رواية تناديه سيدي الفصل الرابع 4 بقلم صابرين شعبان
الفصل الرابع
" حبيبتي إلى أين أنت ذاهبه ألم تقولي أنك تركت عملك " قالتها والدة نجمة متسأله وهى تقف في غرفتها تنظر إليها و تراها قد بدلت ملابسها أجابتها نجمة باسمة ..
" لقد وجدت عملا جديداً أمي أدعو لي أن يكون جيداً و أستمر به طويلاً هذه المرة " تنهدت والدتها براحة .." أتمنى حبيبتي و الآن إذا كنتي ذاهبه تعالى لتناول الفطور حتى يكون لديك طاقة لبدء يومك "
هزت رأسها و قالت نجمة.." حسنا سأتي بعد قليل أمي "
خرجت والدتها لتجد الولدين قد انهيا طعامهم و ذاهبين للمدرسة و جميلة التي نهضت لتستعد هي الأخري قائلة .." أمي أريد النقود التي أخبرتك عنها لنشاط المدرسة اليوم آخر موعد و إذا لم أدفع ستذهب درجات نشاطي هذا العام " كانت نجمة قد أستعدت و خرجت على حديث شقيقتها فسألتها قبل أن تجيبها والدتها .." كم تحتاجين جميلة الجميلات "
تذمرت جميلة قائلة .." أخبرتك مرارا ألا تقولي جميلة الجميلات نجمة خاصةً أمام شقيقيكي حتى لا يسخرن مني "
تعجبت نجمة و تسألت .." و لما هل أنا أذمك أنا أمدحك يا آنسة "
زمت جميلة شفتيها بضيق فقالت نجمة بنفاذ صبر فشقيقتها غريبة الأطوار حقاً لا تحب أحدا يدللها أو يضحك معها متزمتة للغاية هذه الفتاة كانت والدتهم تنتظر نهاية المحادثة لتحادث نجمة عن عملها الجديد و أين وجدته .." كم تريدين جميلة لتذهبي للمدرسة حتى لا تتأخرين "
ردت جميلة بضيق .. " عشرون "
أخرجت نجمة النقود من حقيبتها و أعطتها لها قائلة .." هيا أذهبي "
أنصرفت جميلة لترتدي ملابسها و جلست نجمة لتتناول الطعام سأله ..
" أين أبي ألم يستيقظ بعد "
جلست والدتها على المقعد المقابل .." لا ليس بعد تعلمين اليوم الذي يذهب فيه للعلاج يكون صعب و متعب "
هزت نجمة رأسها موافقة فوالدها يذهب لجلسة العلاج مرتين أسبوعياً و اليوم التالي دوما يكون متعبا له فيحتاج للفترة راحة .. سألتها والدتها .." أخبريني عن عملك الجديد نجمة كيف وجدته و أين سيكون"
أجابت نجمة .." اليوم أمي سأخبرك بكل شئ فقط أعود أتفقنا "
أومأت برأسها و أكملا تناول الفطور بصمت بعد أن أنتهت نجمة أخذت حقيبتها و قبلت والدتها و أنصرفت لتذهب لموعدها مع الجدة فريدة.
★
وقفت أمام باب القصر الكبير تنظر إليه بدهشة و هى تنظر للورقة في يدها متسأله هل هذا هو منزل الجدة فريدة ..أخبرت حارس البوابة بهويتها فسمح لها بالدخول ..دلفت إلى المكان تنظر حولها بصدمة فهذه الحديقة مساحتها أكبر من تلك التي تذهب إليها مع الولدين و الجدة و وسيم كل إجازة نظرت لأشجار البرتقال و الليمون الحامض و التفاح الاخضر و الموز و هناك كوخ مفتوح من الخشب تتسلق عليه كرمة بأوراقها الجافة و حول الكوخ اصص الورود تنفست بعمق لتختلط روائح عطرية داخل أنفها من الورود و أشجار الفاكهة سارت في ممر طويل ممهد لباب المنزل على جانبيه شجيرات الزهور كالريحان و الياسمين و البنفسج زمت شفتيها حانقة و هى تحادث نفسها .." جدتي فريدة ما الذي يأتي بك لحديقتنا المتواضعة و لديك كل هذا هنا " كانت تتجه للباب الخشبي اللامع في نهاية الممر لتصعد عدة درجات لتدق على الباب بحلقة حديديه كالتي تراها في الأفلام القديمة على باب القصور ..أنتظرت قليلاً لتفتح لها شابة تقريباً في مثل عمرها أو أكبر عاما أو عامين تنظر إليها بتساؤل كانت ملامحها ناعمة و ملابسها ضيقة طويلة تحدد حنايا جسدها الأنثوي تضع زينة وجه رقيقة و تجمع شعرها القصير في زيل حصان يصل لكتفيها سألتها الفتاة بصوت ناعم كمظهرها .." من تريدين آنستي "
سمعت نجمة صوت عصا فريدة و صوتها و هى تهتف .." أتركيها سهر لتدلف هى أتية لرؤيتي "
تنحت سهر لتسمح لنجمة بالدخول تنظر حولها بذهول وهى ترى ما يحيط بها من مظاهر ثراء من أثاث و تحف و سجاد ناعم و أرضيات لامعة فنظرت إلى فريدة التي كانت تمسك بعصاها و ترتدي ثوب طويل أزرق و تجمع شعرها في عقدة و قد خالط بياضة بسواده نظرت إليها نجمة بعتاب قائلة .." أنت ثرية جدتي "
أبتسمت فريدة ثم ما لبثت أن ضحكت و هى تمد يدها لنجمة لتقترب منها و تمسك بيدها و هى تكمل .." أنت ثرية ثرية للغاية و كنتي تجعليني أجلب الطعام كل إجازة أنت حتى لم تجلبي لنا من ذلك التفاح في الخارج جدتي أنت .."
