رواية بغرامها متيم الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطيما يوسف
أحياناً تبدو لنا الحياةُ كالورودِ الجميلةِ حين تتفتحُ وأحياناً أخرى تبدو لنا كأشواكٍ من نفسِ الورودِ الجميلةِ التي ظننَّا أننا سَنُولدُ على يدِها من جديدٍ ولكِن لا بأسَ ؛ علينا أن نكسرَ الأشواكَ حتى ولو كان الأمرُ يبدو شاقاً في البداية إلَّا أنَّه حينَ الوصولِ للنهايةِ سننظرُ لما رممَّناهُ بيَدينا وسنبتسمُ وستتبدلُ أشواكِ الصدِّ إلى بساتينٍ من الزهورِ لن نستريحُ إلَّا بجوارها وننعُمُ بظِلِّها ✍️✍️✍️
+
#بقلمي_فاطيما_يوسف
+
في المشفى حيث أصبحت الساعة الآن الخامسة صباحاً وهؤلاء القلقين يجلسون على جمر النـ.ـار منتظرين ساعة الفرج من عند الله كان ماهر زوجها هو الوحيد المتواجد معها بالغرفة متمسكاً بيدها وهو يجلس على الكرسي بجانب التخت ويغفو برأسه بجانب قدمها فقد باغته النوم خلسة رغماً عنه ،
+
أما تلك الرحمة أخيراً تأوهت بشدة وبهمهمات خفيفة جعلت ذاك الماهر انتفض بسعادة غامرة على أثرها واقترب منها وهو يقبلها من رأسها لينطق لسانه فرحاً بتأوهاتها :
+
ــ يااااااه أحمدك يارب ، أخيراً يارحمة أخيراً ربنا بعت لي رحمته .
+
ثم قبلها من عينيها ووجنتيها وهو يطمئنها
ــ حبيبتي متقلقيش إنتي بخير وأني جارك ومش ههملك بس هروح للدكتور ياجي يشوفك ويطمَن عليكي ويطمنا .
+
ثم تركها وهرول بأقدام مسرعة وكان في الخارج عمران وسلطان الذين صمموا أن تذهب حريمهم الى المنزل فوجودهم ليلاً ليس له فائدة ، شعر عمران بخروجه من الغرفة وهو يهرول فهوى قلبه بين قدميه ظناًّ منه أن شقيقته أصابها مكروه وهو يهتف لماهر بفزع :
+
ــ هو في ايه يا ماهر هتجرى اكده ليه رحمة جرى لها حاجة لا قدر الله ؟
+
أجابه ماهر مبتسماً بسعادة:
+
ــ له الحمد لله فاقت يا عمران ادخل لها خليك جارها وأني هنادم على الدكتور .
+
ارتاح قلب عمران بدقاته الثائرة بخوف شديد على شقيقته ثم منعه :
+
ــ له روح إنت خليك جار مرتك وأني هجيب لها الدكتور هي محتجاك انت أكتر من أي حد .
+
حرك أهدابه بامتنان لذاك العمران الذي هرول سريعاً للطبيب أما هو عاد إليها متلهفاً وما إن دلف اليها حتي احتضن كفاي يديها بين يديه كي يبثها الدفئ ويجعلها تشعر بالأمان في وجوده وهو يردد لها بحمد :
+
ــ حمد لله على سلامتك يا رحمتي اكده تعملي في ماهر عملتك داي وتزلزلي قلبي عليكي !
إنتي معرفاش غلاوتك في قلبي كد ايه !
+
ظل يلقي على مسامعها عبارات الحب والإحتياج لوجودها بجانبه كي يجعلها لا تتأوه وتنسى ما هي به واللحظات الصعبة التي مرت بها ثم أتى عمران هو والطبيب الذي بدا بالفحص الكامل لها وحقنها كي يجعلها تفيق ويستطيع التحدث معها كي يعرف حالتها وأول سؤال بدأ به :
+
ــ اسمك ايه وتعرفي ايه عن نفسك ؟
+
أجابته بوهن بعدما بدأ المصل يجري مفعوله وفاقت من تيهتها رويدا رويدا :
+
ــ اسمي رحمه سلطان المهدي ، متجوزة ماهر الريان ،
+
سألها الطبيب وهو يشير الى كلاهما :
ــ انهي واحد في اللي واقفين دول يبقى جوزك والتاني يبقى مين ؟
+
كانوا مندهشين من أسئلة الطبيب اما ماهر نظر إليها وهو منتظر إجابتها كي يهدأ قلبه وهو لم يصدق انها لن تتذكره اما هي أشارت الى ماهر بعينين تلمعان بوميض من العشق وهي تردد بدعابة اعتاد عليها لسانها حتى في اشد لحظات مرضها مما جعلهم ابتسموا جميعاً على طريقتها :
+
ــ وهل يخفى القمر ، دي ما يتنسيش في حد يقدر ينسى هولاكو .
+
ضحكوا جميعا على اجابتها اما هو نظر اليها بنصف عين بنفس دعابتها وهو يداعب أسفل ذقنه بيديه ويتوعد لها بخفة ،
+
وأكملت وهي تشير بيدها تجاه عمران :
+
ــ ودي عمران اخوي حبيب قلبي ربنا ما يحرمني منه ابدا .
+
حرك الطبيب راسها براحة وبدأ بعمل تمارين ليديها وجدها تحركها بسلاسة دون اي إعاقة ثم طلب منها ان ترتفع بجسدها قليلا كي تتكئ علي الوسادة دون أن يساعدها أحداً غير أن ماهر عدَّل من وضعية الوسادة خلفها فأسندت يديها على التخت ثم رفعت جسدها على الوسادة مما جعل الطبيب يطمئن لهذا المؤشر ،
+
ثم استأذن من ماهر ان يتناوب في عمل تمارين لقدميها فرفع ماهر الغطاء قليلا وعدل من هندامها كي لا تظهر قدميها فهو يغار عليها بشدة ثم بدأ بتحريك قدميها ولكن رحمة لم تشعر بهم على الإطلاق مما جعلها رددت بذهول:
+
ــ اني مش حاسة برجلي خالص هو في ايه ؟
+
انصدم عمران وماهر من ما قالته للتو مما جعل الطبيب يتنهد بأسى مما شك فيه من البداية فاستأذن من ماهر :
+
ــ بعد اذنك ممكن تبعد اشوف شغلي .
+
ابتعد ماهر وخطى إليها وأمسك كف يديها واحتضنه بين يديه وباليد الأخرى يربت عليه ظهرها بحنو كي تهدأ اما الطبيب بدا ايه بعمل تمارين لقدمها وهو يسألها وكل ما تجيبه انها لن تشعر بشيء أبداً فقام بشك قدمها بذاك الدبوس ولكنها أيضاً لم تشعر ولم تتأوه مما جعلهم جميعاً منصدمين من عدم شعورها بشكة الدبوس حتى نطقت بصدمة :
+