اخر الروايات

رواية ضائعة في قلب ميت الفصل الثاني والعشرون 22

رواية ضائعة في قلب ميت الفصل الثاني والعشرون 22 


( الحلقه الثانية والعشرون)

اقترب سيف من ديما أكثر حتى أصبحت المسافه بينهم تكاد تكون معدومه ،نظر فيه عينيها وهى أيضا غرقت فى بحور عينه بعدها أسقط نظره على شفتيها الجميله ،اغمضت عيونها وأستسلمت وكأن عقارب الزمن توقفت وكل تعقل فى هذ ه الدنيا ذهب مع الريح ،عقلها صرخ رافضا ،لكن رغم صراخه لم يقوى على جسدها ليبتعد ،أختلطت انفاسه بأنفاسها وشفتاه كانت ستلمس شفاها لولا ..... صوت طرقات أجفلهم كليهما
كأن هذا الطرق كان على رأس ديما لتستفيق وتبتعد اولا
سيف الذى لم يجمع شتات نفسه بعد ،أبتعد ببطء ومرر يده فى شعره وقال بصوت أجش : أحم الباب
ديما بخفوت : اه
سيف : هفتح
أبتعدت ديما أكثر : طيب

ذهب سيف بأتجاه الباب وهو يتوعد لمن يطرق ،فلولا تدخله كان.....
فتح سيف الباب بعصبيه ولكنه وجد أبنته أمامه فلانت ملامحه : فيه حاجه ياحبيبتى
كارما: جيت اقول لدودى بون وى
سيف بغيظ: والله،طب خشى اهى عندك جوا
تخطت كارما سيف ودخلت الى ديما واحتصنتها وقبلتها
كارما: تعالى نامى معايه ،ليه هتنامى هنا
ديما : حبيبتى مش هينفع ،بس بكره الصبح هنلعب سوا
تدخل سيف: بكره هنسافر
كارما بحزن : وانا مش هسافر معاكم
أحتضنت ديما كارما: بصى يادودى انا وبابى هنسافر وأوعدك اول ما نرجع هنعمل كل الى انتى عايزاه
كارما: هنروح المول والنادى ونلعب بلاى استشن ونرسم ونلون وتعلمينى اعزف ع البيانو
ضحكت ديما: كل الى انتى عايزاه
كارما : هييييه ، بحبك اوووى

احتضنتها ديما وخرجت كارما من الغرفه ،وساد التوتر مره اخرى
ديما مقاطعه صمتهم: احم،انا حضرتلك بيجامه لو هتاخد دش
سيف بغيظ: طبعا لازم اخد دش ،دش بارد
دخل سيف الى الغرفه ومنها الى الحمام صافقا الباب ورائه

حاولت ديما ان لا تفكر فيما حدث او تحلله ،لانه ليس لديها اى تحليل له فقررت ان تشغل نفسها بترتيب ثيابها وأشيائها فى الدولاب الخاص بها
خرج سيف من الحمام ووجدها ترتب ثيابها ووقع نظره على صور لأدهم زوجها فى الشنطه
سيف : ديما ،مش هينفع تحطى صورة ادهم على الكومدينو
ديما: عارفه ياسيف انا هحطها فى الدرج ،أظن محدش بيفتح الدرج
سيف : لأ متخافيش
سيف : ديما ، انا كنت عايزه اقول ان
لم تلتفت ديما الى سيف وظلت مواليه ظهرها له ،فهى لاتستطيع مواجهته