قاطعتها فريدة بمرح .." و أنت غبية للغاية نجمة أن لم أكن ثرية هل سيكون لدي سائق يأتي بي و يأخذني عند الذهاب أن لم أكن. ثرية هل كنت سأعرض عليك وظيفة أن لم أكن ثرية ."
قاطعتها نجمة .." و لكن ليس هكذا جدتي أنت فاحشة الثراء ."
قاطعها صوت رجولي خشن جعلها تنتفض و هى تستدير لترى مصدره يقول بغضب .." و هل يهمك الأمر أن كانت ثرية أم لا يا آنسة "
نظرت نجمة لفريدة متسأله فهمست بخفوت .." حفيدي "
التفتت إليه نجمة لترى أمامها رجل طويل قوي البنية يرتدي بذلة سوداء تظهر عضلات جسده نظرت إليه بتفحص مفكرة أين رأته من قبل كان شعره الطويل مصففا للخلف دنا منهم فرأت جرح كبير في وجهه فأتسعت عينيها بدهشة فهو الرجل الذي صدمت به ذلك اليوم تذكرته من جرح وجهه فهو كبير للغاية من حاجبه الأيمن لنهاية فكه و لكن وقتها كان يختفي داخل شعيرات ذقنه الطويلة أتجهت عيناها لفتحة قميصه لتنظر لجرح عنقه متسأله كيف أصيب بهكذا جروح و لكنه كان يقفل قميصه لعنقه فلم تستطع رؤيته ..كان يقف أمامهم بجسد متصلب و أستعداد و كأنه ينتظر شيئاً ليحدث أجابت بهدوء ردا على سؤاله السابق .." نعم سيدي يهمني الأمر فجدتي كانت تجعلني أحضر الطعام كل إجازة في نزهتنا في الحديقة "
أنفجرت فريدة ضاحكة و هى تقول .." كفاكي غباء نجمة ستصدمين طِراد و يظن أنك بخيلة لا تريدين إطعام جدته "
التفتت إليها نجمة بمكر .." هذا طِراد حفيدك جدتي صحيح "
هزت فريدة رأسها متذكرة ما قالته نجمة من قبل على أن يأتي و يلعب مع وسيم كتمت نجمة ضحكتها عندما أتى على بالها نفس الشئ فزمت شفتيها و قالت بحنق و صوت خافت .." جدتي تعمدتي خداعي وقتها أليس كذلك "
أبتسمت فريدة فقال طِراد يقاطع حديثهم الجانبي بحدة فيبدو أن تلك الفتاة على علاقة وثيقة بجدته و قريبة منها مثله تماماً .." ليس لدي اليوم بطولة لسماع حديثكم النسائي هذا فلدي عمل و بسبب مجيئك هنا تأخرت عليه هل نتحدث رجاء في تفاصيل عملك لأرحل لعملي "
نظرت إليه جدته بتعجب فهو قد اخبرها أنه سيذهب لرؤية كريم اليوم لما العجلة إذن قالت فريدة بهدوء .." فلنتناول الفطور أولا فأنا لم أفعل إنتظار لمجئ نجمة و لن نتحدث في شئ قبل ذلك "
قالت نجمة و هى تنظر إليه نظرة جانبية فهذا الرجل يبدو نافذ الصبر و يريد التخلص منها بسرعة و هى لا تريد أثارة حنقة عليها أكثر بتعطيله عن عمله أكثر من ذلك .." أسفة جدتي لقد تناولت فطوري منذ قليل و لا أستطيع تناول شئ آخر "
فحسم طِراد الأمر .." إذن تعالي معي لمكتبي لنتحدث في وجباتك هنا لحين تنتهي جدتي من تناول فطورها "
التفتت نجمة لفريدة كأنها تسألها ماذا تفعل فهزت هذه الأخيرة رأسها مطمئنه فتحركت نجمة لتذهب معه تركا الردهة الواسعة و سارا في ممر قصير على كلا جانبيه أبواب لغرف فتح الأخير على اليمين ليدلف لمكتب واسع يحتوي على مكتبة كبيرة تحتوي على العديد و العديد من الكتب القديمة و الجديدة في المنتصف مكتب من الخشب اللاماع و مقعد دوار أشار إليها لتجلس على أحد المقعدين أمام المكتب و جلس هو في مقعدة الدوار ..جلست نجمة بصمت تنتظر حديثه و هى تتطلع عليه بتفحص لا تصدق للأن أن هذا حفيد الجدة فهو يبدو قاسي القلب و حاد الحديث و متذمر دوماً ليس كجدته الطيبة الحنون كان يجلس بصمت ينظر إليها هو الآخر هل هذه نجمة التي كانت جدته تتحدث عنها دوماً لدرجة الملل من الإستماع ...على غير وعي منها ركزت نظرها على جرح وجهه بلونه الأحمر الذي يتعارض مع بشرته السمراء كان يبدأ من حاجبه ليمر بوجنته لينتهي جوار فكه العلوي و كأن سكين حاد شق وجهه كان يزيده لا تعرف التعبير المناسب يزيده وسامة أم يزيده قساوة أم غموض أم جاذبية أم كل هذا ..يا إلهي نجمة أنه جرح و ليس وشماً ليزين وجهه مؤكد تألم عندما أصيب به ..لاحظ طِراد نظراتها إليه فعقد حاجبيه بغضب فدنا من مكتبه بجسده و هو يفرقع بأصبعيه أمام عينيها لتنتفض بخجل و هو يقول بحدة .." إلى ما تنظرين آنسة "
ردت نجمة بدون أن تفكر في عواقب ما ستتفوه به و ببرائة أجابت ..
