اخر الروايات

رواية دوائي الضرير الفصل السادس عشر16 بقلم نرمين ابراهيم

رواية دوائي الضرير الفصل السادس عشر16 بقلم نرمين ابراهيم 

الفصل السادس عشر....

و في ذات الليلة بعد ان ترك عاصم سارة أمام غرفتها و ذهب هو لغرفته.. أتتها مكالمة من رقم غير مسجل.. ترددت أن تقبلها خوفاً ان تكون من كريم و لكن مع إصرار المتصل ردت على الهاتف ليأتيها ما خافت منه.. صوته المقزز...

كريم: احلى مزة في بر مصر كله.. عامل ايه يا حبيبي.
سارة(بغضب): قولتلك الف مرة ماتقوليش حبيبي دي تاني.. انا مش حبيبتك يا كريم.. و أبعد عني بقى و بطل القرف اللي انت بتعمله دة.
كريم(بإستفزاز): قرف؟!! دلوقتي حبي ليكي بقى قرف.. الله يرحم زمان.. ماكنش يعدي ساعتين الا و تكلميني.
سارة: زي ما قولت كان زمان.. و كنت مخدوعة فيك.. اخلص و اقفل بقى عشان انا مش طايقاك.
كريم: مش قبل ما تجيلي زي ما قولتلك..
سارة: مستحيل.. و انت عارف دة كويس.. و يكون في علمك انت لو مابطلتش اسلوبك الزفت دة معايا مش هايحصل كويس.
كريم: إيه هو بقى اللي هايحصل.. انا نفسي اعرف تقدري تعملي إيه.
سارة(بقوة): لا من ناحية اقدر اعمل.. فأنا أقدر اعمل كتير و كتير اوي.
كريم(ببرود): طيب ما تقوليلي كدة حاجة من الحاجات الكتير اللي ممكن تعمليها دي.. اديني مثال يعني.. زي ايه؟
سارة: زي اني ممكن مثلا اقول للحاج عبد الرحمن على مضايقتك ليا.. و اقول لعاصم على طلباتك القذرة مني..
شوف بقى ساعتها ممكن يعملو فيك إيه.. و خصوصا عاصم.
كريم(بغضب مكتوم): انتي بتهدديني بعاصم.. هي حصلت يا سارة؟
سارة(بحدة): اولا اوعي اسمي يجي على لسانك الزبالة دة مرة تانية.. ثانيا انا مش بهددك.. انا بقولك اللي هايحصل لو مابعدتش عني و خرجتني من دماغك.
كريم: طيب ما انا كمان ممكن اقول.
سارة(عقد حاجبيها بتعجب): هاتقول ايه انت؟ عندك إيه تقوله أصلا.
كريم(ببرود و نبرة مقززة): عندي كتير.. كتير اوي.. عندي انك مثلا كنتي خطيبتي.. حبيبتي.. و ياما جيتيلي البيت في أمريكا.. و مش عايز افسر اكتر من كدة بقى.. هاسيب الباقى لخيال المشاهد.
سارة: انت حقيقي سافل و حيوان... انا عمري ما جيتلك بيتك لوحدي.
كريم: اثبتي.
سارة: انت زبالة اوي كدة ازاي.
كريم: مش مهم ازاي.. المهم النتيجة.. ها قولتي ايه.
سارة: قولت انك مش قدي.. بس عموما انا قبلت التحدي و هانشوف بقى هما هايصدقو مين...
ابن اخت ماما هنية اللي كل يوم مع بنت و سمعته بقى حدث ولا حرج زي الزفت.. ولا انا اللي عشت معاهم فترة كويسة تخليهم يبقو عارفين مين هي سارة و ممكن تعمل إيه و مستحيل تعمل إيه... ها ماترد يا أستاذ.
ولا لما اقولهم ان انت بتساومني و بتبتزني عشان اغراض قذرة زيك.
كريم(و قد بدأ الخوف يتسلل لقلبه): ماحدش هايصدقك.. حتى رسايل الواتس كنت بمسحها فوراً أول ما تسمعيها.
سارة: جايز انت ذكي اوي كدة و بتمسح رسايل الواتس... لكن انا بقى تليفوني بيسجل المكالمات اوتوماتيك.. و معايا بدل الدليل عشرة.

ثم أكملت بغضب و قوة...

سارة: لأخر مرة هاقولهالك يا كريم.. ابعد عني احسن لك.

أغلقت الهاتف في وجهها و هي تلهث بشدة بسبب غضبها و خوفها من ذلك الغليظ القذر.. و لكنها عزمت على أن تخبر عاصم بكل شئ حتى لا تدع فرصة لذلك الحقير بأن يخرب علاقتها بعاصم و يهدد أمن حبهما الوليد.

أما عاصم...
فقد توجه إلى غرفته بعد أن اطمئن على سارة أنها دخلت غرفتها بسلام.. و كانت عقارب الساعة قد قاربت الثالثة فجراً.. فتوجه إلى المرحاض ليأخذ حماماً دافئاً ليساعده على النوم و طرد أفكاره القلقه عن رأسه...

