رواية الماسة المكسورة الفصل الثاني 2 بقلم ليلة عادل
الفصل الثاني
[بعنوان،محاولة للصمود]
قاد مصطفى سيارته لكي يتوجه لوجهته
لم يسير إلا بعض الخطوات وفجأة توقف بسيارته بفرملة قوية يبدو أن هناك شيء كبير تذكره ... ضرب بكفه علي جبينه.
مصطفى بانزعاج:
أزاى مخدتش بالي إيه الغباء ده، أكيد معهاش أي إثبات شخصية .. هتقعد في الفندق ازاي ،غبي غبي.
قاد سيارته وغير وجهته وعاد إلى الفندق ..
فور وصوله هبط من السيارة مسرعاً ودخل الفندق حتى مكتب الاستقبال.
_ الفندق
_ مكتب الاستقبال السابعة صباحاً.
نشاهد مصطفى يقف امام مكتب الاستقبال يبدو علية القلق قليلاً.
مصطفى متلهفا:
ــ صباح الخير.
الموظف بوقار:
ــ صباح النور يافندم تؤمر بايه.
مصطفى باستفسار:
لوسمحت كان من حوالى خمس دقائق بنت دخلت هنا بفستان زهري طويل، تقريباً مكنش معاها أي اثبات شخصية.
الموظف بتوضيح:
ـ أيوة مظبوط هي مشيت لأنه مكنش معها أي أوراق تخلينا نقدر نديها غرفة.
مصطفى بقلق:
ــ طب متعرفش مشيت منين؟
الموظف بأسف وهو يهز رأسه بلا:
لا للأسف.
مصطفى هو يخبط على الطاولة بأصابعه بضيق.
تمام شكراً.
فور خروجه من الفندق... نظر إلى رجل الأمن المتوقف امام البوابة من الخارج.
مصطفى بتسال:
ــ لو سمحت مشفتش البنت اللي خرجت من شوية من هنا ولابسة فستان زهرى مشيت منين؟
رجل الأمن:
ـ لا يافندم.
مصطفى هز رأسه:
ـ شكراً.
تحرك من أمامه وهو يتلفت برأسه يميناً ويساراً على أمل أن يجدها لكنها اختفت في لمح البصر.
ثم قال بصوت منخفض:
ــ ربنا يتولاها بقى.
نظر في ساعته باتساع عينيه وقال بخضة: المستشفى.
وركض الي سيارته ثم تحرك بها مسرعاً.
_____بقلمي ليلةعادل_____
مستشفى جمال عبد الناصر العامة الثانية عشر ظهراً
_ الاستراحة
_ نشاهد مصطفي يجلس على إحدى الطاولات وهو يرتدي البالطو الأبيض ويتناول الطعام ...
بعد دقائق اقترب منه صديقه محمد .
محمد من الشخصيات المهمة في الرواية صديق مصطفى المقرب من ثانوي ويبلغ من العمر ٣١ عاماً يعمل طبيب تخصص مخ و أعصاب يتمتع بجسد قوي البنية طويل القامة بعيون بنية وملامح جذابة
محمد هو يقترب باهتمام و بوتيرة سريعة:
اتأخرت ليه؟ وكنت فين؟ كلمت أختك قالتلي إنك مجتش البيت من الأساس؟ وأنا مكلمك علي واحدة... قولتلي إنك طلعت على الطريق، ها كنتي فين يابيضة؟! بتصيعي من غيري؟
كان ينظر له مصطفى من أعلى لأسفل بيأس على مايقول ثم أجابه.
مصطفي بمزاح خفيف:
ــ صباح النور، أنا الحمدلله كويس وبخير.
محمد جلس على المقعد المقابل له بشدة:
اخلص كنت فين؟
مصطفى باستنكار:
عليا النعمة أنت لو مراتي ماهتهتم كدة
محمد وهو يغمز له:
ــ يا شيخ أنت متأكد.
نظر الإثنان لبعضهما بصمت ثم ضحكا بصوت عالي وضربا كفوفهما ببعض كأنهما تذكرا شيء ما.
محمد تسأل:
ــ لحقت العيادة بتعتك.
مصطفى وهو يتناول السندوتشات:
أه.
محمد هو يأخذ قطع بطاطس ويتناولها:
ــ أيه اللي أخرك بقى؟
مصطفى:
ــ حصل حوار كدة ولافي الأفلام.
محمد وهو يسحب ساندوتش ويتناوله:
ــ انطق.
مصطفى:
ــ بعد ماقفلت معاك بشوية وأنا واقف في الإشارة اللي على أول الطريق، قبل الكارتة، فجأة لقيت بنت دخلت عليا العربية وهي منهارة وبقميص النوم و ...
وأخذ مصطفى يقص عليه ماحدث بعد الانتهاء.
محمدبتعجب:
ــ طب وراحت فين؟
مصطفى وهو يخرج شفتيه للخارج:
ــ مش عارف برغم إني متأخرتش كتير كم دقيقة حتى فضلت أبص عليها ..لكن اختفت.
محمد بخبث:
ــ كانت حلوة للدرجة دي!
مصطفى باستهجان:
ــ يابنى نضف دماغك دي شوية، انا وقفت معها جدعنة.
محمد بشك:
ــ عايز تفهمني كل اهتمامك ده عشان الجدعنة بردو؟؟ غمز له
مصطفى بستهجان:
- عندك شك انا أصلا كرهت الصنف كله.
محمد:
ــ انتى هتقولي اديك شيفنا بقينا فين..
بغيظ وهو يقلب عينه أضاف:
ــ منك لله..
عاد النظر له قال:
ــ على فكرة لسه بتحاول تعرف طريقك، نجلاء قالتلي.
مصطفى بشدة:
ــ محمد مش عايز وجع دماغ، هي مش هتعرف توصلي إلا بيك، خد بالك خصوصاً لما تيجي هنا.
محمد:
ــ بفكر والله أنقل هنا.
مصطفى:
ــ لا خليك أنا محتاجك أكتر هناك.
محمد هز رأسه بالموافقة:
ــ طيب.
مصطفى وهو ينهض:
ــ أنا هقوم، عندى عيادة الساعة ١ بقولك أيه أمي عزماك على سمك ما تمشيش.
محمد:
ــ ماشي.
تحرك مصطفى بعض الخطوات لكن نادى محمد عليه التفت له مصطفى برأسه.
محمد:
ــ مصطفي هى اسمها ايه؟
مصطفى أجابه بنبره عادية:
ــ حور.
ثم رحل
______بقلمي ليلة عادل______
ــ القاهرة
_ مديرية أمن الجيزة الثانية مساء.
_ مكتب أحد الظباط.
_ نشاهد شاب قوي البنية عريض المنكبين بملامح حادة غليظة بملابس ميدانية يجلس خلف مكتبه يبدو عليه الانزعاج والغضب وكان يقف أمام مكتبه رجلان أقوياء البنيه يبدو انهم امناء شرطة يخفضان رأسيهما في الأرض ...
نهض واقترب منهما وهو يدقق النظر في ملامحهما ويجز على أسنانه بغيظ.
الظابط بتعجب وحدة:
ــ يعني ايه ماتعرفوش مكانها فين؟
أحد الأمناء بتوتر:
ــ احنا فتشنا عليها بس مالقنهاش كأن الأرض انشقت وبلعتها.
توقف الظابط أمامه مباشرة قرب وجهه من وجه الأمين بعين تدق شرار.
الظابط بعنف بصوت أجش رجولي:
ــ يعني ايه انشقت الأرض وبلعتها ؟؟
نظر الامين دون تحدث بارتباك وخوف.
الظابط وهو يحاول السيطرة على هدوءه:
ــ راجعتو الكاميرات ؟؟؟
الأمين الثاني تحدث في قلق:
ــ آخر حاجة ظهرت وهي بتجري من الفيلا لحد ما طلعت بره على طريق مافيش كاميرات تاني حولين المكان.