" إلى جرح وجهك سيدي أنه أنه ..."
قاطعها طِراد غاضبا و هو يرفع إصبعه في وجهها بتحذير .." أسمعي آنسة نجمة أنت هنا من أجل جدتي فقط و لا شئ أخر ستهتمين بها و بشؤنها أما أنا لا شأن لك بي هل تفهمين لا شأن لك بي و لا بجرحي و لا شئ أتفقنا ..هذا إذا كنتي تريدين هذه الوظيفة حقاً و تحتاجينها "
هزت رأسها موافقة فأكمل ببرود .." و الآن سنتحدث في واجباتك هنا و مواعيد عملك و كما قلت منذ قليل أنت من أجل الجدة و كما فهمت منها هى تريدك مرافقة لها لإنشغالي بعملي إذن أنت كذلك بالإضافة إلى موعد دوائها دوماً تتنساه أرجو منك الإهتمام بذلك ..ستأتين صباحاً و ترحلين ليلا عندما أتي أنا كنت أريد أخرى تقيم معنا و لكن جدتي تريدك أنت و أنا أعلم أن عائلتك لن تسمح لك بالمبيت خارجا "
هزت نجمة رأسها بصمت تؤكد حديثه فأكمل .." حسنا ستكون لك غرفة هنا إحطياطيا إذا إحتاجت جدتي أن تمكثي معها يوماً و بنفسي سأخذ إذن والديك أما بالنسبة لراتبك فهو ...." ذكر رقما جعل عيناها تتسع و بدون وعي منها قالت .." لكن هذا كثير و جدتي قالت إنه .."
قاطعها ينظر إليها بتعجب .." جدتي ليس لها شأن براتبك و أنا من سيدفع و أقيم كم ستتقاضين أن لم يعجبك الراتب "
قاطعته نجمة .." يعجبني سيدي لا أعترض فقط ظننت جدتي ضغطت عليك لتزيده لي "
قال بحنق .." أخبرتك أن جدتي ليس " أكملت نجمة معه " شأن براتبي حسنا سيدي أرحتني "
صمت كلاهما يتفحصان بعضهما البعض بندية كانت تنظر لجرحه بشرود متسأله كيف يا ترى أصيب به هل تسأل الجدة أم أن هذا يعد وقاحة منها ..عاد للحديث مرة أخرى ليعيدها من شرودها و هو ينهي حديثه قائلاً .." هل هذا مفهوم آنسة نجمة "
هزت رأسها موافقة لا تعرف على ما وافقت للتو فنهضت لتنصرف فقال بحدة .." لم أسمح لك بالإنصراف يا آنسة فأنا لم أنهي حديثي "
جلست مرة أخرى بضيق فسألها ببرود .." ما إسمك "
تعجبت نجمة فهو منذ جلوسه و هو يقول نجمة نجمة ظنت أنه يسأل عن إسم أبيها فقالت تجيبه ..." نجمة محمود طاهر سيدي "
وجد طِراد نفسه يطيل الحديث معها مدعيا عدم معرفته لإسمها رغم أنه يعلمه من جدته التي أوشكت على زرعه داخل رأسه من كثرة حديثها عنها ..نجمة قالت .. نجمة فعلت ..نجمة ..نجمة..نجمة.. كانت كما قالت جدته عنها جميلة جميلة جدا رغم بساطة ملبسها و احتشامها و لكنها ...لكنها....لكنها ماذا طِراد.. لم يشعر أنه رأها من قبل هل كثرة حديث جدته عنها جعلتها مجسده أمامه لدرجة شعوره هذا بمعرفتها من قبل قال يسألها .." كم عمرك نجمة .."؟؟
أجابت بهدوء .." ثلاثة و عشرون سيدي و بضعة أشهر و يومين "
أبتسم طِراد لأول مرة منذ رأته فتنهدت براحة و هو يجيب .." حسنا نجمة تستطيعين الذهاب الآن لجدتي للحديث حول عملك معها متي تريدك أن تبدأين "
أنصرفت نجمة متعجبة من تصرفات هذا الحفيد للجدة فريدة الذي يتحول من ثلج لنار في نفس الوقت.. أغلقت الباب خلفها بهدوء .. فعقد طِراد حاجبيه فهو يكبرها باثنا عشر عاماً كيف لجدته أن تريده أن يتزوجها فهى تبدو طفلة بالنسبة له نهر نفسه طفلة أم لا ليس لي شأن بها .. جدتي تريدها و هى معها فليكن و لكن لتبتعد عني فقط نهض ليخرج من مكتبه ليبدل ملابسه و يذهب لرؤية كريم فهو يحتاج أن يبتعد قليلاً عن هنا و عنها ...
**********************
وضعت الطعام على الطاولة و هى تنادي بصوت عال حتى يسمعها و يأتي هو الآخر ..فهى منذ عودتها و هو يمتنع عن الحديث معها أو حتى الجلوس معها في نفس الغرفة ..." وسيم حبيبي تعال لقد جهزت الطعام " خرج وسيم راكضا و هو يضمها بقوة و يقبلها بكثرة قائلاً ..
