اخر الروايات

رواية لعنة الخطيئة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة احمد

رواية لعنة الخطيئة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة احمد 


لفصل الثالث والثلاثون
___________________
- الست اللي كان متجوزها ديه ... يعني مرات أبونا ... اسمها فردوس سليمان ؟

هطلت الدموع من عينيها وأماءت بنعم فتأوه بألم واحتشدت أنفاسه بداخله من التلبد الذي ألمَّ به عقله بغتة واستطرد بخفوت كمن يخاف من سماع الاجابة :
- والولد ده يبقى ...

عجز عن إكمال السؤال إلا أنها فهمته فـهزت رأسها تقتله بالحقيقة الأشد قسوة :
- ايوة هو نفسه اللي بتفكر فيه ... مراد بيبقى ابن فردوس وأخوك انت !!

أطرق آدم وتلكأت ساقاه بعجز عن الوقوف أكثر فجلس على المقعد خلفه مستقبلا القنـ.بلة المتفجرة في وجهه ولو أنه لا يتحكم بذرة عقل باقية لديه لَجُنَّ الآن فمن يصدق أن غريمه الذي تربص به وتعاون مع عدوه سيتضح بأنه تربط معه علاقة دم بل ومن كان يتوقع أن والده تزوج بـ امرأة أخرى ثم تركها وهو لا يعرف أنها حامل !

كانت ليلى تعيش نفس حالته الآن وتوشك على الدخول في نوبة انهيار أما حكمت فرغم كل قوتها وجبروتها إلا أنها لم تكن في حال أحسن من حفيديها وهي تستمع لحقيقة شيء لم تعرفها سوى الآن فنفت برأسها كنوع من عدم التقبل وهتفت بغلظة :
- ومين قالك ان الولد ده حفيدنا اتأكدتي ازاي ماهو ممكن يبقى ابن راجل تاني غير سلطان.

- حتى أنا فكرت فنفس الشي وقلت ممكن فردوس رجعت اتجوزت بس سألت ودورت ... عرفتي مراد ده يبقى مين ؟ هو نفسه السمسار اللي اتفق مع ابن الشرقاوي عشان يدمر عيلتنا وينتقم مننا لأننا أذينا أمه.
رددت حليمة بقتامة لتنتفض ليلى بصبر نافذ وتصرخ :
- مراد مين و أخ ايه انتو بتقولو ايه عاوزين تجننوني ؟!

لم تتلقَّ إجابة لأن الجميع كان في حالة صدمة وبعد مرور دقائق من الصمت مسح آدم على شعره مرورا بوجهه وغمغم :
- يعني مراد كان بيعرف من البداية الحقيقة اللي انتو خبيتوها علينا وعيشتونا في كدبة ... وبسبب الكدبة ديه انا النهارده اكتشفت بالصدفة موضوع الجواز والاخ الجديد ... نفسه الأخ اللي ظهر عشان ينتقم من عيلتنا قام سرق سبايك الدهب مني وبعدين حاول يضرني في شغلي ويقتلني صح !

ألقى جملته في الوسط ودار بعينيه عليهن وهُنَّ صامتات كأن على رؤوسهن الطير ثم نهض بتصلب واقترب من جدته التي لم تتزحزح في وقفتها حتى أصبح أمامها مباشرة ونظر لتجهمها مبرطما :
- ايه حضرتك مصدومة مش كده عندك حق ماهي الحقيقة ديه بتصدم فعلا.

التمست حكمت اللوم والغضب في نبرته فتنهدت وردَّت بتبرير :
- مكنتش بعرف ان فردوس حامل أنا متفاجأة زيي زيكم.

- دلوقتي كلكم بتقولو مكناش بنعرف ع اساس انه ده هيشفعلكم يا ستي !
وبعدين حضرتك كنتي هتعملي ايه لو عرفتي هتحرميها من ابنها ولا تجيبيها للبيت عندنا ولا هتسمحيلها تكمل حياتها مع والدي في السر واحنا زي الاطرش في الزفة ؟
هدر بإنفعال ساخط وهو لأول مرة يرى وجهاً جديدا لعائلته ثم حوَّل حديثه إلى عمته مستطردا :
- وطبعا لازم نشكر خلافاتك مع الست حكمت لان لولاها مكنتيش هتعترفيلنا عشان تجاكريها وتصفي حساباتك معاها صح !

