اخر الروايات

رواية دوائي الضرير الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نرمين ابراهيم

رواية دوائي الضرير الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نرمين ابراهيم 

الفصل الرابع و العشرون...

حل المساء و حضر المدعويين من كلا الطرفين.. و وصلت عائلة الاستاذ جميل و على رأسهم عميد العائلة الحاج جمال الصاوي عمدة كفر الصاوي.. حضر خصيصاً بعد ان قص عليه اخيه الاستاذ جميل ما بدر من الحاج حامد قبلاً.. فقرر الحضور حتى يوقف حامد عند حده إن لزم الامر.. و حتى يرفع شأن اخيه و ولده أمام عائلته الجديدة.

تم الترحيب بالمدعويين على أكمل وجه و تعالت زغاريد النساء عندما وصل المأذون و تعالت معها دقات قلبي عاشقين سوف يجتمعا معاً طوال العمر...

جلس المأذون و على يمينه الحاج عبد الرحمن كوكيل عن ابنته هدى و على يساره آسر مرتدياً بذته الجديدة الثمينة التي جعلته كأبطال السينما...

المأذون: اومال فين العروسة عاد؟
عبد الرحمن: اطلع يا عاصم هات اختك..
عاصم: حاضر يابوي.

صعد عاصم إلى غرفة شقيقته طرق الباب عدة مرات لتفتح له سارة التي كانت ترتدي فستاناً من اللون الرمادي من القماش الچوبير المنقوش بدون اكمام.. له ذيل من نفس اللون و الخامة..
تفرد شعرها الاسود المموج يغطي ظهرها.. تضع بعض مستحضرات التجميل البسيطة التي اظهرت جمالها المصري الجميل الطبيعي.. فسألته بإستفسار و إبتسامة خبيثة بعدما لاحظت تأثيرها عليه عندما تجمدت كل عضلات جسده و فتح فمه بذهول من جمالها الذي حثه على أن يختطفها بعيداً عن كل شئ و كل أحد..
و لكنها أفاقته و هي تقول بخبث...

سارة: عاصم!! في حاجة؟!!
عاصم(ردد دون وعي بإنبهار بجمالها و مظهرها): بسم الله ما شاء الله... إيه الجمال دة كله.
سارة(ابتسمت بسعادة): بجد يا عاصم.. عجبتك؟
عاصم(قال و كأنه مغيب عما ينطقه لسانه): انتي طول عمرك عاجباني.. و طول عمري شايفك زي القمر.
سارة(ابتسمت بسعادة و نظرت في عينيه): طيب.. طيب انت جاي ليه؟!! عايز حاجة؟؟
عاصم(بعد ان عاد لرشده): احمم... ايوة.. ايوة اصل.. اصلي كنت عايز هدى عشان تنزل معايا عشان كتب الكتاب..
سارة(فتحت الباب على مصراعيه): طيب.. اتفضل.
عاصم(تنحنح لينبه من بالداخل): احمم... يارب يا ساتر.
هنية: تعالى يا عاصم يا ولدي.. ماحدش غريب.

اقترب عاصم من شقيقته التي تقف و تنظر أرضاً بخجل و قال بعد ان لثم جبينها بحب اخوي و ابوي صافي...

عاصم: مبروك يا هدى.. الف مبروك.
هدى(بخجل و فرحة): الله يبارك فيك يا عاصم.
عاصم: ياللا عشان المأذون عايز يكتب الكتاب .
هدى: حاضر.

تأبطت ذراعه و خرجت معه و خلفه الجميع وسط زغاريد السيدات...
و كانت خلفهما مباشرة عبير التي صدمه شكلها... فقد كانت ترتدي فستاناً احمر اللون مملوء بتلك الخرزات الصغيرة مع ذلك الـ"ترتر" الذي حولها لعامود نور متحرك.. ترتدي حجابها و تضع كمية مساحيق تجميل تكفي لزينة 10 فتيات....
وصل ذلك الموكب للأسفل حيث مجلس الرجال فسألها المأذون...

المأذون: كيفك يا عروستنا.
هدى: الحمد لله..
المأذون: موافجة يا بتي على چوازك من آسر چميل الصاوي.
هدى(تلعثمت بخجل): اللي بابا يشوفه..

ضحك الجميع لخجلها و تلعثمها.. فقال المأذون...

المأذون: لا مافيهاش بابا دي.. لازمن اسمعها منيكي انتي بنفسي.
آسر(و حتى يرفع عنها الحرج): ما خلاص بقى يا عم الشيخ ماتكسفهاش.
المأذون: مستعچل جوي انت عاد.. بس برضيك لازمن اسمع موافجتها بنفسي.
آسر: قولي يابنتي بقى.. هايفكروكي مغصوبة على الجوازة دي.. شكلي بقى وحش .
عاصم: جولي يا هدى ماتتكسفيش.
هدى: موافقة.
المأذون: زين.. و مين وكيلك يا عروستنا؟
هدى: بابا .
المأذون: على بركة الله.

