رواية فارس بلا مأوي الفصل العشرون 20 بقلم ولاء رفعت
ثار غضب هذا الأحمق فصاح به:
_ وتطلع مين أنت كمان يا حليتها؟.
+
نفض فارس يده وكأنه يلقي بقمامة:
_ أني الي لو فكرت تجرب منيها لأخليك ما تشوف الشارع تاني واصل.
+
تبدلت حالتها من الغضب إلي السعادة العارمة بداخلها وهي تري وتسمع تهديداته الجادة لهذا البغيض.
8
باغته ممدوح بدفعة قوية في صدره وقال:
_ شكلك أنت الي ماتعرفش مين هو ممدوح عنتر، ده أنا أفعصك يالاه زي الصرصار.
+
_ طيب أجصر الشر وروح لحالك أحسن لك.
+
لكزه بعنف في صدره مرة أخري:
_ أنا بقي طلعت في دماغي وعايز أشوف آخرك أي ياعم الشبح.
+
زفر فارس بنفاذ صبر وقال:
_ اللهم يطولك يا روح.
+
تدخل جنيدي قائلاً:
_ مين ده الي يدو شكلها هتتوحشو ياصاحبي؟.
+
صاح الآخر بسخرية:
_ده أنتو عصابة بقي، ولاه يا سكينه، يا حوكشه.
+
هرول شابين إليه يمتلك كل منهما طولاً فارعاً وجسداً قوياً لكن مظهرهما لايوحي سوي إنهما أجساد قوية بعقول عصافير.
أجاب إحدهما بصوت غليظ:
_ نعم يا كبير.
+
أشار له وللآخر علي فارس وجنيدي قائلاً:
_ العيال دي بتغلط في كبيركو.
+
رد المدعو حوكشه:
_ الي يغلط في المعلم نمسكو من قفاه وعليه نعلم.
+
و بدأ العراك مابين الأربعة، تسلل ممدوح جانباً حتي لايصاب بأذي، أوقفهم جميعاً صوت الأمين شوقي حيث ذهبت إليه شهد لتستغيث به :
_ والله عال، خناقه وضرب ولا كأن فيه حكومة يا غجر.
+
قال ممدوح:
_ رجالتي يا أمين شوقي بيدافعو عن نفسهم، العيال دول جايين يهجمو علينا وإحنا قاعدين في أمان الله.
+
صاح فارس بإستنكار:
_ أبداً يا سيادة الأمين، الراچل دي لاجيته عيضايج الآنسه وأني مينفعش أشوف حاچة كيف إكده وأجف أتفرچ.
+
تممت شهد علي حديثه:
_ أيوه يا أمين شوقي، كل الي قاله صح، ممدوح كان بيضايقيني ولما وقفته عند حده كان عايز يمد إيده عليا.
وبدأت تبكي بتصنع، فقام ممدوح بسبها في نفسه:
_ آه يا بنت ال.....
+
وقال جنيدي:
_ و كمان بعد ما صاحبي عيجولو عيب إكده ما عاچبوش الحديت وراح نادم علي العيال دول لأچل يضربونا.
+
رمقهم شوقي جميعاً بتوعد وقال:
_ طيب يلا كلكو أدامي علي القسم منك ليه.
+
جفت الدماء في عروق كل من فارس وجنيدي حتي قال ممدوح:
_ قسم أي يا شوقي باشا، التاجر فينا عبارة عن سمعة ولو حد خد خبر إن دخلت القسم محدش هيدخلي محل وهيتقطع رزق الناس الي شغاله عندي.
+
فقال جنيدي:
_ وإحنا كمان يا سيادة الأمين محدش هيهاوب نواحي فرشتنا ودي لجمة عيشنا الي عنعيشو منيها.
+
أقترب ممدوح من شوقي ليدس في جيبه مبلغ من المال وهمس إليه:
_ كل سنة وأنت طيب ولو المدام والعيال لازمهم حاجة أبقي تعالي خدلهم من عندي وحسابك مدفوع مقدماً.
+
ظل ينظر إليهم جميعاً، يسير أمامهم ذهاباً وأياباً،فقال:
_ عشان خاطر المعلم ممدوح أنا هاسيبكو، وأنت ياض منك ليه.
موجهاً حديثه إلي فارس وجنيدي، أردف:
_ أنا حالف لكو من المرة الي فاتت لو شوفت وشكو في أي مشكلة هرميكو في الحبس!.
+
قال فارس بدفاع:
_ أحنا ما عنسويش مشاكل يا.....
+
قاطعه شوقي بغلظة:
_ خلاص يا عم الشهم عارفين عملت أي، بس خد بالك دي المرة التانية والتالته تابته ولو جبتلي وزير الداخليه نفسه ما هسيبك وهخليك تلف علي أقسام مصر كلها كعب داير سواء أنت أو صاحبك.
+
قال جنيدي بتوسل مصتنع:
_ حجك علينا يا سيادة الأمين ونوعدك هتكون آخر مرة.
+
_ لما نشوف يا أخويا، يلا كل واحد يروح علي أكل عيشه.
+
قالها وذهب، تمتم جنيدي بصوت لايسمعه سوي فارس وشهد فقط:
_ حرج أبو الي چابك راچل كيف المنشار طالع واكل نازل واكل.
+
ضحك فارس وقال:
_ أكتم ليسمعك وإحنا ماناجصينش رزالته.
+
_ يسمع ولا ما يسمعش ولا يغور في داهية، أني خلاص جفلت ومليش نفس أبيع النهاردة لو رايد تجف أنت خليك، أني هاروح أتمشي لحد الكورنيش وهعاود علي مطرحنا.
+
_ طيب خد بالك من نفسك وملكش صالح بحد.
+
_ حاضر ياصاحبي.
وألقي نظرة إلى شهد قبل أن يذهب فأردف:
_ متشكرين يا آنسة.
+
_ علي أي ده أنا الي المفروض أشكركو علي وقفتكو جمبي.
+
رمق فارس بغمزة من عينه فقال:
_ أحنا رچالة جوي و دمنا حامي، ولو مكنتيش بلغتي شوقي دي، كنا زمانا جطعنا شوية العيال دول والي إسمه ممدوح جبلهم.
+
لم تنظر له بل كانت مبتسمة إلي فارس وقالت:
_ طبعاً رجالة وسيد الرجالة كمان.
2
حك جنيدي فروة رأسه وقال منسحباً:
_ آه ماشي، الله يسهلو، عن أذنكو.
+
هم فارس بالذهاب فأوقفته شهد:
_ أستني يا...
+
_ قاسم، إسمي قاسم.
+
إبتسمت برقة ودلال خلاف طبيعتها وقالت:
_ عاشت الأسامي يا أستاذ قاسم، أنا كنت بس عايزه أعتذر لك عن اليوم إياه لما أتكعبلت فيك من غير قصد وأتخانقت معاك.
+
أومأ لها بملامح جاده لكن لم يُخفي عليه تلك النظرات التي تلمع في عينيها، فهي تذكره بمحبوبته:
_ ولايهمك يا آنسه حصل خير.
+
