رواية اشباح المخابرات الفصل الثالث 3 بقلم اية محمد رفعت
انتهت الحياة بالنسبة إليها في تلك اللحظةٍ، هل ما رأته للتو هو الصائب؟!
لا معشوقها لا يتخلى عنها بتلك البساطةٍ، لا يطعنها بخيانته لها، هو أخبرها سابقًا بأنه يعشقها، يعشق التراب الذي تخطو من فوقه، أخبرها بأنها كل شيءٍ بالنسبة له والآن تراه بذاك الفراش مع فتاة من ذاك الملهى الذي يديره!!!
لا لن تقبل بتلك الحقيقة، الموت هو السبيل الوحيد لتحرريها، الموت هو الخلاص، ركضت لأعلى البناية غير عابئة به ولا بصوت الأجش الذي يناديها وهو يسرع من خلفه:
_روز توقفي في الحال!
لم تستمع إليه حتى حينما لجئ لنبرته العربية:
_روز اسمعيني، انتِ فاهمه غلط يا مجنونة!
لم تنصاع لندائه ولو ظل عمره بأكمله يطالبها بالانصياع إليه لن تستمع، وصلت للطابق الأخير للبناية وبالأخص بنهاية الطابق السابع والعشرون، صعدت على ذاك المقعد الخشبي وتوجهت لسورها رافضة لتلك الحقيقة، الا يكفيها حقيقة أخيها الصادمة، حتى من عشقته حد الجنون كان يخدعها هو الأخر، ارتعب وارتعش جسده حينما وجدها تقف على حافة السور، تماسك بقوة وهو يترجاها:
_لا تفعليها، أتوسل إليكِ روزيلا ، فلنتحدث قليلًا!
منحته نظرة ساخرة، قبل أن تردد بآنين:
_إذهب لتلك الشمطاء واقضي ليلتك برفقتها.
واسترسلت ببسمةٍ طعنت قلبه بكل ما امتلكت:
_لا تهتم، سبق وتحطم قلبي قبل أن تفعل أنت.
أشار بيده وهو يترجاها:
_حبيبتي أنا معملتش حاجة صدقيني إنتِ فهمتي غلط، انزلي وخلينا نتكلم وأنا أوعدك إني هقولك الحقيقة.. من فضلك!
طعنته بزورقة عينيها، تجابه عينيه الدامعتان بكل قوتها، أغلقت عينيها بقوة، قبل أن تفرد ذراعيها للهواء، وهمست له قبل أن يسقط جسدها عن البناية:
_أحببتك بصدق جاك!
سقط جسدها وعينيها مازالت تذرف الدموع، وفجأة برقت وتخشب جسدها حينما وجدته يقفز من خلفها وهو ينزع عنه جاكيته، ليحملها بين ذراعيه الذي انخرق عنهما جناحين من اللون الأبيض ليحيل بينها وبين السقوط، رفرف بهما ليعيدها للبناية وكأنها لم تفعل، زحفت بعيدًا عنه وهي تتأمله بعينيه التي بات لونهما خالصًا من اللون الرمادي، زحفت للخلف وهي تراقب تحول جسده المريب، ومن بين رعشة أسنانها رددت:
_من أنت بحق الجحيم؟
تجمدت أوردتها حينما شعرت بأبرة غليظة تستهدف أوردة رقبتها لتغفو سريعًا فوق ذراعًا يساندها من الخلف، ليجابه من يتطلع له بضيقٍ، فردد ببرود لا يتناهي مع حالته:
_عمك حذرك إنك تكشف هوية العيلة لحد وأنت بغبائك كشفت نفسك!
بصق أرضًا وهو يغمغم بسخطٍ:
_اللعنة على عائلة تتبرئ منها الشياطين، اللعنة عليك أنت بذاتك ولتذهب قوانينك تلك للجحيم!
انتهت للتو من عملها المرهق بالمشفى بعد طول يومًا جعلها تتمنى بتلك اللحظة التمدد على فراشها باسترخاءٍ، تأففت مارال بضيقٍ حينما وجدته يعيق طريقها مجددًا، فتودد إليها بصوتٍ جاهد لجعله مغريًا للغاية:
_هل تطل الشمس ليلًا أم أن الكوكب برمته إنعكس خشية من حدة عينيكِ.
زفرت وهي تهمس بسخطٍ:
_أنت مش هترجع غير لما عزرائيل يحضر ويقبض روحك في أي وقت.
