رواية اسمتني امي قربي الفصل الثاني 2 بقلم مشاعل الحربي
البارت الثاني ..
"بدر حزينه اليوم .."
:
وقفت أمام المرآه تجفف شعرها ...رتبت خصلاته الهوجاء بأناملها الطويله وهي تغلله بمسحوق تصفيف يحافظ عليه هادئا ...
تأملت نفسها للحظه ...نظرت الى الساعه في هاتفها ..كانت تشير للساعه الثانيه عشر مساء ...
رسميا هي الان انهت سنوات عمرها الثلاث والعشرين وهاهي سنه جديده تبدأ وهي بجانب أهداء وعائلتها الصغيره ...
:
:
رفعت شعرها بعشوائيه ...فتحت معطف الاستحمام واردت بيجامته الصيفيه ..
قربى لا يليق بجمال جسدها وشخصيتها الا الترف الذي تعيش فيه ..
عمها عمران لم يجعلها تشعر بالحاجه الى اي كان ...اهداء ملئت مشاعرها فمارست عليها الاخوه والامومه والصداقه ...
أتجهت الى غرفه اهداء ...فتحت الباب بهدوء ...كانت اهداء تستلقي على سريرها لكن لم تكن نائمه ...وقد حدقت في المصحف بين اناملها ...
ابتسمت ..وهي تتجه الى سريرها ..قبلت طرف جبينها وهي تدس جسدها اسفل الملاءه ...حاوطتها بيدها وهي تستمع لهمسها بآيات كتابه الكريم ...
تنهدت وهي تغلق عينيها ..في الواقع هي لاتمارس السعاده في هذه الحياه الا عن طريق أهداء ...
سألتها ..."قربى ؟؟صليتي ؟؟"
:
:
ردت عليها وهي مغمضه عينيها ..."صليت ياروحي ...."
:
:
ساد الصمت للحظه ....بطمئنينتها التي لازمتها طوال حياتها ...."قربى ...انا تعبت ....الكيماوي خلاص ماعاد ينفع ...والحركه تتعبني والله اداوم كل يوم على شانك ...وعمران مصر اكمل العلاج والله تعبت ..قربى كلميه ...ابي اوقف خلاص ....والله لا يضيع اجر عباده الصابرين والله راضيه بمرضي ...بفهم عمران ان العلاج يتعبني اكثر مو راضي ....12 سنه وانا على هالحال ....ياربي خذ امانتك ابي ارتاح ..."
:
:
كانت تراقبها بعينان لامعه بشيء من دموع ....ارتجفت شفتيها ..."و انا يا اهداء ....انا من لي بعدك ....؟؟"
:
:
أبتسمت لها وهي تغلق مصحفها ...."لك الله يا قربى ..وطول ما عمران طيب ان شاء الله ما ينقصك شيء..."
:
:
رفعت حدقتيها للأعلى تقاوم دموعها ..."اهداء ...الله يخليك لا نكذب الكذبه ونصدقها ...عمي عمران اللي يلزمه فيني هو وجودك ...انتي ...يعني انا اش علاقة الوصل بيني وبينه الا انتي ...صح انا احب عمي عمران وما اطلع من جميله يوم ابد ..بس هو انا بالنسبه له زي اي خدامه في بيته او موظف تحت سلطته ..."
:
:
حاولت تلك الدفاع ...الا انها قاطعتها ..."اهداء لا ننسى انا مين اكون ...؟؟لا ننسى ...انتو مجبورين فيني ...ما احتاج تجريح خاله هنده عشان افهم ...او عشان اتذكر ...عشان كذا كوني قويه على شاني يا اهداء عشان وحده تعيش كل يوم بيومه لاجلك ...فكري فيني انتي لا رحتي حياتي توقف وتنتهي ...لا تقولين عمران ولا هنده ولا حتى خاله اميمه ...ممكن احد يتوصى فيني او يهتم فيني من كله قلبه مثلك ....انتي اهلي وعيلتي ودنياي وقبيلتي و امي وسعادتي ووكل شيء ....خليك قويه علشاني يا روحي ....وربي ان شاء الله بيشفيك و تتزوجين ابن حلال وافرح بأولادك واربيهم ...ياروحي يا اولاد اهداء كيف بيجون ...وربي هدية من الرحمن ...."
:
:
:
راقبت حديثها المسهب عن ياترى كيف سيكونون اطفالها ...محاولة منها ان تبعدها او تثنيها عن قرار ...أستلقت بهدوء وهي تنصت لحديثها ..
راقبتها مبتسمه ...استودعتها الله ...فــ"قٌربى .."تحمل في قلبها احزان اكبر من أهداء...لأكنها تخفي كل هذا حتى تستمر بالعيش ...تمسك بطوق النجاه لحياة مثاليه ....تحاول ان تتم كل شيء على اكمل وجه ..حتى لا تعيش المستقبل كما عاشت الماضي ...
قربى انسانه تعشق العائله ...الا ان لا عائله لها هنا ..
قاطعتها سارحه ..."كان نفسي اليوم انزل بدر ..لكن عمران قال هو في الرياض ...وبكره رحلته للمدينه ...يمرنا ان شاء الله وننزل معاه بدر ....بدر وحشتني يا قربى ...."
:
:
أبتسمت لها بحزن وهي تذكر ابيها ...وما بدر الا امتداد لروح ابيها وذكراه في قلبها ..." ان شاء الله ياروحي ...ان شاء الله خاله اميمه ورافد وميمو وحشوني ..."
