ وسيم برأسه و قال ..” هل أستطيع الذهاب إلى النوم الآن أبي “
رد بهدوء و هو يدفعه لينهض ..” أجل أذهب حتى لا تتأخر غداً على مدرستك ..تصبح على خير بني “
قبله وسيم على وجنته قائلاً ..” تصبح على خير أبي “
ذهب وسيم لغرفته تاركا والده يفكر فيما حدث منذ سنوات طويلة و كيف تعرف على والدته كان مازال يدرس في السنة النهائية من دراسته حيث كان يدرس في كلية التجارة و هى كانت في السنة الأولى حين تعرفا على بعضهما كانت فتاة رقيقة و حسنة المظهر من عائلة ثرية و لكن ليست فاحشة الثراء كان يتقرب منها يوماً بعد يوم إلى أن أحبها و قرر أن يتزوجها بعد تخرجه هو ..و لكن حين فعل لم تقبل به عائلتها فهو لم يكن في مثل مستواهم المادي و ليس ما يتمنونه لابنتهم الوحيدة المدللة فهو كان من أسرة بسيطة من الصعيد يتعايشون من قطعة أرض صغيرة تمتلكها العائلة و هو كان ولدهم الوحيد هو و شقيقتيه اللتين تزوجتا سريعًا من شابين صالحين و سافرت احداهن مع زوجها للخارج بينما الأخرى مازالت تعيش بالجوار تأتي لزيارته و وسيم كل حين جالبه معها ابنتها الصغيرة مروة و التي تعلقت بوسيم كثيرا فهى تصغره بعامين عاد بذاكرته لزوجته صبا يتسأل بألم لم تركته يعاني هكذا هو وصغيره الذي كان سيضيع بسبب هفوة منه و غلطة بزواجه من إمرأة غير مناسبة فقط لظنه أنها ستراعي طفله يحمد الله كل يوم على أن تلك الفتاة قامت بإبلاغ الشرطة ليعرف ما يحدث من خلف ظهره لولده ... سمع طرق على الباب فنهض يمسح وجهه وهو يتجه ليفتحه بهدوء لينظر في وجه القادمة بذهول غير مصدق لعودتها كانت تنظر إليه كمن وجد كنزاً و عيناها غارقة في الدموع بوجهها المرهق و هى تغمغم بخفوت و ضعف ..” تامر ..لقد ..لقد ..وجدتك أخيراً ..وووسيم طفلي “
سقطت بعدها بين ذراعيه فاقدة للوعي و هو مازال على حاله من شدة الصدمة ينظر لوجهها المتألم ..
ووويتبع
وظيفة أخرى ضائعة .
جلست أمامه مرتبكة تشد قماش ثوبها الطويل على قدميها تحتمي من نظراته الراغبة كان يتفحصها و ينظر إليها بتقيم كمن يعاين بضاعة ليحدد هل تستحق أم لا ..قال لها بتساؤل ..” لما ترتدين هذه الملابس الطويلة و تعقدين شعرك هكذا“
ردت نجمة بضيق و هى تشد على ثوبها ..” و هل تحتاج للسكرتيرة أم لعارضة سيدي “
خرج صوته مغويا و هو يقول لها بهدوء لتخرج كلماته لتستقر في عقلها لتستوعبها جيداً ...” حقيقية ً أنا لا أحتاج هنا لسكرتيرة فلدي واحدة و هى جيدة بالنسبة لي “
نظرت إليه نجمة بضيق. و قالت ..” و إذا لم تحتاج سيدي لما أعلنت عن الوظيفة فهذا تضيع لوقتك و وقتنا “
هبت من على المقعد لتهرب من أمامه فهو رجل وقح حقاً و سئ الخلق فقال لها يوقفها ..” أنتظري قليلاً بعد “
وقفت نجمة تنظر إليه بحدة فأشار لها بالجلوس قائلاً ..” أجلسي حتى نتكلم “
جلست نجمة و عقدت كفيها تفركهما ضيقا فأكمل ..” أنا لا أحتاج سكرتيرة فلدي واحدة كما أخبرتك و لكن أنا أحتاج إلى رفيقة ما رأيك فأنت فتاة جميلة جداً و ستكونين مناسبة لي فقط تبدلين طريقة ملبسك و تتركين شعرك منسدلا “
ثم أكمل بخبث ..” و إذا قبلتي ستكونين رفيقتي الوحيدة فأنت فتاة مميزة كثيرا. “
نظرت إليه نجمة بصدمة فهذا الرجل فاق كل من قابلتهم خسة و وقاحة هو يطالبها بماذا مرافقته أكمل الرجل عند رؤيته لتعابير وجهها ..” حسنا حسنا لا تقلقي أنت فقط ستأتين معي للحفلات المدعو إليها أو تنظمين واحدة لدي في المنزل و تهتمين بالضيوف و راحتهم و تلبين طلباتهم هذا كل شيء “
نهضت نجمة لتنصرف من أمامه غير مصدقة ما قاله و ما تجرأ و يطلبه منها خرجت من المكتب و هى لا ترى أمامها من شدة الصدمة و الدهشة لما وصل إليه الحال ...
