رواية تناديه سيدي الفصل الثاني 2 بقلم صابرين شعبان
الفصل الثاني
” جدتي إلى أين أنت ذاهبه “
سألها طِراد عندما وجدها تستعد للخروج من المنزل فأبتسمت له فريدة و هى تتلمس وجنته الخشنه بحنان ..” قل صباح الخير أولا يا ولد و بعدها أسأل إلى أين أذهب “
مط طِراد شفتيه و قال بهدوء ..” صباح الخير جدتي.. إلى أين أنت ذاهبه ..هل هذا جيد “؟؟
أمسكت فريدة بوجنته بأصبعيها تؤلمه قليلاً و هى تجيب ..” كفاك سخرية مني يا ولد “
تذمر طِراد قائلاً ..” لأنك تعاملينني كولد و لا ترين أني رجل كبير جدتي و الآن أجيبيني “
تنهدت فريدة و قالت فهو عنيد دوماً و صعب المراس منذ ذلك الحادث معه منذ سنوات ..” سأذهب للسير قليلاً طِراد لماذا لم تذهب لعملك حتى الآن عزيزي “
أجابها بلامبالاة ..” لا أشعر بالرغبة في العمل اليوم سأذهب لتفقد كريم قليلاً فقد أشتقت إليه و أعود لهنا “
فقالت مشجعة إياه للذهاب معها ..” لما لا تأتي معي اليوم للسير و الجلوس في الحديقة و نتحدث معا ثم أذهب لرؤية كريم ما رأيك طِراد“
رد بحيرة ..” لا أعرف جدتي أنا لا أريد الجلوس أمام أحد حتى لا ينظرون إلي و يتسألون في نفسهم عما حدث لي أو ينظرون بشفقة أو بإشمئزاز “
ردت فريدة بغضب و هى تمسك بوجهه تديره إليها لينظر في عينيها ..
” طِراد لا تفكر هكذا .. حبيبي صدقني أنت تتوهم ذلك و لا شئ بك ليشفق عليك أحد أو يشمئز من رؤيتك هذه تخيلاتك أنت بني “
أجابها بهدوء فجدته لا تشعر به و بما يحدث داخله من ضيق أو ألم عندما يشاهد أحدهم جرح وجهه ..” حسنا سأتي لأخذك من هناك فقط أتصلي بي و دعى السائق يوصلك إلى هناك لا تسيرى كثيرا جدتي الصغيرة حتى لا تؤلمك قدميك “
أبتسمت فريدة بحنان و دنت منه تقبله على جرح وجهه فهو يعاملها كالطفله الصغيرة التي يخشى عليها أن تصاب بخدش ..” حسنا صغيري سأذهب الآن مدامت لا ترغب في المجئ معى و سأنتظرك لتأتي لأخذي و أنت أسترح قليلاً و أذهب لكريم مرة أخرى “
هز رأسه و هو يودعها شاردا فيما حدث معه منذ سنوات ثلاث هناك في مزرعته التى ورثها من جده زوج جدته فريدة و هما والدا أمه الراحلة لقد كان يمضي بها معظم وقته عندما كان صغيرا فهو كان متعلقا بحيواناتها التي كان يربيها جده من خراف و أبقار و أحصنه و دجاج الذي كان يتذكر دوماً غضب جده عندما يدخل لديهم القن و يترك بابهم مفتوحا ليخرجا منتشرين في الخارج و يقوم هو بتكسير بيضهم و مضايقة صغارهم شرد في ذلك اليوم الذي كان يساعد في ولادة بقرة لديه هناك و ما حدث وقتها له منذ ثلاث سنوات رفع يده يمر بها على وجهه مغلقا عينيه بألم ...
