اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل الخامس عشر15 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل الخامس عشر15 بقلم ولاء رفعت 


                 
_ يقود سيارته ويستمع إلي إحدي الأغاني بإستمتاع ويردد معها،  توقف أمام متجر لبيع الورود وأشتري باقة كبيرة من الچوري الأحمر،  وأنطلق مرة أخري حتي توقف أمام محل لبيع الحلويات والشيكولاتة فأشتري قالب حلوي كبير وأوصي البائع بكتابة عبارة المعايدة بإسمها، فهذا اليوم عيد مولدها كان علي علم به من بطاقتها الشخصية،  وأراد أن يفاجئها بإحتفال صغير. 
وقبل أن يذهب إلي المنزل ذهب إلي متجر المجوهرات و أشتري لها سلسلة من الذهب الأبيض يتوسطها دلايه من الماس علي شكل قلب. 

1



                    
وصل أخيراً أمام البناء ويحمل الباقة والقالب والبسمة لا تفارقه،  متشوق لرؤية وجهها عندما يُهديها هديته ويهنئها بعيد مولدها. 
لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن،  لم تتم فرحته،  فحين خرج من المصعد وجد باب شقته مفتوحاً ومكان المفتاح مكسوراً أو مهشماً تماماً. 

1



                    
تسمر في مكانه يدرك ما قد حدث،  فجاء في ذهنه أمر آخر، يخشي أن هناك لصوص أقتحمو المنزل وقامو بأذيتها، دلف وألقي ما بيديه وأخذ ينادي عليها والخوف يتملك قلبه:  
_ سمية،  سمية. 

+



                    
لا إجابة 
ركض في كل الأرجاء باحثاً عنها،  لاحظ أول شئ أن المنزل مرتب وليس به آثار إعتداء،  قام بمهاتفة حارس العقار الذي أجاب عليه وأخبره إنه لايعلم شيئاً فاليوم غادر مبكراً وأتي بدلاً منه شقيقه الأصغر فأوصله به وكانت أجابته أيضاً إنه لايعلم شيئاً فلربما غادرت المبني وهو كان في المرحاض. 
زفر بغضب عارم يردد الكثير من اللعنات،  جلس علي الأريكة ليفكر كيف سيبحث عنها،  فأنتبه إلي ورقة أعلي الطاولة فوقها قطعة ديكور خزفية،  جذب الورقة ليجدها رسالة قد تركتها له قبل أن تهرب،  فكان محتواها كالآتي:  

+



                    
_أولاً حبيت أتشكرك علي حسن معاملتلك ليا وكرمك معاي ده غير إنك أنقذتني من الشيطان صاحبك، عشان إكده هملتلك چواب لأچل أطمنك علي أني بخير، ماريداش تكون زعلت مني بسبب أني كسرتلك الكالون وهربت، جعدتي وياك ملهاش لازمة بعد ما لاجيتو زينب وصاحبك كتب عليها، ماتستغربش أني عرفت من اللاب توب بتاعك الي نسيته في أوضتك والي عرفت منيه كيف أكسر كالون الباب المصفح ، وبعتذر مرة تانية أني فتحته من غير علمك وشوفت رسالة علي الماسنچر كان بعتهالك المخفي سليم بيأكد عليك تستناه ويا المأذون في القصر، ربنا ينچي زينب منيه ومايلحج يتهني ويدوسه جطر يهرس چتته حتت وبدل ما يدخل دنيا يدخل چهنم وبئس المصير، معلش بجي متزعلش من كلامي عليه أصلي مغلولة منيه جوي جوي ولد الفرطوش من الي سواه فيه.
وجبل ما انهي كلامي عايزة أجولك إن أحلي أيام جضتها حداك بس يا خسارة أني مابحبش الحبسة و معرفاش ليه مكنتش عايز تهملني.
وفي الختام أتمني لك كل خير وربنا يتوب عليك من شغلك مع سليم وتشتغل ويا ناس أنضف وأحسن لأنك چدع وچواك طيب وزين.
يلا كفاية إكده الجلم شكله عيشطب ومفيش غيره.
آه صح نسيت أجولك بلاش تدور عليا لأنك ماهتلاجنيش واصل ولا عند أبوي ولا خالة أمي الي في سوهاچ.
سلام يا صلاح بيه، جصدي يا صلاح وبس.