دخلت سارة إلى المرحاض أيضاً بعد أن أنهت مكالمتها الثقيلة مع كريم و قد اتخذت قرارها بإخبار عاصم بكل شئ..
ابدلت ملابسها لملابس النوم التي كانت تتكون من بنطلون قطني طويل و فوقه سترة بأكمام طويلة أيضاً حتى يحميها من برودة جو شهر ديسمبر الذي كان قدا بدأ تواً.. بدلت ملابسها ثم خرجت أغلقت باب غرفتها بالمفتاح إتقاءً لشر و قذارة ذلك الـ "كريم".. و اتجهت إلى فراشها لتنعم ببعض ساعات النوم الذي فارقها لمدة طويلة...

أما كريم..
ذلك النذل الحقير...
فهو أولاً لم يتركهما لحظة منذ إلتقيا.. فقد كان يراقبهما و يستمع لحديثهما و سجل لهما بعض الفيديوهات و الصور التي توثق علاقتهما...
ثم ثانياً و بعد مدة من مراقبتهما سأم من مراقبتهما عندما غفت سارة على كتف عاصم و عم الهدوء.. فتركهما و رحل..
توجه إلى غرفته و ظل ينتظرها تدخل إلى غرفتها حتى يهاتفها بحرية..
و ما أن أنهى مكالمته معها أتخذ قراره هو أيضاً و قرر تنفيذه.. و اليوم.
فقد توجه إلى غرفة سارة بينما كانت تبدل ملابسها بالمرحاض و دخلها خلسة و ظل مختبئاً بها حتى خرجت و لكنها لم تشعر بوجوده.. فقد كان ذكياً للغاية... لم يستعمل عطره حتى لا يلفت نظرها لوجوده.. و حتى لا تشعر به..
ظل يراقبها بعد أن بدلت ملابسها و اتجهت لتنام في فراشها.. لم يحرك ساكناً ولم يصدر صوتاً ولا حتى همسة واحدة.. فقد كان ينتظرها لتنام و أيضا ينتظر عاصم لينام حتى لا يشعر أحد بنيته الخبيثة..

انتظر لمدة ساعة او أكثر و هو يراقبها بصمت و بشهوة قذرة.. ثم قرر أن يبدأ بخطته الخبيثة..
تحرك من مكانه من خلف ستارة الشرفة السميكة و اتجه إلى الفراش و هو يتفرس جسدها بتدقيق.. اقترب و تلمس وجهها بشهوة و رغبة محرمة..

أما سارة..
فقد كانت تنعم بنوم هادئ مريح.. ترى حلماً جميلاً لبطل أحلامها الدائم "عاصم" عندما شعرت بشئ يتحسس وجهها.. تحركت و استيقظت فزعة...

سارة(بخوف): ايه دة.. مين هنا.. مين هنا؟؟
كريم(اقترب منها و وضع يده على فمها): هشششش.. اهدي اهدي.. دة أنا.. كيمو حبيبك.

همهمت سارة بكلمات غير مفهومة و حاولت التحدث و لكن يده التي تكمم فمها منعتها.. فأردف قائلاً...

كريم: أنا هاشيل ايدي.. بس وحياة ابويا و امي لو صوتك علي ولا زعقتي لأكون قايلهم انك انتي اللي جايباني هنا.. فاهمة؟؟

هزت راسها إيجاباً بهلع و كان جسدها كله ينتفض رعباً من ذلك الوغد.. و ما أن حرك يده حتى تحركت بعيدا عنه و الخوف يكسو جميع خلايا جسدها...

سارة(و هي تبتعد إلى أقصى الفراش): انت... انت دخلت هنا ازاي؟؟ و عايز ايه اصلا..
كريم(و قد اقترب منها قليلاً): دخلت ازاي من الباب..
سارة: مستحيل.. أنا قافلة الباب بالمفتاح.
كريم: دخلت و انتي في الحمام قبل ما تقفليه.. أنا بقالي ساعتين مستنيكي.
سارة(حاولت مجاراته بخوف): و.. و عايز مني ايه..
كريم: عايزك.. سارة أنا لسة بحبك.
سارة: كريم اعقل.. اللي انت بتعمله دة غلط و مافيش منه فايدة.. أحنا خلاص سيبنا بعض و انا بحب عاصم و هو بيحبني.. انساني بقى و سيبني في حالي.
كريم: بقى انتي يا سارة نسيتيني.. نسيتي كريم حبيبك و فضلتي عاصم الفلاح دة عليا.. دة كفاية اللي فيه و انا ساكت مش عايز اتكلم..
سارة: قصدك إيه؟
كريم: بلا قصدي بلا مش قصدي.. هو أحنا هانقضي الليل كله في عاصم و سيرته ولا إيه.. لا انا عايزك تخليكي معايا هنا..