**********************
كان يسير مسرعا بعد أن أوصل جدته فريدة إلى المنزل بعد حديثهم المطول في الحديقة العامة لم يصدق أذنيه و هى تخبره أنها تريده أن يتزوج و من من ..من نجمة ..نجمة الفتاة التي ظلت تحكي عنها لأشهر طويلة و تصيب رأسه بالصداع من كثرة ما قالت عنها نجمة قالت نجمة فعلت لم يجد أمامه غير الإبتعاد عنها حتى لا يغضبها عندما يرفض الفكرة ككل فكرة الزواج برمتها .. لأول مرة يترك سيارته في المنزل و يخرج سيرا منذ ذلك الحادث من أعوام .. لم ينتبه أمامه و هو يسير مسرعا فصدم بها و كاد أن يوقعها لولا أن أمسك بها بين ذراعيه .. وجدت نجمة نفسها بين ذراعي رجل غريب في وسط الطريق و هى حتى لم تنتبه لما حدث فهى منذ تركت ذلك الرجل البغيض في مكتبه و هى تسير بلا هدي لا ترى أمامها من شدة صدمتها هذا الرجل البغيض كان يريدها رفيقة ماذا يعني برفيقة هى كانت تقرأ هذه الكلمة في الروايات و لم تكن تعرف ما يقصد بها إلا عندما تحدث هذا الرجل البغيض بتلك الطريقة و نظراته الوقحة تلك لم يعد لديها شك في ما يطلبه منها يا إلهي الرجل يريدها عشيقة أرتجف جسدها بإشمئزاز و أرتعدت فرائسها فأبتعد عنها طِراد و أوقفها بعيداً عنه بألم ..” أنا أسف لم أنتبه أمامي أعتذر منك “
وقفت نجمة بإستقامة تنظر إليه كان رجل طويل القامة شعره أسود طويل و لحيته القصيرة تخفي ملامح وجهه قليلاً لم تستطع تحديد عمره في الثلاثين.. الخامسة و الثلاثون لا تعرف مع كل هذا الشعر الذي يخفي ملامحه عيناه خضراء كان لديه جرح طويل أحمر يبدأ من حاجبه الأيمن ليختفي داخل لحيته كان يرتدي قميص أخضر داكن و بنطلون أسود كانت فتحة قميصه تظهر جرح آخر في عنقه ليختفي عند آخر فتحة قميصه كان يبدو يبدو ماذا نجمة أفيقي هزت رأسها و هربت من أمامه مسرعة فأغمض طِراد عينيه بألم و أستدار عائدا إلى المنزل بغضب فها هى فتاة تشمئز من ملامسته لها و من شكله و جدته تريده أن يتزوج هل يتزوج بفتاة ليعذبها معه مستحيل أن يحدث هذا ...
