رواية ضائعة في قلب ميت الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13
التفتت ديما الى سيف قائله : الا قولى ياسيف ايه موقف الست التى تدخل المكتب تلاقى جوزها حاضن واحده تانيه ،ثم التفتت مره أخرىالى الباب وصفقت الباب خلفها
علم سيف ان ديما كانت تذكره بموقفها معه عندما وجدت ماريهان معه ف المكتب ،تمتم سيف لنفسه بغيظ: غبى
تذكر كيف ان ديما رغم دخولها اليوم عليه هو وماريهان وثقت انه لم يفعل معها شئ خاطئ وهو كيف تعامل مع شئ عادى وهو أتصاله بضياء ،الم يذكر ضياء انها لجأت له لتحصل على تقارير أبنته لانها لم تستطيع ان تحصل عليها هى ،ولكن لما خبت عليه انها تريد ان تعرض التقارير عند ياسر ولكنه نفض هذه الافكار فلديما بالتأكيد أسبابها التى منعتها من ان تذكر ذلك امامه وهو بدلاً ان يسألها بكل هدوء عن السبب شكك فيها ،لقد تأكد من ما قالته له الطبيبه رضوى عن مرضه بالأنانيه ،نعم هو أنانى هو يريد ديما لنفسه ولنفسه فقط لاتلجأ لغيره لاتحتاج لغيره لاتتحدث مع غيره ويعرف ان بأفعاله هذه يضيعها منه ،فكر ان يذهب لها ويترجاها ان تسامحه ولكنه تراجع فالآن هى ثائره فلينتظرها لتهدأ وأيضاً حتى لا يزعج أبنته الصغيره
..................
دخلت ديما الى غرفة كارما بهدوء وخلعت روبها ونامت بهدوء جانب كارما ، تنهدت وأطلقت لدموعها العنان ،وبكت بحرقه وهى تتذكر كيف هى واثقه فى سيف رغم انها تعرف انه كان على علاقه بماريهان وهو ماذا فعل بالمقابل ،تسائلت ماذا فعلت معه لتجعله دائم الشك فيها ،بكت وبكت حتى أنهكها البكاء فنامت
أستيقظت على قبله رقيقه من كارما على وجنتيها ،فتحت عيونها بتثاقل وهى تبتسم للوجه الملائكى المبتسم فى وجهها
ديما: صباح الخير ياكوكى
كارما: صباح النور يادودى ، انتى نايمه عندى ليه
ديما : امممم ،وحشتنى وقلت أنام جمبك ،ايه ضايقتك
كارما: لأ طبعاً دانا فرحانه اوى
ديما: طب ياله نقوم نحضر الفطار سوا
كارما : ياله
نهضت ديما من ع السرير وارتدت روبها لانها لم تشأ ان تذهب الى الغرفه لتبدل ثيابها لذلك فضلت ان تظل بملابس النوم على ان تدخل الى الغرفه وتتواجهه مع سيف ،هى تعلم ان المواجهه لامفر منها ولكن كلما تأجلت كلما كان ذلك أفضل
........................ .
