رواية الماسة المكسورة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ليلة عادل
الفصل الرابع عشر
{بعنوان: عشق من اول نظرة}
لورين بتهكم:
ــ أنتي كمان بتردي عليا ؟ عايزة تشوفي الضرب اللي بجد حاضر.
وفجأة صفعتها بالقلم على وجهها ..
وضعت ماسة يدها على وجهها وهبطت دموعها بألم و انكسار ..
وفجأة اقتحم سليم عليهما المكان وهبط مسرعاً من على ظهر الخيل وتحدث وهو يقترب قائلا بنبرة رجولية جهورة .
سليم:
ــ لــورين.
انتفضت لورين مع تلك النبرة اقترب سليم وسحب ماسة من ذراعها و أوقفها خلف ظهره بحماية.... توقف أمام لورين مباشرة بعين غامت بالسواد وبنظرة مستوحشة
سليم بضيق وعصبية تحدث من بين أسنانه:
ــ أنتي ازاي تمدي أيدك عليها ؟
رفعت لورين عينيها له وابتلعت ريقها بتوتر وأجابت:
ــ بترد عليا، كنت بقولها روحى القصر قالتلي سليم قالي اا .
قاطعها سليم بشدة بصوت أجش قوي:
ـــ أنا مسألتش عن السبب؟ سألتك أزاي تمدي إيدك عليها؟
لورين بضيق:
ــ كنت عايزني أعمل ايه وهي بترفض أوامري .
ماسة ببكاء:
ــ والله مارفضت.
رفع سليم عينيه نحوها واستمع لحديثها.. أكملت ماسة بتوضيح وهي تبكي.
ماسة:
ــ أني قولتلها هقول لحضرتك بس لحسن تزعل لأنك أمرتنى ماروحش هناك طول ما حضرتك موجود.
سليم:
ــ مظبوط أنا اللي أمرتها بده ومهما حصل مينفعش تمدي أيدك عليها.
لورين بستهجان:
ــ سليم لوسمحت متجيش تبوظ لنا طريقة تربيتنا ومعاملتنا مع الخدامين، أنت كم يوم ومسافر أحنا لينا طريقتنا في التعامل.
جز سليم على أسنانه محاولا تمالك أعصابه لكي لا يفتك بها .. بثقة وقوة ممزوجة بحسم قال:
ـــ طب أنا قولت كلمتي لو شفتك ولا سمعت إنك مديتي إيدك على ماسة تاني ولا حتى كلمتيها بطريقة متعجبنيش، أنا مش هقولك هعمل إيه ! بس اللي هعمله هيزعلك.... (بحدة ) سامعة ، أول وآخر مرة يا لورين تمدى إيدك عليها.
شعرت لورين بالخوف والتوتر قليلا فهي علمت أن سليم على وشك بدء إعصاره إذا قامت أكثر بالرد عليه ، فهى الخاسرة فحاولت لم الموقف بذكاء وتحدثت بنبرة هادئة بانكسار تحاول قلب الأمر لصالحها.
لورين بمكر:
ـــ سليم من فضلك أهدى، حاضر مش همد إيدى، بس هى أسلوبها كان وحش أوي دى بتكدب عليك أوعى تصدقها مستحيل هضربها على حاجة تافهة يعني هو أنا مش إنسانة.
هزت ماسة رأسها بدموع بلا على حديث لورين
لم يكن سليم محتاجا لشيء يؤكد صدق كلامها فهو يعلم لورين ويعرف أنها تكذب عليه.
نظر ل لورين وهز رأسه بإيجاب وقال بأمر و بنبرة هادئة لكنها مرعبة:
ــ أظن كلامي اتسمع ومش محتاج أعيده مفهوم.
شبك كفه في كف ماسة وسحبها معه وتحركا حيث الاستراحة كانت تنظر ماسة له بإبتسامة جميلة بامتنان بسعادة .
كانت لورين تنظر لهما بغل وحقد وهي تتوعد لماسة بداخلها فقد تأكدت أن ظنونها حقيقة وهناك شيء ما يحدث .
_ الاستراحة
_ دخل سليم و معه ماسة من الباب توقفا فى المنتصف... وقف سليم أمامها وهو يركز النظر في ملامحها البريئة بإبتسامة جذابة قائلا بلطف .
سليم:
ـــ ممكن متبكيش مش حابب أشوف دموعك.
مد ذراعيه ومسح بأصبع يده دموعها .
ماسه ببراءة:
ـــ والله العظيم ما عملت حاجة دي هي اللي.
قاطعها سليم وهو يضع أصابع يده على شفتيها بلطف:
ــــ هشش مش محتاجة تقوليلى أنا عارف.
ماسة:
ـــ لورين طول عمرها بتعاملني وحش أوي.
سليم:
ـــ طب هنتفق إتفاق لو أي حد في القصر أو بره القصر مد إيده عليكي تاني أو زعلك تعالي قوليلى على طول مفهوم.
هزت ماسة رأسها بايجاب.
سليم : فين الابتسامة الحلوة.
وضع يده على شفتيها وسحبها لكي تبتسم.
تبسمت ماسة برقة ونعومة.
سليم : أيوة كدة أوعي تبطلي تبتسمي.
ماسة بامتنان:
ــ ربنا يخليك يارب معرفش من غيرك كان ممكن يحصلي إيه.... هو حضرتك هتمشي أمتى؟
سليم بمزح:
ــ ايه زهقتي مني ؟
أجابته ماسة مسرعة بلهفة:
ـــ لالا أبداً والله ده آني مش عايزاك تمشي بالعكس عايزاك تقعد على طول .
تبسم لها سليم بلطف و وقعت عيناه على مجموعة من ورد القرنفل في الزهرية التي خلفها تقدم نحوها وأخذ واحدة و استدار نحو ماسة واقترب منها بابتسامة جميلة أخذ يدقق نظره في ملامحها ثم وضعها في شعرها وهو يقول .
سليم:
ـــ مكانها هنا أحلى.
تبسمت ماسة برقة وخجل وهي تلمسها بيدها:
ــ شكراً يا سليم بيه عارف إني بحب القرنفل أوي،آني اللي طلبت من العم متولي يزرعهم وآني إللي قطفتهملك بايدي.
سليم بحب:
ــ وأنا بقيت أعشق القرنفل من وقت ما بقيتي تحطيه في الزهرية كل يوم.
ابتسم لها و مرر أصابع يده على خدها دون إرادة منه وهو يبتسم بحب وظل ينظر داخل بحور عينيها التي تسحبه لعالم آخر لا يعرفه ! لكنه جميل وهادئ مليء بالسعادة.
بعد ثواني أفاق سليم وأخد نفسه و ابتلع ريقه.
سليم:
ـــ روحي يا ماسة ارتاحي شوية وبعدين تعالي حضري الغدا.
ماسة:
ـــ آني مش تعبانة.
سليم بشدة:
ــ اسمعى الكلام ارتاحي شوية بعدين حضريلي الغدا.
ماسة:
ــ حاضر بعد إذنك.
تحركت بعض الخطوات ثم توقفت وقالت:
شكرا يا سليم بيه لأنك صدقتني ودافعت عني وشكرا على الوردة الحلوة دي .
هز سليم رأسه بايجاب بإبتسامة جميلة.... تبادلا الابتسامات ثم توجهت ماسة لخارج الاستراحة
_____بقلمي ليلةعادل ______
_ قصر منصور
_ الهول الثانية مساء
_ المكتب
_نشاهد لورين تجلس مع منصور وهي تتصنع البكاء ويبدو عليها الضيق بعد مشكلة ماسة.
لورين بحدة:
ـــ يرضيك اللي عمله يا بابي.
منصور وهو يرمقها من أعلى لأسفل بضجر:
ـــ أنتي مش روحتي عشان تقربي منه ! ولا تعملي مشكلة ؟
لورين بحقد وغل:
ـــ يا بابي كانت ضحكته مسمعة كل الاسطبل، أول مشافني كشر كأنه شاف شيطان حتى ماوقفش معايا و لا اتكلم كلمة واحدة (بيقين ) طب و الله العظيم معجب بيها .
منصور بعقلانية:
ـــ حتى لو عجباه مجرد حاجة جديدة هيجربها ويرميها،
لكن تفتكري فيه ربع فرصة حتى لماسة الخدامة بنت سعدية ومجاهد أنه يتجوزها !!! طب حتى لو هو أتهور ! العائلة هتوافق ؟؟ دى العائلة كلها هتقف في وشه، على فكرة أنتي مش ذكية، سليم بيحب يسمع حاضر ونعم، وخدي بالك أوعي تتذاكي عليه .
لورين بحقد شديد:
ـــ مش عارفة بس أنا مقهورة من البت دي .
منصور بجبروت:
ـــ استني عليا بس سليم يسافر وأضمن أنه مش راجع ووقتها هاخدلك حقك وهرميها هي وأهلها برة السرايا.
لورين:
ــ طب أعمل إيه !! معقول كدة فرصتي بح.
منصور بتنهيدة:
ـــ اصبري شوية وخفي على ماسة الفترة دي.
لورين:
ــ ماشي
بقلمي ليلةعادل (◔‿◔)
_ غرفة ماسة وعائلتها الثانية عصراً
_ نشاهد ماسة وهي تجلس على الفراش تمسك بين يديها الوردة التي أعطاها سليم لها وهي تتبسم بسعادة وتتذكر دفاعه عنها... بعد دقائق تدخل سلوى الغرفة يبدو عليها الإرهاق .
سلوى بتعب تجلس بجانبها وهي تربع وتسند ظهرها على الحائط باستهجان خفيف:
ـــ طبعاً قاعدة براحتك ما هو سليم بيه مش بيطلب منك حاجات كتير ومدلعك، بس إيه اللي جايبك بدري ؟ إيه خلاص خلصتي شغلك .
ماسة بهيام:
ـــ لا قالي روحي ارتاحي شوية،
ركزت النظر في ملامحها باهتمام قالت:
ــ أنتي شكلك تعبان مالك.
سلوى بقهر:
ـــ أنهد حيلي النهاردة آني وأمك،بس قوليلي شكلك مبسوطة وإيه الوردة اللي أنتي مسكاها دي ؟
ماسة بسعادة:
ــ سليم بيه أدهاني .
سلوى بتعجب:
ـــ سليم بيه مرة واحدة !!!!