********************
جلست جوارها صامته تتطلع إلى الصبيان يلعبون أمامهم بالكرة ..كانت قد اخبرتها بما حدث معها الأسبوع الماضي بعد تركها لهم للذهاب لموعد العمل الجديد و حديثها غاضبة و هى تشتعل من الغيظ كادت فريدة تنفجر ضاحكة لمرئها هكذا قائلة إنها ودت لو قتلت ذلك البغيض وقتها لولا رحيلها مسرعة حتى لا ترتكب جريمة بحق نفسها لملامسته حتى لو كان بغرض قتله ...ذهبت أفكارها لطِراد حفيدها في ذلك اليوم أيضاً بعد محادثتهم في الحديقة و طلبها منه أن يتزوج بنجمة ظل صامتا و لم يعقب ثم قام بإيصالها للمنزل و رحل تاركا إياها خلفه متعجبه فهو لم يرفض و لم يقبل ، ثم عودته ليلا و هو يقف أمامها غاضبا يخبرها بحدة على غير عادته في الحديث معها ..” جدتي أنسي أن أتزوج كما تقولين أنا لن أفعل هل سمعتني لن أفعل أبدا ما حييت “
تركها منصرفا لم تعرف لما هو بهذه الحالة فهذه ليست المرة الأولى التي تحادثه في مسألة زواجه و لكنه و لا مرة غضب هكذا ذهب لغرفته منهيا حديثه معها لا تعرف ما حدث له في الخارج ليعود غاضبا عنيفا هكذا في حديثه معها، تنهدت بحيرة لا تعرف ماذا تفعل لتقربه من نجمة و في نفس الوقت تقوم بحل مشكلة نجمة لتخلصها من أرباب العمل الوقحين ..لمعت عيناها ثم قالت بهدوء و هى تتنهد براحة ..” نجمة ماذا ستفعلين بالعمل هل ستبحثين عن غيره “
أجابتها نجمة و هى عاقدة ذراعيها أمام صدرها و تنظر لشقيقيها و وسيم يلعبون أمامهم بالكرة ..” و ماذا سأفعل برأيك جدتي غير ذلك ليس لدي حل آخر فقط أتمنى أن أجد رب عمل شريف هذه المرة “
صمتت فريدة قليلاً ثم قالت بجدية ..” نجمة ما رأيك أن تعملي لدي “
التفتت إليها نجمة بتساؤل و دهشة فأبتسمت فريدة و أكملت ..” ما رأيك أن تكوني مرافقتي “
عقدت نجمة حاجبيها فأنفجرت فريدة ضاحكة وقالت ..” لا تقلقي ليس مرافقة كذلك الرجل “
تذمرت نجمة ..” جدتي “
قالت فريدة بجدية ..” لا حقا نجمة هل تقبلين أن تكوني مرافقتي و بالنسبة لراتبك سأترك تقيمه لحفيدي حتى لا تظنين أني أريد مساعدتك فقط و لكن حقاً لحاجتي إليك معي و أنت لن تفعلي شيئاً غريباً على لقائاتنا في يوم الإجازة و لكنه سيكون كل يوم تجلسين معي نتحدث نخرج سويا و نذهب إلى الحديقة من وقت لآخر ما رأيك نجمة “
صمتت نجمة مفكرة فما الضير من ذلك إذا كانت الجدة تريدها حقاً أن تكون مرافقة لها سألتها بحيرة ..” حفيدك الصغير سيتحدث معي عن راتبي “
أبتسمت فريدة بمرح و قالت ..” أفهم من ذلك أنك توافقين نجمة على العمل “
هزت نجمة رأسها موافقة ..” بالتأكيد جدتي أوافق و هل سأجد عملا ممتعا و أفضل من الجلوس معك و محادثتك أنت تعلمين أني أنتظر يوم الإجازة حتى ألقاكي و أتحدث معك و ها قد سنحت الفرصة لذلك كل يوم و لكن أنا أريد أن أعرف عن حفيدك جدتي كم عمره هذا الذي سيعطيني راتبي و ما هو إسمه “
ربتت فريدة على يدها مشجعة و قالت ..” لا تقلقي نجمة ستتعرفين عليه ما رأيك غداً تأتي لمنزلي و تتعرفين عليه فأنت كنت دوماً ترفضين المجئ و ها قد سنحت الفرصة لذلك و حتى ترين مقر عملك الجديد ما رأيك “
هزت نجمة رأسها و أجابت ..” حسنا جدتي سأتي فأنا لدي فضول لمقابلة ذلك الحفيد الغامض للجدة و الذي لم أراه مرة واحدة خلال أشهر تعارفنا “
غمغمت فريدة بخفوت ..” و أنا أيضاً أريده أن يراك نجمة “
سألتها نجمة ..” ماذا قولتي جدتي “
ردت فريدة باسمة ..” لا شئ عزيزتي أنا فقط أشعر بالحماسة لما هو قادم و مجيئك لبيتي “
ثم أكملت بمرح قائلة..” هل نذهب الآن يكفي اليوم لقد تعب الأولاد من الركض “
نهضت نجمة موافقة و هتفت بالأولاد ..” ياسين ممدوح وسيم يكفي اليوم لعبا هيا سنرحل إلى المنزل ...“
أتى وسيم مقبلا نجمة و فريدة مودعا بعد أن غسلت له نجمة وجهه و يديه بالماء و جففتها بمنديل ورقي و فعلت المثل مع ممدوح و ياسين رحلا بعد أن أتى سائق الجدة ليأخذها للمنزل على وعد بلقائهم غداً ..
