رواية الماسة المكسورة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ليلة عادل
الفصل: الثالث عشر
[بعنوان: خفقة قلب]
_ كفر الشيخ
_قصر منصور
_مخزن الأعلاف الواحدة مساءً
_ نشاهد مخزن كبير به مجموعة كبيرة من الاشولة المخزنة ...ثم نشاهد بعض حراس سليم بما فيهم مكي وهم يتحركون مع رشدي للداخل.
رشدى بحدة:
ــ مش فاهم سليم عايز إيه مني هنا.
مكي بحترام:
ــ هو طلب مننا كدة.
توقف رشدي ونظر له من أعلى لأسفل بغيظ:
ــ أنت هتحور يا مكي !! سليم بيقولك كل حاجة.
نظر له مكي دون رد ..جز رشدى ع أسنانه وأكمل التحرك لداخل المخزن وصلا الى المنتصف ..
ظهر سليم يجلس على أحد المقاعد الخشبية وهو يضع قدم ع قدمه بقوة وكبرياء ..
توقف رشدي أمامه وهو ينظر له بنزعاج.
رشدي بعجرفة:
ــ خير جايبني هنا ليه ؟
رمقه سليم بصمت من أعلى لأسفل بضيق ممزوج باشمئزاز وملل، فقد سئم منه وطفح الكيل من أفعاله الصبيانية التي لا تنتهي.
رشدي بوقاحة هو يلوح بايده:
ــ إيه هتاخدلي صورة !!!
نهض سليم و توقف أمامه مباشرة وهو يقرب وجهه من وجه رشدي.. ونظر داخل عينيه بقوة وقال بتهكم وتساؤل.
سليم:
ــ لحد امتى هتفضل كدة ؟ أنا بحاول استوعبك واستوعب سبب استهتارك بالشكل ده، مش لاقي إجابة ؟
رشدي بلا مبالاة:
ــ كل ده عشان عاكست البت الخدامة !!
سليم بهدوء وهو يدقق نظره في عينيه لكن بقوة:
ــ تؤ يا رشدي أنا مش مشكلتي بس إنك عكست البنت، وانك كنت بتحاول تتحرش بيها !! لان دي مصيبه وقل ادب وقذ رة، أنا مشكلتى أنها لو كانت صوتت ولا حكت للارا مثلا، عارف وقتها كان منظرنا هيبقى إيه؟ خصوصا إن من ضمن المدعوين ناس مستنية غلطة على عزت الراوي، وأنت كنت هتقدمها لهم على طبق من فضة.
رشدى بعدم اكتراث ببرود:
ــ اللي حصل بقى سوري.
سليم بتعجب وتساؤل:
،ــ أنا عايز أفهم ! أبن الباشا الكبير وأبن فايزة رستم آغا، يحاول يتعدى على بنت صغيرة مكملتش ١٨ سنة وخدامة كمان !!
رشدي بلا مبالاة واستفزاز:
ــ خلاص لو دي مشكلتك هركز المرة الجاية أنها تكون بلص ٢١ وبنت ناس وضحك بسخرية .
ضحك سليم باستخفاف ورد عليه وهو يخبط على أعلى صدره.
سليم:
ــ بتستظرف يارشدي؟
رشدي:
ــ عايزني أرد و أقول إيه على الهبل ده ؟
سليم تنهد بزهق ابتعد وهو يقول:
ــ أنا زهقت منك.
وفجأة تحولت ملامحه كالأسد الغاضب وصرخ بغضب وبنبرة رجوليه جهورة قال.
سليم بصراخ:
ــ مـــكي.
اقترب مكي منه مهرولا .. هز سليم رأسه وهو ينظر له.
فهم مكي من تلك النظرة ما يريده..
أشار مكي للحراس الذين يقفون في الخلف ..
تقدموا ومعهم حبال.. وفجأة قاموا بمسك رشدى بقوة وربطوه وسط صيحات توبيخ وتهديد منه.
رشدي بضجر وهو يحاول فك نفسه:
ــ أوعى أنت اتجننت أوعى... سليم والله لو مافكتني لقتلك.
أخذ سليم ينظر له وإلى صياحه بجمود شديد وعدم اهتمام أو اهتزاز .... وبعد ربطه ..
تقدم سليم نحوه وتوقف أمامه مباشرة وهو يركز النظر في ملامحه؟
رفع سليم حاجبيه بتعجب ممزوج باستخفاف وقال: ــ هتقتلني !!
نظر له رشدي وقال و هو يتحدث من بين أسنانه ويتك علي كل كلمة بثقة كاذبة:
ــ آه هقتلك، أنا هوريك وهعرفك إزاي تعمل كدة معايا، وماكنش رشدي إلا مخليتك تدفع الثمن ..
(بغضب) ... فكني يا جبان طبعاً عارف إنك لو فكتني هعمل إيه فيك !!
ارتسمت على شفتي سليم نصف ابتسامة استخفاف ثم قال بنبرة هادئة قوية مرعبة.
سليم ببرود شديد:
ــ أنا لو منك متعصبش ..
أنت متعصب كدة ليه ؟؟؟ العصبي دايما قراراته مندفعه وغلط، دة غير أنها بتخلي الإنسان يقول كلام مش قده، ويرجع يندم عليه، أنا من رأيي تهدي لأن كل ماتتعصب أكتر، كل ما هتغلط أكتر، وكل ماهتغلط أكتر... كل ماعقابي هيضاعف أكتر.
رشدي بنوع من التهديد:
ــ حسابك تقل.
سليم باستغراب:
ــ أنا مش عارف مين فينا اللي حسابه تقل ! بعدين أنت مش عامل فيها راجل وجامد وبتعرف تتعدى على البنات !! فك نفسك يلا ورينى شجاعتك وقوتك اللي بتفردها على البنات الضعيفة اللي زي ماسة وصفاء !!
أطلق سليم ضحكته المستفزة باستخاف وهو ينظر له من أعلى لأسفل باشمئزاز ...
وتركه وتوجه إلى الباب مع صياح رشدى بصوت عالي بتهديده.
رشدى بغيظ:
ــ سليم فكني بقولك اللي بتعمله غلط .. سليم .. سلـــــيم .. تعال هنا بقولك والله لقتلك ... يا سليم ... وأخذ يقول بعض الشتائم النابية.
سليم بتنبيه أثناء تحركه تحدث مع مكي:
ــ فكه بعد ٣ ساعات مفهوم ..مافيش مية ولا أكل ولا حمام سامعين.
مكي برجاء:
ــ يا باشا رشدي مينفعش يتعمل معاه كدة.
توقف سليم وهو ينظر له بتعجب:
ــ إيه يا مكي هتفهمني أعمل إيه ! ولا إيه ؟
مكي بتوضيح:
ــ مقصدش يا سليم، أنت مبتعملش حاجة غلط، أحنا بنتعلم منك، بس كان ممكن تحبسه من غير ربط، ده أخوك بردو، والباشا الكبير لما يعرف ممكن يزعل.
سليم بضجر:
ــ رشدي لازم يتكسر يا مكي، لأنه ساق فيها أوي والباشا مدلعه.
تركه ورحل ... وتوجه إلى حديقة القصر
**************************
_ الحديقة الثانية مساء
_ كان يتواجد في الحديقة جميع أفراد العائلتين وهم يضحكون و يتناولون الفاكهة الطازجة .. اقترب سليم منهم.
سليم:
ــ مساء الخير.
طه بتساؤل:
ــ أنت و رشدي فين مختفين من بدري ؟
جلس سليم على أحد المقاعد:
ــ كنت بتمشى الجو هنا جميل.
وجه نظرته إلى منصور ..
انكل أنا قررت أقعد هنا كم يوم ياريت تحضرولي الاستراحة.
فايزة:
ــ مش قولتلك هيعجبك جو المزرعة.
سليم بتأييد:
ــ فعلاً ومحتاج أعوض الأيام اللي ضاعت عليا.
منصور باعتراض:
ــ استراحة إيه هو أنت غريب يا سليم أنت تقعد في القصر براحتك.
سليم:
ــ معلش سبني على راحتي.
منصور:
ــ طيب.
أشار بيده للخلف فجاءت إحدى الخادمات الأجانب.
منصور:
ــ خلي سعدية وبناتها يروحو ينضفو الاستراحة لسليم بيه.
الخادمة:
ــ تحت أمرك.
توجهت الى الداخل.
صافي وهى تبحث بعينيها حولها:
ــ أمال رشدى فين ؟
سليم هو يخرج شفته السفلي بتصنع عدم معرفة:
ــ معرفش.
أخذ من الصحن موزة وقشرها وبدء في تناولها.. نظر عزت له بانتباه فايبدو أنه شعر أن هناك شيء ما حدث، فهو يعلم سليم جيدا.
_ بعد قليل
_ جاءت ماسة وتوقفت أمامهم ..
ماسة باحترام وعينيها على الأرض:
ــ أسفة يا سيدى. بس مارسيل قالت لي حضرتك عايزني أنضف الاستراحة آني و أمي و أختى.
منصور بعجرفة وتكبر:
ــ آه وتخليها أنضف من وشك، فاهمة؟؟؟
ماسة بطاعة:
ــ عينينا يا سيدي بس أمي تعبانة و واخدة إجازة.
