رواية جويرية حقي انا الفصل الرابع 4 بقلم ريحانة الجنة
حذيفة صلي الصبح في المسجد ورجع وهو لسة مقبوض وقلقان من تأخير اسامة ودنيا وچويرية، حاسس ان في حاجة سيئة حصلت وفضل يستعيذ من الشيطان ومن الظنون السيئة...
حذيفة قاعد مهموم: استغفر الله. يارب سلم. هما اتاخروا ليه كدة. معقول ده تأخير طبيعي...
فريدة خلصت صلاة وشافت حذيفة قلقان وهي كمان قلقانة من تأخيرهم قربت منه تطمنه: مالك يا حبيبي. قلقان من تأخيرهم مش كدة...
حذيفة اتنهد: ربنا يستر يا أمي، تأخيرهم مش طبيعي، اسامة كمان قابضني وهو خارج...
فريدة بإستفتهام: لا اله الا الله. ليه كدة ماله اسامة بس.
حذيفة مسح وشه بتعب: مش عارف يا أمي، وهو نازل مع دنيا وچوري، أكد عليا وصيته وآمانته بشكل يقلق ويقبض، وتأخيرهم ده مش مريحني...
فريدة عقدت حاحبها: هو اسامة كان موصيك على دنيا وچوري امتي ده؟!
حذيفة اتنهد: فاكرة يوم ما اعمام دنيا جم هنا وحصلت المشكلة، بعد ما مشيوا هو أمني وقالي انه لو جراله حاجة دنيا وچويرية وصيتي وامانة عندي وما اخليش اعمامها يأذوها، وامبارح بالليل وهما خرجين اكد عليا وزي ما يكون، وغمض حذيفة عنيه بضيق...
فريدة بقلق: زي ما يكون ايه يا ابني.!
حذيفة بحزن: اكنه بيودعني، ربنا يكدب ظني واحساسي ده، أسامة ده يجد انا خلاص اعتبرته اخويا زي مصعب، مش مجرد جار وخلاص...
فريدة دمعت: ودنيا كمان دي، دي جاتني عوضتني عن عن البنت اللي اتمنيتها تتولد من بطني بس مش رايد، وهي انا حبتها اوي، وحاسة ان چوري دي حفيتي، ودعت بخوف، يارب. يارب رجعهم بالسلامة، يارب...
حذيفة قام وقعد جنب امه وباس ايديها: طب بطلي عياط، ان شاء الله خير.
فريدة بدموع: تفتكر اهلها ممكن يأذوهم، ربنا مش هينصر الظلم صح، طمني يا ابني...
حذيفة اتنهد: بصي يا أمي، مش معني ان الظالم والظلم ينتصر على الخير ان ده رضي من ربنا عليه لا، اي حد بيأذي حد بيأءيه بإذن من ربنا ربنا يعلم كل شئ قبل ما يحصل ولو ماحصلش لو كان حصل كان هيجري ايه، ربنا بيمهل الظالم حتى اذا اخذه. اخذه عزيز مقتدر...
يعني ربنا مش بينصر الشر ابدااا بس حكم ربنا احنا ما نعامهاش، احنا مش في ايدينا غير ناخد بالاسباب باللي نقدر عليه وكمان ندعي، الدعاء والقدر يتعارچان حتى يوم القيامة، قولي يارب. ان شاء الله خير...
فريدة برجاء: يارب. يارب ينجيهم، دول كام ساعة بس وجعوا قلبي عليهم...
في بور سعيد...
دنيا قاعدة في الارض مقهورة وبتبكي بحرقة وچويرية نايمة على الارض جنبها من التعب والعياط والخوف من صريخ دنيا...
دنيا بوجع: حرقوا قلبي عليك، قتلوك ليه. ليه، ياريتك كنت طلقتني، ياريتك، بس كنت تعيش، قولي انت اعيش ازاي من بعدك قولي، ااااه ياربي، ياربي انت ليه غضبان عليا كدة. هو انا زمان اتحرم من امي وابويا يموتوا واتيتم واعيش في مرار سنين، ويوم الدنيا تضحكلي وتبعتلي اسامة، تاخده مني ليييه، طب. طب انا اعيش ازاي. يارب خدني، خدني عنده وريحني، انا مش هتحمل اعيش مع غيره، مش هتحمل يلمسني غيره، مش هتحمل، يارب، يارب خدني بقي عنده، خدني...
فجأة سمعتهم بيتكلموا انهم هياخدوا اسامة ويرموه على الطريق.
فاروق: اسمعوا. احنا هناخده ونرميه على الطريق السريع، وهيتقال انه حد طلع عليه علشان يسرقوا ولا حاجة اتخانقوا ضربوه ومات هتتفهم كدة.
عصام بخوف: والزفته اللي جواه دي هنعمل معاها ايه. افرض قالت حاجة. هنروح في داهية كلنا. دي جريمة قتل. عارف يعني ايه قتل...
فاروق بعصبية: يووووه. ايوة متهبب عارف وعلشان كدة هي مش هتقدر تنطق هنهددها ببنتها لو فكرت تتكلم وتقول اننا لينا علاقة بيه ولا بموته بنتها هتحصله...
خالد بخوف: طب هي هنعمل فيها ايه...
فاروق: هنرميه الاول ونرجع ناخدها البيت ونبعد كدة نبلغ انها كانت معاه. وجاين عندنا وطلع عليهم ناس وضربوه وهي قدرت تهرب وجاتلنا، وبس...
عصام برعب: طيب. ياللا يا خالد بسرعة شيل معايا قبل ما الرجل تزيد وحد يشوفنا الشمس طلعت...