الظابط بعنف وحسم:
ــ أنا هاعتبر نفسي مسمعتش حاجة، النهاردة لازم تكون عندي فاهمين.
_ ثم شاور لهم بيده للانصراف
خرج الأمناء من المكتب و فور خروجهم، أخرج الظابط هاتفه وفتح على إحدى الصور ونظر لها بحب لكن حين نشاهدها لم تكون حور ؟؟؟
بل فتاه أخرى لكن من هي؟ ومن ذلك الظابط؟
ـــــــــــــــبقلمي ليلة عادلـــــــــــــ
_ الإسكندرية
_ أماكن مختلفة أوقات متفرقة في مدينة الاسكندرية.
_ في أحد شوارع الاسكندرية
_ نشاهد حور تسير في شوارع الاسكندرية وهي تبحث عن مأوى لها تستريح فيه من كل ما مرت به من عذاب ...
_ نشاهدها وهي تتوقف مع المارة لكي تسألهم عن أماكن الفنادق الرخيصة .. لكن كلما كانت تدخل فندق يطلبون منها بطاقة هوية أو يرفضون لأنها فتاة بمفردها أو من أجل قلة المال، فكانت لا تعرف أين تذهب، لكنها كانت مازالت تأمل أن تجد لو غرفة بسيطة لكي تحميها من الشارع.
بقلمي ليلةعادل ✧◝(⁰▿⁰)◜✧
_ منزل مصطفى السادسة مساءً.
_ شقة من غرفتين وصالة .. بسيطة جداً وأثاثها بسيط لكنه مهندم، تشبه شقق معظم الطبقة المتوسطة من الشعب المصري.
كانت تجلس عائشه شقيقة مصطفى الصغرى التي تبلغ من العمر ٢١ عاما تدرس في السنة الرابعة طب أسنان عيونها باللون الفيروزي، بيضاء الوجه ذات ملامح طفولية جميلة وجذابة جداً.
كانت تجلس وهي تشاهد التلفاز بانتباه واثناء ذلك .. طرق الباب لكنها كانت منتبهة وبتركيز عالي بما تشاهد ..
بعد ثواني خرجت سيدة فى الخمسينات من عمرها من المطبخ وهى ترتدي جلبية منزلية وتحمل معلقة الأكل .
((نبيلة))
نبيله هى والدة مصطفي تبلغ من العمر٥٣ عاما سيدة طيبة القلب وبسيطة مثل جميع أمهاتنا تعول أولادها بعد انفصالها عن زوجها منذ سنوات أفنت حياتها من أجل تربية أولادها الثلاثة،... ربه منزل .
نبيلة:
ــ عائشة مش تقومى تفتحي؟
عائشه بشغف:
ــ معلش يا ماما الحتة دي حلوة.
نبيله بستهجان:
ــ وإللي ع الباب ده نسيبه كدة ..( ضربت كف ع كف بياس ) مافيش فايدة أنا هخلي مصطفى ميجددش النت.
عائشه بتوضيح:
ــ ده على الدش على فكرة.
نبيلة وهى عند الباب:
ــ مين ؟
أجابها محمد مازحاً:
ــ انا يا أمي افتحوا الأول بعدين كملوا خناق.
نبيله ضحكت وشاورت لعائشة من أجل أن تدخل الغرفة لترتدي حجاب ..
وبالفعل نهضت وذهبت للغرفة فتحت نبيلة الباب .
فور فتحها للباب ..
محمد مد رأسه وهو يستنشق رائحة الطعام قال بحماس ومزاح:
ــ اااه سمك صينية أحبك كدة يا نونا.
نبيله بابتسامة:
ــ عامل إيه يا غلبااوي.
محمد:
ــ الحمد لله.
مصطفى وهو يخلع حذائه بتساؤل:
ــ كنتى بتتخانقي مع شوشو ليه؟
كاد محمد أن يدخل.. شده مصطفى من أسفل قميصه من الخلف.
محمد باستغراب:
ــ عايز ايه يابني؟
مصطفى:
ــ اقلع الشوز يا دكتور.
محمد:
ــ آه معلش بالراحة شوية يابيضة ..
وهو يخلع حذائه و ينظر في الأركان تسأل:
ــ أمال فين ايهاب ؟
نبيلة:
ــ في الشغل.
جاءت عائشة وهى ترتدي أسدال بحدة مصحوبة بمزاح:
ــ كنت خليه يدخل كنت نزلت ومشيت على كنبة العربية بالشوز بتاعي.
محمد رد عليها بتهكم مازحاً:
ــ اسكتي مش بعتها.
أخذوا يسيرون حتى الصالون الأسيوطي.
نبيلة:
ــ ليه كدة؟
جلس الجميع.
محمد بتفسير مصحوب بانزعاج:
مابسبب الزفتة، كنت معتمد على الفلوس اللي بتجيلى من المستشفى وأدفع الأقساط بتعتها... لما مشونا اضطريت أبيعها.. متنسوش إن ورايا التزامات تانية وأنا بالنسبة ليا أقساط الشقة أهم.
عائشة باعتراض:
ــ بالعكس العربية أهم.
محمد باستغراب:
ــ اشمعنا !
عائشه بعقلانية:
ــ أنت دلوقت رايح جاى من القاهرة لأسكندرية وأغلب الوقت مصطفى مش معاك.
محمد:
ــ بفكر أجى أقعد هنا لحد ماظبط شغل بالقاهرة كويس المركز مش بيجيلى منه كتير كلهم ألفين ونص بالشهر.
نبيله بحزن وهى تسبح:
ــ والله أنتم مكنتش ليكم الشحططة دي بس نقول ايه قدر ومكتوب.
عائشة:
ــ وياريتها، سيباهم في حالهم، دي مجنونة.
مصطفى بضيق مصحوب بحدة:
ــ بقولكم إيه محدش يجبلي سيرتها ممكن، كفاية كل الأذى اللي فيا بسببها، حتى محمد مسلمش منها، هروح أغير هدومي، ماما من فضلك حضري الغدا بسرعة.
_ نهض وتوجه للغرفة
نبيله بستغراب وهي تنظر لأثاره:
ــ ماله شكله مضايق ؟
محمد:
ــ المدير شد عليه لأنه جه متأخر وخصمله،
ما أنتي عارفة متوصي علينا بزيادة.
نبيله بضيق:
ــ حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب هقوم أكمل الأكل ــ نهضت وهي تنظر عائشة ــ
قومي معايا ياشوشو.
عائشه برفض وعينيها معلقة علي التلفاز:
ــ لا دة آخر مشهد في الفيلم ومهم أوي.
نبيلة:
ــ طيب ياختى أما نشوف أخرتها.
توجهت الى المطبخ فور دخولها نظر محمد لها.
محمد وعينه عليها بهمس: بس بس ( بغلاظة) بقول بس.
عائشة بجمود وانزعاج:
ــ عايز إيه؟
محمد بسخرية:
ــ بقى العربية أهم ، طبعاً لا الشقة أهم مش دي اللي هنتجوز فيها.
عائشه بتعجب:
ــ هنتجوز !!! ــ نظرت لأصابعها ثم نظرت له - مش تخطبني الأول.
محمد:
ــ مش مهم الدبلة المهم النية أنا جيت وجبت الحج والحجة وطلبتك وشربنا شربات وقرأنا الفاتحة وتعشينا.
عائشه بنزعاج:
ــ أنت اللي صممت برغم أني قولتلك أنا مش هاتجوز غير بعد دراستي.
محمد بعقلانية:
ــ وأنا فهمتك أني مقدرش أبقى معجب بيكي وحاسس بحاجة ناحيتك وأخون الناس اللي وثقو فيا ودخلوني بيتهم. لازم يبقى في حاجة رسمي.
عائشه بضيق:
ــ وأديك عملت اللي في دماغك وصممت عليه.
محمد بتعجب:
ــ يعني إيه عملت إللي في دماغي وصممت عليه؟
عائشه نهضت بهروب:
ــ أنا هروح أساعد أمي.