:
:
أخرجت انين مكتوم وهي تمد كفها تحتضن كف تلك ..."الله يخليك للي يحبونك ياقربى ..."
:
:
أبتسمت لها وهي تعدل وضعها في السرير ..."يعني لك ...قوليها عادي هو في احد يحبني غيرك اصلا ....هيا وخري بنام عندك اليوم ...."
قالتها وهي ترتب مكان لها في السرير ..."بكرا نداوم ولا نغيب ...؟؟"
:
:
أغمضت تلك عينيها محاولة النوم وتجاهل ألمها ...."أنا مو رايحه ...لكن انتي روحي خذي التحديد حق اختبار دكتورة فاطمه ..."
:
:
أبتسمت ..."اوكي ..والله ما اعرف اداوم بدونك ..."
:
:
غرقن في الصمت لوهله ...طلبت منها كما اعتادت ..."أهداء ...أقري عليا لين انام ..."
:
:
همست لها ..."حاظر ياروحي ...."قالتها وهي تغلل اناملها الواهنه في شعر تلك الغزير ...
أغمضت عينيها تدريجيا وهي تصغي لتمتمه تلك التي تريح قلبها....
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
تقلبت هلعه في سريرها ...فتحت عينيها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ من روع قلبها ....تأملت المكان للحظه حتى تستوعب اين هي ...كانت الساره الورديه الشفافه ..بنقوشها اللامعه ...سمحت لبعض أشعه الشمس العبور ....
:
:
تنهدت وهي تذكر الله ..نظرت الى ساعتها ..كانت تشير للثانيه ظهرا ..
أستغفرت ربها وهي تقف بتعب ..تذكرت الحمى التي باغتتها في الامس كان هناك احدهم قد مدها بأكل وعلاج ما ..لا تتذكر ...كانت متعبه للغايه لدرجه انها فقدت الاحساس بالوقت ....
كانت الغرفه تحتوي على ثلاثة سرر فرديه بفرش غير متناسق....أغمضت عينيها للحظه حتى تستوعب ماحصل ...
لازالت ترتدي عبائتها ..أتجهت الى الباب الخشبي القديم ..فتحته كان الطابق مظلم وهاديء ....وحقيبة ملابسها الصغيره التي جمعتها و حقيبتها تركت في ركن الصالة ..
تفقدتها قد تكون فقدت شيء ما ...أخرجت نفسا مرتاحا بعدما تطمنت ....فتحت باب في ركن الصاله تخمينا بأنه قد يكون دورة المياه ....
تركت الباب مفتوحا وهي تهم بالوضوء للصلاة ...كانت المياه ساخنه متأثره بالحراره المميته خارجا ...
سترت حزن محياها بكفيها ...أخذت نفسا عميقا ومن ثم نظرت للمرآه ..هلعت من انعكاس احداهن تقف خلفها ...
التفتت لها كانت تلك صاحبة الفضل عليها بالامس تراقبها مبتسمه ..."صباح الخير ...تبغي منشفه تاخذي لك شاور ..."
:
:
كانت لغتها اكثر من جيده ...أبتسمت لأنعكاسها ..."شكرا ..بس ابغا اصلي وامشي ادور ابي...."
:
:
سكتت تلك للحظه ..." يحي يقول مالقاه ..."
:
:
أستغربت ...."كيف؟؟"...أكملت تلك ...."يحيى ..هو اللي قال ...قال خذي البنت عندك الين ابوها يرجع ...انتي في عيوني الين يرجع "
:
:
حاولت مجاملتها ..."شكرا ماتقصرين بس لازم اروح خلاص ...."
:
:
وضعت تلك يديها على رقبتها وهي تراقب جمال انثى خليط بين نجران و تعز ..."طيب خلاص خلي اغراضك هنا واخرجي دوريه وارجعي ...فين تروحي تنامي وتاكلي ....."
:
:
هزت رأسها بالنفي ...."اليوم يرجع ابي انا متأكده ....."
:
:
تعدتها خارجه ...اوقفتها تسألها بفضول ...."انتي من اليمن ....؟؟"
:
أبتسمت لها لذكر الارض التي تعشق ..."أمي من تعز ....انا من نجران ...."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."صحبتي من اليمن ...ذكرني هرجك فيها ...انا انولدت في جده ...من يومي وانا في جده.."قالتها وهي تدفع نفسها من على استنادها على الحائط وفي عينيها مغزى حديث ما ....
قالت وهي تهم بنزول السلم ...."راح اجيب لك منشفه ...القبله كذا ...."قالتها وهي تشير على مكان القبله ...
:
:
راقبت نزولها ومن ثم التفت تتأمل المكان ...كادت ان تفقد توازنها للحظه ..فكما يبدو بأن ضغطها هابط للغايه ...
استندت على الحائط ...وهي تغمض عينيها لتأخذ نفسا عميقا ...
نفثته بحرقه وهي تحاول مقاومة دمعها ....يا ربي ..أشهد على انن اسامح أبي على كل هذه الحياة الغريبه التي وضعني فيها ..
فقط يا ربي اكتب لي الاجر وحسن التعويض ..
:
:
بعدما انهت صلاتها التي لاتعرف سعاده غيرها ..كانت تلك تجلس على السرير بالقرب منها ...أشارت الى طبق الفطور ...."سويت لك فطور بسيط ....كلي قبل تتحممي ...وهاذي منشفه ...."
