رواية فارس بلا مأوي الفصل السادس عشر16 بقلم ولاء رفعت
غزت ملامحه إبتسامة سخرية وقال:
_ أنت بالتأكيد بتهزر.
1
دك عصاه في الأرض ونبرة صوته الجادة تدل علي إصراره وكأنه أمر لاجدال فيه:
_ وأني مابهزرش يا سليم بيه، هتدخل عليها بلدي ودلوق، ولا عندك مانع!.
2
حدجه الآخر بضيق من ألقاء عليه الأمر، فمن يكون هذا الجرذ ليلقي عليه الأوامر! ، ويختتمه بسخرية وكأنه غير قادر علي فعله ، عقد ساعديه أمام صدره رافعاً إحدي حاجبيه وقال:
_ و لو معملتش كده هيحصل أي؟.
2
رمقه بتحدي مجيباً:
_ هتفضل خايتي مشرفة دار أبوها ومفيش سفر حداك، من الآخر رچلها ماتعتبش باب دارنا غير لما يوحصل الي جولتلك عليه، أنت وبشوجك بجي.
1
تحولت ملامح سليم من الصبر والبسمة المزيفين إلي أخري مليئة بالتجهم والظلام الذي كسا عينيه:
_ الظاهر نسيت أنك بتتكلم مع مين يا رافع ياقناوي، عمال تؤمر وتهدد وناسي أن أختك بقت مراتي وأنا حر أدخل عليها ولا ما أدخلش وبالطريقة الي علي مزاجي أنا.
1
صاح رافع بذات وتيرة صوت الآخر:
_ لع مانستش ياسليم بيه، أنت الي شكلك نسيت أنك مناسب صعايده ليهم عاداتهم وتقاليدهم وكل الي عطلبه منك حاچة بسيطة.
1
_ أصدك تقول عادات وتقاليد متخلفة ولي عليها الزمن، ولو لسه بتحصل أنا مش هقبلها، والي هيحصل ما بيني وبين أختك محدش ليه دخل فيه.
3
تفوه بكل جبروت وكأن من يتحدث بشأنها ليست شقيقته:
_ وأي الي يثبت لأهل النچع أن خايتي بعد ما هربت و رچعت إنها لسه بت بنوت!.
أقترب منه و وقف خلفه يوسوس إليه كأبليس ليثير غضبه ويرضخ لما يأمره به:
_ كل الناس خابرة بقصة الحب الي كانت مابين خايتي وبين ولد عمها فارس، ولما أني فرجتهم عن بعض وچيت أنت لأچل تتچوزها راحت جطعت شراينها وبعدها هربت ولما رچعت وعجدت عليها وبجت مارتك علي الورج غفلتنا كلتنا وراحت له القسم والكل شافها وهي داخله وخارچة من هناك، ها مستني أي بعد كل دي؟.
3
كان بالفعل كالشيطان بل هو أبليس ذاته، يثير أغوار الآخر حتي يفعل بشقيقته هذا الفعل البشع المرفوض تماماً، كيف تسول له نفسه بجرحها وإهانتها بتلك الطريقة!.
فزوجها ليس بحاجة لإستفزازه نحوها، فلديه علم بزيارتها إلي فارس ولم ينس هذا بل ينتظر الوقت المناسب لمعاقبتها وجعلها تخشي أن حتي أن تذكره في مخيلتها.
لكن كلمات رافع أثارت شئ ما بداخله كان يقرر تنفيذه حينما ينفرد بها لاحقاً، أستدار له وبداخل عينيه نظرة مبهمة لكن حين رآها الآخر إبتسم بإنتصار، فقال سليم:
_ يعني كل الي عايزه الإثبات، لكن الطريقة دي بتاعتي أنا.
1
قالها وتركه وفتح باب الغرفة ليجدها تقف تتشبث في زراع والدتها بخوف، لاتعلم ما ينتظرها.
+
تبعه رافع قائلاً :
_ خليت چماعتي يحضرولك الأوضه الي هترتاحو فيها أنت ومارتك.
وأشار له نحو غرفة نومه الخاصة به و نوارة المختفية ولم يلاحظ بعد عدم وجودها.
1
تقدم منها سليم وأمسك بيدها الحرة:
_ تعالي معايا.
+
أوقفته كالحائره تسأله:
_ واخدني علي فين؟.
+
و قبل أن تتحدث والدتها أو تسأل فأسرع رافع قائلاً يرمقها ببسمة تشفي:
_ هترتاحو هبابة جبل ماتسافرو يا عروسة.
1
صدقت رسمية ولدها بطيبة وحسن نية، فربتت علي إبنتها:
_ روحي يابتي ويا چوزك أرتاحو، لساتكو وراكو سفر وطريج طويل، وأنتي بجي لك يومين منعستيش عاد.
+
قلبها يخفق من شدة الخوف لاسيما بعد تلك الإبتسامة التي ما زالت في أعين شقيقها، أنتبهت لضغطة قبضة سليم القوية علي أناملها:
_ يلا يا زينب.
+
وفي ثوان كانت بداخل الغرفة ودلف خلفها، أغلق الباب بقوة مما جعلها أهتزت بوجل وأعتصرت عينيها تردد بداخلها بعض الأذكار.
+
خلع العباءة ويليها سترته وألقاها علي أقرب كرسي وجلس فوقه، فلم تبرحها نظراته:
_ واقفه عندك ليه كده؟.
+
وبدون أن تنظر له تتجنب النظر في عينيه ذات النظرات المرعبة، قالت:
_ أني مرتاحة إكده، رايد أنت ترتاحلك شوي، عندك السرير أهو أرتاح كيف ما أنت عايز.
+
خلع رابطة عنقه ثم ساعة يده ووضعهما علي المنضدة التي أمامه في صمت رهيب زاد من خوفها لكنها تظاهرت بالثبات.
+
قطع صوته بهدوء الذي لايقل رعباً عن نظرات عينيه:
_ ما إحنا مش داخلين الأوضة عشان نرتاح.
2
رفعت عينيها لترمقه بصدمة وإستفهام، فهذا الصوت الذي بداخلها ينذرها بالخطر، نهض متقدماً نحوها بخطي في ظاهرها هادئ لكنها عكس ذلك:
_ شكلك فهمتي سبب وجودنا هنا، ولا أي يا عروسة؟.
+
أزدردت لعابها وبمجرد وقوفه أمامها مباشرة أبتعدت إلي الخلف متجهة نحو الباب لكنه سبقها إليه وأوصده بالمفتاح الموجود به.
+
ركضت إلي إحدي الأركان تمسك بثوب زفافها في وضع الدفاع:
_ لو الي في دماغي ده صوح، أحب أفكرك بوعدك ليا، أن چوازنا علي الورج.
1
يبتسم وبداخله مُنتشي من السعادة، فتلك النظرات المرعوبة بداخل عينيها تغذي وحش ساديته وترضيه.
وفي لحظة غافله منها وجدته أمامها يمسك برسغيها:
_ أنا موعدتكيش يا زينب، أنتي وقتها كنتي بتملي شروطك وناسية إنك هاتتجوزي مين، تحبي أعرفك مين هو جوزك، مين الي المفروض متنطقيش غير إسمه علي لسانك!، مين الي عينيكي مش هاتشوف غيره!، مين الي نسيتي إنه جوزك و روحتي القسم عشان تشوفي إبن عمك ومخوفتيش لما يعرف هيعمل فيكي أي!.
+