وبدأ خالد وعصام يشيلوا اسامة وخرجوا ومعاهم فاروق ودنيا سمعت صوت العربية، قامت وفتحت الشباك وشافتهم مشيوا. بصت لتحت لقت المسافرة مش بعيده اوي من الارض. بس كمان قريبة، بصت على چويرية وبكت...
دنيا: لازم اخدك ونهرب مش هقأدر اسيبك ليهم ولا انا هقدر ارجعلهم. ولا يمكن حد يحل محل ابوكي ابدااا ويبقي جوزي...
وقفت دنيا ونطت تحت بس كانت المسافة كبيرة شوية، وقعت ورجلها اتلوت وانجرحت وصرخت بوجع في كل مكان. قلب. وروح، وجسم، وكل مكان بينزف قهرة. وآلم. وفراق، اتحاملت على نفسها، وجابت حجارة وحطيتها فوق بعض وطلعت تاني علشان تجيب چوري وتنزل، خافت تنط بيها اول مرة تأذيها. فضلت تتأذي هي بدالها، وفعلا اخدوها ونطت ومشيت بصعوبة والم، بتتوجع وتبكي، وهي ماشية تايهة ومهمومة من هموم وحزن يكفي بلاااد. لقت عربية قصادها فوجأت بيها وخبطتها. ووقعت. نزل صاحبها، يشوفها خايف تكون جرالها حاجة، لقاها بتنزف وچوري بتبكي...
صاحب العربية بخوف: انتي يا ست. ردي عليا الله يخليكي، يا ربي انتي طلعتيلي منين بس، انتي يا ست. ردي...
دنيا مش بترد وغابت عن وعيها. اخدها هي وچويرية على المستشفي، وهناك اسعفوها بس حالتها حرجة يادوب فاقت.
الدكتور: حمد لله على سلامتك...
دنيا بضياع: هو انا فين، وبرعب. بنتي. بنتي فين.
الدكتور بتحذير: من فضلك اهدي. انتي حالتك حرجة اوي، بنتك برا مع الشخص اللي خطبك على فكرة هو هيتعمله محضر. ومنتظرين اقوالك...
دنيا ببكاء: مالوش لازمة المحضر. انا اللي غلطانة. المهم بنتي. عايزها.
الدكتور: طب انا هسمحلك تشوفيها وكمان تقولي للشخص ده انك متنازلة عن المحضر.
دخل صاحب العربية ومعاه چويرية ودنيا متجبسة مش عارفة تشيلها بكت اكتر.
صاحب العربية: والله انا فوجأت بيكي...
ما كنش قصدي اخبطك ولا ااذيكي، ااانا هتكفل بكل مصارف علاجك هنا، بس مش عارف اكلم اهلك او حد من طرفك...
دنيا ببكاء: انا مسمحاك وهتنازل عن المحضر. بس، بس ممكن اطلب منك طلب...
صاحب العربية: اؤمري تحت امرك...
دنيا بتعب: همليك رقم تليفون تتصل تسأل عن الشيخ حذيفة وتقوله اني في المستشفي وتنبه عليه مايبلغش اي حد من طرفي هو هيفهم. وتديله عنوان المستشفي هنا. وتقوله يجي بسرعة، من فضلك ممكن.
صاحب العربية: طبعااا ممكن قولي الرقم...
دنيا بإجهاد: . الرقم، وكمان رقم تاني بتاع الورشة، اي حد يرد عليك اسأل عن الشيخ حذيفة، بسرعة الله يخليك.
صاحب العربية: حاضر. حاضر هروح اهو اتصل بيه.
دنيا بحزن: طب هات چوري.
صاحب العربية: بس انتي مش هتعرفي تشيليها، حالتك ماوتسمحش. خاليها معايا لحد قريبك ما يوصل ما تقلقيش عليها انا هاخد بالي منها.
خرج صاحب العرببة واتصل بحذيفة فعلا. وحذيفة كان بيجهز نفسه علشان يروح الكلية. ساب كل حاجة ونزل بجنون علشان يسافر لدنيا وهو بيركب عربيته قابل مصعب. مصعب شافه مستعجل وعصبي قرب منه.
مصعب بقلق: خير يا حذيفة مالك على الصبح شكلك كدة. الحاج او الحاجة فيهم حاجة!؟
حذيفة بيركب عرببته بخوف وعصبية: مصعب انا مستعجل بعدين الله يرضي عليك ههحكيلك. ابعد دلوقتي.
مصعب بتصميم وقلق زايد: مش هسيبك الا لما اعرف مالك والسبب في حالتك دي...
حذيفة بضيق: يا الله. مصعب دنيا واسامة تقريبا عملوا حدثة وحد كلمني اروحلهم المستشفي. وانا لازم امشي حالا.
مصعب لف بسرعة وركب معاه: طب اطلع انا جاي معاك...
حذيفة بتعجب: وكليتك.؟! لا روح انت وانا هبقي اطمنك...
مصعب بتصميم: قولتلك اطلع ياللا بسرعة انت رايح مكان مش عارف انت رايح لمين، ويمكن يكون ده فخ ولا حاجة ماحدش يأمن لحد في الزمن ده، انت ناسي اهل دنيا. وانت محاميلهم وهما ممكن ياذوك، انا معاك مش هسيبك. واطلع بقي وبطل رغي نكمل كلام في الطريق...
حذيفة برغم قلقه على اسامة ودنيا وچويرية الا انه اتنهد براحة من كرم ربنا ليه انه في حياته صاحب وصديق واخ زي مصعب يكون جنبه من غير ما يطلبه يشوف اللي هو مش شايفه في لحظة خطر، ويخاف عليه.