:
:
قالتها وهي تقف مبتسمه ...."أعرفي يا جليله ..انو كل البنات في هذا البيت نفس حالتك الدنيا تعبتهم ..."
:
:
لم تفهم مغزى حديثها التي قالته قبيل خروجها .. ..
:
:
أكلت فطورها على مضض ..أتجهت الى دورة المياه التي كما يبدو يستعملها الكثيرات مع كل مساحيق التجميل و مستلزمات النظافه الشخصيه ..
تأكدت من أقفال الباب ..أغلقت النافذه الصغيره و دلفت تحت هدير المياه الساخن ...تنهدت وهي تشعر بأنين عظامها المرهق المتأثر بسخونه المياه ...
دلكت التقاء كتفيها برقبتها ..
وضعت يديها على خصرها ..راقبت التقاء اناملها ..لقد فقدت وزنا كبيرا ..انها الان في السادسه والعشرين من عمرها ..وتحمل حزن وهم الستين ..لم يعد هناك مايثير اهتمامها او يدفعها للحياة ....هناك صوت داخلها يصرخ فقط للنجاه للعيش يوم أخر وهي تنعم بصحه وسقف يأويها ...
أبتسمت لذكرى امها التي لطالما دللتها بتعليقها على امتلائها الفاتن ...
مررت أناملها الناعمه على رموشها الكحيله تمحي حرقة دموعها ...تفتقد امها للغايه وكأنها لم ترحل منذ 10 سنوات......
::
::
جففت جشدها وشعرها ..خرجت مرتديه قميصا قطنيا ملكته منذ زمن طويل ...وبهتت الوانه الانثويه ..بحثت عن عبائتها فلم تجدها ..
هلعت وهي تعيد البحث عنها ...
:
:
نزلت السلم ..تبحث عن احدهم قد يجيبها ..كان خاليا ومظلم بدوره ..أرتجفت خيفه وهي تراقب الطابق كثير الممرات والغرف المؤصده ...صوت ما تغلل لمسمعها ...
نزلت السلم ...تسمرت للحظه وهي تراقب ازدحام المكان ...كانت الغرف كلها مخصصه للجلوس ..الاوعاج وصوت التلفاز ...مكبر الصوت ..في كل غرفه يصدح بموسيقى مختلطه ازعجتها ..
والكثير من الاناث يمارسن نشاطات يومهن بطبيعه ....جنسيات عربيه واخرى اسيويه ....افريقيه ...هذا لا يعتبر غريبا في جده مجمعه الاعراق ..
الا ان كل هذا العدد ..كيف يعشن في هذه المدينه القاسيه التي لاترحم بنيتها التحتيه ابدا ...المدينه الغارقه تماما في صعوبة الحياه ....
الفقر المقدع المؤلم ...التجاره الغير شرعيه ..النشاطات الممنوعه ..
والحياة السعوديه المثاليه للطبقه المتوسطه ...والحياه المترفه المخيفه للطبقه الاستقراطيه ....
:
:
أتجهت منقذتها لها التي لم تعرف اسمها بعد ..."ياهلا بجليله ..نورتينا ...ياليت لو اقدر اعرفك فيهم بس شايفه هما كثار وانسى اسمائهم دائم ...."
:
:
أتجهت بنظراتها التي راقبت بها الجمع لها ...."ابغا عبايتي ...فينها ؟؟برجع بيتي يمكن ابوي جا ...؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها لها بالنفي ..."ياروحي ياجليله ما جا انا ادق التفاصيل اللي تصير في هادي الحاره توصلني حتى احيانا قبل ما تصير ....وعبايتك اعطيتها شغالتي تغسلها ..."
:
:
غضنت جبينها من شخصية الغريبه التي أمامها ..."أنتي مين ...؟؟"
::
::
رفعت يدها بشيء من كبر ..."أنا راني ...وكل اللي بتشوفيه دحين انا بنيته من الصفر ...كل هدول البنات كانوا بالشارع وبدون شغل او هدف ..وانا بس اللي لميتهم وسويت ليهم سقف ....جليله الناس اللي زي و زيك تستحق تعيش ...احنا لنا فرصه في هادي الحياه بس لازم نكون شرسين عشان نسلبها من غيرنا ..."
:
:
هلعت من حديثها ...الا انه هناك جانب صادق من حديثها ...."الله كريم ...ربي مايضيع عباده ...."
:
:
أبتسمت لها وهي تهز رأسها بالايجاب ...."شويه وتجهز عبايتك ...أمري تبي حاجه ...تأكدي ياجليله انو انا دايم موجوده لك ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."سلامتك ....بس يعني لو اخلي اغراضي عندك ...و ارجع اخذها ..."
:
:
أبتسمت لها ..."ياروحي مو بس اغراضك الا تأكدي انو لك سرير مخصوص عندي ....ومتا ماحبيتي انا موجوده ...افتحي الباب وادخلي ..بس لازم ...لازم ...ترجعين قبل المغرب ...بعد المغرب نقفل الباب ..."
:
:
هوت رأسها لها بالايجاب ..."شكرا يا راني ..."
:
:
وفي قلبها دعت ربها الا تعود لهذا المكان الغريب ....صعدت للأعلى تبدل ملابسها ....فتحت الحقيبه التي جمعت فيها ملابسها ....مزقت بطانتها فقد حفظت مبلغ هنا للأزمات ...كانت رزمه من فئة الريالات و الخمسات ..العشرات ..وخمسين واحده....."