- بالنسبة لجوازة أبوك فحتى والدتك كانت بتعرف وقررت نخبي عليكو وانا افتكرت ان خلاص الموضوع بقى قديم ومش محتاج يتفتح من تاني أما مسألة مراد فـ أنا هرجع اقولك اني لسه عارفة من كام يوم بس واحتجت فترة افكر فيها واعرف ازاي اصارحكم.
دافعت حليمة عن نفسها بنبرة يائسة وهي تدرك جيدا بأن جزءا من الخطأ يقع عليها فلقد صمتت طويلا بسبب ترددها وربما آدم محق في كلامه بخصوص أنها اعترفت لكي تُغضب حكمت لكنها أيضا اعترفت بعدما علمت بوفاة والدة مراد ... ابن أخيها واِبن هذه العائلة الذي قضى حياته بمفرده مع أمه وحتى في جنازتها لم يقاسمه أحد أوجاعه.

ومن خلف الباب الذي سَتَر فضائحهم وأعمالهم كانت نيجار واقفة تستمع بعدما أكلها الفضول كي تعرف ما الذي يحدث وياليتها لم تفعل لأن الأشياء التي سمعتها أصبحت تنزل كرشاش على رأسها بلا هوادة فاِتسعت عيناها مصعوقة ووضعت يدها على فمها لكي تكتم شهقاتها وهي تكاد تجزم بأن الطرش أصابها فأصبحت عاجزة عن السمع جيدا ... هذا هو التفسير المنطقي الوحيد في هذه الحالة.
بَيد أنها وبعد تركيزها أدركت أنها لم تخطئ في السمع وبدأت بربط الخيوط مع بعضها ليبدو الوضع منطقيا الآن فلطالما تساءلت هي عن المدعو مراد ولماذا يساعد آل الشرقاوي من دون مقابل وهاقد اتضح السبب ...
في خضم الانتقام والكره قام هذا الشاب المنبوذ بالتعاون مع عائلتها لأجل تدمير عائلته هو !

وضعت يدها على فمها بعدم تصديق مطرقة للمزيد لكنها شعرت بأحد يقترب من الباب كي يخرج فتحركت من المكان بسرعة واختبأت خلف الحائط تراقب حكمت التي خرجت برأس مرفوع وخطوات متزنة وهنا تساءلت نيجار بجدية عن اذا كانت حالتها هذه نابعة من قوتها وصلابتها أم من جحود قلبها.
تنهدت ببؤس وهي تشعر بالأسى على آدم بسبب الصدمات التي يتعرض لها من جهة اتضح بأن والده جلب ضرة لأمه ونشأ عن علاقتهما وجود أخ لم يعرفه سوى اليوم.
ومن جهة أخرى اتضح بأن أخاه المزعوم قد اعتبره عدُوًّا من فترة طويلة وخطط ضده فلماذا يُختبر آدم دائما من الأشخاص المقربين له وكيف سيواجه هذا الأمر أساسا.

** من ناحية أخرى جلست حليمة بين آدم وليلى وبدأت تقصُّ لهما التفاصيل عن اليوم الذي عرفت فيه بأن والدهما تزوج بأخرى وبعدها كُشف الأمر وتم طرد فردوس من حياة سلطان، ثم اليوم الذي سمعته فيه وهو يسأل جدته عن تلك المرأة وحديثه مع فاروق عن شخص يدعى مراد يهاجمه ويكرهه بلا سبب وأخيرا لقاؤها مع أخيهم وكيف رفض امساك اليد التي مدَّتها اليه مخبرا إياها بأنه لا يعتبرهم عائلته.

تنهدت مكتفية من السرد ورفعت رأسها إليه مردفة بنبرة رخيمة :
- صدمتكم كبيرة أنا عارفة وصعب تتقبلو انه بقى ليكم أخ فجأة بس ديه حقيقة مبنقدرش نغيرها.

- أخونا اللي اتفق مع عدونا ع انه يدمر عيلتنا ويقتل ابيه آدم مش كده ؟
برطمت ليلى باِستهجان مستنكر لتردد حليمة بنبرة رخيمة :
- حتى مراد مظلوم هو اتعذب كتير وياما عانى في طفولته من اليتم والفقر واللي عذبه اكتر ان أمه تعبت وبقالها سنين وهي مشلولة لا بتتكلم ولا بتتحرك أنا مبدافعش عن افعاله بس اللي عاوزة اشرحهولكم ان كره مراد نابع من قهره على حالة والدته وكل ده كوم وأنها اتوفت وعاش حزنه عليها لوحده كوم تاني.

