رواية فارس بلا مأوي الفصل التاسع عشر19 بقلم ولاء رفعت
_ في وسط المدينة الصاخبة والأضواء الملونة المنتشرة في أرجاء الطرق والشوارع مصدرها لافتات الأندية الليلية والمتاجر، وبداخل السيارة الليموزين يجلس يتابع أعماله في مصر عبر هاتفه، بينما هي تتأمل شوارع المدينة من خلال النافذة، تنظر بأعين خاوية من التعبير حيث أصبحت مسلوبة الإرادة تُنفذ أوامره بخضوع تام، فقد بدأ الضعف يتملك من روحها.
أفاقت من حالة صمتها علي صوته يخبرها:
_ جهزي نفسك قربنا نوصل، وطبعاً مش محتاج أنبه عليكي رجلك متبعدش من جمبي ولا خطوة، أي حد هيكلمك الإجابة علي أد السؤال، متشربيش أي حاجه تتقدملك غير لما تقوليلي الأول.
+
نظرت إليه بسخط وقالت:
_ أني مبشربش الجرف الي عتشربو.
+
أمسك كفها وضغط عليه وبشبه إبتسامة مخيفه ونبرة تهديد:
_ و مش عايز أشوف البصة دي تاني، ولما تتكلمي معايا عينيكي في الأرض، مفهوم؟.
1
ظلت تنظر له بصمت حتي توقفت السيارة فأردف بأمر:
_ يلا عشان وصلنا.
+
فتح إحدي رجال حراس الكازينو باب السيارة من الخارج، ترجل بهيبته وتبعته زوجته فمن لايعرف سليم العقبي وخاصة بعدما أخبر بقدومه صديقه صاحب الكازينو ورجل الأعمال ونجل أشهر عائلات المافيا بلاس فيجاس (دانيال ساتلوني) ، فما عليه سوي أن أُعد له إحتفالاً خاصاً يليق به وبعروسه فالكل لديه فضول لرؤية من تلك المرأة التي أستحوذت علي قلب ال(Devil) فهذا لقبه في وسط رجال المافيا والعصابات، فالشر وسليم وجهان لعملة واحدة.
+
وقف هذا الرجل الأصلع يستقبله بذاته، رافعاً يديه بطريقة مسرحية قائلاً بالأمريكية:
_ وأخيرا قد أتيت بعد غياب طويل أيها ال(Devil).
+
بادله سليم الإبتسامة وصافحه بمحبة:
_ كان لدي الكثير من الأعمال كما تعلم ياصديقي.
+
نظر دانيال نحو تلك العروس التي تغطي رأسها بوشاح فمظهرها يبدو غريباً في هذا الوسط، يعلم إنها عربية مصرية مسلمة مثل صديقه لكن يبدو إنها تتمسك بتعاليم دينها أيضاً وذلك جلي في مظهرها المحتشم.
2
مد يده إليها وقال:
_ مبارك لكما سيدتي الجميلة.
+
نظرت زينب أولاً إلي سليم فأبتسم من فعلتها تلك، وضع يده علي خصرها بتملك و قال بالنيابة عنها :
_ عذراً دانيال فزوجتي لاتصافح الرجال.
1
رمقها دانيال بنظرة لم تفهمها فقال:
_ حسناً لايهمك سيدتي، هيا بنا ينتظركما الكثير من المفاجاءات بالداخل.
+
دلف ثلاثتهم إلي الداخل ليجدوا في إستقبالهم فتيات ترتدي ثياب عارية تقوم بنثر أوراق الورود عليهم وتهلل بفرح وبدأت الموسيقي، أقترب النادل يحمل علي كفه صينيه يعلوها زجاجة من الخمر وكأسين، تناول سليم الزجاجة وقام بإقتلاع غطاءها الخشبي فأنفجر محتواها بفوران أنسكب علي يده وعلي الأرض، تناول كأس وسكب القليل ليحتسيه علي دفعة واحدة، فسكب الكأس الأخري وأعطاها لها فأبعدت الكأس بعدم رغبتها بإرتشافه لكنه باغتها بالقبض علي خصرها بقوة يضمها إلي صدره بقوة هامساً بجوار سمعها:
_ أشربي البوءين دول وخلي ليلتك تعدي علي خير أحسنلك.