هزت ماسة رأسها بايجاب وسعادة.. أكملت سلوى:
ـــ طب وإيه السبب ؟
ماسة:
ـــ معرفش بس هقولك، أصل اللى حصل ولا في الأفلام.
عدلت سلوى من جلستها ونظرت لها بتركيز وحماس:
ــ حصل إيه ؟
ماسة:
ــ لورين وأحنا في الاسطبل قالتلي روحي القصر اشتغلي قولتلها هاستأذن من سليم بيه لأنه محرج عليا، فضلت تزعق أنتي بتكسري أوامري وراحت زغداني في كتفي جامد وشتمتني .
سلوى بكره:
ــــ زغدة تاخدها قادر يا كريم منها لله كملي.
ماسة:
ـــ قولتلها ليه بتضربينى راحت ضرباني بالقلم.
سلوى بكراهية وحقد:
ــ ضربة تاخدها العقرب دي.
أكملت ماسة بإبتسامة سعيدة على وجنتيها:
ـــ لقيت سليم بيه فجأة جه وحطني وراه كأنه بيحميني منها وفضل يزعقلها جامد وحذرها لو ضربتني تاني هيعمل ويسوى فيها وهي خافت منه، ( بسعادة غامرة)آني فرحت فيها أوي و الله كنت حاسة أنه هيضربها بس ماسك نفسه بالعافية.
سلوى بشماتة:
ــ أحسن ناس تخاف ماتختشيش ياريته ضربها السماوية دي.
ماسة:
ــ استني هكملك، خدني من إيدى لحد الاستراحة وفضل يقولي ماتعيطيش ومسحلي دموعي وقالي لو حد زعلك تاني ولا ضربك تعالي قوليلي على طول ، وراح جاب الوردة دي وحطهالي في شعري، وقال لي مكانها هنا...
بحب بريء صادق أضافت :
ـــ آني بحبه أوي يا سوسكا، بيعاملني حلو وبيحترمني، عمره ما قالي يابت ويا زفتة زي لورين وأصحابها، ولما دافع عني حبيته أكتر، نفسي مايمشيش ويفضل هنا على طول.
سلوى بتأييد وبراءة:
ــ ربنا يباركله ويسعده، حتى آني بحبه لأنه بيتعامل معانا كويس أوي، عارفة يوم ما عرف إن أمك تعبانة مخلهاش تكمل تنضيف وخلاها ترتاح ،( بتحذير ) بت يا ماسة أوعي تحكي لحد من البنات أنه أداكي وردة ولا بيريحك، المطبخ كله غيران منك خصوصا أنه بيعاملك كويس.
ماسة بضيق:
ـــ منهم لله لازم نتمرمط ونضرب بالجزمة عشان يعجب .
سلوى:
ـــ آه أمك زعقتلهم قالتلهم هي البت لازم تتمرمط ويطلع عينيها عشان تفرحو، و لما ييجى حد يرحمها شوية يبقى كفر، أمك مسكتتش بس القصر كله مش عاجبه اللي بيحصل ده خصوصا لما جبلك التليفون وبكرة أكيد لما موضوع لورين يتعرف (تلطم على خديها) يا لهوي ممكن تقوم القيامة.. أكيد الموضوع ده هيحصل فيه مشكلة .
ماسة بخوف:
ـــ يالهوي يعني ممكن يخلوني أرجع القصر ؟وأرجع للمرمطة تاني وأبعد عن سليم.
سلوى:
ــ آه قوليله يابت.
ماسة بتوتر:
ــ لحسن يقول عليا فتانة.
سلوى:
ــــ لا أنتي هتقوليله هو حضرتك لو قالولك رجع ماسة وخد واحدة غيرها هتوافق ؟ قوليلو يابت خليه يقف جنبك.
ماسة:
ــ هقوله لما أوديله الغدا.
نظرت إلى الوردة بإبتسامة محبة
سلوى:
ـــ يا بختك بيجبلك ورد عقبال ماحد يديني لو صبارة.
ضحكا صوت عالى.
دخلت سعدية عليهما الغرفة خبت ماسة الوردة خلفها وارتبكت.
سعدية وهي تقترب:
ــ بتعملي إيه هنا يا ماسة؟
ماسة:
ـــ سليم بيه قالى ارتاحي شويه وبعدين حضري الغدا.
سلوى باهتمام:
ــ في حاجة ياما ؟
سعدية:
ـــ خلاص خلصت شغل قولت أريح ظهري شوية.، سلوى روحي يا بنتي اعمليلى كوباية شاي.
سلوى:
ــ حاضر .
نهضت وتوجهت إلى البوتجاز .. جلست سعدية على الفراش بجانب ماسة.
سعديه بتنبيه:
ـــ بت يا ماسة متقوليش لحد إن سليم بيريحك.
ماسة:
ـــ والله ماقولت هما شايفين عشان الاستراحة صغيرة وهو طلباته بسيطة.
سعدية:
ـــ اسمعي كلامه بقى عشان كل مايجي يختارك على طول.
سلوى وهي تقف أمام البوتاجاز:
ــ لا المرة الجاية آني.
ماسة ببراءة:
ــ ماشي نبدل سوى أحسن.
سعدية:
ــ بقولكم آني هنام ساعتين كدة بعدين هقوم.
سلوى بتساؤل:
ــ مش هتشربي شاي ياما.
سعدية بتعب:
ــ هنام مش قادرة.
فردت سعدية جسدها على الفراش ولم تأخذ ثوانى وغفت .
نهضت ماسة واقتربت من سلوى:
ــ سوسكا هروح أني بقى.
سلوى:
ــ ماتنسيش تقوليله .
ماسة اقتربت من أذنها بهمس:
ــ بت أخبي الورده فين؟
سلوى:
ـــ مش عارفة...( فكرت قليلا )جت لي فكرة.
اقتربت من الأريكة وأنحنت أسفلها ومدت ذراعيها وجلبت علبة مدورة صفيح يبدو أنها كان بيها شوكولاتة توقفت فتحتها كان بها قلم روج وتوك وبعض الاكسسوارات البسيطة جداً والكحل و وضعت الوردة معهم وأغلقتها.
ماسة:
أيوة هنا محدش هيشوفها.... يلا مش عايزة أتأخر عليه.
خرجت ماسة وتوجهت للخارج ..حيث الاستراحة
كان سليم غير متواجد بها ... دخلت ماسة المطبخ
وبدأت بتحضير طعام الغدا .
بقلمي ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)
_ قصر منصور الثالثة عصراً
_ مكتب منصور
نشاهد سليم يجلس على مقعد المكتب الأمامي وكان منصور يجلس خلف مكتبه ....أخذ سليم يروي لمنصور ما حدث
سليم باستخفاف:
ـــ حبيت أقولك عشان أوفر على لورين.
منصور وهو يتصنع عدم المعرفة قائلا باستنكار:
ـــ لورين محكتش حاجة وأنا رافض الأسلوب اللي بتستخدمه لورين مع الخدامين مهما كان دول بن آدمين، بس مكنش يصح.....
قاطعه سليم باعتراض فهو يعلم جيدا أنه علم بما حدث ومن الممكن أن تكون لورين زادت في الحديث لكنه تصنع أنه يصدق .
سليم:
ــ ميصحش إيه بالظبط ؟ إن ماسة تقولها هستأذن سليم ؟
منصور بتوتر:
ــ مقصدش أنا...
نهض سليم وتحدث بطريقة تقليل ممزوجة بثقة...
قال بجمود .
سليم:
ـــ المهم يا أنكل تكون المعلومة وصلت لأني أكتر حاجة بكرها إني أعيد الكلام
أخرج رزمة كبيرة من النقود وقال:
ــ أتفضل يا أنكل و وضعهم على المكتب.
نظر منصور له وهو يعقد حاجبيه:
ــ بتعجب إيه ده؟
سليم:
ـــ فلوس إيجار الاستراحة عشان أحس إني قاعد بحاجة ملكي لو لقترة مؤقتة.
منصور بدهشة واستغراب:
ــ إيه إللي بتعمله ده يا سليم عيب ده بيتك.
سليم:
ـــ لا مش بيتي؟
نهض منصور و تحرك نحو سليم حتى وقف أمامه قال:
ـــ أنت زى أبنى وده بيتك ومتعملش عقلك بعقل لورين دى بنت صغيرة.. ومتزعلش ماسة ملكك طول ما أنت هنا مش هتنزل شغل.
رفع سليم عينيه له ودقق النظر في ملامحه بنظرات حادة:
ــ انكل أنا مش طفل عشان تتكلم معايا بالطريقة دي، أهي الفلوس معاك، ونصيحة مني ربي بنتك شوية لأنها في الحقيقة طريقتها في التعامل محتاجة من حضرتك ومن طنط إعادة تفكير. عن إذنك.
نظر منصور لآثاره بضيق وهو يقول في داخله اللي مصبرني عليك إنك اللي هتقش كل ده في الآخر فلازم أطاطي للريح .
((بعد وقت))
الاستراحة، الثالثة عصراً
نشاهد ماسة تجلس على مقعد أمام بار المطبخ وهي تحتسى كوب من النسكافيه بتلذذ مع سقوط أشعة الشمس على وجنتيها وعينيها مما زاد من جمالها وجاذبيتها وهي ترتدي تلك الجلابية الوردية البسيطة مع الاستماع لصوت أغنية لعمر دياب( ليلي نهاري) وهى تتمايل برأسها معها بانسجام.....
بعد دقائق...
_ على الأتجاه الآخر في الخارج
_ نشاهد سليم وهو يقترب من باب الاستراحة الذي كان مفتوحاً مع خروج صوت الأغاني منه، توقف قليلا و دقد علم أنها بالداخل تنهد بسعادة و ارتسمت على وجنتيه ابتسامة عريضة دون إرادة منه فمجرد شعوره أنها متواجدة بالقرب منه يرفرف قلبه من السعادة ..
دخل بهدوء دون أن تنتبه له .. فهي كانت معطية ظهرها له توقف وأخذ يراقب حركاتها الشقية بإبتسامة حالمة وهي تحتسى النسكافيه بانسجام ..
بدأت بتشغيل أغنية أخرى أيضا لعمرو دياب
من نفس الألبوم ..
ماسة وهي تستمع للأغانى قالت بصوت:
ـــ هو الشريط كله عمرو دياب ولا إيه ؟
تبسم سليم وتحرك بخطوات بطيئة وهو يقول:
ــ أعمل إيه بحبه أوي و ده آخر ألبوم نزل ليه.