:
:
وضعتها في جيب بنطلونها ...كرت العائله ..وشهادة وفاة أمها ....ثنتها حتى استطاعت ان تدخلها لن تغامر بحمل حقيبه ....هي الاوراق الرسميه الوحيده التي تملكها وملف شهادات الابتدائي والمتوسط تركته في الحقيبه ...
أرتدت عبائتها الساخنه بفعل المجفف ..
نزلت السلم ...وهي تلف طرحتها السوداء الكبيره التي تغطي ضيق عبائتها القديمه ..وبيدها نقابها ..
لا زالت الحياه تدب في المكان ...احدهم التحق حول سفره ..واحدهم يجلس يراقب مسلسل ما ..احداهن تزين الاخرى ..واحداهن تخيط فستان في يدها ...
واخرى تحاول طلب رأي صديقاتها في لباسها الضيق القصير ...اتجهت لباب المنزل اوقفها نداء تلك ..."جليله ....لحظه ..."
:
:
مدتها بهاتف خلوي متواضع رخيص السعر ...وزجاجه ماء مثلجه ..."خدي ياجليله حفظت رقمين ليا عليه ..وفيه شحن عشره ريال ...وهاذي مويا اعرف برا موت حر ...."
:
:
أبتسمت لها بأستغراب .."لا شكرا يا راني ..ما ابغاه ...بس شكرا على المويا ..."
:
:
أبتسمت لها ..."جليله لاتصيرين كدا ...خديه انا بعطيكي هوا من باب خوفي عليكي ...خديه دحين وبعدين رجعيه لو ماتبغيه ..."
:
:
ترددت وهي تأخذه منها ...."جزاك الله خير ..ان شاء الله ارجع قبل المغرب أخذ اغراضي ...."
:
:
أبتسمت لها وهي تودعها ...
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تقف امام المرآه تعيد رسمه كحلها العربيه ..لتخفي حزن عينيها .....فلم يزيدها هذا الا فتنه ...جمعت شعرها الذي غطى حتى منتصف فخذها ..تسربت خصلا منه على ظهرها وكتفيها لكثافته ...اعادت ترتيبه بأناملها الناعمه على كتفها الايمن ...
كل هذا وذاك كان شبه مستلقي على السرير ...منشغلا في جهازه اللوحي وقد ازعجتها اغنية ما وضعها في مكبر الصوت التابع للشاشه في الغرفه ...
مررت عودتها على اماكن النبض في جسدها ...
نفثت نفسا عميقا وهي تنظر لنفسها في المرأه ...الجرح اسفل شفتها ازعجها ...مدت يدها لأحمر شفاه غامق اللون ...وضعته ..ومن ثم ابتعدت تعدل ثوبها الكحلى الضيق ...
رفع عينيه لها ...تأملها بعدم اقتناع ...."انتي ماتطفشين من هاللبس ....البسي لي زي زمان ..."
:
:
ضعت طرف شفتها وهي تشتت نظراتها وبداخلها تشتمه .....لقد ملت منه و أشمئزت ..ملت حقا من هذا الرجل الذي حطم كل جميل بداخلها ...
ملت منه وقد انتشلها من جمال عذرية حياتها البدويه وحيائها ..ليضعها في هذه الحياة المليئه بقذارة روحه ...
:
:
هزت رأسها له بالنفي ...."ما ارتاح فيها ...."
:
:
رفع احد حاجبيه ..."ياحلوة مو لازم رأيك اهم شيء انا انبسط وارتاح ..."
:
:
زمت شفتيها وهي ترفع احد حاجبيها ترمقه بنظراتها التي يكره ....نهرها ..."لاتطالعيني كذا ....عمى لاتنسين من نظفك ...نسينا منين جايه ...بيت شعر ترى كان حدك ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ...يالجهله ...كانت تملك منزلا في قريتها الا انهم اعتادو الارتحال وقت الربيع من اجل ماشيتهم و ابلهم ...وبنبرتها الهادئه الواثقه ...."قالك تعايرني اللحين ....تراك تمدحني ...على الاقل بيت الشعر اطهر من انه يربي واحد زيك ...."
:
:
ابنة الصحراء لطالما تمنت ان ترتبط بأحدهم كأبيها وأبناء عمتها ...رجل لا يهزه شيء ...رجل بدوي شرقي ذكر طيب افعاله تسبق حضورة ...
لكن ...ها هو هذا الاحمق يتمتع بها وبتعذيبها ....والله لا تصبر عليه الا لمعرفتها الجيده بما تعنيه عودتها لعمتها ....لكن مؤخرا طاب الخاطر حقا ...
:
:
رمى كوب الشاي الذي كان بجانبه عليها الا انه اخطاءها ....وبين حنقه .."يقطع ذا الوجه ...نكدتي على الله ينكد على ذا الخلقه ....انقلعي من قدامي ...احمدي ربك توني مدخن ورايق ولا كان كسرت راسك ..."
:
:
لم يعد يحرك فيها شعره الا ان ضربه قد انهك جسدها ...رفعت ثوبها قليلا ليتسنى لها ان تجلس على الارض وتنظف المكان ...
نهرها .."انا قلت انقلعي ...اتركيه ...انقلعي لا اشوف وجهك اليوم ...."