كارولين:
ــ خلاص اشتغلي أنتي وأختك وخدى تقى وفاتن معاكي يساعدوكم، سليم بيه اللى هيقعد فيها أول مرة يشرفنا، فاهمة يا ماسة.
وهنا رفعت ماسة عينيها لأعلى وتبسمت بسعادة حين استمعت أنه سيمكث معهم بضعة أيام.
ماسة:
ــ حاضر يا ستي ما تقلقيش.
رمقت سليم بنظرة رائعة وهو أيضاً.
ماسة:
ــ عن إذنكم.
نهض سليم وهو يقول:
ــ استني خدينى معاكي عشان أعرف مكانها، أو لو محتاج حاجة؟
ماسة:
ــ اتفضل يا سيدي.
تقدم سليم وتحرك وهي خلفه.
نشاهد ماسة وسليم وهما متوجهان نحو الاستراحة بجانب بعضهما.
كانت ترتسم ابتسامة على وجه ماسة بشدة وقلبها يدق ويرفرف من السعادة كطائر يحلق حرا سعيدا في جو السماء.... لكنها أيضا لا تعرف لماذا هي سعيدة بهذا الشكل ؟؟
فهو لم يكن الشاب الوحيد الذي تعاملت معه وكان مهذبا معها !!
لكن هناك شيء ما قد حدث لا تعرف ما هو ؟
حتى سليم كان يرمقها من حين لآخر بطرف عينه بابتسامة رائعة ..
فهو أيضا يحتار في أمره !! يشعر بشيء نحوها يجذبه إليها بشدة !! لكن لا يفهم ما هو ؟؟
وصلا أمام الاستراحة .
توقفت ماسة والتفتت بزاويته وهي تشير بيديها.
ماسة:
ــ هي دي الاستراحة يا سليم بيه.
هز سليم رأسه بإيجاب وهو يقول:
ــ تمام افتحيها بقى.
ماسة بابتسامة واحترام:
ــ من عينيا ثانية واحدة.
توجهت إلى الباب وقامت بفتحه ثم دخلت.
دخل سليم خلفها فكانت الاستراحة مكونة من غرفة وصالة كبيرة ومرحاض ومطبخ أمريكاني صغير ..
ولا يوجد الكثير من الأثاث الذي كان مغطى ببعض الاقمشة البيضاء ..
أخذ سليم يتفحصها بعينيه
ماسة وهي تلف في الصالة:
ــ شوف كده يا سيدي لو في حاجة محتاجها !! و ما تقلقش هما ساعتين ثلاثة بالكثير وكل حاجة هتكون جاهزة...أصلا أحنا بنضفها على طول عشان ست لارا بتجيب أصحابها الشباب هنا على طول وبينامه فيها.
تبسم سليم بلطف وقال معلقا:
ــ بتتكلمي كتير يا ماسة !
ماسة بخجل:
ــ آني آسفة بس عشان بفهمك.
ركز سليم النظر الى. وجهها الخجول الذي ما زادها إلا جمالا وفتنة وقال.
سليم بلطف:
ــ ماتعتذريش اتكلمي براحتك.
ماسة بتعجب:
ــ يعني حضرتك مش متضايق مني؟
سليم بلطف:
ــ لا.
ماسة:
ــ الست لارا بتقولي أنتي رغاية أوي، إني مش رغاية، إني بس بوضح الموضوع.
سليم تبسم بخفة:
ــ طب وضحتي ولا لسة؟
ماسة تبسمت ببراءة:
ــ:آه خلاص وضحت.
سليم بلطف:
ــ ماشي تمام.
ماسة بتساؤل:
ــ هو أنت مش هتشوف اللي محتاجه واللي ناقص؟
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة جذابة للغاية وقال:
ــ خلاص يا ماسة أنا قولت كدة تمام.
نظرت ماسة له بتعجب فهو لم يتفحص الاستراحة كما قال !
ماسة:
ــ طيب اتفضل بقى وآني هنضفها بس هروح أنادي أختي، والله حضرتك هتنورنا وهتأنسنا عن إذنك.
تحركت قبله وتوجهت إلى الباب وهي تلتفت له برأسها بانتباه مما جعلها تخبط فى أحد المقاعد التي أمامها بشدة ..
تألمت وكادت أن تقع لكن تحرك سليم مسرعاً نحوها وأحاطها بذراعيه من خصرها مما جعلها تقترب منه بشدة ..
لا يعلم سليم لماذا شعر بتلك الهزة والرعشة التي أصابته حينما تلامس جسده الرجولي بجسدها الرقيق ..
فلم تكون أول فتاة جميلة يراها !! فقد رأى الكثير من الفتيات الأكثر منها جمالا وفتنة وإثارة... لكن لا يعلم لما يشعر نحوها بهذه الأحاسيس هي بالذات وبهذه السرعة ؟؟ فهو لم يعرفها إلا من بضع ساعات فقط !!
أخذ ينظر ويغوص داخل بحور عينيها وهو تائه بهما، لا يعرف كيف الوصول إلى البر ليجد نفسه ...
كانت تتسارع أنفاس ماسة بشدة وهي تنظر له بقلق وتوتر مما حدث ..
كانت كالفراشة الصغيرة بين ذراعيه القويتين
أفاق سليم من ذلك التوهان بعد ثواني و تنهد وهو يقول ببحة رجولية هادئة.
سليم:
ــ مش تاخدي بالك !
ثم ساعدها حتى تعتدل ...
توقفت وهي تنظر له بقلق وخجل دون تحدث فكانت على وشك البكاء مما فعلت خوفا منه.
فهم سليم من تلك النظرة ما تشعر به ..
اقترب منها وربت ع كتفها بحنان ليطمئنها.
سليم:
ــ معلش حصل خير خدي بالك المرة الجاية عشان ميحصلكيش حاجة.
هزت رأسها بنعم بصمت.
سليم باهتمام:
ــ فى حاجة وجعاكي؟
ماسة وهي تهز رأسها:
ـ لا.
تبسم سليم:
ــ تمام، يلا روحي.
ماسة:
ــ حاضر عن إذنك.
خرجت ماسة وعين سليم عليها أخذ يحك في جبينه مستغربا من نفسه فهو لا يعلم لما هو مهتم بهذه الفتاة لهذا الحد !! وما أصابه منذ لقائه بها ..
بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。
**********************
_ فى الغرفة التي يمكث بها عزت وفايزة الثالثة مساءً.
نشاهد سليم وعزت يجلسان مع بعضهما على الأريكة
سليم:
ــ خير يا بابا في حاجة؟
عزت بتنبيه:
ــ أنا فكيت رشدي وهو جاي دلوقتي.. مش عايز مشاكل يا سليم.
غلت الدماء في عروق سليم نهض وهو ينظر له بغضب.
سليم:
ــ أنت ازاي تعمل كدة من غير ماتقولي.
نهض عزت و وقف أمامه مباشرة وتحدث بنبرة قوية:
ــ أنا عزت باشا يا سليم، وكلمتي لازم تتنفذ.
نظر له سليم باتساع عينيه وبنبرة حادة تعكس قوة شخصيته وثقته بنفسه.
سليم بثقه وقوة:
ــ وأنا سليم وكلمتي لازم تمشي على الكبير قبل الصغير، أبنك مش متربي كان هيتعدى على بنت صغيرة، والنهاردة تحرش بيها، هتفضل لحد أمتى مغمض عينيك عن تصرفاته، رشدي غلطاته زادت وكان لازم يتعاقب على نتيجة أخطاءه.
عزت وهو يهز رأسه بتعجب وعقلانية:
ــ كنت بقول عليك ذكي شكلي غلطت، رشدي ماينفعش معه الطريقة دي
بقلق وهو يمسكه من كتفه:
ــ كدة غلط، أهدى يا سليم مش بالأسلوب ده، رشدي متهور مش هيفتكر إنك أخوه من لحمه ودمه.
سليم بتعجب وهو يرفع حاجبيه:
ــ المفروض أخاف !!!
عزت بحكمة:
ــ المفروض تفكر قبل ما تعمل خطوة زي دي وبالتحديد مع واحد زي رشدي.
سليم بضجر :
ــ لأني طلبت منك كتير تاخد أنت الخطوة دي، وأنت فضلت ساكت !! ومعرفش ساكت ليه ولحد أمتى ! فهمني سكوتك ده سببه إيه ؟ سكت أول مرة لما اغتصب البنت وهددتها وجوزتها لواحد من رجالتك عشان تضمن سكوتها ..
وتاني مرة لما اتخانق مع الجرسون الغلبان وضربه وعمله عاهة مستديمة ومبقاش يقدر يشتغل ونضفت وراه من غير حتى ما تراجعه بحرف، ونضفت ثالث لما خبط الشاب بالعربية ومات وهو راجع سكران واشتريت سكوت أهله بالفلوس .. طبيعي إنك تداري على أخطاءه ، بس مش طبيعي إنك متاخدش موقف حازم في استمراره بتكرار نفس الأخطاء.
عزت بحنان الأب:
ــ بكرة تتجوز وتخلف وتعرف يعني إيه يبقى ليك أبن.
سليم باعتراض ورفض:
ــ لا الأبن اللي زى ده، موته أحسن.
عزت بعقلانية:
ــ رشدي أبني ياسليم، مهما حصل هيفضل أبني، وعشان أبني بقولك أحذر منه، رشدى سماوي يمكن أنت يبان عليك إنك أصعب وأجمد منه، بس أنا عارف إنك مستحيل تخدش حد من أخواتك أو تمسهم بسوء.
