رواية جويرية حقي انا الفصل الثالث 3 بقلم ريحانة الجنة
الصدمة لسة مسيطرة على الجميع سواء دنيا واسامة وعيلة حذيفة اللي طبعااا عارفين الحكاية كلها. او أعمام دنيا وخصوصا وخالد ابن عمها.
حذيفة بشكل طلقائي وفطري لما عرف ان دول اعمام دنيا لقي ايده بتضم چويرية بقوة اكنه خايف لتبعد عنه. بس الغالب عليه الغضب اتجاههم.
حذيفة بثبات: اهلا وسهلا اتفضلوا. بس ياريتها تكون زيارة لبنت اخوكم مش اكتر من كدة.
عصام عم دنيا: انت تبقي مين اصلا. ويخصك ايه اذا كانت زيارة ولا لا.
اسامة بتماسك وقوة قرب منهم: على فكرة هو يخصوا الشيخ حذيفة زي اخويا تمام ومافيش حاجة عندنا نخبيها، واتمني زي ما قالكم تكون زيارتكم دي بريئة لبنت اخوكم. وعموما أهلا وسهلا بيكم بيتنا موجود هنا شرفتونا...
فاروق بعصبية مسك اسامة من هدومه بغيظ: انت ياللا انت هتسوق الهبل ولا ايه، انت تفضحنا وتخلي بنتنا تهرب وتتجوزك وتقول زيارة بريئة. ده انا هشرب من دمك.
الحاج بلال تدخل يفك التشابك ده: يا جمااعة استهدوا بالله. مش كدة ده انتم اهل وبينكم نسب، اتفضلوا يا جماعة نقعد ونتكلم بهدوء وبالمعروف...
عصام بعصبية: لا في هدوء ولا معروف. احنا جاين ناخد بنت اخونا ونمشي والواد النصاب ده هيطلقها دلوقتي حالا.
حذيفة بيحاول يتملك غضبه لانه بيخاف يغلط او يسئ لالتزامه بأي تصرف. اخد چويرية واداها لامه بهدوء وقرب من عصام بثقة وعقل.
حذيفة بثقة: اولا من وقت ما دخلتم وانتم بتغلطوا وتهددوا. وكلنا بنطلب منكم بالادب والعقل نقعد ونتكلم وانتم مصممين تفضلوا تغلطوا بشكل مستفز. فما فيش غير حل من اتنين، يا ايما نقعد زي اي ناس خلقها ربنا محترمة، يا ايما تتفضلوا تاخدوا بعضكم كدة وبالسلامة. ومالكوش عندنا حاجة. دي واحدة بالغة واتجوزت بولي مأاجرمتش. وهي حاليا في عصمة راجل هو الوحيد اللي له حكم وكلمة عليها، يعني لو الدنيا اتهدت مدام دنيا مش هتتحرك خطوة واحدة من هنا، هاه تتفضلوا تقعدوا ولا نقول شرفتونا الشوية دول.
خالد بعصبية قرب من حذيفة ومد ايده يزقه بقوة. بس قبل ما يعمل ده لقي ايد حذيفة ضغطت على ايده بقوة وهو غضبان: ايدك جنبك علشان انا بحاول اكون هادي معاكم بس انت كدة هتخليني اتعامل معاك بإسلوب مش هيعجبك...
عصام بغيظ: هو فيه ايه انتم بتهددونا ولا ايه. احنا في ثانية ممكن نخليها دم ومش هتفرق معانا حاجة.
مصعب قرب من عصام وبغرور: لو فاكر اننا هنخاف من الكلام ده تبقي غلطان انت هنا في منطقة رجالة مش خرفان ومافيش واحد مننا هيسبكم تخرجوا من هنا بيها ولا تاذوها هي ولا اسامة. دول مش لوحدهم المنطقة كلها معانا ومش هتعرفوا تعملوا حاجة. ولو حابين تجربوا جربوا. ونشوف الدم هيسيل من مين فينا بالظبط.
فاروق بص لعصام وخالد اكنه بيقولهم اهدوا. ورجع بص لدنيا بغيظ وتوعد. ونده عليها. ايه مش ناوية تيجي تسلمي على عمامك ولا ايه. هتفضلي واقفة بعيد كدة؟!
دنيا بصت لأسامة برعب وهي بتبكي وخايفة واسامة هز راسه يطمنها. قربت من عمها ووقفت قصاده بخوف...
فاروق بغيظ منها: انا عايز اقولك اني اقدر اخادك دلوقتي ولو فيها دبحك بس مادمتي خرجتي عن طوعنا تبقي ما تلزميناش. انا اللي يلزمني ان تعبنا وشقانا ومالنا مايروحش للغريب ولا للطمعان ده.
دنيا بتردد ودموع: لا يا عميى. ااااسامة مش طمعان ولا عمره كان غريب ده اقرب ليا من نفسي، الله يخليك يا عمي سبنا في حالنا كمان احنا دلوقتي مابقناش لوحدنا. اااحنا ربنا رزقنا بچويرية...
فاروق بدهشة بص على چويرية بغصب: هي دي بنتك!؟..
دنيا هزت راسها بخوف: ااايوة دي چويرية بنتنا.
خالد بغيظ: قرب من دنيا ومسكها من ايديها بعصبية: انتي كمان خلفتي منه طب هيطلقك غصب عنه وعنك.
بس قبل ما اسامة يتحرك لقي لكمة قوية من حذيفة لخالد وقعته في الارض.
حذيفة بغضب: انت بني آدم مش محترم ولا عندك اخلاق. علشان تمد ايدك على واحدة ماتحلش ليك وكمان متجوزة. لو فكرت تمد ايدك عليها تاني ماحدش هيسكتلك واحنا قبل جوزها انت فاهم.