*******************
” صباح الخير أبي صباح الخير أمي“
قالتها نجمة و تقبل أباها و أمها على وجنتهم قبل جلوسها على المقعد لتتناول فطورها قبل الخروج و البحث عن عمل جديد ..” صباح الخير يا حبيبتي هل أنت ذاهبه لموعد العمل اليوم أيضاً “ سألها محمود بهدوء شاعرا بالذنب تجاه عائلته لأنه مقصر معهم و أنه لا يستطيع تلبية طلباتهم و أن طفلته تحملت مسؤليتهم كاملة و هى مازالت في بداية حياتها و دراستها التي لم تستطع أن تكملها ..أبتسمت نجمة و شعرت بما يدور في خلد أبيها و نظرات عينيه الحزينة ..” أجل أبي و هو بعد ساعة من الآن أدعو لي أن أوفق أبي و أقبل به “
أبتسم محمود مربتا على رأسها ..” إن شاء الله حبيبتي “
تدخلت والدتها في الحديث ..” هيا نجمة تناولي فطورك حتى لا تتأخرين “
سألتها نجمة و هى تتناول الفطور ..” أين باقية العصابة أمي لم أرهم“
ضحكت والدتها ..” لم يسمعك ممدوح الصغير لترك بصمة أسنانه عليك“
أبتسمت نجمة ساخرة و هى تقول..” هل تهدديني أمي “
مطت والدتها شفتيها و قالت ..” لا و هل أفعل ..هما اليوم عطلة من المدرسة يا ذكية لذلك مازالوا نائمين للأن “
هزت رأسها و همهمت ..” هاااا تذكرت “
أكملوا تناول الطعام و بعد أن انتهت نجمة نهضت لترحل و تودعهم قائلة ..” إلى اللقاء أراكم فيما بعد “
إنصرفت نجمة لتتجه لمحطة الحافلات لتستقل الحافلة لمكان لقائها بمديرها الجديد بعد وصولها تحدثت مع السكرتيرة مخبره إياه أنها لديها موعد مع مديرها فجلتها الفتاة تنتظر ثواني لحين تبلغ مديرها بعد قليل خرجت و سمحت لها بالدخول دخلت نجمة لتجد رجل تخطى الأربعين من عمره تقريباً ملامحه حادة بعض الشئ تدل على الصرامة قلقت نجمة بعض الشئ تخشى رفضه توظيفها فهو يبدو متزمت .. نظر إليها الرجل بتفحص مقيما مظهرها الخارجي فأبتسم قائلاً ..” أنت نجمة إذن “
تعجبت نجمة من سؤاله و كأنه يعرفها من قبل فهمت أن تسأله عندما أجاب ..” ملف تعريفك أمامي و بياناتك مدونه فيه أليس هذا ما قدمته لسكرتيرتي “
هزت رأسها موافقة فقال الرجل ..” حقيقتا أنا لا أحتاج سكرتيرة هنا في المكتب فلدي واحدة“
أرتسم خيبة الأمل على وجهها فقال الرجل مكملا ..” و لكني أحتاج لواحدة في منزلي “
عقدت نجمة حاجبيها بتعجب فقال ..” لدي في منزلي مكتب آخر به بعض الملفات من الشركة تحتاج أيضا للعمل عليها و التنظيم فإن لم يكن لديك مانع ستأتين للعمل في منزلي من الغد لتستلمي العمل هناك ما رأيك “
فكرت نجمة قليلاً ثم قالت بهدوء ..” لا ليس لدي مانع سيدي “ فهى ليس لديها فرصة أخرى الآن فلتجرب ما الضير من ذلك مؤكد لديه عاملين في منزله و لن تكون وحيدة ..
و هكذا بدأت في العمل لديه إلى أن حدث شئ ....
*****************
بعد عدة أشهر
جلست تنتظر مجيئها فقد تأخرت اليوم عن المجئ كانت فريدة و نجمة تتقابلان كل إجازة من العمل منذ ذلك اليوم الذي قابلا فيه الصبي وسيم ..من وقتها و هما تتقابلان كلما سنحت لهم الفرصة لذلك خمسة أشهر مرا سريعًا ..أبتسمت عندما رأتها قادمة مهرولة تحمل حقيبة من الورق المقوى في يدها ..نجمة أنها حقاً فتاة جميلة حسنة الخلق ..ملئت وقت فرغها و شغلت حيز كبير من حياتها رغم أنهن لا يتقابلن بإستمرار لظروف عمل نجمة فطِراد دوماً مشغول بعمله و مزرعته رغم أنها تعلم أنه يهتم بها كثيرا و لكن هى تريد عنصر نسائي في حياتها لتتحدث معها و تشركها في أمورها ليس كل شئ تستطيع أخباره لحفيدها و نجمة ملئت هذا الجزء من حياتها ...لطالما ألحت على طِراد أن يتزوج و يأتي لها بكنة تملئ حياته و تجعله يستقر و ينجب لها أحفادا لتلاعبهم قبل رحيلها و لكن منذ ذلك الحادث الذي وقع له منذ سنوات تركته تلك الحقيرة ..و هو منغلق على نفسه مكتفيا بعمله فقط و لا شئ أخر ..كم تتمنى زوجة مثل نجمة له فهى ذات خلق و طيبة المعشر و فوق كل هذا هى جميلة للغاية .. تخشى أن تخبره بذلك فيرفض و يتعنت كما يفعل دوماً ..لم تسنح الفرصة أن يتقابلا معا منذ معرفتها بنجمة و لكنها دوماً تحادثة عنها و تراه ينصت بلامبالاة و لا يعرف الفضول له طريقا و هى تستمر قائلة ..نجمة قالت .. نجمة فعلت ..نجمة نجمة و لا حياة لمن تنادي لدي حفيدها صعب المراس هذا ليطلب رؤيتها و لكن هيهات أن يتحرك جبل الجليد طِراد ...أبتسمت عندما قالت نجمة بمرح ..
” السلام عليكم جدتي هل تأخرت اليوم “
أجابتها فريدة و هى تفتح لها ذراعيها ..” لا لم تتأخري سوى القليل و أنا لا مانع لدي في إنتظارك “
ضمتها نجمة و قبلتها على وجنتها قائلة ..” أفتقدتك هذا الأسبوع جدتي كنت أشعر بالحاجة للحديث معك “
سألتها فريدة قلقة فهى تعلم ظروف أعمال نجمة المتغيرة كل فترة ..