" أمي أنا أحبك كثيرا " فهو للأن لم يصدق أنه له أم حية ظن أنها توفيت و والده لم يخبره فهو كان صغيراً جداً و لا يتذكر ذلك الوقت عندما رحلت لم يفهم لما تركته و والده مادامت حية ..أبتسمت صبا بحنان فهى لم تصدق أن وسيم سيتقبلها فوراً بعد هذه السنوات التي تركته بها ضمته بحب و حنان و عينيها تملع بالدمع فرحا لتقبل صغيرها لعودتها ببساطة خرج من غرفته ليرها تحتضن وسيم فشعر بالألم و الغضب و السعادة لصغيره مشاعر متضاربة داخله تجتاحه تجاهها فهو لم و لن يسامحها لم فعلت بهم جميعاً هو و صغيره .. عاد يتذكر ذلك اليوم عندما فقدت وعيها بين ذراعيه يوم عودتها و لم يستوعب عقله بعد أنها كانت تبحث عنهم لما تبحث عنهم و هو ترك عنوانه الجديد لوالديها عندما ترغب أن ترى طفلها رغم خيانتها له بتركه دون ذكر سبب فهو يعلم أنه سيأتي يوم و تشتاق لصغيرها و تأتي لرؤيته و هو لم يكن سيمنعها من ذلك أبدا من أجل صغيره فقط لم يصدق أن والديها لم يخبراها بعنوان منزله الجديد لم يفعلان ذلك تنحنح تامر فأبتعدت صبا عن وسيم تمسح دموعها بيدها فتألم لرؤيتها حزينة و لكنه قسى قلبه فمازال غاضبا منها فقال ببرود متجاهلا إياها .." تعال وسيم لتتناول الطعام فلديك مدرسة صباحاً و لا نريدك أن تتأخر عليها أليس كذلك "
هز وسيم رأسه و أمسك بيدها متجها للطاولة .." هيا أمي لنتناول الطعام و سأنام اليوم معكي في غرفتك أتفقنا "
نظرت صبا لتامر تسأله رأيه فهى للأن تشعر بأنها غريبة و لا يحق لها التصرف كما يحلو لها طالما لم يسامحها هو حتى لم يستمع إليها ليعرف أين كانت هذه السنوات و لم يصدق أنها لم تعرف عنوانه حقاً و أن والديها أخفيا الأمر عنها و أنهم يعلمون مكانهم منذ سنوات أغمضت عينيها بألم سامحك الله أمي سامحك الله أبي على ما فعلتماه بي فتحت عينيها على صوته الغاضب .." أجلس وسيم يكفي إضاعة وقت"
جلسوا جميعاً حول المائدة يتناولون الطعام بصمت و وسيم ينظر لوالديه بحيرة متسألا لم لا ينام والديه في غرفة واحدة كما كان يفعل مع زوجته البغيضة تلك انهو طعامهم فنهض تامر ليذهب لغرفته و صبا تقول لوسيم .." حبيبي أذهب لغرفتك و حين أنتهي من التنظيف سأتي إليك "
نهض وسيم ليذهب لغرفته فأنهت صبا تنظيف و ترتيب المطبخ و صنعت فنجان قهوة كما يحبه زوجها بدون سكر مع بعض الحليب و أتجهت لغرفته تطرق بابها بهدوء لم تسمع صوت ففتحت الباب و دلفت للغرفة كان يضجع على الفراش واضعا يده على عينيه و قد نزع قميصه و ظل عاري الصدر كما كان يفعل دوماً كانت توبخه على ذلك لكثرة ما كان يصاب بالبرد كان قد نحف كثيرا عن ما كان منذ سنوات و برزت عضلاته فهى تعلم أنه كان يذهب للنادي من قبل للتمرن بسبب جلوسه وقت طويل في مكتبه و يبدو أنه ذاد من ساعات مرانه قالت بهدوء ..
" تامر أحضرت لك قهوتك "
رفع يده عن وجهه و قال ببرود .." لا أريد صبا لم أعد أحبها كأشياء أخرى كثيرة يمكنك الخروج الآن "
قالت بصوت متألم هل يقصدها من ضمن الأشياء التي لم يعد يحبها لم لا يعطيها فرصة للحديث لتشرح له ما حدث منذ سنوات لما .." تامر أرجوك أستمع إلي "
نهض من سريره يتجه إليها بغضب يمسك بذراعيها بعنف لتقع القهوة على الأرض و تصيب قدميها فتصرخ متألمة من سخونتها فأمسك بها يجلسها على الفراش ليرى ما أصابها و هو يزفر بضيق .." أنتظرى هنا سأجلب لك دواء لقدمك "
خرج و عاد في ثوان و جلس أمامها هو يمسك بقدميها يجففها بمنشفة صغيرة ليضع عليها دهانا ليسكنها كانت تبكي بصوت خافت متألمة فتنهد بحزن و نهض من أمامها يشد شعره بقوة .." لم تفعلين هذا صبا لم لا تبتعدين عني فقط و تكتفين بطفلك فأنا لن أسامحك لما فعلته بي "
قالت بلوعة .." أحبك تامر أحبك و لن أحب غيرك لم لا تفهم هذا "
رد ساخر و هو يشعر بقلبه يخفق من شدة الألم .." تحبينني حقاً صبا أين حبك هذا عندما تركتني و طفلي منذ سنوات بدون حتى ذكر سبب حتى لو كان واهيا كنت على الأقل التمست لك العذر "
رفعت يدها تحاول لمسه يأسة .." أرجوك تامر أسمعني فقط سأخبرك بما حدث فقط أستمع رجاءا "
أتجه إلى باب الغرفة و فتحه قائلاً .." لا تجعلي وسيم ينتظر كثيرا صبا فهو السبب الوحيد لبقائك هنا "
نهضت بألم لتخرج فلتعطيه بعض الوقت بعد ليهدء هى لن تيأس أبدا فهى ظلت عامين تبحث عنهم ولن تيأس من يومين ... " حسنا تامر تصبح على خير"
أغلق الباب خلفها و أستند بجسده عليه و هو يهتف بألم .." و أنا صبا مازلت أحبك أحبك صبا أحبك حبيبتي "
أبتعدت بهدوء و أبتسامة راحة و أمل ترتسم على وجهها
" حبيبتي إلى أين أنت ذاهبه ألم تقولي أنك تركت عملك " قالتها والدة نجمة متسأله وهى تقف في غرفتها تنظر إليها و تراها قد بدلت ملابسها أجابتها نجمة باسمة ..