وأثناء حديثهما اقتحم عليهما رشدي الغرفة وكأن شياطين الإنس والجن تتراقص أمامه ...
وحين شاهد سليم يقف. اقترب منه وعينيه تقدح شرارا.
رشدي بغضب:
ــ بقى أنت تربطني وتحبسني في المخزن أنت اتجننت.
كاد أن يرفع يده عليه لكن أمسكه سليم بقوة وهو ينظر له باتساع عينيه و بنظرات شرسة ..
أمسك الحراس رشدي وحاول عزت الوقوف بينهما لمنع التشابك ...
فهو يعلم مايمكن أن يفعله سليم بيه جيداً ..
كان سليم ممسكا برشدى بشدة وهو يحدق به بعين تغيم بالسواد وهو يميل برأسه ..
سليم ببرود:
ــ أنت لسة لحد دلوقت متعصب وبترفع ايدك في وشي !! انا قولت العقاب علمك، رشدي أنا رجعت من أمريكا مش عشان وحشتوني، عشان ريحتك اللي وصلت لهناك، والاسم اللى بنيناه من أجيال مايجيش واحد مستهتر زيك يضيعه.
وهو يتك على كل كلمة بشراسة واصل:
ــ رشدي بلاش تكون أول واحد أقتله برصاص مسدسي.. أنا المرة دي هكتفي بده ...
وفجأة قام بلوي أحد أصابع يد رشدى للخلف و كسره ..
شعر رشدي بألم شديد وقال:
ــ اااه
كاد أن ينطق رشدي ويوبخه، لكن سبقه سليم بنظرة شرسة أكبر وقال:
ــ لو نطقت بكلمة واحدة هتكون أيدك كلها .
دفع عزت سليم لكن بهدوء وتوقف أمامه ..
رفع سليم يده وهو يشير بكفيه وقال ببرود شديد:
ــ بس بس مافيش حاجة أنا بس باسيبله ذكرى صغيرة عشان يفتكرنى لو فكر يعيدها تاني.
رشدي بغضب وهو يحاول الهجوم على سليم لكن كان الحراس يمسكونه بشدة قال بتهديد.
رشدي:
ــ هقتلك يا سليم و الله لقتلك.
..ألتفت له عزت وصفعه على وجهه بقوة.
صاح بهما عزت بحدة وحسم قائلا.
عزت:
ــ بس أنتم الاتنين إيه بتهدده بعض قصادى !!!
لو مابطلتوش اللى بتعملوه ده عقابكم هيكون عندي.
ثم وجهه نظرته إلى أحد الحراس وقال ..
ــ شوقي خرج رشدى برة (بصراخ) يلا .
سحب شوقي رشدي من كتفه بصعوبة.
_ بعد خروجه.
نظر عزت بتركيز في وجه سليم وقال برجاء:
ــ سليم عشان خاطري أنا كفاية.
سليم بهدوء شديد وقوة:
ــ أنا قولت اللي عندي عن إذنك.
أثناء تحرك سليم وهو متوجها للباب قال.
بتهديد:
ــ طول ماهو ماشي عوج هيفضل في القائمة السوداء.
وصل إلى الباب وتوقف والتفت برأسه:
ـــ لو خايف عليه ربيه عشان أنا مش هفضل طول عمرى متحمله وبانضف وراه .
عزت برجاء:
ــ سيبه ليا أنا .
سليم بتعجب:
ــ مكنتش فاكر إنك بتحبه أوي كدة !
عزت بحزن:
ــ مش عايز يكون موت ولد من أولادى يبقى على أيد أخوه يا سليم.( برجاء )عشان خاطرى أنا سيبه ليا اوعدني.
نظر له سليم من أعلى لأسفل بحزن مبطن وهز رأسه بنعم. ورحل .
بقلمي ليلة عادل (◍•ᴗ•◍)
***********************
_ الاستراحة، الرابعة عصراً
_ دخل سليم الاستراحة كانت سلوى وبعض الخدم على وشك الإنتهاء من التنضيف.. وكان يبدو عليها التعب ..وعند دخول سليم وقف الجميع باحترام .
سليم بتساؤل:
ــ لسه مخلصتوش ؟؟
سلوى بتوضيح ممزوج بتعب :
ــ لا خلصنا كل حاجة ورتبنا كل حاجة في مكانها وحطينا الحاجات فى الثلاجة.. وكنا هنخرج أهو، بس أختى بتعلق لحضرتك الهدوم.
_ هز سليم رأسه بنعم ودخل إلى الغرفة.
************************
_ غرفة النوم
كانت تقف ماسة وهي تقوم بوضع الملابس في الخزانة( الدولاب) دون انتباه لدخول سليم ..
وفور دخوله ارتسمت على شفتيه ابتسامة جذابة وهو يرمقها بعينيه....، تحمحم لكي يلفت انتباهها على تواجده.
التفتت له ماسة بابتسامة:
ــ سليم بيه خمس دقائق بس وأخلص على طول.
سليم بلطف وهو يحرك رأسه:
ــ براحتك.
جلس على الفراش وهو يشاهدها بابتسامة.
ماسة وهي تعلق ملابسه فى الشماعة تحدثت بترحيب وسعادة:
ــ أنت هتنورنا والله، وهتنبسط بالقعدة هنا،
الهوا هنا يرد الروح ونضيف أحسن من مصر .
سليم بتساؤل:
ــ أنتي جيتي القاهرة قبل كدة؟
رفعت ماسة عينيها له وهي تمسك الشماعة بتوضح:
ــ لا عمرى ما خرجت بره الكفر، بس الست لارا بتقول كدة، إن الهوا هنا نضيف عكس المدينة كله مرض.
سليم بتأييد:
ــ مظبوط، عشان كدة حبيت أقعد كم يوم معاكم.
ماسة وهى تعلق الملابس فى الشماعة وتنظر له بعقلانية قالت بطريقة مثقفة نوعا ما.
ماسة:
ــ مش هتندم وممكن تعمل activity (اكتيفتي) ( أنشطة) كتير هنا مختلفة.
نظر لها سليم بذهول تام ، فكيف لفتاة مثلها أن تعرف وتقول كلمة بالإنجليزية مثل هذه ،!! وتتحدث بلكنة قاهرية تشعر من أمامها أنها فتاة متعلمة ومثقفة نوعا ما !!!
رفع سليم حاجبيه وسأل متعجباً وهو يتك على كلمة:
ــ activity !!! ؟ أنتي عرفتي منين الكلمة دي ؟؟
نظرت ماسة له بتركيز وقالت بتلقائية:
ــ من لارا هانم كانت دائما تقول لأصحابها إن ممكن ..
وفجأة تحولت نبرتها وطريقتها لفتاة قاهرية متعلمة لحد ما وقالت:
ــ إن ممكن تعملوا هنا activity كتير زى ركوب الخيل و بارتي ريفي وحفلة باربكيو ، غير إن الجو هنا بيعمل relaxation (ريلاكسيشن) تهبل.
كان ينظر سليم بذهول وهي تتحدث، فهي نطقت الكلمات بشكل صحيح وراقي مثلهم بشكل كبير.
سليم بتساؤل واستغراب:
ــ أنتي عرفتى كل الكلام ده من بس استماعك ل لارا !!!
هزت ماسة رأسها بايجاب بابتسامة وتوضيح:
ــ آه هي قالتها كتير قصادي، وآني سألتها قالت لى إن كلمة رلاكسيشن دي يعني هدوء أعصاب اكتيفتي يعني انشطة حاجات يعملوها عشان الملل.
رمقها سليم من أعلى لأسفل بنبهار:
ــ برافو عليكي يا ماسة أنتي حقيقي مبهرة، أنتي بتلقطي حلو أوي، دى موهبة فطرية رائعة جدا،
وممتاز إنك قدرتي تستغليها بالشكل ده.
ماسة بلطف وبراءة:
ــ لارا هانم قالتلي كدة، إني شاطرة و ذكية أوي، و وداني حلوة، وقالت كمان أنتي لو كنتي اتعلمتي كنتي طلعتي من أوائل الثانوية العامة بس نصيب بقى.
سليم:
ـــ ماتكملي، أنتي واصلة لحد فين في المدرسة ؟
ماسة بحسرة:
ــ آني معيش حاجة خالص، متعلمتش نهائي، بس دخلت الكتاب وحفظت جزء عامة وكام سورة تاني، ولارا هانم الله يكرمها، لما لاقتني بحب العلام، ونفسي أتعلم حفظتني (ألف باء والأرقام) وخلتني أعرف أكتب اسمي بالعربي و الإنجليزي.
سليم :
ــ إنتي ممكن تتعلمي عادي حتى وانتى في سنك ده, مادام بتحبيه، الموضوع سهل ممكن أعرفلك الإجراءات وتقدمي.
ماسة بتلقائية ممزوجة بشجن:
ــ عارفة وشفتها في مسلسل صفاء أبو السعود، كانت زي حالاتي وتعلمت ودخلت الثانوية بس هى أهلها ساعدوها ووافقو أنها تكمل علام، لكن آني لا.
سليم بتعجب:
ــ لا ليه؟!
ماسة بتوضيح ممزوج بضيق:
ــ أبويا لما لاقاني شبطانة في العلام قالي هدخلك، بس منصور بيه الله يسامحه رفض.