دارت هذه المحادثة بينما كانت سارة تبتعد عنه بصعوبة تتلمس بكفوف يدها المرتعشه طريقها التي لا تراه فسقطت من على الفراش و ابتعدت زاحفة تبحث عن أي شئ.. فقد كانت كالغريق الذي يبحث عن القشة التي سوف تنقذ حياته..
ظلت تزحف على الأرض برعب إلى أن لمست الجدار أخيراً و وقفت تستند إلى الجدار و الأثاث و هي تقول برعب قد غلف صوتها و وجهها و دواخلها على حدٍ سواء..

سارة: كريم.. ارجوك اعقل.. احنا خلاص اللي كان بينا انتهى و خلص من زمان.. و انت عارف ان اللي حصل لي بسببك مايتنسيش.. ارجوك سيبني في حالي بقى.
كريم(و نزل من الفراش و اقترب منها): مش قادر.. مش قادر يا سارة.. أنا لسة بحبك و عايزك.. كنت فاكر اني نسيتك خلاص.. بس اول ما شوفتك هنا حبك صحي في قلبي من تاني..
ياللا نرجع.. تعالي نرجع لبعض يا سارة و انا هانسيكي كل اللي حصل زمان.. انا عارف انك لسة زعلانة مني.. بس صدقيني انا هاعوضك عن كل حاجة..
(اقترب منها و حاول أن يمسك بها)معقولة.. معقولة تكوني نسيتي اللي كان بينا.. دي قصة حبنا كانت اجمل قصة حب في الجامعة كلها..

ابتعدت عنه بخطواتها المتعثرة و حاولت أن تكون سريعة و لكن توترها حال دون ذلك..

سارة(و تحركت بعيدا عنه): كانت.. كانت يا كريم.. كان في بينا قصة حب لكن انت قتلتها قبل ما تبتدي و تخرج للنور... سيبني بقى في حالي... سيبني اشوف حياتي و اداوي جروحي اللي رجعت تنزف تاني بمجرد ما سمعت صوتك..
كريم(و بدأ غضبه في الطفو على وجهه): اسيبك تشوفي حياتك مع مين.. مع عاصم.. مالقتيش غير عاصم تشوفي حياتك معاه يا سارة.. ابن خالتي.
سارة(بانفعال): ماكنتش اعرف.. و الله ماكنت اعرف انه ابن خالتك.. أنا و عاصم حبينا بعض من غير ما نعرف حاجة عن بعض.. لا انا كنت أعرف أنه ابن خالتك و لا هو حتى يعرف أنا بقيت كدة ازاي.. ولما سألني ماقولتلوش اسمك.. حكيتله اللي حصل بس و من غير اي تفاصيل..
كريم(امسك معصمها بغضب جعلها تتألم): ماتقوليش حبيتو بعض.. انتي بتاعتي أنا و بس.. إنتي ليا أنا و بس.. أنا و بس اللي حبيبك يا سارة.. فاهمة؟؟

تجاهلت سارة ألم معصمها من إحكام قبضته على يدها و قالت بقوة..

سارة: لا يا كريم.. أنت مش حبيبي ولا عمرك كنت.. انت كنت مجرد اختيار غلط.. انت كنت اكبر اختيار غلط انا اختارته في حياتي.
كريم(تدورت عيناه بغضب ناري): و عاصم هو الاختيار الصح بقى؟؟
سارة(نزعت يدها من قبضته و انفعلت بغضب): أيوة.. عاصم هو الاختيار الصح.. برغم أن علاقتنا لسة في أولها و ماحدش عرف عنها حاجة لكن عاصم هو اللي بيحميني.. هو الوحيد اللي حبني انا.. لشخصي انا.. حبني لأني بني ادمة مش مجرد واجهة اجتماعية لواحد مقضيها مع كل بنت شوية لكن لما يجي يفكر يتجوز لازم يتجوز من واحدة محترمة مش زبالة زي اللي يعرفهم.. صح..
عاصم مافيش حاجة تهمه قدي أنا.. اهم حاجة عنده راحتي أنا و بس.. قبل ما بيعمل اي حاجة بيفكر فيها إذا كانت هاتسعدني ولا هاتضايقني..
عاصم دة هو حقي من الدنيا.. الدنيا اللي اخدت مني حاجات كتير اوي.. اوي.. لكن ربنا بعتلي عاصم عشان يعوضني..
ارجوك يا كريم.. ارجوك سيبني.. سيبني اعيش حياتي اللي انت سرقتها مني و ما صدقت أنها رجعتلي.
كريم: مع عاصم؟ عاصم يا سارة.. عاصم المبقع دة؟؟
سارة(بغضب): أيوة مع عاصم.. و ماتغلطش فيه.. و اتفضل بقى اطلع برة علشان لو عاصم عرف باللي انت عملته دة مش هايحصل كويس.
كريم(و احمرت عيناه غضباً): تاني... إنتي بتهدديني بيه تاني... يعني عديتهالك من شوية تقومي تكرريها تاني.. هي حصلت..
سارة: أيوة حصلت.. اطلع برة يا كريم.. احسن هاصوت و الم البيت كله عليك و ساعتها صدقني عاصم هايقتلك.