انتهى المأذون من عقد القران و تعالت اصوات الزغاريد و تبادل الجميع التهاني.. حتى وقف آسر اخيراً أمامها.. رفع يديها لفمه و لثمهما بقبلة حب صافية و نظر لها و همس بالقرب من أذنها..

آسر: مبروك يا عروستي..
هدى(بخجل فطري ينبع من هول الموقف): الله يبارك فيك..
آسر(همس في أذنها): انا مارضيتش اخد حضن كتب الكتاب زي ما اتفقنا... بس بيني و بينك هاخد حاجة تانية..

ثم غمزها بجرأة و حب.. ثم استأنف الجميع استقبال التهاني.. كانت سارة تنظر لهما بكل حب و تمنت لهما كل سعادة و تمنت لو أنها تعيش تلك اللحظة مع من اختاره قلبها..
أما عاصم.. فبعد أن بارك لشقيقته وقف يتابع حبيبته و هي تنظر للعروسين و هو يفهم تلك النظرة.. نظرة التمني و الرجاء.. حتى حولت نظرتها و تواصلت عيناها بخاصته في نظرة حب و عتاب و تمني..
و لكن قطعت تلك النظرات عبير و هي تقترب من عاصم و تقول...

عبير: عجبالنا يا عاصم.. عجبال ما نرچع لبعضينا يا واد عمي.
عاصم(دونما اهتمام): اللي فيه الخير يجدمه ربنا.
عبير(و كأنها اعتبرت ان تلك كانت موافقته): ان شاء لله.. و بإذن الله هاعوضك عن كل اللي حُصل زمان.. هاعيش تحت رچليك عشان اتأسفلك.

لم يعقب على حديثها... و لكن سارة اقتربت من هنية بغيظ و غضب أنثى غيورة...

سارة(و هي تسحبها من يدها بعيداً): تعالي هنا.
هنية: الله.. مالك بس.. عايزة إيه انتي؟؟
سارة: شايفة.. شايفة الزفتة دي لازقاله ازاي.
هنية: تلزق زي ماهي عايزة.. المهم مين اللي لازق في جلبه يا عبيطة.
سارة: بقولك إيه.. بلا قلب بلا كلاوي.. انتي تشوفي حل تبعديها عنه دلوقتي و الا هاصورهولك قتيل حالاً..
هنية: تفي من بجك يا بت... بعد الشر عنيه.
سارة: لو خايفة عليه ابعديهم عن بعض.
هنية(بمكر أنثى خبيرة): طيب ما تاخديه انتي منها.
سارة: ازاي.
هنية: شعلليه كيف ما جولتلك.. ولعي جلبه زي ماهو مولع في جلبك اكده.
سارة(بحيرة): مع مين بس؟؟
هنية(بملل): عاجولك إيه اني مافضياش لحديتك دة.. فكري انتي و سيبيني اشوف المعازيم...

تركتها في حيرتها تفكر ثم ذهبت لتقف مع آسر و هدى حتى تشغل بالها عنه قليلاً و لكنه لم يترك لها تلك الفرصة.. فجمالها اليوم غير عادي جعل قلبه يتحكم فيه بالقوة ليقوده اليها دون إرادة...

سارة: العرسان الحلوين..(و هي تقبل شقيقها) الف مبروك يا حبيبي.
آسر: الله يبارك فيكي يا قلبي.
سارة: مبروك يا دودو.. و اخيراً بقيتي مراة اخويا بقى و هاعمل عليكي حما.
هدى(ضحكت): اوبا... انا شكلي وقعت في الفخ ولا إيه..
آسر: بس إيه رأيك في الفخ..؟
هدى: لا فخ جميل اوي الحقيقة..
عاصم(و الذي سمع أخر جملة فقط): فخ إيه دة؟
هدى: لا مافيش... دي بس سارة قررت تعمل عليا حما بقى.. و توريني العين الحمرا من اولها.
عاصم: ااه.. دة باينله فخ بصحيح .
هدى(و هي تحتضن سارة): مش مهم على فكرة.. دة هايبقى احلى فخ في الدنيا.
عاصم(لآسر و الذي يحاول ان يكسب وده مرة أخرى): نطلع منها أحنا يعني.
آسر(بإستفزاز): لا ياخويا.. اطلع منها انت انما انا اطلع منها ليه.. واحدة اختي و التانية مراتي.. انا فيها لاخفيها يا معلم.
عاصم(و هو يداري حزنه): ايوة صح معاك حق..

وقف اربعتهم معاً قليلاً حتى سمع الجميع صوت عالي يأتي من ناحية باب السرايا... كان ذلك صوت أمير ابن عم سارة و الذي تأخر رغماً عنه بسبب عمله...