سافر حذيفة ومصعب لدنيا ووصلوت المستشفي وسألوا عنها وقابلهم صاحب العربية اللي خبطها واخد حذيفة منه چويرية اللي كانت هتموت من العياط والصريخ، واللي اول ما شافته اترمت في حضنه واتعلقت بيه وهو كمان حضنها بقوة وخوف.
حذيفة ضاممها بخوف: حبيبتي مالك شكلك متبهدل كدة وايه كل الدموع دي...
صاحب العربية: مش عارف انا حكتلكم اللي حصل وولدتها جوا ادخلولها، والبنت اصلا مابطلتش عياط مش عارف اعملها ايه...
چويرية مسكت في حذيفة اكنها لقت امان بعد خوف واتعلقت بيه بقوة وبطلت عياط وبدأت تأن بهدوء...
مصعب صعبت عليه: حبيبتي دي مفلوقة من العياط يا تري حصل ايه. تعالي بسرعة نشوف دنيا ونفهم منها...
حذيفة هز راسه ودخلوا لدنيا، وهي حكت لهم كل حاجة حصلت بقهرة ودموع وتعب واجهاد، كانت كل كلمة بتخرج معاها حته من روحها...
حذيفة بغضب: حسبي الله فيهم. دول ولا الشياطين. في كدة، للدرجة دي. وصلت لازهاق نفس وقتل الروح اللي ربنا حرم قتلها، ومسك دمعة حزن منه على اسامة، وبحزن، الله يرحمك يا اسامة ويفغرلك ويتجاوز عنك، وينتقم من اللي قتلك.
مصعب بغضب وحزن: المشكلة اننا مافيش اي اثبات على االي حصل، ودنيا مش هتقدر تقف قصادهم اللي يقتل مرة يقتل الف مرة.
دنيا بدموع: انا مش هثبت ولا وهقف قصادهم، ااانا اصلا حاسة اني مش هعيش، قلبي بيقولي هروح لحبيبي قريب...
حذيفة بلوم: استغفر الله يا دنيا. اهدي لو سامحتي احنا جنبك اخوتك والله امي هتتجنن عليكي. انتي بس تقومي بالسلامة واحنا معاكي في اي شئ تطلبيه.
دنيا: شيخ حذيفة بتعتبرني اختك بجد، ولو طلبت منك حاجة حتى لو صعبة وحمل عليك تعملها.
حذيفة بتأكيد: طبعاا. يا دنيا اختي اطلبي.
دنيا: انا بوصيك على چويرية انا دلوقتي متأكدة اني بموت، اوعي تفرط فيها خاليها معاك ومع ماما فريدة، ربيها انت اوعي تسبها ليهم هيبهدلوها اكتر ما عملوا فيا، بنتي مش عايزها تشوف اللي شوفته. ابوس ايدك اوعدني تنفذ وصيتي...
حذيفة غصب عنه دمع وبص لچويربة اللي نامت في حضنه بعد ماهديت واتطمنت وضمها بحنان: اسامة الله يرحمه امني نفس امانك ووصاني نفس وصيتك، وده كدة رسالة من ربنا ان چويرية دي بقت امانتي وفي حمايتي. ووعد احافظ عليها. ومن النهاردة چويرية دي هتبقي اختي هربيها وهتعيش في قلبي قبل بيتي. اطمني.
دنيا ارتاحت وهديت وابتسمت: انا كدة ارتاحت، اموت وانا متطمنة ان بنتي ربنا بعتلها قلب يحن عليها وتتربي بحنان. ومش هتعيش وتتربي زيي، ابقي سلملي على ماما فريدة. قولها انها ربنا بعتها ليه علشان اعيش واجرب حنان الام اللي اتحرمت منه، والحاج بلال. كان زي بابا، قربلي چوري عايزة احضنها وابوسها...
حذيفة ليجاهد دموعه ومصعب ماقدرش وبكي في صمت، وقرب حذيفة چوري وهي نايمة من دنيا وباستها.
دنيا ابتسمت وهي بتبكي: هتوحشيني، على عيني اموت واسيبك، بس الشيخ حذيفة معاكي ومش هيسيبك، انا متطمنة عليكي معاه.
بعد دقايق دنيا ماتت وحذيفة ومصعب، كانوا في منتهي الحزن، واخدوها علشان يدفونها، وبعد ما خلصت كل حاجة حذيفة قاعد في البيت مع امه وابوه، وجويرية نايمة في حضنه، وجو البيت كله حزن ووجع.
فريدة بدموع وحزن: قلبي عليكي يا بنتي وعلى شبابك، منهم لله منهم لله. ربنا ينتقم منهم. ويرضهلهم في اغلي ما عندهم...
حذيفة بيلمس شعر چويرية بحنان ويتأمل ملامحها البريئة بحزن: ذنبها ايه البنت البريئة دي تتحرم من ابوها وامها وتتيتم بسبب الغدر من اقرب الناس، لييه بس ذنبها ايه...
الحاج بلال بحزن: الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته. يارب بس يكونوا ارتاحوا ويشبعوا بالفلوس.
حذيفة بعصبية: دول لو ما اتكتبش ليهم توبة من عند ربنا. وتابوا لربنا. عقابهم عند ربنا كبير. ده اكل مال اليتيم. وقتل نفس
دول ذنوب كبيرة وثقيلة، ربنا ان شاء الله هينتقم منهم وياخد حق اسامة ودنيا، وچويرية كمان، اتحرمت من اهلها بسببهم...
فريدة: حذيفة انت صحيح هتقدر تاخد چوري منهم. هتقدر يا ابني تقف قصادهم، دول ناس شر انا خايفة عليك منهم...