تركته ودخلت المطبخ كان ينظر لأثارها بضيق ...
خرج مصطفي من الغرفة وجلس بجواره. وانتبه له.
مصطفى بانتباه:
ــ مالك ؟
محمد بضيق مبطن هو ينظر الى المطبخ:
ـ مافيش.
نظر مصطفى اتجاه نظرته فهم أنه تضايق من عائشة.
مصطفى:
ـ عائشة تاني.
محمد بحزن:
ــ بدأت أحس أنها مش عايزاني وأنها وافقت بس لأني صاحبك.
مصطفى بعقلانية:
ــ أنت عارف كويس إن دي مش شخصية عائشة، وأنها مابتعملش حاجة غير عن اقتناع.
محمد بتساؤل متعجباً:
ــ أمال في إيه؟
مصطفى باستغراب:
ــ أنت عارف في إيه ماتستعبطش، أنت أول مافاتحتني في موضوع عائشة ، قولتلك هتتعب معها، بعدين أصبر لحد ماتخلص الامتحانات.
محمد بتفهم:
ــ طيب.
_____بقلمي ليلة عادل______
ـ في أحد شوارع الأسكندرية الثامنة مساءً.
ـ نشاهد حور مازالت تسير في شوارع الإسكندرية وهي تبحث عن مكان لكي تمكث فيه،
فالشمس غابت ولم يتبقى على دخول الليل إلا القليل، ودرجة الحرارة في انخفاض مستمر،
ثم نشاهدها وهي تقف مع أحد المارة يبدو من حركاته أنه يوصف لها الطريق.
(( بعد دقائق ))
_نشاهد حور تقترب من أحد الفنادق الصغيرة جداً ... لكن قبل دخولها من البوابة أخذت تنظر بتدقيق إلى لافتة الفندق تفاجئت بتوقف سيارة شرطة ويهبط منها رجال الشرطة !!
نظرت باتساع عينيها وركضت للخلف واختبأت خلف أحد الأعمدة لكي تراقب الأمر ..
بعد دقائق تفاجئت بهبوط بعض الرجال والسيدات وهم يغطون أجسادهم بأغطية الفراش كانت تنظر بتعجب كأنها لا تفهم مايحدث الآن ...
بعد ثواني اقتربت من أحد أمناء الشرطة.
حور بترقب:
ــ هو في إيه لوسمحت؟
الأمين بغلاظة:
ـ أنتي مين؟
حور بارتباك:
ــ أنا كنت بادور على فندق يكون كويس مش غالي. الناس قالولي على ده.
الأمين تأملها من أعلى لأسفل لثواني ثم قال:
ــ أنتي معاكي بطاقة؟
حاولت حور تمالك أعصابها أمامه وبثقة أجابته:
ـ طبعاً لحظة.
تصنعت البحث في جيبها لكن فجأة نادى أحد الضباط عليه ركض نحوه وصعد السيارة البوكس وتحركت به ...
كانت تراقبهم حور بعينيها وعندما رحلت السيارة
تنهدت وهى تضيع يدها على صدرها بارتياح وحمدت ربها أنه ذهب قبل أن تحدث مشكلة هي في غنى عنها.
وقالت بصوت منخفض بتوتر:
ــ ده شكله فندق مشبوه ، هو أنا ناقصة.
تحركت بخطوات سريعة وأكملت بحثها عن مأوى لها ..
وأثناء مرورها أمام أحد المطاعم وضعت يدها على بطنها يبدو أنها تشعر بالجوع توقفت بتردد ..
فهي تحتاج إلى كل قرش الآن ..
أخرجت النقود وبدأت تعدها وجدتها ٤٥٠ جنيه.. ظلت تنظر لهم وتنظر إلى الطعام بأفكار مضطربه وحيرة مابين أن تشتري أو لا تشتري او تستكمل بحثها !!
لكن لم تستطيع السيطرة على جوعها أكثر اقتربت من المحل وجلبت لها طعام لتسد به جوعها .
((بعد وقت))
نراها تسير على شاطئ البحر وهي تحمل كيس الطعام والظلام يعم المكان...فهى الآن العاشرة ليلا .. والبرد قارص جداً.
وقعت عينيها على قارب صغير توجهت نحوه ثم أخذت تنظر يميناً ويساراً لكي تتأكد هل يراها أحد أم لا !
وعندما تأكدت أن لا يراها أحد.صعدت داخله، وجلست به كانت تشعر بالبرد اخذت تفرك كفيها ببعضهما وأثناء ذلك وقعت عينيها على قطعة من القماش المتهالكة أمسكتها وأحاطت بها حول ذراعيها ..
ثم أخرجت الطعام وأخذت تأكله بجسد يرتجف وبعد وقت قليل بدأت الأمطار تهبط بغزارة...
تنهدت بيأس.. أخذت تنظر بعينيها يميناً ويساراً وخلفها تبحث عن ملجأ لكي تحتمي به ..
نهضت وتحركت خارج منطقة الشاطئ...
توقفت وهى تبحث بعينيها على مكان لتختبئ فيه من مياه المطر .. وقعت عينيها على محطة للحافلات توجهت نحوها وجلست تحت المظلة محتمية بها..
كانت تنظر للمارة الذين يمرون أمامها مهرولين من ماء المطر بابتسامة وجع ....
وبعد دقائق اقترب منها بعض الشباب ، لكنها كانت غير منتبهة لهم اقتربو منها بقوة وتوقفو تحت المظلة معها وهم ينظرون لها بمغازلة ..
أحد الشباب بمغازلة:
ــ ايه يا جميل قاعد في البرد لوحدك ليه؟
الشاب الآخر:
ــ معندكش مكان تقعد فيه؟
نظرت لهم حور بارتباك وخوف .. وابتعدت حتى آخر المقعد وأعطتهم ظهرها بزاوية.
شاب آخر بوقاحة: عندي شقة حلوة قريبه من هنا في المندرة تعالي، بدل البرد ده وجسمك النونو اللي بيترعش ياقمر، تعالي معايا وأنا هأدفيك في حضني.
حاول وضع يده على كتفها شعرت حور به اتسعت عينيها.. أصابها النفور والإشمئزاز وركضت برعب بكل قوتها...
لكنها تزحلقت على الأرض أثر المطر لكنها نهضت مهرولة وأكملت ركضها بسرعة وملابسها ووجهها ملطخة بالطين.
مع الاستماع لصوت ضحكة هؤلاء الشباب عليها بسخرية وضرب كفوفهم ببعض.
أخذت تركض وتركض برعب وبكاء حتى ابتعدت بمسافة كبيرة. ...
شعرت بالتعب وعدم استطاعتها أخذ أنفاسها توقفت وهي تلهث مع ارتفاع صوت نبضات قلبها وهي ترتعش من الخوف وتلتفت يميناً ويساراً وهي تبكي بحرقة والمطر يهطل بقوة دون توقف...
فلا يوجد مكان تجلس به فخلفها البحر و يميناً ويسارا طريق طويل لا ينتهي ومظلم بالكامل ولا يوجد أثر لأي مارة كان فقط يوجد بعض السيارت التي يهرب أصحابها من المطر.
نظرت أمامها على الاتجاه الآخر وجدت محل العمارات السكنية... اخذت تنظر لثواني يبدو انها تفكر في شيء ..
جاءت بخاطرها فكرة عبرت للاتجاه الآخر .. حيث العمارات ..
ودخلت احد المداخل وجلست على الدرج وأسندت جبينها على الحائط بتعب وحزن ..
ثم أخذت تمسح وجهها ويديها ملطختين بالطين في ملابسها. ثم أخذت تبكي بحرقة على حالها.
((بعد وقت ))
نرى أحد السكان يدخل من باب العمارة وحينما اقترب منها نظر لها بتعجب وكانت حور تبادله النظره بارتباك وتوتر .