خالد قام بسرعة ولسة هيقرب من حذيفة مصعب وقف قصاده...
مصعب بعصبية: وبعدين معاكم بقي انتم جاين ناوين شر ولا ايه، قسما بالله انا بس لو بصيت من الشباك ده هي كلمة واحدة بس وهتلاقي البيت ده ملغم رجالة تخرجكم من هنا على ظهركم وسايحين في دمكم.
أسامة بغل و هو حاضن دنيا وهي خايفة وبتعيط: من الاخر كدة انتم عايزين ايه؟!
فاروق بتصميم: دنيا تمضي على التنازل وتغور بيها...
أسامة بص لدنيا بثبات ودنيا بتبصله برجاء ما يضيعش حقها وحق ابوها وتعبه وبقوة رد على فاروق: انا لما حبيت دنيا و اتجوزتها عمري ما فكرت في فلوس ولا املاك. وربنا يعلم انها لو عندها مال الدنيا عمر عنيا ما هتشوفه ولا ايدي هتتمد عليه. وانا لو عليا اخليها تتنازل هي وبنتي عندي بالدنيا ومالها.
بس عمري ما هغصبها زي ماوانتم غصبتوها. هي مش عايزة تتنازل عن حقها ومال ابوها وانا جنبها ومش هسيبها وهقف جنبها قصاد اي حد مهما كان، ومن بكرة هشوف محامي يخلص كل اجراءات ورثها ومراتي هتاخد حقها منكم برضاكم او غصب عنكم، وده اخر كلام عندي. وشرفتونا اوي وكفاية بقي سيبونا في حالنا...
حذيفة كان فرحان من موقف اسامة ومواجهته ليهم وانه بيدافع عن مراته بكل قوة بص لاعمامها وخالد بقوة وغرور: اظن الكلام واضح والرسالة وصلت شرفتونا.
فاروق بص لعصام وخالد بصدمة من رد اسامة وموقفه وحس انه مستقوي بوجوده وسط عيلة حذيفة...
فاروق قرب من اسامة ودنيا وبتوعد وشر: ورحمة اخويا وابوكي لحرق قلبك عليه. وهرجعك تعيشي تحت رجلينا وهربيكي من اول وجديد علشان ابوكي وانا معرفناش نربيكي. وهتشوفي يا بنت اخويا. ياللااااا بينا يا عصام.
خرجوا وخذيفة قفل الباب وبصلهم لقي دنيا منهارة وخايفة واسامة كمان واضح عليه الخوف والرعب بس بيتماسك ويمثل الثبات والقوة قصادهم وخصوصا دنيا، وشاف جويرية في حضن امه قرب واخدها منها وحضنها جواه احساس بالقلق من انها تبعد عنه او تتأذي هي او اسامة ودنيا.
فريدة قربت من دنيا وبحنان: بس يا بنتي ما تخفيش كلنا اهلك وهما مش هيقدروا يعملوا حاجة ابدااا. انتم مش لحدكم.
دنيا حضنتها وعيطت وبدموع ورجاء وقلب مقبوض: بالله عليكي يا ماما الحاجة لو جرالي حاجة خدي بالك من چويرية اوعي تخليهم ياخدوها، بنتي هتتبهدل وتشوف امر من اللي انا شوفته على ايديهم...
فريدة بقلق وعتاب: اخس عليكي ليه بتقولي كدة. هزعل منك ربنا كبير وهما مش ممكن ياذوكي ابدااا الدم يابنتي عمره مايهون للدرجة دي.
اسامة اخد حذيفة بعيد عنهم وبهدوء: حذيفة انت برغم انك اصغر مني بس انا بحسك اخويا الكبير وبثق فيك وفي دينك وعقلك، انا مش عارف ربنا كتبلي ايه. بس لو ليا نصيب في اي حاجة انا راضي. بس دنيا وجويرية آمانة عندك. عارف اني كدة ممكن اكون بحرجك. او بعملك مشكلة. وانك مالكش ذنب في كل اللي احنا فيه، بس هتصدقني لو قولتلك عمري ما هاتمن مخلوق عليهم غيرك، توعدني.
حذيفة بص لچويرية وزاد خوفه ومسؤليته ناحيتها واتنهد وهز راسه: اوعدك. بس قبل ما تودعني اهلك. استودعهم عند ربنا هو ربنا كلنا وهو اللي بإيده يحفظنا ويضرنا، ادعي ربك واستودعه زوجتك وبنتك. وربنا حفيظ ولازم تعرف ان كل شئ بيحصلنا بقدر. حياة وموت. جواز وخلفة، مال ورزق، كل شئ، ربنا يحفظك ليهم ويحفظهم ليك، وماتقلقش توكل على ربنا ثم اعتمد عليا وعلينا كلنا احنا ممكن ما نكنش اهل ودم واحد بس احنا بقينا اقرب من الدم كمان وانت اخي بجد ومدام دنيا زوجة اخي وابتسم وچوري حبيبتي اعتبرها بنتي زي ما هي بنتك مش ممكن اخلي حد ياذيها. اتطمن.
مر تقريبا شهرين في هدوء اعمام دنيا بعيد واسامة ودنيا مش عارفين هما بيدبروا لإيه ولا ناوين على ايه، بس كانوا بيحاولوا يطمنوا نفسهم انهم نسيوهم وسلموا بالامر الواقع، وفعلا اسامة طلب من محامي يتابع ورث دنيا ويخلصه علشان تاخد حقها، وخلال الفترة دي كانت القضية بدأت وبدأت الاجراءات الرسمية لمراجعة اعمامها ومراجعة الحسبات من وقت ما استلم فاروق عمها الوصاية عليها، وبدأت تظهر كل حاجة، وقتها هما قررروا انهم مش هينفع يضحوا بكل ده فجأة كدة وان لازم ينفذوا اللي هما بيجهزوا ليه.
