اخر الروايات

رواية وكانها عذراء لم يلمسها احد من قبل الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم اسما السيد

رواية وكانها عذراء لم يلمسها احد من قبل الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم اسما السيد


“‏يا وجهًا كُلما تأملتهُ شعرتُ أن قلبي غارقًا بالحُب والأُمنيات” #مقتبس أحياناً ما يؤلمنا هو التفكير المفرط بكيف يتخلى المرء عن من أخبره يومًا أنه كل الحياة بتلك السهوله وهذا ما يزعجه، ويؤلم روحه، ويجعل الوجع والحزن ينخر داخل قلبه.. سؤال واحد لم يزل يفكر به، عالق بكل وجدانه، وهو كيف مضت ومرت تلك الأشهر الطويله ولم تتذكره هي لمرة واحدة…؟! هل كان كمن لم يكن يوم؟؟ أو ربما كان هو وعشقه بخار ونار وتطاير بالهواء وكأنه صدقا لم يمر بحياتها يوم…! هل انتهت مآسيها جميعا مع الفراق؟! هل أَلفَت ما يزعجها واعتادت الحياه وخوض معارك الحياه؟؟ ألتلك الدرجه استطاعت تخطي تركه لها؟ هل ابتدت حياة أخرى كما كانت تبغي وتريد…؟ ما يؤلم قلبه صدقًا هو تفكيره بأنها اعتادت بدونه ، تفكير ذكوري بحت..وهو يعترف..انه صدقا يحترق..يحترق فؤاده من كل شيء يخصها وكل دقيقه تمر وهو موقن أنها تخطته…واللعنه عليه وعليها وعلي تلك اللحظه الذي ربط نفسه بها… لا يعلم صدقا هل ما يفكر به شعور طبيعي ام هو درب الغباء الذي سلكه وصم أذنيه عنه، واغمض عينيه عن رؤية اخرى لو رآها كانت اختصرت عليه كل شيء. تفكيره أنها منذ البداية أجبرت عليه. سيجن من كثرة التفكير كلما فكر بذلك..واللعنة على شيطانه المريد أنه لا يريد أن يتركه يحيا بسلام حتي نعمة نسيانه لها لا يريده عقله أن ينعم به.. أحبها وأن انكر وجودها بذاك الوقت تحديدا.. كان كطوق نجاة له انتشله من ضياع الفكر وتشتت العقل، وآلام الوحده والخوف منه طيلة العمر . لقد وضعت بطريقة في الوقت الصحيح.. في وقت صدمته بأقرب الناس له، وفقدانه لاغلى شخص على قلبه كان يظن أنه سيجعلها سعيدة لحد الالتصاق الابدي به حتى ولو لم يعترف لها بذلك العشق، كان بجوارها وان لم يظهر عليه.. بالنهاية هو أراد بشدة أن يحيا ويتمسك بتلك الحياة التى رسمها لهم معا، تقبلها برضا، وسماحة نفس حتى تلك الشروط اللعينة التي وضعتها هي بتمرد، كأنها لم تقذفها عليه ذات يوم كان كفيل بذوبانها بين يديه.. لكن الظروف دائما كانت أقوى مما يريد القلب ويخطط العقل، للقدر رأي آخر دائما، ولِزاما عليه الرضا كل الرضا بما يريده الرب… لم يشك يوماً بعفتها، ولا بخيانتها له.. لكنه يعلم جيدًا كيف ينسج الشيطان خيوطه ببراعة على قلوب البعض وعقولهم؛ ليوقع بني البشر ويفرق بينهم، وما هو ليس إلا بشرٍ بنفسٍ بشريه أضعف مما خلقت عليه… شخص ضعيف رغم كل شيء.. ما أن ساوره الشك لحظة، وعبث بأفكاره علم أنه سيضعف مراراً ولن ينتهي الأمر إلي هذا الحد.. وهو يوماً بعد يوم يزداد عشقا وجنونا بها..كانت تخترق قلبه وتتغلغل كل شبر به بسهوله عجيبه ويسر، عشقها قد يصل به حد الهوس والجنون وهو شخص متملك لحد لا يحتمل وهو يعلم ذلك الشيء، سيخسر بتهوره رفيق دربه الوحيد، وسيفلت منه زمام الأمر.. خصوصا بوجود عمته الخبيثه، ووساوسها التي لن تنتهي لهذا الحد.. ز وساوسها لن تصل لبعض كلمات، بل ستحاول بكل الطرق أن تزرع الشك به، والنساء بِعُرفه تُعوض، كل شيء يُعوض إلا أخيه ورفيق دربٍ وفي..