رواية وتكالبت عليهما الذئاب الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي
الفصل الثالث
رنيم : هو ليه كلامك النهاردة كله معايا بالالغاز بالشكل ده
المنشاوى : للاسف فى حاجات ما اقدرش اتكلم فيها
لتنظر له رنيم بيأس و لكنها لم تزيد حرفا بعدما رأت ليلى تهل عليهم قائلة : انتو قاعدين هنا و سايبينى لوحدى
ليتجاهل المنشاوى ما قالته و ينظر لها قائلا بتساؤل : يقين قدامها لسه كتير على ماتوصل
ليلى : مش عارفة .. ماكلمتهاش
المنشاوى ببعض التهكم و هو يعيد نظره مرة اخرى الى اللا شئ : ياريت تشغلى نفسك ببنتك نص انشغالك بأمور رنيم يا ليلى
ليلى بجمود : تقصد ايه يا عمى .. هو انا هاملة يقين
المنشاوى : اقصد انك المفروض تكلمى بنتك تتطمنى عليها و تشوفيها وصلت لحد فين
ليلى : عابد و داوود متابعينها ، و داوود هيروح يجيبها من المحطة
رنيم بدهشة : محطة ايه
المنشاوى : ركبت القطر من اسكندرية
رنيم : و ايه الشحططة دى
المنشاوى : انا اللى قلتلها ، كده احسن ما تيجى مع سواق غريب هى و صاحباتها ، لو كانت قالت من امبارح كنا اتصرفنا و بعتنا حد جابهم
رنيم باستيعاب : تصدق صح ، ربنا مايحرمناش منك يا جدو ، انت اللى على طول بتاخد بالك مننا و بتراعينا كلنا
ليلى بتملق : اومال .. طبعا ، هو حد فينا يعرف يروح يمين و اللا شمال من غير شورته و رأيه
المنشاوى : و لما هو كده يا ليلى .. سيبتى يقين تطلع الرحلة دى من غير ماتقوللى ليه
ليلى : ها .. هو بس ماجاش فى بالى يا عمى انى اقول لحضرتك
المنشاوى بترصد : يعنى مش انتى اللى نبهتى عليها انها ماتجيبش سيرة لداوود عشان مايقولليش
ليبهت وجه ليلى و تنظر بعيدا عن المنشاوى الذى كان ينظر اليها بسخرية ثم استطرد قائلا : كلمى بنتك و شوفيها وصلت لحد فين
ليلى و هى تخرج هاتفها من جيبها : حاضر يا عمى .. هكلمها حالا
و قبل ان يكتمل اتصالها سمعوا نفير سيارة داوود و هى تمرق من البوابة الخارجية و يقين تشير اليهم بمرح ، و ما ان توقفت السيارة حتى اسرعت يقين فى اتجاههم لترتمى باحضان جدها و هى تقول : ياه يا جدو .. وحشتنى اوى اوى
المنشاوى و هو يضمها اليه و يقبل رأسها : انتى بتاخدينى فى دوكة عشان انسى حسابى وياكى
يقين بمشاغبة : يووه يا جدو بقى .. مش احنا اتصالحنا فى التليفون و انت خلاص سامحتنى و بقينا صافى يا لبن
المنشاوى : لا لسه .. لما توعدينى الاول
يقين و هى تجثو بركبتيها امام جدها ارضا و ترفع راسها تنظر اليه باهتمام : عاوزنى اوعدك بايه
المنشاوى : انك بعد كده طول ما انا عايش .. ماتخبيش عنى حاجة ، و طبعا و لا عن اخوكى انتو مالكمش غير بعض .. مهما كان مين اللى نصحك تخبى عننا
لتنظر ليلى تجاه داوود لتجده يبادلها النظر بامتعاض الا ان يقين قبلت وجنة جدها و قالت : اوعدك يا جدو ، ها .. صافى يا لبن
المنشاوى ضاحكا : حليب يا قشطة
يقين : طب صالحنى بقى
المنشاوى : انا برضة اللى هصالحك
يقين : ايوة طبعا و تعوضنى كمان ، لولا انى كنت متضايقة انى مسافرة من وراك .. يمكن كنت كملت الرحلة عادى و انبسطت كمان
المنشاوى بابتسامة شاردة : ليكى عليا ان شاء الله لو ربنا ادانى عمر .. نطلع كلنا مع بعض رحلة تعجبك
يقين بحماس : اتفقنا
ثم نهضت يقين من جلستها و احتضنت رنيم بحب قائلة : وحشتينى يا رونى ، بقالى كتير ماشفتكيش يا هرابة ، كل ماكنت اجى لجدو ماكنتش بلاقيكى
رنيم بابتسامة واهنة : ماتقلقيش ، هتلاقينى بعد كده على طول
يقين بسعادة : يعنى هتقضى معانا النهاردة باقى اليوم
رنيم بامتعاض متوارى و هى تنظر لداوود بجانب عينيها : و كل يوم
يقين : لو بتتكلمى جد .. هفضل معاكى هنا ، و اللا ايه يا جدو
المنشاوى : ده يوم الهنا و المنى يا بنتى
ليلى : مش ملاحظة انك ماسلمتيش عليا
لتقبلها يقين ببعض الجمود و تقول : ازيك يا ماما
داوود : لو هتفضلى هنا بجد انزل لك الشنطة بتاعتك من العربية
يقين بحماس : ااه نزلها
المنشاوى : اومال ابوك فين يا داوود ، مارجعش ليه لحد دلوقتى
داوود : انا سيبته فى المصنع و قال لى انه هييجى على طول .. انا هكلمه حالا
المنشاوى : ايوة ياريت احسن انا جوعت النهاردة بزيادة
مساءا .. كان عابد قد عاد الى منزله بصحبة زوجته ، و كان داوود يجلس مع جده بغرفة المكتب يتناقشان فى بعض العقود الخاصة بالعمل
اما رنيم و يقين فكانتا تجلسان امام حوض السمك و تلعبان الورق .. حتى صاحت يقين بمرح : هو ده .. اخيرا كسبتك
رنيم بهدوء : مبروك عليكى يا ستى
يقين بفضول : مالك يا رنيم ، من الصبح و انا حاسة انك مش مظبوطة و مش زى عادتك
رنيم : ابدا .. عادى
يقين: لا مش عادى خالص .. انتى لسه زعلانة من حكاية معتز دى
و عندما نظرت اليها رنيم بصمت ، اكملت يقين قائلة : صدقينى يا رنيم ، البنى ادم ده ما كانش يستاهلك ابدا
رنيم بانتباه : غريبة يا يقين .. دى اول مرة تتكلمى عنه او حتى تعلقى عليه
يقين : لانى كنت خايفة على زعلك ، و بصراحة كمان .. كنت خايفة ماتصدقينيش
رنيم : ما اصدقكيش فى ايه ، و ليه ما اصدقكيش من اصله