أمير(بصوت جهوري): لا اله الا الله.. عملتها يابن عمي.. خلاص راح شبابك هدر.. كنت بعقلك ياخويا إيه اللي حصلك بس؟؟
مكانش يومك يا آسر يا حبيبي..
آسر(و هو يضحك و يحتضنه): إيه يابني دخلة المعددين دي؟؟ انت جاي تباركلي ولاتعزي فيا..
أمير: وحياتك مش فارقة كتير.. ولا إيه يا سو؟؟؟
سارة(و هي تقبله قبلة اخوية اشعلت قلب عاصم): بعد الشر عليه يا وحش.. عامل ايه يا ميرو..
أمير: زي الفل يا قمر.. وحشاني اوي..
سارة: و انت كمان.. بس ياخويا انت اللي عاملي فيها مهم و الشغل واخدك.
أمير: ماهو واخدني فعلا.. بس سيبك انتي.. مافيش حاجة في الدنيا دي ممكن تاخدني منك ابدا..
سارة: بكاش اوي انت.
امير: على الناس كلها الا انتي يا قمر... بتجيبيني من جدور رقبتي..
سارة: ماشي يا عم..
أمير: إيه يا آسر.... مش تعرفني بالعروسة ولا ايه؟؟
آسر(و هو يعرفه بهدى): دي يا سيدي هدى.. عروستي و مراتي..
أمير(و هو يصافح يدها): لا يابني عرفت تنقي.. زي القمر.
آسر: انت بتعاكسها قدامي ولا إيه يابني..
أمير: مش احسن ما اعاكسها من وراك.. و بعدين يابني هو اللي يقول الحق في البلد دي يبقى بيعاكس.. عاجبك كدة يا أنسة هدى؟؟
هدى: الصراحة ايوة..

ثم ضحكو معاً...

أمير: الله دة انا جيت اصيده صادني..
آسر: مراتي حبيبتي اومال هاتسيبك توقع بينا ولا إيه..
أمير: لا و انا ماقدرش.
آسر: و دة يا هدى يبقى أمير ابن عمي و قطعت علاقتي بيه النهاردة..
هدى(بمزاح): يكون احسن برضة..

ثم ضحكو معاً ثانية ماعدا عاصم الذي تلونت عيناه بلون الدماء بعد ان رآى هذا الامير يقبل سارة و يحتضنها.. و هي أيضاً لم تعترض.. إذا فلعل بينهما قصة؟؟ هل نسيته بهذه السرعة.. و لكن متى.. متى استطاعت ان ترتبط به..
لا لا.. لا يمكن.. سارة لا يمكنها أن تكون بهذا المكر او الشر.. حسناً و لكن كيف و متى و لما..
دار 1000 سؤال في ذهن عاصم دون هوادة بطريقة فصلته عنهم و لم يتخيل نفسه الا و هو يقتله بأكثر من طريقة...

أمير: بقى كدة من اولها..
آسر: مش انت اللي ابتديت.. قابل بقى يا عم.
أمير: ماشي يا سيدي.. اومال مين الاخ اللي واقف زي التمثال دة من ساعة ما دخلت..

نظر ثلاثتهم لعاصم الذي كان يشبه التمثال بالفعل.. فقد كان صامتاً لا يتحرك.. عيناه محتدة بشكل مخيف تطلق نيران الغضب.. ففهمت سارة ما حدث و همست لنفسها...

سارة: أمير؟!! معقولة؟؟.. ايوة هو امير مافيش غيره..(بإستسلام) ياللا بقى حظه.. (تصنعت البكاء بداخلها) كان بدري عليك يا ابن عمي.. كنت واد طيب والله.

و لكن اول من تحدث كان آسر و هو يعرفهما ببعض...

آسر: دة يا سيدي يبقى عاصم.. اخو هدى الكبير.
أمير(و هو يمد يده نحو عاصم ليصافحه): اهلا بيك يا استاذ عاصم.. تشرفنا.
عاصم(و هو يبادله المصافحة بقبضة صخرية): اهلا بيك يا استاذ أمير.. شرفتنا.
أمير(و هو يحاول ان يسحب يده التي كاد ان يهشمها عاصم): اهلا.. اهلا..(همس لآسر) إيه دة هالك بيسلم عليا.. ايد دي ولا معصرة زيتون؟
آسر: ليه إيه اللي حصل؟؟
أمير: ولا حاجة.. سيبك مش مهم... أما انا بقى محضرلكم حتة دين مفاجأة انما إيه..
سارة(بحماس حتى تبدأ خطتها): بجد.. ايه؟؟
أمير: حجزت قاعة صغننة كدة على قد العيلتين بس عشان نحتفل بالعريس دة.
آسر: بجد؟؟ طيب ليه كلفت نفسك.
أمير: يا عم لا تكلفة ولا حاجة... و بعدين أحنا مش هانعرف نوجب معاك في الفرح فدلوقتي احسن.. (ثم همس له) ولا مش عايز ترقص سلو.
آسر: والله انت راجل بتفهم..
أمير: يعني خلاص رجعت علاقتك بيا تاني بعد ما قطعتها.
آسر(و هو يحتضنه بود مصطنع): و انا اقدر برضة.. دة انت ابن عمي حبيبي.
سارة(احتضنت ذراع أمير بفرحة): انت احلى امير في الدنيا.. طيب إيه.. ماتروح يا آسر قول للحاج عبد الرحمن.
آسر: ماشي..
عاصم: ماتتعبوش روحكم.. ابوي ماهايوافجش على المسخرة دي..