شهقت ماسة بخضة وقد تفاجأت به التفتت له برأسها
ماسة:
ــ سليم بيه ؟.
نهضت مرتبكة وتوقفت باحترام وهي تمسك المج بين كفيها باعتذار وعينيها في الأرض:
ـــ آني آسفة بس كنت بسلي وقتي لحد ماتيجي.
اقترب منها و توقف أمامها مباشرة وقال بلطف:
ـــ أنتي تعملي اللي أنتي عايزاه، مش مطلوب منك أي تبرير.. مفهوم .
رفعت عينيها له بابتسامة خجولة وهي تهز رأسها بايجاب ..أخذ يرمقها سليم بابتسامة وأعجاب بعد ثواني عاد إلى صوابه حينما تحدثت هي قائلة...
ماسة بتساؤل:
ــ أنا حضرت الغدا هتتغدا دلوقت ؟
سليم:
ـــ هاخد شاور الأول.
ماسة:
ــ ماشي طب هسخنه عقبال ماتخلص يكون سخن؟
حاولت التحرك من أمامه أمسكها سليم من يدها بتلقائية قائلا:
ـــ لا خليكي كملي النسكافيه بتاعك الأول شكلك بتحبيه.
ماسة بحب:
ــ بحبه أوي خصوصا بالرغوة، بعدين آني بعمله خطير .
سليم بمزاح:
ــ يا خطير أنت طب متدوقيني !
ماسة:
ـــ حاضر هعملك بعد الغدا مش حلو تشرب على لحم بطنك كدة، غلط ، أصل كوباية المية بمعلقة العسل بنص ليمونة دي مش أكل وأنت ماكلتش من الصبح خالص.
سليم:
ــ عارف أنها مش أكل، بس تعالي هنا أنتي بقيتي حفظاني ومركزة كمان إني ماكلتش خالص.
ابتسمت ماسة بخجل بتفسير:
ــ طبعاً مش بقالك يجي اسبوع معانا واني لازم أعرف كل حاجة عنك.
سليم بنظرات حالمة:
طيب أنا عايز أدوق النسكافيه الخطير بتاعك .
ماسة:
ــ حاضر هقوم أعملك .
سليم وهو ينظر للمج الذى بين يديها بمكر يليق به: تعمليلي !! ما هو معمول أهو و جاهز
سحب المج من بين يديها .
ماسة بذهول:
ــ هتشرب مطرحي يا سيدي سليم؟
سليم وهو ينظر لها بمزاح:
ــ إيه المشكلة ؟ أنتي مسمماه ياماسة ولا إيه ؟ فيها إيه لما أشرب مكانك ؟
رفع المج على شفتيه وارتشف القليل منه...كانت تنظر له ماسة بسعادة غامرة.
سليم باعجاب:
ـــ اممم لا جميل أوي فعلاً خطير.
ماسة بثقة:
مش قولتلك.. ثق فيا بقى.
ابتسم سليم ب جاذبية:
ــ واثق من أول ماعرفتك، أنا هروح آخد شاور وأنتي خلصى النسكافيه بعدين حضري الغدا على مهلك.
وضع المج بين كفيها كما كان وغمز لها بلطف.
ماسة:
ــ ماشي.
تحرك متوجها للمرحاض، و جلست ماسة بسعادة تغمر قلبها البريء وأكملت احتساء النسكافيه بنفس التلذذ والشغف كان يراقبها سليم بعينه تبسم بخفة و أغلق الباب...
______بقلمي ليلة عادل ______
وبالفعل قامت ماسه بعمل غداء شهيه لسليم وقامت بتقديم له في الاستراحه، واخذ يتناوله وكان يبدو عليه التلذذ من تلك الأصناف وبعد الانتهاء، توقف في الشرفه وهو يشاهد الغروب
ــ الاستراحة، الخامسة مساءً
ــ نشاهد ماسة تتوقف ف المطبخ وهى تقوم بإعداد قهوة تركي لسليم وبعد الانتهاء وضعتها في الصينية وحملتها وخرجت للخارج حيث الشرفة.
ــ الشرفة.
ــ كان سليم يتوقف أمام السور وهو شارد قليلاً لم يفوق إلا على صوت ماسة وهي تقوم بالنداء عليه.
ماسة باحترام وهي تقدمها له القهوة:
ــ عملتك القهوة يا بيه.
التفت لها سليم بجسده بإبتسامة ترتسم على وجهه نظر لها بتهذب قال وهو يحملها:
ــ ثانكس ماسة، تسلم إيدك.
ماسة باحترام:
ــ تأمر بحاجة تاني؟
سليم:
ــ شكراً
ماسة:
ـ عن أذنك
سليم تسأل:
ــ هتروحي فين؟
ماسة:
ــ هقعد في المطبخ.
سليم بلطف:
ــ لا خليكي واقفة معايا هتقعدي في المطبخ تعملي إيه؟ إنتي خلصتي كل حاجة.
ماسة ببراءة ونعومه:
ــ استنى حضرتك لو طلبت حاجة.
سليم بعين تلمع بابتسامة جذابة:
ــ خليكي معايا، الجو جميل استمتعي معايا بالغروب، تعالي أقفي جنبي.
تبسمت ماسة توقفت بجانبه بمسافة معقولة ونظرت أمامها بابتسامة جميلة وهي تشاهد الغروب، كان منظر الغروب يخطف النظر لكن ليس مثلها! فهي أجبرت سليم على سرق النظر لها كل بضع ثواني فكانت جميلة جذابة للغاية مع سقوط أشعة الشمس على وجهها وعينيها الزرقاء جعلها آية من الجمال، لم يعود لصوابه إلا عندما تحدثت هي بطريقتها البريئة التلقائية.
ماسة:
ــ شكل حضرتك بتحب الأماكن الخضراء اللى فيها طبيعة.
تبسم سليم أجابها:
ــ جداً
ماسة وهى تنظر إلي الطبيعة التى أمامها والزرع:
ــ أكيد حضرتك شفت أماكن أجمل من دي في أمريكا.
سليم تبسم ونظر لها:
ــ اممم
ماسة نظرت له في زاويته قالت:
ــ أنا مرة شفت في صور الست لارا جبل كبير أوى فيه مية نزله رباني ومتغطي بالاعشاب، كانت في حتى إسمها ..
وضعت يدها أسفل ذقنها بتفكيرثم قالت بابتسامة:
ــ آه سويسرا، كانت صورها حلوة اوي، روحتها قبل كدة؟
تبسم سليم وعدل من توقفه في زاويتها قال:
ــ آه روحتها نفسك تروحيها؟
ماسة تبسمت وعدلت من توقفها في زاويته:
ــ هههههه حتى لو نفسي تفتكر إن ممكن تحصل.
سليم:
ــ ليه لا؟
ماسة وهى تعقد ما بين حاجبيها:
ـ إزاي بقى؟
سليم بلطف:
ــ ربنا قادر، متعرفيش بكرة مخبيلك إيه؟! إيه مش بتؤمنى بالمعجزات؟!.
ماسة بعقلانية:
ــ صح ونعمة بالله، بس أمي دائما تقولي أوعي تحلمي باللي أكبر من إمكانياتك، لحسن تقعي على جدور رقبتك وتتكسري، فإني عمري ماحلمت بحاجة عارفة إنها مش هتتحقق، يعني عارف يا بيه، أني نفسي أروح البلد نفسها، مش عارفة؟ إني عمري ماطلعت برة القرية، أحلم بقى ببلاد الخواجات مرة واحدة! مش مصر حتى؟!
سليم بعقلانية:
ــ الإنسان لازم يحلم حتى لو أكبر من إمكانياته لأن الاحلام هي اللى بتدي الإنسان دفعة الإستمرار، أحلمي وأتمنى وسيبي بكرة على ربنا.
ماسة رفعت عينيها لأعلى ومدت وجهها بعدم إقتناع:
ــ مش عارفة، بس لا مش هحلم بحاجة عارفة
ومتاكدة إستحالة تتحقق عشان مزعلش وأعيط.
سليم:
ــ لا كله إلا دموعك، طب إنتي بتحلمي بإيه
يا ماسة؟! أو بلاش نفسك في إيه غير أنك تشوفي سويسرا والجبل العالي اللى فيه شلال طبيعي والبحر الكبير والتعليم.
تبسمت ماسة:
ــ حضرتك لسه فاكر إني نفسي أشوف البحر واتعلم.
سليم هز راسه بإيجاب بابتسامة:
ــ أكيد.
ماسة بتمني:
ــ بحلم إن أني وإخواتي، وأمي وأبويا نتحرم من الخدمة عند منصور بيه، ويبقى لينا بيت بتعنا حلو، بس كدة.
سليم بتعجب:
ــ بس كدة؟
ماسة هزت راسها بنعم:
ــ اممم.
سليم:
ــ طب لو اتحقق حلم تعليم !! بعد ماتتعلمي إيه؟
ماسة بعدم فهم:
ـ مش فهمه؟!
سليم:
ــ يعني بعد ماتتعلمي هتعملي إيه؟
ماسة رفعت كتفيها بعدم معرفة أجابة:
ــ مش عارفة بس أكيد هشتغل بالشهادة وحوش وجيب بيت الصغير اوضين وصاله وحمام بتعنا وفيه مياه.
سليم:
ــ طموحاتك بسيطة أوي،يعني مفكرتيش مثلا ببقى عندك قصر زى ده، شركة كبيرة تديريها، تسافري كل بلاد العالم.
ماسة بإتساع عينيها:
ــ قصر مرة واحدة!!؟
سليم:
ــ ليه لا؟
ماسة تبسمت بحزن:
ــ هو اللي زينا هيعرفوا يجيبوا حتى أوضة زي القصر، والنبي أنت طيب يا سيدي، إحنا لو اشتغلنا العمر كله منعرفش نجيب اوضة فاضية زي اللي بالقصر، أبويا قالي ربنا خلق الناس طبقات، طبقات زي حضرتك وطبقات زينا وأحنا هنفضل كدة مهما حصل يعنى يوم متحصل المعجزة أمي تبقى رئيسة الخدم زى تهاني.
سليم:
ـ هو أنتم معندكمش بيت يا ماسة؟
ماسة:
ــ عندنا بس بعيد وصغير كان سقفه واقع، سبناه من وقت مااشتلغت هنا كنت ٧ سنين وقتها.