عصام بعصبية: عجبك كدة فضلت تقولي نستني نستني، اهو كل حاجة بتروح من ايدينا. لا وكمان هنتحاسب عن كل جنيه دخل وخرج، انت مستني ايه انا مش فاهم.!؟
فاروق بخبث: كنت مستني الوقت المناسب، ماهو علشان انفذ اللي اتفقنا عليه. لازم يكونوا الاتنين مع بعض وبعيد عن البييت والمنطقة كلها. واحنا لازم نبقي بعيد تماما وكمان نكون ماشين في اجراءات تسليم الورث رسمي علشان يوم ما ينجبهم هنا ماحدش يشك فينا ونبقي بعيد عن الشبهة وكمان يوم ماحد منهم يشتكي كل ده هيكون في صالحنا لاننا لو لينا نية نهددها ماكناش مشينا في اجراءات الورث وسايبن المحاسبين يقلبوا في الحسابات وفي حقها بالعقل كدة، فهمت...
خالد بتفكير: طيب يا بابا ماهي لما تسلم ورثها لينا وتتنازل هننكشف...
فاروق بمكر: ومين قالك هتسلم وتمشي. دي هتتعذب وهي بتشوف جوزها الطمعان ده بيموت قصاد عنيها. وغصب عنه هيطلق وهي هتتحبس هنا لحد عدتها ماتخلص وانت هتكتب عليها. وبعدها كله هيبقي بينا مش برانا، الصبر انتم بس وكل حاجة هترجع في ايدينا. انا مرتب كل حاجة.
في بيت اسامة ودنيا خارجين من شقتهم ونازلين وقابلوا حذيفة.
حذيفة ابتسم: السلام عليكم. ازيك يا اسامة. واخد حبيبتي ورايح فين مش تستني لما تستأذن مني.
اسامة ودنيا ضحكوا: ههههههههههه.
اسامة: عندك حق مش تستاذني منه يا هانم.
حذيفة اخدها من اسامة وهي اتعلقت بيه وضحكت وهو حضنها: انتي تعملي حسابك ماعنديش بنات تخرج وتتأخر ترجعي بدري فاهمة...
چويرية ضحكت ببراءة وحذيفة باسها من خدها: ياللا روحي بقي ماتأخريش بابا وماما...
أسامة اخدها منه ونزل خطوتين ونده لحذيفة. : حذيفة.
حذيفة لفله قبل ما يدخل شقته بإهتمام: نعم يا أسامة.
أسامة ابتسم بهدوء: اوعي تنسي الامانة اللي انتهالك فاكرها.؟!
حذيفة قلبه انقبض وبتساؤل: ايوة فاكر، ليه بتقول كدة دلوقتي.!
اسامة ابتسم بخوف مداري: مافيش بس بفكرك، ياللا سلام عليكم.
حذيفة اتنهد بقلق: وعليكم السلام ورحمة الله. ربنا يحفظكم...
دنيا بهمس وفضول: خير آمانة ايه دي!؟
ادأسامة باسها من جبينها وابتسم: مافيش حبيبتي. ماتشغليش بالك انتي. ياللا بينا علشان نلحق نشتري لبس الكتوكوتة دي، وكمان هنجيب حاجة لحبيبتي...
دنيا ابتسمت برضا: بس حبيبتك مش عايزة حاجة عندي كتير. كفاية هنجيب لچوري.
أسامة بحنان: تؤتؤتؤ حبيبتي قبل چوري.
دنيا اتنهدت بحب: بس حبيبي بجد كفاية كدة، انا اصلا متأنبة اني حملتك فلوس المحامي. وانا عارفة الظروف.
أسامة حاوطها بإيده بحنان وباسها من جبينها: حبيبتي مافيش حمل ولا حاجة. كمان انا عملت سلفة من شغلي علشان اتعاب المحامي، ماتشليش هم.
دنيا بصتله بحب الدنيا. قد ايه حبها واتحمل علشانها. قد ايه بيحرم نفسه علشان يشوف بس البسمة مرسومة على ملامحها: انا بحبك اوي اوي يا اسامة...
اسامة ابتسم: وانا كمان بحبك وماعنديش اغلي منك ولا من چوري انتم عليتي واهلي ربنا يحميكم ليا...
دنيا جواها قلق على اسامة وچوري ومش عارفة ده سببه ايه، مشيت معاه وفعلا راحوا يجيبوا لبس لدنيا وچوري وهما راجعين ومبسوطين الشارع كان هادي والوقت اتأخر. اتفاجاوا بعربية كبيرة وقفت وتزل منها اشخاص ملثمين وشهم وملامحهم مخفية وكتفوهم ودخلوهم العربية، طبعااا كان المخدر انسب حل علشان الثلاثة ماحدش يسمع صوتهم. وبعد ما وصلت العربية للمكان اللي هي قصداه كان بور سعيد. في بيت قديم مهجور على البحر يخص اعمام دنيا، فاق أسامة ودنيا على صريخ چويرية وعياطها وهي في ايد فاروق...
دنيا بدموع ورعب: عمي؟، عمي ابوس ايدك بنتي لا بنتي لا ربنا يخليك.
فاروق ابتسم بشر: دلوقتي بتترجيني وخايفة عليها. مش كان قلبك قوي ومستقوية بالحرامي اللي جاي يقش مالنا.
مش كنتي رافعة قضية على عمك وعايزة تدخليه المحاكم، مش ده جوزك اللي فضلتيه علينا، اهو داوقتي قصادك هو وبنتك وهتشوفيهم بيموتوا قصاد عنيكي. علشان تبقي تعرفي تقفي قصادي تاني وتتحتمي في الغرب.