قبض آدم على أصابع يده بعنف وشدَّد عليها حتى كاد يدميها ثم انتفض منتصبا فجأة وهرع إلى الخارج متجاهلا نداء عمته وبعد مدة توقف أمام بيت ذاك الشاب الغريب - كان وقع كلمة أخي مازال جديدا علي -
بدأ يطرق الباب بعنف غير مكترث بأي إزعاج يتسبب به حتى انفتح وظهر من خلفه مراد الذي رمقه بسخط مغمغما :
- انت عاوز ايه مش ناوي تحل عني بقى وتسيبني فحالي ؟!

حدّجه ببرود وعينان صقيعيتان خاليتان من أي مودَّة، وأنفاس مهتدجة ووجه متصلب فطالعه الآخر بملامح منقبضة بدأت تلين كأنه يستدرك شيئا ما ليبتسم في النهاية ويغمغم بلا مقدمات :
- شكلك بيلمحلي لـ انك عرفت جواب أسئلتك أخيرا.

- ليه رفضت تتكلم مع اني سألتك اكتر من مرة ليه مصرحتش بهويتك من البداية ؟

- وهيفيد بـ ايه دلوقتي ؟ خلاص كل حاجة انتهت ومفيش فايدة من أي كلام تاني.
ردَّ عليه بجمود وتحرك ليغلق الباب إلا أن آدم قبض على ياقته وجذبه من الداخل ليدفعه على الجدار بعنف جعل مراد يظن بأن فقرات ظهره انكسرت فصرخ بألم وحاول التملص من يده لكن الآخر شدَّدَ عليه وبرطم بغضب ساخط :
- ليه عملت كده ! أنا رغم تساؤلاتي ناحيتك جيتلك واتصرفت معاك زي البشر بس انت اتواقحت معايا وفضلت متخبي وده ليه ؟ لأنك شايل بقلبك حقد ناحيتي حقد انا مليش ذنب فيه عشان مكنتش بعرف بوجودك أصلا.

جرب مراد إبعاده مجددا إلا أن آدم لم يتزحزح بل ضربه على الجدار ثانية وتابع :
- هو ده آخرك بدل ما تبقى راجل وتواجهني وش لوش زي الرجالة اخترت تلعب من ورا الستارة وتهاجمني من غير ما اعرف انت مين وبعدين بتقولي بكل وقاحة انا عايز ايه منك ؟ انت اللي كنت عايز ايه من الاول !!

زمجر في آخر جملة متزامنا مع ستطاعة مراد على التحرر منه وضع يده على صدره مسترجعا أنفاسه ثم رفع رأسه إليه بحدة مستمعا لآدم وهو يصرخ :
- فهمني استفدت ايه من كل افعالك ليه مجتش وصارحتني بدل ما تعمل شغل العيال ده ! طب قولي انت بجد متكسفتش وانت بتتعاون مع العدو على أخوك عاوز تنتقم لأنك اتظلمت من حد غيري صح طب كنت حاسس بـ ايه وانت بتخطط مع صفوان ع انكم تسرقوني وتقتلوني وتحرقوني للدرجة ديه الكره مسيطر على قلبك !!

- كفاية بقى مش هتزهق من دور المثالية ده انت بتعرف عني ايه اصلا علشان تحكم عليا وتقرر من نفسك لازم اعمل ايه مستني مني ايه مثلا يعني فاكر انك هتقدر تغير الواقع لما تجي وتحاسبني فاكر ان معاناتنا أنا وأمي ربنا يرحمها كانت هتتنسى اول ما اقف قدامك واقولك أهلا انا اخوك من أم مختلفة ؟

- اومال كانت هتتغير لما عملتني عدوك وكنت هتنسى معاناتكم لما وقفت ضد عيلتك.