الرجل بتساؤل مصحوب بنبرة حادة وتعجب:
ــ أنتي مين يا ماما وايه إللي مقعدك هنا دلوقتي؟
حور بارتباك:
ــ أنا بس مستخبية من المطر لحد مايهدى وهمشي على طول لأن زي ماحضرتك شايف هدومي كلها اتبلت.
الرجل بشدة:
ــ أنتي من اسكندرية؟؟؟؟ وساكنة فين؟؟؟
حور أجابته سريعاً بذكاء:
ــ اه من هنا من المندرة.
الرجل بقوة:
ــ طب أول ما المطر يخف امشي ع طول فاهمة.
حور وهي تهز رأسها بتوتر:
ــ حاضر حاضر.
تركها وتوجه إلى المصعد وصعد به ..
أخذت تنظر حور لأثره بحزن وانكسار على حالها رفعت كم الفستان ونظرت للجروح التي بذراعيها ..
هبطت دموعها بوجع عادت بشعرها للخلف ثم نهضت وخرجت للخارج وأكملت سيرها في الشارع دون اكتراث الى المطر.
بعد وقت من السير دون جدوى..
استمعت إلى صافرة قطار أخذت تنظر باستغراب حولها وأخذت تسير باتجاه الصوت وجدت شريط قطار. أخذت تسير داخله حتى وجدت بعض العربات القديمة الخردة واثناء ذلك أصبح المطر يهطل بغزارة أكبر و أكبر ..
أخذت تنظر يميناً ويساراً بتردد وتوتر شديد فهي تفكر أن تصعد وتجلس بتلك العربة لكنها مترددة وخائفة بشدة فهي فتاة وحيدة من الممكن أن يتعرض لها أحد ...
لكنها لا تعرف كيف تتصرف، ولا لأين ستذهب ؟؟
فهي فتاه هاربة من شيطان كان يحاول هتك عرضها ليس لها أحد لتلجأ له ...
بعد ثواني من التفكير المضطرب أخذت قرارها وصعدت أحداهم ...
دخلت بها بترقب رهيب بخطوات بطيئة تنظر بعينيها بتدقيق في أركان العربة خاشية أن يكون أحد بداخلها ..لكن لحسن حظها وجدتها فارغة..
كان مظهر العربة من الداخل قديم ومتهالك،
بها بعض القش والمقاعد الخشبية المكسورة والمقاعد المبطنة أيضاً، وبعض قطع الحديد المنكسرة، أمسكت إحداها بقوة لتحتمي بها من أي طارئ ..
ثم جلست على أحد المقاعد التي على الأرض بتعب ثم خلعت حذاءها بارهاق وتنهدت،
فردت قدميها وهي تعود بظهرها ورأسها لظهر العربة واحتضنت قطعة الحديد بين أحضانها بقوة وخوف كأنها تستشعر بها بأمان زائف ..
أخذت تفكر وتتذكر أشياء، لا نعرف ماهي ؟؟
لكن يبدو أنها كانت قاسية جداً، يبدو أن الشارع بالنسبة لها أفضل من العودة لحياتها السابقة ...
بعد وقت قليل غفت من التعب الشديد الذي عاشته طوال تلك الليلة، لم تستيقظ إلا بفزع على صوت أحد القطارات المارة بجانبها، كانت ساعة متأخرة جداً والبارد قارص ... ضمت نفسها وهي مازالت متمسكة بقطعة الحديد بقوة وأخذت تربت على نفسها بحزن وارتجاف ودموع لعلها ان تهدئ قليلاً ..
____بقلمي ليلة عادل _____
_ القاهرة
_ قصر الراوي الرابعة عصراً.
_ نشاهد قصر ضخم يتمز بالفخامة، من ثلاث طوابق يبدو عليه الثراء الفاحش من التحف والانتيكات التى تزينه، فأثاثه كلاسيكي للغاية يشبه قصور العصر الملكي القديم، يعكس الطبقة الأرستقراطية التي يعيش فيها سكانه.
فعائله الراوي من أغنى العائلات في الشرق الأوسط يعملون في مجالات عديدة وفي كل شيء تقريباً، وما يميزهم تجارتهم للماس والذهب، وشركات شحن البضائع، وأيضاً يحتكرن الكثير من الاستثمارات المختلفة، لديهم الكثير من الاستثمارات في مصر وخارجها، كما أنهم من أصول تركية وينخرطون من العائلة المالكة.
_ السفرة
_ نجد عائله الراوي يجلسون على طاولة السفرة يتناولون طعام الغداء، وكان على السفرة مالذ وطاب من مختلف المأكولات.
فنشاهد عزت الراوي يترأس الطاولة وبجواره زوجته فايزة ويحاوط بهما أبنائهم و زوجاتهم وبناتهم وأزواجهن.
فهو لديه أربع ذكور وبنتين.
_ ترتيبهم
طه، بعمر ٤٢ وزوجته منى، وأبناءه الثلاثة.
فريدة، بعمر ٣٩ وزوجها إبراهيم وابناءهم الأربعة.
سليم، بعمر ٣٥ دون زوجته.
رشدي، بعمر ٣٤ لم يتزوج.
صافيناز، بعمر٣٢ زوجها عماد وأبنهما وإبنتهما
ياسين، بعمر ٣٠ زوجته هبة وابنتيهما.
فايزة بتعجب:
ــ غريبة ايه يا سليم مجبتش مراتك معاك يعني المرة دي !!!!
سليم بضعف خفيف:
ــ تعبانة شوية.
صافيناز تتحدث بأرستقراطية بتأييد وهي تستخدم كف أيدها:
ــ هي فعلاً في الحفلة كان شكلها مش مظبوط.
سليم:
ــ ماهي من يومها وهي تعبانة، أنا مكنتش هاجي لكن لما حسيت أنها اتحسنت جيت وده بعد إصرار بابا.
طه بعملية:
ــ لازم نخلص شوية أوراق، وبكرة لازم تحضر الاجتماع.
سليم بثقة:
ــ أنا هخلص كل حاجة في التليفون.
رشدي باستهزاء خفيف:
ــ أنا مش عارف السندريلا بتعتك دي عملالك ايه بس؟؟؟
سليم بجمود:
ــ المفروض لما مراتي تبقى تعبانة أكون عامل ازاي يا رشدي؟ ولا المفروض أكون عديم الاحساس زيك.
مسح فمه بالمنديل نهض.
رفع عزت عينه نحوه متسائلا:
ـ رايح فين ياسليم أقعد عشان نتكلم شوية.
سليم بجمود وعينيه معلقة كالصقر على رشدي:
ــ هستناك في المكتب.
تحرك مغادرا المكان وأثناء توجهه إلى المكتب رفع هاتفه.
سليم بحب:
ــ الو ايه ياعشقي عاملة إيه دلوقتي؟
كان رشدي يراقبه بعينيه وحين ابتعد بقدر كافي.
رشدي بنزعاج:
ــ أنا معرفش هنفضل لحد امتى في فيلم (رد قلبي) ده ؟
ياسين بستغراب:
ــ أنا اللي مش فاهم أنتم بتكرهوها ليه ، هي في حالها وعمرها ماتكلمت !
فايزة بتعجب مصحوب بشدة:
ــ أنت عايزها تتكلم و يبقى ليها صوت ولا إيه ؟
فريدة بتوضيح وهدوء مصحوب برقي:
ــ مامي سليم بيعشقها ومستحيل يتغير أي شيء، خلاص هي أصبحت جزء من العائلة دي، يستحيل تخرج منها، فات عشر سنين ، أظن كفاية.
فايزه بقوة:
ــ ولو مر عشرين سنة البنت دي يستحيل تبقى مننا، فاهمين !!!!
منى:
ـ أنا سمعت أنه كتبلها الفيلا اللي عايشين فيها باسمها.
صافيناز تتحدث بأرستقراطية وخنافة بطرف أنفها وبتكبر:
ــ ما طول عمره كتبلها كل حاجة ايه جديد، طبعا ده غير الأسهم، اللي لحد اللحظة دي لسة باسمها، إحنا غلطنا لما خلينا صعلوكة زي دي تدخل عائلة الراوي وسكتنا على كل اللى حصل زمان.