اسامة متكتف ومكتوم انفاسه مش عارف ينطق ولا يتكلم، وبيموت وهو كدة ومش عارف يحمي مراته وبنته دموعه نزلت وعنيه في عنيها بيعتذرلها عن شئ فوق طاقته واحتماله...
دنيا كانت بتبكي بحرقة ورعب وبرجاء: طب انا اسفة حقك عليا اطلب اللي يعجبك بس سيب اسامة وچويرية وحياتي وحياة كل يوم عشت فيه في بيتك ما تأذيهم. اااانا هتننازل. هههتنازل عن كل حاجة بس سيبنا في حالنا الله يخليك.
فاروق بخبث ماكر: لا خلاص مابقاش ينفع الكلام ده. دلوقتي انتي وهو مافيش قصادكم حل غير حل واحد بس...
دنيا واسامة بصوا لبعض بترقب. ودنيا سألته: حل ايه يا عمي ده.؟!
فاروق: اسامة يطلقك وحالا وعلى يد مأذون، وهيفضل هنا قصادنا لحد العدة ما تخلص وتتجوزي خالد. وبعدها هنسيبه. يمشي. غير كدة. هيموت بالبطئ كل يوم هنا قصادك...
دنيا بكت اكتر من قسوة الدنيا عليها، من مرار الايام، من ضعفها وقلة حيلتها، من كسرة زوجها قصادها وهو بيطلب منه يتخلي عن مراته لراجل غريب، بكت بقهرة قلب وروح على دموع زوجها اللي بتنزل بوجع عليها وعلى نفسه...
فاروق بضيق: هاه هتخليه يطلقك ولا اموتلك بنتك دي وهو وراها.
دنيا صرخت بخوف لانه مش بيهدد بس اللي زيه الشيطان عماه وخلال يستحل حق مش حقه بالاستماتة دي يخليه يعمل اي شئ وهو مغيب مش شايف غير الفلوس وبس.
دنيا بخوف: لا لا حرام عليك ذنبها ايه دي في كل ده...
فاروق شاور لخالد يفك انفاس أسامة وفكه واسامه نطق بجنون بعلو صوته.
أسامة: انت راجل مفتري وظالم وربنا هينتقم منك اشد انتقام، انت عايزني اسيب مراتي لإبنك ده بعدك مستحيل اطلقها مستحيل، ولو فيها موتي...
چويرية بتصرخ من الصوت والصريخ والخوف من اشخاص غريبة عنها وامها اللي شايفاها بس بعيدة مش في حضنها طفلة بريئة مش عارفة ولا فاهمة اي شئ بيجري حاوليها...
فاروق: ههههههههههه. ايه الرجولة وقوة القلب دي طيب انا وانت وهتشوف ان ما كنت تطلقها غصب عنك ما ابقاش المعلم فاروق. خالد فك البت دي تاخد بنتها تسكتها خوتتلي دماغي.
خالد فك دنيا وهي قامت تجري على چويرية وحضنتها بقوة ودموع.
عصام بشر: اظن بقي تسبهولي افش غلي منه. والينله دماغه دي علشان يطلق ونخلص...
فاروق قعد باشفي: وماله نلينله دماغه فش غلك وغلي بقي...
وبدأ عصام يضرب أسامة بغل وكره وغيظ، واسامة متكتف مش عارف حتى يدافع عن نفسه ولا يرد ضربة واحدة من ضربات عصام. وعصام كان بيضربه ضرب قاتل ضرب انتقام. كل ده وسط صريخ دنيا وچويرية. ورجاءها انهم يرحموه ويرحموها معاه هي كل ضربة ليه بترد في قلبها هي، بتوجعها هي، بتموتها هي...
فاروق بضيق: يوووووه خاااالد. خد الزفتة دي ارميها جوا هي وبنتها لحد ما نشوف اخرتها ايه مع الزفت ده كمان...
خالد اخد دنيا بالغصب ودخلها اوضة وقفل عليها بس سامعة صوت الضرب وصريخ اسامة بيمزعها بيقتل كل ذرة تماسك واحساس فيها...
عصام تعب من ضربه وأسامة كانت حالته صعبة وبيموت، خالد متغلظ منه وعايز يشغي غليله هو كمان...
خالد بغيظ: انا كمان عايز اربيه واعرفه انه اخد حاجة بتاعتي انا. غصب عني بس مش انا اللي يسيب حقه، وبدأ خالد يضرب اسامة بغل وجنون، وعصبية.
خالد: طلقها، انطق وطلق احسنلك...
أسامة روحه بتتسحب: مش هطلقها، موتني احسن...
خالد استفز من تصميمه وعنده فضل يضرب فيه بغيظ اكبر وغل اققوي وجنون رهيب، لحد ما أسامة انفاسه وقفت ودقات قلبه سكتت. خالد انصدم وبعد
خالد: بابا ده مات.
فاروق بصدمة: ايه!؟ مات. يا دي المصيبة...
دنيا لقت صوتهم سكت ومافيش اي صوت. قربت من للباب وسمعت لقت عصام بيزعق لخالد
عصام: الله يخربيتك ياوغشيم. قالته. هنعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي. دي مات. مات عارف يعتي ايه، مااات.
دنيا وقعت على الارض بصدمة ودموع مالهاش آخر، بضياع اخر امل واخر حاجة حلوة في دنيتها، بكت بحرقة وجنون وعدم استيعااب، وصرخت بكل صوتها وقلبها وروح بتموت بالحيا...
دنيا: ااااااااااه. لا. لا، اسامة لا، ليييية قتلتوه ليييه. ليييية. اسامة رد عليا، رد وقولي انك عايش رد علشان خاطري، رد. رد...