اتسعت عينين سليم بصدمة:
ــ ٧ سنين ؟! انتي بتشتغلي هنا من وإنتي ٧ سنين؟!
ماسة:
ــ اممم!
سليم:
ــ كنتي طفلة، بيبي.
ماسة:
ــ نعمل إيه أكل العيش بقى.
سليم:
ــ حرام والله معشتيش طفولتك.
ماسة ببراءة:
ــ لا كنت بلعب في الإجازة مع العيال أصحابي.
تبسم سليم على براءتها:
ـ والله حرام.
ماسة:
ــ هو أنا ممكن أسالك نفسك في إيه؟
سليم:
ــ طبعاً.
ماسة:
ـ طب نفسك في إيه؟
تنهد سليم هو يزم شفيته بعدم معرفة صمت لوهلة نظرت له ماسة بتعجب وهي تضيق عينيها قالت:
ــ إيه مافيش، عشان عندك كل حاجة؟
سليم تبسم بنفي:
ـ لا بس يعني ممكن نقول يكون عندي بزنس خاص بيا وأكون ليا اسم كبير في السوق زي والدي.
ماسة:
ـ بس.
سليم:
ــ في الوقت الحالي دى أمنيتي.
ماسة:
ــ ربنا يحققلك احلامك وامنياتك.
نظر لها سليم بتدقيق وهو يتأملها لثواني ثم قال:
ــ ونفسي في أمنية تانية كمان.
ماسة:
ــ إيه هي؟
سليم:
أحقق أحلام شخص تاني وأشوفه مبسوط، بس مش عارف إزاي؟ بس هلاقيها.
ماسة:
ــ أجمل حاجة ممكن يعملها إنسان أنه يساعد إنسان تاني في تحقيق أحلامه هتحس بسعاده غريبة من قلبك، أنا بحب أروح عند أم رباب أصلها ست كبيرة واساعدها عشان أشوفها كدة مبسوطة وتدعيلى بفرح أوي.
سليم:
ــ دي حقيقة عايزة تفرحي وتحسي إنك سعيدة ساعدي حد وخليه يفرح وقتها هتحسي بسعادة بطعم تاني خالص.
ماسة:
ـ انا حاسة إني صدعتك أصل عرفت من لارا هانم، أنك قليل الكلام مش بتحب الرغي الكتير.
سليم بنظرات تحبس لها الأنفاس:
ـ بس ماسة حاجة تانية؟
ماسة:
ـ يعني إيه؟
سليم بلطف وسعادة بعين تلمع:
مافيش يعني اية! أنتي حاجة تانية أنا بكون مستمتع بكلامي معاكي.
ماسة بعدم تصدق بسعادة غامرة:
بجد يا بيه؟
سليم بتأكيد:
ـ طبعاً وإنتي؟
ماسة:
ــ اها والله ده انا بخاف لحسن أكون بضايقك من رغي، الباهاوات اللي كانوا بيجوا قبلك كانوا بيضايقوا مني.
سليم بغيرة مبطنة وضيق:
ـ كنتي بتتكلمي معاهم زي ولا إيه؟
ماسة هزت راسها عدة مرات بنفي:
لا أبداً مكنش بيحصل بينا كلام زى حضرتك، حضرتك متواضع هما لا، لو كنت بس سألتهم عايزين حاجة محتاجين حاجة يزعقوا فيا، ويقولولى (قلدتهم) لو عايزين هنقول (ضحكت) معرفش مالهم.
سليم بتفسير مبطن بغيرة:
ـ كنتي بتعملي معاهم إيه؟ بتقعدي معاهم طول اليوم كدة، احكيلى؟
ماسة بتوضيح:
ــ لا انت بس، أصلا مكنتش باخدمهم لوحدي كلنا ونبدل بقى بالأخص جاكلين أنا كنت بس أقدم القهوة الأكل وأمشى على طول مافيش حد زيك.
سليم:
ـ اممم تمام.
تبسمت ماسة وقعت عينيها على القهوة الموضوعة على السور، التى بردت ولم يحتسي سليم منها ولا رشفة واحدة فقد أخذهم الحديث بشدة.
ماسة:
ـ قهوتك بردت ومشربتهاش؟
سليم نظر محل نظراتها قال بمزح محبب:
ـ شفتى الكلام أخدنا ونسيتينى القهوة يا ماسة ينفع كدة؟
ماسة ببراءة واعتذار:
ـ حقك عليا أسفة والله.
سليم تبسم بلطف:
متعتذريش كلامك معايا، أجمل وأمتع من فنجان القهوه ده.
ماسة تبسمت:
طب هعملك غيرها وأحلى كمان بس مش هنتكلم بقى لحسن تبرد تاني.
سليم بنظرات تحبس لها الأنفاس:
ـ عادى وتعمليها ثالث ورابع، قولتك كلامك أحلى من القهوة.
ماسة تبسمت بخجل من حديثه ونظراته تلك قالت بتوتر:
ــ مش هتأخر، والله أنت منورنا.
تبسم سليم لها بجاذبية، تحركت ماسة بعد ماحملت الصينية والفنجان، بظهرها للخارج وهي مازالت تنظر له بإبتسامة عريضة وهو كان يبادلها تلك الابتسامة، كادت أن تتصدم في المقعد خلفها اتسعت عين سليم عليها، تبسمت ببلاهة واستدارت وأكملت سيرها كانت عين سليم تراقب آثارها بابتسامة عريضة على تلك الجنية التى خطفته دون علمه.
كل ذلك وكان تتوقف لورين عند عتبه الباب تستمع الى حديثهما بدات ماسه في التحرك قامت بالاختباء
كان يبدو عليها علي الغيره والحقد خاصه من نظرات سليم تلك التي لا توحي أبدا بنظرات صاحب عمل وخادمته .. تنهد ودخلت داخل الاستراحة. واثناء تحركها تصادفت مع ماسة
لورين:
ــ سليم فين.
ماسة:
ــ في البلكونه.
نظرت لها لورين بضيق وتحركت هزت ماسة رأسها بتعجب وتحركت.
وفور ان راى سليم لورين تتقدم نحوه عبس وجهه والتفت ونظره امامه توقفت بجانبه وهي تقول:
ــ ها ايه الاخبار.
سليم:
ــ تمام
لورين :
ــ اخبار الصفقه ايه ؟! الكل وضعوا ثقتهم فيك.
سليم:
لسة.
لورين:
انت لسة زعلان مني عشان اللى حصل مع ماسة الصبح.
سليم:
ــ لا نسيت اتمنى بس اسلوبك يكون ارقي من كدة مع المساعدين هنا.
كادت تتحدث لورين، نظرها سليم وقال:
ــ لولو سورى مصداع مش عايزه اتكلم دلوقتي اوكيه.
نظره له لورين برفعت حاجب فهو كان يتحدث للتوه مع تلك الخادمة لوقت، والان لا يريد التحدث معها!!!
جزت على أسنانها وتصنعت الإبتسامة وهي تهز راسها بنعم ونظرت امامها.
ـــــــــــــ بقلمي ليلة عادل ـــــــــــــــ
فى أحد الأراضي المملوكة لمنصور باشا السادسة صباحاً
_ نشاهد مسطحات خضراء زراعية تحيط المكان مع استماع لزقزقة العصافير والبلابل مع شروق الشمس، وصوت الفسقية الزراعية فنعيش أجواء ريفية رائعة ...
وبعد ثوانى نشاهد سليم وهو يركض بملابسه الرياضية في الممر المتوسط للأراضي الزراعية ....
وبعد وقت من الركض توقف ليأخذ نفسه ويحتسي الماء وهو يلتفت بعينه من حوله ليتطلع على جمال الطبيعة الخلابة....
وأثناء ذلك نشاهد ماسة تتحرك وهي ترتدي العباءة السوداء التى تتشكل على جسدها الجذاب و تحمل حقيبة شبكية بها خضار .
انتبهت لتوقف سليم نظرت له باستغراب واقتربت منه .
ماسة بابتسامة لطيفة:
ــ صبحك بالخير يا سيدي سليم بيه.
نظر لها بانتباه وبابتسامة رائعة:
ـــ صباح النور يا ماسة عاملة إيه؟
ماسة ببراءة وتلقائية:
ـــ الحمدلله يا سيدي أنت تايه ولا إيه !
سليم باستغراب وهو يعقد حاجبيه:
ــ تايه !!
ماسة ببراءة:
ــ آه أصلك بتبص كدة يمين وشمال، فقولت يمكن مش عارف تروح ؟
تبسم سليم وقال بمزاح ساخر:
ــ آه يا ماسة تايه ومش عارف أروح، تروحيني !!! وضحك
لم تفهم مزحته معها وظنت أنه يتحدث بجدية وأنه تائه حقا ولا يعرف طريق الرجوع ..
فصغر سنها وبرائتها وخبرتها محدودة، جعلتها لا تفهم تلك الكلمات التى تحمل أكثر من معنى ..
فأجابته ماسة ببراءة شديدة وتلقائية وهي تشير بايدها : ـــ السرايا من الياما دي ..
أمسكته بتلقائية من معصمه وقامت بسحبه وهي تقول:
ــ تعال تعال أني هروحك .
ضحك سليم ضحكة مكتومة وهو ينظر الى يدها وهي تسحبه كالطفل الصغير التائه من أمه وطريقتها البريئة معه .. تحركا وأثناء سيرهما ..
رفع سليم أحد حاجبيه بتساؤل:
ــ وأنتي بقى مش خايفة وأنتي ماشية لوحدك هنا في الطريق المقطوع ده ؟
ماسة بثقة شديدة:
ـــ لا طبعاً آني مابنخفشي آني ماسة !
نظر لها سليم بستغراب:
ــ ماسة !!
نظرت له ماسة بتأكيد:
ـــ أيوة كل الخلق عارفين إني ماسة اللي شغالة في سراية الباشا، ومحدش يقدر يهوب يماتي، بعدين ماتستصغرنيش كدة.
تبسم سليم بلطف:
ــ أنا مقدرش استصغرك أنتي كبيرة وكبيرة أوي كمان، أنا بسأل عادي !
ردت عليه بابتسامة رقيقة بصمت .أكمل سليم قائلا بنظرة إعجاب:
ــ ده انتى على كدة حماية يا ماسة ؟
تبسمت ماسة بثقة وهي تمازحه:
ــ طبعاً وأنت بقيت في حمايتى .
