رواية فارس بلا مأوي الفصل الثامن عشر18 بقلم ولاء رفعت
_ كانت الخامسة مساءً بداخل منزل عائلة ورد التي قتلت غدراً.
_ أني هاتچن كيف ما رچعتش لحد النهاردة وتليفونها مجفول، بجالي أيام عادور وألف عليها عند كل المعارف والجرايب حتي صحباتها الي چوة البلد والي بره جالولي مشوفهاش واصل ولا يعرفو عنيها حاچة، والعمدة الي كانت عتخدم حداه في النچع مات وإبنه في السچن والدار مجفولة بالجفل، هتكون راحت فين دي!.
قالها شقيق ورد و زوجته تستمع له والعرق يتصبب علي جبهتها من الخوف، فهي أكثر من هو قلقاً، تعلم عنها كل شئ وتخشي أن يكون أصابها مكروهاً علي يد عشيقها، ترددت أن تخبر زوجها بما لديها لكنها تخاف من ما قد يفعله بها، فهذا ليس بأمر هين، إنه الشرف الأمر الذي لن يتهاون فيه زوجها عندما يعلم بما أقترفته شقيقته في حق نفسها وحقه، لقد دفست رأسه في الوحل تحت مسمي وهم يدعي العشق، حب من طرف واحد وقعت ضحية له، لم يكن في الحسبان أن تكون حياتها ثمناً لهذا الحب المحرم اللعين.
+
توقف فجاءة من الذهاب والأياب عند ملاحظته توتر زوجته والخوف الواضح في عينيها، أقترب منها و قبض علي تلابيب عباءتها وبللهجة شديدة سألها:
_ أنتي خابرة حاچة ومخبيها عني؟.
+
أبتلعت لعابها بخوف وبإستنكار وكذب واضحاً إليه:
_ أني، لاء ما عرفش.
+
صاح بها بعنف:
_ ماتكدبيش عليا إلا وقسماً بالله لأنزل فيكي ضرب لحد ما تطلع روحك وأرمي چتتك للديابة عند الچبل.
+
_ هجول، هجول، بس جبل ما أجولك علي كل حاچة أني كيفي كيفك إكده عرفت بعد الي حوصل وياها.
+
_ جصري وجولي علي طول.
+
أستعادت رباطة جأشها للتفوه قائلة:
_ خايتك تعرف واحد وهمها بأنه عيحبها ويتچوزها لحد ما ضحك عليها وحملت منيه، ومن كام يوم جررت تروحله وتجوله إنه يچي لك يطلب يدها منك وبعد ما يتچوزها يطلجها، المهم يكون فيه قسيمة تثبت بيها العيل الي في بطنها وفي نفس الوجت ما تتفضحش وتجتلها.
+
يستمع إليها ويشعر بما حوله من أشياء تدور كالساقية، كيف حدث قال هذا بدون علمه، كيف أن تتجرأ علي فعلتها تلك من قام بتربيتها منذ ممات والديهما، وتركها كما أختارت أن تعمل في خدمة المنازل بإرادتها معطياً إياها الثقة برغم ما يتلقاه من لوم الآخرين له.
+
إذن لم يجد أمامه سوي أمر واحد، فعليه الوصول لشقيقته ويفعل بها كما تربي عليه من عادات وتقاليد و أيضاً الوصول إلي من فعل به ذلك ويأخذ بثأره منه مهما كان ما سيدفعه من الثمن.
_ يطلع مين ولد الحرام الي سوي وياها إكده؟.
+
أجابت بخنوع:
_ إسمه زكريا.
1
ـــــــــــــــــــــ،،،،،، ــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ تركض في الحقل وسط أعواد الذرة وتتلفت خلفها كل حين حتي أوقفها يحاوطها بزراعيه قائلاً لها:
_ عتچري ليه إكده وخايفة ؟.