واللعنة على كيد النساء ومكرهن.. هو بالنهاية شخص ضعيف واثناهم ما تبقوا له، لم يرد أن يخسر ايا منهم، وخصوصاً بتلك الطريقة الخبيثه.. عمته تلدغ كالحرباء وتستطيع تحويله من الرماد للنار، وهو به ما يكفي ويزيد…! كان يريد ان يحيا بسعاده لكن ومن أين تأتيه السعادة وكل شيء يثقل كاهله بعدما حدث ما حدث بالمشفى؟ اوجعه قلبه عليها، ودب الحنين بقلبه لها، ولقربها ، الي أن قرر الاستسلام والعوده لها ، سيتوسلها أن أرادت ، سيخبرها صراحة أنه سقط بكل اسف الكون بالعشق.. سيطلب السماح وأن اشترطت نجمه في السماء حتى تسامحه، وكان بمقدوره أن يجلبها لها سيفعل.. فقط ليحيا بجوارها مرة أخرى ، ويتذوق بشوق جارف طعم العشق المر الذي دلف إليه بإرادته، وهي رحبت به بكل الحب، كل الحب … وبالفعل فعل، اعد عدته وطلب الإجازة، ولكن سقط المعبد على رأسه بعدما وصل إليه تلك الرسائل بمعلومات صريحه، واضحه، وأخيراً حقيقية، وللأسف حقيقه صادمه ، قهرته، وحطمت آماله جميعا.. خط سير دقيق لشقيقته المصون.. العفيفة ذات النسل الشريف.. اه عميقه موجعه خرجت من صدره، تبعها ببسمه ساخره متهكمه على حالهطة، وما آلت إليه حياة تلك الفاسقة اللعينه شقيقته، أغمض عيناه يكافح بضراوة الا تسقط تلك الدمعه الخائنه، وهو يقسم أنه سيغسل عاره يوما ما..وقريبا جدا.. كفاحه وجهاده ألا يظهر الضعف والألم من فراقها ذهب هباء منثورا، وتلك الدموع اللعينة تسيل على خده، وعقله يأبي النسيان، وهو يعرض عليه صورة شقيقته بأحضان الرجال علي كل شكل ولون.. اااه خرجت قويه، وهو يدفع بحبات الرمال أمامه بقوه.. كحال قلبه كل ليلة، يستغل الفرصة والجميع نيام، ويتسلل لقلب الصحراء، يخرج ذلك الكم الهائل من التعب والالم، والخزي التي اوصلته له شقيقته جثي أرضا، وهو يميل بجذعه الاعلي حتى غطت الرمال وجهه، يصرخ بأعلى الصوت، الي أن هدأ وحلت محل صورة شقيقته الوضيعه أخرى كفيلة ببثه الأمن والأمان الذي يبغاه.. عادت صورة بيلا تتأرجح أمام عينيه وعادت تلك اللحظات المميزة التي ستظل أجمل لحظات عايشها بالعمر تتدفق لعقله، تدب بقلبه الحنين والحب..اي كره لعين يبغاه وهو يحمل بقلبه لها كل هذا الشوق والعشق..أنه يتوق لكل لحظه عاشوها معًا كمدمن لا يستطيع إلا حنين يسرق راحة قلبه وعقله.. وألف سؤال وسؤال لا إجابة له عنده أهمهم: _ هل تشتاق هي أيضًا اليه، هل يئست منه.. ام نسته تمامًا، والإجابة دائماً كانت حاضرة لعقله وهي لو اشتاقت لبحثت عنه، لو آلمها الفراق كما يؤلم قلبه لعلمت كيف تصل اليه ؟ الحب ليست كلمات تُلقى، بل هي أرواح تتلاقى، ولو عشقته لشعرت به لو أرادت القرب لاقتربت ولكنها كانت تسعى للراحة المؤقته بين يديك، كان طريقها لحياهٍ افضل، وما أن وجدتها تخلت عنه.. أغمض عيناه يؤنب ذاته، على كل شيء، الشوق والألم والعشق مشاعر لا يجب أن يشعر بها، عليه محوها للأبد من قاموسه شخص مثله حكمت عليه وضيعة كشقيقته بالثأر، وهو لن يشفي غليله إلا به، لن يهنأ إلا وهو يواري جسدها النجس بيديه أسفل الأرض.. لذا عليه محو شعور العاشق البائس من قلبه، عليه العودة للجمود، ويميت ذلك القلب ..وللابد.. ****** تكافح لتمد يدها حتى تتمسك به، تشعر به يناديها، يريدها أن تأتي إليه وهو داخل ذلك الخندق المعتم العميق، صوته يتغلغل بداخلها، تحاول وتناديه، تبكي، وتنهار، وهي تحاول أن تدنو إليه.. _ ابراهيم ..