تبسم سليم بخفة وإعجاب من طريقتها وقال مازحاً:
ـــ خلاص أنا لما أتوه تاني هقولهم أنا عايز أروح عند ماسة إللي شغالة في سرايا الباشا .
توقفت ماسة وهى تتحدث وهي تحرك حاجبيها:
ـــ هو آني ليه حاسة إنك بتتنأوز عليا !
سليم هو يكتم ضحكته باعتراض:
ــ مقدرش.
أكملا سيرهما لكنه لم يستطع تمالك نفسه أكثر.. وأخذ يضحك بخفة .
انتبهت له ماسة ونظرت له بتعجب:
ــ هو أنت بتضحك على إيه ؟
سليم وهو يضحك و يهز رأسه بنفي مصطنع:
ــ مافيش ههههه.
أكمل وهو ينظر لها بتركيز ممزوج باستغراب:
ــ هو أنتي بتصدقي أي حاجة كدة على طول ؟
ماسة بعدم فهم:
ـــ يعني إيه ؟
سليم بتفسير:
ــ يعني أقولك إني تايه تروحي ماسكة ايدي زي الطفل وتقوليلى تعال أروحك !!
عقدت ماسة حاجبيها بتعجب:
ــ تقصد إيه !
سليم بتساؤل:
ــ يعني تفتكري أنا في السن ده و معرفش أروح.
عقدت ماسة حاجبيها وفطنت بذكاء لما يرمي إليه أخيرا:
ــ عايز تفهمني إنك كنت كل ده بتتنقور عليا !! أخص عليك.
انفجر سليم من الضحك ..
ماسة بتذمر طفولي:
ــ أضحك أضحك آني مش هنصدقك في حاچة تاني.
انفجر سليم من الضحك وتوقف أمامها ..وقرصها بدلع من خديها وهو يقول بلطف:
ــــ أنا مكنتش بتريق عليكي، أنا كنت بهزر معاكي، بعدين أنتي لازم تتعلمي تفرقي بين الجد والهزار لأن في كلام له معنيين يا ماسة، ممكن أقولك حاجة ويبقى قصدي حاجة تانية .
ماسة بتساؤل وهي تضع يدها أسفل ذقنها:
ـــ ودي أفهمها أزاي بقى ؟
سليم بحكمة:
ـــ مع الخبرة وطريقة الكلام وتعبيرات الوش.
تحركت ماسة وسليم أيضاً فهي فطنت لما يريده قالت بتوضيح :
ـــ فهمتك تقصد الكلام المتلون إللي بيبقى من برة متزوق ومن چوة مهبب، بس إللي زيكم ماينفعش يلونو كلامهم، أنتم بهاوات وأمي قالتلي أي حاچة يقولوها لازم تقولي حاضر وطيب وبس، آني بصدق أيوتها حاچة بيقولوها البهاوات اللي زي حضرتك ، ومينفعش أظن ظن عفش أو أفكر إن ممكن تكون بتتضحك معايا !! ( بحزن) مكنش ينفع أفكر إن سليم بيه بيتضحك مع البت ماسة الخدامة
نظر لها سليم بتعجب ورفض:
ـــ ليه يعني مهزرش معاكي، بعدين هو أحنا أنبياء مثلا مابنغلطش!! بالعكس تماماً ده بالأخص اللي زينا لازم تاخدي بالك من كلامهم كويس والدتك غلطانة أنها مفهمتكيش كدة .
ماسة:
ــ يعني أنت عايزني لما حد زيك يقول لي حاجة أفكر فى كلامه وقصده كويس !
سليم بتأكيد:
ــ طبعاً يا ماسة لازم تاخدي بالك.
ماسة ببراءة:
ــ حاضر .
سليم:
ــ وبعدين هي مش لارا بتهزر معاكي !!
ماسة بنوع من الشجن:
ـــ آه هي ست لارا بس اللي بتقعد تهزر معايا وتضحك معايا ..
عشان كدة لما حضرتك هزرت معايا افتكرتك بتتكلم چد مجاش على بالى إنك بتهزر و صدقتك طوالي.
نظر لها سليم بطرف عينه وهو يسأل بخبث:
ــ وأنا مش زي لارا ولا إيه ؟؟
ماسة بابتسامة واسعة:
ــ أنت !!!! ده أنت الوحيد اللي بتقعد تتساير معايا وتضحك معايا وبتحترمني، وبتحسسني إني إنسانة .
نظر لها سليم وقال ببحة رجولية باهتمام وهو يركز النظر في ملامحها بدعم:
ـــ أنتي إنسانة يا ماسة، ولازم تبقى متأكدة من ده وأوعي حد يهز ثقتك دي في نفسك فاهمة .
هزت رأسها بابتسامة إيجاب .
وظلا يتحدثان وهما مكملان سيرهما...
سليم بتهذب:
ــ هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟
ماسة:
ــ أنت تسأل اللي عايزه يا سيدي.
سليم:
ــ إمبارح لما قدمتيلي الغدا وقعدتي معايا، كان باين عليكي عايزة تقوليلي حاجة بس كنتي مترددة.
ماسة بارتباك:
ـــ ما آني قولت لحضرتك لما سالتني مافيش حاجة.
سليم نظر لها بيقين:
ــ بس أنا حاسس أنه فيه، أوعي يكون حد زعلك أو ضايقك بسبب مشكلة لورين .
ماسة ببراءة:
ــ لا والله آنى أصلا مشفتش حد ولا حكيت لحد غير سوسكا .
سليم وهو يعقد حاجبيه بتعجب:
ــ مين سوسكا ؟
ماسة:
ــ سلوى أختي أصلي مش بخبي عليها حاجة أصلها تعتبر توأمي بينا ١٠ شهور بالظبط.
سليم:
ــ اممم طيب ها قولي.
ضحكت ماسة:
ــ حضرتك للدرجة دى متأكد.
سليم بثقة:
ــ لو مش متأكد مكنتش سألت .
ماسة،؛
ــ هههه شكله باين عليا، خلاص هقولك بس أمانة متفهمنيش غلط،
نظرت له برتباك وتردد ممزوج بخجل:
ــ هما يعني لو قالو لحضرتك إنك تبدلني بحد تاني هتوافق ؟ خصوصا بعد المشكلة بتاعت إمبارح ؟
سليم بيقين:
ــ يستحيل .
رفعت ماسة عينيها له بسعادة:
ــ بجد يا بيه .
سليم توقف و نظر لها بتركيز بنبرة حالمة بتأكي:
ــ بجد يا ماسة أنتي بقيتي مهمة بالنسبة ليا ومابقيتش أعرف أشرب كوبايه الليمون بالعسل إلا من إيدك، ومقدرش أبدأ يومي ألا لما أشوف الوش القمر ده. والعيون إللي تسحر، حتى الفطار والغدا مابقتش بعرف أدوق غير أكلك، كمان مشكلة إمبارح انحلت خلاص إنسيها ومتقلقيش أنا معاكي .
ماسة بسعادة:
ـربنا يخليك يارب.
واصلا سيرهما. وأثناء ذلك لاحظ سليم ضحكتها التي ترتسم على وجنتيها والتي لا تختفي أبداً من على وجهها !!
نظر لها سليم بطرف عينه لها وقال بتهذب:
ــ هو انا ممكن اسالك سؤال تاني.
ماسه:
ــ طبعا اتفضل.
سليم بتعجب ممزوج بمزاح:
ــ أنتي ليه دايماً بتضحكي لما بتشوفيني ؟ إيه أراجوز !!
توقفت ماسة وهي تقول بتلقائية واعتراض:
ــ ماعاش ولا كان اللي يقول عليك كدة ده أنت ما شاءالله زي القمر بس ...
صمتت لثواني وازدادت الابتسامة على وجنتيها وتحدثت بتلقائية تعكس صغر سنها وخبرتها المحدودة وصدقها الشديد.
فهى كانت تحاول أن تشرح له ماتشعر به بالطريقة التي تفهمها هي .
ماسة بحب:
ــ بس لما بشوفك بحس أني سعيدة أوي وفرحانة، عاملة زى البلبل وهو بيطير وقت الفچرية، معرفش ليه بحس إني عايزة أضحك؟؟ مش مهزئة ليك لا سمح الله، لكن من فرحتي بيك إني شيفاك قصاد عيني بضحك .
اقترب سليم منها أكثر ونظر لها بتركيز باتساع بؤبؤ عينيه وقال ببحة حالمة .
سليم:
ـــ كملى فهميني أكتر عن إحساسك؟
ماسة بابتسامة توضيح:
ــ عارف لما أمك تچبلك لبس جديد للعيد من محل ومن فرحتك بيه تنيمه چوة حضنك ليلة العيد، و أول ماتصحى تلبسه .
نظر لها سليم هو يهز رأسه بإيجاب وهدوء ..
فهو يفهم جيدا ما تريد أن تقوله من طريقتها البسيطة ..
ماسة:
ــ أهو آني لما بشوفك بحس بكدة !!
نظر لها سليم وهو يبتلع ريقه وقد طاب له كلامها
فـود أن يسمع منها أكثر .
سليم بترقب وتساؤل:
ــ وبتحسي بإيه تاني ؟
ماسة ببساطة و ابتسامة:
ــ وباحس إن قلبي بيدق بسرعة مش تعب !! بس مش عارفة ؟، اللي هو كدة !! وباحس إن هنا ... وضعت يدها على أسفل بطنها، زى الكهربا كدة يعني، أنت فاهم ده معناه إيه يا سليم بيه؟
هز سليم رأسه بنفي مصطنع فهو يفهم ما تمر به جيداً وما تود أن تشرحه له ..
يفهم معنى كلماتها البسيطة أنها تحمل الكثير من المعاني العميقة ...
فهو يشعر بما تشعر بيه لأول مرة في حياته !!
هو الذي لف العالم و التقى بالكثير من جميلات العالم منهن أكثر من ماسة جمالا وجاذبية وإثارة و ثقافة ..
لكن جاءت ببرائتها وبساطتها قلبت موازين ذلك الشاب رأسا على عقب وتحرك قلبه المتمرد القاسي و انجذب لها بشدة دون إرادة منه.....
لكنه مازال متخبطا متكتما على مشاعره التي لم يفهم ولم يتأكد من حقيقة مايشعر به نحوها !!
فهو لم يعرف الحب يوماً ولا يؤمن به !!
فهذه الاحاسيس والمشاعر التى يشعر بها نحوها جديدة عليه !! (لا يعرف بأن هذا هو العشق !!)
