رواية وكانها عذراء لم يلمسها احد من قبل الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم اسما السيد
وكأنها عذراء لم يلمسها أحد من قبل
أسما السيد
********
هناك أناس قادرون علي التخطي، علي الكتمان، وتحدي الصعاب، مهما الم بقلوبهم من آلام يجيدون تصنع السلام، يرسمون الابتسامات، ويجيدون اتقان الادوار..
صوت همس الجنود ملأ الإرجاء، علي وجوههم يرتسم الترقب من ذلك الذي مجرد ذكر اسمه بات يشكل رعبا لهم
لم تمر سوي دقيقه وعم الصمت المكان ما ان دلف بهيبة وملامح مع مرور الوقت تصبح أقسى من ذي قبل
وجه حُفر عليه القساوه ببراعه، ومن يخالفه يواجه الموت حرفيا
همس أحدهم للآخر:
_ انا نفسي مره اشوف علي وشه ابتسامه يااخي
_ اقفل بوقك ده ابوس يدك ياأخي احنا مش قد عقاب ابن السباعي
صوته الجهور افزعهم، جعلهم يبتلعون حديثهم بفزع
ليبدأ يوم جديد شاق وطويل كالعاده
_ يالا كل واحد ياخد مكانه، عينكم في وسط راسكم، مش عاوز اي غلطه، ومش هكرر كلامي، احنا في حالة طواريء، والغلطه هنا هتكلف حياتكم
_ تمام ياافندم
_ انصرفوا.
_ اساميكم بقت رعب عالحدود، يادين النبي عليكم، انتوا بقيتوا مطلوبين اجدع، خصوصا ابن السباعي بجبروته، وقوة قلبه
هكذا هتف احدهم بضحكه مستمتعه، قبل أن يجيبه فارس باستمتاع حقيقي، فأشهر قليله فقط كانت كفيلة ببث الرعب بقلور كل إرهابي بالمنطقة..
مع تعاون أهل سيناء وبسالاتهم كل ذلك كان له الفضل الأكبر لما هم عليه الان، ومن بعده كان جبروت وذكاء يزيد السباعي التي لا ينكرها أحد في إدارته وحسمه، وحسه الأمني ونجاح مخططاته دائما..
يزيد وصدمة الفراق أثرت عليه عكسا لم تزده الا جبروتا وصلاده لم تضعف منه شعره رغم قلبه الذي ينزف دما وعشقا لكنه اختار الصمت.. قلبه أصبح كالفولاذ لا يلين وكأنه دعس بقدميه الحب، ووأده بمكانه وكأنه لم يكن يوم..
هتف أحدهم:
_ الفضل كله يرجع لشيخ العرب لولا تعاونة المخلص معانا، مكناش وصلنا لهنا..
ابتسم الرجل ببشاشه وهتف بابتسامة:
_ انت عارف يافارس باشا، أننا نفدوا الأراضي دي بعيونا، واللى بنعمله وهنعمله ميجيش جنب تعبكم حاجه
كاد يجيبه فارس، لولا دخول ابراهيم
المتعب، ملقيا بثقل جسده بأكمله علي الاريكه بالمكتب رافعا يده يغطي وجهه بها..
_ الله ينتقم منك ياابن السباعي، انا خلاص هموت، مابالك من العساكر الغلابه دول..
_ انت اللي خرع، وصدقني ملكش مكان هنا..
هكذا اجابه يزيد ببرود، قبل أن ينتفض فارس من علي المقعد، ضاحكا بقوه وهو يحاول الحجز بين ابراهيم الذي انتفض مغتاظا يمسك بعنق يزيد ..
_ بس انتوا اتجننتوا..
رفع يزيد حاجبه، مردفا بتعالي يجيده، وهو ينفض يد فارس عنه:
_ اوعي ..
لوي فارس فمه، وهتف بغيظ:
_ بارد..
اشتعلت الأجواء بين ثلاثتهم فقطعه صوت ذلك الرجل مردفاً بضحك:
_ بزياداكم خناق عاد، انا جايبلكم دعوه من شيخ العرب الليله وبيطلب منكم تنضموا للعشا معاه..
************
وبعد سويعات تحت سماء الصحراء الصافيه اجتمع ثلاثتهم، مجردين من ثيابهم العسكرية، متنكرين بالزي البدوي الذي يبدو عليهم وكأنه صُنع خصيصاً من أجلهم..