يقين بحذر : يعنى كنتى هتصدقبنى لو قلتلك انه اكتر من مرة حاول انه .. انه …
رنيم بفضول : انه ايه ما تتكلمى على طول
يقين و هى تعبث باناملها فى ورق اللعب : انه يعمل معايا علاقة
رنيم بصدمة : علاقة معاكى انتى
بقين : ايوة ، و لولا انى هددته انى هعمل له فضيحة و هبلغ جدو و داوود .. ماكانش سابنى فى حالى ابدا
رنيم : و الكلام ده كان امتى
يقين : فى نفس الوقت اللى كنتو فيه سوا
و عندما لاحظت يقين تكدر ملامح رنيم قالت باعتذار : انا ماكنتس ناوية ابدا انى اجيبلك سيرة الحكاية دى عشان ما ازعلكيش ، بس كنت متاكدة ان اكيد ربنا هيكشفهولك باى طريقة من غير ما انا اتدخل
رنيم : بس برضة كان لازم تقوليلى يا يقين
بقين : الصراحة .. ماما خوفتنى .. و قالتلى انك ممكن تفكرى انى غيرانة منك او انى عاوزة اوقعكم فى بعض و السلام
رنيم و هى تحرك رأسها رفضا : انا الصراحة مش قادرة افهم طنط ليلى و لا تفكيرها ده نهائى ، الاول هى اللى تعرفنى عليه و تقعد تشكرلى فيه و تشجعنى كمان انى اقرب منه و بعد كده .. لما لقت ان جدو عرف و منع سفرى و عمل اللى عمله مع معتز بقت تهاجمنى على طول الخط و خصوصا قدام جدو و داوود
يقين بتاييد : لو عاوزة الحق .. انا نفسى مستغرباها
و اوقات كتير ما ببقاش فاهمة هى بتفكر فى ايه
انما سيبك من ماما دلوقتى ، ماقلتليش برضة .. انتى لسه زعلانة على معتز
رنيم بتنهيدة : الحقيقة انا زعلانة ، بس مش عليه ، انا زعلانة على اللى حصل ، و زعلانة انه قدر يغشنى و يخدعنى بالطريقة دى
يقين : ياما بنتغش فى ناس و ادينا بنتعلم ، ماتخليش الموضوع ياخد اكتر من حجمه معاكى ، و ماتخليهوش ياثر على بقية حياتك
رنيم بسخرية : الحقيقة هو اثر و خلاص ، و علم علامة الله اعلم ان كان ممكن تتمحى و اللا لا
يقين بفضول : تقصدى ايه
رنيم : ياريت كان ينفع احكى ، بس جدو طلب منى انى ما اجيبش سيرة لحد
يقين : رغم ان الفضول هيمو.تنى .. بس طالما جدو اللى طلب منك كده .. اسمعى كلامه عشان مايزعلش منك زى ما حصل معايا
رنيم بانتباه : ااه صحيح تعالى هنا و قوليلى .. ايه السر فى انك تخبى عن جدو و اخوكى موضوع الرحلة دى و كمان تطلعيها من وراهم ، و عرفوا ازاى
يقين : ابدا .. اعلنوا عن الرحلة فى النادى ، و الصراحة كان نفسى فيها ، و حكيت قدام ماما فقالت لى روحى ، و لما قلتلها ان ممكن داوود و جدو يمانعوا ، قالتلى اكبرى بقى و مش كل ما تبقى عاوزة تعملى حاجة .. تروحى تاخدى من جدك الاذن
فقلت لها .. طب و داوود ، قالتلى مالكيش دعوة بيه انا هقول له
رنيم : انتى مش ملاحظة انكم ماجيبتوش سيرة خالو عابد خالص
يقين : انتى عارفة بابا .. حياته فى الشغل و بس ، و وقت ما قلت له انى عاوزة اروح الرحلة .. قاللى روحى و انبسطى
رنيم : اومال جدو و داوود عرفوا ازاى
يقين بخجل مرح و هى تنظر الى رنيم بجانب عينيها : منى انا
رنيم بدهشة : ده اللى هو ازاى مش فاهمة
يقين : اصلى طول ما احنا فى الطريق و احنا لسه رايحين .. بقيت حاسة انى زى ما اكون عاملة عاملة كبيرة و مخبياها ، و طبعا انتى عارفة مابعرفش اعدى يوم من غير ما اكلم جدو و اتطمن عليه او هو يكلمنى
و اما كلمنى و كنا لسه فى الطريق ، مابقيتش عارفة ارد ، و خفت يسالنى انا فين ، و مش عاوزة اكذب عليه
رنيم : و بعدين
يقين : و لا قبلين ، اما لقيته عمال يتصل بيا ، خفت لا يقلق عليا و رديت و اول ما سالنى انتى فين .. قريت بكل حاجة يا بنتى من قبل اول قلم
رنيم ضاحكة : جدعة
يقين و هى تقترب من رنيم و هى تتلفت حولها بحذر : بس انا حاسة ان فى حاجة غريبة مش فاهماها
رنيم : حاجة زى ايه
يقين : حاسة ان جدو متغير و زى ما يكون مخبى حاجة
رنيم و هى تحاول السيطرة على خلجاتها : ان شاء الله مايبقاش فيه اى حاجة وحشة
يقين : يعنى احساسى ده وصل لك برضة
رنيم و هى تنظر الى اضاءة حجرة المكتب التى تطل بالقرب منهما : تقريبا
يقين بقلق : انا كمان حاسة ان جدو صحته بقالها فترة مش اد كده
رنيم بتركيز : ازاى يعنى .. ايه اللى حصل خلاكى تقولى كده
يقين : اولا مابقاش ينزل المصنع كتير زى الاول ، و كمان بقيت اشوف دكتور مجدى بيجيله كتير غن زمان
رنيم : اومال انا ازاى ما اخدتش بالى من الكلام ده
يقين : ماتزعليش منى يا رونى ، بس فترة ارتباطك بمعتز بعدتك عننا كلنا
رنيم باقرار : الظاهر ان عندك حق
يقين : طب ايه .. برضة مش هتقوليلى ولا حتى سر زغنطوط اد كدهون
رنيم : بكرة و اللا بعده جدو هيقولك كل حاجة .. ماتستعجليش
اما داوود فبعد ان تحدث مع جده فى بعض الامور المتعلقة بالعمل .. قال : دكتور مجدى كلمنى الصبح
المنشاوى : خير
داوود : قاللى ان حضرتك لازم تبقى موجود فى المستشفى قبل معاد العملية بيومين على الاقل
المنشاوى باعتراض : و ليه بقى ، هو مش عمل كل الفحوصات اللى محتاجها .. عاوزنى اقعد في المستشفى اعمل ايه انا تانى
داوود : ياجدى ضغطك عالى ، و انت عارف كويس انهم لازم يظبطوا كل مؤشراتك الحيوية قبل العملية و اولهم طبعا الضغط