:
:
:
تجاهلته وهي تهم بتنظيف المكان ..هذه القويه تنهكه ...يكرهها فهي دوما تشعره بالنقص .....يكره تفكيرها ورزاتها ...يكره كل مافيها يكره ان امه غصبته عليها ...
:
:
أتجه لها وهو يغلل اصابعه في شعرها و يشده بعنف لتقف ....تحدث ببطء ..."انا قلت انقلعي ...."
:
:
قالها وهو يجرها طول الغرفه فتح الباب ..والقى بها للخارج ....اغلق الباب بعنف ..اصطدم جانب خصرها الايمن بدرابزين السلم ..
اغمضت عينها وتشنجت اطرافها لشده الآلم ...
همست ..."كسرتني الله يكسرك يا وليد ...الله لا يسامحك ..يارب ريحني تعبت ..."
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
أحست بها تهز كتفها ...استيقضت هلعه ...فتحت الابجورة والتفت اليها ...."أهداء ....خير؟؟"
:
:
كانت تلك مبتسمه ...."خير ياروحي بس جيبي لي مويا بتوضى و اصلي ...مو قادره اقوم احس اطرافي فاتره ..."
:
:
غضنت جبينها ..."أهداء اذا تعبانه قولي لي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..."والله مو تعبانه اصلي وارتاح ..قومي انتي صلي سوي لنا فطور والبسي ..."
:
:
أتسعت حدقتي تلك ..."خير واسيبك لحالك تعبانه لا ياروحي بلا جامعه بلا هم ..."
:
:
اوقفتها .."قبل لا تحلفين ...روحي اليوم خذي تأشير الاختبار سلمي واجابنا واخرجي ...طيب ...انا والله طيبه...حمد الله يا قربى اليوم انا طيبه جسديا ونفسيا ومرتاحه ومتفائله ..."
:
:
أرتاحت لحديثها وهي تخرج من السرير قبلت جبينها ...."ياروحي انا ذحين اجيب لك المويا ...."
في لوبي الفندق ...كان جالسا بكل اناقته وهيبته الملفته ...لم يكن جميلا ابدا ...كان وسيما لكن ليس للغايه ...لكنه محتفضا بفتوته وشبابه ,,ما ميه وميز ابيه واخيه من قبله ,,,ضخامه جسده وطوله الفارع الملفت ..لون بشرته الحنطي ...
شعره الداكن وعينيه العسليه حادة النظرات ...
:
:
فتح هاتفه يتفقده ولا زال كوب القهوه في يده ...تفقد ايميل اعماله ..رسائله الخاصه ..كانت من اخته فقط ...لم يفكر احدهم ان يرسل له او يسأل عنه سوى اخته ..
واتصال فائت من أخيه الوحيد ...خالته ..وخاله ...
أستغرب اتصال فائت من" صياف "....أعاد الاتصال الا ان ذاك لم يجبه ...
اعاد الاتصال ب"متعب" ...أجابه ذاك ومر الحديث سؤالا عن الحال و الاعمال و صحة اخته كالعاده ..
أغلق الهاتف ...
أتصل على خالته لم تجب ...نظر الى ساعته تشير الى السابعه والنصف ....طلب رقم هاتف منزله ...رن كثيرا دون مجيب كان سيهم بأقفال الخط الا ان احدهم رفع السماعه ...
كان صوت الخادمه ...سألها بحزم ...."مدام فين ؟؟"
:
"نوم من امس ...بزورة كمان نوم ...يقول مافي مدرسه اليوم ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...هامسا .."مافي مدرسه اليوم ...طيب؟؟"
:
:
لم تسمعه فقد اغلق الخط ....يكره التسيب الذي يعيشون فيه مع بعده ..اليس لأمهم شيء من سلطه ....هذا وهو حريص ان يربيهم وسط محافظه بدر ماذا لو أتى بهم الا احد المدن الكبيره ..
:
:
لقد رباهم جيدا لكن شخصية امهم تؤثر عليهم ..فهو في اشد الثقه ان لا يخذله رافد امام مجلس ممتلىء ...أو ان تخذله اميمه في تصرف قد يمس انوثتها بسوء...
:
:
لكن زعزعه العلاقه التي يحاول ان يخفيها بينه وبين امهم تؤثر عليهم سلبا ..
:
:
نبهه من سرحانه اقتراب من كان ينتظره ليناقش معه امرا ما في عمله...قبيل توجهه للمطار ....
:
:
نظر لساعته ..ان حالفه الحظ ولم تتأخر الرحله سيكون في المدينه عصرا ...
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
افتقد ساعته التي نزعها بالامس هنا ...نداها ...."رفيده ...."
:
:
تسمر للحظه مستوعبا خطأه ....التفت الى الباب كانت ابنته نوف تقف تراقبه بعينا حزينه ...."ابويا نبغا مصروف ..."
:
:
يالقسوتك يارفيده حتى انك لم تتركي لي ابنة تشبهك ...."طيب يا ابوك ..تعال خذي من الدرج ..."
:
:
التفتت تتأمل ابيها الذي اكمل تأنقه ..ببذلته العسكريه وعلامات منصبه اللامعه على كتفه ...رتب شعره القصير بقصته العسكريه الذي لم يعرف الشيب الا بعد رحيلها ...
لطالما تغزلت امها بوسامته وطوله ..لقد فاقها من ناحية الجمال وهو ليس بذاك الجمال ...لم تكن تصنف امها كجميله او جذابه ..