ليلة سمر رائعه تشهد على زواج ابن شيخ العرب من ابنة عمه..
الجو رائع هنا، يدعو للتأمل، ويبعث في النفوس أملا جديدا لمن دب اليأس بقلوبهم ، وذاقوا مرارة الفقد وتجرعوا مرارته..
لمن كفروا بالحب واهله، الجو رائع حقا لهم، وكم هو رائع أن ينفضوا عنهم تحت تلك السماء الصافية كل عناء اليوم..
رفع ابراهيم رأسه متأملا السماء الصافيه، شارد الذهن تماماً ، بجواره فارس يتكأ علي جانبه وبيده يمسك هاتفه عيناه مثبته علي اخر صوره التقطها لهم معا، قبل الكارثه
وما حدث
يتأملها بأعين لا حياة بها، حتي بريقهما قد رحل عنها..
مع كل أزمة نعايشها ظاهريا يبدو علينا أننا نزداد نضجاً، بينما داخليا نزداد بؤساً وقهراً ويمر الوقت ببطيء، وكأن الساعه دهرا ً
الأزمات تُغيرنا، وتبدلنا، تشكل قلوبنا كما لم نتوقع يوماً
من منا أراد لنفسه التعاسه، نحن جميعاً نتمني لو نسعد، لو نعيش الحياه كما حلمنا وتمنينا، كما رغبنا، لكن تلك الحياة لا تاتينا كما اشتهينا أبدا..
إنها المعادلة الصعبة..التي ما اكتملت لاحدٍ يوم.
كل طريق وكل حلم رسمه لنفسه منذ رؤيتها كان نهايته يتخيل سعادتها به، هي بكل شيء، وفوق كل شيء، ظن أنه سينسي، لكنها اثبتت انها لا تُنسي شاء أم ابي..واللعنة على شيطانها الاعمي..
لقد حطم الفراق آماله فلم يفعل شيء ليقرب بينهم سوى الاستسلام، حتى أنه لم يحرك ساكناً ليبحث عنها، لقد ترك القدر وقلبها يقودها حيث أرادت، أن أرادت أن تعود لقلبه ستجده كما تركته لم يبدله بفراقها، وان حنت لوطنه ستعلم أي الطرق تسلك لتعود لسكناه واحتلاله، وإن لم تكن فليسعدها الله أينما حلت ، واستقرت ووجدت الحياه..
هكذا كان يفكر طيلة الوقت ، لقد اقنع نفسه بترك كل شيء للقدر وللرب كي يدبر له الأمر…
بجواره كان يزيد الذي يريح جسده علي الرمال، عيناه تعامدت علي تلك النجوم.. يتأملها بصمت…
كانت هذه جلسته المفضله يوميا، ينتهي يومه مستلقيا باي مكان كان، يتأمل السماء، شاردا بشيء مجهول للجميع الا هما، وهم ليسوا بأحسن حال منه
بل ربما كان فارس اسوأهم هماً، وحظاً لكنه كان يجيد التحكم بعواطفه، ويعطي لكل شيء حقه
"في حاجات كده مبنبقاش قادرين نستوعب ازاي مرينا بيها، ازاي عشنا الوجع ده كله
ازاي اتحملنا، وعافرنا، وازاي استقبلنا القدر بالرضا ده كله
حاجات لما نتأمل عظمة ربنا وتجلياته فيها ، وحكمته في حدوثها، هنعرف انها كانت لحكمه، ولسبب عظيم جدا
يمكن منقدرش نعرف سبب ده دلوقتي بس مؤكد هنعرف ده بعدين، وساعتها هنتاكد أن كل الي صار كان لحكمه عظيمه خدمتنا ما ضرتناش ابدا، عشان كده لازم نرضي بالقدر خيره أو شره حتي لو كان وجعه مر زي العلقم..لازم نعدي عالصعب ونمر.
صدى تلك الكلمات ما زال يدوي بقلبه وعقله، كانت بمثابة حرباً ضارية بعقل يزيد..آنذاك والي الآن
مازالت نبرة الجد وهو يهتف بها له ذلك اليوم الذي اكتشف فيه رحيلها، أو بالاحري هروبها منه، أو لسبب لم يعلمه بعد..