” ماذا حدث حبيبتي هل هناك شئ “
جلست نجمة بجانيها و هى تسأل ..” ألم يأتي وسيم بعد “
ردت فريدة و هى تتفحص تهربها من سؤالها ..” لا لم يأت و لكنه على وصول لا تقلقي “ ثم قالت بتساؤل و بصوت ممطوط ..” نجمة“
تشاغلت نجمة بفض الحقيبة الورقية لتخرج محتوياتها من الطعام وقالت ..” فلنتناول الطعام أولا أنا أشعر بالجوع الشديد و بعدها نتحدث جدتي “
قالت فريدة بتذمر ..” لما لا تجعليني أجلب الطعام و لو لمرة واحدة فقط أنت عنيدة للغاية نجمة “
ردت نجمة ضاحكة ..” جدتي أنت إمرأة عجوز و تمسكين بيد عصاك و تبدلين بالاخرى في مسك العصا بأي برأيك ستمسكين بالطعام هل سيأتي خلفك سيرا “
أنفجرت فريدة ضاحكة قائلة بمرح ..” اه لو سمعك حفيدي طِراد لوبخك على ذلك فهو دوماً يقول لي جدتي الصغيرة فهو يعاملني و كأني مازلت طفلة صغيرة خرجت للروضة للتو “
تعجبت نجمة فهى لم تذكر لها أنها لديها حفيد رغم أنهن تحدثن في كل شئ و أي شيء و لكن ربما لم تسنح لها فرصة أخبارها عنه قالت نجمة ” حفيد لديك حفيد جدتي “
أبتسمت فريدة بحنان متذكرة ملامح طِراد الرجولية الخشنة .. ليس لدي غيره فهو حفيدي الوحيد “
فسألتها نجمة ..” لما لا تجلبيه معك هنا ليلعب مع وسيم و الولدين عندما يأتون هنا معنا “
صمتت فريدة تنظر إليها ذاهلة قليلاً ثم أنفجرت بالضحك حتى أدمعت عيناها فتذمرت نجمة ..” ماذا قلت لتضحكي هكذا جدتي “
لم تستطع فريدة أن تجيبها من شدة الضحك و هى تجفف عيناها بيدها متخيلة ملامح حفيدها و هو يستمع لشئ كهذا أقترب وسيم منهن بمرح قائلاً ..” لقد أتيت جدتي لقد أتيت نجمة و أنا جائع هل جلبتي الطعام نجمة “
تذمرت نجمة و هى تشير بيدها لفريدة قائلة ..” أصبر قليلاً وسيم حتى تنتهى جدتك من الضحك لا أعرف على ما تضحك من الأساس “
قالت فريدة بصوت متقطع ..” لا شئ لا شئ وسيم فقط تريد لحفيدي أن يأتي ليلعب معك و الولدين ممدوح و ياسين “
ضحك وسيم هو الآخر فهو قد رأى طِراد عندما قابله مرة آتيا ليأخذ الجدة و كانت نجمة قد رحلت ذلك الوقت لموعد عمل جديد فلم تجلس معهم كثيرا ..قالت نجمة بغضب من كلاهما فهى لا تفهم على ما يضحكان ...” أن لم تكفا عن الضحك منعت عنكما الطعام و سأكله وحدي “
صمت كلاهما و على وجهيهما أبتسامة مرحة ..أخرجت الطعام من حقيبتها و أعطت لوسيم و للجدة حصتهم كانت قد أحضرت معها أطباق من المكرونة باللحم و بعض شرائح الطماطم و الفلفل الحلو و الخيار و ثلاث قطع كبيرة من الكيك المنزلي الذي أعدته والدتها ..كانت تأتي بممدوح و ياسين بعض الأحيان للعب مع وسيم الذي تعلق بهم كثيرا ..كانت نجمة تبتلع طعامها عندما سألت وسيم ..” وسيم كيف حالك مع والدك الآن و هل يعاملك جيداً و يهتم بك “
هز وسيم رأسه و فمه ملئ بالطعام قائلاً ..” أجل أختي لقد بات يهتم بي كثيرا و يقوم كل يوم بمساعدتي في الدراسة بعد أن أنتظمت في الذهاب إلى المدرسة “
سألته فريدة بإهتمام ..” و زوجته كيف أصبحت تعاملك الآن “
رد وسيم بفرح ..” لقد طلقها منذ زمن بعيد و لم تعد تعيش معنا و أخبرني أنه لن يتزوج مرة أخرى حتى لا يأتي من يضايقني مرة أخرى “
تنهدت نجمة و فريدة براحة و أكملا تناول طعامهم بصمت و عندما انتهوا ذهب وسيم ليلعب أمامهم مع بعض الأولاد في مثل عمره ..