ياسين بتهكم:
ــ أنتم بتتكلموا كدة بس، لما هو يبقى مش موجود انا نفسي يبقى عندكم نفس الجراءة والقوة وتتكلموا وهو قاعد..
نظر لهم من أعلى لأسفل بعدم رضا، ثم نهض وهو يقول:
ــ يلا يا هبة
نهضت وغادر السفرة ..كان يراقبهما طه
ابراهيم بعقلانية:
ــ ياسين فكر صح واختار يقف جنب الملك، أعتقد أنتم كمان لازم توقفوا الكلام في موضوع سليم، لأن فعلا زي ما فريدة قالت خلاص فات عليه سنين.
عزت هو يضرب الطاولة بكفه بقوة:
ــ محدش ملك هنا غيري، سامعين، والمهزلة دي هتنتهي قريب وسليم هيرجع.
نهض وتركهم ورحل
*************************
_ مكتب عزت
_ نشاهد سليم مازال يتحدث في هاتفه دخل والده الغرفة وهو ينظر له بتدقيق تبادل معه سليم النظرة وهو يتحدث.
سليم بحب:
ــ طيب يا عشقي خدي بالك أنتي من نفسك ساعة وهابقى عندك ... سلام.
جلس عزت على المقعد المقابل له وهو ينظر له بتركيز.
سليم وهو يضع هاتفه بجيب البدلة:
ــ خير.
عزت بتساؤل:
ــ هتفوق امتى؟
نظر له سليم بعدم اكتراث كأنه لم يستمع له ثم
أمسك الأوراق من على الطاولة التى تتوسط المقاعد:
ــ أنامضيت على الأوراق وخلصت كل حاجة وهو يضع يده ع جبينه بعلامة التحية ( ) سلام
... نهض وغادر المكتب
سليم عزت علي الراوي
سليم هو البطل التاني في الرواية رجل اعمال وريث عرش عائلة الراوي
ذو ملامح حادة ووجه رجولي جذاب يتميز بالوسامة الطاغية بعين شهلاء بلحية خفيفة وبشرة بيضاء وشعر بني داكن...
له شخصية قوية جداً هادئ الطباع لدرجه الاستفزاز ، حاد جداً لايخاف من أحد ، عنيد فهو شخصية بها الكثير من علامات الاستفهام؟؟
_____بقلمي ليلة عادل______
((بعد ثلاثة أيام))
_الإسكندرية، ٨م
_شاطئ البحر
_نشاهد مصطفى وهو يتوقف أمام شاطئ البحر يتأمله وهو شاردا به بعد دقائق مسح وجهه والتفت برأسه يميناً وجد فتاة تقف بعيدة نوعا ما..
كانت تشبه حور لكن ملابسها متسخة للغاية ؟
أخذ يدقق النظر بتركيز بها لكي يتأكد .. تحرك بعض الخطوات نحوها وبدأ بالاقتراب منها وهنا ظهرت ملامحها بشكل اوضح وتأكد أنها حور.
مصطفى بإستغراب مما هي عليه أخذ يقترب ويقول: ــ حور !
حركت حور عينيها باستغراب شديد
ألتفت بجسدها نحو الصوت ونظرت له بإستغراب شديد من أعلى لأسفل.
حور بتعجب:
ــ مصطفى !!!
فور اقتراب. مصطفى منها بتعجب وهو يمارقها من أعلى لأسفل:
ــ إيه المنظر ده؟؟ ايه اللي حصلك؟؟
لكن فجأة ركضت حور بخوف ؟؟؟
نظر لها باندهاش وركض خلفها دون أن يفهم ما أصابها.. ركض وهو يطلب منها أن تتوقف لكي يتحدث معها.
مصطفى بنداء:
ــ حور استني يابنتى في ايه .. بتجري ليه ؟؟؟ حور ...استني ... حووور.
بعد ثواني
تمكن منها وأمسكها من معصمها لكي يوقفها.
مصطفى بتعجب شديد بحدة:
ــ في ايه بتجري مني ليه.. استني اقفي.
نزعت حور يدها من بين يديه بقوة.
حور بخوف توتر بأنفاس تتعالى
ــ عايز مني إيه؟! أنت عرفت مكاني منين.. هاا ؟
مصطفى بإستغراب:
ــ هعوز منك إيه؟؟ أنا شفتك بالصدفة
حور بستهجان:
ــ لا انت تبعه.
مصطفى بإستغراب:
ــ تبع مين !!! أنا مش فاهم حاجة في إيه بتتكلمي عن اية ؟؟
نظرت له وحاولت الهدوء واستجماع نفسها ..
فهي لا تعلم لماذا ركضت هكذا ؟
لكن خوفها الرهيب من زوج والدتها جعلها تفكر أن يكون مصطفي أحد رجاله، لكن لماذا كل هذا الخوف ؟
هل لأنه حاول هتك عرضها فقط ؟ ام هناك أسرار أخرى ستنكشف !!!!!
حور بتفسير بنبرة متلعثمة:
ــ افتكرتك تبع فاروق؟
مصطفى بإستغراب:
ــ فاروق مين ؟
حور:
ــ جوز أمي.
مصطفى تبسم بتعجب:
ــ ازاي يعني ده ضد المنطق حتى.
حور باعتذار:
ــ معلش أصلي بقالي ٣ أيام منمتش كويس فأفكاري متلغبطة.
مصطفى بلطف:
ـ& طب ممكن تفهميني ايه اللي حصلك؟! وقعدتي فين تعالي نقعد ونتكلم.
نظرت حور له بتردد ..
مصطفى بتساؤل مصحوب باستغراب:
ــ مالك خايفة كدة ليه؟! هنتكلم وأحنا واقفين تعالي نقعد.
أعادت حور شعرها للخلف ونظرت له بتردد فهي مازالت مترددة خائفة منه ..
بعد ثواني تحركت بعض الخطوات حتى القارب كان يراقبها مصطفى بعينيه باستغراب فهو لا يفهم لماذا هي خائفة منه لهذه الدرجة ؟
توجه نحوها وجلس بجانبها لكن بمسافة معقولة.
حور بوتيرة حزينة:
ــ بعد ماسبتني دخلت الفندق طلبو مني أوراق و مكنش معايا أي إثبات شخصية.
مصطفى بأسف:
ــ عرفت، أصلي رجعتلك،حقيقى بأعتذر أنا تاه من على بالي موضوع أوراق إثبات الشخصية ده خالص.
حور بقهر:
ــ عادي.
مصطفي بتساؤل:
ــ عايز أفهم ايه إللي وصلك للشكل ده كإنك كنتي نايمة في الشارع.
حور بابتسامة حزن وبسخرية:
ــ أنا فعلاً كنت نايمة في الشارع.
مصطفى بصدمة:
ــ ايه !!! ازاى؟
حور بوتيرة هادئة وبلا مبالاة:
ــ فضلت ألف.. تقريباً لفيت نص اسكندرية، أدور على مكان أقعد فيه، إن شا الله عشة فراخ، الكل كان بيطلب بطاقة، ولما كنت بكدب وأقول انها وقعت أو الاوارق هتيجي مع الشنط، حيلة عشان بس يوافقوا الفندق بيبقى غالي جدا أو لأني بنت لوحدي بيرفضوا أو يمكن ممثلة فاشلة، حقيقي معرفش.
مصطفى بتوضيح:
ــ مظبوط بعض الفنادق بترفض ده، لازم يبقى معاكي عائلة.
حور بوتيرة بها نوع من الضعف أكملت:
ــ معرفتش أروح فين !!
جيت هنا فضلت قاعدة في المركب ده، لحد ما الجو مطر جامد، اضطريت أعدي الشارع وقعدت في حوش عمارة من العمارات إللي ورانا دي، بس السكان اضايقو وخفت، خصوصا إن الوقت كان عدا ١١ بالليل ..