انتهت الحلقة. وعارفة انها مؤلمة بس الواقع فيه امر من كدة كتيير.
حذيفة بشكل طلقائي وفطري لما عرف ان دول اعمام دنيا لقي ايده بتضم چويرية بقوة اكنه خايف لتبعد عنه. بس الغالب عليه الغضب اتجاههم.
حذيفة بثبات: اهلا وسهلا اتفضلوا. بس ياريتها تكون زيارة لبنت اخوكم مش اكتر من كدة.
عصام عم دنيا: انت تبقي مين اصلا. ويخصك ايه اذا كانت زيارة ولا لا.
اسامة بتماسك وقوة قرب منهم: على فكرة هو يخصوا الشيخ حذيفة زي اخويا تمام ومافيش حاجة عندنا نخبيها، واتمني زي ما قالكم تكون زيارتكم دي بريئة لبنت اخوكم. وعموما أهلا وسهلا بيكم بيتنا موجود هنا شرفتونا...
فاروق بعصبية مسك اسامة من هدومه بغيظ: انت ياللا انت هتسوق الهبل ولا ايه، انت تفضحنا وتخلي بنتنا تهرب وتتجوزك وتقول زيارة بريئة. ده انا هشرب من دمك.
الحاج بلال تدخل يفك التشابك ده: يا جمااعة استهدوا بالله. مش كدة ده انتم اهل وبينكم نسب، اتفضلوا يا جماعة نقعد ونتكلم بهدوء وبالمعروف...
عصام بعصبية: لا في هدوء ولا معروف. احنا جاين ناخد بنت اخونا ونمشي والواد النصاب ده هيطلقها دلوقتي حالا.
حذيفة بيحاول يتملك غضبه لانه بيخاف يغلط او يسئ لالتزامه بأي تصرف. اخد چويرية واداها لامه بهدوء وقرب من عصام بثقة وعقل.
حذيفة بثقة: اولا من وقت ما دخلتم وانتم بتغلطوا وتهددوا. وكلنا بنطلب منكم بالادب والعقل نقعد ونتكلم وانتم مصممين تفضلوا تغلطوا بشكل مستفز. فما فيش غير حل من اتنين، يا ايما نقعد زي اي ناس خلقها ربنا محترمة، يا ايما تتفضلوا تاخدوا بعضكم كدة وبالسلامة. ومالكوش عندنا حاجة. دي واحدة بالغة واتجوزت بولي مأاجرمتش. وهي حاليا في عصمة راجل هو الوحيد اللي له حكم وكلمة عليها، يعني لو الدنيا اتهدت مدام دنيا مش هتتحرك خطوة واحدة من هنا، هاه تتفضلوا تقعدوا ولا نقول شرفتونا الشوية دول.
خالد بعصبية قرب من حذيفة ومد ايده يزقه بقوة. بس قبل ما يعمل ده لقي ايد حذيفة ضغطت على ايده بقوة وهو غضبان: ايدك جنبك علشان انا بحاول اكون هادي معاكم بس انت كدة هتخليني اتعامل معاك بإسلوب مش هيعجبك...
عصام بغيظ: هو فيه ايه انتم بتهددونا ولا ايه. احنا في ثانية ممكن نخليها دم ومش هتفرق معانا حاجة.
مصعب قرب من عصام وبغرور: لو فاكر اننا هنخاف من الكلام ده تبقي غلطان انت هنا في منطقة رجالة مش خرفان ومافيش واحد مننا هيسبكم تخرجوا من هنا بيها ولا تاذوها هي ولا اسامة. دول مش لوحدهم المنطقة كلها معانا ومش هتعرفوا تعملوا حاجة. ولو حابين تجربوا جربوا. ونشوف الدم هيسيل من مين فينا بالظبط.
فاروق بص لعصام وخالد اكنه بيقولهم اهدوا. ورجع بص لدنيا بغيظ وتوعد. ونده عليها. ايه مش ناوية تيجي تسلمي على عمامك ولا ايه. هتفضلي واقفة بعيد كدة؟!
دنيا بصت لأسامة برعب وهي بتبكي وخايفة واسامة هز راسه يطمنها. قربت من عمها ووقفت قصاده بخوف...
فاروق بغيظ منها: انا عايز اقولك اني اقدر اخادك دلوقتي ولو فيها دبحك بس مادمتي خرجتي عن طوعنا تبقي ما تلزميناش. انا اللي يلزمني ان تعبنا وشقانا ومالنا مايروحش للغريب ولا للطمعان ده.
دنيا بتردد ودموع: لا يا عميى. ااااسامة مش طمعان ولا عمره كان غريب ده اقرب ليا من نفسي، الله يخليك يا عمي سبنا في حالنا كمان احنا دلوقتي مابقناش لوحدنا. اااحنا ربنا رزقنا بچويرية...
فاروق بدهشة بص على چويرية بغصب: هي دي بنتك!؟..
دنيا هزت راسها بخوف: ااايوة دي چويرية بنتنا.
خالد بغيظ: قرب من دنيا ومسكها من ايديها بعصبية: انتي كمان خلفتي منه طب هيطلقك غصب عنه وعنك.
بس قبل ما اسامة يتحرك لقي لكمة قوية من حذيفة لخالد وقعته في الارض.
حذيفة بغضب: انت بني آدم مش محترم ولا عندك اخلاق. علشان تمد ايدك على واحدة ماتحلش ليك وكمان متجوزة. لو فكرت تمد ايدك عليها تاني ماحدش هيسكتلك واحنا قبل جوزها انت فاهم.
خالد قام بسرعة ولسة هيقرب من حذيفة مصعب وقف قصاده...