سألتها فريدة بهدوء ..” و الآن أخبريني ما الأمر و كيف حالك في العمل الجديد نجمة “
تنهدت نجمة بملل ..” تركته جدتي كما المرات السابقة “
سألتها فريدة بإهتمام لأمر هذه الفتاة الطيبة و ما تعانية مع أرباب العمل ” لماذا حبيبتي ماذا حدث هذه المرة “
ردت نجمة بلامبالاة ..” كما يحدث في كل مرة جدتي لا أعرف ما أفعل حقا لقد سئمت الوضع و لا أعرف لما يحدث معي هذا “
أبتسمت فريدة و قالت بمرح ..” أنت جميلة “
تذمرت نجمة و قالت ..” جدتي هذا ليس وقت مديحك “
ضحكت فريدة و قالت ..” لم أقصد ذلك “
فنظرت إليها نجمة بتساؤل فقالت فريدة تفهمها ..” هذا هو السبب لأنك جميلة و بريئة نجمة “
ردت نجمة بتذمر ..” و لكن ليس لهذه الدرجة جدتي “
ضحكت فريدة بمرح فهى حقاً ساذجة هذه الفتاة ..” أنت متواضعة ألا تنظرين في المرآة يا فتاة “
هزت نجمة كتفيها بلامبالاة فهى تعرف ما هو شكلها و تظن أنها فتاة عادية فهى طويلة القامة بشرتها بيضاء بشعر طويل بني دوماً تجدله في جديلة طويلة تنسدل على ظهرها لتصل لأسفل خصرها عينيها سوداء برموش طويلة و فم صغير وردي كخديها دوما كمن تضع عليهم حمره كانت ملابسها دوماً محتشمة و لكنها لا تخفي جمال جسدها الغض و لكنها بريئة للغاية و لا تعرف بما تفعله بمظهرها هذا بأصحاب النفوس الضعيفة الذين يريدون أفتراس برأتها و لكن دوماً ينجيها الله و تهرب قبل حدوث مكروه لها و تأتي لتشكوا لها ما حدث ..فهى طفلة صغيرة تحتاج للحماية من الذئاب حولها ..كم تتمني أن يراها طِراد و يحبها فهى قد أحبتها فهى تسكن القلب بدون إذن ..عاد وسيم ركضا ليقطع أفكارهن متسألا بتذمر ..” نجمة لما لم تأتي بياسين و ممدوح المفترس معك اليوم للعب معي “
ضحكت فريدة و نجمة لنعته ممدوح بالمفترس و الأولى تقول ..” أو حفيدي “
ضحك وسيم فمطت نجمة شفتيها لا تعرف ما يضحكهم عند ذكر حفيد الجدة ..” لديهم دراسة وسيم فغدا إختبار موحد في مدرستهم لذلك لم يستطيعا القدوم معي و اليوم و لكن المرة المقبلة سيأتون “
هز وسيم رأسه و ذهب للعب مرة أخرى فقالت فريدة تسألها ..
” ماذا ستفعلين الآن نجمة في موضوع العمل “
.هزت نجمة كتفيها ..” غداً لدي موعد جديد لوظيفة سأرى ما سيحدث عندها “
أومات فريدة برأسها و هما تراقبان وسيم ..مضى الوقت سريعًا و حان وقت العودة ودعهم وسيم مقبلا كلتاهما ورحل و نجمة تسأل الجدة
” من سيأتي ليأخذك جدتي “
أجابتها فريدة لتطمئنها ..” السائق سيأتي بعد قليل لا تقلقي على “
قبلتها نجمة و رحلت تاركة الجدة تفكر في طريقة لمساعدتها لتتخلص من مضايقة أرباب عملها المتغيرين لسوء خلقهم ..
أبتسمت عندما وجدت طِراد أتيا بدلاً من السائق اليوم رأته مهرولا بقلق و عند وصوله هتف بها ..” أسف جدتي تأخرت عليك فالسائق توعك و لم يبلغني سوى الآن “
قالت تهدئه..” لا حبيبي في موعدك لم تتأخر و السائق يأتيني في هذا الوقت إياك و لومه “
زفر طِراد براحة فقالت فريدة ..” أجلس طِراد أريد الحديث معك قليلاً بني “
رد بتذمر ..” لما لا نتحدث في المنزل جدتي “
قالت فريدة بغضب ..” قلت أجلس طِراد و كفاك هروبا من الحياة أنت لست طفلا بني لتخاف الظلام.. و غلقك على حياتك تماماً كخوف الصغار من الظلام ..أجلس أجلس لنتحدث بجدية صغيري “
جلس طِراد بجوارها فقالت تذكره ..”طِراد هل تتذكر الصبي وسيم الذي قابلته معي من قبل “
هز طِراد رأسه ..” أجل جدتي أتذكره طبعاً “
أكملت تذكره ..” هل تتذكر ردة فعله عند رؤيتك “
هز رأسه موافقا فالصغير لم يكن ينظر إليه بطريقة غريبة و لكنه حقا لا يتذكر تعابيره جيداً فاكملت فريدة متسأله ..” كيف كانت ردة فعله لرؤيتك و رؤية وجهك طِراد “