لكن لها قلبا وروحا من الجنه ...تعلق ابيها بها حتى لم يكد يعيش بدونها لم يكن حبا على قدر ما كان تعودا و و وفاء ....
تعطر من العطر الذي طالما اختارته امها له ...مرر يده على لحيته الخليجيه المشذبه ..وقد بدأ اللون الرمادي يغزي اطرافها ...
في الواقع ابيها لطالما كان بعيدا بحكم عمله وصعوبته ...لكنه منذ ترقى بعد مرض امها اصبحن يرينه كثيرا في المنزل ...لم يعتدن وجوده او يكن قريبات منه.
الا انهن يعرفن جيدا بأنه يعشقهن بكل مافيه وشديد الحرص عليهن ولن يقصر يوما في طلب قد طلبنه .....
:
:
دخلت اختها الغرفه ...قبلت ظاهر كفه وكتفه ...ابتسمت "ابويا ابغا مصروف ...؟؟"
:
:
مرر يده على شعرها وهو يحتضنها ...انتباها الخجل فلم تعتد على هذا ...."انتي فين تودين مصروفك يابت ؟؟"
:
:
على غير باقي ايامه كان في مزاج عالي اليوم يبدو بأنه يحاول ان يغطي خطأه بذكر اسمها امام ابنتها ...أبتسمت له ..."والله تختفي يا ابويا مدري فين تروح ...؟؟"
:
اقتربت منها اختها وهي تمدها بمصروفها ....التفتت الى ابيها وهي ترفع نفسها بصعوبه لتقبل طرف جبينه ..بأبتسامه حزينه ..ونظره معناها "انا افهمك ..."
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::
نظرت لساعه الهاتف ..كانت تشير للساعه التاسعه والنصف ...ارهقها كثرة البحث...
كانت النظرات المستغربه تراقبها داخل القسم ...في الواقع لا تعلم ان كان هذا قانوني ان تدخل انساء القسم في السعوديه ...
لكن البحث عن ابيها كل هاجسها ..
مرت مستشفيين حكومه لا أثر له ...
يارب كن بعوني ...
في الواقع لم تجد تجاوب من احدهم ..عندها شعور بأن ابيها قد صابه ضر ما ...
اغمضت عينيها ..تتمنى لو ان تفتحها وتكون في منزلها القديم وحضن امها ..حيث لا أمان بعده ..
:
:
جلست على طرف ظليل من الرصيف وهي تراقب حركة المرور ...لقد انهكتها الشمس ..وكان رد الجميع واحد ..قدمي بلاغ بمواصفات الشخص ...
البحث يجري ببطء هنا ...فمن تبتلعه مدينة جده لا يعاود الظهور ابدا ...
:
:
أخذت أخر رشفه من ماءها ...عدلت حجابها وهي تقف وتنظف نسها من غبار قد يكون علق بها ...
اتجهت قسم أخر ..كان الرد واحدا ..
خرجت وهي تضع يديها على رأسها بتعب ..لماذا لا ترتاح وتثق بتعميمهم بلاغ البحث ..لكن خوف غريب يمنعها من العوده دون ابيها ..
المواصلات انهت اكثر من نصف المبلغ الذي ادخرته ...
:
:
اقترب منها احد العساكر ...كان كبير العمر ترك لحيته لتنمو ...سألها ..."يابنتي انتي كيف اهلك يتركونك تجين هنا لحالك ..عيب مايسير ..."
:
:
نظرت اليها بتعب .."ياعمي انا مالي اهل الا ابوي ..ومختفي ومو من عادته وجايه ادوره ...قالوا اخذوه وتركوه بكفاله بس مين طلعه وين راح ما ادري ...؟؟و لا احد راضي يجاوبني ...."
:
:
تعاطف معها ..تنهد وهو يلتفت حوله ...أقترب منها هامسا .."يابنتي ..الامن تجيه اوامر عليا عن بعض الاشخاص مايبلغ عنهم اي احد يسأل ...ماتدرين يمكن ابوك منهم ..."
:
:
راقب نظراتها الهلعه الحائره .."يارب سترك ,,يارب يا ابوي تعبتني ....طيب مين يقولي مين يدلني ياعم ..."
:
:
سكت للحظه ...."اللواء متعب رافد العمران ....هذا الراس الكبير في جده ..ماسك كل شيء ..ماراح يرضون يدخولنك عليه اصري واجلسي على بابه ..المهم لاتفكينهم ..هو بيدري ويدخلونك ..بس هاه ...ترى اللي يدخل مكتب متعب العمران ..يتعب ...يتعب يابنتي ...لو انتي ماتدرين انك تكذبين هو بيدري ..انتبهي منه ..وقولي له اللي تبين وان شاء الله امرك محلول ..هو عاد ما يرد احد خايب ..."
:
:
شيء من أمل تغلل الى صدرها ..."طيب وين القاه ...وين ...؟"
:
:
وصف لها المكان بدقه دعت له وهي تشكره ...راقب غيابها وهو يدعي في صدره ان يستر اللع على بنات المؤمنين ...
أتجهت الى اكبر و أفخم قسم عسكري في جده ..أستغرب الجمع وجودها ..كان المكان رغم هدوءه يعج بالنشاط ..
:
:
سألت عن مكانه ..الكل كان يصمت للحظه ويراقبها ,,,ثم يجيب بكلمه واحده ..."مو فاضي يا أختي ..."
:
:
:
اعتمدت على نفسها متجاهلتهم واعين الاستغراب تلاحقها ..