مصعب بعصبية: وبعدين معاكم بقي انتم جاين ناوين شر ولا ايه، قسما بالله انا بس لو بصيت من الشباك ده هي كلمة واحدة بس وهتلاقي البيت ده ملغم رجالة تخرجكم من هنا على ظهركم وسايحين في دمكم.
أسامة بغل و هو حاضن دنيا وهي خايفة وبتعيط: من الاخر كدة انتم عايزين ايه؟!
فاروق بتصميم: دنيا تمضي على التنازل وتغور بيها...
أسامة بص لدنيا بثبات ودنيا بتبصله برجاء ما يضيعش حقها وحق ابوها وتعبه وبقوة رد على فاروق: انا لما حبيت دنيا و اتجوزتها عمري ما فكرت في فلوس ولا املاك. وربنا يعلم انها لو عندها مال الدنيا عمر عنيا ما هتشوفه ولا ايدي هتتمد عليه. وانا لو عليا اخليها تتنازل هي وبنتي عندي بالدنيا ومالها.
بس عمري ما هغصبها زي ماوانتم غصبتوها. هي مش عايزة تتنازل عن حقها ومال ابوها وانا جنبها ومش هسيبها وهقف جنبها قصاد اي حد مهما كان، ومن بكرة هشوف محامي يخلص كل اجراءات ورثها ومراتي هتاخد حقها منكم برضاكم او غصب عنكم، وده اخر كلام عندي. وشرفتونا اوي وكفاية بقي سيبونا في حالنا...
حذيفة كان فرحان من موقف اسامة ومواجهته ليهم وانه بيدافع عن مراته بكل قوة بص لاعمامها وخالد بقوة وغرور: اظن الكلام واضح والرسالة وصلت شرفتونا.
فاروق بص لعصام وخالد بصدمة من رد اسامة وموقفه وحس انه مستقوي بوجوده وسط عيلة حذيفة...
فاروق قرب من اسامة ودنيا وبتوعد وشر: ورحمة اخويا وابوكي لحرق قلبك عليه. وهرجعك تعيشي تحت رجلينا وهربيكي من اول وجديد علشان ابوكي وانا معرفناش نربيكي. وهتشوفي يا بنت اخويا. ياللااااا بينا يا عصام.
خرجوا وخذيفة قفل الباب وبصلهم لقي دنيا منهارة وخايفة واسامة كمان واضح عليه الخوف والرعب بس بيتماسك ويمثل الثبات والقوة قصادهم وخصوصا دنيا، وشاف جويرية في حضن امه قرب واخدها منها وحضنها جواه احساس بالقلق من انها تبعد عنه او تتأذي هي او اسامة ودنيا.
فريدة قربت من دنيا وبحنان: بس يا بنتي ما تخفيش كلنا اهلك وهما مش هيقدروا يعملوا حاجة ابدااا. انتم مش لحدكم.
دنيا حضنتها وعيطت وبدموع ورجاء وقلب مقبوض: بالله عليكي يا ماما الحاجة لو جرالي حاجة خدي بالك من چويرية اوعي تخليهم ياخدوها، بنتي هتتبهدل وتشوف امر من اللي انا شوفته على ايديهم...
فريدة بقلق وعتاب: اخس عليكي ليه بتقولي كدة. هزعل منك ربنا كبير وهما مش ممكن ياذوكي ابدااا الدم يابنتي عمره مايهون للدرجة دي.
اسامة اخد حذيفة بعيد عنهم وبهدوء: حذيفة انت برغم انك اصغر مني بس انا بحسك اخويا الكبير وبثق فيك وفي دينك وعقلك، انا مش عارف ربنا كتبلي ايه. بس لو ليا نصيب في اي حاجة انا راضي. بس دنيا وجويرية آمانة عندك. عارف اني كدة ممكن اكون بحرجك. او بعملك مشكلة. وانك مالكش ذنب في كل اللي احنا فيه، بس هتصدقني لو قولتلك عمري ما هاتمن مخلوق عليهم غيرك، توعدني.
حذيفة بص لچويرية وزاد خوفه ومسؤليته ناحيتها واتنهد وهز راسه: اوعدك. بس قبل ما تودعني اهلك. استودعهم عند ربنا هو ربنا كلنا وهو اللي بإيده يحفظنا ويضرنا، ادعي ربك واستودعه زوجتك وبنتك. وربنا حفيظ ولازم تعرف ان كل شئ بيحصلنا بقدر. حياة وموت. جواز وخلفة، مال ورزق، كل شئ، ربنا يحفظك ليهم ويحفظهم ليك، وماتقلقش توكل على ربنا ثم اعتمد عليا وعلينا كلنا احنا ممكن ما نكنش اهل ودم واحد بس احنا بقينا اقرب من الدم كمان وانت اخي بجد ومدام دنيا زوجة اخي وابتسم وچوري حبيبتي اعتبرها بنتي زي ما هي بنتك مش ممكن اخلي حد ياذيها. اتطمن.
مر تقريبا شهرين في هدوء اعمام دنيا بعيد واسامة ودنيا مش عارفين هما بيدبروا لإيه ولا ناوين على ايه، بس كانوا بيحاولوا يطمنوا نفسهم انهم نسيوهم وسلموا بالامر الواقع، وفعلا اسامة طلب من محامي يتابع ورث دنيا ويخلصه علشان تاخد حقها، وخلال الفترة دي كانت القضية بدأت وبدأت الاجراءات الرسمية لمراجعة اعمامها ومراجعة الحسبات من وقت ما استلم فاروق عمها الوصاية عليها، وبدأت تظهر كل حاجة، وقتها هما قررروا انهم مش هينفع يضحوا بكل ده فجأة كدة وان لازم ينفذوا اللي هما بيجهزوا ليه.