فضلت أمشي في الشوارع مش عارفة أروح فين لحد ماسمعت صوت صفارة قطر افتكرت فيلم شفته زمان إن ممكن أقعد في المحطة كأني مستنية القطر فضلت أمشى لأنه مكنش في حد ممكن اسأله عن مكان المحطة وبعد شوية ..
لقيت عربيات قطر فاضية اللي بتكون بايظة دي افتكرت فيلم تاني البطلة قعدت فيها ..
كنت مترددة في الأول بس أخدتني الشجاعة وطلعت ونمت فيها لتاني يوم الصراحة كنت مرعوبة جداً، ماجربتش أعيدها تاني، تانى يوم كملت لف بردو مافيش حد قابل يديني أوضة من غير بطاقة خصوصا لأن شكلي مش ولا بد زي ما أنت شايف، حتى الشقق اللي بتتأجر للمصيفين لازم بطاقة،
جيت قعدت هنا بالمركب دي ، ولما الجو مطر قعدت في الحمام ( وهي تشاور بايدها ) إللي هناك ده، امبارح فضلت أمشى في الشوارع وأدخل من حوش لحوش أو افضل قاعدة في الحمام أو على الرصيف.
كان يستمع مصطفى لحديثها بصدمة كبيرة وذهول تام فكيف لفتاة مثلها يبدو من مظهرها أنها أبنة أصول أن تمكث في الشارع هكذا، فهل أصبح الشارع أمان لها بهذا القدر عن عودتها لبيتها؟
مصطفى بذهول:
ــ عايزة تفهميني إنك نمتي فى الشارع كل الأيام اللي فاتت دي؟
هزت حور رأسها بنعم ..أكمل مصطفى حديثه بزهول ...
ــ أنتي نمتي ٣ أيام في الشارع ؟؟ ، طب مكلمتنيش ليه !
حور بتعجب:
ــ وأكلمك ليه؟
مصطفى بتوضيح:
ــ لأننا اتفقنا لو احتاجتي حاجة هاتكلميني.
نهضت حور وهى تنظر له بحدة وشدة:
ــ أستاذ مصطفى أنا بشكرك على ع كل اللي عملته معايا ياريت تنساني ولو شفتني صدفة أوعى تكلمني، مش عشان مرة ساعدتني ده يخلينا نبقى أصحاب، فاهم؟؟؟
نهض مصطفي وتوقف أمامها مباشرة وهو يتحدث بهدوء وعقلانية:
ــ مظبوط بس أنتي واقعة في مشكلة وربنا حطني بطريقك أكيد لسبب.
حور بحدة:
ــ وساعدتني وجبتني هنا وشكرتك خلاص بقى فضناها لو سمحت انساني.
حاولت التحرك لكنه توقف أمامها لكي يعيق تحركها، نظرت له حور بإستغراب.
حور بشدة:
ــ أستاذ مصطفى لو سمحت أوعى.
مصطفى بعقلانية ولطف: أنتي ليه خايفة مني كدة ؟؟ أنامش هأذيكي أناعايز أساعدك،
آنسة حور بالعقل كدة، تفتكري ربنا جبني هنا ليه ؟
عايز أقولك توضيح بسيط، أنا مش بالعادة بآجي هنا كتير، ده صديق ليا فضل يزن عليا عشان أشوف عيادة في العمارة هنا، والراجل صاحبها اعتذر عن الميعاد، قولت أقف هنا أشم هوا، أكيد كل اللي حصل ده مش صدفة.
حور بتساؤل:
ــ عايز تقول إيه؟
مصطفى ببساطة:
ــ برغم إنك مااتصلتيش لطلب المساعدة، لكن ربنا جمعنا تاني أكيد لحكمة.
حور بنوع من السخرية:
ــ:الحكمة إنك تساعدني؟
مصطفى:
ــ ولو انك بتقوليها بسخرية! بس أكيد لأني أقدر أوفرلك مكان تقعدي فيه ويحميكي من الشارع.
حور بشدة:
ــ قولتلك شكراً مش عايزة حاجة ممكن تسبني أمشي.
مصطفى بحزن لحالها وتعجب:
ــ شفتي إيه في حياتك مخليكي معندكيش ثقة في حد للدرجة دي؟ وإنه يكون الشارع بالنسبة ليكي أحن من إيد تتمدلك بالمساعدة.
حور بانكسار:
ــ شفت اللي شفتني عليه يوم ملقتني باجري بقميص نوم، في عز الليل، أظن الإجابة وفت.
مصطفى بحزن وبعين تملئها دموع الشفقة:
ــ أناحقيقي آسف على الشيء إللي اتعرضتي ليه، بتهذب مصحوب برجاء اضاف:
ــ آنسة حور أنا مش عايز منك حاجة، بس حقيقي أنا متضايق عشانك، ونفسي أساعدك، أنا مستحيل أقبل إني أسيبك تعيشي في الشارع أو في حمام عمومي أو عربية قطر خردة، ان الحمدلله ربنا معاكي حفظك من شرور الناس الأيام دي، بس الشارع عمره مكان أمان خصوصا للبنات إللي زيك، ربما تتعرضي لشيء شبه اللي اتعرضتي ليه مع جوز أمك، طبعاً أنتي مش مطلوب منك تثقي فيا، لكن على الأقل أناقدمت حاجة لو بسيطة تخليكي ممكن نقول تشعري بصدق كلامي، أنتي أكيد مش هتعيشي عمرك كله في الشارع لازم نلاقي حل والحل عندي.
نظرت له حور دون تحدث فهي لا تعرف بماذا تجيبه فأفكارها مضطربة فهو محق فيما يقوله ربما تتتعرض للأذى ..
كما أنها تذكرت هؤلاء الشباب الذين تعرضو لها وتمكنت من الهروب منهم ربما في المرة القادمة لا تعرف.
أكمل مصطفى حديثه على نفس ذات الوتيرة:
ــ بصي الفنادق صعب تقعدي فيها أكتر من يوم لو حجزتلك ببطاقتي لأن مافيش بينا أي صلة قرابة فاللى هيعدي يوم أو اتنين مش هيعدي الثالث.
حور:
ــ والحل؟
مصطفى:
ـ تقعدي في شقة إيجار.
حور باستغراب:
ــ شقة !!! هي الشقة دي مش محتاجة فلوس و ورق وموضوع كبير.
مصطفى بتفسير:
ــ اه بس أنا أعرف صاحب العمارة ممكن أكلمه بصي الموضوع مش هينفع نتكلم فيه هنا الجو بدأ يشتي والأيام دي أيام نوة.
حور بتساؤل:
ــ يعني إيه نوة؟
مصطفى بتوضيح:
ــ يعني البحر بيعلى جدا وبتكون سيول.
حور بتساؤل:
ــ هنعمل ايه يعني؟
مصطفى:
ــ النهارده هتيجي معايا البيت ( وهو يشاور بايده. ) قبل ماتتكلمي أناعايش مع أمي وأختى وأخويا.
حور برفض:
ــ مستحيل أجي بيتك.
مصطفى بتفهم:
ـ حقك والله ، لكن ماتخافيش قبل ماتطلعي هكلم أختى تبص من البلكونة وهكلمها قصادك وأفتح الاسبيكر لو حسيتي بأي حاجة أمشي.
حور برفض مصحوب بإستغراب:
ــ لا طبعا مش هينفع، هو أنت شايف إن من الطبيعي أني اجي معاك بيتك ؟؟
مصطفى:
ــ أنا عارف أنه مش صح، وأنه ضد الطبيعة والمنطق، بس أنامقدرش أقبل إنك تقعدي في الشارع أكتر من كدة، بعدين المطر بدأ يزيد وكدة هيجيلنا التهاب رئوي ممكن نروح نقعد في العربية ونتكلم، أعتقد مش محتاجة تفكري مش أول مرة تركبيها
(بمزاح خفيف) يلا بدل محنا واقفين بنقط كدة.