سليم باستغراب:
ــ منصور رفض ليه ؟
ماسة بحزن:
ــ منشعارفة وأبويا زعقلي وقالي ماعتيش تتكلمى في الموضوع ده، لحسن أضربك.
سليم بأسف:
ــ خسارة أنتي ذكية جدا وحرام الذكاء ده مايتعلمش.
ماسة بحسرة:
ــ هنعمل إيه بقى الحمدلله.
سليم بابتسامة إعجاب:
ــ أنتي كم سنة يا ماسة.
ماسة بمزاح بريء ترفع أحد حاجبيها:
ــ تديني كام؟
اتسعت عين سليم بابتسامة مستغرباً:
ــ أديكي كام؟
ماسة بتفسير وهي تضحك بنعومة:
ــ أصل شفتها في فيلم امبارح البطل سأل البطلة انتي كم سنة؟ قالت له تديني كام ؟ قالها مش بعرف، قالت له ! ٢٤ قالها ٢٤ !! باستغراب يعنى .. راحت ضحكة وقالت له طب متزعلش ٢٤ ونص ..
ثم ضحكت ماسة مقلدة لضحكة البطلة التي تحكي عنها.
ضحك سليم بشده ع حديثها وطريقتها وقال بستغراب:
ــ أنتي واخدة كل معلوماتك من التليفزيون؟
ماسة بقلة حيلة:
ــ يعنى آخده منين !! مانى مش بنعرف نقرأ عشان نتعلم من الكتب، بتعلم من التليفزيون، تعرف إني كنت مسميها زمان الصندوق الصغير إللي فيه ناس بتتحرك، بس لارا هانم واعتني، وقالتلي اسمه تليفزيون، ودول ممثلين بيجسدو الواقع.
سليم تبسم نصف إبتسامة ساخرة بتعديل:
ـــ تقصد واحد فى المية من الواقع.
ماسة بتعجب:
ــ يـــا لو ده حتة صغيرة منه، أمال هو ازاي ؟؟
سليم بتنبيه ممزوج بلطف:
ــ بلاش تعرفي خليكي فى كوكب الورد اللي أنتي فيه، بلاش البراءة دي تتخدش منك، وبعدين خدي بالك مش كل اللي بتشوفيه في التليفزيون حقيقي.
ماسة بابتسامة تمني وشغف:
،ــ آني شفت فيه بحر كبير لونه أزرق، الهانم قالتلي أنه مالهوش نهاية.
سليم بتساؤل:
ــ نفسك تشوفي البحر؟
ماسة بتمني شديد مصحوب بحزن:
ــ أوى آنى عرفت إن في بلد اسمها بلطيم فيها بحر نواحينا، اتحايلت على أبويا عشان يودينا، بس بعد ماوعدنى ماروحناش زى كل مرة بيوعدنى مش بينفذ.
سليم:
ــ شكلك زعلانة من بابا اوي؟
ماسة وهى تحرك راسها بنعم:
ــ لأنه كل مابيوعدني بحاجة مابينفذهاش.
سليم بتوضيح:
ــ أكيد غصب عنه.
ماسة وهى ترفع حاجبيها بعدم تصديق:
ــ يمكن !!،( بعتذار) دوشتك يا بيه.
سليم بابتسامة رائعة حرك رأسه بنفي:
ــ بالعكس، أنا مستمتع بالكلام معاكي جداً.
التفتت ماسة وعلقت باقي الملابس وأغلقت الدرفه التفتت له مرة أخرى بانتباه:
ــ آني خلصت مش محتاج حاجة.
سليم بتهذب:
ــ شكراً.
ماسة:
ــ عن إذنك.
حاولت الرحيل لكن أوقفها سليم وهو يقول.
سليم بنداء:
ــ ماسة.
ماسه توقفت:
ــ افندم يا بيه.
سليم بفضول ممزوج بمزاح :
ــ مقولتليش كم سنة؟ والا عايزة أقولك أنا !! عندك ١٨ او ١٧.
ماسة تبسمت برقة:
ــ كنت عارفة إنك هتظن كدة آني ١٥.
اتسعت عينا سليم بذهول:
ــ ١٥ !!!
ماسة بتلقائية شديدة:
ــ أهو كل اللي بيعرف بيعمل زيك كدة، أمى بتقول لى أنتي جسمك فاير وطويلة، عشان كدة الناس بتتخم فيكي.
سليم باعتراض:
ــ صدقيني مش مسألة جسم وطول، أنتي كمان عقلك كبير وسابقة سنك.
ماسة:
ــ سيدى منصور قالي نفس الكلمة دى، وقالى كمان أنتي يتخاف منك !! بس معرفش ليه ؟؟. أنت تعرف ليه؟
سليم هو يهز راسه بلا بابتسامة:
ــ أول معرف هقولك.
ماسة ببراءة:
ــ ماشي يلاا بالإذن.
خرجت وعادت مرة أخرى وقالت باهتمام:
ــ أنت بتحب تاكل إيه على الغدا.
سليم بلطف ونظرة خلابة:
ــ أنتي بتعرفي تطبخي إيه !
ماسة:
ــ بعمل كل حاجة قولي أكتر حاجة بتحبها وأعملهالك بأيدى.
سليم بحماس:
ــ أعمل لي أكتر حاجه بتعرفي تعمليها وشاطرة فيها على الغدا.
ماسة:
ــ ماشي بس خليها مفاجأة.
سليم هز رأسه بإيجاب:
ــ موافق، بس بشرط أنا امتلاكي جداً، وبحب إللي يعمل لي حاجة باسمى تبقى ليا وبس، ومحدش يقرب منها غيرى مهما حصل.
ماسة:
ــ خلاص هجبهالك هنا، ماتكلش بقى على الغدا كتير معاهم.
سليم تبسم:
ــ اتفقنا.
ماسة بسعادة:
ــ والله أنت منورنا أبقى تعال على طول.
سليم بمغازلة مهذبة:
ــ هاجى عشان خاطر العيون القمر دول.
نظرت له بخجل وأحمر وجهها بشدة . وخرجت للخارج وقلبها يرفرف من السعادة ..
أخذ ينظر سليم لها بابتسامة عريضة على براءتها ولطفها ..
فهى جذبته بشدة من طريقة حديثها البريئ وجعلته يبقى لكي يشاهدها.
وبعد ذلك الحديث الطويل المليئ بالمشاعر المختلفة انجذب سليم أكثر لها وأراد أن يعرفها أكتر !!
أراد أن يعرف تلك الصغيرة الجميلة المحيرة التى تجعل كل من تحدث معها ينجذب لها بشدة دون إرادته .
**************************
_ قصر منصور
_ السفرة الخامسة مساءً.
_ نشاهد جميع أفراد العائلتين وهم يتناولون طعام الغداء.
منصور بتساؤل:
ــ سليم في حاجة ناقصة في الاستراحة.
رفع سليم عينه وهو يتناول الطعام وهو يهز رأسه بلا:
ــ لا كله تمام.
كارولين باستهجان:
ــ مش عارفة ليه صممت تقعد زى الأغراب هناك. ؟؟
فريدة:
ــ سبيه يا طنط سليم مادام قال كلمة مينفعش حد يسأل ليه.
كارولين باعتراض:
ــ بس ده مش أسلوب لازم يتناقش ويوصل وجهة نظره.
سليم بتفسير:
ـــ أنا هكون مرتاح أكتر كدة، من فضلك سبيني براحتي.
منصور بمهاودة:
ــ براحتك.
عزت وهو يوجه حديثه لسليم:
ــ بكرة تيجي عشان الاجتماع.
سليم:
ــ أوكيه.
انتبهت لارا لصباع رشدى المتجبس وسألت باهتمام:
ــ رشدي مال صباعك ؟؟
رشدى وعينه على سليم أجاب بغل:
ــ الباب اتقفل على أيدي
صافيناز:
ــ مش تاخد بالك.
ياسين بسخرية فهو يعلم ما حدث:
ــ أكيد هياخد عشان المرة الجاية متكونش كلها.
نظرت صافيناز وفايزة باستغراب فهم شعرو أن هناك شي حدث وليس كما قال !!
سليم وهو ينظر لكارولين:
ــ طنط أنا هكون محتاج مساعدة ليا باستمرار يعني تعملي قهوة شاي فطار لأني بأفطر بدري.
كارولين:
ــ أوي أوي هخلي مارسيل معاك.
سليم:
ــ أنا عايز ماسة.
لورين باستغراب:
ــ اشمعنا الفلاحة دي؟
رمقها سليم بعدم اهتمام ولم يرد عليها كأنها لم تتحدث ونظر إلى كارولين وأكمل:
ـــ وأبقي خليها تجيلي بعد الغدا أفهمها شوية حاجات، آه كمان مش عايزها تخدم هنا تبقى معايا وبس تمام.
لورين:
ــ أنا بكلمك على فكرة.
وجه سليم نظره لها قائلا بجمود:
ــ وأنا رديت عليكي.
لورين بتعجب وهي ترفع أحد حاجبيها:
ــ فين ده !!
سليم بعملية:
ــ سكوتي كان ردي.
لورين باستفزاز:
ــ يعني إيه ؟
نظر لها سليم بجمود دون تحدث وأشاح وجهه عنها وأكمل طعامه.