عصام بعصبية: عجبك كدة فضلت تقولي نستني نستني، اهو كل حاجة بتروح من ايدينا. لا وكمان هنتحاسب عن كل جنيه دخل وخرج، انت مستني ايه انا مش فاهم.!؟
فاروق بخبث: كنت مستني الوقت المناسب، ماهو علشان انفذ اللي اتفقنا عليه. لازم يكونوا الاتنين مع بعض وبعيد عن البييت والمنطقة كلها. واحنا لازم نبقي بعيد تماما وكمان نكون ماشين في اجراءات تسليم الورث رسمي علشان يوم ما ينجبهم هنا ماحدش يشك فينا ونبقي بعيد عن الشبهة وكمان يوم ماحد منهم يشتكي كل ده هيكون في صالحنا لاننا لو لينا نية نهددها ماكناش مشينا في اجراءات الورث وسايبن المحاسبين يقلبوا في الحسابات وفي حقها بالعقل كدة، فهمت...
خالد بتفكير: طيب يا بابا ماهي لما تسلم ورثها لينا وتتنازل هننكشف...
فاروق بمكر: ومين قالك هتسلم وتمشي. دي هتتعذب وهي بتشوف جوزها الطمعان ده بيموت قصاد عنيها. وغصب عنه هيطلق وهي هتتحبس هنا لحد عدتها ماتخلص وانت هتكتب عليها. وبعدها كله هيبقي بينا مش برانا، الصبر انتم بس وكل حاجة هترجع في ايدينا. انا مرتب كل حاجة.
في بيت اسامة ودنيا خارجين من شقتهم ونازلين وقابلوا حذيفة.
حذيفة ابتسم: السلام عليكم. ازيك يا اسامة. واخد حبيبتي ورايح فين مش تستني لما تستأذن مني.
اسامة ودنيا ضحكوا: ههههههههههه.
اسامة: عندك حق مش تستاذني منه يا هانم.
حذيفة اخدها من اسامة وهي اتعلقت بيه وضحكت وهو حضنها: انتي تعملي حسابك ماعنديش بنات تخرج وتتأخر ترجعي بدري فاهمة...
چويرية ضحكت ببراءة وحذيفة باسها من خدها: ياللا روحي بقي ماتأخريش بابا وماما...
أسامة اخدها منه ونزل خطوتين ونده لحذيفة. : حذيفة.
حذيفة لفله قبل ما يدخل شقته بإهتمام: نعم يا أسامة.
أسامة ابتسم بهدوء: اوعي تنسي الامانة اللي انتهالك فاكرها.؟!
حذيفة قلبه انقبض وبتساؤل: ايوة فاكر، ليه بتقول كدة دلوقتي.!
اسامة ابتسم بخوف مداري: مافيش بس بفكرك، ياللا سلام عليكم.
حذيفة اتنهد بقلق: وعليكم السلام ورحمة الله. ربنا يحفظكم...
دنيا بهمس وفضول: خير آمانة ايه دي!؟
ادأسامة باسها من جبينها وابتسم: مافيش حبيبتي. ماتشغليش بالك انتي. ياللا بينا علشان نلحق نشتري لبس الكتوكوتة دي، وكمان هنجيب حاجة لحبيبتي...
دنيا ابتسمت برضا: بس حبيبتك مش عايزة حاجة عندي كتير. كفاية هنجيب لچوري.
أسامة بحنان: تؤتؤتؤ حبيبتي قبل چوري.
دنيا اتنهدت بحب: بس حبيبي بجد كفاية كدة، انا اصلا متأنبة اني حملتك فلوس المحامي. وانا عارفة الظروف.
أسامة حاوطها بإيده بحنان وباسها من جبينها: حبيبتي مافيش حمل ولا حاجة. كمان انا عملت سلفة من شغلي علشان اتعاب المحامي، ماتشليش هم.
دنيا بصتله بحب الدنيا. قد ايه حبها واتحمل علشانها. قد ايه بيحرم نفسه علشان يشوف بس البسمة مرسومة على ملامحها: انا بحبك اوي اوي يا اسامة...
اسامة ابتسم: وانا كمان بحبك وماعنديش اغلي منك ولا من چوري انتم عليتي واهلي ربنا يحميكم ليا...
دنيا جواها قلق على اسامة وچوري ومش عارفة ده سببه ايه، مشيت معاه وفعلا راحوا يجيبوا لبس لدنيا وچوري وهما راجعين ومبسوطين الشارع كان هادي والوقت اتأخر. اتفاجاوا بعربية كبيرة وقفت وتزل منها اشخاص ملثمين وشهم وملامحهم مخفية وكتفوهم ودخلوهم العربية، طبعااا كان المخدر انسب حل علشان الثلاثة ماحدش يسمع صوتهم. وبعد ما وصلت العربية للمكان اللي هي قصداه كان بور سعيد. في بيت قديم مهجور على البحر يخص اعمام دنيا، فاق أسامة ودنيا على صريخ چويرية وعياطها وهي في ايد فاروق...
دنيا بدموع ورعب: عمي؟، عمي ابوس ايدك بنتي لا بنتي لا ربنا يخليك.
فاروق ابتسم بشر: دلوقتي بتترجيني وخايفة عليها. مش كان قلبك قوي ومستقوية بالحرامي اللي جاي يقش مالنا.
مش كنتي رافعة قضية على عمك وعايزة تدخليه المحاكم، مش ده جوزك اللي فضلتيه علينا، اهو داوقتي قصادك هو وبنتك وهتشوفيهم بيموتوا قصاد عنيكي. علشان تبقي تعرفي تقفي قصادي تاني وتتحتمي في الغرب.