أعمته غيرته عن آسر الذي ياخذ منه موقفاً حاداً فلم يعي ما يقول حتى يمنع اي تجمع بين سارة و ذلك
الــ أمير.. لم يدرك ما حدث سوى عندما نطق آسر بغضب...

آسر: إيه يا عاصم اللي بتقوله دة... مسخرة ليه إن شاء الله.. بيقولك قاعة صغيرة للعيلة و بس.. يعني مافيناش حد غريب.. هانقعد و نحتفل شوية و خلاص.. في إيه؟
عاصم(بحرج بعد ان تدارك الامر): لا.. لا انا ماجصديش.. انا بس خايف ابوي مايفهمش اكده..
آسر: لا ماتخافش.. انا هافهمه.. عن إذنكم..

و بالفعل ذهب آسر إلى الحاج عبد الرحمن و طلب منه السماح بتلك السهرة.. و وافق بالفعل على مقترح أمير الذي سوف يجتمع فيه شباب العائلتين و أقرب الاقربين منهما فقط.. و لكنه طلب منهم تأجيل الذهاب لبعض الوقت حتى يذهب المدعوون جميعاً.

أما عاصم فقد حولته الغير من ذلك الرجل الرزين إلى طفل أخذ أحداً منه لعبته.. فظل يدور خلفها اينما ذهبت هي و أمير.. و كانت هي تلاحظ ذلك فطلبت من أمير مساعدتها...

أمير: يعني انتو بتحبو بعض؟؟
سارة: ايوة.
أمير: و المطلوب؟؟
سارة(بغضب من بطء فهمه او تعمده لذلك): يوووووه... ما تركز بقى يا أمير وحياة ابوك الحاج جمال...
شوف يا سيدي انا مش عايزة منك حاجة غير انك ماتسيبنيش لحظة النهاردة.. تكلمنى و نضحك و نرقص و نقضيها.. فهمت.
أمير: ااااه... ولما عم هولاكو دة يجي يفقعني نص يجيب اجلي.. هاتفرحي يعني.
سارة: لا ان شاء الله مش هاتوصل لكدة..
أمير: نعم ياختي؟؟
سارة: صدقني يا ميرو ماتخافش.
أمير: لا اخاف.
سارة: بقولك على ضمانتي ماتخافش.
أمير: لا اخاف.. ما انتي ماشوفتيش هو عمل إيه في ايدي الغلبانة دي و هو بيسلم عليا برة.. لا يا ستي لا.. و بعدين تعالي هنا ضمانة إيه دي اللي بتتكلمي عنها.. ضمانتك انتي..
دة انتي كنتي تعملي المصيبة من دول و أحنا صغيرين و تلبيسيهالي انا ولا الواد الغلبان اللي قاعد برة عامل فيها عريس دة.. و أحنا ناخد الطريحة التمام و تطلعي انتي منها زي القردة.
سارة(و هي تقهقه ملء فاها): ههههههههههه.. انت لسة فاكر؟؟ دة انت قلبك اسود اوي.
أمير: بلا اسود بلا ابيض.. انا مش موافق.

نظرت له سارة بشر فتراجع هو خطوتين للخلف بخوف و قال...

أمير(بخوف): ايه؟؟
سارة(بنبرة مخيفة و عيون شريرة): ماهو انت يا توافق يا أما هاعمل اللي انا عايزاه برضه بس الفرق انك مش هاتلاقي اللي ينجدك من ايده.. فهمت.. انما لو وافقت بمزاجك انا هاحوشه عنك.
أمير(بشك): انتي هاتحوشي الجودزيلا دة عني.. دى ياكلنا أحنا الاتنين في قطمة واحدة.
سارة: لا ماتخافش.. من الناحية دي اطمن.. وراك رجالة.. ها قولت إيه.. ولا انت يعني عايزني اجيب حد غريب يساعدني.
أمير: لا و على إيه.. انا أولى بالعلقة من الغريب برضه.. ماشي موافق و ربنا يستر.
سارة(و هي تقبل وجنتيه): حبيبي يا احلى ميرو.. ياللا بقى عشان نمشي زمانهم جهزو خلاص.

خرجا من الشرفة معاً ليجدا الجميع متأهب للخروج..

سارة: إيه يا جماعة خلاص هانتحرك.
هدى: ايوة بس مستنين عاصم بيغير هدومه و نازل.
سارة: اشمعنى يعني؟؟
آسر: قال بما اننا رايحين قاعة بقى و كدة.. يبقى يقلع الجلابية و يلبس البدلة اللي جابها و ماعرفش يلبسها النهاردة.. اهو جه اهو.

نظر الجميع و هي معهم إلى اعلى الدرج لتجد شخصاّ اخر ينزل عنها.. فقد كان عاصم مختلفاً تماماً.. فهيئته في البدلة تختلف تماماً عن هيئة ذلك الشخص الذي يرتدي الزي الصعيدي..
كان يرتدي حلته السوداء بالكامل.. بذة سوداء و قميص اسود و ربطة عنق سوداء بها حد فضي.. فقد كان يشع وسامة و رقي.. و لم لا و هو أحد اشهر رجال الاعمال في السوق المصري.. و إبن عمدة أكبر قرية في محافظة سوهاج كلها.