ابراهيم لم يجيبها تصرخ وتصرخ ، انقطع الصوت ، استقامت كالملسوعة تبحث عليه هنا وهنا، مكان مظلم لا ضياء به ولا حتي شعاع قمر تدور حول نفسها بالمكان وتيأس من أن تجده، تصرخ وتبكي وتنتفض وهي مازالت تنادي عليه.. _ ابراهيم.. _ بيلا..بيلا بسم الله الرحمن الرحيم..فتحي عينك ياقلبي انتي انتفضت بصدر يعلو ويهبط نظرت يمينا ويسارا بوجه متعرق، ودموع عيناها أغرقت وجهها.. _ أنا فين؟ قربتها سلوي لصدرها، احتوتها بحنو استسلمت له، وبدأت بتلاوة بعض الآيات القرآنيه ككل ليله حتى هدأت باحضانها وانفجرت بالبكاء، وقد استوعبت الآن أنه هو الكابوس ذاته.. مدت يدها تتحسس تلك الضربات القوية من إقدام طفلها ..يبدو وأنه شعر بما تعانيه، وبذلك الشوق الذي سيهلكها لا محال.. إلى متي ستظل بتلك الحيرة، كانت تتعسس عن أخباره من العم محمود لكنه سافر منذ شهر وسيستقر بجوار ابنه بالخارج، لقد انهي كل عمله هنا، ورحل ولولا رفض سلوى وأشقائها وهي لفعل والدها المثل ورحل معه الآن انقطعت أخباره، حتي ذلك الشاب سويلم الذي اخبرها العم محمود انها يمكنها الاستعانة به، لا فائده منه، ومنذ اسبوعين لا أثر له بكت بحرقه، ولم يخرجها من تلك الحالة إلا صوت والدها الحاد المنفعل عليها: _ بتبكي ليه دلوقتي؟! مش ده كان اختيارك، ودا اللي انتي اصريت عليه؟؟ صرخت سلوى بوجهه بغضب: _ عمران انت بتقول ايه انت مش شايف حالتها عاملة إزاي ؟ نظر عمران لكلتاهن بغضب وغيظ، يقسم أن ما يحدث معه تخليص ذنوب ليس إلا..اثنتاهم يشكلون حزباً عليه، يحميهم ولديه الاثنين، صمت مجبراً حتى لا تبدأ الحرب العالمية عليه ككل ليله، ما أن دلف حاميا الحما لهم كما يسميهم أبيه. ولديه عاصم وعمار، بقلبه يشعر بالفخر لاهتمامهم وحميتهم على من هم منهما ، واخر يشعر بالاسف والغيظ، وكالعاده يفلت لسانه مردفا؛ _ حالتها دي هي السبب فيها، هي اللي صممت وطلبت الطلاق، مع انها عارفه ان لو لفت العالم كله مش هتلاقي ضفر ابراهيم، غير الجريمه الشنيعه اللي خلتنا كلنا نشترك فيها ونخبي عليه حملها، انتوا متخيلين بتعملوا ايه؟ سحقت سلوى اسنانها وهي ترمقه بأعين مشتعلة، فتحت فمها لتتحدث، لكن بيلا هي من قاطعتها بصوت صارخ منهار؛ _ انا السبب في ايه؟! ها، انت من كل عقلك فاكرني مصدقه كلامك ، بابا عمي محمود قالي انك اتصلت بإبراهيم واتكلمت معاه، وهو اللي مدكش فرصة واحدة للكلام، انت رخصتني ومهتمتش لكلامي، انت كنت عاوزني اعمل ايه، وهو بيطردني من المستشفى، و بيتهمني الاتهام الباطل ده….! وانا اللي كنت هتجنن عليه، بابا انا كنت هرجع معاه، فكفايه بقي، كفايه تمثيل وترخيص فيا ارحموني.. جف حلق عمران، وهو يلعن صديقه وأفعاله لقد ردها له، لقد أخبر ابنته بما حاول فعله، كما أفسد صفو حياته مع مجد.. نظر لابنته المنهارة، وهو يفتح فمه ليتحدث قبل أن تقع عيناه على تلك العيون الحادة لعاصم ابنه وعلم أنه لن يمررها لوى فمه، وخرج صافعا الباب بحده، يتمتم بكلمات ساخطة على كل شيء.. _ شايفه جوزك! هكذا هتفت بيلا بحزن، قبل أن تحتويها سلوي مجدداً باحضانها، ويردف عاصم بغيظ _ متعيطيش طول ما انا معاكو نظرت كلتاهما له، وابتسمتا، قبل أن يهتف شقيقه _ وانا معاكو.. ******** يتبع… التاسع والثلاثون من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close