نظرت له حور لثوانى وأخذت تفكر وهى تنظر له.
حور بتردد وتحذير:
ــ ماشي، بس متتحركش قبل مانتكلم ونتفق.
مصطفى بابتسامة:
ــ ده أكيد اتفضلي.
_ سيارة مصطفى
_ نشاهد مصطفى وحور وهما داخل السيارة يجلسان.
مصطفى وهو يقوم بمسح شعره ووجهه المبلل بماء المطر ثم تقديم لها منديل أخذتهم وبدأت تمسح وجهها.
مصطفى بلطف وابتسامة:
ــ ها ياسنووايت الهاربة هنعمل إيه؟
حور بعقلانية:
ــ بص أنا هأقعد هنا، مش هروح بعيد، أنا كدة كدة مش بستخبى في الحمام أو فى الحوش إلا لما المطر بيمطر، غير كدة بفضل قاعدة هنا أو بقعد عند مطعم الفول والطعمية اللي بالحارة .. (وهي تشير بايدها) إللي هناك دي، نتفق على ميعاد وتعالي خدني بكرة ونروح لصاحب العمارة لكن مرواح لعندك لا.
مصطفى باعتراض:
ــ وأنا مش هقدر أسيبك لوحدك
صمت قليلا يبدو أنه جال بخاطره فكرة.. ثم نظر لها:
ــ أنتي مش فارق معاكي مكان مدخل العمارة المهم مدخل يحميكي من المطر مظبوط.
حور وهي تهز رأسها:
ــ اممم.
مصطفى بعقلانية وحماس:
ــ يبقى تقعدي في مدخل العمارة عندي واعتقد ده حل كويس وابقى مطمن عليكي كمان محدش هيضايقك بس مع اختلاف بسيط بدل ماتقعدي تحت في المدخل هتقعدي في الممر اللي قصاد شقتي وهجبلك بطانية وكرسي أظن كدة معندكيش مشكلة.
نظرت حور له بتدقيق وأخذت تفكر قليلاً ثم هزت رأسها بالموافقة.
حور بتساؤل:
ــ ماشي بس هنقول إيه لصاحب العمارة ؟
مصطفى ببساطة:
ــ هقوله إنك قريبتي، هو صديق جوز خالتي، متقلقيش هتتحل، بس نوصل ونشرب شاى يدفينا ونفكر ( بمزاح خفيف) متبصيش كدة هشربهولك في الممر، بعدين متحسسنيش إني متحرش ومغتصب كدة.
حور بخجل واعتذار:
ــ أنا مقصدش بس أكيد حضرتك فاهم.
مصطفى بابتسامة:
ــ فاهم متقلقيش أنتي زي عائشة.
تبسم لها ثم قاد سيارته و توجه إلى منزله ...
بعد وقت
توقف أمام العمارة... هبطا منها كان يبدو على ملامح وجه حور التردد والخوف كانت تسير بخطوات بطيئة لكن لاحظها مصطفى.
مصطفى توقف وهو ينظر لها:
حور استني لحظة.
أخرج هاتفه من جيبه وقام بعمل مكالمة وفتح المكرفون بعد ثواني أتاه صوت عائشة.
عائشة:
ــ الو.
مصطفى:
ــ عائشة بقولك ايه بصيلي من البلكونة.
عائشه بإستغراب:
ليه؟
مصطفى بأمر:
ــ اسمعي الكلام.
عائشة:
ــ حاضر بس أصبر أحط حاجة على شعري.
مصطفى وجه نظرته لحور:
ــ هتبصلنا دلوقتي من الدور الخامس.
بعد دقائق توقفت عائشة بالشرفة التي بالدور الخامس.
عائشه:
ــ ها خير ؟
طلب مصطفى من حور النظر إلى أعلى... رفعت حور رأسها وتبسمت.
مصطفى:
خلاص ادخلي، انا طالع.
عائشه:
ــ مين اللي معاك دي؟
مصطفى بشدة:
ـ قولتلك طالع.
أغلق الهاتف وطلب من حور أن تدخل معه
دخلا العمارة ثم المصعد وتوقف بهما....
كان حور مرتبكة و متوترة بشدة.
مصطفى:
ـ صدقيني الحكاية مش محتاجة كل التوتر ده.
حور بجدية:
ــ ده بالنسبة ليك، لكن ليا أنا تستحق كتير.
خرجا من المصعد.
كانت عائشة تفتح لهما الباب وهي تقف بتعجب فور اقترابهم.
عائشه بتعجب:
ــ مين دي؟
مصطفي:
ـ حور.
عائشه بدهشة:
ـ البنت الي لقتها بالشارع وأنقذتها.
مصطفى:
ـ ااه.
تبسمت عائشة واقتربت منها وصافحتها بتودد:
ــ ازيك عاملة ايه؟ ده مصطفى زعل أوي عشان نسي موضوع البطاقة..
دققت النظر بها من أعلى لأسفل علي ما ترتديه بتعجب:
ــ ايه ده !! ايه اللي عمل فيكي كدة؟
امسكت يدها وقامت بسحبها للداخل:
ــ تعالي اتفضلى ادخلي واقفة ليه.
حور وهي تهز رأسها برفض وتثب مكانها:
ــ لا مش هادخل.
عائشه بتعجب:
ــ ليه؟
مصطفى بتوضيح:
ــ هي خايفة، هتقعد هنا في الممر.
عائشه برفض مزاح:
ازاي يعني ماينفعش طبعاً، ماتخفيش والله أنا أخته مافيش حد هنا غيري لو على مصطفى نبيته فى الحوش بس حرام الجو برد.
مصطفى:
ــ هي ماما ماجتش؟
عائشة:
ــ هتبات وترجع بكرة.
عائشه وهي تسحبها من أيدها:
ـ متخفيش بس مينفعش وآلله تقعدي هنا بصي هنسبلك الباب مفتوح.
أخذت حور تنظر لها بصمت لكن وجود عائشة طمئنها قليلاً.. دخلت معها.
عائشة:
ــ أنتي هتنورينا والله العظيم.
حور بارتباك:
ــ متشكرة.
عائشة:
ــ أنا كنت بحضر العشا أكيد جعانة أناهدخل أكمل لحد ماتخديلك شاور حلو كدة يريحك.
حور برفض:
ــ لا أنا هافضل قاعدة هنا على الكرسي ده.
أشارت على المقعد الموضوع بجانب الباب.
نظرت عائشة لها وشعرت أنها إذا قامت بالضغط عليها أكثر ربما تشعرها بالقلق والخوف... فتركتها كما تريد.
عائشة بابتسامة: براحتك أنا هدخل
وجهت نظراتها لمصطفى:
مصطفى تعال معايا.
_ توجها الى المطبخ.
أخذت حور تنظر لأثارهما بترقب وقلق ثم جلست ع المقعد المجاور للباب.
_ في المطبخ
_ نشاهد مصطفى وعائشة يقفان مع بعضهما وهما يتحدثان.
عائشه بهمس:
ــ إيه المنظر ده هي عاملة كدة ليه؟ ولقتها فين؟ وبجد هتقعدها هنا.
مصطفى بطيبة:
ــ اسكتي يا عائشة دى عاشت ٣ أيام في الشارع هتقعد النهاردة بس لحد مانشوفلها مكان، صعبت عليا أسيبها في المطر والبرد وشكلها بنت ناس مش واخدة ع البهدلة.
عائشة:
الحمدلله إن ايهاب مش هنا كان عملك حوار ازاي تجبها هنا والكلام ده.
مصطفى:
ـ عارف.
عائشة:
ــ هنعمل معاها ايه.
مصطفى بتوضيح:
ــ هكلم عمك جمال يكلم أستاذ مفيد انه يأجرلها الشقة اللي فوق كأنها بنت خالتنا.
عائشة:
ــ الموضوع محتاج تفكير جامد وتظبيط عشان تقنع أمك و أخوك.