فقد وقع سليم في عشق تلك الفتاة دون علمه !
ولا يريد أن يشرح لها معنى ماتشعر به، بسبب صغر سنها وبرائتها الشديدة .
نظر لها سليم بابتسامة وقال بنفي مصطنع:
ــ لا مش فاهم.
ماسة باستغراب:
ــ اممم مع إني بشوفك بتضحك لما بتشوفني أنت كمان !!!
سليم وهو يرمقها بنظرات عاشقة وبتأكيد:
ــ مظبوط ببتسملك لأني كمان بحس بكدة.
ماسة بذهول:
ــ بتحس ان قلبك طاير و مبسوط وبالكهربا ؟
هز سليم رأسه بنعم
ماسة بتساؤل:
ــ أكيد ده له معنى !
سليم بجدية:
ــ لما أعرف و أتأكد هأقولك تمام .
ماسة:
ــ ماشي، يمكن عشان مثلا أنت بتعاملني حلو وعمرك ماكلمتني وحش ودافعت عني بحس بكدة !! و أنت عشان آني بضحكك بتحس بكدة.
تبسم سليم بلطف وبهدوء ممزوج بجدية:
ــ أنا وعدتك أعرف السبب وأقولك، متفكريش في الموضوع ده ولا تقولي لأي حد...سامعة يا ماسة
ماسة:
ــ حاضر.
سليم:
ــ إيه رأيك نبقى أصحاب و تقوليلي سليم بس.
ماسة بندهاش:
ــ يالهوي عيب.
سليم بتعجب وهو يرفع أحد حاجبيه:
ــ هو إيه اللى عيب ؟؟
ماسة بتوضيح:
ــ أقولك سليم ونبقى أصحاب ، أمي قالتلي ماينفعش تصاحبي ولاد.
سليم بتكشيرة واعتزاز بنفسه وبحدة خفيفة:
ـــ أنا مش ولاد، أنا سليم، وبعدين مش المفروض تسمعي الكلام وتقولي حاضر، لما حد أكبر منك يقولك حاجة ؟
.ماسة بخوف منه قليلا:
ــ أيوة بس .
قاطعها سليم بأمر وشدة:
ـــ مافيش بس، قولي حاضر، ماسة أنا أكتر حاجة بتعصبني لما أطلب من حد حاجة ويفضل يتجادل معايا ... بحب أسمع كلمة حاضر... مفهوم !!!!
ماسة وهى تهز رأسها بنعم:
ــ حاضر. .
سليم:
ــ يا إيه ؟
تبسمت ماسة ببراءة:
ــ يا سليم ..
أكملت وقالت بخوف خفيف:
ـ بس على فكرة شكلك وحش وأنت مكشر و آني خوفت منك .
سليم بابتسامة:
طب أسمعي كلامي و قولى حاضر عشان مكشرش تاني !
ماسة:
ــ حاضر يلا بقى آني اتأخرت ياماا .
تحركت وهو تحرك خلفها وهو ينظر لها بابتسامة رائعة نابعة من قلبه الذي تمرد عليه.....
بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。
_القاهرة
_أحد الكافيهات الثانية عشر ظهراً
_نشاهد صافيناز وعماد يجلسان مع بعضهما ويتبادلون الأحاديث.
عماد بذهول: يعني الباشا قال إن ممكن بنت من البنات تقعد على الكرسي !!
صافيناز بتأكيد وسعادة:
ــ امم بس ممكن سليم اللي هياخدها عشان مستر ماركو و الناس الكبيرة عجبهم شغله لأنه لسة مخرج شحنة بملايين .
عماد:
ــ الصراع ع الكرسي فعلاً هيبقى كله دم. لكن أنا متاكد إن الوصيف هو اللي هيقش في الآخر .
نظرت له صافيناز بذكاء وحقد يملأ قلبها:
ــ خلينا نتفرج ونشوف من بعيد، أنا متأكدة إني أنا هكون أول أميرة تورث امبراطورية الراوي، سليم دلوقت مركز مع بنت صغيرة خدامة ، لدرجه أنه قاعد في مزرعة منصور عشانها، وده مش بالعادة، ولو اللى في دماغي صح، هلعب في دماغ الملكة فايزة، وكل ما أحنا هنرفض، سليم هيعند، لدرجة ممكن يتجوزها، بس عند فينا، ووقتها الكل هيبقى ضده وهيطرد من المملكة، ومش هيتبقى غير رشدي، واللعب مع رشدي تفاهة... كدة الماتش محسوم .
نظر لها عماد بابتسامة وانبهار من دهائها :
ــ عجباني دماغك وأحسن إنك تلعبي في دماغ سليم البنت حلوة وطيبة و مختلفة... كلام من ده عشان لو في إعجاب أو انبهار يزيد أنتي من ناحية بتقوى الإحساس عند سليم ومن ناحية بتسخني فايزة و فعلاً لو سليم اتجوزها يبقى كدة مبروك علينا العرش .
صافيناز بمكر:
ــ وطبعا الوريثة لازم جوزها يبقى الملك .
عماد بطمع وتمني:
ــ والملك بيقولك أمتى هينول المراد ؟
صافيناز:
ــ الباشا مستنيك بكرة. .
بقلمي ليلة عادل (✿^‿^)
_كفر الشيخ
_ قصر منصور
_ الهول
_ نشاهد لورين تجلس مع كارولين ومنصور و بعد دقائق يقترب منهم سليم .
سليم بتعجب:
ــ خير يا أنكل في حاجة؟
منصور:
ــ لولو عايزة تعتذرلك بنفسها.
سليم باستغراب:
،ــ عن إيه ؟
تقف لورين وتقترب منه لتصنع وتمثيل البراءة
لورين:
ــ يعني عشان اللى حصل إمبارح سوري.
سليم بجمود:
ــ بتعتذريلي أنا ليه ؟ أنتي غلطتي فيها هي.
كارولين.:
ــ مستحيل بنتي تعتذر لخدامة !
سليم رفع عينه لها بتوضيح:
ــ اعتذارها أنها متكررش الغلط تاني وبالنسبة ليا أنا مش زعلان .
لورين وهى تضع يدها على كتفه:
ــ يبقى لازم نخرج، انت بقالك هنا أسبوع ومخرجتش أوعى ترفض أحسن أفكر إنك لسة واخد موقف
نظر لها سليم من أعلى لأسفل بتساؤل:
ــ خروجي معاكي هو اللي هيثبت أني بقيت تمام؟
لورين بتأكيد:
ــ آه .
تنهد سليم:
ـــ طيب ماشي( نظر لمنصور) أبقوا بلغوا لارا عشان نخرج كلنا عن إذنكم .
وبدأ بالتوجه نحو الباب استوقفته لورين قائلة:
لورين:
ــ على الساعة ٨ جهز نفسك .
فور خروجه للخارج .
اقترب منها منصور مشجعا:
ــ حاولي بقى تقربي منه وعلى قد متقدري .
لورين:
ــ تمام .
وبالفعل ذهب كل من سليم ولورين ولارا لأحد الكافيهات على كبيره في البلد ...
فنشاهد لورين وهي تحاول بشتى الطرق لفت انتباه سليم واستمالته إليها بأى شكل أو التحدث معه ... لكن دون جدوى فكان سليم مشغولا عنها بالتحدث مع لارا ولا يعطيها أي فرصة ! كأنها غير موجودة معهم . وهذا ما زاد غضبها أكثر وأكثر
_ القاهرة
_قصر الراوي
الهول الثامنة مساءً
_ نشاهد فايزة وصافيناز وفريدة و منى زوجة طه يجلسون وهم يتحدثون ويحتسون القهوة ويبدو ع ملامحهم الضجر .
فايزة بانزعاج:
ــ كارولين متضايقة جداً، خصوصاً بعد اللي عمله مع لورين ، بتقول لي كان على وشك أنه يضربها، وكمان جاب للبنت دي تليفون قال عشان يتواصل معها، ده غير أن سليم مش مدي ل لارا أى فرصة ، وعلى طول قاعد في الاستراحة، والخدامة دي بتفضل معه، من وقت مابيصحى لحد ما ينام .
فريدة بتفسير:
ـــ مامي أنتي عارفة سليم برغم جبروته بس مع الناس اللي زى ماسة بيبقى رقيق وحنين، بعدين بلاش تثقي أوي في كلام لورين أنتى أكيد حفظاها .
صافيناز بخبث:
ـــ تؤ الموضوع أكبر من كدة.
منى بضجر:
ــ أنا مش فاهمة أنتم متضايقين من إيه أخرها كم يوم وخلاص تجربة جديدة .
فريدة بتأييد:
ــ بالظبط أنا بقول إن حضرتك شاغلة نفسك بزيادة، دي طفلة مستحيل يبص ليها هو بيشفق عليها، هما هناك مكبرين الموضوع عشان لارا .
منى:
ــ مظبوط بعدين أنا حاسة إن سليم مش في دماغه لارا خالص .
فايزة بتهكم وتكبر:
ــ معنديش ولاد يقوله لا على عروسة أنا اختارتها، زي ما اخترتك تكوني عروسة لأبني طه، لارا هي اللي هتكون أميرة القصر الجديدة .
منى بحقد مبطن:
ــ وطبعا بما إنكم اخترتم سليم يبقى هي اللي هتستلم التاج منك .
فايزة بتأكيد ممزوج بجبروت:
ــ طبعاً يا منى الأمير لازم يبقى معاه أميرة مش وصيفة .
منى ضحكت بسخرية ممزوج باستخفاف مبطن:
ــ أنا هموت وأعرف مين هتكون الأميرة !! أصل سليم دايما مفاجآته مابتخلصشي .
فايزة باقتضاب:
ــ تقصدي إيه ؟
منى باستهزاء مبطن:
ــ أقصد لو فعلا طلع كل اللى بنظنه ده صح، يبقى الأميرة هتكون اسمها إيه دى كريستالة، بنت فلاح وأجري عند منصور .
فايزة بقوة ممزوجة بتهديد :
ـــ منى أوعى تخلينى أغضب عليكي، حتى لو معاكي أحفادي، لأنهم مش هايشفعولك، (مررت عينيها عليهم وقالت بشدة) مش عايزة أسمع أى كلام في الموضوع ده مرة تانية .