لوحه ذهبيه كانت مثبت في الممر ..كتب عليها اسم منصبه ...اتجهت حتى نهايته كان الباب مفتوح وظابط يجلس على مكتبه يدقق في اوراق ما بين يديه وشاشة حاسبه ..
الصالة التي كان بها مكتبه كانت فخمه بلوحه كلمات القسم و النشيد الوطني صورة العاهل ..وعلم السعوديه المذهب ...
:
:
اتجهت اليه كان شابا اسمرا ..سألته ..."اللواء متعب ..."
:
:
رفع رأسه لها مستغربا وهو يارقب المكان حوله ...."أمري ....؟؟"
:
:
أرتجف صدرها وهي تجر كلماتها ..."انت اللواء متعب ..."
:
:
كانت ملامحه خاليه من اي تجاوب ....كانت ستهم بشرح ما تود قوله الا انها توقفت للحظه هذا شاب لن يكون لواء بهذا العمر ...كما ان اسمه على مقدمة مكتبه ...انه سكرتيره ...سكرتير مدير الامن العام ..
همست .."ابغا ادخل للواء متعب ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالنفي ...وبجفاف "ممنوع ..."
:
:
لقد علمت ان هذا سيكون صعبا ...."انا ابغا ادخل للواء ,,ضروري الله يسعدك يا اخوي والله مضطره ...اعتبرني اخنك وساعدني ..."
:
:
رفع عينيه لها ...بلا رد اعاد نظره للأوراق بيده ...
:
:
طال الصمت والازالت واقفه ...دخل احدهم وهو يضع الاوراق على مكتب ذاك ....استغرب وجودها تأمل جمال عينيها ...التفتت تتفادى نظراته ...
تبادل الحديث مع ذاك بالاشارات ...تأملها مطولا ومن ثم خرج ....توجه لها بالحديث ..."يا اختي انتي اش تبغين في اللواؤ متعب خلاص روحي انتي تسببين لنا الاحراج ...."
:
:
وجودها هنا غير مريح ابدا .."والله ما اروح لمكان الا اذا رضيت ادخل للواء ...الله يسعدك والله ماجيت الا من حاجه ...هو يرضى ياخذ هالمنصب ويسكر بابه قدام اللي يحتاجه ...."
:
:
سكت ذاك للحظه ..."لا والله مايرضى ...بس لاتطولين ...كلمه وتخرجين ...اصبري لين يخرجون اللي عنده ...."اجلسي في مكان محد يشوفك وارجعي بعد ربع ساعه ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..." لا مو متحركه بجلس هنا ...."
:
:
تأفف .."كيفك ..انتي اللي جيتي برجولك ...."
لما الجميع يهول من امر هذا الرجل...؟؟ ....ا هو مخيف لهذه الدرجه ...؟؟
:
:
فُتح الباب الواسع ..فخرج رجلين بزي عسكري ..وقفت وهي تنظر الى الباب ..اوقفها ذاك ....."لحظه يا اختي ....بعد خمس دقايق ادخلك ...."
:
:
جلست متنهده ..."الله يخليك لا تماطلني ...اكيد بتدخلني ...."
:
:
لم يرد عليها بل اعاد نظره الى عمله ...راقبت مرور اثقل خمس دقائق في حياتها في ساعة الحائط ....
:
:
وقفت ...رفع رأسه لها ..."لا تطولين ....أدخلي ...."
:
:
طرقت الباب ..ما من مجيب فتحته بهدوء...
كان قد اغلق ستائر النوافذ الواسعه ...فخفتت اضاءة المكان نسبيا ....خنقتها هبيته ..كان يعطيها جانبه الايمن وقد غطى أذنه بسماعة الهاتف ..
لم تهتم بملامحه كما اهتمت بهيبته و صمته الهامس الذي احتل المكان ...بردت اطرافها وارتجفت خيفه ...
وكأنها خفيه ..لم يحدقها او يلتفت اليها ...ةلازال يغرق في مكالمته الهامسه ...التف بكرسيه ...صمت للحظه وهو ينظر اليها ...
أقشعر جسدها من عمق نظرته ...أغلق الهاتف ..أعتدل في جلسته وهو يتقدم بجذعه مفتول العضلات ...
لم يتحدث فقط اشار لها برأسه بعمليه ان تحدثي ....اخذت نفسا عميقا وهي تحالو اخفاء البكاء والضعف في حديثها ...."انا ادور ابوي ..امس الصبح بدري اخذوه وخرج كفاله ..مو من عادته يختفي ...ودورت في كل مكان ..وقالوا لي عممنا المواصفات انا احس ابوي فيه شيء ..وانا والله متعوده هومايغيب كثير ...يقولون لي ماغاب شيء ..."
:
:
وكأنها كانت تحدث الفراغ ....سألها بطريقه غريبه ..."أسمك ؟؟"
:
:
سكتت للحظه تستوعب سؤاله الذي هو اسهل سؤال ..لأكنه عسير منه ...."جليله محمد صادق ..."
:
:
سكت للحظه ...."من نجران ...؟؟"
:
:
اتسعت حدقتيها لمعرفته ....أكمل ...وهو ينطق اسمها ببطء...."جليله ....معاك اوراق ثبوتيه ...."
:
:
نفثت نفسا مرتاحا لقوله ..."معاي لحظه بس...."