2
ردت بإعتراض وتصميم:
_ وأني مابشربش ولا عمري ما أحطها في خشمي واصل.
+
إبتسم إليها وأنامله يغرزها في خصرها مما سبب لها ألم جعلها لم تتحمل فأصدرت تأوهاً رغماً عنها
، فقال بأمر لاجدال فيه:
_ وأنا قولت أشربي.
ودفع الكأس علي فمها فأبتلعت الخمر علي مضض معتصرة عينيها بتقزز من طعمه اللاذع الكريه،ولم تتوقع أن يدير جسدها بين يديه ويهبط علي شفتيها أمامهم بقبلة بدت إليهم قبلة رومانسية من زوج لزوجته كما يفعلون في حفلاتهم وأعراسهم لكنها كانت غير ذلك بالنسبة إليها.
1
قادهم دانيال إلي الطاولة المجهزة لهما عليها أشكال وأنواع مختلفة من زجاجات النبيذ والخمر والفاكهة والتسالي يتوسطها قالب حلوي عليه عبارة تهنئة ويعلو القالب شكل أصفاد مصنوعة من عجينة السكر تشبه الأصفاد الحقيقية تماماً.
وعندما رآها سليم تجهم وجهه ونظر إلي دانيال بإستفهام، قهقه الآخر وقال له:
_ هذه فكرة زوجتي، دعني أعرفكما عليها، تعالي حبيبتي.
+
تقدمت نحوه امرأة في بداية عقدها السادس ذات شعر قصير بللون البندق وعينين بللون أوراق الشجر وبشرة تدل إنها شقراء ويبدو لون خصلاتها مستعاراً، من يراها يظن إنها فتاة في العشرينات، تتمايل بخصرها الذي يشبه الساعة الرملية ترتدي ثوباً أسود بلا أكمام طويل وبه فتحة تظهر إحدي ساقيها ء، وحين وصلت لدي الطاولة أستدارت لتكون المفاجاءة والصدمة في ذات الوقت لديه.
3
_ أعرفكما بزوجتي وشريكة أعمالي ساندرا جابرييل.
قالها دانيال، لتمد زوجته يدها إلي سليم وترمقه بإبتسامة جلية يقابلها بنظرة آتية من وادي مظلم، يجز علي عظام فكه بقوة.
تفوهت بصوتها الأنثوي الرقيق الخادع:
_ أهلاً سيد سليم، و زواج سعيد.
3
بادلها المصافحة بقبضة علي يدها شعرت بطقطقة مفاصل أناملها، وقال:
_ أهلاً سيدة ساندرا.
+
حدجت زينب بتفحص لاحظته الأخري وقالت:
_ زوجتك جميلة جداً.
+
نظرت زينب إليها بشبه إبتسامة:
_ شكراً لك ِ.
+
_ أتمني ما أعددناه قد أسعدكما، فعندما أخبرني دانيال بزيارتكما إلي الكازينو وأنكما حديثي الزواج، فأوصيت علي قالب حلوي خصيصاً لكما و الأصفاد.
صمتت لثوان ورمقت سليم بنظرة غامضة لتعود إبتسامتها المزيفة مجدداً، مردفه:
_ تعني الزواج يشبه الأصفاد تماماً كما يسمونه لديكم بالقفص الذهبي.
+
رمقتها زينب بإبتسامة ساخرة وبداخلها تقول:
_ وأنتي الصادجة قصدك سچن والحكم فيه إعدام جلبي وروحي الي عيموتو يوم ورا التاني علي يد واحد إبليس يجوله يا سيدي.
ونظرت بإزدراء نحوه بدون أن يلاحظها أحد، فسليم ما زال ينظر لساندرا.
تدخل دانيال وهو يحتضن جسد زوجته من ظهرها :
_ لم تصدق سليم كيف تعرفت إلي ساندرا لأول مرة، ك....
+
قاطعته ساندرا وهي تبعد يديه عنها خصرها وأمسكت بإحداها :
_ يكفي دانيال ثرثرة، أتركنا نحتفل وبعد ذلك سنخبرهما كيف تقابلنا.
+