2
             
_ ظل يقرأ الرسالة أكثر من مرة ف تارة يضحك من كلماتها وتارة يعتريه الغضب كلما يتذكر إنها هربت.
نهض وترك الرسالة في مكانها علي الطاولة، أخذ يفكر كيف سيبحث عنها وأين يجدها، وعندما عجز عن التفكير أمسك بباقة الورود وألقاها بكل قوته علي الأرض و قام بدهسها،  غادر منزله وهبط إلي الحارس وطلب منه إحضار النجار لتصليح الباب،  بينما هو أستقل سيارته ليتجول في الشوارع لعله يجدها. 

+



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،،،،،، ـــــــــــــــــــــــــــ  

+



_ و ها قد جاء يوم ترحيل فارس إلي النيابة العامة،  فمازال محاميه الجديد يبحث عن أي ثغرة أو شاهد يشهد في صالحه لكن لا جدوي وكأن الأبواب موصدة بأقفال يستحيل فتحها. 

+



تُحلق الطيور في كبد السماء متجهة إلي أعشاشها الواهنة ،  فالشمس أنذرتهم بالمغادرة وهي تلملم أشعاتها الذهبية،  فتنعكس حُمرة الشفق علي عيون بللون الغيوم المُلبدة، تراقب السرب المُحلق من بين قضبان نافذة شاحنة الترحيلات،  بداخلها الظالم والمظلوم ولكل منهم حكاية، ومن بينهم هذا الذي ما يزال يحدج في الخارج من النافذة، يستمع لإحدهم وهو يغني بكلمات قد زادت علي جرح فؤاده أكثر ليزداد النزيف ويذرف القلب دماء الحزن والشجن. 

+



_ آه يابا... آه يابا 
ليه سبتني يابا في وسط الدنيا الغابة 
تفتكر الي من دمك حبايب ويطلعو ضباع وديابة
عاشق بس الزمن رماني بكل قسوته في النار 
إكمن قلبي الطيب مديله الأمان ونسيت إنه غدار 
آه يابا...  آه يابا 

+



يبدو إحدهم قد مل وتملك منه الإنزعاج المنبلج علي ملامحه الإجرامية،  فصاح فيمن يُغني:  
_ ما كفايه إكده يا أبو عمو،  مش ناجصين ولوله وعويل عاد. 

+



صمت الذي يغني وقال له بتهكم:  
_ لو مش عايز تسمع يا بلدينا عندك صوابع يدك حطها في ودانك. 

+



حدجه الآخر بشرٍ وبتهديد قال:  
_ ما أنا بدل ما أحط صوابعي في وداني أرشجها في خشمك وأطلع حنچرتك في يدي!  . 

+



أندفع نحوه في وضع الهجوم لكن دفعه العسكري  يصيح فيهما:  
_ چري أي منك ليه؟  ،  جسماً بالله لو ما أتلميتو لأفرغ رصاص البندجية ده فيكم چتكم البلا. 

+



أجاب الشخص الأول:  
_ دماغنا مصدعه والباشا مفِكر إننا في رحلة مش رايحين نتعرضو علي النيابة. 

+



_ واه!  ، ما خُلصنا  يا جنيدي،   وخليك في حالك.

+



عاد هذا الجنيدي بجوار المُكبل معه يتأفف من الضجر،  فوقف بجواره وقال:  
_ أنت يا أبو عمو،  شايفك عتبحلج من الشُباك  و واجف أكتر من ساعة،  شكل حكايتك واعرة جوي. 

+



ألتفت له و نظر إليه بصمت ثم عاد ببصره نحو النافذة بدون أن ينبس بحرف واحد،  فأردف الآخر بضيق:
_ بس أني خابرك زين،  شكلك واد ناس مش وش إچرام عاد. 

+





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close