سيف وقد شعر ان ديما تتعمد الاتنظر له : ديما ، لو مستنيه أتأسف فأنا مش هتأسف
ديما: ....
سيف : الى حصل ،او بمعنى أدق الى كان هيحصل ده حاجه احنا الاتنين كنا عايزنها
التفتت اليه ديما وهى تنظر له شزرا : قصدك ايه
سيف : قصدى وصلك ياديما وأظن ان احنا كبار كفايه عشان نقدر نحدد احنا عايزين ايه ، وانتى مراتى يعن.....
قاطعته ديما: لأ انا مش مراتك ،ولو انت نسيت انت لسه من شويه كنت بتقول هنبقى اصحاب او اخوات لكن مقلتش ان دى سكه عشان توصل للى انت عايزوه
سيف: انتى شايفه كده ياديما ،شايفه انى كنت بعمل سكه
ديما بتحدى: اه
سيف بأبتسامة سخريه: انتى بتضحكى على نفسك على فكره ،لولا كارما كان زمانا نايمين ع السرير ده وانتى بقيتى مراتى بجد
وضعت ديما يديها على أذنيها: أسكت ، أسكت انا عمرى ماهكون ليك ،عمرى
سيف : أضحكى على نفسك ،بس صدقينى قريب وقريب اوى انتى الى هتيجيلى برجلك عشان انا متأكد انك عايزانى زى مانا عاوزك
ديما : أخرس ،انت بتحاول ترضى غرورك على حسابى
سيف : مش هرد عليكى الايام كفيله هى الى تعرفك ،وياله انا تعبان عايزين ننام
ديما بخوف: ننام ،يعنى ايه
سيف : انا يمكن عملت حاجات كتير فى حياتى غلط بس صدقينى عمرى مافرضت نفسى على واحده ست ،حتى لو متأكد انها عايزانى بس بتعاند نفسها
ديما: انا هنام ع الكنبه
سيف : نامى ياديما ع السرير وخلى ليلتك تعدى ،انا عامل الكنبه دى عشانى
ديما: بس
سيف : ايه اجى انام جمبك ع السريير
ديما: لأ انا هنام ،نام انت ان شالله تنام فى البانيو

ذهب سيف بأتجاه الكنبه وسحبها لتصبح سرير ونظر لها: احدفيلى مخده من عندك
همت ديما بالقاء المخده فى وجهه ولكنه عرف نيتها فأستوقفها قائلا: فكرى كويس عشان العواقب هتبقى مش فى صالحك
استسلمت ديما وأعطتها المخده فى يده
سيف : ايوه كده ناس مابتجيش غير بالعينين الحلوه
تمتمت ديما لنفسها: مغرور
سيسف : سمعتك على فكره ،تصبحى على خير
لم ترد وقامت أطفأت النور بجانبها ليعم الظلام فى الغرفه........
.......................

كانت ديما اول من أستيقظ فى الصباح واالتفت حولها لتجد سيف مازال نائما ، فقامت بهدوء الى الحمام وبعدها توضأت وصلت ثم خرجت من الغرفه الى المطبخ
فكرت ديما ان تعد قهوتها ،ثم بعدها قررت ان تحضر فطورا فهى كانت دائما تحلم ان يكون لها مطبخها الخاص وشخص مسئول منها ينتظرها ان تطعمه من يديه وتذكرت كيف انها ماهره فى أعمال المطبخ ولكن والدها اصر على وجود جميله حتى لا يرهقها ،لم تغضب وقتها لانها كانت تتمنى ان يكون أدهم فقط هو أول من يذوق صنع يديها ولكن ذلك أيضا لم يحدث لان فى ايام زواجهم الثلاثه التى قضوها مع بعض كانت خالتها هى من ترسل لهم الطعام ،تنهدت وتذكرت ان كل شئ كانت تريد ان تفعله مع أدهم لاول مره سيأخذه سيف مثل قبلتهم التى كاد ان يقبلها لها أمس فبرغم زواجها من أدهم وقبلها شهور عقد القران الا انه لم يقترب منها الى هذه المسافه ،حتى ليلة زفافهم لم يحدث بينهم اى شئ

( فلاش باااااك )

ليلة زفاف أدهم وديما
أدهم : انا مش مصدق ،انك خلاص بقيتى مراتى
ديما بخجل: ولا انا كمان
ادهم: انتى مش عارفه ،انا انهارده الدنيا مش سايعانى
ديما: بس انت هتزعل منى
ادهم: انا عمرى ما ازعل منك،ليه بتقولى كده
اقتربت ديما من أدهم ووشوشته فى أذنه تخبره ان اليوم موعد عادتها الشهريه