المنشاوى : بلاش كلام فارغ ، مايقوللى اعمل ايه و انا اعمله ، مش هتحبس انا و ابعد عنكم اليومين اللى باقيبن لى وسط الاسلاك و الاجهزة المزعجة بتاعتهم دى
داوود بصبر : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ليه بس التشاؤم ده
المنشاوى بتنهيدة ثقيلة : مش تشاؤم با ابنى استغفر الله ، بس احساسى بيقول لى كده
داوود بفضول : تقصد انك مش عاوز تعمل العملية
المنشاوى : و الله يا ابنى ما انا عارف ، ما اقدرش انكر انى خلال الاسبوعين اللى فاتوا كانوا صعبين عليا اوى ، حتى و انا واخد العلاج
داوود : يا جدى انا مش عاوزك تحس اننا جابرينك على العملية ، احنا بس بنتمنى انك تبقى احسن
المنشاوى بمرح : مين ده اللى يقدر يجبر جدك على حاجة مش عاوزها يا ولد ، جدك جبل مايزحزحوش و لا يقدر عليه غير ربنا سبحانه و تعالى
داوود بابتسامة : طول عمرك الجبل اللى ساندنا كلنا يا جدى ، ربنا يديك الصحة و ان شاء الله تقوم بالف سلامة
المنشاوى : اللى فيه الخير يقدمه ربنا
داوود و هو يشير اتجاه الشرفة : كده كلنا عرفنا بحكاية العملية .. مش فاضل غير يقين ، حضرتك ناوى تقول لها امتى
المنشاوى : ان شاء الله بكرة ، ما اقدرش احكى حاجة تانى الليلة دى ، النهاردة رنيم اخدت منى مجهود كبير اوى
داوود : انا لحد ما مشيت على المصنع كنتم لسه قافلين على نفسكم ، طول الوقت ده عشان العملية
المنشاوى : لا يا ابنى ، انا قلت انتهزها فرصة و اوصيها بكل اللى كان نفسى اوصيها عليه من زمان
داوود : طب و هى اتقبلت كل الكلام ده بسهولة
المنشاوى : ماحدش بيقبل نصيحة بسهولة من غير ما يفهم المغزى اللى وراها يا ابنى ، و للاسف انا ما اقدرش افهمها حاجة دلوقتى
هتبقى صدمتها كبيرة اوى لو عرفت الحقيقة كلها كاملة .. خصوصا حقيقة ابوها
داوود : ايوة يا جدى .. بس احنا لحد دلوقتى مش متأكدين برضة من الحكاية دى
المنشاوى : كان نفسى اعشم نفسى زيك كده و اقول يمكن الكلام اللى وصل لنا مش حقيقى ، لكن للاسف يا داوود .. امبارح جالى تأكيد بكل حاجة ، سليم متحامى بالشنطة الدبلو.ماسية بتاعته و بيهر.ب كل حاجة محتاجة انها تتهر.ب .. ياريتها كمان حاجة واحدة
انت عارف سليم نزل مصر كام مرة خلال الشهرين اللى فاتوا دول
داوود بذهول : هو نزل مصر .. ازاى الكلام ده ، ده حتى مافكرش يتصل برنيم و لا يشوفها من زمان اوى
المنشاوى بسخرية : كان عنده اللى اهم من رنيم بكتير
داوود : و ايه بقى ده اللى اهم من رنيم عنده
المنشاوى : تهر.يب الاثا.ر
داوود بفز.ع : هى وصلت للاثا.ر
المنشاوى : ايوة يا سيدى ، واحد من هواة الاثا.ر اشترى كام قطعة و ما كانش عارف يطلع بيهم ، فكلم المسلكاتى جه اخدهمله و طار بيهم على برة
داوود : ازاى حضرتك تبقى عارف الكلام ده و ما تبلغش عنه يا جدى
المنشاوى : و يرضيك رنيم تعيش باقى عمرها بعاره يا داوود ، لا يا ابنى ، ما اقدرش ابدا اتحمل اشوف نظرة عينيها و هى بتنكسر قدام اى حد حتى لو الحد ده يبقى انا
داوود : طب و العمل
المنشاوى : انا بعتت له رسالة مع شخص موثوق فيه كان مسافر النهاردة .. فهمته فيها انى عارف مصايبه كلها و انه لو ما ارتجعش .. هقدمه بايدى لحبل المش/نقة
داوود : يعنى لحد دلوقتى الرسالة لسه ما وصلتلهوش
المنشاوى : هتوصل له بكرة بالكتير ان شاء الله
داوود : طب و تفتكر يعنى ان كلامك ده هيجيب معاه نتيجة
المنشاوى : سليم عارف من زمان انى ما بستلطفهوش ، و لولا وجود رنيم .. كان حصل بينى و بينه مشاكل كتير اوى ، و اعتقد انه هيخاف من تهد.يدى ده ، و اعتقد انه هيفكر كويس قبل ما ينفذ اللى طلبته منه ، لكن فى الاخر خوفه و قلقه منى هيخلوه ينفذ
اما بعد ظهيرة اليوم التالى باليونان .. كان سليم عائدا من الخارج لتستقبله نانسى قائلة بدهشة : مالك يا سليم .. شكلك متغير كده ليه و زى ما يكون فى مصيبة
سليم و هو يتلفت حوله : البنات فين
نانسى : خرجوا مع صحابهم
ليرتمى سليم على احد المقاعد و هو يفك رباط عنقه بنزق و يقول : المنشاوى بيهد.دنى
نانسى بدهشة : منشاوى مين و بيهددك بايه
سليم : المنشاوى جد رنيم .. عاوزنى اقدم استقالتي من الخارجية
نانسى بحدة : ايه الكلام الفارغ ده ، و هو يملك ايه عشان يتجرأ و يطلب منك طلب زى ده
سليم : ما طلبش يا نانسى ، المنشاوى ماطلبش ، المنشاوى أمرنى
نانسى : بانهى حق مش فاهمة
سليم : مش عارف قدر يعرف منين عن شغلنا التانى ، و عرف كمان بنزولى مصر الكام مرة اللى فاتوا
نانسى بشهقة قلقة : ايه الكلام ده ، مش معقول ابدا يا سليم ، ماعتقدش ابدا انه يقدر يوصل لحاجة زى دى
سليم : للاسف قدر
نانسى : معنى كده ان فى حد من اللى بيتعاملوا معاك على صلة بيه
سليم : مش عارف يا نانسى ، مش قادر افكر حاسس انى هتجنن
نانسى : طب و انت اعترفت فعلا بانك بتعمل كده
سليم : اكيد لا طبعا ، بس الانكار هيفيد بايه طالما انه عارف الحقيقة كاملة ، ده كمان الراجل اللى جالى لمحلى ان المنشاوى واضع ايده على صور ليا و انا بقابل الناس اللى بنشتغل معاهم ، و مستندات تديننى