" لقد وجدت عملا جديداً أمي أدعو لي أن يكون جيداً و أستمر به طويلاً هذه المرة " تنهدت والدتها براحة .." أتمنى حبيبتي و الآن إذا كنتي ذاهبه تعالى لتناول الفطور حتى يكون لديك طاقة لبدء يومك "
هزت رأسها و قالت نجمة.." حسنا سأتي بعد قليل أمي "
خرجت والدتها لتجد الولدين قد انهيا طعامهم و ذاهبين للمدرسة و جميلة التي نهضت لتستعد هي الأخري قائلة .." أمي أريد النقود التي أخبرتك عنها لنشاط المدرسة اليوم آخر موعد و إذا لم أدفع ستذهب درجات نشاطي هذا العام " كانت نجمة قد أستعدت و خرجت على حديث شقيقتها فسألتها قبل أن تجيبها والدتها .." كم تحتاجين جميلة الجميلات "
تذمرت جميلة قائلة .." أخبرتك مرارا ألا تقولي جميلة الجميلات نجمة خاصةً أمام شقيقيكي حتى لا يسخرن مني "
تعجبت نجمة و تسألت .." و لما هل أنا أذمك أنا أمدحك يا آنسة "
زمت جميلة شفتيها بضيق فقالت نجمة بنفاذ صبر فشقيقتها غريبة الأطوار حقاً لا تحب أحدا يدللها أو يضحك معها متزمتة للغاية هذه الفتاة كانت والدتهم تنتظر نهاية المحادثة لتحادث نجمة عن عملها الجديد و أين وجدته .." كم تريدين جميلة لتذهبي للمدرسة حتى لا تتأخرين "
ردت جميلة بضيق .. " عشرون "
أخرجت نجمة النقود من حقيبتها و أعطتها لها قائلة .." هيا أذهبي "
أنصرفت جميلة لترتدي ملابسها و جلست نجمة لتتناول الطعام سأله ..
" أين أبي ألم يستيقظ بعد "
جلست والدتها على المقعد المقابل .." لا ليس بعد تعلمين اليوم الذي يذهب فيه للعلاج يكون صعب و متعب "
هزت نجمة رأسها موافقة فوالدها يذهب لجلسة العلاج مرتين أسبوعياً و اليوم التالي دوما يكون متعبا له فيحتاج للفترة راحة .. سألتها والدتها .." أخبريني عن عملك الجديد نجمة كيف وجدته و أين سيكون"
أجابت نجمة .." اليوم أمي سأخبرك بكل شئ فقط أعود أتفقنا "
أومأت برأسها و أكملا تناول الفطور بصمت بعد أن أنتهت نجمة أخذت حقيبتها و قبلت والدتها و أنصرفت لتذهب لموعدها مع الجدة فريدة.
★
وقفت أمام باب القصر الكبير تنظر إليه بدهشة و هى تنظر للورقة في يدها متسأله هل هذا هو منزل الجدة فريدة ..أخبرت حارس البوابة بهويتها فسمح لها بالدخول ..دلفت إلى المكان تنظر حولها بصدمة فهذه الحديقة مساحتها أكبر من تلك التي تذهب إليها مع الولدين و الجدة و وسيم كل إجازة نظرت لأشجار البرتقال و الليمون الحامض و التفاح الاخضر و الموز و هناك كوخ مفتوح من الخشب تتسلق عليه كرمة بأوراقها الجافة و حول الكوخ اصص الورود تنفست بعمق لتختلط روائح عطرية داخل أنفها من الورود و أشجار الفاكهة سارت في ممر طويل ممهد لباب المنزل على جانبيه شجيرات الزهور كالريحان و الياسمين و البنفسج زمت شفتيها حانقة و هى تحادث نفسها .." جدتي فريدة ما الذي يأتي بك لحديقتنا المتواضعة و لديك كل هذا هنا " كانت تتجه للباب الخشبي اللامع في نهاية الممر لتصعد عدة درجات لتدق على الباب بحلقة حديديه كالتي تراها في الأفلام القديمة على باب القصور ..أنتظرت قليلاً لتفتح لها شابة تقريباً في مثل عمرها أو أكبر عاما أو عامين تنظر إليها بتساؤل كانت ملامحها ناعمة و ملابسها ضيقة طويلة تحدد حنايا جسدها الأنثوي تضع زينة وجه رقيقة و تجمع شعرها القصير في زيل حصان يصل لكتفيها سألتها الفتاة بصوت ناعم كمظهرها .." من تريدين آنستي "
سمعت نجمة صوت عصا فريدة و صوتها و هى تهتف .." أتركيها سهر لتدلف هى أتية لرؤيتي "
تنحت سهر لتسمح لنجمة بالدخول تنظر حولها بذهول وهى ترى ما يحيط بها من مظاهر ثراء من أثاث و تحف و سجاد ناعم و أرضيات لامعة فنظرت إلى فريدة التي كانت تمسك بعصاها و ترتدي ثوب طويل أزرق و تجمع شعرها في عقدة و قد خالط بياضة بسواده نظرت إليها نجمة بعتاب قائلة .." أنت ثرية جدتي "
أبتسمت فريدة ثم ما لبثت أن ضحكت و هى تمد يدها لنجمة لتقترب منها و تمسك بيدها و هى تكمل .." أنت ثرية ثرية للغاية و كنتي تجعليني أجلب الطعام كل إجازة أنت حتى لم تجلبي لنا من ذلك التفاح في الخارج جدتي أنت .."