ادهم: بتتكلمى بجد ياديما
ديما: انا اسفه والله يا ادهم ،انت الى كنت مستعجل وانا كنت عايزه اقولك بس انكسفت
ادهم: ولا يهمك ياروحى ،انا مش زعلان المهم انك معايه والايام جايه كتير
ديما: بجد مش زعلان
ادهم : وهزعل ليه ، الى مش هيحصل انهارده هيحصل يوم تانى واحنا مع بعض
وامسك بوجهها بين كفيه ونظر فى عيونها / : ان انتى تبقى معايه ،وبيتى وتنامى فى حضنى ده عندى بالدنيا كلها
واقترب منها وكاد ان يقبلها ولكنها ابتعدت مسرعه من أمامه
أدهم: والله هتجننينى بكسوفك ده ،بس براحتك انا مش هضغط عليكى

وهكذا صار الامر بينهم فى ايام زواجهم الثلاثه ،التى اكتفى ادهم فيها فقط بأحتضانها ليلا

باااااااك

تذكرت ديما كل ذلك وتعجبت من نفسها كيف يمكنها ان ترفض اقتراب ادهم حبيبها وزوجها منها فى حين انها كانت مستعده وسعيده بقرب سيف منها أمس ،نعم هو لم يكذب عندما أخبرها انه يشعر انها تريده فبالأمس كادت ان تستسلم له ،لولا مقاطعة كارما لهم
كانت الافكار تروح وتذهب فى عقل ديما ،لذلك لم تشعر بسيف وهو يدخل عليها المطبخ

دخل سيف على ديما المطبخ ووجدها تعد الفطور فأبتسم وقال : صباخ الخير
انتفضت ديما : صباح النور
سيف : اسف خضيتك انا عملت صوت بس الظاهر انتى كنتى سرحانه
ديما: اه شويه
سيف : ديما ... هو انا غلست عليكى اوى امبارح
ابتسمت ديما من طريقة سيف التى تشبه الاطفال فهو يغضب ويثور ويجرح من حوله ثم يتدارك خطأه ويعود ليعتذر : مش قوى يعنى
سيف ممراً أصابعه فى شعره الاشعث بفعل النوم: طب انا اسف ماتزعليش منى ،بصى اعتبرى الى حصل ده ماحصلش ونرجع تانى زى مااتفقنا ،انا عايز نعتبر السفريه دى هدنه وانا بستسلم وبرفع الرايه البيضه ،وياستى لو عايزانى أجيب كفنى واجيلك هعمل كده
ديما با بتسامه : لأ خلاص انا مش زعلانه ،وموافقه على الهدنه
سيف : طب فطرينى بئه انا شامم روائح تجنن
ديما: اه ،قول كده دى الهدنه دى مش لله
سيف: انتى عبيطه يابنتى هو فيه حاجه لله اليومين دول ،كله بتمنه
ديما: ماشى ياسى سيف ،خد الصينيه حطها بره وانا هجيب القهوه واجى

جلس سيف وديما بصالة الجناح يفطروا
سيف: على فكره انا نازل بعد ما أفطر
ديما: ايه ،ليه
سيف: مفيش كنت موصى على عربيه ليه وكلمونى المعرض وقالولى ان الموديل واللون الى انا عايزه وصل فهروح استلمها واهو كويس عشان نسافر بيها
ديما: بس انت هتقدر تسوق المسافه دى ،يعنى عشان رجلك
سيف : اه انا بقيت كويس، ها هتعملى ايه عقبال ما اجى
ديما: مفيش هحضر هدومنا
سيف: ممكن تندهى هدى تحضرلى هدومى
ديما: لا انا هحضرهم مفش مشكله
سيف : ماشى انا هقوم اغير وانزل ،بجد تسلم ايدك الفطار تحفه
ديما : الف هنا وشفا

بدل سيف ملابسه وخرج ذاهبا الى المعرض ،وبدأت ديما فى أعداد حقائبهم أستعدادا للسفر
تذكرت ديما ان ملابسها الشتويه قد ارسلتها مع جميله الى شقتة ادهم ،لذلك قررت انها عند عودتها ستذهب لشيرين وتعلمها بأمر زيجتها وتطلب منها ان تساعدها فى نقل أشيائها مره اخرى من الشقه .......