وصل إليهم و لم يخفى عليه هيامها به و غرقها في عشقها به و بطلته القوية الحضور.. و قال...

عاصم: انا جاهز خلاص.. ياللا بينا..

سار الجميع نحو السيارات و اقتربت سارة منه و تأخرا عن الباقي خطوتين بعد ان فاقت من هيامها و رفعت راية التحدي...

سارة: بس إيه الشياكة دي كلها.. راحت فين الجلابية..
عاصم: لكل مقام مقال يا دكتورة.. رايحين نسهر في قاعة افراح.. صعب اروح بجلابية و عباية.. ولا ايه؟ و بعدين إيه..هي البدلة مش حلوة عليا ولا ايه؟
سارة: حلوة.. بس انا بحب الجلابية عليك اكتر.

تركته و ذهبت لتستقل السيارة مع أمير.. حسناً فقد أثارت حيرته تلك الفتاة.. فقد غير ملابسه حتى يستطيع ان ينافس أمير بكل ثقة و لكنها اوضحت انها لا تهتم بالمظاهر.. بل انها تحبه بزيه التقليدي اكثر... إذا فلماذا هو.. لما تهتم به.. لما...

اتجه الجميع نحو السيارات.. ليركب العروسين سيارة آسر وحدهما.. و قد اصر آسر على ذلك و لم يعترضه أحد فهدى قد أصبحت زوجته الأن..
و استقل عبد الرحمن و هنية السيارة مع عاصم... و اصرت عبير طبعا على مرافقتهم... و اخذ أمير سارة و والديها معه بسيارته.. و قبل ان يركب جميل السيارة بجانب أمير اوقفته سارة بمزاح...

سارة: على فين يا سي بابا؟
جميل: هاركب يا بنتي.. عايزة حاجة لسة ولا ايه؟
سارة: لا معلش انا اللي هاركب جنب أمير.
جميل: و اشمعنى بقى .
سارة: بصراحة واحشني اوي و واحشني الرغي معاه.. و أكيد يعني انت مش عايز تفوت فرصة أنك تقعد جنب المزة بتاعتك القمر دي.. ولا ايه؟
جميل: يا سلام.. بتخليلي الجو يعني .
سارة: طبعا يا حبيبي.
جميل: مكارة اوي .
سارة(و هي تقبل وجنته): و بحبك اوي.

و بالفعل ركبت هي بجانب أمير و والديها بالخلف تحت انظار عاصم الغاضبة بشدة و التي تعمدت سارة ان تفعل هي ذلك امامه حتى تزيد من غيظه..
استقل الباقي سيارتهم و تحرك الموكب وسط اصوات الوسيقى الصاخبة و ابواق السيارات العالية الى تلك القاعة الصغيرة التي استأجرها أمير للأحتفال بعقد قران ابن عمه...

دخل الجميع إلى القاعة و جلسوا كأسر... و كان أمير قد جهز جلسة خاصة بالعروسين مزينة بالورود و الانوار الصغيرة...
كانت سارة تسير في أنحاء القاعة كالفراشة الجميلة.. ترحب بالمدعويين من عائلتها التي لم تراهم منذ مدة.. و كانت عيناه تتبعها حيث ذهبت و هو يجلس بصحبة والديه...
أما عنها هي فقد شرعت في تنفيذ خطتها فذهبت نحو أمير الذي حاول التهرب منها و لكنه فشل...

أمير: يابنتي ارحمي امي بقى... هايموتني والله و انا لسة صغير في عز شبابي مادخلتش دنيا.
سارة: و انا مستعدة اخليه يخرجك منها لو روحت قولتله انك بتعاكسني.. ها قولت إيه..
أمير(ببكاء مصطنع و خوف حقيقي): انتي إيه يابنتي ماعندكيش اخوات ولاد.. حرام عليكي.. دة انا غلبان.
سارة(بتحذير): دة اللي عندي قولت ايه؟
أمير(بقلة حيلة): هاتحوشيه عني يعني ولا هاتبيعيني زي عوايدك..
سارة: والله هاحوش عنك.. بجد.. ياللا بقى.
أمير: امري لله.. اتفضلي ياختي.
سارة(و قبلت وجنته): حبيبي يا ميرو والله .

ذهبت نحو آسر و هدى بعد ان طلبت ثلاث أغاني معينة من منسق الموسيقى... و بدأت تتمايل على انغام اول اغنية بدلال مع أمير الذي تقمص دوره ببراعة..
كانت اغنية "حتة تانية" لـ "روبي"..