نانسى : يا دى المصيبة
سليم : مش عارف اعمل ايه
نانسى : طب و هو اصلا فى ايده ايه يعمله
سليم : فى ايده كتير اوى ، ابسطها يقدم فيا بلاغ و يرفعوا عنى الحصانة
نانسى : لو كان يقدر يعملها كان عملها من غير ما يقول لك اصلا ، ايه اللى خلاه يحذرك من اساسه
سليم : اكيد عشان خاطر رنيم
نانسى بتفكير : طالما عمل لها خاطر فى الاول .. يبقى هيفضل يعمل لها خاطر على طول
سليم : للاسف ما اضمنوش
نانسى : يعنى ناوى تسمع كلامه ، هتقدم استقالتك ، دى عمر ماحد عملها قبل كده
سليم : لا و انا اللى كنت بحاول انقل ايطاليا السنة اللى باقيالى قبل ما اطلع معاش
نانسى : طب و افرض انك عملت اللى قال عليه ، هتعمل ايه بعد كده
سليم : مش عارف
نانسى باقتراح : طب هو ما ينفعش مثلا انك تطلب نقلك لمصر الفترة اللى باقيالك دى قبل ما تطلع معاش
سليم : بس هو عاوزنى استقيل ، مش عاوزنى ارجع مصر
نانسى بانتباه : يكونش طمعان فى الاراضى اللى باسم بنتك و عاوزك تسيبهاله
سليم بتفكير : لا لا ما اظنش ابدا
نانسى : بس لو استقلت تبقى بتاكد له ان كل كلامه مظبوط
سليم بتهكم : مش محتاج يتاكد من حاجة ، ده اصلا قاللى على اسم اخر واحد كنت جايب له اثا.ر
نانسى بذهول : ايه يعنى .. علاقاته واصلة لفين المنشاوى ده
سليم : ماتنسيش انه من اكبر مصدرين الاثاث فى الشرق الاوسط كله
نانسى بتسليم : يعنى هتستقيل فعلا
سليم بإحباط : للاسف .. شكلى كده ماعنديش حل تانى
نانسى : يعنى معنى كده اننا هنرجع مصر
سليم : اكيد .. بس مش دلوقتى ، لازم امهد لرنيم الاول انى راجع ، و اشوفه كمان ناوى يعمل معايا اي ، و محتاج كمان اعمل اتصالاتى فى كل مكان عشان اخلص متعلقاتى المالية
نانسى : هو ما ينفعش انا و البنات نفضل هنا ، انت عارف ان اليونان اكتر بلد ارتحت فيها فعلا ، حتى البنات انسجموا مع اصحابهم و هيبقى صعب عليهم انهم يفارقوهم
و كمان احنا مش عارفين لسه المنشاوى ممكن يعمل معاك ايه فى الارض اللى كتبتها باسم رنيم
سليم : اصبرى لما اخلص من حاجتى اللى متعلقة فى كل حتة دى الاول ، و بعدين ابقى اشوف كل الكلام ده
كان المنشاوى قد صارح يقين بحقيقة مرضة و الجراحة التى من المنتظر ان يخضع لها خلال ايام قليلة ، لينتابها حزنا شديدا و لكنها فضلت الا تعبر عن خوفها امام جدها و قالت له ببعض المرح المصطنع : عمليه تفوت و لا حد يموت يا جدو ، و تلاقيك يا عم مش محتاج عملية و لا حاجة ، تلاقيك رايح المستسفى تتونس بالممرضات الحسناوات اللى هيبقوا داخلين خارجين عليك
و اللى تجيبلك فطار و اللى تعدل لك المخدة و اللى تقيس لك الحرارة
لا يا جدو .. اعمل حسابك انى هفضل كابسة على نفسهم طول الوقت و مش هسمحلهم ابدا انهم يستفردوا بيك
عابد ضاحكا : لو الكلام اللى البنت ده بتقوله حقيقى يا بابا .. ابقى خليهم يحجزولى سرير جنبك
يقين : ااه طبعا بتتكلم و انت فى وسع بلادك عشان ماما ماجاتش معاك النهاردة
داوود : هو صحيح ماما ماجاتش معاك ليه يا بابا
عابد بمرح : هو انتو صعبان عليكم انى اشم نفسى ساعة زمن و اللا ايه
يقين : لا ابدا شم براحتك ، و كمان ممكن تشم انبوبة اكسجين بحالها من عند جدو
المنشاوى : اسمعوا يا اولاد .. و مش عاوز حد يقاطعنى ، الاعمار بايد ربنا سبحانه و تعالى ، و كل حى لازم بيجيه اجله .. و الله لو عمل ايه بالذى ، برضة ماشى ماشى ، ماهو لكل اجل كتاب
داوود : و لازمته ايه بس الكلام ده ياجدى
المنشاوى بحزم : مش قلت مش عاوز حد يقاطعنى
داوود : آسف
المنشاوى : لو اراد ربنا ان عمرى ينتهى على كده .. عاوزكم تفضلوا متجمعين حوالين بعضيكم ، اوعوا تسمحوا للشيطان انه يفرقكم باى سبب
و ماتخلوش الدنيا تلهيكم بعيد عن بعض
انا كاتب وصيتى و سايبها مع المحامى و بينى و بين روحى راضى الحمدلله عن كل حاجة عملتها
بس اتمنى ان ما حدش فيكم يزعل منى لاى سبب
فى حاجات كتير .. فى منكم مايعرفهاش ، بس لو جه الاجل .. مش هيبقى فى اى داعى ان اى حاجة تانية تستخبى
انا طول عمرى و انا بحبكم اكتر من روحى ، و لو كان بايدى كنت فرقت عمرى عليكم كلكم ، فعاوزكم تفضلوا فاكرين ان اى حاجة عملتها .. فانا عملتها عشان بحبكم
ليدخل المنشاوى الى المشفى بعد ثلاثة ايام قضاهم مع اسرته الصغيرة و هو لا يكل من الدعاء لله بحفظهم ، و لم تكل اسرته ايضا من الدعاء بنجاته
ليقضى يومين اخرين ما بين فحوصات و فحوصات و عيادة الاطباء له بين الحين و الاخر حتى صبيحة يوم الجراحة
فاخبره الاطباء ان المختصين سيقوموا بتجهيزه للجراحة خلال نصف الساعة .. ليطلب من الجميع اخلاء الغرفة حتى يقف بين يدى الله للصلاة قبل كل شئ
ليستجيب الجمبع لرغبته بعد ان ساعده داوود فى الوضوء ، ثم يغلقون عليه باب الغرفة ، و يتجهوا جميعهم للجلوس بغرفة الاستقبال الملحقة بغرفته و السنتهم تنهل بالدعاء حتى مرت النصف ساعة ، ليجدوا الفريق المختص بالتعقيم ينقر على باب الغرفة الخارجى ، ليسمحوا لهم بالدخول اليه