صمت بحيرة فهو لا يتذكر ملامح الصبي حتى ليتذكر ردة فعله تنهدت فريدة بحزن ..” لا شئ طِراد لا شئ لقد تحدث معك بطريقة عادية و لكنك كنت داخل قوقعتك و قلقك من ردود فعل الآخرين تجاهك و لم تلاحظ بني أن الصبي الصغير لم يخف أو يشمئز أو يتسأل عم حدث لك و هو طفل صغير لم يتعلم بعد التحكم بردود أفعاله أو يخفي مشاعر النفور كما يفعل الكبار “
كان يستمع بصمت فقالت فريدة بحزم ..” طِراد أنا أريدك أن تتزوج
” جدتي إلى أين أنت ذاهبه “
سألها طِراد عندما وجدها تستعد للخروج من المنزل فأبتسمت له فريدة و هى تتلمس وجنته الخشنه بحنان ..” قل صباح الخير أولا يا ولد و بعدها أسأل إلى أين أذهب “
مط طِراد شفتيه و قال بهدوء ..” صباح الخير جدتي.. إلى أين أنت ذاهبه ..هل هذا جيد “؟؟
أمسكت فريدة بوجنته بأصبعيها تؤلمه قليلاً و هى تجيب ..” كفاك سخرية مني يا ولد “
تذمر طِراد قائلاً ..” لأنك تعاملينني كولد و لا ترين أني رجل كبير جدتي و الآن أجيبيني “
تنهدت فريدة و قالت فهو عنيد دوماً و صعب المراس منذ ذلك الحادث معه منذ سنوات ..” سأذهب للسير قليلاً طِراد لماذا لم تذهب لعملك حتى الآن عزيزي “
أجابها بلامبالاة ..” لا أشعر بالرغبة في العمل اليوم سأذهب لتفقد كريم قليلاً فقد أشتقت إليه و أعود لهنا “
فقالت مشجعة إياه للذهاب معها ..” لما لا تأتي معي اليوم للسير و الجلوس في الحديقة و نتحدث معا ثم أذهب لرؤية كريم ما رأيك طِراد“
رد بحيرة ..” لا أعرف جدتي أنا لا أريد الجلوس أمام أحد حتى لا ينظرون إلي و يتسألون في نفسهم عما حدث لي أو ينظرون بشفقة أو بإشمئزاز “
ردت فريدة بغضب و هى تمسك بوجهه تديره إليها لينظر في عينيها ..
” طِراد لا تفكر هكذا .. حبيبي صدقني أنت تتوهم ذلك و لا شئ بك ليشفق عليك أحد أو يشمئز من رؤيتك هذه تخيلاتك أنت بني “
أجابها بهدوء فجدته لا تشعر به و بما يحدث داخله من ضيق أو ألم عندما يشاهد أحدهم جرح وجهه ..” حسنا سأتي لأخذك من هناك فقط أتصلي بي و دعى السائق يوصلك إلى هناك لا تسيرى كثيرا جدتي الصغيرة حتى لا تؤلمك قدميك “
أبتسمت فريدة بحنان و دنت منه تقبله على جرح وجهه فهو يعاملها كالطفله الصغيرة التي يخشى عليها أن تصاب بخدش ..” حسنا صغيري سأذهب الآن مدامت لا ترغب في المجئ معى و سأنتظرك لتأتي لأخذي و أنت أسترح قليلاً و أذهب لكريم مرة أخرى “
هز رأسه و هو يودعها شاردا فيما حدث معه منذ سنوات ثلاث هناك في مزرعته التى ورثها من جده زوج جدته فريدة و هما والدا أمه الراحلة لقد كان يمضي بها معظم وقته عندما كان صغيرا فهو كان متعلقا بحيواناتها التي كان يربيها جده من خراف و أبقار و أحصنه و دجاج الذي كان يتذكر دوماً غضب جده عندما يدخل لديهم القن و يترك بابهم مفتوحا ليخرجا منتشرين في الخارج و يقوم هو بتكسير بيضهم و مضايقة صغارهم شرد في ذلك اليوم الذي كان يساعد في ولادة بقرة لديه هناك و ما حدث وقتها له منذ ثلاث سنوات رفع يده يمر بها على وجهه مغلقا عينيه بألم ...
*******************
” صباح الخير أبي صباح الخير أمي“
قالتها نجمة و تقبل أباها و أمها على وجنتهم قبل جلوسها على المقعد لتتناول فطورها قبل الخروج و البحث عن عمل جديد ..” صباح الخير يا حبيبتي هل أنت ذاهبه لموعد العمل اليوم أيضاً “ سألها محمود بهدوء شاعرا بالذنب تجاه عائلته لأنه مقصر معهم و أنه لا يستطيع تلبية طلباتهم و أن طفلته تحملت مسؤليتهم كاملة و هى مازالت في بداية حياتها و دراستها التي لم تستطع أن تكملها ..أبتسمت نجمة و شعرت بما يدور في خلد أبيها و نظرات عينيه الحزينة ..” أجل أبي و هو بعد ساعة من الآن أدعو لي أن أوفق أبي و أقبل به “
أبتسم محمود مربتا على رأسها ..” إن شاء الله حبيبتي “
تدخلت والدتها في الحديث ..” هيا نجمة تناولي فطورك حتى لا تتأخرين “
سألتها نجمة و هى تتناول الفطور ..” أين باقية العصابة أمي لم أرهم“