:
:
تسمرت للحظه وهي تذكر مكان الكرت ..راقبت نظراته التي تركزت في مكان لا تعلم اين هو ...لكنه كان يارقب كل اختلاجاتها حتى وان كانت محجبه ....
لمس انيابه بطرف لسانه ....يملل وبرود"اوراقك الثبوتيه ...."
:
:
دمعت عينيها ...."لحظه هي بس في جيب البنطلون ..."
:
:
لا تعلم لما اجابته بصدق لهذه الدرجه الا انه هيبته تنفي الكذب امامه بعينا الصقر التي يراقب بها كل ماحوله ..
بل يغوص الى اعمق مخاوف من امامه ..
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وهو يرمقها بنظره ما الذي تنتظرينه ..
أخرجتها بصعوبه ...
:
:
وضعتها على الطاوله ...مد يدها نظره اليها اقل من لحظه ...."فين ساكنه .......؟؟جده ولا نجران ؟؟"
:
:
هزت رأٍسها بالنفي ...تلعثمت ...لم تعرف ماذا تقول ...."جده ...بس يعني ذحين ماعندي بيت..يعني جلست عند وحده في الحاره ...حاره ...."
قالت اسم الحاره و وصفها رفع رأسها ....تأملها مطولا ....رفع الهاتف لم تسمع ماذا قال فقد انشلت حواسها من طول تأمله لها ...
أخذ نفسا عميقا ...."خير ياجليله ...انتي تروحين تجلسين عند صاحبتك ماتخرجن او تتحركين الا يوم ادق عليكي واقول تعالي ...اعرفي لو عرفت انه اي احد درى انك قابلتيني اليوم ...حسابك عسير ....هاتي رقم جوالك ...."
:
:
شلها تهديده البارد وكأنه اي حديث قد يتفضل به احدهم ...اعطته الهاتف ...أستغرب فعلها ...الا انه اخذه وطلب رقمه الخاص ...
اعاده لها ...."جليله اعتبري انه انا لقيت ابوك ..لكن شرطي ...محد يدري ان قابلتيني اليوم ولا اقرب الاقربين لك ...."
:
:
قاطعته بحسره لا اراديا ..."مالي احد بالهدنيا غير ابوي ...."
سكت للجظه ..."ثاني شرط ...البيت اللي انتي فيه اللحين لاترخجين منه ..ابدا لان ما اعرف اوصلك الا منه ...."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وقد ارتاحت ..."حاظر ...وابوي ..."
:
رفع احد حاجبيه وبملامحه العسكريه القاسيه ..."انتي سوي اللي اقولك لك عليه وانا اقول لك ابوك فين ..."
:
:
بهتت ملامح وجهها ..."طيب بوي طيب ...قوله انا جيت ادوره لازم يرجع ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ...."تقدرين تروحين الان ...."
:
:
هذا القائد العكسري القاسي حاد الملامح الحجريه لا يعرف خيره من شره وما الذي يخفيه ...الا انها خرجت من عنده بغير مادخلت.. وفكرها مشغول ..
العوده الى نفس المكان الذي اصر على وجودها فيه يخيفها ...
لكن حينها ابيها سيعود ...هو يقول بأن ابيها بخير ...
:
:
وما يضمنها صدقه من كذبه ...
لكنه طوق نجاتها الوحيد ...
:
:
خرجت بجسدها المنهك متجهه الى الحاره ...وجود مكان تتجه اليه هو نعمه ..فلتشكر ربها ...
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
تفتح الكتاب على الطاولة امامها وبصرها سارح ...سقط قلم التحديد من يدها ...استوعب وهي ترفعه من على الارض ...
التفتت لها صديقتها ..."انتي هاذي حالك كل ما غابت اهداء ...الله يخليها لك ..."
:
:
أبتسمت لها ..."أمين ...."
:
قالتها وهي تنظر الى ساعتها لا زال يبقى من وقت المحاظرة ساعه ...اكملت المحاظرة بعقل شارد ..
ما ان نطقت الدكتورة اسمها في الكشف حتى طلبت رقم السائق ...
هذا أخر اسبوع قبيل الاختبارات النهائيه ...لأخر ترم دراسي لهن ...
:
:
وقفت ترتدي عبائتها ...ضحكت صديقتها ..."على ايش مستعجله يابت من هنا تلبسين العبايه ...؟؟"
:
:
ردت لها بأبتسامه شارده ...."قلبي شاغلني على اهداء ...."
:
:
قالتها وهي تخرج من القاعه ..اليوم تشعر بالزحمه خانقه وهي الساعه الثانيه ظهرا ...لم تشعر بنفسها وهي تصعد السلم مسرعه ..
قتحت باب الشقه ...التي خصصها لهم عمران من أحد عماراته في المدينه المنورة ...
لا تزال بقابها اتجهت الى غرفه تلك ...كانت تستلقي على جانبها الايمن وتعطيها ظهرها ...
فتحت الاضاءة وهي تتجه الى جانبها ....أبتسمت وهي تهم بنزع نقابها...الا انها تركته وهي تحدق بملامح تلك الهادئه كانت مرتاحه وشيء من شبح ابتسامه رضا تغمر شفتها ...
اقتربت منها نادتها ...هامسه ....تكذب حدسها وهي تلمس كفها البارد ...."أهداء ....أهداء ....."
:
:
:
:
..........
.................................
النيران التي تشعل في القلوب لا يخمدها الا الرضا ..
والرضا في هذه الحياه صعب المنال ...قليل من يجده ..
/