قاطعتها فريدة بمرح .." و أنت غبية للغاية نجمة أن لم أكن ثرية هل سيكون لدي سائق يأتي بي و يأخذني عند الذهاب أن لم أكن. ثرية هل كنت سأعرض عليك وظيفة أن لم أكن ثرية ."
قاطعتها نجمة .." و لكن ليس هكذا جدتي أنت فاحشة الثراء ."
قاطعها صوت رجولي خشن جعلها تنتفض و هى تستدير لترى مصدره يقول بغضب .." و هل يهمك الأمر أن كانت ثرية أم لا يا آنسة "
نظرت نجمة لفريدة متسأله فهمست بخفوت .." حفيدي "
التفتت إليه نجمة لترى أمامها رجل طويل قوي البنية يرتدي بذلة سوداء تظهر عضلات جسده نظرت إليه بتفحص مفكرة أين رأته من قبل كان شعره الطويل مصففا للخلف دنا منهم فرأت جرح كبير في وجهه فأتسعت عينيها بدهشة فهو الرجل الذي صدمت به ذلك اليوم تذكرته من جرح وجهه فهو كبير للغاية من حاجبه الأيمن لنهاية فكه و لكن وقتها كان يختفي داخل شعيرات ذقنه الطويلة أتجهت عيناها لفتحة قميصه لتنظر لجرح عنقه متسأله كيف أصيب بهكذا جروح و لكنه كان يقفل قميصه لعنقه فلم تستطع رؤيته ..كان يقف أمامهم بجسد متصلب و أستعداد و كأنه ينتظر شيئاً ليحدث أجابت بهدوء ردا على سؤاله السابق .." نعم سيدي يهمني الأمر فجدتي كانت تجعلني أحضر الطعام كل إجازة في نزهتنا في الحديقة "
أنفجرت فريدة ضاحكة و هى تقول .." كفاكي غباء نجمة ستصدمين طِراد و يظن أنك بخيلة لا تريدين إطعام جدته "
التفتت إليها نجمة بمكر .." هذا طِراد حفيدك جدتي صحيح "
هزت فريدة رأسها متذكرة ما قالته نجمة من قبل على أن يأتي و يلعب مع وسيم كتمت نجمة ضحكتها عندما أتى على بالها نفس الشئ فزمت شفتيها و قالت بحنق و صوت خافت .." جدتي تعمدتي خداعي وقتها أليس كذلك "
أبتسمت فريدة فقال طِراد يقاطع حديثهم الجانبي بحدة فيبدو أن تلك الفتاة على علاقة وثيقة بجدته و قريبة منها مثله تماماً .." ليس لدي اليوم بطولة لسماع حديثكم النسائي هذا فلدي عمل و بسبب مجيئك هنا تأخرت عليه هل نتحدث رجاء في تفاصيل عملك لأرحل لعملي "
نظرت إليه جدته بتعجب فهو قد اخبرها أنه سيذهب لرؤية كريم اليوم لما العجلة إذن قالت فريدة بهدوء .." فلنتناول الفطور أولا فأنا لم أفعل إنتظار لمجئ نجمة و لن نتحدث في شئ قبل ذلك "
قالت نجمة و هى تنظر إليه نظرة جانبية فهذا الرجل يبدو نافذ الصبر و يريد التخلص منها بسرعة و هى لا تريد أثارة حنقة عليها أكثر بتعطيله عن عمله أكثر من ذلك .." أسفة جدتي لقد تناولت فطوري منذ قليل و لا أستطيع تناول شئ آخر "
فحسم طِراد الأمر .." إذن تعالي معي لمكتبي لنتحدث في وجباتك هنا لحين تنتهي جدتي من تناول فطورها "
التفتت نجمة لفريدة كأنها تسألها ماذا تفعل فهزت هذه الأخيرة رأسها مطمئنه فتحركت نجمة لتذهب معه تركا الردهة الواسعة و سارا في ممر قصير على كلا جانبيه أبواب لغرف فتح الأخير على اليمين ليدلف لمكتب واسع يحتوي على مكتبة كبيرة تحتوي على العديد و العديد من الكتب القديمة و الجديدة في المنتصف مكتب من الخشب اللاماع و مقعد دوار أشار إليها لتجلس على أحد المقعدين أمام المكتب و جلس هو في مقعدة الدوار ..جلست نجمة بصمت تنتظر حديثه و هى تتطلع عليه بتفحص لا تصدق للأن أن هذا حفيد الجدة فهو يبدو قاسي القلب و حاد الحديث و متذمر دوماً ليس كجدته الطيبة الحنون كان يجلس بصمت ينظر إليها هو الآخر هل هذه نجمة التي كانت جدته تتحدث عنها دوماً لدرجة الملل من الإستماع ...على غير وعي منها ركزت نظرها على جرح وجهه بلونه الأحمر الذي يتعارض مع بشرته السمراء كان يبدأ من حاجبه ليمر بوجنته لينتهي جوار فكه العلوي و كأن سكين حاد شق وجهه كان يزيده لا تعرف التعبير المناسب يزيده وسامة أم يزيده قساوة أم غموض أم جاذبية أم كل هذا ..يا إلهي نجمة أنه جرح و ليس وشماً ليزين وجهه مؤكد تألم عندما أصيب به ..لاحظ طِراد نظراتها إليه فعقد حاجبيه بغضب فدنا من مكتبه بجسده و هو يفرقع بأصبعيه أمام عينيها لتنتفض بخجل و هو يقول بحدة .." إلى ما تنظرين آنسة "
ردت نجمة بدون أن تفكر في عواقب ما ستتفوه به و ببرائة أجابت ..