اعماه غضبه عن دموعها و عن حالة الانهيار التي هي على وشك الدخول فيها.. علت أنفاسه بغضب و قال بإصرار....

كريم: تمام... و انا هاسيبك ليه.. بس مش قبل ما اعمل اللي انا جاي عشانه الاول..
سارة(بخوف): قصدك ايه؟؟!!
كريم: طالما مافيش فايدة و مش عايزة ترجعيلي و كدة كدة هاتلمي البيت عليا يبقى اخد حقي منك الاول..

خلع سترته و انقض عليها كمم فمها بإحكام حتى لا تصدر أي صوت.. و بدأ يمزق ملابسها و يقبلها بعنف و شهوانية.. ظلت هي تتلوى تحت ذراعيه و هي تحاول أن تتملص منه..
ظلت تتحرك تحت يديه يميناً و يساراً لتهرب منه و لكن دون جدوى.. حتى اقتربت معه نحو مرآتها و رفست كل ما عليها بساقها عندما رفعها حتى يلقيها على الفراش ليكمل جريمته التي بدأ فيها..

في هذه الأثناء
كانت هدى تتحدث على الهاتف مع آسر الذي أصبح ليله لا ينقضي أو يكتمل يومه الا بمكالمته..

هدى: ههههههههه.. و بعدين بقى معاك.. مش هاننام؟؟ الساعة عدت 3 الفجر.
آسر: و إيه يعني.. انشالله تكون 30 حتى..
هدى: بس انت بتقوم بدري لشغلك.. كدة تتعب.
آسر(بفرحة): يسلملي حبيبي اللي خايف عليا دة..
هدى(بخجل): طبعا.. و انا لو ماخفتش عليك هاخاف على مين؟؟
آسر: اااه يا هدى.. امتى يجي بقى يوم الخميس دة انا مش قادر استنى..
هدى: و انت مستني يوم الخميس دة اوي كدة ليه..
آسر(بغيظ): عشان ماتش الاهلي يا ظريفة.
هدى(ضحكت بمرح): بحب اوي اسمع صوتك و انت متغاظ كدة.
آسر: ماشي يا ستي شكرا.
هدى: طيب خلاص ماتزعلش.. قول لي بقى مستني يوم الخميس اوي كدة ليه؟
آسر: يا سلام يعني مش عارفة.. عشان اكتب كتابي عليكي.
هدى(بخجل): و .. و هاتفرق في ايه يعني.. دة مجرد كتب كتاب... يعني مش جواز... يعني هانفضل مقضينها تليفونات برضه..
آسر: تليفونات تليفونات.. و مالها التليفونات.. بس هاتبقي بتاعتي.. على اسمي.. هاخد الحضن اللي بتمناه من ساعة ما جيت اتقدمالك و وافقتي و اتخطبنا.
هدى(بغضب و خجل): آسر عيب كدة.
آسر: الله و انا قولت حاجة... مش بقولك اللي حسيته ساعتها.
هدى: بجد يا آسر؟؟
آسر: ايه هو اللي بجد؟؟
هدى: أن انت لما شوفتني حبتني.. يعني ماهمكش أن انا كنت يعني...
آسر(قاطعها بحب): لا ماهمنيش.. ولا ممكن يهمني اي حاجة الا انتي و بس يا هدى.. انا لما شوفتك شوفت عنيكي اللي كانت مليانة حزن.. شعرك اللي سحرني وشك و كمية البراءة اللي كانت فيه..
كلك على بعضك كدة خطفتيني.. الحاجة الوحيدة اللي ما شوفتهاش ولا همتني هي الكرسي اللي كنتي قاعدة عليه..
طيب اقولك على حاجة؟
هدى: حاجة ايه؟؟
آسر: عارفة اني لما كلمت سارة عشان اتقدملك كنت عايز ابقى موجود جنبك في محنتك دي... كنت عايز ادخل معاكي فيها و نخرج منها مع بعض.
هدى: و ليه ماعملتش كدة؟؟
آسر: سارة رفضت.. قالتلي انها شايفة انك تبتدي مشوار علاجك لوحدك و بعدين انا اشاركك فيه...

سمعت هدى بعض الضجيج خارجاً فانتبهت و قالت..

هدى: ايه دة؟؟
آسر: ايه في ايه؟
هدى: مش عارفة.. في صوت برة.. هاطلع اشوف في ايه؟
آسر: لا بلاش... احسن يكون حرامي ولا حاجة.
هدى(ضحكت بمرح و قالت بثقة): ههههههههه.. حرامي مين دة اللي يتجرأ أنه يفكر بس أنه يدخل بيت الحاج عبد الرحمن عمدة و كبير البلد.. لا و يسرقه كمان.. دة يبقى جنى على روحه.
آسر: ههههههههه.. ماشي يا عم الخِطر.. طيب روحي شوفي في ايه و كلميني.. مش هانام الا لما تطمنيني.. ماشي؟
هدى: يا عم ماتخافش دي تلاقيها قطة ولا حاجة.
آسر: برضه هافضل مستنيكي.
هدى: حاضر.. هاشوف في ايه و اكلمك تاني.. سلام..
آسر: سلام مؤقت يا قلبي.