ضحكت والدتها ..” لم يسمعك ممدوح الصغير لترك بصمة أسنانه عليك“
أبتسمت نجمة ساخرة و هى تقول..” هل تهدديني أمي “
مطت والدتها شفتيها و قالت ..” لا و هل أفعل ..هما اليوم عطلة من المدرسة يا ذكية لذلك مازالوا نائمين للأن “
هزت رأسها و همهمت ..” هاااا تذكرت “
أكملوا تناول الطعام و بعد أن انتهت نجمة نهضت لترحل و تودعهم قائلة ..” إلى اللقاء أراكم فيما بعد “
إنصرفت نجمة لتتجه لمحطة الحافلات لتستقل الحافلة لمكان لقائها بمديرها الجديد بعد وصولها تحدثت مع السكرتيرة مخبره إياه أنها لديها موعد مع مديرها فجلتها الفتاة تنتظر ثواني لحين تبلغ مديرها بعد قليل خرجت و سمحت لها بالدخول دخلت نجمة لتجد رجل تخطى الأربعين من عمره تقريباً ملامحه حادة بعض الشئ تدل على الصرامة قلقت نجمة بعض الشئ تخشى رفضه توظيفها فهو يبدو متزمت .. نظر إليها الرجل بتفحص مقيما مظهرها الخارجي فأبتسم قائلاً ..” أنت نجمة إذن “
تعجبت نجمة من سؤاله و كأنه يعرفها من قبل فهمت أن تسأله عندما أجاب ..” ملف تعريفك أمامي و بياناتك مدونه فيه أليس هذا ما قدمته لسكرتيرتي “
هزت رأسها موافقة فقال الرجل ..” حقيقتا أنا لا أحتاج سكرتيرة هنا في المكتب فلدي واحدة“
أرتسم خيبة الأمل على وجهها فقال الرجل مكملا ..” و لكني أحتاج لواحدة في منزلي “
عقدت نجمة حاجبيها بتعجب فقال ..” لدي في منزلي مكتب آخر به بعض الملفات من الشركة تحتاج أيضا للعمل عليها و التنظيم فإن لم يكن لديك مانع ستأتين للعمل في منزلي من الغد لتستلمي العمل هناك ما رأيك “
فكرت نجمة قليلاً ثم قالت بهدوء ..” لا ليس لدي مانع سيدي “ فهى ليس لديها فرصة أخرى الآن فلتجرب ما الضير من ذلك مؤكد لديه عاملين في منزله و لن تكون وحيدة ..
و هكذا بدأت في العمل لديه إلى أن حدث شئ ....
*****************
بعد عدة أشهر
جلست تنتظر مجيئها فقد تأخرت اليوم عن المجئ كانت فريدة و نجمة تتقابلان كل إجازة من العمل منذ ذلك اليوم الذي قابلا فيه الصبي وسيم ..من وقتها و هما تتقابلان كلما سنحت لهم الفرصة لذلك خمسة أشهر مرا سريعًا ..أبتسمت عندما رأتها قادمة مهرولة تحمل حقيبة من الورق المقوى في يدها ..نجمة أنها حقاً فتاة جميلة حسنة الخلق ..ملئت وقت فرغها و شغلت حيز كبير من حياتها رغم أنهن لا يتقابلن بإستمرار لظروف عمل نجمة فطِراد دوماً مشغول بعمله و مزرعته رغم أنها تعلم أنه يهتم بها كثيرا و لكن هى تريد عنصر نسائي في حياتها لتتحدث معها و تشركها في أمورها ليس كل شئ تستطيع أخباره لحفيدها و نجمة ملئت هذا الجزء من حياتها ...لطالما ألحت على طِراد أن يتزوج و يأتي لها بكنة تملئ حياته و تجعله يستقر و ينجب لها أحفادا لتلاعبهم قبل رحيلها و لكن منذ ذلك الحادث الذي وقع له منذ سنوات تركته تلك الحقيرة ..و هو منغلق على نفسه مكتفيا بعمله فقط و لا شئ أخر ..كم تتمنى زوجة مثل نجمة له فهى ذات خلق و طيبة المعشر و فوق كل هذا هى جميلة للغاية .. تخشى أن تخبره بذلك فيرفض و يتعنت كما يفعل دوماً ..لم تسنح الفرصة أن يتقابلا معا منذ معرفتها بنجمة و لكنها دوماً تحادثة عنها و تراه ينصت بلامبالاة و لا يعرف الفضول له طريقا و هى تستمر قائلة ..نجمة قالت .. نجمة فعلت ..نجمة نجمة و لا حياة لمن تنادي لدي حفيدها صعب المراس هذا ليطلب رؤيتها و لكن هيهات أن يتحرك جبل الجليد طِراد ...أبتسمت عندما قالت نجمة بمرح ..
” السلام عليكم جدتي هل تأخرت اليوم “
أجابتها فريدة و هى تفتح لها ذراعيها ..” لا لم تتأخري سوى القليل و أنا لا مانع لدي في إنتظارك “
ضمتها نجمة و قبلتها على وجنتها قائلة ..” أفتقدتك هذا الأسبوع جدتي كنت أشعر بالحاجة للحديث معك “
سألتها فريدة قلقة فهى تعلم ظروف أعمال نجمة المتغيرة كل فترة ..