فهم منصور أن سليم بدأ ينزعج منها ..
فهو يعلم أن سليم يكره إعطاء أسباب أو مبرارت عن شيء يريده أو يفعله ..
فخشى أن يبدأ الإعصار إذا تحدث أكتر ..
فحاول إدراك الموقف بذكاء مسرعا .
منصور بتأييد:
ــ فعلاً ماسة إللي تنفع مع سليم ذكية وهتفهم بسرعة، مش هتتعبك أنا عارف إنك مش بتحب تعيد الكلام والمعلومة كتير، ومعنديش مشكلة أنها تخدمك أنت بس طول وجودك.
سليم حرك رأسه بإيجاب:
ــ تمام .. نهض عن إذنكم.
فريدة باستغراب:
ــ أنت أكلت ؟
سليم:
ــ الحمدلله.
تحرك سليم الى الخارج وخرج .. وبعد تأكد منصور من خروج سليم تحدث.
منصور بتساؤل:
ــ لسة مصر أنه يكون مكانك.
عزت بحسم:
ــ أنا قررت وبكرة هنتاقش في الموضوع ده.
منصور بعملية:
ــ سليم صعب مبيسمعش صوت حد غير صوت دماغه، وطالباته أوامر ممنوعه مناقشه والكرسى محتاجه للمسايسة بعض الأحيان، أنا من رأيي الأنسب طه..... طه هو الكبير .
فايزة:
ــ أحنا هنعمل اختبار واللي هينجح فيه هو اللي يستاهل يكون وريث عرش امبراطورية الراوي.
لارا بتأييد:
ــ أنا متأكدة إن سليم هو اللي هيقعد على العرش لأنه يستاهل.
رمقتها فايزة بابتسامة إعجاب:
ــ وانا مش هلاقي أحسن منك تكون الملكة اللي هتستلم التاج.
تبسمت لارا بخجل.
_ الاستراحة الخامسة ونصف مساءً
_ نشاهد سليم يجلس على الأريكة بعد ثواني طرقت ماسة الباب ودخلت وهي تحمل صنية بها طاجن فخار.
ماسة بحماس:
ــ أنا جيت.
سليم:
ــ وأنا قاعد مستني بحماس.
ماسة:
ــ اتفضل.
وضعتها له على الطاولة .. بدأ سليم في تناوله،
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة فيبدو أن مذاقه رائع.
سليم:
ــ فعلاً جميل جداً، ده طاجن لحمة بلسان العصفور والخضار صح.
ماسة بسعادة:
ــ آه، يعني بجد أكلي عجبك !
سليم بتاكيد ممزوج بتملك:
ــطبعاً مش هاكل بعد كدة إلا من ايدك، أنا طلبت منهم إنك أنتي بعد كدة اللي تاخدي بالك من المكان وتبقي المساعدة بتعتي ومش هتشتغلي تاني في القصر ، هتبقى ملك لسليم بس مفهوم .
فاننتبه أنه لايريد ان ينطق بكلمة خادمة أو تخدم عليه !! .
ماسة بحب واحترام:
ــ آني نخدمك برموش عينيا يا سليم بيه، يعني كدة هقعد هنا ومارجعش القصر ؟
سليم:
ــ اممم هتروحي بالليل على بيتك.
ماسة:
ــ طب هقعد هنا في المطبخ عشان لو طلبت حاجة.
سليم:
ــ تمام.
توجهت ماسة إلى المطبخ وجلست وهي تشاهده بابتسامة رقيقة وهو يتناول الطعام بتلذذ ..
وبعد الإنتهاء نهضت ماسة واقتربت منه بإبتسامة
ماسة:
ــ ألف هنا يا بيه.
سليم:
ــ تسلم ايدك.
أخذت ماسة تجمع الأطباق من السفرة وهي تنظر له باهتمام تساءلت:
ــ هو حضرتك يومك بيمشى أزاي؟
سليم بتعجب وهو ينظر لها:
ــ يعني إيه ؟
ماسة:
ــ يعني بتصحى امتى بتاكل إيه؟؟ أقصد في لحضرتك برنامج معين ؟
سليم بتوضيح :
ــ بصحى من ٦ الصبح الفطار على ٨ لأني بلعب رياضة أول مابصحى وبشرب كوباية مياه بمعلقة عسل نحل بنص ليمونة على الريق بس, معتقدش في حاجة تانية ممكن تعرفيها.
ماسة:
ــ ماشي طب أعملك حاجة تشربها دلوقت؟
سليم بنفي:
ــ لا.
ماسة:
ـطب هروح أودي الحاجة دي بعد إذنك.
تبسم لها سليم وهو يهز رأسه بإيجاب خرجت ماسة وأخذ ينظر لاثارها بإبتسامة اعجاب.
********************************
سيارة عزت الراوي الثامنه مساءً.
ــ نشاهد عزت وفايزة وهما يجلسان على الكنبة الخلفية ويتحدثان أثناء عودتها إلى القاهرة.
ــ نظرت فايزة له وتحدثت بأرستقراطية:
ـــ أنا انبسطت أوي يا عزت إن سليم هيقعد في المزرعة ويقرب من لارا، انا شايفة إن لارا أنسب واحدة تكون عروسة لسليم، كفاية أنها من عائلة رستم آغا والا أنت رأيك إيه ؟
عزت بضجر:
ــ فايزة لو سمحتي سيبي سليم يختار عروسته براحته.. سليم مش زي طه تقدري تفرضي عليه العروسة اللي أنتي مختاراها.
فايزة:
ــ بس أنا شايفة إن سليم ولارا منسجمين مع بعض، برغم إن لسانها طويل بس مش مهم أنا هعودها على طبعنا.
عزت بحدة:
ــ فايزة بالراحة، ده سليم.
فايزة بتوضيح:
ــ أنا فاهمة متقلقش أنا بس مبسوطة من الخطوة دي سليم وفر عليا حاجات كتير.
عزت بتعجب:
ــ هو أنتي ليه مصرة تشوفي إن سليم قاعد هناك عشان لارا ؟
فايزة بضيق:
ــ أمال إيه السبب، الجو عجبه مثلا؟ انت مصدق ؟
عزت:
ــ محدش يفهم اللي في دماغ سليم، بلاش تحطي آمال على الرمال.
فايزة:
ــ بعد إذنك يا عزت، انت بس ماتتدخلش وسيبلي أنا الموضوع ده ممكن!
هز عزت رأسه بإيجاب.
بقلمي_ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)
_ القاهرة
_ شركة عزت الراوي
_ غرفة الاجتماعات التاسعة صباحاً.
_ نشاهد عزت وفايزة وأبناءهم بما فيهم سليم وبعض الأشخاص الذين يبدو عليهم من ملابسهم المهندمة والفاخرة أنهم الشركاء و معهم منصور.
عبد القادر أحد الشركاء بتعجب:
ــ يعني مش خايف إن سليم يضيع صفقة مهمة زى دي.
عزت بثقة:
ــ مش هتضيع ولو ضاعت فلوسها عندي.
عبد القادر بعجرفة وهو يدخن السيجار:
ــ محمود أبني كلم ميلاد وشبه خلص معه الإتفاق و أنا شايف أنه الأحق بالمشروع.
فايزة برفعة حاجب وقوة تتحدث بارستقراطية:
ــ عبد القادر بيه، أحنا اتفقنا إن كل واحد في أولادنا هياخد مشروع، ومحمود وسليم حظهم جه في صفقة البترول، اللى ياخدها الأول يستحق لقب الأمير الصغير للامبراطورية.
عبد القادر بنظرة تقليل:
ــ وسليم يفهم إيه في شغلنا ؟
نظر له سليم بحدة و قوة وثقة:
ــ أوعى تنسى إن شركة الشحن اللي كان ليها فرع واحد في أمريكا، بقى ليها ١٢ فرع فى أكتر من دوله .. و إني أنا صاحب فكرة امتلاك منجم الماس، بدل ماكنا بنشتريه بمبالغ كبيرة ونصنعه ونبيعه باسم ناس تانية وناخد شوية فتافيت..
لكن أنا حبيت يبقى لينا أحنا مصممين وخط إنتاج بإسمنا.. وبرغم إن الكل عارضني ! لكن الباشا وثق فيا وإداني كل الصلاحيات، و المشروع نجح وبقى المستثمرين ييجو يشترو مننا، وبقينا بنتحكم في سعره. وبقينا أكبر تجار الألماظ في الشرق الأوسط وبنافس ع العالمية ...
وضع قدم على قدم وعاد بظهره للخلف يعكس مدي قوة شخصيتة وثقته:
ــ أنا مثلا يا أنكل غطيت على غلطة محمود ابنك اللي عملها مع مستر ماركو زعيم مافيا في إيطاليا، ولولا إني أتدخلت، كان أبنك اتبعتلك فى نعش...
أنا مش هأدخل حرب وجدال عشان لعبة التوريث اللي بدأتو تلعبوها من دلوقت ..
أنا هخلى شغلي هو اللي يحطنى هنا، لأن الكلام الكتير ده ضعف ...
بعدين أنا رافض الفكرة، الباشا لسة عضمه قوي وطول ماهو عايش محدش غيره هيقعد مكانه ولا انا هاسمح بده.
منصور باستهجان:
ــ أنت هتغير العادات !!! دى عاداتنا من سنين مادام كبرتو لازم من دلوقت تتحضرو وتتحطو فى امتحانات واختبارات عشان نشوف مين يستحق بعد عمر طويل.