خرجت هدى من غرفتها بعد أن أغلقت هاتفها و وضعته بجيب سترة منامتها ذات الخامة القطيفة المناسبة للجو البارد الذي تشعر به..
سارت في ذلك الممر الذي تفتح عليه كل غرف الدور الثاني... حاولت تتبع الصوت الذي قادها إلى باب السقيفة التي يجتمع فيها عاصم مع سارة دون علم اي أحد..
فتحت الباب و دخلت و لكنها لم تجد شيئاً فظنت أنها قطة أو طائر ما استيقظ باكراً مع اول خطوط ضوء النهار ليبدأ يومه.. فخرجت دون إهتمام لتتجه لغرفتها مرة أخرى.. و لكنها توقفت عندما سمعت صوت همهمات تخرج من غرفة سارة..
إقتربت هدى أكثر و وضعت أذنها على الباب لتحاول أن تسمع بشكل أوضح.. و بالفعل اتضحت الاصوات أكثر و أكثر حين سمعت بعض الأصوات المشوشة و لكنها تبينت أن سارة في خطر..
فطرقت الباب حتى تطمئن على سارة..

هدى: سارة.. سارة انتي صاحية؟

لم تجيبها و لم يتوقف صوت تكسير الزجاج و العراك.. فطرقت الباب بشكل أقوى و هتفت بإسم سارة بصوت أعلى..

هدى: سارة.. سارة انتي كويسة... سارة ردي عليا..

و عندما لم تجد رداً حاولت فتح الباب لتجده مغلقاً فتعجبت.. فقد أكدت عليها سارة من قبل أنها لا تغلق باب غرفتها بالمفتاح أبداً لأنها تخاف الأماكن المغلقة.. و لكن خوفها من كريم و أفعاله فاق رهابها من الأماكن المغلقة.. و هنا شعرت هدى بقلق شديد خاصة عند تأكدها من وجود خطر ما يحيط بسارة..
طرقت الباب بقوة أكبر و علا هتافها بشكل أعلى..

هدى(بصراخ و هي تطرق الباب بعنف): سارة... سارة ردي عليا في ايه.. سارة..

و عندما لم تستطيع أن تفتح الباب صرخت بإسم أخيها حتى يساعدها في نجدة سارة سارة..

هدى: عاصم.. يا عاصم الحقني.. يا بابا يا ماما.. اي حد يلحقني..
سارة افتحي الباب.. يا سارة ردي عليا طيب...

سمعتها أيضاً هنية فاعتدلت في فراشها و لما سمعت صوت هدى نكزت زوجها لتوقظه..

هنية: حاچ عبده... اصحى يا حاچ.
عبد الرحمن(و لم يستيقظ كلياً): ايه في ايه يا هنية عاد.. سيبيني انعس هبابة كمان.
هنية: في صوت برة.
عبد الرحمن: صوت ايه بس؟؟ تلاجيه عاصم لسة ما نامش..
هنية: لا دة صوت هدى بتصرخ..
عبد الرحمن(اعتدل في جلسته بدوره): هدى.. و هاتصرخ ليه... تلاجيكي ماسمعتيش زين.. نامي نامي يا حاچة.

و لكن قاطعهما صوت هدى و هي تصرخ بإسم عاصم و سارة و بأسمهما إيضاً في نفس الوقت..

هنية: مش جولتلك.. بتي فيها حاچة.. يا حبيبتي يا بتي.
عبد الرحمن: استر يا رب.. استر يارب.

و هبا في نفس الوقت لنجدة ابنتهما التي صرخت بكل قوتها بإسم كل من بالمنزل..
اجتمع الجميع امام الغرف بما فيهم منة التي لم تكن قد نامت و خرجت على صوت هدى...
في هذا الوقت..
كان عاصم يرقد فوق فراشه بعد أن أخذ حمامه الدافئ و أبدل ملابسه لبنطال قطني اسود و فوقه سترة رمادية بنصف كم..
كاد أن يستسلم لسباته العميق و يخطفه النوم الذي لم يزوره لمدة ثلاث ايام تقريباً عندما انتبه لصوت صراخ و هتاف بإسم سارة.. ثم بإسمه هو..
فأعتدل على الفراش ليتأكد أن ما سمعه ليس مجرد حلم و لكنه فزع واقفاً عندما أكدت له أذنه ما سمعه في غفوته التي لم تكتمل.. فركض خارجاً من غرفته ليتقابل مع شقيقته التي كادت أن تكسر باب غرفة سارة..

عاصم(ما أن خرج): هدى.. ايه مالك في ايه..
هدى(التفتت لتستقبله): عاصم الحقني.
عاصم: مالك.. و بتخبطي على باب سارة كدة ليه.
هنية: ايه يا هدى.. مالك يابتي.. انتي زينة؟؟
هدى: انا كويسة يا ماما.. بس سارة.. سارة .
عاصم: مالها سارة يا هدى؟؟ انطقي.
هدى: في صوت جاي من اوضتها و بخبط عليها مش بترد..
عبد الرحمن: صوت ايه دة؟؟

لم يكمل الحاج عبد الرحمن جملته الا و سمع الجميع صوت تكسير عنيف يأتي من الغرفة.. فاتجه عاصم نحو الباب..