مصطفى:
ــ أكيد روحي أنتي أقنعيها تغير حتى هدومها، وأنا هكمل مكانك.
عائشة:
ــ طيب دى شكلها ولا ولاد الشوارع.
_ في الخارج
_ كانت تجلس حور في مكانها لكن يبدو عليها النعاس.
اقتربت منها عائشة دون حديث.. فور اقترابها نهضت حور بفزع.
عائشه وهى تشاور بايدها لكي تهدأها:
ده أنا.. أنا عائشة ياحور متتخضيش، أنا آسفة.
حور:
ــ لا ولا يهمك أنا اللي باتخض بسرعة.
عائشه بلطف:
ــ ممكن أجبلك طقم حلو نضيف تلبسيه وتغسلي وشك أكيد أنتي حاسة إنك محتاجة ده.
حور نظرت الى ملابسها و هزت رأسها بالموافقة.
عائشه بأبتسامة وهى تشاور:
الحمام من هنا لحظة هجبلك بيجاما.
_ توجهت إلى غرفتها
_ بعد وقت
عادت عائشة وأعطت للملابس لحور وشاورت بايدها.
عائشة:
ــ الحمام من هنا .
هزت حور. راسها باحترام توجهت له .
_ المرحاض
نشاهد حور في المرحاض تقوم بتعليق الملابس ع الشماعة...
ثم أخذت تنظر في المرايا في ملامحها بتركيز وحزن ودموع بعد ثواني مسحت دموعها ثم أخذت تغسل وجهها.. قربت أسفل ذراعيها من أنفها وتشممته كان يبدو على ملامح وجهها الاشمئزاز.
حور:
ــ عندهم حق يصممو آخد شاور.
بدأت بخلع ملابسها كان يوجد أثر كدمات على جميع جسدها ..
ونلاحظ هناك بعض الأوشام المنقوشة علي مختلف جسدها لكن لم يتضح شكلها، ثم توقفت أسفل الدش لتغسل روحها المتعبة قبل جسدها.
بعد وقت كان يجلس مصطفى وعائشة بانتظار حور.
خرجت حور من المرحاض كانت في منتهي الجمال والجاذبية، بدون إرادة لفتت انتباههم للحظات.
حور وهي تجلس:
ــ أنا حسيت اني فعلاً محتاجه الشاور ده.
عائشة بمزاح:
ــ أنا كنت فاكرة نفسي قمر وعينيا جامدة طلعت جنبك محمود.
حور بهدوء:
ــ بالعكس أنتي زي القمر، حقيقي مش عارفة أشكركم ازاي مكنتش متوقعة أن في ناس زيكم.
عائشة:
ــ لسه الدنيا بخير كلي بقى يارب أكلي يعجبك.
حور: تسلم ايدك.
بدأت بتناول الطعام.
بعد دقائق
مصطفى:
حورر.
نظرت له حور والطعام بفمها.
مصطفى بجدية وعين شرسة:
ــ أحنا تجار أعضاء وهنسرق أعضائك وضحكنا عليكي والأكل ده فيه منوم.
عائشة بنظرات وصوت مرعب:
ــ هنسرق كل حتة منك (ضحكت) بس أنا هاخد الشعر والعينين الحلوين دول.
مصطفى بمزاح وهو يضحك:
ــ موافق وأنا هاخد باقي الجثة.
كانت تنظر لهما حور بصدمة وعينيها تكاد تقتلع من مكانها من الرعب وهي تفتح بوقها والطعام فيه وعينيها تسكنها الدموع.... انتبهت عائشة لها
عائشة وهي تضحك:
ــ يا حرام دي صدقت.
مصطفى بلطف:
ــ إحنا بنهزر معاكي بس الهزار رخم حبة.
نهضت عائشة واقتربت منها وضمتها بأبتسامة خفيفة:
ـ اهدي والله بنهزر أهو.
( أخذت معلقة من طبق الرز وتناولتها)
عائشة:
ــ أهو أكلك مفهوش حاجة.
حور بجدية وضيق:
ــ مش حلو الهزار ده محبتهوش ممكن متهزروش تاني كدة.
مصطفى باعتذار:
ــ أحنا آسفين يا حور بس كنا بنحاول نلطف الجو معاكي.
حور بجدية:
ــ محبتش الهزار ده الحمد لله.
مصطفى:
ـ كملي أكلك، متزعليش علي الأكل.
حور بتوضيح:
ــ مزعلتش بس حقيقي شبعت أنا محتاجه أنام جداً ممكن أنام ع الكنبة دي.
عائشة:
ــ لا هتنامي جنبي تعالي اوديكي الأوضة.
نهضت معها وتوجهت إلى الغرفة... كان ينظر مصطفى لأثارها بحزن وأسف على حالها
_ الغرفة
عائشة:
ــ يلا ارتاحي يا قمر.
حور بخجل:
،ــ معلش أنا ممكن أنام ع الأرض.
اعترضت عائشة بلطف:
ــ ده اسمه كلام هننام جنب بعض أنا أصلا بنام جنب ماما هنا يلا ارتاحي.. أوعي تزعلي مننا.
حور بلطف:
ــ مش زعلانة، أنا اللي باعتذر بس حقيقي أول مرة أواجه هزار من النوع ده ...
تمددت على الفراش براحة:
تصبحي ع خير.
عائشة بمودة وهي تقوم بتغطيتها:
ـ وأنتي بخير.
دققت عائشة النظر لها بأسف ثم خرجت
فور خروجها إلى الصالة كان مصطفى بانتظارها
مصطفى بتساؤل:
ــ نامت ؟
عائشه بتعاطف:
ــ امم البنت دي شكلها عانت كتيرر يا مصطفى.
مصطفى بتأييد:
ــ فعلاً الموضوع شكله أكبر من محاولة اغتصاب.
عائشة:
ــ الظاهر كدة.
______بقلمي ليلة عادل________
((اليوم التالي))
_ منزل مصطفى،٢م
_ الصالة
_ نشاهد مصطفى عائشة وحور يجلسون على الأريكة بملابس منزلية وهم يحتسون الشاي .
حور بتساؤل:
ــ هو احنا امتى هنقابل صاحب العمارة ؟
مصطفى:
ـ لما ماما تيجي بس.
حور باحترام:
ــ والهانم هتتأخر؟
مصطفى يضيق عينه بتعجب:
ــ الهانم !!!!
حور بتوتر:
ــ أقصد والدتك؟
مصطفى تبسم:
ــ لا مش هتتأخر إن شاء الله.
وأثناء ذلك دق جرس الباب
عائشة بابتسامة:
ـ أهي ماما جت.
نهضت لكي تفتح.
فتحت الباب وكانت فعلاً نبيلة.
نبيلة:
ـ السلام عليكم.
عائشة:
ـ عليكم السلام.
أثناء دخولها.. انتبهت لتواجد حور.
نبيلة وعينيها مسلطه عليها:
ــ السلام عليكم أهلا وسهلا, مين الحلوة دي... صحبتك دي يا شوشو ؟؟؟
نهضت حور باحترام:
ــ أزيك يا هانم.
مصطفى بمزاح:
ــ معلش يا أمي هي تقريباً كانت متفرجة على مسلسل هوانم جاردن سيتي فمتأثرة بيه.
نبيلة:
ــ المهم مين الحلوة ما قولتوليش.
مصطفى برتباك:
ــ دي حور، حور يا أمي اللي حكتلكم عليها.
نبيله نظرت بتعجب:
ــ البنت اللي لقتها في الشارع وساعدتها؟؟
مصطفى:
هفهمك... أصلها مالهاش حد هنا وأنا جبتها البيت عشان.. اا
وفجأة سمعو طرق ع الباب بقوة، كان سينقلع من مكانه.
نظر الجميع بإستغراب لكن حور عادت بخطوات للخلف برعب.
نبيلة:
ــ ياستار يآرب افتحوا بسرعة شوفو مين يا ولاد .
فتح مصطفى الباب و....