اخر الروايات

رواية بغرامها متيم الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطيما يوسف

رواية بغرامها متيم الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطيما يوسف



أحس بانقباض قلبه وعيناه تتفحص المسبح من بعيد وأقدامه جرت مسرعة وكأنه يشعر بوجود خطب ما وما إن وصل ورآها حتى اتسعت مقلتيه ذهولا من الموقف وهو ينادي بأعلى صوته عليها :

+


ـــ رحمممممممممممة ، رحمممممممممممة .

+


خلع جلبابه على الفور حتى يكاد أن يتقطع بين يديه وقفز داخل حمام السباحة سريعاً وقلبه وعينيه من الهلع يشيبان الرؤوس ظل يسحب بيديه سريعاً وفي أقل من خمس ثواني كان قد وصل إليها ورفع جسدها عن الماء بين يديه وهو يحتضنها بشدة ثم أبحر بقدميه حتى أخرجها من المسبح ووضعها أرضاً وبدأ بضغط يديه أسفل معدتها حتى تخرج المياه من بطنها ظل يفعلها كثيرا إلى أن وجدها لم تفيق فهوى قلبه بين قدميه فزعا عليها فأمسك ذراعها كي يرى نبضه وجده بالفعل لم يتوقف عن نبضاته فحملها على الفور وهرول مسرعاً بأقدام تسابق الزمن ووضعها في سيارته وانطلق على الفور الى المشفى ، 

+


كان ينظر اليها وهي مغشياً عليها في الكرسي الخلفي طيلة الطريق وهو يدعو الله ان تكون بخير فهو ان فقدها لن يستطيع العيش يوماً واحداً بعدها فهي أصبحت له كل شيء في عمره ،أصبحت له النفس الذي يخرج من رئتيه، فبدونها ستكون الحياة صحراء جرداء قاحلة، 
فمن غيرها أذاقه الحُلوَ بنعيمه ؟
ومن غيرها أذاقه شهد الحياة الدنيا ؟
ومن مع غيرها سيبتسم ويشعر بأنه كائن حي على وجه الارض غير تلك الرحمة التي أرسلها الله له وبالفعل كانت رحمة لقلبه المسكين الذي عاش سنوات من الفقدان المرير عقب ذكرياته الأليمة مع جنس حواء ،

+


وصل الى المشفى ثم حملها بين ذراعيه ودلف داخل الاستقبال وهو ينادي بأعلى صوته :

+


ــ حد يلحقنا بسرعة قبل ما نبضها يقف .

+


أقدم اليه عدد من الممرضين ويليهم طبيبان واستلموها من بين يديه وهرول وراءهم ولم يتركها وهو يوضح لهم ماذا جرى لها وهو ينهج بشدة :

+


ــ رجعت من الصلا لقيتها غرقانة في حمام السباحة حاولت افوقها ما عرفتش فجبتها على اهنه طوالي ممكن تتصرفو بسرعة .  

+
            
دلفوا بها إلى غرفة الفحص السريع وبدأوا بإنعاشها ولكن يبدو أن الحالة خطيرة للغاية وهو يقف معهم يمسك يدها والرعب يزداد داخل قلبه عليها وكل تفكيره الآن انها ستضيع من يده ، 

+


أما هي نائمة بحالة يرثى لها فتحدث الطبيب سريعاً وهو يرى شفتيها الزرقاء :

+


ــ لازم تدخل العناية المركزة حالا  الجسمُ محروم من الأكسجين ودي ممكن يسبِّب ضرر لأعضاء الجسم خُصُوصًا الدِّماغ يالا بسرعة بلغيهم يجهزو العناية.

+


أما ذاك الماهر ردد بفزع لما استمع إليه :

+


ــ يعني ايه حد يفهمني هي كويسة ولا له  ! وليه عناية مركزة هي حالتها خطيرة للدرجة دي ؟

+


تفهم الطبيب فزعه وتحمل علو صوته فهو الآن رجل مرتعب على زوجته التي بين ايادي الله :

+


ــ للاسف حالتها صعبة جداً ولو ال ٢٤ ساعة عدوا عليها هتوبقى بخير فادعي ربنا تعدي على خير ، بعد اذنك ممكن تخرج دلوك علشان نشوف شغلنا لان التأخير ثانية واحدة خطر على حياتها فخلينا نسعف الحالة .

+


اتسعت مقلتيه هلعاً من كلام الطبيب له ثم ارتخى جانباً على الحائط كي يفسح لهم المجال لإسعافها ، 

+


نقلوها سريعا إلى غرفة الرعاية وهو لم يفارقها رغماً عنهم وارتدى هو الآخر ملابس العناية وهو يقف بجانبها وقد بدأو بتوصيل خراطيم التنفس لها وإمدادها بالاكسجين وهو فقط ينظر إليها وعيناه تحكى لها آلاف الحكوى وكأنها تترجاها أن ترأف بحالته هو لا بحالتها وهي الآن ملقاه على تخت الموت ، 

+


فعل لها الأطباء كل الإسعافات الأولية وظلا أكثر من ساعتين يجرون إسعافاتهم حتى تركوها لأثر الأجهزة تتفاعل معها وهو مازال بجانبها لم يتحرك ، وما إن خرجوا حتى جلس على الكرسي الموجود بجانب التخت وأمسك يدها واحتضنهم بين كفاي يداه وبدأ يقبلهم قبلات خوف من الفقدان وهو يضع إحدى يدها على وجنته ويردد لها كما لو أنها تسمعه :

+


ــ متسبنيش يارحمة ، مش هقدر أعيش ثانية من غير وجودك في حياتي ، إنتي بالذات خسارتك معناها موتي .

+


ومع كل كلمة تخرج من شفتيه ينهيها بقبلاته لباطن يديها كي يشعرها بدفء وجوده وهذا ما أوصله له عقله وهو يشعر بأن قلبه يتمزق وجعا بين أضلعه على نصفه الآخر ومُكمِلَه ، 

+


بعد مرور ساعة وهو على حالتها صدح آذان العصر فشعر بأنه يريد أن يناجي ربه أن يرعاها ويجعلها في كنايته وأن يحفظها له ، 

+


ثم وضع يدها برفق وقبلها من جبينها وتركها وذهب إلى المسجد كي يؤدي فريضة العصر ويدعوا الله لها أن يشفيها ، 

+


بعد أن أنهى صلاته جلس يناجي ربه بقلب خاشع :

+


ــ يارب تخليها لي وتشفيها ، مش هقدر على فقدانها هي كمان ، لاااا هي فقدانها من حياتي يعني موتي مش هقدر أعيش من غيرها ، 

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close