(((جالي بهداوة داوي جرح قديم وجدد روحي راحت مني نن عينه خدني غصب عني هوبا
علم علامة جوة قلبي سابلي بصمة بسمه العيون ورسمه الشفايف شايف الحلاوة

أصل الافندي ده في حته تانية عندي
مترستأ جوة قلبي وفي قلبي له غلاوة

مين ده اللي ساوي بينه وبين الناس ده ماس وهما نحاس حساس وروحه حلوة زي غنوة رقصة هوبا

مش ممكن أنسى كل كلمة
همسة لمسه قلبي جوة وبس هو اللي بحبه وجنبه بحس قوة

جالي بهداوة داوه داوه داوه

علم علامة علامة علامة
مين ده اللي ساوا اللي ساوا ده ماس وهما نحاس هما نحاس

أنا شوفت كتير وقليل وماشوفتش حد جميل وتقيل كده كده
أستاذ فنان دكتور مدرسة فن وهندسة ايه ده كل ده
ادرجي حلنجي ومزجنجي بس جد ومش كلامنجي
ده فتني هوسني تعبني ما ريحني واشواقي اتمرجحت اوي

واشواقي اتمرجحت اوي واشواقي اتمرجحت

أصل الافندي ده في حته تانيه عندي
مترستأ جوة قلبي وفي قلبي له غلاوة

جالي بهداوة داوي جرح قديم وجدد روحي راحت مني نن عينه
خدني غصب عني هوبا
علم علامة جوة قلبي سابلي بصمة
بسمه العيون ورسمه الشفايف شايف الحلاوة)))

كانت تلك اول مرة يراها ترقص و بذلك الدلال الانثوي المثير.. و قد كانت هي تنظر نحوه و ترسل له كل كلمات الاغنية بشفتيها و حركاتها..
انتهت الاغنية و لم يتحرك من مكانه برغم وجهه الذي تلون بملامح الغضب و عيناه التي كادت ان تطلق رصاص قاتل على ذلك الأمير...
فطلبت الاغنية التالية و كانت "سقف" لـ "رامي صبري" ثم وجهت نظرها له بالكامل.. خاصة عندما قال...

(((الدنيا طعمها سُكرى زى المَلبن الطرى
والعُمر قلم رصاص بيخلص كل مايتبرى
حظك بَوّز زَغْزَغه تلقى المشاكل اتلغوا
لو حظك بوز زَغْزَغه تلقى المشاكل اتلغوا
ياما ناس بدأت من تحت الصفر اتدلعوا واتنَغْنَغُواولو الظروف هتسخف سقف سقف إوعى توقف
سقف سقف إوعى توقف)))

نظرت له وجدته يعدل من ربطة عنقه التي شعر بها تخنقه فنظرت له في تحدٍ سافر و قالت....

((((عايزها ماتبقاش ضيقة
(اشارت لرابطة عنقه التي حاول هو فتحها بعد ان كان يشعر بها تخنقه)
بطل بص و بحلقة..
الرضا بيجيب بغددة
(و اشارت لنفسها)
و البحلقة بتجيب زحلقة..
اهدى يا بنك النرفزة
(و هي تشير له كي يهدأ)
و بلاش تنكش على الاذي

كانت هنية تلاحظ تغيير تعبيرات وجه ابنها و هي تتلون بالغيرة ففرحت لنجاح خطتها ثم اشارت لعبد الرحمن الذي قد لاحظ ما يجول بذهن ولده و لكنه لم يعقب سوى عندما وقف عاصم متأهباً لقتل ذلك الرجل الذي يدعى أمير...

عبد الرحمن: على فين يا عاصم يا ولدي؟
عاصم(و هو يجز اسنانه): هارقص في فرح اختي يابوي..
هنية: بس بالراحة الا تدوس على حد.
عاصم: لا من ناحية هادوس.. فانا هادوس.

تركهما ضاحكان على غيرته و شكله و ذهب نحو أمير الذي احتمى في ظهر سارة و دفع بها لتواجه ذلك الهولاكو مثلما أسماه بعد ان أمسكت سارة بيده لتذهب نحو مكان بعيداً عن أعين الناس حتى لا يلاحظ أحداً ما يحدث..

أمير (بخوف): عاجبك كدة؟؟ اهو جاي يخلص عليا.
سارة(بفرحة): عاجبني طبعا.. قولتلك ماتخافش.. انا معاك.
عاصم(بعد ان وصل إليهما): إيه واقف وراها كدة ليه.. بتتحامى في بنت يا جبان؟
أمير(متصنعا القوة المزيفة): بقولك إيه انا مش خايف منك على فكرة.
عاصم: لا يا راجل ماهو باين اهو.. طيب تعالى كدة نتكلم برة و نشوف الموضوع دة.
أمير: لا معلش ماعطلكش.. انا ماليش فيها الليلة السودة دي... اهي عندك اهي تبقى تحكيلك.. و على فكرة انا اخوها في الرضاعة.. عن إذنك.

لم يعطيه فرصة الرد.. فدفع بها نحوه و هرب هو لتقع بين يديه فيتسمر بدنه بالكامل... و الجمته نظرتها التي تحمل معاني كثيرة منها العتاب و الحب و السعادة انها تقف في حضنه...
فقال بصوت غاضب غيور...

