رواية بغرامها متيم الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطيما يوسف
خسرتي رهان قلبي عليكي ، صدمتيني فيكي ، كنت ردي عليها وقولي لها الا عمران ،
كنتي تسيبيني اني في وش المدفع وكنت هبقي الكفيل بكل حاجة بس ما توافقيش بالسهولة داي ، كنت حصنك المنيع قدام اي حد مهما كان غلاوته عندي بس كنت هاجي في اخر الليل واترمي في حضنك واشبع من حبك وعشقك وحنانك اللي ما كنتش عايز من الدنيا غيرهم ،
حسسيني اني عندك اغلى من كل حاجه في الدنيا واغلى حتى من استعطاف اللي حواليكي ليكي حتى لو كانت امي انا مصدوم فيكي صدمة العمر .
+
لم تتحمل تلك المسكينة كلماته الثقيلة التي كان محقاً بها فقد كان ضعفها واستكانتها أمام زينب خطأً كبيراً انجرفت ورائه ولم تكن تعرف أنها بموافقتها على كلام زينب أنها غـ.ـرزت سكيناً حاداً في صدر عمرانها ولم تكن تتوقع أنه سيصدم بتلك الطريقة فوقعت مغشياً عليها أمام جلادها ومن أغرقتها في وحل الحفيد ، ما إن سقطت مغشياً عليها حتى على صوت عمران لأول مرة على والدته مما جعلها تنصدم فهو الآن خرج عن شعوره ولم يدري ماذا يقول أو يفعل ، صاح بصوت هز أركان المنزل بأكمله مما جعل زينب ارتعبت قبل أن تُصدَم فلأول مرة يفعلها عمران وخاصة عندما هرولت عليها كي تجعلها تفيق :
+
ـــ ارتحتي يا أم عمران ، بعدي يدك عنيها ، دلوك صعبت عليكي ، حرام عليكي يا ياشيخة ، ذنبها ايه المسكينة داي تقعدي تقطمي فيها كل شوية بالخلَف ؟!
ذنبها ايه تشيليها هم جبال وتضيقي عليها الخناق بالطريقة داي ؟!
هي لما توبقى موافقة على جوازي من واحدة غيرها تحت ضغط منك تفتكريني هعملها يعني يا أمي ؟!
قلتها لك قبل اكده الله في سماه لو هعيش وحيد وياها طول العمر مش هعملها ، ياريت تسيبيها في حالها يا أمي مش هتوبقي إنتي والزمن ونفسها عليها والله حرام عليكي اللي عملتيه فيها دي واللي مترضيهوش على بت من بناتك ،
+
ثم هبط بجسده لتلك الملقاة أرضاً وحملها بين ذراعيه وهو ينظر إليها بأسى وقلب ينفطر من داخله لأجل ما وصلت إليه ثم استرسل حديثه لوالدته وهو يُعلمها بما صدمها :
+
ــ اعملي حسابك يا أمي أني ظبطت البيت بتاعي وإن شاء الله بكرة الصبح هنقل فيه أني ومرتي أظن السبب اللي كان مخليني متجوَزش فيه زال خلاص ،
+
ثم أكمل عاتباً عليها:
+
ــ سبحان الله هي رضيت انها تتجوز اهنه بصدر رحب وسطنا علشان خاطر منهملكيش لحالك لما أبوي اتجوَز عليكي وهي أول من انجلدت بسوطك يا حاجة .
+
نظرت إليه بحدة وهدرت به بصياح وهي تستنكر كلماته :
+
ــ انت هتعايرني ياعمران علشان أبوك اتجوَز علي ؟!
له وكماني هتعلي صوتك على أمك مكانش العشم في قلبي اللي متعلق بيك تعمل فيا اكده ربنا يسامحك يا ولدي .
+
هتف بلا مبالاة وهو يخطو الأدراج سريعاً كي يفيق تلك المغشي عليها بين يديه:
+
ــ ربنا يسامحنا كلاتنا يا حاجة ، عن اذنك هطلع ألحق المسكينة داي قبل ما تفرفر منينا من غير رحمة ولا شوية إنسانية.
+
هتفت هي الأخرى بصوت عالي :
+
ــ طب اعمل حسابك اني مهسكتش على الوضع دي كَتير يابن بطني واللي في راسي همشيه علشان انت باصص تحت رجليك وانك خلاص هتم الاربعين .
+
لم يعير كلماتها أدنى اهتمام فجلست تـ.ـضرب بيدها على فخذها وقلبها مُـ.ـولَع على وحيدها وحرمانه وحرمانها هي الأخرى وظلت تهذي بكلمات خرجت من حلقها المحـ.ـترق بنـ.ـيران اللهفة لحفيد من صلب ولدها الوحيد :
+
ــ أاااااااااه يا نــ.ــار قلبي عليك ياولدي ، هو اني عميلت ايه يعني غير اللي العقل والشرع هيقوله وهيلوموني عليه ،
+
ثم نظرت إلى السماء وانذرفت دموع عينيها على وضعهم :
+
ــ ياااااااارب قلبي مـ.ـولع من جواه نـ.ـار الحرمان هتنهش فيه يارب ارزق ابني بالخلف والذرية قبل ما يفوت الأوان ياااااااااااارب ممتحملاش الانتظار ، ياااااااااااارب اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك اهدي قلبي حاسة انه هيقف من كتر الخوف والرعب على ولدي .
+
كانت تلك الكلمات التي خرجت من قلبها جراء إحساسها لولدها الوحيد صاحب نبض الوجع الأكبر في قلبها .
+
أما في شقة سكون وعمران بعد أن صعد بها إلى غرفتهم وضعها على التخت بحنو ثم نظر إليها مرددا بندم على ما قاله لها قبل أن يفيقها :
+
ــ حقك عليا ياسكوني ، حقك عليا ياعمري ، كان لازم اعمل اكده علشان أخليكي متفرطيش في حقك ابدا مهما كانت الظروف ، كان لازم أقسى علشان تفوقي من دوامة الضعف اللي مالية قلبك وخلت الحزن عشش ملامحك وبقيتي هشة وسيبتي نفسك وأمي يقطعوا فيكي علشان تسعديني ، معلش اني استغليت الموقف وعملت فيكي اكده عشان اخرج بيكي من اهنه ونعيش لحالنا واني حداي سبب قووي بس دي ميمنعش انك كسرتيني بموافقتك حتى لو كانت إجبار لأنك عارفة إن وراكي سد منيع هيكلل موقفك .
+
ثم التمعت عينيه بغمامة الحزن على حالهما الذي يدمي القلوب من القهر والحرمان فقهر الرجال يقضم الظهر ثم اقترب منها وسحبها بين أحضانه وهي ما زالت في غفوانها فهو لم يستطيع صبراً على الاعتذار لها ، ثم قبلها من جبهتها قبلة نادم ، قبلة اعتذار عن كلماته التي ألقاها في وجهها ثم من عينيها الدامعتين ووجنتيها المحمرتين ثم خلع عنها حجابها كي يجعلها تتنفس ودفن يده بين رقبتها وهو يدلكها من الخلف في محاولة منه لإفاقتها ثم صعد بيده إلى أعلى أنفها يدلكه وهو يهتف باسمها كثيرا بهدوء كي لا يزعجها عندما تفيق وتشعر بالرهبة :
+