" إلى جرح وجهك سيدي أنه أنه ..."
قاطعها طِراد غاضبا و هو يرفع إصبعه في وجهها بتحذير .." أسمعي آنسة نجمة أنت هنا من أجل جدتي فقط و لا شئ أخر ستهتمين بها و بشؤنها أما أنا لا شأن لك بي هل تفهمين لا شأن لك بي و لا بجرحي و لا شئ أتفقنا ..هذا إذا كنتي تريدين هذه الوظيفة حقاً و تحتاجينها "
هزت رأسها موافقة فأكمل ببرود .." و الآن سنتحدث في واجباتك هنا و مواعيد عملك و كما قلت منذ قليل أنت من أجل الجدة و كما فهمت منها هى تريدك مرافقة لها لإنشغالي بعملي إذن أنت كذلك بالإضافة إلى موعد دوائها دوماً تتنساه أرجو منك الإهتمام بذلك ..ستأتين صباحاً و ترحلين ليلا عندما أتي أنا كنت أريد أخرى تقيم معنا و لكن جدتي تريدك أنت و أنا أعلم أن عائلتك لن تسمح لك بالمبيت خارجا "
هزت نجمة رأسها بصمت تؤكد حديثه فأكمل .." حسنا ستكون لك غرفة هنا إحطياطيا إذا إحتاجت جدتي أن تمكثي معها يوماً و بنفسي سأخذ إذن والديك أما بالنسبة لراتبك فهو ...." ذكر رقما جعل عيناها تتسع و بدون وعي منها قالت .." لكن هذا كثير و جدتي قالت إنه .."
قاطعها ينظر إليها بتعجب .." جدتي ليس لها شأن براتبك و أنا من سيدفع و أقيم كم ستتقاضين أن لم يعجبك الراتب "
قاطعته نجمة .." يعجبني سيدي لا أعترض فقط ظننت جدتي ضغطت عليك لتزيده لي "
قال بحنق .." أخبرتك أن جدتي ليس " أكملت نجمة معه " شأن براتبي حسنا سيدي أرحتني "
صمت كلاهما يتفحصان بعضهما البعض بندية كانت تنظر لجرحه بشرود متسأله كيف يا ترى أصيب به هل تسأل الجدة أم أن هذا يعد وقاحة منها ..عاد للحديث مرة أخرى ليعيدها من شرودها و هو ينهي حديثه قائلاً .." هل هذا مفهوم آنسة نجمة "
هزت رأسها موافقة لا تعرف على ما وافقت للتو فنهضت لتنصرف فقال بحدة .." لم أسمح لك بالإنصراف يا آنسة فأنا لم أنهي حديثي "
جلست مرة أخرى بضيق فسألها ببرود .." ما إسمك "
تعجبت نجمة فهو منذ جلوسه و هو يقول نجمة نجمة ظنت أنه يسأل عن إسم أبيها فقالت تجيبه ..." نجمة محمود طاهر سيدي "
وجد طِراد نفسه يطيل الحديث معها مدعيا عدم معرفته لإسمها رغم أنه يعلمه من جدته التي أوشكت على زرعه داخل رأسه من كثرة حديثها عنها ..نجمة قالت .. نجمة فعلت ..نجمة ..نجمة..نجمة.. كانت كما قالت جدته عنها جميلة جميلة جدا رغم بساطة ملبسها و احتشامها و لكنها ...لكنها....لكنها ماذا طِراد.. لم يشعر أنه رأها من قبل هل كثرة حديث جدته عنها جعلتها مجسده أمامه لدرجة شعوره هذا بمعرفتها من قبل قال يسألها .." كم عمرك نجمة .."؟؟
أجابت بهدوء .." ثلاثة و عشرون سيدي و بضعة أشهر و يومين "
أبتسم طِراد لأول مرة منذ رأته فتنهدت براحة و هو يجيب .." حسنا نجمة تستطيعين الذهاب الآن لجدتي للحديث حول عملك معها متي تريدك أن تبدأين "
أنصرفت نجمة متعجبة من تصرفات هذا الحفيد للجدة فريدة الذي يتحول من ثلج لنار في نفس الوقت.. أغلقت الباب خلفها بهدوء .. فعقد طِراد حاجبيه فهو يكبرها باثنا عشر عاماً كيف لجدته أن تريده أن يتزوجها فهى تبدو طفلة بالنسبة له نهر نفسه طفلة أم لا ليس لي شأن بها .. جدتي تريدها و هى معها فليكن و لكن لتبتعد عني فقط نهض ليخرج من مكتبه ليبدل ملابسه و يذهب لرؤية كريم فهو يحتاج أن يبتعد قليلاً عن هنا و عنها ...
**********************
وضعت الطعام على الطاولة و هى تنادي بصوت عال حتى يسمعها و يأتي هو الآخر ..فهى منذ عودتها و هو يمتنع عن الحديث معها أو حتى الجلوس معها في نفس الغرفة ..." وسيم حبيبي تعال لقد جهزت الطعام " خرج وسيم راكضا و هو يضمها بقوة و يقبلها بكثرة قائلاً ..