عاصم: إيه اللي بتعمليه دة.. بترقصي معاه عادي كدة قدام الناس؟ مش مكسوفة؟؟
سارة(بعناد مماثل): و دي فيها إيه و اتكسف من ايه؟؟ ابن عمي و اخويا في الرضاعة و برقص معاه قدام اهلي في فرح اخويا.
و بعيدين هو انا كنت لقيت غيره طلبني للرقص و انا قلت لا.. ثم انت مالك انت.. متضايق ليه.. تكونش غيران؟؟
عاصم: بطلي جنان.. و انا مالي هاغير ليه انا.. ولا على إيه أصلا.
سارة: عليا مثلا.
عاصم: لا و بطلي هبل.
سارة(بغضب): يبقى مالكش دعوة اعملواللي انا عايزاه.. مالكش فيه.
عاصم(امسك رسغها بقوة لم تؤلمها بقدر ما يؤلمها فراقه): يقولك ايه.. انتي اسمعي الكلام احسن لك و تقعدي في حتة عشان الليلة دي تعدي على خير.
سارة: و أن قولت لا؟
عاصم(بترجي): سارة عشان خاطري.. ماترقصيش مع حد تاني.. مش هاطيق اشوفك بترقصي مع حد غيري.
سارة(نظرت له بترجي أكبر): طيب ما ترقص معايا انت.
عاصم(بكذب): لا مابعرفش ارقص.
سارة: خلاص انادي أمير يرقص معايا..(و رفعت صوتها تنادي عليه) أمير تعالى..
عاصم(جذبها بقوة لم تؤلمها من ذراعها): تعالي هنا رايحة فين .
سارة: هاجيب أمير يرقص معايا.

سمع الجميع صوت الموسيقى يختلف قليلاً و تهدأ نغماتها لتبدأ اغنية "انت بيهم كلهم"
هم ان يتركها وحدها و يعود لمكانه بعد ان اطمأن أن أمير ابتعد عنها و لكنها همست بغيظ و هي تصر اسنانها ببعض بغضب مكتوم..

سارة(بغضب): هاتضيع الاغنية جاتك القرف.
عاصم(بغيظ): انا مش هارد عليكي.. عن اذنك.
سارة(بغضب و غيظ أكبر): فاكر لما كنت بتحلف عليا.. فاكر؟ قسما بالله انت بقى.. لو سيبتني و مشيت لأروح انادي أمير و ارقص معاه و مش كدة و بس انا كمان هالف على رجالة الفرح راجل راجل و ارقص معاهم كلهم.. و اياك اسمع صوتك ساعتها.
عاصم: إيه الهبل اللي بتقوليه دة؟
سارة: اللي سمعته..
عاصم: انتي بتحلفي عليا؟؟
سارة: و اشمعنى انت كنت بتحلف عليا؟؟ ها قلت ايه؟!!
عاصم: ماليش فيه... اهلك يبقو يتصرفو معاكي.
سارة: اهلي مش هايتكلمو.. كل الموجودين ولاد اعمامي و ولاد خيلاني.. ماحدش غريب.
عاصم: برضه ماليش فيه.
سارة: تمام..(ثم رفعت صوتها تنادي) يا أمير.. تعالى هنا.
عاصم(امسك بمعصمها بحزم): بطلي جنان.
سارة: هاترقص معايا ولا لا.
عاصم: هاتنيل.
سارة(ابتسمت بإنتصار): اوكي...(ثم قالت بغرور) اتفضل بقى اطلبني.
عاصم: نعم؟؟!!
سارة(موضحة بمكر): للرقص.. اطلبني للرقص..
عاصم: آه بحسب.
سارة(نظرت له بحب ممزوج بالحزن): اومال انت كنت فاكر ايه؟؟ انك تطلبني للجواز مثلاً.
عاصم(نظر لعينيها المعاتبتين): سارة.. (ثم رق قلبه لحالها و ابتسم حتى لان وجهها العابس) ممكن تسمحيلي بالرقصة دي..

لم ترد هي بل رفعت ذراعيه حتى تضع احدهما فوق كتفه و يحتضن هو الآخر بيده.. ثم بدأت الاغنية بينهما بعد ان إقتربا من حلبة الرقص و بين آسر و هدى اللذان لاحظا تمايل هذا الثنائي المثير على انغام الموسيقى بشكل جميل و سلس و كأنهما قد تدربا عليها من قبل.. حتى انهما تنحيا جانبا و تركا لهما ساحة للرقص كاملة.. مما لفت أنظار الجميع نحوهما..
منهم من رأى ان ارتباطهما مسألة وقت.. و منهم من كان يراهما يليقان ببعض... و منهم أيضاً من كره هذا الترابط الذي يزداد شيئا فشيئا...

أما هما فما ان احتضنا بعضهما وتلاقت عيونهما حتى تغيبا تماما عن كل ما يحدث حولهما.. فانفصل العقل بشكل غريب عن المكان و الزمان.. و لم يسيطر سوى القلب عليهما.
تمايلا بخفة و رشاقة على انغام الموسيقى...

و قبل ان تنتهي الاغنية بلحظات.. سألته هي بوجع ظهر على ملامحها بوضوح...

