اخر الروايات

رواية اشباح المخابرات الفصل الثاني 2 بقلم اية محمد رفعت

رواية اشباح المخابرات الفصل الثاني 2 بقلم اية محمد رفعت


يدها مقيدة بتلك الحلقة المعدنية المثبتة أعلى سقف هذا المبنى المخيف، قدميها تكاد تتمزق من فرط قيدها المرهق، تشعر بأن قواها تتركها رويدًا رويدًا، الدماء مازالت تندثر من فمها، وشعرها يغزو وجهها بإهمالٍ، إلتقطت صوت خطوات تقترب حتى باتت على مقربة منها، رفعت وجهها بتعبٍ يختلج خلاياها، فصعقت حينما وجدته يقف قبالتها بهيبة لم يتحلى بها يومًا، رمشت عدة مرات وهي تحاول استيعاب بأنه نفسها حبيبها ولكنه الآن مختلفٍ تمامًا عن أي مرة رأته به، خرج صوتها الخافت، يهمس: 
_أنت! 
ابتسم بسخريةٍ ومازالت نظراته الثاقبة لا تحيل عنها، فدس يده بجيب سروال بذلته الفاخرة وهو يتابعه بنظرةٍ شملتها من رأسها لأخمصٍ قدميها، وأنهاه بتعابيرٍ جادة أرعبتها، حام من حولها بخطواتٍ بطيئة صامتة، إلى أن شق جلباب صمته العتيق بصوته الخشن: 
_دخلتي وسطينا وإختارتيني من وسط ولاد عمي وإنتِ فاكرة إن اختيارك ذكي. 
وهز رأسه بسخطٍ: 
_بس للأسف إختيارك مكنش في محله يا حضرة الظابط! 
جحظت عينيها في صدمةٍ من كشف هوايتها، ناهيك عن صدمتها به، تحرر لسانها الثقيل مردفة بعدم تصديق: 
_أنت مين؟ 
حدجها بنظرةٍ قاتلة من رومادية عينيه التي باتت نقمة لها، وتابع بصوتٍ كالرعد: 
_أنا اللي أنتِ فضلتي سنين أنتي وفريقك تدوري عليه، أنا اللي أنتي استبعدتيني تمامًا ودورتي عليه وسط ولاد عمي كلهم بس اللي متعرفهوش إني الأخطر بينهم. 
واقترب منها ثم انحنى لأذنيها هامسًا: 
_أنا الزعيم الدولي اللي حيرك أنتي وفريقك سنين! 
وابتعد ليسترسل بقوةٍ: 
_وأنا اللي بإشارة واحدة مني قادر أقطع رؤؤسهم رأس رأس، وأولهم أنتي اللي فكرتي إنك تقدري تضحكي عليا وتستغفليني بحبك المزيف! 
انهمرت دموعها على خديها وكأنها أصيبت بصدمة قاتلة، فهزت رأسها بجنون: 
_لأ.... لأ... مستحيل تكون أنت... لأ. 
تعالت ضحكاته باستمتاعٍ لما يحدث بها، وفرد ذراعيه مردفًا بثقةٍ: 
_أنتي اختارتي تدخلي عالم المافيا الدولي وأنا مش هحرمك من حاجة، هدخلك وأنتي معايا إيد في إيد.. 
وانحنى إليها مجددًا يهمس قبالة عينيها البنية: 
_هخليكِ تشوفي الوش التاني لعثمان التميمي! 
هزت رأسها ومازالت تشير له بالرفض، صارخة بكل ما فيها: 
_مستحيل تكون أنت عثمان التميمي، مستحيل! 
قطع مسافتها الآمنة حتى بات لا يفصلهما الكثير، وصاح بألمٍ لمسته بنبرته الرجولية: 
_هأكدلك ده مع الوقت والعشرة يا آآ... حضرة الظابط! 
ترقرقت دمعة خائنة من عينيها وهي تراقبه من هذا القربٍ الخطير لعاطفتها وقلبها التعيس، فهمست إليه ومازالت تراقب عينيه بحبٍ فشلت بقطعه عن الوقوف لبوابة عشقه،  فابتسمت وهو تهمس له بتعبٍ بدى له قرب إغمائها: 
_هكون ممنونة ليك لو قدرت تقتل الحب اللي جوايا ليك وتخليني أكرهك!
ترنح رأسها استسلامًا لما تخوضه الآن فمالت على كتفه مستندة على موضع قلبه بالتحديدٍ، وكأنها تجابه كبريائه وتتحداه بأنها تمتلك حقًا عظيمًا به، لا يستطيع هو بذاته الخلاص منه، ضغط بقوته على شفتيه السفلية حتى كاد بقطعها، فرفع وجهها بعيدًا عنه وهو يصرخ كالمجنون: 
_ليــــــــــــه عملتي كده ليــــــــــــه، أنا حبيتك! 
ودفع جسدها بعيدًا عنه وتراجع للخلف رافعًا رأسه بكبرياء لا يحاول خسارته أمام حشد رجاله الهائل، وصاح بصوتٍ كالرعد: 
_فريقها كله يكون تحت رجلي هنا قبل بكره الصبح، سامعين! 
تراه غير منصفًا بحق تقيم قوة فريقها، لا يعلم بأن قوتها تكمن بأشباح الداخلية، أحداهما تابعًا لنسل عائلة الجارحي، والآخر لعائلة زيدان، ولكن الزعيم الدولي يمتلك قوة فشلوا معًا بالكشف عن هويته والآن سيبدأ باب الجحيم باستقبال معركة ستخلد بين مجلدته وريثما الخاسر بها قلبه الذي تركه ينزف من خلفه للتو! 
والآن هل أنتم على استعداد لخوض تلك الرحلة؟؟! 
حسنًا كونوا على استعداد ببداية العام الجديد بعدما كشفنا القناع عن البطل الرئيسي المنضم لياسين الجارحي وزين زيدان.... ❤
ترقبوا الاقوى قـــــــــادم


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close