+
شهقت غير مصدقة من رؤيته واقفاً أمامها، رفعت يديها و وضعتها علي وجنتيه تتلمسهما بشوق وحنين، تفوهت بإستفهام وفرحة عارمة:
_ فارس؟.
+
أجاب والبسمة تعتلي ثغره ورماديتيه التي تنضح عشقاً إليها :
_ أيوه أني يا جلبي.
+
عانقته وأجهشت بالبكاء، ربت عليها بقلق:
_ عتبكي ليه؟.
+
_ لأنك أتوحشتني جوي وفي بُعدك عتعذب، مجدراش أستحمل أكتر من إكده.
+
أجاب عليها بصوت غير صوته:
_ هتستحملي غصب عنك مش بمزاجكك.
+
أنتفضت وهي تبتعد عن صدره فوجدته سليم من يحتضنها، صرخت وأخذت تركض مرة أخري وشبح فارس يظهر أمامها يناديها:
_ زينب.
+
كلما تركض نحو شبحه وتصل إليه يختفي، لكن صوته في أذنيها ما زال يناديها.
+
و بالعودة إلي الواقع، بعدما دلفت إلي المرحاض ظل واقفاً خلف الزجاج حتي أنتهي من التدخين وألقي ماتبقي من سيجاره المحترقة في المنفضة، ذهب إلي المرحاض فوجده موصداً، لاتعلم إنها مهما أوصدت من أبواب عليها لتحتمي منه فلا يمكنها الإختباء منه ولكي يثبت لها ذلك، جلب نسخة أخري من مفتاح الباب وقام بفتحه ودلف متوعداً لها لكن ما تفاجئ به جعله كمن أصابته الصاعقة.
ركض نحو حوض الإستحمام الممتلئ بالمياه وهي ممده بداخله في إستسلام تام، حملها وأخرجها إلي الخارج وألقي بها فوق الفراش، يربت بعنف علي وجنتيها بقلق وخوف:
_ زينب، فوءي، زينب.
+
وضع أذنه لدي موضع قلبها الذي ما زال ينبض لكن ببطئ، قام بالضغط علي صدرها حتي تخرج أي مياه وصلت للقصبة الهوائية، أخذ يضغط و وضع فمه بخاصتها يمدها بأنفاسه حتي قذفت القليل من المياه من فمها، وبدأت تفتح عينيها، فرأته يحدق بها والخوف والقلق يسيطران علي ملامحه الحاده.
+
_ أي الي أنتي عملتيه في نفسك ده؟.
سألها بغضب، أشاحت وجهها جانباً غير قادرة علي التحدث أو الدخول في جدال يرهقها، أمسك بفكها وحدجها بنظرة نارية:
_ دي تاني مرة تحاولي تنتحري، للدرجدي مش عايزة تعيشي معايا!.
+
لم يجد منها رداً سوي شهقات وشيكة علي البكاء، فلاحظ جسدها بدأ يرتجف دون إرادتها، ترك فكها ورمقها بنظرة مظلمة، أمسك بدثار ثقيل وألقاه علي جسدها بالكامل، أقترب منها وبصوت كالفحيح قال:
_ فكري تعمليها تالت يا زينب، وأنا أقسملك وقتها مش هارحمك من الي هعملو فيكي.
نهض عنها ونظراته المرعبة تخبرها بصدق تهديده إليها، أردف وكأنه الشيطان ذاته يتحدث:
_ قرار موتك ده أنا الي أحدده وبالطريقة الي أنا عايزها، فاهماني يا زينب؟.
2
أكتفت بنظرة مقيته حدجته بها كإجابة علي حديثه النابع من عقلية مريضة تعشق رؤية الدماء المصاحبة بصرخات ألم ضحيتها.
_ هاسيبك ترتاحي لحد ميعاد الغدا، أنيتا هتطلع تصحيكي تلبسي وتنزلي علي طول، وأعملي حسابك هنخرج نسهر بالليل.
+