" أمي أنا أحبك كثيرا " فهو للأن لم يصدق أنه له أم حية ظن أنها توفيت و والده لم يخبره فهو كان صغيراً جداً و لا يتذكر ذلك الوقت عندما رحلت لم يفهم لما تركته و والده مادامت حية ..أبتسمت صبا بحنان فهى لم تصدق أن وسيم سيتقبلها فوراً بعد هذه السنوات التي تركته بها ضمته بحب و حنان و عينيها تملع بالدمع فرحا لتقبل صغيرها لعودتها ببساطة خرج من غرفته ليرها تحتضن وسيم فشعر بالألم و الغضب و السعادة لصغيره مشاعر متضاربة داخله تجتاحه تجاهها فهو لم و لن يسامحها لم فعلت بهم جميعاً هو و صغيره .. عاد يتذكر ذلك اليوم عندما فقدت وعيها بين ذراعيه يوم عودتها و لم يستوعب عقله بعد أنها كانت تبحث عنهم لما تبحث عنهم و هو ترك عنوانه الجديد لوالديها عندما ترغب أن ترى طفلها رغم خيانتها له بتركه دون ذكر سبب فهو يعلم أنه سيأتي يوم و تشتاق لصغيرها و تأتي لرؤيته و هو لم يكن سيمنعها من ذلك أبدا من أجل صغيره فقط لم يصدق أن والديها لم يخبراها بعنوان منزله الجديد لم يفعلان ذلك تنحنح تامر فأبتعدت صبا عن وسيم تمسح دموعها بيدها فتألم لرؤيتها حزينة و لكنه قسى قلبه فمازال غاضبا منها فقال ببرود متجاهلا إياها .." تعال وسيم لتتناول الطعام فلديك مدرسة صباحاً و لا نريدك أن تتأخر عليها أليس كذلك "
هز وسيم رأسه و أمسك بيدها متجها للطاولة .." هيا أمي لنتناول الطعام و سأنام اليوم معكي في غرفتك أتفقنا "
نظرت صبا لتامر تسأله رأيه فهى للأن تشعر بأنها غريبة و لا يحق لها التصرف كما يحلو لها طالما لم يسامحها هو حتى لم يستمع إليها ليعرف أين كانت هذه السنوات و لم يصدق أنها لم تعرف عنوانه حقاً و أن والديها أخفيا الأمر عنها و أنهم يعلمون مكانهم منذ سنوات أغمضت عينيها بألم سامحك الله أمي سامحك الله أبي على ما فعلتماه بي فتحت عينيها على صوته الغاضب .." أجلس وسيم يكفي إضاعة وقت"
جلسوا جميعاً حول المائدة يتناولون الطعام بصمت و وسيم ينظر لوالديه بحيرة متسألا لم لا ينام والديه في غرفة واحدة كما كان يفعل مع زوجته البغيضة تلك انهو طعامهم فنهض تامر ليذهب لغرفته و صبا تقول لوسيم .." حبيبي أذهب لغرفتك و حين أنتهي من التنظيف سأتي إليك "
نهض وسيم ليذهب لغرفته فأنهت صبا تنظيف و ترتيب المطبخ و صنعت فنجان قهوة كما يحبه زوجها بدون سكر مع بعض الحليب و أتجهت لغرفته تطرق بابها بهدوء لم تسمع صوت ففتحت الباب و دلفت للغرفة كان يضجع على الفراش واضعا يده على عينيه و قد نزع قميصه و ظل عاري الصدر كما كان يفعل دوماً كانت توبخه على ذلك لكثرة ما كان يصاب بالبرد كان قد نحف كثيرا عن ما كان منذ سنوات و برزت عضلاته فهى تعلم أنه كان يذهب للنادي من قبل للتمرن بسبب جلوسه وقت طويل في مكتبه و يبدو أنه ذاد من ساعات مرانه قالت بهدوء ..
" تامر أحضرت لك قهوتك "
رفع يده عن وجهه و قال ببرود .." لا أريد صبا لم أعد أحبها كأشياء أخرى كثيرة يمكنك الخروج الآن "
قالت بصوت متألم هل يقصدها من ضمن الأشياء التي لم يعد يحبها لم لا يعطيها فرصة للحديث لتشرح له ما حدث منذ سنوات لما .." تامر أرجوك أستمع إلي "
نهض من سريره يتجه إليها بغضب يمسك بذراعيها بعنف لتقع القهوة على الأرض و تصيب قدميها فتصرخ متألمة من سخونتها فأمسك بها يجلسها على الفراش ليرى ما أصابها و هو يزفر بضيق .." أنتظرى هنا سأجلب لك دواء لقدمك "
خرج و عاد في ثوان و جلس أمامها هو يمسك بقدميها يجففها بمنشفة صغيرة ليضع عليها دهانا ليسكنها كانت تبكي بصوت خافت متألمة فتنهد بحزن و نهض من أمامها يشد شعره بقوة .." لم تفعلين هذا صبا لم لا تبتعدين عني فقط و تكتفين بطفلك فأنا لن أسامحك لما فعلته بي "
قالت بلوعة .." أحبك تامر أحبك و لن أحب غيرك لم لا تفهم هذا "
رد ساخر و هو يشعر بقلبه يخفق من شدة الألم .." تحبينني حقاً صبا أين حبك هذا عندما تركتني و طفلي منذ سنوات بدون حتى ذكر سبب حتى لو كان واهيا كنت على الأقل التمست لك العذر "
رفعت يدها تحاول لمسه يأسة .." أرجوك تامر أسمعني فقط سأخبرك بما حدث فقط أستمع رجاءا "
أتجه إلى باب الغرفة و فتحه قائلاً .." لا تجعلي وسيم ينتظر كثيرا صبا فهو السبب الوحيد لبقائك هنا "
نهضت بألم لتخرج فلتعطيه بعض الوقت بعد ليهدء هى لن تيأس أبدا فهى ظلت عامين تبحث عنهم ولن تيأس من يومين ... " حسنا تامر تصبح على خير"
أغلق الباب خلفها و أستند بجسده عليه و هو يهتف بألم .." و أنا صبا مازلت أحبك أحبك صبا أحبك حبيبتي "
أبتعدت بهدوء و أبتسامة راحة و أمل ترتسم على وجهها