بلال: بصراحة يا ابني انا كمان قلقان عليك دول عملوا كدة في اللي منهم. انت هيعملوا معاك ايه.
حذيفة بتصميم: معلش يا حاج انا لو الدنيا كلها وقفت قصادي مش هسيب چويرية. دي من الليلة بقت حتة مني بقت بتاعتي انا. واقسم بالله ما هخلي حد يلمس شعرة منها. لو فيها موتي. مش هتتربي بعيد عني.
فريدة: ربنا يعميهم عنك. ويبعد عنك شرهم...
في الوقت ده الباب كان بيخلط. حذيفة قام واخد چوري ونيمها في حضن فريدة. وراح يفتح الباب. فتح لقي فاروق وعصام وخالد. حذيفة بغضب وكره.
حذيفة بكره: انتم جاين هنا ليه.!؟ مالكوش حد هنا. خلاص بنتكم ماتت وجوزها اتقتل على ايديكم، يارب بس تشبعكم الفلوس وتسد جوعكم...
فاروق: انا عايز بنتها. هتتربي في بيت عممها زي امها.
حذيفة بغضب: لو حد منكم فكر ياخد چويرية ياخدها على جثتي. مش وانا عايش. چويرية هتتربي هنا امها وابوها وصوني عليها ومش هخون الوصية. ولو انا عارف انكم بني آدمين تعرف ربنا وبتتقيه وهتعاملوها بما يرضي ربنا كنت ادتهالكم، بس انتم مش ممكن حد يأتمنكم، انتم قاتلين. وووالله لو فكرتكم تأذوها انا هبلغ عنكم واتهمكم بقتل أسامة.
عصام وخالد خافوا وبصوا لفاروق.
فاروق بخوف متداري: واحنا مالنا بأسامة. هو ودنيا ناس طلعت عليهم وموتوه وهي دخلت المستشفي احنا مالنا. ثم انت اللي مالكش صفة انك تتكلم. انت كمان اخدت دنيا من المستشفي ودفنتها من غير ما تبلغنا وانت مين اصلا علشان تعمل كدة. وكمان عايز بنتها ليه. مش من حقك...
حذيفة بثقة وثبات: اظن انتم عارفين كل حاجة ومش محتاجة لف ودوران. دنيا الله يرحمها قالتلي كل حاجة قبل ماتموت. وعارف اللي انتم عملتوه مع اسامة ومعاها، ومن الاخر كل ده كان علشان الفلوس والمحلات. اشبعوا بيهم بس چويرية لا. ماحدش هيمسها ولا ياخدها...
فاروق: قول انك طمعان انت كمان في ورثها تربيها وترجع تخليها تطلب ورثها زي ما ابوها عمل، اتجوزها وقال مش عايز حاجة. ورجع شجعها وخلاها تقف قصادنا وتطلب الورث.
حذيفة بتمالك نفسه وعصبيته: انا مش هتكلم كتيير، والفلوس والورث حلال عليكم. انا مش عايز حاجة غير چويرية بس. واضح.
عصام: واحنا هناخدها غصب عنك.
حذيفة بثقة: جرب كدة تفكر تعملها وشوف هعمل ايه.
فاروق بتفكير: انا هسيبهالك تربيها بس لو في يوم قليت عقلك وفكرت تقويها تطلب جنيه واحد، هتحصل ابوها وامها.
خالد بعصبية: كلام ايه ده يا بابا. انت هتسبهاله ازاي هو هيهددنا.
فاروق بتعقل: بعدين هفهمك يا خالد، كل حاجة. المهم الشيخ يكون فهم.
حذيفة بصله وابتسم بسخرية من طمعه: الشيخ فاهم، نورتونا...
دخل حذيفة وقفل الباب ورجع اخد چويرية من امه.
فريدة بخوف: الله يستر انا قلبي كان واقع في رجلي، ناس شر. ربنا ينجيك منهم.
حذيفة باس چويرية من جبينها وابتسم: اي حاجة تهون علشان چوري. خلاص ما بقاش لينا غير بعض. هنعيش سوا انا وانتي، ويا ويلك لو ما سمعتيش كلامي، انا وبس.
فريدة بعتاب: وانا لا اخس عليك. ما تسمعيش كلامه يا چوري...
حذيفة ابتسم وضمها اكتر: تسمع كلامك وماله. بس بردوا دي بتاعتي انا لوحدي، صح يا چوري. انتي حبيبة مين.
چوري ابتسمت. وحذيفة ابتسم اكتر، ايوة كدة. انتي حبيبتي. هنعيش نناكف في بعض وربنا يقويني عليكي ويقويكي عليا، انا صعب وهتعبك وانتي بنت شقية وهتجننيني معاكي...
فريدة ابتسمت: ههه. دي حته سكر. والله برغم حزني على امها وابوها الا اني مش مصدقة روحي انها هتفضل معانا وتملي علينا البيت. دي حبيبتي.
حذيفة: يا حاج قول حاجة للحاجة. مش لسة قايل حبيبتي انا وبتاعتي انا الله.
بلال: ههه. لا بقي دي حبيبتنا كلنا. ربنا يطرح فيها البركة وتكبر ونشوفها عروسة، وتجوزها ابنك اينعم هتبقي اكبر منه بس مش مهم يضحي بقي.
حذيفة: هههه. دي تتجوز اصغر منها لييه. دي اميرة تتجوز واحد ملك يحبها ويصونها بس ده انا هعمل عليه حما واجننه. هبقي حما مفتري.
كلهم ضحكوا: هههههههه.
حذيفة: ياللا بقي انا هاخد چوري وننام تصبحوا على خير...
بلال وفربدة: وانت من اهل الخير.