” ماذا حدث حبيبتي هل هناك شئ “
جلست نجمة بجانيها و هى تسأل ..” ألم يأتي وسيم بعد “
ردت فريدة و هى تتفحص تهربها من سؤالها ..” لا لم يأت و لكنه على وصول لا تقلقي “ ثم قالت بتساؤل و بصوت ممطوط ..” نجمة“
تشاغلت نجمة بفض الحقيبة الورقية لتخرج محتوياتها من الطعام وقالت ..” فلنتناول الطعام أولا أنا أشعر بالجوع الشديد و بعدها نتحدث جدتي “
قالت فريدة بتذمر ..” لما لا تجعليني أجلب الطعام و لو لمرة واحدة فقط أنت عنيدة للغاية نجمة “
ردت نجمة ضاحكة ..” جدتي أنت إمرأة عجوز و تمسكين بيد عصاك و تبدلين بالاخرى في مسك العصا بأي برأيك ستمسكين بالطعام هل سيأتي خلفك سيرا “
أنفجرت فريدة ضاحكة قائلة بمرح ..” اه لو سمعك حفيدي طِراد لوبخك على ذلك فهو دوماً يقول لي جدتي الصغيرة فهو يعاملني و كأني مازلت طفلة صغيرة خرجت للروضة للتو “
تعجبت نجمة فهى لم تذكر لها أنها لديها حفيد رغم أنهن تحدثن في كل شئ و أي شيء و لكن ربما لم تسنح لها فرصة أخبارها عنه قالت نجمة ” حفيد لديك حفيد جدتي “
أبتسمت فريدة بحنان متذكرة ملامح طِراد الرجولية الخشنة .. ليس لدي غيره فهو حفيدي الوحيد “
فسألتها نجمة ..” لما لا تجلبيه معك هنا ليلعب مع وسيم و الولدين عندما يأتون هنا معنا “
صمتت فريدة تنظر إليها ذاهلة قليلاً ثم أنفجرت بالضحك حتى أدمعت عيناها فتذمرت نجمة ..” ماذا قلت لتضحكي هكذا جدتي “
لم تستطع فريدة أن تجيبها من شدة الضحك و هى تجفف عيناها بيدها متخيلة ملامح حفيدها و هو يستمع لشئ كهذا أقترب وسيم منهن بمرح قائلاً ..” لقد أتيت جدتي لقد أتيت نجمة و أنا جائع هل جلبتي الطعام نجمة “
تذمرت نجمة و هى تشير بيدها لفريدة قائلة ..” أصبر قليلاً وسيم حتى تنتهى جدتك من الضحك لا أعرف على ما تضحك من الأساس “
قالت فريدة بصوت متقطع ..” لا شئ لا شئ وسيم فقط تريد لحفيدي أن يأتي ليلعب معك و الولدين ممدوح و ياسين “
ضحك وسيم هو الآخر فهو قد رأى طِراد عندما قابله مرة آتيا ليأخذ الجدة و كانت نجمة قد رحلت ذلك الوقت لموعد عمل جديد فلم تجلس معهم كثيرا ..قالت نجمة بغضب من كلاهما فهى لا تفهم على ما يضحكان ...” أن لم تكفا عن الضحك منعت عنكما الطعام و سأكله وحدي “
صمت كلاهما و على وجهيهما أبتسامة مرحة ..أخرجت الطعام من حقيبتها و أعطت لوسيم و للجدة حصتهم كانت قد أحضرت معها أطباق من المكرونة باللحم و بعض شرائح الطماطم و الفلفل الحلو و الخيار و ثلاث قطع كبيرة من الكيك المنزلي الذي أعدته والدتها ..كانت تأتي بممدوح و ياسين بعض الأحيان للعب مع وسيم الذي تعلق بهم كثيرا ..كانت نجمة تبتلع طعامها عندما سألت وسيم ..” وسيم كيف حالك مع والدك الآن و هل يعاملك جيداً و يهتم بك “
هز وسيم رأسه و فمه ملئ بالطعام قائلاً ..” أجل أختي لقد بات يهتم بي كثيرا و يقوم كل يوم بمساعدتي في الدراسة بعد أن أنتظمت في الذهاب إلى المدرسة “
سألته فريدة بإهتمام ..” و زوجته كيف أصبحت تعاملك الآن “
رد وسيم بفرح ..” لقد طلقها منذ زمن بعيد و لم تعد تعيش معنا و أخبرني أنه لن يتزوج مرة أخرى حتى لا يأتي من يضايقني مرة أخرى “
تنهدت نجمة و فريدة براحة و أكملا تناول طعامهم بصمت و عندما انتهوا ذهب وسيم ليلعب أمامهم مع بعض الأولاد في مثل عمره ..