فايزة:
ــ منصور كلامه صح ياسليم الموضوع مش سهل خصوصا إنكم أربعة وأفضل من بعض.
رشدي باستخفاف:
ــ خايف ليه ده أنت لسه في الأول.
ياسين بثقة ممزوجة بمزاح:
ــ أنا شايف إن الأمر محسوم من دلوقتي، سليم اللي هياخدها أنا خارج التصنيف من زمان.
سليم بقوة:
ــ لو تحب تبقى الأول عندي استعداد.
ياسين باعتراض:
ــ لا أنا حابب مكاني ده.
طه وهو يبتسم:
ــ أنا لسه باجرب.
سليم بدعم:
ــ؛جرب وأنا متأكد إنك هتوصل للنهائي لأنك أبن الباشا.
رشدي بثقة:
ــ بس النهاية هتكون بنا.
سليم بابتسامة مستفزة:
ــ ده هيبقى أحلى ماتش (عدل من جلسته تنهد)
نرجع بقى لموضوع المشروع في حاجة عايز تقولها يا أنكل.
عبد القادر بحسم:
ــ لو أخذت الصفقة دي أنا هستقيل.
سليم بتحذير:
ــ خد بالك بلاش تاخد قرارت متهورة.
عبدالقادر بحسم:
ــ انا ومحمود هنكون مجرد اسم شرفي في المجموعة
سليم بموافقة:
ــ أوكيه اللي تشوفه.. تمضي على كدة.
عبد القادر:
ــ طبعاً.
سليم باستخفاف:
ــ عجبني ثقتك في نفسك.
عبد القادر بثقة:
ــ لأني متأكد إنك مش هتاخدها.
سليم بقوة وثقة:
ــ تمام ٣٠ يوم من النهاردة ونشوف.
عامر:
ــ طب لو ماخدتهاش هتتأدب بإيه.
سليم باستخفاف:
ــ شكل الذاكرة مش قد كدة يا أنكل لأن الباشا قال من كم دقيقة إن الفلوس عندي، أصل الباشا مدلعنا وبيسبنا نغلط براحتنا،..... (بشدة) وأوعى تنسى ولا حد فيكم ينسى إن الإمبراطورية دى باسم الراوي وإنكم مجرد شركاء بكم مليون، وقريب جداً مش هيكون ليكم مكان فيها، فـ بلاش الجلاله تاخدكم وتنسوا نفسكم، انا مش فاهم الشروط والثقه الوهميه اللي بتتكلموا بيها دي، بتتكلموا بيها على اساس ايه؟! 2٪ اللي ملك ل كل واحد فيكم!!! انا ممكن اديكم فلوسكم ومن حسابي الخاص ف بلاش ننسا نفسنا.
سالي بحدة:
ــ أوعى تنسى إن لولا وجودنا كان زمان العرش اتهد.
نظر لها سليم بابتسامة مستفزة وقال باستخفاف وبرود:
ــ اتهد بال 2%!!! لو جمعناهم هيطلعوا 6% ملك ليكم!! وان الباشا يملك 94% !! متسرعين دايما في في ردود افعالكم، بتخليكم تقولوا كلام ما يطلعش من موظف مش هقول من رجال اعمال، واللي أعرفه يا طنط إنكم جيتو اتحايلتو على جدو (علي) الله يرحمه عشان يديكم نسبة بعد ماشركتكم أعلنت إفلاسها، بعدين بلاش نبرة التهديد دي أحنا مابنتهددش، لو فاكرين عدم وجودكم ممكن يهز العرش، أعتقد ده تفكير غبي منكم.
عزت بتأييد وقوة:
ـــ مظبوط ، سالي أوعي تنسي إن الكلمة الأولى والأخيرة ليا، واني باخد رأيكم بس عشان الديمقراطية، لكن لو حسيت بأي استخفاف لأي أبن من ولادي هنمشيها ديكتاتورية.
سليم بتأييد ممزوجة بثقة وتحذير:
ــ من غير ديكتاتورية. أحنا سلسال ملكي، والملكية نظام توريث للأبناء، يعنى أبن حضرتك محطوط غلط في الاختيار ولذلك صدر القرار.. الاختبار هيكون لولاد عزت الراوي وبس، ولو مش عاجبك ممكن نلغي الشراكة حالا، قدامك دقيقة للتفكير.
عامر بتهكم:
ــ شكل الكلام عجبك يا عزت.
عزت بإيجاب:
ــ لو معجبنيش كنت اعترضت !!
عبد القادر بقوة:
ــ أنا لسة مصر على رأيي أنت مش هتاخدها.
رفع سليم عينه نحوه بابتسامة مستفزة وثقة عالية: ميعادنا كمان ٣٠ يوم.
حرك الجميع رأسهم بإيجاب.
عزت:
ــ:الاجتماع خلص اتفضلو.
بدأ الشركاء في التوجه للخارج بما فيهم منصور....
فور خروجهم ...
رشدى بتعجب:
ــ: انت هتعرف تاخد الصفقة.
سليم بثقة:
ــ الإجابة هتاخدها كمان ٣٠ يوم.
عزت بثقة:
ــ سليم أنا واثق فيك.
سليم بابتسامة:
ــ يستحيل أخذلك عن إذنكم عندي شغل.
خرج سليم للخارج وفور خروجه.
رشدي بتهكم:
ــ سليم زودها.
طه بتأييد:
ــ فعلاً مكنش لازم يهددهم.
عزت:
ــ بالعكس خليه يوريهم العين الحمرا لأنهم قللو منه.
فايزة:
ــ سليم هياخد الصفقة عند بس لأنهم قللو من قدراته.
رشدى باستهجان:
ــ معرفش أنتم بتعملو معاه كدة ليه؟ هو عشان دخل كم صفقة بقلب جامد وخدهم بالحظ خلاص هو اللي يستحق.
عزت بتوضيح:
ــ لا يا رشدي سليم كبر اسمنا برة وعمل لنفسه هيبة وسط زعماء المافيا، بالأخص في شغلنا التاني، مش فضل يسهر ويشرب ويلعب قمار ويعرف بنات زيك.
رشدى بسخرية:
ــ على أساس أنه مش بيقوم من على السجادة !!!!
عزت بشدة واستخفاف:
ــ بس على الأقل قدر يعمل اللي أنت معرفتش تعمل منه واحد في المية.
وهو ينظر له بتوضيح وجدية:
ـــ اسمعو كلكم، أنا مش با أميز سليم، أنا قولتها وهقولها تاني اللي هيثبت نفسه خلال السنين الجاية في شغله والاسم اللي هيعمله لنفسه، في المجموعة أو الشغل التاني، بنت أو ولد، هو ده إللي يستحق اللقب والعرش مفهوم .
هز الجميع رأسهم بإيجاب ما عدا رشدي الذى كان ينظر بحقد وعدم رضا فهو يشعر أنه الذي يستحق اللقب والعرش أكثر من إخوانه وخصوصا سليم .
****************************
_ كفر الشيخ
_قصر منصور
_ الاستراحة السادسة مساءً
_ نشاهد ماسة تقوم بوضع طعام الغدا على طاولة السفرة وكان سليم يجلس على المقعد.
ماسة:
ــ أنا قولت إن الجو معجبكش ومشيت على طول أصلي صحيت بدرى وحضرتلك الليمون بالعسل اللى طلبته بس عم جابر قالى انك مشيت.
سليم بتفسير:
ــ لا أنا كان عندي شغل وهنزل تاني وهرجع.
ماسة:
ــ تروح وتيجي بالسلامة هو أنت مبتكلش معهم ليه يا بيه؟
سليم بتوضيح:
ــ هبقى اتغدى معاهم والفطار بس هنا؟
ماسة:
ــ تمام أنا هقعد هناك لحد ماتخلص أكل، ألف هنا.
سليم:
ــ ماسة استني.
ماسة:
ــ نعم ؟
نهض سليم ودخل الغرفة وعاد وهو يحمل هاتف محمول حديث موديل السنة وقدمه لها.
سليم:
ــ امسكي خليه معاكي عشان لو احتجت حاجة أكلمك عليه، بتعرفي تستخدميه ؟
ماسة:
ــ آه بعرف أرد واتصل متعلمة على تليفون لارا هانم شبهه كدة.
سليم:
ــ؛ أنا مسجلك رقمي، ده ليكي مش للشغل وبس.
اتسعت عين ماسة بفرحة طاغية:
ــ ده بتاعي بجد يعني ألعب بيه براحتي وأنزل الألعاب عليه.
سليم بابتسامة:
ــ آه.
ماسة بامتنان وسعادة:
ــ إن شاءالله يخليك يا سليم بيه، ربنا يباركلك.
سليم:
ــ يلا روحي أوضتك ارتاحي ولو احتجت حاجة هكلمك.
ماسة:
ــ حاضر.
خرجت ماسة وهي سعيدة جداً كان يراقبها سليم بعينه وهو سعيد لسعادتها.
_ قصر منصور الحاديه عشر مساء
_ غرفة لارا
_ نشاهد لارا وهي تجلس على جهاز الكمبيوتر بتركيز... بعد دقائق يطرق الباب تدخل كارولين والدتها.
كارولين:
ــ كويس إنك لسة صاحية ...