انتهت دييما من أعداد حقائبهم ، وخرجت من غرفتها متوجهه الى كارما وأخدتها الى الحديقه وأحضروا دفتر الرسم وجلسوا يرسموا ويلونوا على الارض ورجاء جالسه على كرسيها تراقبهم وابتسامه على وجهها

وصل سيف ورأى ديما وكارما جالسون ع الارض يلهون فابتسم فمن يراهم يمكنه ان يحسبهم طفلتين

سيف : البنات الحلوين بيعملوا ايه

واقترب منهم مقبلا كارما على وجنتيها واقترب من ديما وقبلها هى أيضا
تفاجئت ديما من فعلت سيف ولكنها لم تستطيع ان ترد لان رجاء كانت تراقبهم

شعر سيف بغضب ديما ولكنه قرر ان يتجاهلها فيجب عليها ان تعتاد على ذلك

سيف : جهزتى الشنط ياديما
ديما: اها
سيف : طب انا هخلى هدى تجيبهم وانتى اسبقينى على العربيه ،اه مش هتروحى تشوفى عربيتى الجديده ياماما
رجاء: ربنا يبارك لك فيها ويكفيك شرها،على مهلك ياسيف وسوق على مهلك يابنى
سيف: أدعيلى بس ياماما
رجاء : تعالى ياديما ،نشوفها سوا وانتى روحى ياكارما اغسلى ايديكى عشان نتغدى
كارما: اوك يانانا، هتوحشيينى يادودى
ديما: وانتى كمان ، هكلمك كل يوم قبل ماتنامى
كارما: اوك

قبلتها كارما واحتضنتها وسارت مع رجاء الى خارج الفيلا لترى سيارة سيف ولكنها ، استشعرت ان رجا ء تريد ان تتحدث معها فى شئ و اتخذت من السياره حجه

رجاء : ديما ،اسمحيلى اتكلم معاكى شويه بصراحه
ديما: طبعا ياطنط
رجاء: انا ست كبيره والشعر الابيض الى عندى ده مطلعش من فراغ ،بقدر افهم البنى آدم الى آدامى من نظرة عنيه
ديما: انا مش فاهمه ياطنط
سيف: انا عارفه ان انتى وسيف يعنى..... عارفه شكل العلاقه بينكم وعارفه انكم اتجوزتوا بس عشان كارما
ديما: سيف الى قالك
رجا: مانا قلت لك انا بعرف الناس من عنيها والى يشوفكم علطول هيفهم علطول ان الى بينكم
ديما: .......
رجا: يابنتى انا مش بقولك كده عشان ادخل فى الى مابينكم انا بقولك الكلام ده عشان حاجه تانيه خالص

ديما: ايه هيه
رجاء: سيف مش وحش ياديما ،ربنا الى وقعه فواحده خرجت كل الوحش الى جواه خليته بنى آدم بارد مايهموش حد غير نفسه بس هو مكنش كده ،انا عايزه سيف ابنى القديم ،سيف الحنين سيف الى انا ربيته ،انا واثقه انك انتى الوحيده الى هتقدر ترجعه
ديما: انا ازاى
رجاء: أدى فرصه لجوازكم ان ينجح ،ادى فرصه لنفسك ان تحبيه
ديما: احبه ، انا .....
رجاء: يابنتى الى لازم تفهميه ان جوزك مات بس حاسس بيكى اكيد مش هيكون مبسوط وهو شايفك حابسه نفسك وعايشه على ذكراه،ديما يابنتى دى مش خيانه بالعكس
ديما: سامحينى ياطنط انا مش هقدر
تنهدت رجاء: طب ممكن أسألك سؤال بس تجاوبينى عليه بصراحه
ديما: اكيد ياطنط
رجاء : هو انتى مش حاسه بأى حاجه حتى ولو أد كده ناحية سيف
ديما:........
ابتسمت رجاء: خلاص انا كده اطمنت ،بس نصيحه من ست ربنا يعلم بتحبك زى ماتكونى بنتها وأكتر ،سيبى نفسك ،تروحوا وتيجى بالسلامه ،لااله الا الله
ديما/ : محمد رسول الله

تركت رجاء ديما وهى محتاره هل ستقبل بكلامها وتترك نفسها ومشاعرها ،ام تظل كما هى
هل يمكن ان تخون حبها لأدهم وتحب رجل غيره ،هل ستعطى سيف ماحرم الله منه أدهم ،هل شاء القدر ان تقابل سيف ليعوضها عن فقدانها لأدهم ..........



الثالث والعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close