ليجدوا مفاجأة مذهلة بانتظارهم جميعا
رنيم : هو ليه كلامك النهاردة كله معايا بالالغاز بالشكل ده
المنشاوى : للاسف فى حاجات ما اقدرش اتكلم فيها
لتنظر له رنيم بيأس و لكنها لم تزيد حرفا بعدما رأت ليلى تهل عليهم قائلة : انتو قاعدين هنا و سايبينى لوحدى
ليتجاهل المنشاوى ما قالته و ينظر لها قائلا بتساؤل : يقين قدامها لسه كتير على ماتوصل
ليلى : مش عارفة .. ماكلمتهاش
المنشاوى ببعض التهكم و هو يعيد نظره مرة اخرى الى اللا شئ : ياريت تشغلى نفسك ببنتك نص انشغالك بأمور رنيم يا ليلى
ليلى بجمود : تقصد ايه يا عمى .. هو انا هاملة يقين
المنشاوى : اقصد انك المفروض تكلمى بنتك تتطمنى عليها و تشوفيها وصلت لحد فين
ليلى : عابد و داوود متابعينها ، و داوود هيروح يجيبها من المحطة
رنيم بدهشة : محطة ايه
المنشاوى : ركبت القطر من اسكندرية
رنيم : و ايه الشحططة دى
المنشاوى : انا اللى قلتلها ، كده احسن ما تيجى مع سواق غريب هى و صاحباتها ، لو كانت قالت من امبارح كنا اتصرفنا و بعتنا حد جابهم
رنيم باستيعاب : تصدق صح ، ربنا مايحرمناش منك يا جدو ، انت اللى على طول بتاخد بالك مننا و بتراعينا كلنا
ليلى بتملق : اومال .. طبعا ، هو حد فينا يعرف يروح يمين و اللا شمال من غير شورته و رأيه
المنشاوى : و لما هو كده يا ليلى .. سيبتى يقين تطلع الرحلة دى من غير ماتقوللى ليه
ليلى : ها .. هو بس ماجاش فى بالى يا عمى انى اقول لحضرتك
المنشاوى بترصد : يعنى مش انتى اللى نبهتى عليها انها ماتجيبش سيرة لداوود عشان مايقولليش
ليبهت وجه ليلى و تنظر بعيدا عن المنشاوى الذى كان ينظر اليها بسخرية ثم استطرد قائلا : كلمى بنتك و شوفيها وصلت لحد فين
ليلى و هى تخرج هاتفها من جيبها : حاضر يا عمى .. هكلمها حالا
و قبل ان يكتمل اتصالها سمعوا نفير سيارة داوود و هى تمرق من البوابة الخارجية و يقين تشير اليهم بمرح ، و ما ان توقفت السيارة حتى اسرعت يقين فى اتجاههم لترتمى باحضان جدها و هى تقول : ياه يا جدو .. وحشتنى اوى اوى
المنشاوى و هو يضمها اليه و يقبل رأسها : انتى بتاخدينى فى دوكة عشان انسى حسابى وياكى
يقين بمشاغبة : يووه يا جدو بقى .. مش احنا اتصالحنا فى التليفون و انت خلاص سامحتنى و بقينا صافى يا لبن
المنشاوى : لا لسه .. لما توعدينى الاول
يقين و هى تجثو بركبتيها امام جدها ارضا و ترفع راسها تنظر اليه باهتمام : عاوزنى اوعدك بايه
المنشاوى : انك بعد كده طول ما انا عايش .. ماتخبيش عنى حاجة ، و طبعا و لا عن اخوكى انتو مالكمش غير بعض .. مهما كان مين اللى نصحك تخبى عننا
لتنظر ليلى تجاه داوود لتجده يبادلها النظر بامتعاض الا ان يقين قبلت وجنة جدها و قالت : اوعدك يا جدو ، ها .. صافى يا لبن
المنشاوى ضاحكا : حليب يا قشطة
يقين : طب صالحنى بقى
المنشاوى : انا برضة اللى هصالحك
يقين : ايوة طبعا و تعوضنى كمان ، لولا انى كنت متضايقة انى مسافرة من وراك .. يمكن كنت كملت الرحلة عادى و انبسطت كمان
المنشاوى بابتسامة شاردة : ليكى عليا ان شاء الله لو ربنا ادانى عمر .. نطلع كلنا مع بعض رحلة تعجبك
يقين بحماس : اتفقنا
ثم نهضت يقين من جلستها و احتضنت رنيم بحب قائلة : وحشتينى يا رونى ، بقالى كتير ماشفتكيش يا هرابة ، كل ماكنت اجى لجدو ماكنتش بلاقيكى
رنيم بابتسامة واهنة : ماتقلقيش ، هتلاقينى بعد كده على طول
يقين بسعادة : يعنى هتقضى معانا النهاردة باقى اليوم
رنيم بامتعاض متوارى و هى تنظر لداوود بجانب عينيها : و كل يوم
يقين : لو بتتكلمى جد .. هفضل معاكى هنا ، و اللا ايه يا جدو
المنشاوى : ده يوم الهنا و المنى يا بنتى
ليلى : مش ملاحظة انك ماسلمتيش عليا
لتقبلها يقين ببعض الجمود و تقول : ازيك يا ماما
داوود : لو هتفضلى هنا بجد انزل لك الشنطة بتاعتك من العربية
يقين بحماس : ااه نزلها
المنشاوى : اومال ابوك فين يا داوود ، مارجعش ليه لحد دلوقتى
داوود : انا سيبته فى المصنع و قال لى انه هييجى على طول .. انا هكلمه حالا
المنشاوى : ايوة ياريت احسن انا جوعت النهاردة بزيادة
مساءا .. كان عابد قد عاد الى منزله بصحبة زوجته ، و كان داوود يجلس مع جده بغرفة المكتب يتناقشان فى بعض العقود الخاصة بالعمل
اما رنيم و يقين فكانتا تجلسان امام حوض السمك و تلعبان الورق .. حتى صاحت يقين بمرح : هو ده .. اخيرا كسبتك
رنيم بهدوء : مبروك عليكى يا ستى
يقين بفضول : مالك يا رنيم ، من الصبح و انا حاسة انك مش مظبوطة و مش زى عادتك
رنيم : ابدا .. عادى
يقين: لا مش عادى خالص .. انتى لسه زعلانة من حكاية معتز دى
و عندما نظرت اليها رنيم بصمت ، اكملت يقين قائلة : صدقينى يا رنيم ، البنى ادم ده ما كانش يستاهلك ابدا
رنيم بانتباه : غريبة يا يقين .. دى اول مرة تتكلمى عنه او حتى تعلقى عليه
يقين : لانى كنت خايفة على زعلك ، و بصراحة كمان .. كنت خايفة ماتصدقينيش
رنيم : ما اصدقكيش فى ايه ، و ليه ما اصدقكيش من اصله