مازال يتذكر جيدا ماحدث بعدما فاق من غيبوبته ذلك اليوم بالمشفى، عينيه متلهفة لرؤيتها، لم يهتم لأحدهم قدر اهتمامه بوجودها ، رؤيتها، وإشباع تلك الرغبه الجامحه التي تملأ قلبه من رؤيتها
حتي تلك اليدين العائده لوالدته التي احتضنته باكيه، منهارة لم يهتم بها
ولا لنواحها، وهلعها الحقيقي عليه قدر اهتمامه بها، وبوجودها ، و التفكير باين تركوها، أو ربما لم تأتي معهم
انتفضت والدته حينما وصلها صوته القلق، صوت أشبه بالضياع بمن أضاع شيئا عظيماً مهما وعزيزا عليه
وهو يرفع رأسه ويسأل جده بنبره قلقه بعثت النفور والكره بقلب والدته تجاه ابنة السباعي أكثر وأكثر بل شعرت بالرضا لما خططت ونفذته
_ فين ليليا.. ياجدي جت معاك مش كده؟
اشتعلت أعين والدته وهي تنظر للهفة ابنها بغضب وحقد ، جعلها توقن بأن ما فعلته مع تلك الحيه هو الصح..وان عادت ستفعل كل شيء، واي شيء، لابعادها عنه
صمت وشرد ذهنه ينتظر اجابه الجد،
لو اخبرهم أنه كان يدعو الله قبل ذلك الهجوم بأن يحدث أي شيء يعوقه من الرحيل حتي تسنح له فرصه توديعها، تقبيلها، أو ربما احتضانها وان كان غصبا عنها
كان يود لو يبثها الأمان الذي كان يجب عليه أن يمدها به، يخبرها أنها بجواره وبقلبه وببيته وفي المكان الأكثر آمنا من العالم أجمع وأنه يرضي بها، يرضي بها بكل الاحوال وان كانت كومه من عظم، وارتكبت الف ذنب…
كم لام نفسه لعدم جبرها الأسبوع الماضي أن تبقي بجانبه، ولا تختفي خلف غرفتها اللعينه، لو يعلم أن مسلم سيفعل به ذلك وسيفاجئه ، لما تركها لحظة واحدة
ها هو الآن سيرحل ، والبلاد بحالة طواريء بل بحرب ضاريه لحماية الحدود من الارهاب الجامح، صحيح كانت امنيته الاستشهاد والوقوف علي حدود البلاد والدفاع عنها، إلا أنه كان بالماضي وحيدا ، قلبه لم تطئه احداهن وتوشمه بعشقها ، وتعلن عليه الحرب
لم يكن القلب دق بعد ..حتى اتت هي..كصدفه كانت خير من الف امنيه ..
زفر وهو ينظر للجد الذي احنى راسه بحزن وعاود سؤاله بلهفه حقيقيه عليه
_ جدي..
لم يجد ردا منه، فاستدار لابيه الواقف يحاول التظاهر بالجمود وعدم التأثر بإصابته، وبادره بسؤاله عنها بذات اللهفه
_ بابا..فين ليليا نديهالي
لاول مره يدق قلب رفيع بحزن علي ولده، لطالما اعتقد انه سيظل جامدا كالصخر طيلة عمره ، وسيبقي عاذبا ولن يتزوج بأفكاره اللعينه الذي هو مؤمن بها
لكن لهفته، نظرة عينيه الزائغه واهتمامه الفاضح بها
علم منه أن ابنه قد عشق، وعشق من..
عشق ابنة عدوة والدته الوحيده، وان كانت من لحمهم ومن دمهم..
_ بابا..
هتف بإلحاح، قبل أن يخرج رفيع نفساً حاراً، مردفا بقلق:
_ جدك عم يقول انها راحت مع خوها ياولدي..
انتفض صارخا من الوجع والألم والصدمة:
_ اخوها…؟!نعم..!..اخو مين انت؟! بتقول ايه..ليليا فين؟
صرخته وهياجه، كان واصلا الي المشفي بأكمله،
لم يستطيعوا اثنائه عن التراجع والخروج للبحث عنها، ما أن انهي الجد شرحه لما حدث بعد ياس من اقناعه بأن يخبره فيما بعد، ثار كالثور، وهو يصرخ بهم، انه ليس اخيها ، وأنه مؤكد كذبا افتري، عليه الخروج ليجدها لكن لا حياة لمن تنادي..
أتى ذلك الطبيب وحقنه بالمهديء، وراح بثبات لساعات طويلة حتى غادرت البلاد ..كما وصل له..
