اخر الروايات

رواية بغرامها متيم الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم فاطيما يوسف

رواية بغرامها متيم الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم فاطيما يوسف



صفعته لها كانت مدوية جعلتها سقطت أرضاً وهي تضع يدها على وجنتها بصدمة كبيرة فلم تتكن تتخيل ذاك المشهد يوماً من الأيام أن "عمران" يضـ.ـربها مهما وصلت الأمور بينهم ، 

+


كان هو الآخر في حالة من الغضب الشديد ومشاعره الهوجاء بداخله لا تجعله يدري جُرم ما فعله ولا كيف ومتي وفعله ؟ 
ولكن الصمت بينهم هو سيد الموقف الآن هي تتوجع بل وتنقهر داخلاً من ألمها النفسي لفعلته وهو يتوجع قهراً من مظهرها وذاك الوغد يحتضنها ويتحسس جسدها أمام عيناه في صورة لن تفارق مخيلة رجل عاشق لامرأة يغار عليها غيرة عمياء ، 

+


بعد دقائق من الصمت بينهم تحدثت أخيراً بنبرة هادئة كعادتها بكلمتين فقط ولكن جعلته ثار أكثر من ذي قبل :

+


ــ وديني عند ماما دلوك .

+


اندهش من طلبها فلأول مرة تريد الابتعاد عنه بمحض إرادتها وطلبها ، لأول مرة تريد أن تغضب من بينتها بعد زواج دام أربع سنوات وأكثر ، ثم تحدث مستنكراً طلبها وهو ما زال حزيناً من ماحدث منذ بداية الموقف :

+


ــ ليه تروحي لمامتك ؟

+


أجابته وهي تداري عيناها بعيداً عنه :

+


ــ محتجاها قووي ، محتاجة وجودي في حضنها دلوك أرجوك وديني .

+


أنهت كلماتها بدموع تنهمر على وجنتها ولكن صامتة مما جعله شعر بالذنب الشديد لصفعته لها ولأول مرة تريد أحضان تسكنها غير أحضانه كي يُجبر قلبها لما سببه لها من آلام والموقف بينهم أصبح صعباً للغاية ولكنه هتف برفض قاطع وهو يشعر بالارتياب على قلبه الذي اختار عقابها من دموعها أن يضعف :

+


ــ له أني قلت لك مفيش خروج من البيت خالص يا دكتورة .

+


أغمضت عينيها وصوته الرافض يتردد في أذنها وهي الآن لم تمتلك من الكلمات ما يجعلها تجابهه ثم هتفت باستسلام وهي تقوم من مكانها بانكسار في مشهد جعله كره حاله وبشدة وعينيه تحولت للناحية الأخرى كي لا يرى مظهرها الضعيف المجروح الدامي لقلبه :

+


ــ ماشي براحتك .

+


هي صعدت إلى الأعلى ولكن في غرفة أخرى بعيداً عن الغرفه التي تجمعهم سويا وهي تشر بالم نفسي يكويها من الداخل بسبب ما حدث ولاول مره تنعزل عنه في مكان بعيد عن احضانه 

+


اما هو كان في حالة غضب شديدة ما زالت تعتريه فالموقف ككل أزعجه للغاية فلأول مرة يضرب امرأة والأدهى أنها غير كل النساء إنها امرأة العمران ، امرأة الرجل الواحد الذي يعشقها بشدة ثم جلس يحدث حاله بلوم شديد بعد أن رأى انكسارها منه في نظرة لأول مرة يراها من "سكون" فمهما بلغ حزنها قبل ذاك لم يرى مثل تلك النظرة مثلما رآها اليوم:

+    
ــ ايه اللي انت عملته دي ياعمران ازاي تمد يدك عليها !
ازاي محكمتش عقلك قبل ما تعمل اكده دي سكون عارف يعني ايه ياسكون!

+


فيعيد عقله الباطن مشهد الشاب وهو محتضنها ويتحسس جسـ.ـدها حينما مدت يدها له ويحدث حاله مرة ثانية :

+


ــ كيف مديتي يدك ياسكون حتى لو هيموت قدامك كيف !
اتعاملتي كالعادة بطيبة وخليتيني عميلت حاجة أفضل اندم عليها العمر كلاته ما كنتش حابب إني أعملها ولا عترف كيف عميلتها ؟

+


فسأله قلبه وهو يشعر بوخزة الخوف من رد فعلها لأول مرة :

+


ــ طب اطلع وراها وصالحها واعتذر لها ما ينفعش تسيبها في وسط النـ.ـار اللي قايدة جوه قلبها بسبب اللي حوصل ما ينفعش تأجل الاعتذار لحد قلبها ما يحس بالخذلان اطلع يا عمران .

+


لم يمر على صعودها للأعلى سوى نصف ساعة فقط قضاها ما بين قلبه وعقله وهم ينهشون بالأفكار داخله تارة ما بين الانزعاج من المشهد ككل و أخرى ما بين تأنيبه لما فعله الآن معها وفي النهاية استمع لأمر قلبه وصعد للأعلى حيث غرفتهم فدق على الباب كي يستأذن قبل الدخول حتى لا يصيبها بالهلع ولكن لم يأتيه الرد ففهم أنها حزينة منه للغاية ففتح الباب ولكنه اندهش حينما جالت أنظاره في الغرفة ولم يجدها وحينها نطق لسانه :

+


ــ معقولة راحت تنام في أوضة تانية كيف عقلها وصلها اني هفوتها تنام بَعيد عني !

+


بدون تفكير هرول إلى الغرفة التى بجانبها فلم يجدها ثم التي تليها فاقترب منها و وقف أمامها وقبل أن يدلف استمع إلى شهقاتها المرتفعة ويبدو أنها تبكي بشدة فنفخ بضيق وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره ، 

+


ثم تنهد بأنفاس عالية قبل أن يدخل إليها ثم فتح الباب فوجدها ترتمي على التخت وهي تدفن رأسها في الوسادة تبكي بشدة فنظر إليها بحزن وهو ينطر إلى كف يده الذي صفعها به بأسى وكأنه يريد أن ينتقم منه لتصرفه الأهوج في حالة الغضب الشديد ثم اقترب منها ومد يده يجذبها إلى أحضانه ولكنها امتنعت بشدة ولأول مرة تبعد يدها عنه بذاك العـ.ـنف الذي أذهله ثم وجد حاله يمسك رأسها بيديه مجبراً إياها على النظر داخل عينيه رغما عنها وهو يلومها :

+


ــ بقي اكده تبعدي عن حضني بالطريقة دي ياسكون هنت عليكي ؟

+


لم تستطيع النطق وكأن لسانها ابتُلع والى الآن صدمة صفعته لم تستطيع الإفاقة منها ولا أن تستوعبها فبعدت أنظارها بعيداً عنه وهو ما زال محتضناً رأسها بين كفاي يديه عنوة عنها ، 

+


انتظر ردها عليه ولكنها لم تريحه ولم تطمئن أذنه بسماع صوتها حتى لو عتاباً وملاماً فتحدث ثانيةً وهو يعتذر لها عما بدر منه من فعلةٍ شنيعة :

+


ــ يا سكون بلاش ارجوكي الصمت الحزين اللي هتستخدميه معاي دي اتخانقي وزعقي معاي وخرجي اللي في قلبك بس بلاش ارجوكي .

+


الثاني والعشرون من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close