اسامة متكتف ومكتوم انفاسه مش عارف ينطق ولا يتكلم، وبيموت وهو كدة ومش عارف يحمي مراته وبنته دموعه نزلت وعنيه في عنيها بيعتذرلها عن شئ فوق طاقته واحتماله...
دنيا كانت بتبكي بحرقة ورعب وبرجاء: طب انا اسفة حقك عليا اطلب اللي يعجبك بس سيب اسامة وچويرية وحياتي وحياة كل يوم عشت فيه في بيتك ما تأذيهم. اااانا هتننازل. هههتنازل عن كل حاجة بس سيبنا في حالنا الله يخليك.
فاروق بخبث ماكر: لا خلاص مابقاش ينفع الكلام ده. دلوقتي انتي وهو مافيش قصادكم حل غير حل واحد بس...
دنيا واسامة بصوا لبعض بترقب. ودنيا سألته: حل ايه يا عمي ده.؟!
فاروق: اسامة يطلقك وحالا وعلى يد مأذون، وهيفضل هنا قصادنا لحد العدة ما تخلص وتتجوزي خالد. وبعدها هنسيبه. يمشي. غير كدة. هيموت بالبطئ كل يوم هنا قصادك...
دنيا بكت اكتر من قسوة الدنيا عليها، من مرار الايام، من ضعفها وقلة حيلتها، من كسرة زوجها قصادها وهو بيطلب منه يتخلي عن مراته لراجل غريب، بكت بقهرة قلب وروح على دموع زوجها اللي بتنزل بوجع عليها وعلى نفسه...
فاروق بضيق: هاه هتخليه يطلقك ولا اموتلك بنتك دي وهو وراها.
دنيا صرخت بخوف لانه مش بيهدد بس اللي زيه الشيطان عماه وخلال يستحل حق مش حقه بالاستماتة دي يخليه يعمل اي شئ وهو مغيب مش شايف غير الفلوس وبس.
دنيا بخوف: لا لا حرام عليك ذنبها ايه دي في كل ده...
فاروق شاور لخالد يفك انفاس أسامة وفكه واسامه نطق بجنون بعلو صوته.
أسامة: انت راجل مفتري وظالم وربنا هينتقم منك اشد انتقام، انت عايزني اسيب مراتي لإبنك ده بعدك مستحيل اطلقها مستحيل، ولو فيها موتي...
چويرية بتصرخ من الصوت والصريخ والخوف من اشخاص غريبة عنها وامها اللي شايفاها بس بعيدة مش في حضنها طفلة بريئة مش عارفة ولا فاهمة اي شئ بيجري حاوليها...
فاروق: ههههههههههه. ايه الرجولة وقوة القلب دي طيب انا وانت وهتشوف ان ما كنت تطلقها غصب عنك ما ابقاش المعلم فاروق. خالد فك البت دي تاخد بنتها تسكتها خوتتلي دماغي.
خالد فك دنيا وهي قامت تجري على چويرية وحضنتها بقوة ودموع.
عصام بشر: اظن بقي تسبهولي افش غلي منه. والينله دماغه دي علشان يطلق ونخلص...
فاروق قعد باشفي: وماله نلينله دماغه فش غلك وغلي بقي...
وبدأ عصام يضرب أسامة بغل وكره وغيظ، واسامة متكتف مش عارف حتى يدافع عن نفسه ولا يرد ضربة واحدة من ضربات عصام. وعصام كان بيضربه ضرب قاتل ضرب انتقام. كل ده وسط صريخ دنيا وچويرية. ورجاءها انهم يرحموه ويرحموها معاه هي كل ضربة ليه بترد في قلبها هي، بتوجعها هي، بتموتها هي...
فاروق بضيق: يوووووه خاااالد. خد الزفتة دي ارميها جوا هي وبنتها لحد ما نشوف اخرتها ايه مع الزفت ده كمان...
خالد اخد دنيا بالغصب ودخلها اوضة وقفل عليها بس سامعة صوت الضرب وصريخ اسامة بيمزعها بيقتل كل ذرة تماسك واحساس فيها...
عصام تعب من ضربه وأسامة كانت حالته صعبة وبيموت، خالد متغلظ منه وعايز يشغي غليله هو كمان...
خالد بغيظ: انا كمان عايز اربيه واعرفه انه اخد حاجة بتاعتي انا. غصب عني بس مش انا اللي يسيب حقه، وبدأ خالد يضرب اسامة بغل وجنون، وعصبية.
خالد: طلقها، انطق وطلق احسنلك...
أسامة روحه بتتسحب: مش هطلقها، موتني احسن...
خالد استفز من تصميمه وعنده فضل يضرب فيه بغيظ اكبر وغل اققوي وجنون رهيب، لحد ما أسامة انفاسه وقفت ودقات قلبه سكتت. خالد انصدم وبعد
خالد: بابا ده مات.
فاروق بصدمة: ايه!؟ مات. يا دي المصيبة...
دنيا لقت صوتهم سكت ومافيش اي صوت. قربت من للباب وسمعت لقت عصام بيزعق لخالد
عصام: الله يخربيتك ياوغشيم. قالته. هنعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي. دي مات. مات عارف يعتي ايه، مااات.
دنيا وقعت على الارض بصدمة ودموع مالهاش آخر، بضياع اخر امل واخر حاجة حلوة في دنيتها، بكت بحرقة وجنون وعدم استيعااب، وصرخت بكل صوتها وقلبها وروح بتموت بالحيا...
دنيا: ااااااااااه. لا. لا، اسامة لا، ليييية قتلتوه ليييه. ليييية. اسامة رد عليا، رد وقولي انك عايش رد علشان خاطري، رد. رد...
انتهت الحلقة. وعارفة انها مؤلمة بس الواقع فيه امر من كدة كتيير.