رواية بغرامها متيم الفصل العشرون 20 بقلم فاطيما يوسف
نظرت للمكان حولها بانبهار من جماله الخاطف للأنظار ثم حوَّلت أنظارها إلى ذاك العاشق الولهان وهي تسأله كيف لك أن تقضي وقتاً طويلاً وأنت تصنع لي ذاك الجمال بكل الأنوار ؟
فأجابتها عيناه عن أسباب هواها وهو يعدُّ على أصابعه بافتخار،
هذه الورود المتناثرة لعيناكي وتلك الشموع المضيئة لرؤياكي وهذي الحلوى المزينة بوجهك لأنول رضاكي ،
فما كان منها إلا أنها سجدت شكراً لله على نعمته لأن جعلها من نصيب ذاك الراقي
#بغرامها_متيم
#بقلمي_فاطيما_يوسف
+
وأخيراً بعد مرور ساعة أخرى انتهى حفل الزفاف وانفض الجميع من حولهم فهو قد حجز اليخت له فلا يوجد عليه غير سائقيه فقط فذهب بها إلى الدور العلوي لليخت في غرفة جانبية جهزها بجميع ماسيحتاجونه من مأكل وملبس وكل شئ ،
+
وما إن وصل حتى وقف أمام الغرفة واحتضن وجنتيها مباركاً لها :
+
ــ مبروك عليا البطل بحلاوته وشقاوته وعبيره وهناه مبروك عليا "أم الزين"
+
نظرت أرضاً بخجل فهي الآن تُوِّجت عروسه للتو على سنة الله ورسوله وانتهى حفل زفافهما وهو يقف أمامها كالمسحور ودقات قلبه لن تصمت دقة تلو الأخرى ،
+
ثم همست برقة تليق بها ومن غير "أم الزين" كائناً رقيقاً مرهف الحس :
+
ــ الله يبارك فيك يا جاسر .
+
نظر إلى السماء وهو يتنفس بعمق كي يعبأ صدره بزفير كافٍ لكي يستعد للقاء الشوق لمن ملكت القلب والفؤاد وهو يرفع وجهها يجبرها على النظر داخل عينيه ثم قبلها من جبينها قبلة يعبر بها عن مدى هيامه بها وهتف بنبرة صوت متحشرجة وهو يفعل ما يفعله كل رجل عاشق لامراته في ليلتهم الأولى وهو ينحني يرفعها أرضا ويهبط بها الأدراج كي يصلا الي الغرفة التي بمثابة جنة نعيمهم وما كان منها إلا أنها شهقت بخجل من فعلته التي لم تأتي بمخيلتها قبل ذاك أن تُحمَل بين أحضان العشق كأي عروس تلك الأشياء التي كانت تراها فقط في أحلامها وداخلها متيقن انها لن تحياها يوماً من الأيام ففعلت مثلما رأتهم يفعلون دفنت حالها في رقبته مما جعله هام بها عشقا لحركتها تلك ثم وصلا إلى غرفتهم ففتحها بإحدى يديه سريعاً وهو ما زال يحملها بين أحضانه وما إن دلفا إلى الغرفة حتى أنزلها برفق وهو يتمتم بعشق :
+
ــ ياهلا بالزين ياهلا والله.
+
أما هي نظرت للمكان حولها بانبهار من الورود الحمراء والبيضاء المتناثرة على التخت على شكل قلب ويتوسط القلب المزين بالورود صورتها الأولى التى رآها اول مرة وحينها سكنت القلب دون استئذان ،
+
ثم جالت عينيها فإذا بالستائر الشفافة باللون الوردي تحاط بالتخت الذي سيشهد أول لقاء عاصف لكلا العاشقين ثم نظرت جانباً وجدت تلك المنضدة المرصعة بالشموع المضيئة بالألوان المختلفة وتفوح منهما رائحة أذكى العطور وتلك النوافذ الشفافة التي تطل على البحر بأمواجه الثائرة واختار تلك النوافذ خصيصا حتى يقضيان ليلتهم على ضوء الشموع ونور القمر وصوت أمواج البحر الهادئة ،
+
ثم أنهت كشف كل ما في جنتها الصغيرة نعم فقد أسمت تلك الغرفة جنة لأنها وجدت بها ما لا عينها رأته ولا أذنها سمعته ولا خطر على بالها يوماً ،
+
ثم حدثته عيناها بوله :
+
ــ فأي جو رتبته انت يارجل جعلتني جننت به لاا بل بهرتني به لا بل سحرتني لا بل كل عبارات الانبهار لن تكفيك أيها الرائع !
فأي رجل أنت أيها الجاسر ومن أين أتيتني وانتشلتني من وحل الذكريات التي كانت ستفتك بي وسحبتني إلى عالم ظننت لااا بل تيقنت أنني لا أعيشه يوماً من الأيام ؟
+
حقا كل عبارات الحب لا تكفيك ولا كل رسائل الشوق تُرثيك ولا كلمات المعجم بأكمله تكفيك أيها العاشق الذي لقبتك ملاكي العاشق ومن ملكت الفؤاد والكيان.
+
أما هو كان ينظر إلى انبهارها بسعادة لا تضاهيها سعادة فلم يكن يتخيل أنها ستسعد برؤية تلك الأشياء البسيطة التي فعلها لأجلها بتلك الدرجة ، ظل منتبهاً مع نظراتها التي تتنقل تارة مابين الانبهار وتارة مابين السعادة التي قرأها فكانت واضحة للغاية وتارة مابين الشكر والامتنان وآخر شئ لاحظه قرأ حديث عينيها لأجله وفهمه بشدة وكأنها رددته بفمها الملثَّمِ وما كانت من عينيه إلا أنها احتضنت عبارتها بترحاب بل وحدثت عيناها بالمكنون الذي قرأته هي الأخرى:
+
ــ أيتها الأميرة عيناكِ خضر تموج ببحر الحب
والوجه أبيض كالقمر المنير والثغر عصفور يردد لحنه متفائلا فوق الغدير والقلب مثل الفراشة يلهو ويطرب ويطير والشعر ليل والجبين كأنه البدر الأمير تمتد فيه جداول بمياهها العذب النمير وأقولها خِفيةً وعلناً أهواكِ فراشتي فخَطي على أحلى غدير ،
+
كان حديثهم صامتاً لكن يعني آلاف التعابير والحكوى كأعذب الألحان ثم اقترب منها وهو يتحدث أخيراً وهو يغمز لها بمشاغبة كي ينفك عنها التوتر :
+
ــ ايه رأيك في الجو الشاعري دي بذمتك مش يجنن ؟
+
تبسَّم وجهها وأجابته وهي مازالت تلتفت في الغرفة خجلاً من أن تنظر في عينيه :
ــ بصراحة انت بهرتني قووي وخلتني أحس بالتميز اللي عمري ما كنت بشوفه إلا في خيالي ،
ثم رفعت عيناها وأكملت بامتنان :
+