يقين بحذر : يعنى كنتى هتصدقبنى لو قلتلك انه اكتر من مرة حاول انه .. انه …
رنيم بفضول : انه ايه ما تتكلمى على طول
يقين و هى تعبث باناملها فى ورق اللعب : انه يعمل معايا علاقة
رنيم بصدمة : علاقة معاكى انتى
بقين : ايوة ، و لولا انى هددته انى هعمل له فضيحة و هبلغ جدو و داوود .. ماكانش سابنى فى حالى ابدا
رنيم : و الكلام ده كان امتى
يقين : فى نفس الوقت اللى كنتو فيه سوا
و عندما لاحظت يقين تكدر ملامح رنيم قالت باعتذار : انا ماكنتس ناوية ابدا انى اجيبلك سيرة الحكاية دى عشان ما ازعلكيش ، بس كنت متاكدة ان اكيد ربنا هيكشفهولك باى طريقة من غير ما انا اتدخل
رنيم : بس برضة كان لازم تقوليلى يا يقين
بقين : الصراحة .. ماما خوفتنى .. و قالتلى انك ممكن تفكرى انى غيرانة منك او انى عاوزة اوقعكم فى بعض و السلام
رنيم و هى تحرك رأسها رفضا : انا الصراحة مش قادرة افهم طنط ليلى و لا تفكيرها ده نهائى ، الاول هى اللى تعرفنى عليه و تقعد تشكرلى فيه و تشجعنى كمان انى اقرب منه و بعد كده .. لما لقت ان جدو عرف و منع سفرى و عمل اللى عمله مع معتز بقت تهاجمنى على طول الخط و خصوصا قدام جدو و داوود
يقين بتاييد : لو عاوزة الحق .. انا نفسى مستغرباها
و اوقات كتير ما ببقاش فاهمة هى بتفكر فى ايه
انما سيبك من ماما دلوقتى ، ماقلتليش برضة .. انتى لسه زعلانة على معتز
رنيم بتنهيدة : الحقيقة انا زعلانة ، بس مش عليه ، انا زعلانة على اللى حصل ، و زعلانة انه قدر يغشنى و يخدعنى بالطريقة دى
يقين : ياما بنتغش فى ناس و ادينا بنتعلم ، ماتخليش الموضوع ياخد اكتر من حجمه معاكى ، و ماتخليهوش ياثر على بقية حياتك
رنيم بسخرية : الحقيقة هو اثر و خلاص ، و علم علامة الله اعلم ان كان ممكن تتمحى و اللا لا
يقين بفضول : تقصدى ايه
رنيم : ياريت كان ينفع احكى ، بس جدو طلب منى انى ما اجيبش سيرة لحد
يقين : رغم ان الفضول هيمو.تنى .. بس طالما جدو اللى طلب منك كده .. اسمعى كلامه عشان مايزعلش منك زى ما حصل معايا
رنيم بانتباه : ااه صحيح تعالى هنا و قوليلى .. ايه السر فى انك تخبى عن جدو و اخوكى موضوع الرحلة دى و كمان تطلعيها من وراهم ، و عرفوا ازاى
يقين : ابدا .. اعلنوا عن الرحلة فى النادى ، و الصراحة كان نفسى فيها ، و حكيت قدام ماما فقالت لى روحى ، و لما قلتلها ان ممكن داوود و جدو يمانعوا ، قالتلى اكبرى بقى و مش كل ما تبقى عاوزة تعملى حاجة .. تروحى تاخدى من جدك الاذن
فقلت لها .. طب و داوود ، قالتلى مالكيش دعوة بيه انا هقول له
رنيم : انتى مش ملاحظة انكم ماجيبتوش سيرة خالو عابد خالص
يقين : انتى عارفة بابا .. حياته فى الشغل و بس ، و وقت ما قلت له انى عاوزة اروح الرحلة .. قاللى روحى و انبسطى
رنيم : اومال جدو و داوود عرفوا ازاى
يقين بخجل مرح و هى تنظر الى رنيم بجانب عينيها : منى انا
رنيم بدهشة : ده اللى هو ازاى مش فاهمة
يقين : اصلى طول ما احنا فى الطريق و احنا لسه رايحين .. بقيت حاسة انى زى ما اكون عاملة عاملة كبيرة و مخبياها ، و طبعا انتى عارفة مابعرفش اعدى يوم من غير ما اكلم جدو و اتطمن عليه او هو يكلمنى
و اما كلمنى و كنا لسه فى الطريق ، مابقيتش عارفة ارد ، و خفت يسالنى انا فين ، و مش عاوزة اكذب عليه
رنيم : و بعدين
يقين : و لا قبلين ، اما لقيته عمال يتصل بيا ، خفت لا يقلق عليا و رديت و اول ما سالنى انتى فين .. قريت بكل حاجة يا بنتى من قبل اول قلم
رنيم ضاحكة : جدعة
يقين و هى تقترب من رنيم و هى تتلفت حولها بحذر : بس انا حاسة ان فى حاجة غريبة مش فاهماها
رنيم : حاجة زى ايه
يقين : حاسة ان جدو متغير و زى ما يكون مخبى حاجة
رنيم و هى تحاول السيطرة على خلجاتها : ان شاء الله مايبقاش فيه اى حاجة وحشة
يقين : يعنى احساسى ده وصل لك برضة
رنيم و هى تنظر الى اضاءة حجرة المكتب التى تطل بالقرب منهما : تقريبا
يقين بقلق : انا كمان حاسة ان جدو صحته بقالها فترة مش اد كده
رنيم بتركيز : ازاى يعنى .. ايه اللى حصل خلاكى تقولى كده
يقين : اولا مابقاش ينزل المصنع كتير زى الاول ، و كمان بقيت اشوف دكتور مجدى بيجيله كتير غن زمان
رنيم : اومال انا ازاى ما اخدتش بالى من الكلام ده
يقين : ماتزعليش منى يا رونى ، بس فترة ارتباطك بمعتز بعدتك عننا كلنا
رنيم باقرار : الظاهر ان عندك حق
يقين : طب ايه .. برضة مش هتقوليلى ولا حتى سر زغنطوط اد كدهون
رنيم : بكرة و اللا بعده جدو هيقولك كل حاجة .. ماتستعجليش
اما داوود فبعد ان تحدث مع جده فى بعض الامور المتعلقة بالعمل .. قال : دكتور مجدى كلمنى الصبح
المنشاوى : خير
داوود : قاللى ان حضرتك لازم تبقى موجود فى المستشفى قبل معاد العملية بيومين على الاقل
المنشاوى باعتراض : و ليه بقى ، هو مش عمل كل الفحوصات اللى محتاجها .. عاوزنى اقعد في المستشفى اعمل ايه انا تانى
داوود : ياجدى ضغطك عالى ، و انت عارف كويس انهم لازم يظبطوا كل مؤشراتك الحيوية قبل العملية و اولهم طبعا الضغط
