اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثاني 2 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثاني 2 بقلم ولاء رفعت 



_ يجلس مغمض العينين في محاولة إستيعاب ما يحدث له من مصائب تتوالي فوق رأسه، و عليه بالصبر علي تلك الإبتلاءات. 

+


نهض إحدي المساجين بعد أن تأمل ملامحه وعلم بهويته، جلس بجواره قائلاً : 
_ فارس ولد الحاچ قاسم؟. 

+


فتح عينيه وأستدار له بجسده، مجيباً: 
_ أيوه أنا. 

+


أنبلجت إبتسامة علي وجه هذا الشاب وقال: 
_ أني منصور ولد عمك عبدالفتاح صاحب أبوك، مش فاكرني إياك؟ . 

+


صمت لثوان يتذكره، فقال: 
_ أيوه أفتكرتك، كيفك وكيف عمي؟ . 

+


أطلق تنهيده ثم قال: 
_ أبوي تعيش أنت بجي له سنتين، وأني كيف ما أنت شايف مسچون بجي لي أسبوع وأكتر وباينهم عيعرضوني علي النيابة.

+


_ تهمتك أي؟.

+


أجاب منصور: 
_ خايف أجولك تزعل مني.

+


_ وهزعل ليه؟.

+


حدجه بتوتر وقال: 
_ أصل سبب دخولي السچن زكريا واد عمتك الله يحرجه، كنا شاغلين في مخازن الخشب الي نواحي المعبد الجديم، وكنت مزنوج في جرشين لأجل عملية القلب لأمي، وهو كيف الشيطان جومها في دماغي وخلاني أخد من فلوس العهدة وأرچعها لما نجبض علي آخر الشهر ويدبر لي باجي المبلغ، و حظي المهبب عملو چرد تاني يوم ولاجو الفلوس ناجصة عشرة آلاف جنيه، كنت وجتها مع أمي في المستشفي ودخلت العمليات، أتصلو علي جاله لي تعالي المخازن ضروري، روحت لاجيت الدنيا مجلوبة، وما حستش بحالي غير وأني أهنيه، وخالي وعمي أتخلو عني كالعادة.

+


ربت فارس عليه بمواساة: 
_ ربك كريم وعيفرچها من عنده، بس أنت غلطت لما مديت يدك علي الأمانة، وبعدين من ميتي وبتسمع كلام زكريا!،ما حرمتش من أيام المدرسة لما كان بيعمل مصايب ويوجعك أنت فيها وكانو عيرفدوك لولا أبوي أتوسطلك عند المدير!.

+


زفر بسأم وقال: 
_ ياما دجت علي الراس طبول يا واد عمي، سيبك مني دلوق جولي بتُعمل أي أهنيه؟.

+


أجاب بنبرة مليئة بالشجن: 
_ لساتني راچع من أمريكا كنت چاي نتچوز بنت عمي، مجرد دخلت الدار لاجيت أبوي تعبان جالي وصيته ومات.

+


_ واه، حاچ قاسم مات!، لا حول ولاقوةالابالله، البقاء لله.

+


تجمعت عبراته بداخل رماديتيه وأكمل حديثه: 
_ مش مصدج لحد دلوق إنه مات، مش عتصدجني لو جولتلك أني محتاچ لحضنه جوي.

+


ربت منصور عليه وقال: 
_ وحد الله يا فارس، ما يتعزش علي الي خلجه، ربنا يرحمه هو وأبوي وچميع موتانا.

+


_ أنا بدعي ربنا يلحجني بيه.

+


_ تف من خشمك يا چدع، ربنا يديك العمر والصحة، أنشف إكده، أني خابر هو كان ليك كل حاچة لكن ده أمر الله يا أخوي وكلنا هنموت.

+            
_يارب.
أخذ يجفف عبراته ويستعيد رباطة جأشه، فأردف: 
_ ملحجتش أفوج من موته، لاجيت البوليس چاي لنا الدار ولاجو شنطة مخدرات في أوضتي.

+


صاح الآخر بصدمة: 
_ مخدرات!، كيف دي؟.

+


_ كيف ما سمعت، وإحساسي بيجولي إن فيه الي ماصدج أبوي مات وجال يتخلص مني.

+


نظر له منصور يفكر في أمر ما: 
_ عجولك وتصدجني؟.

+


رفع وجهه ونظر إليه بترقب: 
_ أنت عارف حاچة؟.

+


أبتلع لعابه ثم قال: 
_ عجولك، بس بالله عليك ما تچيب سيرتي واصل.

+


أومأ له فارس وقال: 
_ ما تخافش أوعدك ما هاچيب سيرتك.

+


_ في ليلة كنا سهرانين قدام المخازن أنا وزكريا، وچه رافع واد عمك وجعد ويانا وشربو سچاير حشيش لحد ما تسطلو، زكريا كان بيتحدت وياه عنك أنت وأبوك، فجاله رافع أنه محضرلك مصيبة واعرة عتوديك ورا عين الشمس، ومستني إنك ترچع من بره، ولما حسو بيا وأنا جاعد وياهم هددني رافع وجالي لو چيبت سيرة لحد ما عيطلع عليا نهار أنا وأمي، وأنت خابر إحنا غلابة ومالينا غير ربنا، ورافع واد عمك الشر بيچري في دمه.

+


عاد بظهره إلي الحائط في صمت يعلم ما قيل له ليس كذباً أو إفتراءً، طالما رافع يكرهه ويكيد له المصائب منذ الصغر، وعندما سأله في مرة لما هذا كل الحقد والكراهية، أجابه الآخر لأنه إبن قاسم، لم يفهم مغذي إجابته إلا عندما كبر وعلم من الخالة هنادي بأن عمه وعمته أشقاء والده من الأب فقط حيث والدتهما الزوجة الأولي و والده من الزوجة الثانية التي تزوجها جده الحاج قناوي عندما سافر إلي المنصورة ورآها هناك في حفل زفاف إحدي معارفه، كانت شديدة الجمال والصبا، لم تتجاوز الخامسة عشر آنذاك ، وبعدما تزوجها أنجبت قاسم الذي ورث معظم صفات والده وملامحه، فكان قناوي ظالماً لزوجته الأولي تركها بمفردها تربي نجلهما وأكتفي بإرسال المال فقط لهم وحرمهم من حنانه وعطفه الذي كرسه لقاسم فقط و والدته، وعندما كبر قاسم كان والده يريد تزويجه من بنات العائلة لكنه أحب إبنة خالته التي تشبه والدته كثيراً، تزوجها بعدما أنتهي من قضاء خدمته العسكرية في الجيش وأنجبت له فارس، كان الحفيد المفضل كوالده لدي جده الذي أوصي بأن العُمدية سيتوارثها فارس من بعد والده مما أثار ضغينة خميس وولده وكذلك أيضاً جليلة التي حُرمت من حنان والدها ولم تتلق سوي قساوة وحقد أمها من ما فعله والدها معها من ظلم وأنانية.
فلم يتعجب فارس عندما يعلم بأن من زج به إلي السجن رافع الذي ورث الكراهية والضغينة من والده وجدته.

+


_ فارس قاسم القناوي.
نادي بها العسكري الذي دلف للتو، لكزه منصور عندما لم يجب: 
_ كلم يا فارس، بينادم عليك.

+


أنتبه فارس وصاح: 
_ أيوه.

+


أشار له الآخر: 
_ جوم يا ولدي، عبد المچيد المحامي مستنيك في مكتب المأمور.




الثالث من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close