***************************
جلس أمامها على طاولة الطعام يتناول عشائه بهدوء ..كانت تحادثه عما تريد عمله كتم طِراد ضيقه من الأمر فجدته مصره لدفع هذه الفتاة في حياته بأي طريقة كانت حتى لو بوظيفة وهمية كمرافقة للجدة رغم أنه الح عليها مرارا من قبل و لكنها لم تقبل نافية حاجتها لذلك ..سمع صوتها النافذ الصبر و هى تقول ..” ماذا قولت طِراد “
رفع رأسه عن الطبق أمامه و هو يزفر بضيق كاتما غيظه و هو يجيب .
" فيما جدتي “
ردت فريدة بحنق و هى ترى لحيته التي استطالت تكاد تخفي وجهه لا تعلم لم يفعل ذلك بنفسه لما لا يرى نفسه بعينيها هى فحفيدها شاب وسيم و قوي بعضلاته البارزة من كثرة عمله في المزرعة و جرحه لا يزيده إلا غموضا و وسامة و ليس قباحه كما يظن هو ..” فيما أخبرتك به للتو طِراد أريد نجمة مرافقة لي هل لديك مانع بني “
أجابها و هو ينهي طعامه و يهم بالنهوض من على الطاولة ..” ليس لدي مانع جدتي طالما ستبتعد عني و عن طريقي “
ردت فريدة حانقة و هى تحاول كتم ضحكتها فحفيدها زكي أيضاً و لم تنطلي عليه فكرة عمل نجمة هنا من أجلها يجب أن تبعد عن تفكيرة أي سبب آخر حتى يتعرفان على بعضهما ..” بني ماذا تقصد بتبتعد عنك هى ستكون مرافقة لي و ليس لك أنت “
ثم أكملت بحزن مدعي ..” بني أنا أريد مساعدتها فقط و لكن لا تخبرها بذلك أريد فقط حمايتها من أرباب العمل معدومي الضمير ..تخيل ..تخيل طِراد ماذا طلب منها مديرها السابق بكل وقاحة .. أن تكون مرافقته هل تصدق يريدها عشيقه له و هى صغيرة لا حول لها ولا قوة كيف ستعيش فتاة مثلها وسط هؤلاء الوحوش الذين يريدون نهش برائتها فقط “
شعر طِراد بالضيق ماذا تقصد جدته بحديثها هذا أن تشعره بالذنب أن لم يساعدها ..” حسنا جدتي كما تريدين و لكن فقط أريدها أن تبتعد عن طريقي “
أبتسمت فريدة بمرح ..” بالتأكيد بني فكما أخبرتك هى أتيه لي و ليس لك أنت “
زم شفتيه ثم سألها ..” متى ستأتي “
ردت فريدة مسرعة ..” غداً في العاشرة صباحاً و لكن لن أوصيك أريد أن تعطيها راتبا جيداً أتفقنا “
رد حانقا .." و هل على أن أنتظر مجيئها لم لم تأتي باكرا حتى أذهب لعملي “
أبتسمت فريدة و قالت بلامبالاة ..” هكذا أتفقنا لا تذهب إلى للعمل خذ إجازة و أذهب لرؤية كريم ما رأيك “
تنهد بضيق و قال وهو يتجه لغرفته ..” تصبحين على خير جدتي لا تفعلي شيئاً و دعي الخادمة تنظف الطاولة “
تركها و صعد و فريدة تتسع أبتسامتها أكثر و أكثر و قد أقتربت من تحقيق هدفها....