عاصم(و هو يطرق الباب): سارة.. سارة انتي صاحية..
هنية(و طرقت الباب أيضا): سارة يابتي.. ردي علينا.. ماتخلعيش جلبي عليكي عاد..

أما بالداخل..
فقد كان كريم يكتم فم سارة بيده و بالاخرى يكبل يديها بإحكام و هو ينهال عليها بقبلاته المقززة بعد أن مزق سترتها كلياً..
منعته شهوته و عماه شيطانه عن سماع صراخ تلك المسكينة تحت جسده الضخم و ايضاً عن طرقات الجميع على الباب..
و في لحظة فارقة..
استطاعت سارة أن تحرر فمها من سطوة كف كريم و صرخت بكل صوتها لتطلب النجدة...

سارة: عاااااااااااااااااصم..

توقف عاصم للحظة عندما سمعها تصرخ بإسمه بهذه الطريقة التي جعلت قلبه ينتفض بداخل صدره.. ثم كاد أن يخلع الباب من قوة طرقه و هو يصرخ باسمها بدوره..

عاصم(بكل صوته و قوته): سارة.. سارة افتحي الباب.. سارة في ايه..
هنية: يا مري.. مالك يا بتي؟!!
عبد الرحمن: اكسر الباب يا عاصم..

و بالفعل ابتعد عاصم عن الباب خطوتين و دفعه مرة و أخرى حتى استطاع أن يكسره بالفعل في المرة الرابعة.. و هاله ما رأى.. بل فزع الجميع من ذلك المشهد المرعب.

سارة.. حبيبته مستلقية فوق فراشها و يعتليها كريم.. ثيابها ممزقة.. أثار يده القذرة تركت علامتها فوق بشرتها الناعمة البيضاء فحولتها لجمرة ملتهبة..
شهقتا الفتاتين هدى و منة و وضعتا يديهما فوق فميهما ليكتمل صراخهما و لطمت هنية فوق صدرها..

هنية: يا مصيبتي.. يا مصيبتي..

انقض عاصم على كريم ليبعده عن سارة التي سمع صوت نحيبها الأصم.. رفعه من فوقها و ألقاه أرضاً ثم انهال عليه باللكمات في كل أنحاء وجهه.. و حاولت هي لم شتات نفسها و وقفت لتقترب من أحد الجدران و هي تلهث بإنهيار..
و ظل عاصم يضرب كريم بعنف و غضب و كاد أن يقتله لولا تدخل والده..

عبد الرحمن: كفاية يا ولدي هاتموته.
عاصم: في ستين داهية.. (لكريم) يا كلب يا حقير.. هي حصلت انك تتهجم على واحدة عايشة في بيتي.. يا كلب...
كريم(بأنفاس متقطعة): ماتقولش كلب.. و انت مالك أصلا.. طالما بمزاجها يبقى ماحدش يزعل.
سارة(ببكاء و نشيج): ااااااه.. منك لله.. منك لله.
كريم: مني لله.. ليه.. مش كان بمزاجك ولا انا اللي دخلت الاوضة و قفلتها بالمفتاح ورايا و انتي ماكنتيش واخدة بالك.. مش الاوضة كانت مقفولة بالمفتاح برضة؟؟
سارة(صرخت بنحيب): قفلتها بالمفتاح عشان كنت خايفة منك و ماكنتش اعرف انك مستخبي فيها قبل ما اقفلها.

و اتجهت هنية نحو سارة حتى تهدأ قليلاً و احضرت هدى شالاً طويلاً لتغطي به جسد سارة العاري...

هنية: اهدي يا بتي.. اهدي يا سارة ماتعمليش في حالك اكده..
سارة: انا ماعملتش كدة والله مظلومة..
عاصم: مش محتاجة تدافعي عن نفسك يا سارة كلنا هنا متأكدين أن الكلب دة هو اللي حاول يعتدي عليكي..

رد كريم بلهاث عنيف من أثر عدوان عاصم عليه و لكنه لم يتخلى عن إستفزازه في أخر محاولاته في قلب الموازين لصالحه...