ومن هنا تبدأ حياة جديدة لحذيفة وچويرية، احداث. مواقف...
حكايات. غيرة، حب، صدمات...
مفاجأت، لسة هنعيشها سوا معاهم
حذيفة قاعد مهموم: استغفر الله. يارب سلم. هما اتاخروا ليه كدة. معقول ده تأخير طبيعي...
فريدة خلصت صلاة وشافت حذيفة قلقان وهي كمان قلقانة من تأخيرهم قربت منه تطمنه: مالك يا حبيبي. قلقان من تأخيرهم مش كدة...
حذيفة اتنهد: ربنا يستر يا أمي، تأخيرهم مش طبيعي، اسامة كمان قابضني وهو خارج...
فريدة بإستفتهام: لا اله الا الله. ليه كدة ماله اسامة بس.
حذيفة مسح وشه بتعب: مش عارف يا أمي، وهو نازل مع دنيا وچوري، أكد عليا وصيته وآمانته بشكل يقلق ويقبض، وتأخيرهم ده مش مريحني...
فريدة عقدت حاحبها: هو اسامة كان موصيك على دنيا وچوري امتي ده؟!
حذيفة اتنهد: فاكرة يوم ما اعمام دنيا جم هنا وحصلت المشكلة، بعد ما مشيوا هو أمني وقالي انه لو جراله حاجة دنيا وچويرية وصيتي وامانة عندي وما اخليش اعمامها يأذوها، وامبارح بالليل وهما خرجين اكد عليا وزي ما يكون، وغمض حذيفة عنيه بضيق...
فريدة بقلق: زي ما يكون ايه يا ابني.!
حذيفة بحزن: اكنه بيودعني، ربنا يكدب ظني واحساسي ده، أسامة ده يجد انا خلاص اعتبرته اخويا زي مصعب، مش مجرد جار وخلاص...
فريدة دمعت: ودنيا كمان دي، دي جاتني عوضتني عن عن البنت اللي اتمنيتها تتولد من بطني بس مش رايد، وهي انا حبتها اوي، وحاسة ان چوري دي حفيتي، ودعت بخوف، يارب. يارب رجعهم بالسلامة، يارب...
حذيفة قام وقعد جنب امه وباس ايديها: طب بطلي عياط، ان شاء الله خير.
فريدة بدموع: تفتكر اهلها ممكن يأذوهم، ربنا مش هينصر الظلم صح، طمني يا ابني...
حذيفة اتنهد: بصي يا أمي، مش معني ان الظالم والظلم ينتصر على الخير ان ده رضي من ربنا عليه لا، اي حد بيأذي حد بيأءيه بإذن من ربنا ربنا يعلم كل شئ قبل ما يحصل ولو ماحصلش لو كان حصل كان هيجري ايه، ربنا بيمهل الظالم حتى اذا اخذه. اخذه عزيز مقتدر...
يعني ربنا مش بينصر الشر ابدااا بس حكم ربنا احنا ما نعامهاش، احنا مش في ايدينا غير ناخد بالاسباب باللي نقدر عليه وكمان ندعي، الدعاء والقدر يتعارچان حتى يوم القيامة، قولي يارب. ان شاء الله خير...
فريدة برجاء: يارب. يارب ينجيهم، دول كام ساعة بس وجعوا قلبي عليهم...
في بور سعيد...
دنيا قاعدة في الارض مقهورة وبتبكي بحرقة وچويرية نايمة على الارض جنبها من التعب والعياط والخوف من صريخ دنيا...
دنيا بوجع: حرقوا قلبي عليك، قتلوك ليه. ليه، ياريتك كنت طلقتني، ياريتك، بس كنت تعيش، قولي انت اعيش ازاي من بعدك قولي، ااااه ياربي، ياربي انت ليه غضبان عليا كدة. هو انا زمان اتحرم من امي وابويا يموتوا واتيتم واعيش في مرار سنين، ويوم الدنيا تضحكلي وتبعتلي اسامة، تاخده مني ليييه، طب. طب انا اعيش ازاي. يارب خدني، خدني عنده وريحني، انا مش هتحمل اعيش مع غيره، مش هتحمل يلمسني غيره، مش هتحمل، يارب، يارب خدني بقي عنده، خدني...
فجأة سمعتهم بيتكلموا انهم هياخدوا اسامة ويرموه على الطريق.
فاروق: اسمعوا. احنا هناخده ونرميه على الطريق السريع، وهيتقال انه حد طلع عليه علشان يسرقوا ولا حاجة اتخانقوا ضربوه ومات هتتفهم كدة.
عصام بخوف: والزفته اللي جواه دي هنعمل معاها ايه. افرض قالت حاجة. هنروح في داهية كلنا. دي جريمة قتل. عارف يعني ايه قتل...
فاروق بعصبية: يووووه. ايوة متهبب عارف وعلشان كدة هي مش هتقدر تنطق هنهددها ببنتها لو فكرت تتكلم وتقول اننا لينا علاقة بيه ولا بموته بنتها هتحصله...
خالد بخوف: طب هي هنعمل فيها ايه...
فاروق: هنرميه الاول ونرجع ناخدها البيت ونبعد كدة نبلغ انها كانت معاه. وجاين عندنا وطلع عليهم ناس وضربوه وهي قدرت تهرب وجاتلنا، وبس...
عصام برعب: طيب. ياللا يا خالد بسرعة شيل معايا قبل ما الرجل تزيد وحد يشوفنا الشمس طلعت...
وبدأ خالد وعصام يشيلوا اسامة وخرجوا ومعاهم فاروق ودنيا سمعت صوت العربية، قامت وفتحت الشباك وشافتهم مشيوا. بصت لتحت لقت المسافرة مش بعيده اوي من الارض. بس كمان قريبة، بصت على چويرية وبكت...