سارة(بنبرة متألمه): ليه يا عاصم.. ليه؟؟
عاصم(بألم خرج من تحت السكين المغروز بقلبه): غصب عني.. صدقيني غصب عني.
سارة: ليه.. ارجوك.. ليه؟؟
عاصم: انسيني يا سارة.. انسيني و عيشي حياتك بعيد عني.. صدقيني انا مش ليكي.. انا مانفعكيش.. ربنا يسعدك مع الإنسان اللي تستاهليه..
سارة(و لمعت عيناها بدموع الألم): يااااااه.. للدرجة دي.. قد كدة انا تقيلة على قلبك.. انا اسفة لو كنت ضايقتك.. عن إذنك.

تركته يحارب قلبه حتى لا يذهب نحوها و يحتضنها و يمسح دموعها بيديه و ذهبت هي لتقابلها هنية التي كانت تتابع ما يحدث عن كثب....

هنية: سارة... إنتي زينه يا بتي؟؟
سارة(لم تقدر ابتسامتها المزيفة ان تداري دموعها الحقيقية): آه يا ماما هنية انا كويسة ماتقلقيش.
هنية(و التي لم تصدقها بالطبع): سارة.
سارة: صدقيني انا كويسة.. بس الظاهر مافيش فايدة.. خلاص بقى.. ربنا يسعده في اللي اختاره قلبه.. عن إذنك.
هنية: ماهو جلبه اختارك انتي.
سارة: شكلنا كلنا كنا فاهمين غلط..
هنية: طيب رايحة فين دلوجتي؟
سارة: مخنوقة و هاخرج اشم شوية هوا.. ماتخافيش عليا انا كويسة... عن إذنك.

ثم قبلتها و خرجت تهرول قبل ان تفضحها دموعها... أما هنية فقد نظرت له نظرة عتاب اوجعته أكثر و أكثر..

كان هناك بعض الشرفات تبعد قليلاً عن مكان الحفل تطل على حديقة جميلة تطل على النيل ملحقة بتلك القاعة.. فخرجت سارة و جلست على احد المقاعد الموجودة بها... لم تسمح لنفسها بالبكاء حتى لا تفسد فرحة أخيها..
و لكن بعض الدموع أيضاً تمردوا عليها... و لكنها رفضت الانهيار الآن.. فضلت ان تختلي بنفسها حتى تبكي حبها الأول و الأوحد بحرية..
اوقف سيل تلك الدموع صوت كريه سمعته يقول بسخرية...

عبير: ما جولتلك اننا هانرچعو لبعضينا و ان أحنا ولاد عم و الداخل باناتنا خارچ.
سارة(تفاجئت بها): عبير؟؟
عبير: ايوة عبير.. عبير اللي انتي بتحاربيها عشان تخطفي منها چوزها اللي هو أصلا مش معبرك.
سارة(بتهكم): جوز مين اللي هاخطفه منك؟؟ هو انتي اتجوزتي تاني و انا ماعرفش.
عبير: چوزي.. چوزي عاصم.. اني ماتچوزتش غيره..
عبير: إيه دة بجد؟؟ يعني انتو ماطلقتوش و انتي اتجوزتي غيره و طلقك و رماكي برضه.
عبير(بحدة و عنف): جطع لسانك.. اني ماترميش يا بايرة.. اني اللي سيبته بعد ما عرفت غلطة اهلي الي طلجوني من عاصم و چوزوني غيره .
سارة(بتهكم): جوزوكي غصب يعني ولا ايه؟
عبير: ايوة غصب.. بس اديني اطلقت و هارچع لجوزي.. عاصم.. فياريت بجى تبعدي عنينا و تسيبك منه.. اومال لو كان مديكي ريج حلو كنتي عملتي ايه؟؟ الا ده كارفك ولا طايجك.
سارة(و قد قررت ان تنفس فيها غضبها كله): انا كمان محتارة زيك بالظبط.. انتي منين جايبة الثقة دي كلها انه هايرجعلك تاني.. هو اللي قالك كدة؟
عبير: هو كل حاچة كلام ولا إيه.. لا.. في افعال.
سارة: ااه.. افعال.. و هو عاصم كان عمل إيه بقى يخليكي مفكرة انه ممكن يرجعلك.
عبير: ماتچوزش غيري.. ماعرفش يشوف واحدة غيري تنفع مرته.. و شوفي انتي بكل مميزاتك دي كل ما تجربي منيه بيعمل إيه..
عاصم لساته عايحبني.
سارة: بيحبك مرة واحدة؟؟؟ اممممم.. و يا ترى بقى لو عرف السبب الحقيقي اللي انتي عايزة ترجعيله عشانه هايعمل فيكي إيه.. ها.. تفتكري هايفضل "يحبك" برضه.


ياترى إيه هو السبب الحقيقي اللي خلا عبير عايزة ترجع لعاصم بعد كل اللي عملته فيه..
و ياترى هي ندمت بجد انها ضيعت واحد زي عاصم دة من ايدها..
و عاصم واضح ان قراره بالبعد كدة نهائي ولا لسة في كلام تاني...
ابقوا بالقرب..
فصل بكرة فيه ضرب نار..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close