***********************
جلس بجواره على الأريكة الصغيرة في الردهة يمسك بكتاب من كتب دراسته يستذكر معه دروسه كما تعود منذ ذلك اليوم حين أستدعاه ذلك الضابط هارون حتى يأتي ليحقق معه فيما حدث ظانا منه أنه هو من يجعل ولده الصغير يذهب ليتسول من المارة و يسرق أيضا تلك الفتاة التي كانت تعطيه دوماً على حد قولها نظر إليه يتفحص ملامحه البريئة فوسيم طفله كان بشعر بني ناعم تتساقط شعيراته على جبينه كغرة الفتيات من شدة نعومته عيناه تشبه عينى أمه و فمه الصغير و بشرته الورديه تجعله يشبه اللعبه الصينيه الصغيرة كان حقاً وسيم كإسمه يتذكر يوم مولده حين رأته والدته فرحه قائلة بفرح ” أنه وسيم جداً تامر “
أبتسم وقتها و ضمهما معا و هو يجيبها ..” إذا سيكون إسمه وسيم صبا“
أغمض عينيه بألم و هو يتذكر سعادتهم تلك الفترة قبل أن ترحل و تتركهم فجأة بدون إخباره .. متسائلا ماذا فعل و فيما قصر لتتركة و ولده هكذا يتخبطان في حياتهم و يعانيان الفقد ثلاث سنوات مرت و لم تفكر حتى أن تأتي لترى وسيم أو حتى طلبت منه الطلاق لا يعرف أين هى أرضها ..خرج من ذكرياته على صوت وسيم و هو يسأله ..” هل هذا صحيح أبي “
أبتسم تامر بحنان و هو يمسك بكتابه و يرى ما فعله وسيم قائلا ..
” أنت ذكي جداً وسيم و ستكون ذا شأن عظيم يوماً فقط اجتهد بني “
فرح وسيم بحديث أبيه و هو يقبله على وجنته بحب قائلاً ..” أحبك أبي “
أبتسم تامر و سأله بمكر فهو ذهب خلفه في مرة من المرات و علم إلى أين يذهب صغيره ..” وسيم قل لي إلى أين تذهب كل يوم إجازة من الظهيرة حتى الرابعة عصراً بني ألم نتفق الا تذهب لمكان وحدك حتى لا أقلق عليك “
أرتبك وسيم و أخفض رأسه بخجل و هو يجيبه ..” أذهب للقاء بعض الأصدقاء أبي هل لديك مانع إذا لم ترغب في ذهابي لن أفعل “
ربت تامر على رأسه بحنان قائلاً ..” لا بني أذهب و لكن فقط أريدك أن تخبرني بمكان وجودك حتى لا أقلق أتفقنا وسيم “
أومأ وسيم برأسه و قال ..” هل أستطيع الذهاب إلى النوم الآن أبي “
رد بهدوء و هو يدفعه لينهض ..” أجل أذهب حتى لا تتأخر غداً على مدرستك ..تصبح على خير بني “
قبله وسيم على وجنته قائلاً ..” تصبح على خير أبي “
ذهب وسيم لغرفته تاركا والده يفكر فيما حدث منذ سنوات طويلة و كيف تعرف على والدته كان مازال يدرس في السنة النهائية من دراسته حيث كان يدرس في كلية التجارة و هى كانت في السنة الأولى حين تعرفا على بعضهما كانت فتاة رقيقة و حسنة المظهر من عائلة ثرية و لكن ليست فاحشة الثراء كان يتقرب منها يوماً بعد يوم إلى أن أحبها و قرر أن يتزوجها بعد تخرجه هو ..و لكن حين فعل لم تقبل به عائلتها فهو لم يكن في مثل مستواهم المادي و ليس ما يتمنونه لابنتهم الوحيدة المدللة فهو كان من أسرة بسيطة من الصعيد يتعايشون من قطعة أرض صغيرة تمتلكها العائلة و هو كان ولدهم الوحيد هو و شقيقتيه اللتين تزوجتا سريعًا من شابين صالحين و سافرت احداهن مع زوجها للخارج بينما الأخرى مازالت تعيش بالجوار تأتي لزيارته و وسيم كل حين جالبه معها ابنتها الصغيرة مروة و التي تعلقت بوسيم كثيرا فهى تصغره بعامين عاد بذاكرته لزوجته صبا يتسأل بألم لم تركته يعاني هكذا هو وصغيره الذي كان سيضيع بسبب هفوة منه و غلطة بزواجه من إمرأة غير مناسبة فقط لظنه أنها ستراعي طفله يحمد الله كل يوم على أن تلك الفتاة قامت بإبلاغ الشرطة ليعرف ما يحدث من خلف ظهره لولده ... سمع طرق على الباب فنهض يمسح وجهه وهو يتجه ليفتحه بهدوء لينظر في وجه القادمة بذهول غير مصدق لعودتها كانت تنظر إليه كمن وجد كنزاً و عيناها غارقة في الدموع بوجهها المرهق و هى تغمغم بخفوت و ضعف ..” تامر ..لقد ..لقد ..وجدتك أخيراً ..وووسيم طفلي “
سقطت بعدها بين ذراعيه فاقدة للوعي و هو مازال على حاله من شدة الصدمة ينظر لوجهها المتألم ..
ووويتبع