طحن ضروسه باِنفعال وانفجر في وجهه صائحا بهمجية :
- ديه مش عيلتي ديه سبب دمارنا في البداية أبوك ضحك على أمي وخلاها تتجوزه وبعدين جت جدتك ورمتها من غير شفقة حتى سلطان الصاوي اللي كان عامل نفسه بيحبها طلقها ومسألش عليها تعرف ليه ؟

نظر له آدم شزرا وبأنفاس متسارعة متيحا له المجال كي يتحدث ويسكب ما بجعبته فطفق مراد ينهي ما بدأه وهو يوجه له أصابع الإتهام :
- لأن مكنش عنده شجاعة كفاية تخليه يستحمل مسؤولياته وعشان هو اكتشف فجأة انه غلط لما اتجوز على مراته بنت الحسب والنسب ومكنش ناوي يخرب بيته بسبب نزوة ف اتخلص من مراته التانية اللي مكنتش تعرف اصلا انه متجوز يعني أبوك ده ضحى بأمي علشان يحافظ عليكم ... عليك انت.

صمت مسترجعا أنفاسه المسحوبة ثم مسح على وجهه وتابع بتأكيد :
- أيوة أنا خططت ضد عيلتك ونويت ابوظ شغلكم وسمعتكم كان عندي فضول اعرف هيحصل ايه لما تخسرو كل حاجة بتملكوها، مش جدتك جت لأمي وذلتها وقالتلها انتي مش قد مقام عيلتي ومتطمعيش فيها أنا بقى كنت عايز انتقم لأمي واخليها تشوفكم وانتو مذلولين يمكن بالشكل ده تتحسن بس مع الأسف سابتني قبل ما انفذ وعدي ليها.

تحشرج صوت مراد في الأخير إثر غصة ضغطت على حلقه وضيقت نَفَسه فأشاح وجهه عنه حابسا دموعه بكبرياء كبح زمام غضب آدم نسبيا بعدما همَّ بتحطيم أنفه بسبب تطاوله على عائلته ولوهلة فكر في الأمر من دون انحياز ووجد أن عمته كانت محقة فـكُره مراد ناتج عن ألمه وقهره ولكن حتى هو مصدوم لقد عاش مخدوعا طوال هذه السنين ولا يدري الآن اذا كان يجب عليه الغضب من أبيه و جدته أو الشعور بالحزن على أمه هو حقا لا يعلم أي إحساس يجب التركيز عليه في هذه اللحظة.

والشيء الذي آلمه أكثر وهو يطالع مراد هو أنه يشبهه بالفعل !
نفس القامة والبُنية ونفس لون الشعر حتى أنهما يتملكان لون العينين وكأن كل ما به يصرح مباشرة أنه شقيقه ... أنه فرد من عائلة سلطان الصاوي !!

زفر آدم بخنقة ورأى أنه لم يعد قادرا على الجدال معه أكثر اليوم فتركه وذهب إلى أعلى التّل ليقضي ساعاته وهو غارق في أفكار حتى أظلمت السماء وعاد أدراجه للسرايا.
وبمجرد دخوله قابل نيجار التي هرعت إليه سريعا وهتفت بقلق :
- انت كنت فين وليه مرديتش على اتصالاتي انت كويس ؟

"لستُ بخير"
احتفظ بهذه الإجابة لنفسه وغيَّر دفة الحديث وهو يسألها :
- قاعدة بتعملي ايه هنا في الوقت ده المفروض تكوني في اوضتك.

- قلقت عليك.
ردَّت عليه بصراحة ثم أمسكت يده وضغطت عليها مضيفة :
- أفكار كتيرة جتلي وانا قاعدة مستنياك وكنت مقررة اطلع ادور عليك بنفسي بعد شويا.

- عشان اكسر رجليكِ ماهو ده اللي ناقصني.
برطم بلهجة جادة وهو يعلم بأنها قادرة على فعلها اذا وضعت الفكرة في رأسها ثم استطرد بغموض :
- وبعدين قلقتي عليا ليه انتي بتعرفي ايه حصل صح ؟

قلبت نيجار عيناها في المكان بتوتر مرددة :
- لا خالص أنا هعرف منين يعني.

راقب محاولتها الفاشلة في الإنكار ونجحت في خطف ابتسامة يائسة من شفته وهو يتنهد :
- كالعادة مش هتبطلي شغل تلميع الأوكر ... المهم ليلى فوق في أوضتها صح.

أومأت بحرج وطالعته وهو يصعد إليها لتتمتم متذمرة :
- طب أنا المرة ديه قعدت اتسمع لأني قلقت عليك مش عشان حاجة تانية.