المنشاوى : بلاش كلام فارغ ، مايقوللى اعمل ايه و انا اعمله ، مش هتحبس انا و ابعد عنكم اليومين اللى باقيبن لى وسط الاسلاك و الاجهزة المزعجة بتاعتهم دى
داوود بصبر : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ليه بس التشاؤم ده
المنشاوى بتنهيدة ثقيلة : مش تشاؤم با ابنى استغفر الله ، بس احساسى بيقول لى كده
داوود بفضول : تقصد انك مش عاوز تعمل العملية
المنشاوى : و الله يا ابنى ما انا عارف ، ما اقدرش انكر انى خلال الاسبوعين اللى فاتوا كانوا صعبين عليا اوى ، حتى و انا واخد العلاج
داوود : يا جدى انا مش عاوزك تحس اننا جابرينك على العملية ، احنا بس بنتمنى انك تبقى احسن
المنشاوى بمرح : مين ده اللى يقدر يجبر جدك على حاجة مش عاوزها يا ولد ، جدك جبل مايزحزحوش و لا يقدر عليه غير ربنا سبحانه و تعالى
داوود بابتسامة : طول عمرك الجبل اللى ساندنا كلنا يا جدى ، ربنا يديك الصحة و ان شاء الله تقوم بالف سلامة
المنشاوى : اللى فيه الخير يقدمه ربنا
داوود و هو يشير اتجاه الشرفة : كده كلنا عرفنا بحكاية العملية .. مش فاضل غير يقين ، حضرتك ناوى تقول لها امتى
المنشاوى : ان شاء الله بكرة ، ما اقدرش احكى حاجة تانى الليلة دى ، النهاردة رنيم اخدت منى مجهود كبير اوى
داوود : انا لحد ما مشيت على المصنع كنتم لسه قافلين على نفسكم ، طول الوقت ده عشان العملية
المنشاوى : لا يا ابنى ، انا قلت انتهزها فرصة و اوصيها بكل اللى كان نفسى اوصيها عليه من زمان
داوود : طب و هى اتقبلت كل الكلام ده بسهولة
المنشاوى : ماحدش بيقبل نصيحة بسهولة من غير ما يفهم المغزى اللى وراها يا ابنى ، و للاسف انا ما اقدرش افهمها حاجة دلوقتى
هتبقى صدمتها كبيرة اوى لو عرفت الحقيقة كلها كاملة .. خصوصا حقيقة ابوها
داوود : ايوة يا جدى .. بس احنا لحد دلوقتى مش متأكدين برضة من الحكاية دى
المنشاوى : كان نفسى اعشم نفسى زيك كده و اقول يمكن الكلام اللى وصل لنا مش حقيقى ، لكن للاسف يا داوود .. امبارح جالى تأكيد بكل حاجة ، سليم متحامى بالشنطة الدبلو.ماسية بتاعته و بيهر.ب كل حاجة محتاجة انها تتهر.ب .. ياريتها كمان حاجة واحدة
انت عارف سليم نزل مصر كام مرة خلال الشهرين اللى فاتوا دول
داوود بذهول : هو نزل مصر .. ازاى الكلام ده ، ده حتى مافكرش يتصل برنيم و لا يشوفها من زمان اوى
المنشاوى بسخرية : كان عنده اللى اهم من رنيم بكتير
داوود : و ايه بقى ده اللى اهم من رنيم عنده
المنشاوى : تهر.يب الاثا.ر
داوود بفز.ع : هى وصلت للاثا.ر
المنشاوى : ايوة يا سيدى ، واحد من هواة الاثا.ر اشترى كام قطعة و ما كانش عارف يطلع بيهم ، فكلم المسلكاتى جه اخدهمله و طار بيهم على برة
داوود : ازاى حضرتك تبقى عارف الكلام ده و ما تبلغش عنه يا جدى
المنشاوى : و يرضيك رنيم تعيش باقى عمرها بعاره يا داوود ، لا يا ابنى ، ما اقدرش ابدا اتحمل اشوف نظرة عينيها و هى بتنكسر قدام اى حد حتى لو الحد ده يبقى انا
داوود : طب و العمل
المنشاوى : انا بعتت له رسالة مع شخص موثوق فيه كان مسافر النهاردة .. فهمته فيها انى عارف مصايبه كلها و انه لو ما ارتجعش .. هقدمه بايدى لحبل المش/نقة
داوود : يعنى لحد دلوقتى الرسالة لسه ما وصلتلهوش
المنشاوى : هتوصل له بكرة بالكتير ان شاء الله
داوود : طب و تفتكر يعنى ان كلامك ده هيجيب معاه نتيجة
المنشاوى : سليم عارف من زمان انى ما بستلطفهوش ، و لولا وجود رنيم .. كان حصل بينى و بينه مشاكل كتير اوى ، و اعتقد انه هيخاف من تهد.يدى ده ، و اعتقد انه هيفكر كويس قبل ما ينفذ اللى طلبته منه ، لكن فى الاخر خوفه و قلقه منى هيخلوه ينفذ
اما بعد ظهيرة اليوم التالى باليونان .. كان سليم عائدا من الخارج لتستقبله نانسى قائلة بدهشة : مالك يا سليم .. شكلك متغير كده ليه و زى ما يكون فى مصيبة
سليم و هو يتلفت حوله : البنات فين
نانسى : خرجوا مع صحابهم
ليرتمى سليم على احد المقاعد و هو يفك رباط عنقه بنزق و يقول : المنشاوى بيهد.دنى
نانسى بدهشة : منشاوى مين و بيهددك بايه
سليم : المنشاوى جد رنيم .. عاوزنى اقدم استقالتي من الخارجية
نانسى بحدة : ايه الكلام الفارغ ده ، و هو يملك ايه عشان يتجرأ و يطلب منك طلب زى ده
سليم : ما طلبش يا نانسى ، المنشاوى ماطلبش ، المنشاوى أمرنى
نانسى : بانهى حق مش فاهمة
سليم : مش عارف قدر يعرف منين عن شغلنا التانى ، و عرف كمان بنزولى مصر الكام مرة اللى فاتوا
نانسى بشهقة قلقة : ايه الكلام ده ، مش معقول ابدا يا سليم ، ماعتقدش ابدا انه يقدر يوصل لحاجة زى دى
سليم : للاسف قدر
نانسى : معنى كده ان فى حد من اللى بيتعاملوا معاك على صلة بيه
سليم : مش عارف يا نانسى ، مش قادر افكر حاسس انى هتجنن
نانسى : طب و انت اعترفت فعلا بانك بتعمل كده
سليم : اكيد لا طبعا ، بس الانكار هيفيد بايه طالما انه عارف الحقيقة كاملة ، ده كمان الراجل اللى جالى لمحلى ان المنشاوى واضع ايده على صور ليا و انا بقابل الناس اللى بنشتغل معاهم ، و مستندات تديننى