كريم: لا يا عم الشباب و الرياضة.. الأستاذة ماهياش ملاك زي ما انتو فاكرين.. الأستاذة دي تبقى اكبر كدابة انتو عرفتوها.. تحبي تحكيلهم ولا احكيلهم انا يا دكتورة..
سارة(بصراخ): اخرس.. اخرس مش عايزة اسمع صوتك.. اخرس بقى.
كريم: لا مش هاخرس.. الهانم اللي بتدافعو عنها دلوقتي تبقى خطيبتي.
عاصم(بصدمة حاله كحال الجميع): ايه؟؟ خطيبتك؟
كريم(بتبجح): ايوة خطيبتي.. كنا مخطوبين في امريكا.. و كنا متفقين نرجع مصر مع بعض عشان نتجوز.. لكن هي رجعت الاول عشان أنا كان عندي كام حاجة كدة بخلصنا في الجامعة..
كانت علاقتنا مستقرة و تمام حتى بعد ما رجعت هي و اخوها لوحدهم... لحد ما جات تشتغل هنا و قالتلي كل شئ قسمة و نصيب و أنها مش عايزة تكمل.. و ماقالتش ليه حتى..
ماكنتش شوفتها ولا اعرف عنها حاجة لحد ما جيت و اتفاجئت بيها هنا و عرفت هي سابتني ليه.. عارفين انتو بقى هي سابتني ليه.
عارف انت يا عاصم هي سابتني ليه؟؟

نظر له عاصم بدون رد و كأنه يريده أن يكمل و لكن حاولت سارة الدفاع عن نفسها...

سارة: كداب.. كداب و حقير و واطي.
كريم: لا مش كداب.. عايزين تعرفوا سابتني ليه؟؟ عشانك انت يا عاصم بيه.. عشان فلوسك و العز اللي هاتتمرمغ فيه.. إنما أنا مهما كان لسة حتة دكتور في بداية حياتي اجي ايه انا في عز عاصم بيه المنياوي.. صح يا دكتورة..

لم ترد سارة و لكن هدى سبقتها و ردت عنها بما تعلم عن ذلك الأمر...

هدى: كدب.. كله كدب.. سارة حكتلي هي ازاي سابت خطيبها.. خطيبها اللي كان السبب في ضياع عينيها لما شافته مع واحدة في اوضة نومه..
و نزلت من عنده مش شايفة حاجة و خبطتها عربية و حصل لها اللي حصل..
كريم: هي اللي قالتلك كدة؟؟ طبعا عشان تسبكها عليكي كويس.. و بعدين هي إيه اللي وصلها لبيتي و لأوضة نومي أصلا لو مش اول مرة تدخلها.. ها؟؟
هدى: لا لا عاصم ماتصدقهوش.. سارة حكتلي الكلام دة من اول ما جات هنا.. ايام ما كانت علاقتك بيها وحشة و كنت كل يوم تتخانق معاها عشاني.. و ايوة كانت اول مرة تروحلك لوحدها لأنك كدبت عليها و قولتلها انك تعبان.
و هي من طيبيتها خافت عليك تكون تعبان ولا جرالك حاجة فطلعت تشوفك و تلحقك.. لقيتك نايم مع واحدة تانية.
كريم: يااه.. دي سابكاها حلو اوي عليكو.. بس أكيد كانت بتمهد للحكاية يا هدهد.
منة: لا يا كريم.. انت اللي كداب.. حرام عليك بقى كفاياك قرف .
كريم(بعنف): اخرسي انتي.
منة: لا مش هاخرس.. مش هاخرس يا كريم.. كفاية قرف بقى و قذارة.. انا سمعتك لما اتكلمت مع سارة امبارح في الجنينة و هددتها يا إما تجيلك اوضتك يا إما هاتفضحها قدام البيت كله بالكدب..
سمعتك و انت بتعتذر لها عن خيانتك ليها في امريكا.. سمعتك بتعتذر لها عشان انت كنت السبب في ضياع عينيها.. سمعت كل حاجة..
انا كنت عارفة انك سافل و حقير لكن عمري ما كنت أتخيل أن حقارتك توصل أن تستغل ضعف و قلة حيلة واحدة انت كنت السبب في تدمير حياتها.
كريم: انتي كدابة.
منة: لا يا كريم انا مش كدابة.. انت اللي حقير.
عاصم: بس كفاية.. اخرسو كلكم.. انا مش عايز اسمع حاجة تاني... و انت حسابك معايا لسة ماخلصش..

عاد عاصم ليكمل ضرب كريم و لكن بشكل أفظع.. فلم يكتفي ذلك النذل بما فعل بل إنه أيضاً يريد تشويه سمعتها و تلويث شرفها..

عبد الرحمن: كفاية يا عاصم هاتجتله.
عاصم: في ستين داهية.
هنية(و هي تمسك بذراعه): بكفياك يا ولدي.. ماتوديش روحك في داهية عشان كلب زي ده..
عاصم: ولا هاخد فيه يوم واحد.. دة كلب مالوش دية.

تعالت أصوات الجميع بالغرفة حتى شعرت سارة بأنها بداخل إعصار قوي يعتصر احشائها دون رحمة..
صوت عاصم الغاضب المزمجر بأفظع السباب المصاحب لصوت لكماته لكريم..
صوت عبد الرحمن و هو يرجو ولده أن يترك كريم حتى لا يقتله..
و صوت الحاجة هنية التي علا نحيبها برجاء لعاصم حتى لا يعرض نفسه لأي خطر..
و صوت هدى و منة اللتان تبكيان من هول الموقف..
شعرت سارة أن الوقت توقف هنا.. شعرت ان كريم لن يتوقف إلا عندما ينهيها تماماً..و شعرت بتشويش سمعها و انهيار دموعها الباكية.. فصُمت أذنيها أنها عن كل صوت حولها.
حتى اتجه الحاج عبد الرحمن و الحاجة هنية نحو ابنهم لكي يمنعوه من قتل ذلك الحقير الذي يستحق الموت بالفعل كأقل عقاب له عن جرائمه..
لم تتحمل هي أكثر من ذلك.. فتحركت متلمسة طريقها نحو الباب و هي تبكي و تهمس بكلمة واحدة..