دنيا: لازم اخدك ونهرب مش هقأدر اسيبك ليهم ولا انا هقدر ارجعلهم. ولا يمكن حد يحل محل ابوكي ابدااا ويبقي جوزي...
وقفت دنيا ونطت تحت بس كانت المسافة كبيرة شوية، وقعت ورجلها اتلوت وانجرحت وصرخت بوجع في كل مكان. قلب. وروح، وجسم، وكل مكان بينزف قهرة. وآلم. وفراق، اتحاملت على نفسها، وجابت حجارة وحطيتها فوق بعض وطلعت تاني علشان تجيب چوري وتنزل، خافت تنط بيها اول مرة تأذيها. فضلت تتأذي هي بدالها، وفعلا اخدوها ونطت ومشيت بصعوبة والم، بتتوجع وتبكي، وهي ماشية تايهة ومهمومة من هموم وحزن يكفي بلاااد. لقت عربية قصادها فوجأت بيها وخبطتها. ووقعت. نزل صاحبها، يشوفها خايف تكون جرالها حاجة، لقاها بتنزف وچوري بتبكي...
صاحب العربية بخوف: انتي يا ست. ردي عليا الله يخليكي، يا ربي انتي طلعتيلي منين بس، انتي يا ست. ردي...
دنيا مش بترد وغابت عن وعيها. اخدها هي وچويرية على المستشفي، وهناك اسعفوها بس حالتها حرجة يادوب فاقت.
الدكتور: حمد لله على سلامتك...
دنيا بضياع: هو انا فين، وبرعب. بنتي. بنتي فين.
الدكتور بتحذير: من فضلك اهدي. انتي حالتك حرجة اوي، بنتك برا مع الشخص اللي خطبك على فكرة هو هيتعمله محضر. ومنتظرين اقوالك...
دنيا ببكاء: مالوش لازمة المحضر. انا اللي غلطانة. المهم بنتي. عايزها.
الدكتور: طب انا هسمحلك تشوفيها وكمان تقولي للشخص ده انك متنازلة عن المحضر.
دخل صاحب العربية ومعاه چويرية ودنيا متجبسة مش عارفة تشيلها بكت اكتر.
صاحب العربية: والله انا فوجأت بيكي...
ما كنش قصدي اخبطك ولا ااذيكي، ااانا هتكفل بكل مصارف علاجك هنا، بس مش عارف اكلم اهلك او حد من طرفك...
دنيا ببكاء: انا مسمحاك وهتنازل عن المحضر. بس، بس ممكن اطلب منك طلب...
صاحب العربية: اؤمري تحت امرك...
دنيا بتعب: همليك رقم تليفون تتصل تسأل عن الشيخ حذيفة وتقوله اني في المستشفي وتنبه عليه مايبلغش اي حد من طرفي هو هيفهم. وتديله عنوان المستشفي هنا. وتقوله يجي بسرعة، من فضلك ممكن.
صاحب العربية: طبعااا ممكن قولي الرقم...
دنيا بإجهاد: . الرقم، وكمان رقم تاني بتاع الورشة، اي حد يرد عليك اسأل عن الشيخ حذيفة، بسرعة الله يخليك.
صاحب العربية: حاضر. حاضر هروح اهو اتصل بيه.
دنيا بحزن: طب هات چوري.
صاحب العربية: بس انتي مش هتعرفي تشيليها، حالتك ماوتسمحش. خاليها معايا لحد قريبك ما يوصل ما تقلقيش عليها انا هاخد بالي منها.
خرج صاحب العرببة واتصل بحذيفة فعلا. وحذيفة كان بيجهز نفسه علشان يروح الكلية. ساب كل حاجة ونزل بجنون علشان يسافر لدنيا وهو بيركب عربيته قابل مصعب. مصعب شافه مستعجل وعصبي قرب منه.
مصعب بقلق: خير يا حذيفة مالك على الصبح شكلك كدة. الحاج او الحاجة فيهم حاجة!؟
حذيفة بيركب عرببته بخوف وعصبية: مصعب انا مستعجل بعدين الله يرضي عليك ههحكيلك. ابعد دلوقتي.
مصعب بتصميم وقلق زايد: مش هسيبك الا لما اعرف مالك والسبب في حالتك دي...
حذيفة بضيق: يا الله. مصعب دنيا واسامة تقريبا عملوا حدثة وحد كلمني اروحلهم المستشفي. وانا لازم امشي حالا.
مصعب لف بسرعة وركب معاه: طب اطلع انا جاي معاك...
حذيفة بتعجب: وكليتك.؟! لا روح انت وانا هبقي اطمنك...
مصعب بتصميم: قولتلك اطلع ياللا بسرعة انت رايح مكان مش عارف انت رايح لمين، ويمكن يكون ده فخ ولا حاجة ماحدش يأمن لحد في الزمن ده، انت ناسي اهل دنيا. وانت محاميلهم وهما ممكن ياذوك، انا معاك مش هسيبك. واطلع بقي وبطل رغي نكمل كلام في الطريق...
حذيفة برغم قلقه على اسامة ودنيا وچويرية الا انه اتنهد براحة من كرم ربنا ليه انه في حياته صاحب وصديق واخ زي مصعب يكون جنبه من غير ما يطلبه يشوف اللي هو مش شايفه في لحظة خطر، ويخاف عليه.
سافر حذيفة ومصعب لدنيا ووصلوت المستشفي وسألوا عنها وقابلهم صاحب العربية اللي خبطها واخد حذيفة منه چويرية اللي كانت هتموت من العياط والصريخ، واللي اول ما شافته اترمت في حضنه واتعلقت بيه وهو كمان حضنها بقوة وخوف.