بقلمي_ ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)
_كفر الشيخ
_قصر منصور
_ أمام غرفة ماسة وأسرتها في الخارج الحادية عشر مساء
_ نشاهد ماسة تجلس على المصطبة وهي مربعة وتقوم بشك عقدها البلاستيكي البسيط بالخيط بتركيز ..
وأثناء ذلك مر من جانبها سليم ومعه لورين ولارا حين انتبهت لهم ماسة ..
همت مسرعة بتوتر وتوقفت باحترام مما جعل بعض الفصوص تقع من يدها ع الأرض .
ماسة بابتسامة ترحيب:
ــ مساء النور يا هوانم... مساء النور يا سليم بيه.
لارا وهي تتحرك:
ــ مساء النور .
رد عليها سليم وهو ينظر لها بطرف عينه بابتسامة وهو يحرك رأسه بصمت .
توقف سليم وقال:
ــ يلا تصبحوا ع خير .
لورين وهي تلامس كتفيه بإغواء نظرت بطرف عينيها إلى ماسة باستفزاز .
لورين:
مش هنكمل سهر لسة بدري الساعه ١١ .
سليم وهو يزيل يدها من على كتفه .
سليم بملل:
ــ استكفيت تصبحو على خير.
لورين:
ــ أنت مش هتدخل أوضتك.
رمقها سليم بنظرة حادة وقال بجمود:
ــ وأنتي مالك يلا روحي.
نظرت له باستفزاز و هي تجز على أسنانها .
لورين:
ــ يلا يا لارا.
بدأو بالتحرك كل هذا وكانت تقف ماسة وهى تنظر إلى الأرض باحترام.
وأثناء ذلك تحركت لورين دهست على فصوص العقد بقصد وغل، اتسعت عين ماسة بصدمة مكتومة بحزن، كانت عينيها تتحرك مع كل خطوة تخطوها لورين وهي تدهس بقدميها على كل فص باتساع عينيها و بوجع يفتك بها، كأنها تدهس على قلبها وليست على فصوص ذلك العقد المتهالك، خانتها تلك العيون الساحرة و تساقطت منها حبات اللؤلؤ بصمت.،كان سليم منتبها لها بشدة وعينيه عليها تراقبها وحين ابتعدت لورين ولارا بمسافة معقولة !!
هرولت ماسة على تلك الفصوص و هبطت على ركبتيها وأخدت تلملمها بحسرة .
اقترب سليم منها وهبط على قدميه ولملم معها الفصوص وهو ينظر لها باهتمام ..
سليم يحاول تهدئتها:
ــ ماسة أهدي بالراحة .
رفعت ماسة عينيها له وقالت بحسرة ودموع وهي تمسك الفصوص المكسورة تنظر إليها .
ماسة بدموع:
ــ خلاص باظ كل الفصوص انكسرت شوف
... فتحت كفيها لكي تطلعه عليها .
نظر لها سليم بابتسامة ووضع كفه على كفها وضمها بلطف وقال بعقلانية:
ــ هو أصلا كان شكله بايظ وأنتي كنتي بتصلحيه .
ماسة بحسرة:
ــ أيوة بس كنت هاصلحه وكان هيبقى كويس.
مد سليم ذراعه الآخر وأخذ يمسح بكفه دموعها بحنان.
سليم:
ــ خلاص متزعليش.
ماسة بألم:
ــ اني كنت بحبه أوي أصله من مصروفي، فضلت أحوش فيه شهر، ده الحاجة الوحيدة إللي بتعتي وملكي، مش حاجة من بتاعت لارا القديمة.
سليم بايجابية وابتسامة:
ــ عادي حوشي تاني وجيبي غيره و أحسن منه.
مد ذراعه وداعب أنفها بكفه بدلع وهو يقول.
سليم:
ــ اضحكي بقى.
مسحت ماسة دموعها بابتسامة تنهدت ونهضت.... نهض سليم معها ..
ماسة بابتسامة رائعة:
ــ شكراً يا سليم بيه.
رد عليها بابتسامة جذابة بصمت
ماسة:
ــ حضرتك عايز حاجة اعملك عشا أو قهوة تأمر بإيه.
سليم بلطف:
ــ لا خلاص روحي نامي.
ماس:
ــ تصبح على خير .
سليم وهو يحرك رأسه بابتسامة:
ــ وأنتي بخير يا ماسة.
دخلت ماسة الغرفة..
وكان ينظر سليم لآثارها بابتسامة ثم أحنى ظهره وبدأ في لملمة باقي الفصوص رفع ظهره وهو يقبض عليهم في كفيه ويفكر بشىء ما... ثم فتح كفه و نظر لها بابتسامة خلابة ثم توجه إلى الاستراحة ..
كل هذا وكانت تقف لورين تراقب ما يحدث بغل وضيق .
****************************
_ الاستراحة
_ غرفة سليم
_ دخل سليم الغرفة وحدف نفسه على الفراش بمرح وهو يجلس وقعت عينه على كوب موضوع على الكومودينه كان فارغا أمسكه و وضع فيه الفصوص وأخذ ينظر لها بتأمل ..
أخرج أحدهم وأخذ يدقق النظر بتركيز بها وهو يتذكر مسكة ماسة لهم وبكاءها عليهم وكم كانت حزينة ...
تنهد ونهض وتوجه إلى الخارج مرة أخرى حيث سيارته. صعد بها وتحرك .
_غرفة كارولين ومنصور .
_ نشاهد لورين تقف أمام باب الغرفة وهي تطرق على الباب فتحت لها كارولين
لورين:
ــ مامي أنتي فاضية؟
كارولين:
ــ في إيه ؟
لورين بغل:
ــ سليم فضل واقف مع البت ماسة ومسح لها دموعها، مامي أنتم لازم تمشو البنت دي وتطردوها .
كارولين بتعجب:
ــ أنتي اللي مركزة معهم بزيادة؟.؟؟ بعدين أنتي مالك .
لورين بضجر:
ــ يعني إيه مالي أنتي مش شايفة هو مهتم إزاي ؟
كارولين بتعجب ممزوجة بعقلانية:
ــ فيه إيه يا لورين؟ مالك يا حبيبتى كدة ماينفعش، دى مش أول مرة تتكلمي في نفس الموضوع، كل يوم تفتحي نفس الموضوع و أكدلك أنا وباباكي إن ده مستحيل يتم معاها ، ده سليم ابن الباشاوات، إزاى يكون فيه بينه وبين الخدامة حاجة؟ أنتى عشان بتحبيه وغيرانة عقلك مصورلك حاجات غلط .
لورين بكراهية:
ــ والله شكلها هي اللي هتقش في الآخر واللى أنتم بتقوله عليه مستحيل هيتم أنتي مش بتشوفي نظرت عينه (برجاء)مامي لازم تاخدي موقف، اعتبرينى مجنونة بكبر المواضيع خدينى على قد عقلي ومشيها بليز .
كارولين:
ــ طب أدخلي نامي وبطلى هبل وبكرة هعرف شغلي معاها .
لورين بتهديد:
ــ لو مادخلتيش هقول لبابي. تصبحي على خير .
رحلت لورين ونظرت كارولين بضيق و دخلت غرفتها حيث التسريحة...
أمسكت هاتفها وقامت بعمل مكالمة آلو فايزة ..
**********************
_ اليوم التالي
_ قصر منصور
_ المطبخ الثانية عشر ظهراً
_ نشاهد بعض الخدم وهم يقومون بإعداد الطعام وماسة معهم تقوم بتحضير الطعام لسليم ... اقترب منهم سليم .
سليم بنداء:
ــ ماسة.
رفعت عينيها له بانتباه:
ـ أيوة يا سليم بيه .
سليم:
ــ تعالي .
ماسة:
،ــ حاضر.
نهضت وأقتربت منه وخرج سليم وهي خلفه حتى ابتعد عن المطبخ بمسافه بسيطة...
توقف سليم أمامها بابتسامة عريضة
ماسة باستغراب وتساؤل:
ــ خير في حاجة !
حرك سليم رأسه بنعم وأخرج من جيبه عقد من اللولي في منتهى الجمال .
ثم مد يده وهو يقدمه لها بلطف:
ــ اتفضلي.
ماسة باستغراب وهي تأخذه منه:
ــ إيه ده يا بيه؟
سليم بابتسامة:
ــ حبيت أجبلك هدية ويكون عقد بدل بتاعك إللي اتقطع ونزل دموعك.
اتسعت عينا ماسة بشدة كادت الفرحة تخرج من عينيها وهي تقول بسعادة غمرت قلبها وهي تقلب فيه.
ماسة بعدم تصدق:
ــ ده ليا آني بجد يا بيه؟؟
سليم بلطف:
ــ أتمنى يكون ذوقي عجبك!
ماسة بسعادة غامرة:
ــ طبعاً ده جميل أوي أوي يا سيدي سليم ربنا يخليك يارب.
حاولت مسك يده لتقبلها لتشكره على الهدية ..
لكنه سحبها بشدة وبدا على ملامحه الانزعاج مما فعلت ... وقال لها بتنبيه وشدة.
سليم:
ــ ماسة متعمليش كدة، أوعي تعملي كدة تاني .
ماسه بتوضيح:
ــ آني بس بشكرك.
سليم باعتراض:
ــ بأي طريقة إلا دي بعدين فرحتك عندي كفاية.
هزت ماسة رأسها وعينيها تلمع من شدة السعادة وهي لاتدري ماذا تقول له على كل ما يفعله معها من لطف .
ماسة بامتنان:
ــ آنى مش عارفة أقولك إيه؟
رمقها سليم بنظرة براقة عاشقة و هو يمرر أصابع يده على خدها بنعومة دون إرادة منه : متقوليش حاجة !
أخذ ينظر لها بعشق وهو تائه فى ملامحها الرقيقة البريئة
فهو لا يدرك ما يفعله معها الآن !!!
فكل ما يقوم به يحدث بعفوية دون إرادة منه،
بعقل مغيب و قلب عاشق يقوده لتلك الأفعال دون انتباه
فقد نسى سليم العالم من حوله لثواني قليلة ...
لكنه أفاق مسرعاً وسحب يده بتوتر وارتباك وقال ببحة وهو يحرك رأسه .
سليم:
ــ يلا روحي كملي اللي بتعمليه .
ماسة:
ــ آنى هعملك شوية أكل حلوين أوي عن إذنك .
رحلت ماسة من أمامه وكان سليم ينظر لآثارها باستغراب من نفسه ومايفعله معها !!