سارة: لا.. لا.. لا..

لم ينتبه عليها سوى منة التي كانت تقف بعيداً فهي لم تدافع عن أخيها فخطأه كبير ولا يغتفر.. و أرادت أن ينتقم عاصم منه لعله يتعظ..
انتبهت هي على سارة التي خرجت من الباب تهرول بساقيها بقدر ما تسمحان لها فخرجت خلفها.

و في ذلك الوقت قد وصل الغفير حسان بصحبة غفيرين آخرين ليروا ماذا يحدث بعدما وصلت الأصوات إليهم أثناء نوبة حراستهم..

حسان: في حاچة يا ابا العمدة..
عبد الرحمن: تعالى يا حسان زيح سيدك عاصم معايا جبل ما يجتل واد المحروج ده..

تدخل حسان و الغفير الآخر و استطاع اربعتهم بصعوبة رفع عاصم من فوق كريم الذي كان قد فقد وعيه بالفعل.. دفعهم عاصم بغضب و هو يلهث بشدة و هو يقول بغضب..

عاصم: اوعو سيبوني.. حسان.
حسام: أوامرك چنابك.
عاصم(و هو يشير لكريم الفاقد الوعي): تاخدو الكلب دة.. تربطوه في الاوضة الفاضية اللي في الزريبة.. مايدخلوش بج ميه حتى الا بأمري.. مفهوم.. و يا ويلكم لو هرب منيكم.. مفهوم..(صرخ بغضب) ياللا.
حسان(سريعاً): أوامر چنابك..

و بالفعل حمل الغفر كريم لينفذوا ما أمرهم به عاصم الذي بدأت هنية في تأنيبه..

هنية: اكده يا عاصم.. عايز تجتل واد خالتك..
عاصم: و اجتل اي حد يبصلها بصة واحد ياما.
عبد الرحمن: بالعجل يا ولدي.. مش اكده عاد.
عاصم: عجل إيه ده اللي عافكر بيه و اني دخلت لجيت المنظر ده.. ها..
عبد الرحمن: برضيك مش اكده.. و اذا كان على كريم.. اني هاحاسبه بنفسي.. ده غلط و غلطه كبير و انت عارف اني ماعاسمحش بغلطة زي دي تهدي من غير عجوبة.
عاصم(رفع سبابته لأعلى مقسماً): الله في سماه ماحد هايربيه غيري.
عبد الرحمن: عاتحلف عليا ولا ايه.
عاصم: ده تاري اني يابوي.. اني و بس..(ثم انتبه لعدم وجود سارة لينخلع قلبه لإختفائها) سارة.. فين سارة؟؟

أما بالخارج فقد كانت منة تحاول اللحاق بسارة لدعمها و تهدئتها...

منة: سارة.. استني.. رايحة فين.
سارة(صرخت بإنهيار): ماحدش ليه دعوة بيا.. سيبوني في حالي بقى.. كفاية بقى.. كفاية.
منة: طيب اهدي اهدي بس و انا اعملك اللي انتي عايزاه..
سارة: ماتقربيليش.. ماحدش يلمسني..

و ظلت تتحرك دون تركيز و دون وعي حتى اقتربت من السلم و امسكت بيدها المرتعشة الدرابزين فصرخت منة...

منة: طيب خدي بالك من السلم.. استني.. اقفي..

و لكنها لم تلحق بها فقد انزلقت قدم سارة و سقطت من فوق الدرج بكل ثقل جسدها لتستقر أسفله تنزف دمائها بغزارة..

منة(صرخت بفزع): ساااااااااارة..

خرج الجميع من الغرفة عندما سمعوا صرخة منة ليجدوا سارة مستلقية أسفل الدرج فاقدة لوعيها و تحت رأسها بحيرة من الدماء التي تكونت بفعل سقوطها..
لطمت السيدات وجوههن و وقف عاصم مذهولا بذلك المشهد الذي شطر قلبه لشطرين.

عاصم(صرخ بصوته كله بمنتهى الألم): سارة..

ياترى سارة هايحصل لها إيه.. و لو اني عارفة انكو هاتتوقعو صح..
و ياترى كريم هايحصل معاه ايه.. و إيه هو عقاب عاصم ليه..
و كريم نفسه هايعمل إيه بعد كدة عشان يخرج بأقل خساير ممكنة..
و اهل سارة رد فعلهم هايبقى إيه.. ياترى هايكملو جوازة هدى و آسر ولا هاينهوها قبل ما تبدأ..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close