نانسى : يا دى المصيبة
سليم : مش عارف اعمل ايه
نانسى : طب و هو اصلا فى ايده ايه يعمله
سليم : فى ايده كتير اوى ، ابسطها يقدم فيا بلاغ و يرفعوا عنى الحصانة
نانسى : لو كان يقدر يعملها كان عملها من غير ما يقول لك اصلا ، ايه اللى خلاه يحذرك من اساسه
سليم : اكيد عشان خاطر رنيم
نانسى بتفكير : طالما عمل لها خاطر فى الاول .. يبقى هيفضل يعمل لها خاطر على طول
سليم : للاسف ما اضمنوش
نانسى : يعنى ناوى تسمع كلامه ، هتقدم استقالتك ، دى عمر ماحد عملها قبل كده
سليم : لا و انا اللى كنت بحاول انقل ايطاليا السنة اللى باقيالى قبل ما اطلع معاش
نانسى : طب و افرض انك عملت اللى قال عليه ، هتعمل ايه بعد كده
سليم : مش عارف
نانسى باقتراح : طب هو ما ينفعش مثلا انك تطلب نقلك لمصر الفترة اللى باقيالك دى قبل ما تطلع معاش
سليم : بس هو عاوزنى استقيل ، مش عاوزنى ارجع مصر
نانسى بانتباه : يكونش طمعان فى الاراضى اللى باسم بنتك و عاوزك تسيبهاله
سليم بتفكير : لا لا ما اظنش ابدا
نانسى : بس لو استقلت تبقى بتاكد له ان كل كلامه مظبوط
سليم بتهكم : مش محتاج يتاكد من حاجة ، ده اصلا قاللى على اسم اخر واحد كنت جايب له اثا.ر
نانسى بذهول : ايه يعنى .. علاقاته واصلة لفين المنشاوى ده
سليم : ماتنسيش انه من اكبر مصدرين الاثاث فى الشرق الاوسط كله
نانسى بتسليم : يعنى هتستقيل فعلا
سليم بإحباط : للاسف .. شكلى كده ماعنديش حل تانى
نانسى : يعنى معنى كده اننا هنرجع مصر
سليم : اكيد .. بس مش دلوقتى ، لازم امهد لرنيم الاول انى راجع ، و اشوفه كمان ناوى يعمل معايا اي ، و محتاج كمان اعمل اتصالاتى فى كل مكان عشان اخلص متعلقاتى المالية
نانسى : هو ما ينفعش انا و البنات نفضل هنا ، انت عارف ان اليونان اكتر بلد ارتحت فيها فعلا ، حتى البنات انسجموا مع اصحابهم و هيبقى صعب عليهم انهم يفارقوهم
و كمان احنا مش عارفين لسه المنشاوى ممكن يعمل معاك ايه فى الارض اللى كتبتها باسم رنيم
سليم : اصبرى لما اخلص من حاجتى اللى متعلقة فى كل حتة دى الاول ، و بعدين ابقى اشوف كل الكلام ده
كان المنشاوى قد صارح يقين بحقيقة مرضة و الجراحة التى من المنتظر ان يخضع لها خلال ايام قليلة ، لينتابها حزنا شديدا و لكنها فضلت الا تعبر عن خوفها امام جدها و قالت له ببعض المرح المصطنع : عمليه تفوت و لا حد يموت يا جدو ، و تلاقيك يا عم مش محتاج عملية و لا حاجة ، تلاقيك رايح المستسفى تتونس بالممرضات الحسناوات اللى هيبقوا داخلين خارجين عليك
و اللى تجيبلك فطار و اللى تعدل لك المخدة و اللى تقيس لك الحرارة
لا يا جدو .. اعمل حسابك انى هفضل كابسة على نفسهم طول الوقت و مش هسمحلهم ابدا انهم يستفردوا بيك
عابد ضاحكا : لو الكلام اللى البنت ده بتقوله حقيقى يا بابا .. ابقى خليهم يحجزولى سرير جنبك
يقين : ااه طبعا بتتكلم و انت فى وسع بلادك عشان ماما ماجاتش معاك النهاردة
داوود : هو صحيح ماما ماجاتش معاك ليه يا بابا
عابد بمرح : هو انتو صعبان عليكم انى اشم نفسى ساعة زمن و اللا ايه
يقين : لا ابدا شم براحتك ، و كمان ممكن تشم انبوبة اكسجين بحالها من عند جدو
المنشاوى : اسمعوا يا اولاد .. و مش عاوز حد يقاطعنى ، الاعمار بايد ربنا سبحانه و تعالى ، و كل حى لازم بيجيه اجله .. و الله لو عمل ايه بالذى ، برضة ماشى ماشى ، ماهو لكل اجل كتاب
داوود : و لازمته ايه بس الكلام ده ياجدى
المنشاوى بحزم : مش قلت مش عاوز حد يقاطعنى
داوود : آسف
المنشاوى : لو اراد ربنا ان عمرى ينتهى على كده .. عاوزكم تفضلوا متجمعين حوالين بعضيكم ، اوعوا تسمحوا للشيطان انه يفرقكم باى سبب
و ماتخلوش الدنيا تلهيكم بعيد عن بعض
انا كاتب وصيتى و سايبها مع المحامى و بينى و بين روحى راضى الحمدلله عن كل حاجة عملتها
بس اتمنى ان ما حدش فيكم يزعل منى لاى سبب
فى حاجات كتير .. فى منكم مايعرفهاش ، بس لو جه الاجل .. مش هيبقى فى اى داعى ان اى حاجة تانية تستخبى
انا طول عمرى و انا بحبكم اكتر من روحى ، و لو كان بايدى كنت فرقت عمرى عليكم كلكم ، فعاوزكم تفضلوا فاكرين ان اى حاجة عملتها .. فانا عملتها عشان بحبكم
ليدخل المنشاوى الى المشفى بعد ثلاثة ايام قضاهم مع اسرته الصغيرة و هو لا يكل من الدعاء لله بحفظهم ، و لم تكل اسرته ايضا من الدعاء بنجاته
ليقضى يومين اخرين ما بين فحوصات و فحوصات و عيادة الاطباء له بين الحين و الاخر حتى صبيحة يوم الجراحة
فاخبره الاطباء ان المختصين سيقوموا بتجهيزه للجراحة خلال نصف الساعة .. ليطلب من الجميع اخلاء الغرفة حتى يقف بين يدى الله للصلاة قبل كل شئ
ليستجيب الجمبع لرغبته بعد ان ساعده داوود فى الوضوء ، ثم يغلقون عليه باب الغرفة ، و يتجهوا جميعهم للجلوس بغرفة الاستقبال الملحقة بغرفته و السنتهم تنهل بالدعاء حتى مرت النصف ساعة ، ليجدوا الفريق المختص بالتعقيم ينقر على باب الغرفة الخارجى ، ليسمحوا لهم بالدخول اليه
ليجدوا مفاجأة مذهلة بانتظارهم جميعا