أخذ يفكر لماذا هو هنا الآن ؟
ولماذا يفعل معها هذه الأفعال ؟
ولماذا يشعر بتلك السعادة حين يلتقي بها ؟؟
ولماذا يشعر بتلك الرعشة حين يلمس جسدها الرقيق ؟
أخذ سليم ينظر بعينه من حوله باستغراب من نفسه.... مسح علي شعره فأفكاره تتخبط بحيرة وقال بصوت
سليم:
ــ أنا لازم أرجع القاهرة.
_ توجه إلى الاستراحة.
_ وبالفعل بدأ سليم يلملم متعلقاته لكنه توقف و أخذ
يفكر قليلاً فهو محتار هل يأخذ كل شيء أم يترك بعضها...
تنهد وأخذ القليل منها وتوجه إلى سيارته وغادر المكان.....
************************
_القصر الرابعة مساءً
_المطبخ
_نشاهد ماسة وهي تدخل بصينية الطعام إلى المطبخ ويبدو عليها الحزن والاختناق وضعتها على الطاولة وجلست بصمت ..انتبهت لها سعدية سألتها .
سعدية بتعجب:
ــ مالك يا ماسة؟
سلوى وهي تنظر إلى الصينية:
ــ الغدا زى ما هو ! هو معجبهوش ولا إيه.
تقى بسخرية:
ــ قولتلك أنتي فاشلة بالأكل التركي خلي مارسيل تعمله ما سمعتيش مني .
سعدية باهتمام أكبر:
ــ مالك واكلة سد الحنك كدة ليه ؟ ماتتكلمي يا بت.
رفعت ماسة عينيها نحوها بحزن:
ــ سليم بيه سافر لقيته سيبلي خبر مع عم جابر .
سلوى:
ــ يمكن شغل ما هو مرتين مشي ورجع .
ماسة:
ــ بس ماقلش خالص ولا جاب لي سيرة، ده قالي روحي أعملي الغدا وتعالي .
فاتن متسائلة بتعجب:
ــهو يا ختي بيقولك على كل حاجة!!! ؟
سعدية بتهكم:
ــ وميقولش ليه؟ طبيعي يقول عشان ماتتطبخش وتتعب نفسها على الفاضي، قومي يا ماسة ساعدي أختك مدام سليم بيه مش هنا.
ماسة بتساؤل بريء:
أكلمه أسأله حضرتك راجع ولا لا.
سعدية بحسم :
ــ لا.
ماسة بطاعة:
ــ حاضر .
نظرت لها سلوى بمعنى أن تخرج معها.
سلوى:
ــ طب تعالي نضفي معايا الأنتريه والسلم يلا.
ماسة:
ــ طيب.
خرجتا للخارج و توقفتا أمام الدرج وهما تتبادلان الحديث.
سلوى:
ــ كلميه يابت واطمني راجع ولا خلاص مشي .
ماسة بتردد : مكسوفة..
سلوى:
ــ لا متتكسفيش ، بس أستني بالليل لحسن يكون بالشغل وتعطليه عنه ، واسأليه حضرتك راجع ولا لا.
ماسة بتمنى:
ــ يارب يرجع ده آني حاسة أنهم مستحلفين ليا و أول ما يمشي هياكلوني .
سلوى:
ــ آني كمان معرفش مالهم عملين كدة ليه هو أول واحد يجي نخدم عليه .
ماسة:
يمكن عشان بيتعامل معايا كويس وعمل مشكلة مع بنتهم بسببي؟
سلوى:
ــ الله أعلم.
اقتربت منهم سعدية.
سعدية:
ــ كنت عارفة إنكم بترغو ..
وجهت نظراتها لماسة بحنان وحكمة:
ــ ماسة يا بنتى سليم بيه ضيف هيقعد أسبوع..أو شهر ويمشي، أوعى تتعودي على وجوده والمعاملة الكويسة و أنه بيدافع عنك لأن كله ده هيروح مجرد مايمشى .
سلوى بتساؤل:
ــ هو أحنا مينفعش نشتغل عنده بمصر؟
سعدية:
ــ عايش مع أهله عاذب لسة، وعندهم خدامين قد إللى هنا مرتين .
سلوى:
ــ يارب يتجوز ويعيش بقصر لوحده ويعوز خدامين وياخدنا .
سعدية:
ــ يارب، والله أي حد رحمة غير منصور يلا كملو شغلكم ، سليم مش هنا عشان يدافع عنكم لو حد شفكم بترغو كدة .
سلوى و ماسة معا:
ــ حاضر .
سعدية:
ــ ربنا يحفظكم ويسعدكم يا بناتي ويرزقكم بعرسان عشان يريحكم من الخدمة ويستتكم .
______ بقلمي ليلةعادل ______
_ القاهرة
_ قصر الرواي العاشرة مساءً
_ غرفة سليم
_ نشاهد سليم وهو يخرج المرحاض وهو يرتدي برنص وينشف شعره ..طرق الباب .. دخلت فايزة
فايزة وهي تقترب منه:
ــ حمد لله على السلامة.
نظر سليم لها بطرف عينه بجمود:
ــ الله يسلمك .
جلست على الفراش وهى تنظر له بتركيز،
وهو يقف أمام المرآة يمشط شعره ويضع عطره في أماكن النبض .
فايزة بتساؤل ممزوج باستغراب:
ــ أخيرا رجعت في حاجة ولا إيه !
سليم بتعجب:
ــ أخيرا !! ده أنا مكملتش أسبوع ؟
فايزة:
ــ آمال رجعت ليه؟
سليم بلا مبالاة:
ــ رجعت عشان في تسليم عينة لزغبي .
فايزة:
ــ اممم هحاول أصدقك، عجبك جو المزرعة..
سليم:
ــ اممم حلو .
فايزة بتصنع الكذب فهى تحاول استدراجه بأى شكل:
ــ أنا حابة لارا رغم إن لسانها طويل و متمردة لكن شكلكم سوا منسجمين .
التفت إليها وعلى وجهه علامات استفهام؟؟؟.
سليم:
ــ تقصدي إيه؟؟؟
فايزة:
ــ اللي فهمته.
سليم باستغراب شديد:
ــ ماعملتيهاش مع بناتك جاية تعمليها معايا أناا !!
نهضت فايزة وهي تتحدث بأرستقراطية و عقلانية:
ــ أحفادي منك هم اللي هيشيلو اسمك و اسم العائلة لازم أمهم تكون بنت حسب ونسب، ولارا أنسب وحدة لده، كفاية أنها من أصول ملكية زينا وكمان قريبتي .
رمقها سليم بنظرة ساخرة مبطنة وهو يقول باستخفاف:
ــ فايزة هانم رستم آغا مع احترامي الشديد لبنت ابن خالك، بس النمرة غلط، وأنتي متأكدة أنها غلط، عندك رشدي جربي معاه .
فايزة باستغراب وحدة:
ــ أمال إيه إللي مقعدك هناك كل ده !! برغم إنك كنت رايح لعيد الميلاد بالعافية، وفجأة قررت تقعد ؟ وبعدين مين البنت دي إللي كنت بتتكلم معاها باستمرار، سليم أنا عارفة إن ليك نظرية كدة مع المجتمع إننا كلنا واحد بس مش لدرجة الخدامة .
نظر لها سليم بنصف ابتسامة لامبالاة وأعطاها ظهره وأكمل فى تمشيط شعره وقال بجمود.
سليم:
ــ فايزة هانم بعد إذنك عايز ألبس.
زفرت فايزة بضيق وانزعاج منه. وهي تنظر له من أعلى لأسفل بصمت ثم خرجت للخارج .
وجه نظرة عينه لآثارها بضيق وهو يجز على أسنانه وتنهد بنوع من الوجع وفك رباط البرنص وبدأ في تبديل ملابسه .
واثناء ذلك رن هاتفه نظر إليه كانت ماسة.. تبسم ورد مسرعا ..مع تقسيم الشاشة بينهم.
سليم:
ــ ألو ماسة.
ماسة:
ــ إزيك.
سليم:
ــ الحمدلله أنتي كويسة.
ماسة برتباك ممزوج بخجل:
ــ كنت بطمن عليك ، أصلك سافرت فجأة،.... شغل !!
سليم:
ــ يعني.
ماسة بشغف:
ــ هترجع تاني.
سليم بتساؤل:
ــ عايزاني أرجع؟؟
ماسة بتمني:
ــ ياريت .
سليم بوعد:
ــ بكرة هكون عندك.
ماسة بسعادة:
ــ هستناك .
سليم بلطف:
ــ مش هتأخر عليكي السلام .
ماسة بسعادة:
ــ سلام .
أغلق سليم الهاتف و رسمت على وجهه ابتسامة سعيدة حالمة.... تنهد وأكمل ارتداء ملابسه.
بقلمي ليلة عادل(θ‿θ)
فى الطريق الصحراوي الحادية عشر مساء
نشاهد سليم وهو يقف بجانب سيارته مع أحد الأشخاص ...
فتح سليم حقيبة سيارته وأخرج منها حقيبة سوداء صغيرة فتحها ليطلع الرجل على ما بداخلها ..
فور فتحها كان بها قطعة آثار( مسخوط ) من الذهب الخالص تقدر بملايين الدولارات تعود لزمن الفراعنة.....
أمسكه الرجل وهو يتطلع إليه بانبهار وقال .
الرجل : لا فعلاً يستاهل.
سليم بثقة:
ــ سليم ما بيقولش حاجة غلط هتدفع ١٠٠ زيادة عشان شكك .
الرجل:
ــ هدفع حقك .
أعطى الرجل الشنطة التي بحوزته لسليم، فتحها كان بها الكثير من الدولارات... نظر إليها بتركيز ..
ثم أغلقها وهو يهز رأسه ويقول
سليم:
ــ ٤ أيام وهنبعت أخواته مع الشحنة بتاعت مسيو ميلاد .
الرجل:
ــ تمام.
سليم:
ــ سلام .
دخل سيارته وقادها .. وهو يقود سيارته فى طريق ..
فجاه اقتربت عليه أحد السيارات وكان يخرج من نافذتها أحد الأشخاص برأسه وهو يطلق النار عليه ..
حاول سليم القيادة مسرعا والهروب منهم بأقصى قوة عنده لكنهم نجحوا فى توقيفه ..
خرج منها الشخصان وهو مصوبين المسدسات نحوه .. نظر لهم سليم وابتلع ريقه و