سألتها فريدة بهدوء ..” و الآن أخبريني ما الأمر و كيف حالك في العمل الجديد نجمة “
تنهدت نجمة بملل ..” تركته جدتي كما المرات السابقة “
سألتها فريدة بإهتمام لأمر هذه الفتاة الطيبة و ما تعانية مع أرباب العمل ” لماذا حبيبتي ماذا حدث هذه المرة “
ردت نجمة بلامبالاة ..” كما يحدث في كل مرة جدتي لا أعرف ما أفعل حقا لقد سئمت الوضع و لا أعرف لما يحدث معي هذا “
أبتسمت فريدة و قالت بمرح ..” أنت جميلة “
تذمرت نجمة و قالت ..” جدتي هذا ليس وقت مديحك “
ضحكت فريدة و قالت ..” لم أقصد ذلك “
فنظرت إليها نجمة بتساؤل فقالت فريدة تفهمها ..” هذا هو السبب لأنك جميلة و بريئة نجمة “
ردت نجمة بتذمر ..” و لكن ليس لهذه الدرجة جدتي “
ضحكت فريدة بمرح فهى حقاً ساذجة هذه الفتاة ..” أنت متواضعة ألا تنظرين في المرآة يا فتاة “
هزت نجمة كتفيها بلامبالاة فهى تعرف ما هو شكلها و تظن أنها فتاة عادية فهى طويلة القامة بشرتها بيضاء بشعر طويل بني دوماً تجدله في جديلة طويلة تنسدل على ظهرها لتصل لأسفل خصرها عينيها سوداء برموش طويلة و فم صغير وردي كخديها دوما كمن تضع عليهم حمره كانت ملابسها دوماً محتشمة و لكنها لا تخفي جمال جسدها الغض و لكنها بريئة للغاية و لا تعرف بما تفعله بمظهرها هذا بأصحاب النفوس الضعيفة الذين يريدون أفتراس برأتها و لكن دوماً ينجيها الله و تهرب قبل حدوث مكروه لها و تأتي لتشكوا لها ما حدث ..فهى طفلة صغيرة تحتاج للحماية من الذئاب حولها ..كم تتمني أن يراها طِراد و يحبها فهى قد أحبتها فهى تسكن القلب بدون إذن ..عاد وسيم ركضا ليقطع أفكارهن متسألا بتذمر ..” نجمة لما لم تأتي بياسين و ممدوح المفترس معك اليوم للعب معي “
ضحكت فريدة و نجمة لنعته ممدوح بالمفترس و الأولى تقول ..” أو حفيدي “
ضحك وسيم فمطت نجمة شفتيها لا تعرف ما يضحكهم عند ذكر حفيد الجدة ..” لديهم دراسة وسيم فغدا إختبار موحد في مدرستهم لذلك لم يستطيعا القدوم معي و اليوم و لكن المرة المقبلة سيأتون “
هز وسيم رأسه و ذهب للعب مرة أخرى فقالت فريدة تسألها ..
” ماذا ستفعلين الآن نجمة في موضوع العمل “
.هزت نجمة كتفيها ..” غداً لدي موعد جديد لوظيفة سأرى ما سيحدث عندها “
أومات فريدة برأسها و هما تراقبان وسيم ..مضى الوقت سريعًا و حان وقت العودة ودعهم وسيم مقبلا كلتاهما ورحل و نجمة تسأل الجدة
” من سيأتي ليأخذك جدتي “
أجابتها فريدة لتطمئنها ..” السائق سيأتي بعد قليل لا تقلقي على “
قبلتها نجمة و رحلت تاركة الجدة تفكر في طريقة لمساعدتها لتتخلص من مضايقة أرباب عملها المتغيرين لسوء خلقهم ..
أبتسمت عندما وجدت طِراد أتيا بدلاً من السائق اليوم رأته مهرولا بقلق و عند وصوله هتف بها ..” أسف جدتي تأخرت عليك فالسائق توعك و لم يبلغني سوى الآن “
قالت تهدئه..” لا حبيبي في موعدك لم تتأخر و السائق يأتيني في هذا الوقت إياك و لومه “
زفر طِراد براحة فقالت فريدة ..” أجلس طِراد أريد الحديث معك قليلاً بني “
رد بتذمر ..” لما لا نتحدث في المنزل جدتي “
قالت فريدة بغضب ..” قلت أجلس طِراد و كفاك هروبا من الحياة أنت لست طفلا بني لتخاف الظلام.. و غلقك على حياتك تماماً كخوف الصغار من الظلام ..أجلس أجلس لنتحدث بجدية صغيري “
جلس طِراد بجوارها فقالت تذكره ..”طِراد هل تتذكر الصبي وسيم الذي قابلته معي من قبل “
هز طِراد رأسه ..” أجل جدتي أتذكره طبعاً “
أكملت تذكره ..” هل تتذكر ردة فعله عند رؤيتك “
هز رأسه موافقا فالصغير لم يكن ينظر إليه بطريقة غريبة و لكنه حقا لا يتذكر تعابيره جيداً فاكملت فريدة متسأله ..” كيف كانت ردة فعله لرؤيتك و رؤية وجهك طِراد “
صمت بحيرة فهو لا يتذكر ملامح الصبي حتى ليتذكر ردة فعله تنهدت فريدة بحزن ..” لا شئ طِراد لا شئ لقد تحدث معك بطريقة عادية و لكنك كنت داخل قوقعتك و قلقك من ردود فعل الآخرين تجاهك و لم تلاحظ بني أن الصبي الصغير لم يخف أو يشمئز أو يتسأل عم حدث لك و هو طفل صغير لم يتعلم بعد التحكم بردود أفعاله أو يخفي مشاعر النفور كما يفعل الكبار “
كان يستمع بصمت فقالت فريدة بحزم ..” طِراد أنا أريدك أن تتزوج