واستطردت وهي تراقبه بنفورٍ:
_وإنت ابن حلال ومش خسارة في الموت!
رسمت مارال ابتسامة حمقاء ورددت من بين اصطكاك أسنانها:
_سيد ماركو أتمنى أن لا يجمعنا حديثًا أخر سوى العمل، أنت لا تعلم من أي جهة قد تتلاقى ضربة حظك!
رمش بعينيه بعدم فهم:
_ماذا تقصدين سيدتي؟
أتاته لكمة قوية جعلته يرتد للخلف باغتة لما أصابه، فرمش بعينيه بصدمةٍ وتصلب جسده الذي احتضن أرضية المشفى الفاخرة، علمت من يقف خلفها دون أن تستدير، فلعقت شفتيها بتوترٍ وهي تندفع بحديثها قبل أن تستدير للخلف رويدًا رويدًا:
_هو اللي آ..
قاطعها ذاك الملثم ذو القبعة السوداء، فأزاحها عنه وهو يجيبها ببسمة قاتلة:
_عارف يا روح قلبي.
وعدل من البلطو الطبي الذي ترتديه وهو يردد بكلمات ثقيلة واثقة:
_قولتلك قبل كده متقلقيش من شيء، أنا جانبك حتى لو كنت في أخر بلاد العالم!
ضمت شفتيها معًا وهي تراقب ذاك الذي يحتضن الرخام كاللوحة الفنية المغرية، ورددت بضجرٍ:
_مش هتبطل تضرب الناس بقى يا زين؟!
ابتسم وهو يحرك قلادة ميداليته بتسليةٍ:
_هما اللي بيستفزوني وأنا ملاك بجناحين!
قوست جبينها بشكٍ، جراء كلمته البعيدة كل البعد عن وصف الملاك، فاقترب منها زين وهو يحذرها ومازالت عينيه يقتلها الثبات والرزانة القاتلة:
_شوفي شغلك يا حبيبتي، وخلي بالك عيونك الجميلة دي متشفش غير إصابة المريض اللي قدامك والا هيحصل الحقير اللي مرمي ورايا ده.
ابتلعت ريقها برعبٍ جلي، ورددت بصوت يكاد يكون مسموع:
_هو أنا عندي القدرة إني أركز في شيء وأنت على طول محاوطني شبه الشبح!
ابتسم لتخمينها الذكي للقبه المصون المنسوب إليه بجدارة، فعادت تؤكد بارتباكٍ:
_زين أنت فعلًا بترعبني أنا مبحسش بوجودك ولا بخروجك! آآ... آنت فعلا شبح!
زوى شفتيه وهو يغمز لها بزيتونته:
_كفايا إن أنا حاسس بيكِ!
ارتبكت من قربه المباغت لها، فتابعها بتمعنٍ واستمتاعًا، وأشار لها وهو يرتدي قبعته من جديدٍ:
_اطلعي أوضتك.
وخطى عنها فاستدارت تتابعه، لتجده يستدير إليه ويعود لدنو منها مرددًا ببسمةٍ خبيثة:
_حضري نفسك في أي وقت هتلاقيني عندك عشان تمضي العقد.
ضيقت عينيها بذهولٍ:
_عقد! عقد أيه؟
جذب الغمامة ليطمس ملامح وهو يشير لها:
_عقد جوازنا، الجوكر بنفسه وقعه وواقف بس على إمضتك.
جحظت عينيها في صدمة، فأشار لها بمكرٍ وهو يلف جاكيته الأسود من حوله:
_اقنعته إن مهمتي صعبة وإن فرصة نجاتي قليلة فحابب لما أموت تكوني على عصمتي!
وتابع وعينيه تهلك عاطفة عشقها إليه:
_إنتي عارفة عمي ميرفضليش طلب.
وغمز بمشاكسة وهو يغادر:
_حضري نفسك يا دكتورة، في لحظة وإمضة هتبقى حرم زين زيدان.
وتركها وغادر ثم عاد للمرة الثانية يخبرها وهو يحك جبهته بمكرٍٍ شيطاني:
_بصراحة أنا خدعت الجوكر، أنا اللي حابب نكتب كتابنا عشان أتواقح براحتي!
........... يتبع.....
#أشباح_االمخابرات... #االاقوى_قــــــــــــادم.... موعدنا يوم رأس السنة...
رجاء التفاعل ورفع البوست ليصل لاكبر عدد من القراء ❤
6
ارباع م نهنا