مطت شفتها باِمتعاض وأطرقت قليلا لتكمل باِبتسامة بعد ثوانٍ من الصمت :
- بس مع كل اللي حصل وعرفه النهارده لسه عنده وقت يفكر في أخته وراح يطمن عليها ربنا يخليهم لبعض أما حكمت اللي متعودة تتهمني بالخيانة والغدر وتقلل مني طلعت أسوأ بكتير و يا عالم هتعمل ايه بعد ما اكتشفت انه ليها حفيد تالت.

**
طرق الباب عدة مرات ثم فتحه ودخل ليجدها جالسة متكومة على سريرها تمسك صورة شملتها هي وشقيقها ووالديها ودموعها قد جفت على وجهها الذي بدى متجهما وبذلك القدر مكسورا.
فأخذ مكانه بجوارها مطالعا هذه الصورة القديمة حتى نطقت ليلى فجأة :
- لما كنت ببص لصورنا مع بعض كنت بشوف حب كبير مابين ماما وبابا بس دلوقتي بعد ما عرفنا الحقيقة بقيت شايفة حاجة تانية غير اللي كنت فاكراها.

تنهد بحرارة وشردت عيناه في الاشيء مهمهما :
- وأنا صغير شوفت جدالات كتيرة مابينهم وخناقات كل كام يوم مكنتش بركز اوي يعني اعتبرتها خناقات عادية بين أي زوجين بس دلوقتي قاعد بفتكر كل حاجة واكتشفت انه عمرهم ما كانو متفاهمين مع بعض كانوا بيتجادلوا ع أبسط حاجة.

- ده بيعني أنه كان ممكن يتطلقوا لولا وجودنا صح ؟ بمعنى تاني ماما كانت هتنفصل عنه بعد ما عرفت بالست فردوس ديه بس مقدرتش لأنها كانت حامل فيا.

- يمكن اه ويمكن لأ لكن اللي متأكد منه انه احنا مينفعش نستحمل نتايج تصرفاتهم ولا نفضل نعيط ع الأطلال لان ده مش هيغير الماضي ... ومهما حصل في الماضي متنسيش انه أبونا كان بيحبك اوي و ووالدتنا ربنا يرحمها عملت اللي بتقدر عليه عشان تخلينا مبسوطين ومرتاحين لآخر لحظة في حياتها.

أومأت ليلى بخنوع جازمة بأن تخطي الصدمة سيكون صعبا خاصة أنه نتج عنها وجود أخ ظهر من العدم وترجمت أفكارها هذه على شكل كلمات وهي تقول بنزق :
- يعني ساعة ما يطلع لينا أخ تاني بكتشف انه عدونا وبيكرهنا كمان ؟ مش مصدقة انه اتجرأ عليك وحاول يقتلك بدل ما يواجهك زي الرجالة مش عارفة هيعمل ايه لما يشوفني أول مرة.

- مش متأكد من الموضوع ده انا مبعتقدش أنه هيأذيكي خالص.

- وحضرتك عارف ازاي.

- لأنكم سبق والتقيتو.
أجابها آدم بصراحة جعلتها تقطب حاجبيها وترمقه بتعجب وحيرة وضَّحها هو :
- فاكرة وقت ما خرجتي تتمشي لوحدك وشوفتي مجموعة صايعين وفجأة طلع واحد قدامك وساعدك ؟

همهمت ليلى بترقب ممتزج بالذهول فقرأ الآخر أفكارها وهز رأسه مؤكدا :
- الراجل ده هو نفسه مراد ساعة ماعرفت انكم التقيتو افتكرته ناوي يؤذيكي وروحت اتهجمت عليه وضربته بس دلوقتي وأنا بفكر لقيت انه ممكن مراد حب يساعدك بصفتك أخته.

فغرت فمها بعدم تصديق وشغلت ذاكرتها مسترجعة ملامح ذلك الشاب وقبل أن تتحدث رن هاتف آدم فأجاب هو بجدية :
- فاروق انا مش فاضي دلوقتي ممكن ...

قاطعه الآخر بعجلة وقلق :
- اسف يا آدم بيه بس عندي خبر مش كويس ... في ناس غريبة اتهجمت على محل القماش بتاعنا وكسَّرته !

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close