جلست على المقعد المجاور لها وأكملت حديثها:
ـــ كنت عايزة أتكلم معاكي شوية .
ابتسمت لارا و وجهت جسدها بزاوية والدتها وقالت :
ــ خير يا ماما في حاجة ؟
كارولين:
ـــ أنا وفايزة اتكلمنا النهاردة في موضوع يخصك أنتي وسليم.
لارا بعدم فهم:
ــ موضوع ايه ! .
كارولين:
ــ فايزة حابة إنك تكوني الملكة الجديدة لعائلة الراوي، خصوصا إن سليم بنسبة كبيرة هو اللي هياخد مكان عزت، أنتي إيه رأيك؟ سليم شاب هايل وذكي ومستقبله مشرق وأفضل واحد في أخواته.
لارا بتساؤل:
ــ طيب وسليم رأيه إيه؟
كارولين بعقلانية:
ــ سليم شكله مرحب، أمال هو حضر العيد ميلاد ليه ! وكمان قاعد هنا كم يوم، ده عمره ماجه، فأنا عايزاكي بقى تستغلي الفرصة على قد ماتقدري وتقربي منه، لأن كل الثروة والمكانة العالية هتكون ليكي، جوازك من سليم مكسب كبير أوي يا لارا.
لارا بتعجب ممزوج باعتراض:
ــ مامي أنا مستحيل أتجوز بالطريقة دي بعدين حضرتك اللي بتقولى كدة ؟ وأنتي أكتر واحدة عارفاني كويس، و عارفة إني مستحيل أقبل إني أكون جزء من المخطط بتاعكم.
كارولين:
ــ إيه المشكلة هو سليم فيه حاجة تخليكي ترفضي !!
لارا:
ــ لا.. بس على الأقل أختار الإنسان اللي أكمل معه حياتي بنفسي وأحس أنه هو كمان مختارني بإرادته مش مختارني عشان المصلحة واسم العيلة
كارولين بعقلانية:
ــ لارا فكري كويس سليم عريس هايل بعيد عن مصالح العائلة حاولي تقربي منه، عجبك وحسيتى بقبول يبقى كسبناه، ولو حسيتي إن الموضوع مش مقبول ليكي خلاص أنا هقف معاكي، أنا بس عايزاكي تجربي، والولد أهو موجود، وبعدين أنا ملاحظة أنه ليه كلام معاكي وفيه بينكم انسجام عن لورين.
لارا بتسال:
ــ هو مش سافر امبارح ؟
كارولين:
ــ هو سافر عشان كان عنده اجتماع ورجع النهاردة العصر، أنتي بقى خديه بكرة وتمشوا شوية خليه يلف في البلد شوية وتكلمى معاه.
لارا :
ــ طيب.
كارولين:
ــ يلا تصبحي على خير.
نهضت وتحركت للخارج.
نظرت لارا لآثارها بتفكير عميق وأكملت ماتقوم به.
((اليوم التالي))
_ الاستراحة الثامنة صباحاً.
_ نشاهد ماسة تمسك صينية طعام بين يديها وتدخل من باب الاستراحة وهي تنظر من حولها تحركت حتى الطاولة ووضعت الصينية عليها وهي مازالت تبحث بعينيها عن سليم لكنها لم تجده .. توجهت إلى غرفة النوم و طرقت على الباب و فتحته لكنه كان غير موجود نظرت باستغراب وقالت بصوت داخلي:
ــ:راح فين؟ يمكن لسة بيجري هاقعد استناه بقى.
جلست على المقعد و بعد دقائق دخل سليم الاستراحة... توقفت ماسة لاستقباله باحترام.
سليم باستغراب:
ــ ماسة ؟
ماسة:
ــ صباح الخير جبتلك الفطار.
سليم:
ــ تسلم ايدك بس أنا هتمرن الأول أبقي آخري نفسك ساعة كمان.
ماسة:
ــ حضرتك قولت ٨.
سليم:
ــ خلاص خليها ٩.
ماسة:
ــ حاضر.
سليم بلطف:
ــ ميرسي صحيت لقيتك محضرالي كوباية المية بالعسل والليمون .
ماسة:
ــ حضرتك قولتلي إنك بتشربها على الريق وإنك بتصحى من الساعة ٦ الصبح.
سألها سليم وهو يحتسي الماء:
ــ هو أنتي بتصحي الساعة كام على كدة ؟
ماسة:
ــ من الفجر باصلي وأروح أشتري لوازم البيت.
سليم:
ــ تمام، أنا هروح أتمرن عن إذنك.
ماسة:
ــ أتفضل.
سليم:
ــ تيجي تتفرجي عليا؟
ماسة بابتسامة:
ــ ماشي.
تحركا حتى الباب الآخر المطل على حديقة صغيرة بحمام سباحة صغير ... وكان معلق في الحديقة استاند البوكس اقترب سليم منه وأخذ القفازات وارتداها وبدأ يتمرن بتركيز كانت عضلاته قوية و مفتولة بشدة.
جلست ماسة تشاهده بابتسامة جميلة وبعد وقت أنتهى سليم من التمرين وخلع القفازات ...
ركضت ماسة عليه بمنشفة صغيرة وأخذت تنشف له عرقه باهتمام من على وجنتيه وجبينه ..
كانت عين سليم مسلطة عليها بتحدق وأعجاب بما تقوم بيه .. فقد شعر بهزة قوية من تلك اللمسات
لكنه كان يخفيها ببراعة وفور انتهائها أمسكت زجاجة الماء وناولتها له باهتمام .
سليم بامتنان:
ــ ميرسي يا ماسة على اهتمامك.
نظرت له بخجل بابتسامة رقيقة بصمت.
سألها سليم:
ــ هو أنتي مش قولتيلي إن أصحاب لارا بيجوا هنا صح ؟
ماسة:
ـــ آه على طول؟
سليم:
ــ بتعملي كدة معاهم؟
ماسة بتعجب:
ــ بعمل إيه؟
سليم بغيرة مبطنة:
ــ كدة لما بيتمرنو بتتفرجي عليهم وتمسحي عرقهم وتيجبيلهم مياه من غير مايطلبو ولو بيشربو حاجة تحضريها من بدري.
ماسة ببراءة:
ــ لا خالص حضرتك وبس اللي بأعمل كده معاه، آني كنت بس بجيب الفطار والغدا أعمل قهوة، شاى كدة بس، لكن عمري ماخدت وأديت وعملت مع حد كدة إلا مع حضرتك.
سليم بإبتسامة غزل:
ــ أنا كدة مميز.
تبسمت ماسة بخجل دون حديث
سليم بنرجسية اعتاد عليها:
ــ ياريت أفضل مميز عشان لو حسيت إن اللي بيتعمل معايا بيتعمل مع غيري هأزعل أوي.
ماسه تبسمت:
ــ حاضر، هروح أسخن الفطار عقبال ما تاخد الشاور بتاعك.
سليم:
ــ اتفضلي.
ذهبت ماسة وأخذ ينظر سليم لآثارها باعجاب شديد
((وخلال كم يوم ))
ــ كانت ماسة هى من تقوم بتحضير الفطار لسليم. وتجلس تشاهده حتى ينتهى من تمرين البوكس وبعض ألعاب القوى فهو رياضى جداً ...
كما نرى مدى تطور علاقة سليم وماسة وقربهما من بعضهما
فكان يتعامل معها سليم بتودد ولطف شديد،
وهي كانت تتحدث معه بكل براءة وتلقائية وكان يحب أن يستمع إليها برغم أنه كان قليل الكلام لكن معها كان الأمر مختلفاً....
كان سليم منجذبا لها بشدة وهو لا يعرف ما هو سبب ذلك الانجذاب ...
كما أنها كانت لا تعمل في قصر منصور كما طلب سليم.
وكان هذا سبب كافي لحديث الجميع عن هذا الأمر ؟؟
*************************
_غرفة عائلة ماسة الثانية مساءً
_نشاهد ماسة تقف أمام البوتجاز تقوم بعمل الطعام
كان والدها مجاهد يقوم بأداء صلاه الظهر، بعد الإنتهاء انتبهت له ماسة.
ماسة:
ــ حرما ياابا.
مجاهد:
ــ بت ياماسة تعالي.
ماسة:
ــ حاضر.
اقتربت منه حتى توقفت أمامه.
مجاهد:
ــ معندكيش شغل مع سليم بيه؟
ماسة:
ــ لا.
مجاهد باهتمام:
ــ قوليلي عاملة إيه معاه؟ كويس معاكي ولا أكلم الست كارولين تخليه يشوف غيرك.
ماسة أجابته مسرعة بلهفة ورفض:
ـــ لا والنبي يا بااا، دة سليم بيه طيب أوي، والشغل معه حلو ومش متعب، أنت فاكرني بقعد أعمل حاجة هناك طول النهار ! ده آني بفضل قاعدة بتفرج على التلفزيون، هو مش بيطلب حاجات كتير، ياريته يفضل هنا على طول كفاية أنه بيناديني باسمي مش بيقولي يا بت ولا عمره زعقلي.
مجاهد وهو يربت على كتفها:
ــ طيب يا ماسة ربنا يسعدك هو اللي قالك روحي أعملي الغدا.
ماسة:
ــ أنا استأذنت منه لأني خلصت كل حاجة قالى روحي و متتأخريش، هخلص الغدا و أروح أشوف لو عايز حاجة.