حذيفة ضاممها بخوف: حبيبتي مالك شكلك متبهدل كدة وايه كل الدموع دي...
صاحب العربية: مش عارف انا حكتلكم اللي حصل وولدتها جوا ادخلولها، والبنت اصلا مابطلتش عياط مش عارف اعملها ايه...
چويرية مسكت في حذيفة اكنها لقت امان بعد خوف واتعلقت بيه بقوة وبطلت عياط وبدأت تأن بهدوء...
مصعب صعبت عليه: حبيبتي دي مفلوقة من العياط يا تري حصل ايه. تعالي بسرعة نشوف دنيا ونفهم منها...
حذيفة هز راسه ودخلوا لدنيا، وهي حكت لهم كل حاجة حصلت بقهرة ودموع وتعب واجهاد، كانت كل كلمة بتخرج معاها حته من روحها...
حذيفة بغضب: حسبي الله فيهم. دول ولا الشياطين. في كدة، للدرجة دي. وصلت لازهاق نفس وقتل الروح اللي ربنا حرم قتلها، ومسك دمعة حزن منه على اسامة، وبحزن، الله يرحمك يا اسامة ويفغرلك ويتجاوز عنك، وينتقم من اللي قتلك.
مصعب بغضب وحزن: المشكلة اننا مافيش اي اثبات على االي حصل، ودنيا مش هتقدر تقف قصادهم اللي يقتل مرة يقتل الف مرة.
دنيا بدموع: انا مش هثبت ولا وهقف قصادهم، ااانا اصلا حاسة اني مش هعيش، قلبي بيقولي هروح لحبيبي قريب...
حذيفة بلوم: استغفر الله يا دنيا. اهدي لو سامحتي احنا جنبك اخوتك والله امي هتتجنن عليكي. انتي بس تقومي بالسلامة واحنا معاكي في اي شئ تطلبيه.
دنيا: شيخ حذيفة بتعتبرني اختك بجد، ولو طلبت منك حاجة حتى لو صعبة وحمل عليك تعملها.
حذيفة بتأكيد: طبعاا. يا دنيا اختي اطلبي.
دنيا: انا بوصيك على چويرية انا دلوقتي متأكدة اني بموت، اوعي تفرط فيها خاليها معاك ومع ماما فريدة، ربيها انت اوعي تسبها ليهم هيبهدلوها اكتر ما عملوا فيا، بنتي مش عايزها تشوف اللي شوفته. ابوس ايدك اوعدني تنفذ وصيتي...
حذيفة غصب عنه دمع وبص لچويربة اللي نامت في حضنه بعد ماهديت واتطمنت وضمها بحنان: اسامة الله يرحمه امني نفس امانك ووصاني نفس وصيتك، وده كدة رسالة من ربنا ان چويرية دي بقت امانتي وفي حمايتي. ووعد احافظ عليها. ومن النهاردة چويرية دي هتبقي اختي هربيها وهتعيش في قلبي قبل بيتي. اطمني.
دنيا ارتاحت وهديت وابتسمت: انا كدة ارتاحت، اموت وانا متطمنة ان بنتي ربنا بعتلها قلب يحن عليها وتتربي بحنان. ومش هتعيش وتتربي زيي، ابقي سلملي على ماما فريدة. قولها انها ربنا بعتها ليه علشان اعيش واجرب حنان الام اللي اتحرمت منه، والحاج بلال. كان زي بابا، قربلي چوري عايزة احضنها وابوسها...
حذيفة ليجاهد دموعه ومصعب ماقدرش وبكي في صمت، وقرب حذيفة چوري وهي نايمة من دنيا وباستها.
دنيا ابتسمت وهي بتبكي: هتوحشيني، على عيني اموت واسيبك، بس الشيخ حذيفة معاكي ومش هيسيبك، انا متطمنة عليكي معاه.
بعد دقايق دنيا ماتت وحذيفة ومصعب، كانوا في منتهي الحزن، واخدوها علشان يدفونها، وبعد ما خلصت كل حاجة حذيفة قاعد في البيت مع امه وابوه، وجويرية نايمة في حضنه، وجو البيت كله حزن ووجع.
فريدة بدموع وحزن: قلبي عليكي يا بنتي وعلى شبابك، منهم لله منهم لله. ربنا ينتقم منهم. ويرضهلهم في اغلي ما عندهم...
حذيفة بيلمس شعر چويرية بحنان ويتأمل ملامحها البريئة بحزن: ذنبها ايه البنت البريئة دي تتحرم من ابوها وامها وتتيتم بسبب الغدر من اقرب الناس، لييه بس ذنبها ايه...
الحاج بلال بحزن: الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته. يارب بس يكونوا ارتاحوا ويشبعوا بالفلوس.
حذيفة بعصبية: دول لو ما اتكتبش ليهم توبة من عند ربنا. وتابوا لربنا. عقابهم عند ربنا كبير. ده اكل مال اليتيم. وقتل نفس
دول ذنوب كبيرة وثقيلة، ربنا ان شاء الله هينتقم منهم وياخد حق اسامة ودنيا، وچويرية كمان، اتحرمت من اهلها بسببهم...
فريدة: حذيفة انت صحيح هتقدر تاخد چوري منهم. هتقدر يا ابني تقف قصادهم، دول ناس شر انا خايفة عليك منهم...
بلال: بصراحة يا ابني انا كمان قلقان عليك دول عملوا كدة في اللي منهم. انت هيعملوا معاك ايه.