_ يزيد..يزيد انت يابني سرحان في ايه
_ ها..معاك..معاك
_ امم ..معايا بردو..
******
كانت تريد السلطه والمال والاملاك، لم تكن تعلم أن نتيجة الرحله وتخطيط سنوات سيكون بذلك الشكل
ابتلعت راجيه ريقها وهي تنظر للبيت الكبير الذي أصبح ملهي ليلي لقطاع الطرق،. ومطاريد الجبل، والفضل لذلك الحقير الذي يجلس أمام الارجيله يدخنها باستمتاع وكأنه ملك الكون، وبجواره ذلك النجس اخيها ابو فارس الذي اضطرت أن تخرجه خارج دائرة تأرها حتى يكون حاميا لها من ابن السباعي لكن خابت ظنونها للاسف والحقير يجعل منه ذراعه الايمن، بل وتزوج بتلك الساقطه الذي كان علي علاقه بها، واتي بها اليها، وها هي تتمايل امامه بعهر
ودت لو تترك البيت باكمله، وتدفع بتلك المتسلطه الحقيره، التي عذبت ابنتها وتسببت بتسولها لسنوات كي تعود بمكانها وتبتعد
تخرج من هذا العالم النجس الذي دلفت اليه وكأنه مقدر لها
هي تعترف بأنها ارادت أن تنتقم، ولكن لم تريد لذلك النجس أن يعود لحياتها ويدمرها ويدمر ابنها التي فعلت المستحيل من أجل أن يعيش ما لم يكن سيعيشه لو ظل معها
أرادت أن ينعم بالدفء، والراحه، ومحمود الحسيني فعل ذلك
بل احبه كما لم تحبه هي، وتعترف، فاقد الشيء هو أكثر شخص يعطيه، وهي اختارت الصواب له
لكن بلحظه تهور ضاع منها كل شيء، لو لم يكن ابنها بداخل الأمر وهو المطلوب لذلك النجس، لقتلته بدم بارد
لكنها تعلم أنها داخل حرب بارده عليها أن تكون فطنه وذكيه أكثر من اللازم..
ليتها اصطبرت، ولم تتهور، وكانت بدلا من ما هي عليه الان، كانت تخلصت منهم وللابد
لكن صبرا..القادم سيكون عاصف
_ ابو فارس
صرخت باسمه بغل واضح، جنون وحقد منه، ومن افعاله، بينما هو تجاهلها وهو يميل علي تلك الساقطه زوجته نرجس، في حين رمقتها الاخيره بتعالي، وتكبر، ونظره اخرستها حينما وصلت لمغذاها الحقيقي، تلك الحقيره لقد اكتشفت امرها، وتهددها بفضحها أمام الجميع، وأخبارهم بمكان امينه الذي اخفتها فيه
ابتسمت راجيه لها بحقد، وفي عقلها شيء وحيد ان عليها أن تتخلص من كل ما يشكل لها تهديدا وقلة راحة، وخطر حقيقي، لن تكون سلعه تباع بخسة الثمن، ستريهم مكانتهم جميعا..
ونهاية الرحله الطويله ستكون لفائز وحيد.. خصيصاً تلك الحقيره، وذلك النرجسي المتعالي احمد السباعي ستجعله علكه بفم الجميع وقريباً، ستؤلمه بالطريقه الأكثر ايلاما على أي رجل حر
بذات الطريقة التي يجيدها، وهي تشويه الحقيقه
فصبرا جميلا..
_ ابو فارس قلت عاوزاك، خبر ايه عاد
تافف أخيها وهو يستقيم بجسد مترنح يسب شقيقته وطبعها الاجرامي، ولكن في النهاية هو لابد وأن يرضخ لها، والا ستنهيه للابد لقد أصبح كل شيء ملك لها
حتي ابنة المعتوه وابن أخيه لم يعدوا منذ ذلك اليوم ولم يجيبوا حتي علي هواتفهم
لقد تنصلوا منهم ومن نسلهم وأخبره ابنه فليفعل ما يشاء لم يعد يهتم له..
_ خبر ايه ياراجيه عم تنادمي كيف البهيمة أكده ؟!