مجاهد:
ــ طيب أعملي الغدا وروحيله ربنا يسترها معاكي يا بنتي، انا رايح الأرض مش عايزة حاجة.
ماسة:
ــ كتر خيرك يابا.
بقلمي ليلةعادل (. ❛ ᴗ ❛.)
_ قصر منصور الثالثة مساءً
_ نشاهد لورين ولارا وكارولين ومنصور يجلسون في الهول وهم يتحدثون وكان يبدو على ملامح منصور ولورين الضجر قليلا.
منصور باستخفاف ممزوج بتعجب:
ــ أنا مش فاهم إيه الأفكار دي ! سليم معجب بماسة !!! ، أنتي مجنونة، سليم مستحيل يبص لماسة، هى بس مريحاه مش أكتر، ويوم يعني ماهيحصل حاجة، هتبقى زي صفاء مش أكتر.
لارا بتهكم وهى ترفع احد حاجبيها بتعجب:
ــ وأنت هتسمح أنه يحصل كدة فى البنت الغلبانة دي وتعيد قصة صفاء !!!
منصور:
ــ سليم غير رشدي، سليم عاقل بس أنا بطمن أختك، بعدين أنتي ليه بعيدة عنه كدة؟ الوقت اللي الخدامة دي معاه، المفروض تكوني أنتي،
وجه نظرته لكارولين بضيق أضاف:
ــ إيه ياكارلا أنتي لسة متكلمتيش معها؟
تنهدت كارولين وقالت وهي تنظر له:
ــ اتكلمت ووعدتني
التفتت باتجاه لارا بضيق:
ــ لارا أنا زعلانة منك.
نظرت لها لارا بعدم فهم:
ــ زعلانة مني! ليه ؟ أناعملت حاجة تضايق حضرتك وأنا مش واخدة بالي؟
كارولين بعتاب:
ــ أيوة عملتي، وعدتيني إنك هتقربي من سليم وهتدي لنفسك فرصة تتعرفي عليه، وأنا بنفسي وعدتك وقلت لك لو ماحسيتيش من ناحيته بأي حاجة أنا هكون معاكي، لكن للأسف وعدتيني وماكنتيش قد وعدك معايا.
لارا باعتراض ممزوج بتوضيح:
ــ مامي أنا ماوعدتكيش أناسكت، وسكوتي مش معناه إني وعدتك، لكن كان معناه إني هفكر ، وأنا فكرت ولقيت إن أنا وسليم لا نصلح لبعض، فلو سمحتم ماحدش يتكلم معايا في الموضوع ده تاني.
منصور وهو يوجه حديثه ونظرته للارا بضيق وبنبرة حادة قليلا:
ــ يعني إيه محدش يتكلم معاكي في الموضوع ده !! هو الموضوع ده فيه تفكير أصلا! هو سليم ده يترفض؟ ده الملك الجديد، عارفة يعني إيه الملك الجديد، يعني هو اللي هيقش ملايين مجموعة كاملة بتتكون من ٧ شركات ده غير شغل الدهب، عايزة كل ده يروح لواحدة غيرك.
لارا باستهجان:
ــ يروح مايروحش أنا مليش دعوة هو أصلا باين عليه أنه مابيفكرش في الموضوع ولا بيفكر فيا من الأساس، وجوده هنا مكنش أبداً زي مافكرتو عشان يقرب مني، هو جاي هنا فعلاً يغير جو ويهدي أعصابه مش عشان خاطر يدور على عروسة أو ياخذ معايا فرصة، عن إذنكم.
تحركت وصعدت الدرج.
منصور بضيق:
ــ غبية.
كارولين:
ــ سبها تهدى وهكلمها.
لورين بتهكم:
ــ اشمعنا هي !! ليه مش أنا ؟
منصور:
ــ أنتي صغيرة.
لورين:
ــ يعني هى دي المشكلة ؟ هو أنا أصغر بكتير هما ٤ سنين، انا ١٨ سنى، وبعدين كلكم عارفين إني معجبة بسليم من زمان، خلوني أخد فرصة معاه،
يا بابي اللي يهمك أنت وطنط فايزة إن سليم يتجوز بنت من بنات العائلة، مش مهم مين، وأنا من العائلة، بعدين أناوطنط فايزة قريبين من بعض عكس لارا، يبقى أنا الأصلح.
نظر لها منصور يبدو أنه عجبته الفكرة:
ــ ماشي خلاص من النهاردة حاولي تقربي من سليم.
لورين بابتسامة أمل:
ــ أكيد .. نهضت
كارولين:
ــ رايحة فين.
لورين:
ـــ هروح أقرب من سليم عن إذنكم.
_ قصرمنصورالثانيةمساء.
_ داخل الأسطبل.
_ نشاهد ماسة وسليم وهما يقفان بجانب بعضهما ويضحكان بمرح وانسجام وكان بجانبهما أحد الخيول العربية الأصيلة، كانت ماسة تمسك بالسرج وكان سليم يقوم بتجهيزه ليصعد عليه.
ماسة وهي تضحك:
ــ بس وأمي من وقتها حلفت عليا ما أوقف تاني على البوتجاز انا كان كل همي شعري اللى اتحرق ههههههههه.
سليم وهو يضحك:
ــ أمال رجعتي ازاي تطبخي؟
ماسة:
ــ أبويا قلها مش عشان حرقت الأكل مرة خلاص لازم نديها فرصة تانية وتثبت نفسها بقى.
سليم بمزاح:
ــ طب أوعي تحرقي الأكل النهاردة أنا جعان أوي.
ماسة:
ــ إيه مش هتتغدى معاهم؟
سليم بابتسامة جذابة:
ــ لا عايز آكل من ايدك.
ماسة:
ــ عينيا ياسليم بيه.
سليم:
ــ ماسة أنتي قولتي شعرك كان واقف أزاي بقى.
رفعت ماسة شعرها لأعلى واحولت بعينيها بمزاح وهى تقول:
ــ كدة ههههههه.
ضحك الأتنين بصوت عالي.
اقتربت لورين منهما والحقد يملأ قلبهاد
لورين:
ــمساء الخير .. أزيك ياسليم.
سليم:
ــ تمام.
لورين وهي تضع يدها على الخيل:
ــ مركبتش سلطان ليه.
ماسة:
ــ سلطان الدكتور قال يرتاح شوية عشان كدة طلعنا عنتر.
لورين بشدة:
ــ محدش سألك.
ماسة باحراج:
ــ آسفة.
نظر لها سليم بضيق لكنه لم يتحدث أو يعلق.
لورين:
ــ أنتي مابتجيش تقعد معانا ليه
اقتربت منه بعض الخطوات وتلامست بكفها قميصه بإغواء أكملت:
ــ يعني اسبوع مشفنكش مرتين على بعض على طول في الاستراحة.
سليم بجمود:
ــ أنا جاي أهدي اعصابي مش أقعد مع حد عن إذنك:
صعد الخيل نظر لماسة وقال :
ماسة مستني الغدا من غير حرق.
ماسة بابتسامة:
ــ حاضر من عيونيهروح دلوقت أعملك أحلى غداد
سليم:
ــ تسلم عيونك الحلوين.
تحرك بالخيل قليلا لكن كانت عيون لورين تنظر لهم بغل وغيرة، فهي تشعر أن هناك شيء ما داخل سليم لماسة، فهو يتعامل معها بلطف ويبتسم لها وحين تحدثت هي معه عبس وجهه ولم يعطيها من وقته سوا ثواني معدودة وتركها برغم أنه يعطى الكثير لتلك الخادمة، نظرت لها لورين
لورين بحدة:
ــ أنتي يا بت ماتروحي القصر تساعديهم في الشغل.
ماسة ببراءة:
ــ بس ياست لورين سيدي سليم قالي متعمليش حاجة بالقصر، وآني كمان رايحة أحضرله الغدا.
لورين بجلافة:
ــ أنتي بتعصي أوامري يازفتة.
ماسة ببراءة:
ــ العفو يا هانم آني بس بوضحلك.
لورين:
ــ وأنابقولك روحي انجري على القصر.
_ على الاتجاه الآخر.
_ كان سليم قريبا منهما لحد ما جذب انتباهه طريقة حديث لورين مع ماسة التى يبدو عليها الغضب والصراخ ، توقف وأخذ يشاهد مايحدث من مسافة قريبة.
_ على الاتجاه الآخر عند ماسة ولورين.
ماسة بطاعه:
ــ ماشي بس هروح أقول لسليم بيه لحسن يزعل.
تنهدت لورين بضجر:
ــ بت أنتي مابتفهميش، بطلي سهتنة أنا فهماكي كويس عيلة غبية (زغدتها من كتفها ) غوري من وشي وأعملي اللي قولتلك عليه.
ماسة بحزن:
ــ حضرتك بتضربيني ليه آني معملتش حاجة؟
لورين يتهكم:
ــ أنتي كمان بتردي عليا ؟ عايزة تشوفي الضرب اللي بجد ! حاضر ..
وفجأة صفعتها بقلم على وجهها ..
وضعت ماسة يدها على وجهها وهبطت دموعها بألم وانكسار.
وفجأة اقتحم سليم عليهما المكان وهبط مسرعا من على الخيل.
وبنبرة رجولية جهورة يهتز لها أقوى الرجال بعروق نافرة قال:
ـــ لـــورين.