حذيفة بتصميم: معلش يا حاج انا لو الدنيا كلها وقفت قصادي مش هسيب چويرية. دي من الليلة بقت حتة مني بقت بتاعتي انا. واقسم بالله ما هخلي حد يلمس شعرة منها. لو فيها موتي. مش هتتربي بعيد عني.
فريدة: ربنا يعميهم عنك. ويبعد عنك شرهم...
في الوقت ده الباب كان بيخلط. حذيفة قام واخد چوري ونيمها في حضن فريدة. وراح يفتح الباب. فتح لقي فاروق وعصام وخالد. حذيفة بغضب وكره.
حذيفة بكره: انتم جاين هنا ليه.!؟ مالكوش حد هنا. خلاص بنتكم ماتت وجوزها اتقتل على ايديكم، يارب بس تشبعكم الفلوس وتسد جوعكم...
فاروق: انا عايز بنتها. هتتربي في بيت عممها زي امها.
حذيفة بغضب: لو حد منكم فكر ياخد چويرية ياخدها على جثتي. مش وانا عايش. چويرية هتتربي هنا امها وابوها وصوني عليها ومش هخون الوصية. ولو انا عارف انكم بني آدمين تعرف ربنا وبتتقيه وهتعاملوها بما يرضي ربنا كنت ادتهالكم، بس انتم مش ممكن حد يأتمنكم، انتم قاتلين. وووالله لو فكرتكم تأذوها انا هبلغ عنكم واتهمكم بقتل أسامة.
عصام وخالد خافوا وبصوا لفاروق.
فاروق بخوف متداري: واحنا مالنا بأسامة. هو ودنيا ناس طلعت عليهم وموتوه وهي دخلت المستشفي احنا مالنا. ثم انت اللي مالكش صفة انك تتكلم. انت كمان اخدت دنيا من المستشفي ودفنتها من غير ما تبلغنا وانت مين اصلا علشان تعمل كدة. وكمان عايز بنتها ليه. مش من حقك...
حذيفة بثقة وثبات: اظن انتم عارفين كل حاجة ومش محتاجة لف ودوران. دنيا الله يرحمها قالتلي كل حاجة قبل ماتموت. وعارف اللي انتم عملتوه مع اسامة ومعاها، ومن الاخر كل ده كان علشان الفلوس والمحلات. اشبعوا بيهم بس چويرية لا. ماحدش هيمسها ولا ياخدها...
فاروق: قول انك طمعان انت كمان في ورثها تربيها وترجع تخليها تطلب ورثها زي ما ابوها عمل، اتجوزها وقال مش عايز حاجة. ورجع شجعها وخلاها تقف قصادنا وتطلب الورث.
حذيفة بتمالك نفسه وعصبيته: انا مش هتكلم كتيير، والفلوس والورث حلال عليكم. انا مش عايز حاجة غير چويرية بس. واضح.
عصام: واحنا هناخدها غصب عنك.
حذيفة بثقة: جرب كدة تفكر تعملها وشوف هعمل ايه.
فاروق بتفكير: انا هسيبهالك تربيها بس لو في يوم قليت عقلك وفكرت تقويها تطلب جنيه واحد، هتحصل ابوها وامها.
خالد بعصبية: كلام ايه ده يا بابا. انت هتسبهاله ازاي هو هيهددنا.
فاروق بتعقل: بعدين هفهمك يا خالد، كل حاجة. المهم الشيخ يكون فهم.
حذيفة بصله وابتسم بسخرية من طمعه: الشيخ فاهم، نورتونا...
دخل حذيفة وقفل الباب ورجع اخد چويرية من امه.
فريدة بخوف: الله يستر انا قلبي كان واقع في رجلي، ناس شر. ربنا ينجيك منهم.
حذيفة باس چويرية من جبينها وابتسم: اي حاجة تهون علشان چوري. خلاص ما بقاش لينا غير بعض. هنعيش سوا انا وانتي، ويا ويلك لو ما سمعتيش كلامي، انا وبس.
فريدة بعتاب: وانا لا اخس عليك. ما تسمعيش كلامه يا چوري...
حذيفة ابتسم وضمها اكتر: تسمع كلامك وماله. بس بردوا دي بتاعتي انا لوحدي، صح يا چوري. انتي حبيبة مين.
چوري ابتسمت. وحذيفة ابتسم اكتر، ايوة كدة. انتي حبيبتي. هنعيش نناكف في بعض وربنا يقويني عليكي ويقويكي عليا، انا صعب وهتعبك وانتي بنت شقية وهتجننيني معاكي...
فريدة ابتسمت: ههه. دي حته سكر. والله برغم حزني على امها وابوها الا اني مش مصدقة روحي انها هتفضل معانا وتملي علينا البيت. دي حبيبتي.
حذيفة: يا حاج قول حاجة للحاجة. مش لسة قايل حبيبتي انا وبتاعتي انا الله.
بلال: ههه. لا بقي دي حبيبتنا كلنا. ربنا يطرح فيها البركة وتكبر ونشوفها عروسة، وتجوزها ابنك اينعم هتبقي اكبر منه بس مش مهم يضحي بقي.
حذيفة: هههه. دي تتجوز اصغر منها لييه. دي اميرة تتجوز واحد ملك يحبها ويصونها بس ده انا هعمل عليه حما واجننه. هبقي حما مفتري.
كلهم ضحكوا: هههههههه.
حذيفة: ياللا بقي انا هاخد چوري وننام تصبحوا على خير...
بلال وفربدة: وانت من اهل الخير.
ومن هنا تبدأ حياة جديدة لحذيفة وچويرية، احداث. مواقف...
حكايات. غيرة، حب، صدمات...
مفاجأت، لسة هنعيشها سوا معاهم