امسكته من تلابيبه، ودفعت به لداخل أحدي الغرف، وهدرت بجنون، وغضب حارق:
_ انا قلتلك ايه من يومين، انطق
ابتلع ابو فارس ريقه بقلق، واضطراب وهو ينظر لها، بينما بادلته
هي أخري متوعده
_ راجيه انتي خابره أن ابن السباعي لازمن نعاملوه اكده
_ نعم …انت هتقول ايه انت عاد ؟
_ بقول اللي سمعتيه يا خايتي انتي فاهمه واني فاهم
هتف بخبث عشوائي بكلماته هذه، ورأسه تدور يمنه، ويسره، لكن من هدوءها ووجها الشاحب جعلته يوقن أن حديثه العشوائي بلا هدف، هي فسرته هدفّ مهم، ضحك بتمايل، وهو يعود ليجلس أمام ابن السباعي، الذي رفع راسه، لتقع عيناه عليها، بنظرة ساخره، قبل أن يهتف بحقد:
_ طول ما انك مخبيه طريق ولدي، هفضل موانسك اهنا، فالتمي وامسكي خاشمك يابوز الاخص انتي ولو عاوزه الخلاص ، انتي خابره كيف يا مو مجد الغالي..مش اسميه مجد برديك
ازدردت لعابها، واشاحت بوجهها الذي شحب ما أن ذكر اسمه، واجبرت اقدامها علي التقدم، وعدم الرد عليه، والا وقعت بفخه وانهارت والقت بكل شيء عن مجد عنه واللعنه عليه وعلي يوم فعلت ما فعلته ووشمت نفسها بعار لا يمحي ولن يمحي طيلة العمر
*******
عذاب لا يحتمل منذ أتت لهنا، وأصبحت سبيه لأحد المجاهدين كما يخبروهم، بكت بحرقه وهي تلمح ذلك الخنزير، قد عاود قاصدا بابها
كانت تريد الصراخ، لاول مره تشعر بالندم، والخزي، وفداحه ما فعلته، الان فقط شعرت بكم كانت مميزه بين بنات العائله، وبين زميلاتها
تذكرت ليليا وتوسلها لها أن تساعدها، كم كانت حقيره، وهي ترفض يد العون لها
تذكرت والدتها، والدها، واخيها
وخوفه عليها
إقصائه الدائم لها من تلك التجمعات بينها وبين اصدقائه
غيرته الواضحه عليها كانت اشبه بالتوق الملتف حول عنقها
الان فقط تتمني نظره منه، تتمني لو لم تتمرد عليه يوم
لقد كفرت كليا، ولم يعد لها مغفره
باعت جسدها ونهشه الغريب والقريب، وهي فقط مستسلمه
لو تعلم أن نهاية الرحله يصل لهنا
لانهت حياتها، وارتاحت واراحت العالم باكمله ، هنا عالم آخر من الوضاعة، الجميع يرتكب المحرمات باسم الدين، واللعنة علي هذا الصنف من هؤلاء
بكت بحرقه. ما أن امتدت يد ذلك الجهادي العجوز تجذبها من شعرها
فصرخت باسم الرجل الذي من المفترض أن يكون مسئولا عنها أو بالاحري سبيته ، لكن صفعه قويه تلقتها منه وتلاها ببصقه، هاتفا بسخريه:
_ لا تنطقي اسمي ايتها الحقيرة مجدداً، وهيا لا تعترض اذهبي خلف الامير، ولا تتمنعي لا مجال للاعتراض انتي هنا لمتعة المجاهدين لا اكتر، انتي سبيه حقيره، وما تفعلينه هو الجهاد بعينه.
أخيرا خرج صوتها برجاء:
_ ارجوك لا تفعل، انا
دفعها بقدمه، بينما ضحك الاخير بخبث وسعاده ولقد ظفر بالجنيه حديث الجميع باكمله أخيرا
********
_ تحسست بيلا بنطها المنتفخه، ابتسامه سعيده وفرحة بعدما أكدت لها الطبيبه نوع الجنين، وحددت لها متي موعد ولادتها
الفرحه كانت ستكون اثنتين لو فقط كان بجانبها، لو يهتم قليلا بها، ولو يرفع الهاتف ويسال عنها لاخبرته، لكن للاسف لا احد يعلم عنه، هاتفه مغلق دائما، وكذلك فارس
لكنها عادت لارض الواقع فجاءه، حينما استمعت للعم محمود الحسيني، الذي ابتسم ما أن راها، واردف بلهفه..
_ طمنيني عنك ؟
_ عمو..انا..
*******
يتبع..