استيقظ سيف من النوم بعد ليله قلقه لم تذق عيونه فيها النوم الا قليلاً جدا ، قام بخطى متثاقله الى الحمام ولم يبدل ملابس النوم ونزل الى الطابق السفلى سمع اصوات ديما وكارما من المطبخ ،فدخل بهدوء ، وجد ديما مازالت أيضاً بملابس النوم وظهرها له ومنهمكه فى تحضير الفطور وهى تستمع الى ثرثرة كارما الطفوليه ،اول ما انتبهت له كانت كارما التى صرخت : باابى
سيف : صباح الخير ياكوكى
ذهب الى بنته واحتضنها وقبلها من وجنتيها الاثنين ثم ذهب الى ديما وقبلها ايضاً على وجنتيها ،كان وجهها جامد لم تدفعه بعيداً وأيضاً لم تتجاوب معه او تبتسم فى وجهه
عرف سيف انها مازالت غاضبه منه وانها لم تدفعه عنها بسبب وجود كارما
سيف : كارما روحى حضرى الترابيزه الى ف الجنينه عشان نفطر بره فى الجنينه الجو حلو
كارما: احضرها أزاى
سيف وهو يغمز لكارما: يعنى حطى الكراسى كده
كارما : آه انت بتوزعنى عشان عايز تصالح دودى
سيف : حبيبتى انتى شفتى أنكل مازن قريب
كارما: ليه يابابى
سيف : مفيش ياحبيبتى أصله تقريباً بهت عليكى ،ياله روحى زى ماقلت لك
كارما: انت أصلاً ماقلتش حاجه بس انا هخرج العب شويه فى الجنينه
سيف : طب ماتجريش كتير
كاما: اوك
ذهبت كارما من المطبخ ،فذهب سيف ووقف خلف ديما تماماً فأصبح يحتجز جسدها مابينه وبين طاولة المطبخ
سيف بهدوء: ديما
ديما : من فضلك أبعد من ورايه
أمسكها سيف من كتفها وأدارها برفق ولم يتزحزح من مكانه مازال محتجزه بين طاولة المطبخ وجسده
أطرقت ديما برأسها لانها علمت انها لو نظرت له ستضعف
أمسك سيف بذقنه ورفع رأسها لأعلى ،وجد سيف عيونها محمره ومتورمه من كثرة البكاء فشعر بغصه فى حلقه لانه يعرف انه السبب فى حالتها والاكثر انه لايعرف كيف يكفر عن ذنبه
سيف : انا عارف انى غبى وحمار ومابفهمش ،بس صدقينى إنا ماشكتش فيكى انا بس كنت غيران
ديما: غيران
سيف : اه غيران ، غيران من أى حد يكلمك ولا يبصلك
ديما: بتغير من ضياء
سيف : بغير من ياسر أخوكى ،أقولك بغير من أبويه
ديما: بتغير من انكل اشرف
سيف : بغير من كارما كمان ايه رأيك
ديما: كمان ،أسمحلى انت مريض
سيف بنظرات كلها حب : مريض بيكى ،بحبك اوى ياديما ،اقولك على حاجه الدكتوره رضوى قالت لى انى عندى مرض الانانيه وانا بعترف انى أنانى ،أنانى فى حبك ،أنانى عايزك ليه لوحدى محدش يشوفك ولا يكلمك ولا يلمسك غيرى
ديما: بس ده مش حب ياسيف ،ده تملك
سيف : سميه تملك ،انا بحبك وعايز ك ملكى وملكى انا بس
ديما: بس كده مش حلو ياسيف وهيعمل مشاكل كتييره بينا والحياه كده هتبقى صعبه
أمسك سيف بذراعيها وقال : عارف ،وعارف كمان انى هتعبك معايه وهتضايقك كتير بس ممكن تستحملينى عشان خاطرى
ديما :........
سيف : ديما انا آسف والله آسف هحاول أتحكم ف نفسى وانتى هتساعدينى ، صح هتساعدينى ومش هتسبينى صح ياديما
ديما:........
سيف : عشان خاطرى ياديما ردى عليه انا منمتش طول الليل مفتقد اوى وجودك جمبى وف حضنى ،هتسبينى أتعذب كتير .... وأقترب منها وقال : أهون عليكى مش انا حبيبك
أومأت ديما بالموافقه ولم ترد
سيف : يعنى خلاص ، انتى سامحتينى
نظرت له ديما بعيون حزينه : رغم كل الى بتعمله ياسيف ،مبعرفش أزعل منك
سيف : طبعاً يابنتى انا لا أقاوم
خبطته ديما فى كتفه : مغرور
سيف : مغرور بس عشان بحبك ،حاسس انى مالك الدنيا يبقى مش من حقى أتغر
أبتسمت ديما
أقترب منها سيف وقال: انا أمبارح ما أخدتش الجرعه بتاعتى ومش رايح الشغل الا لما أخدها
خجلت ديما وقالت معاتبه : سيف ،مش هينفع
أمال سيف بجزعه للأسفل ووضع يديه تحت ركبتيها وحملها
شهقت ديما وقالت : بتعمل ايه يامجنون
سيف : أدينى الحقنه بسرعه أرجوك محتاج الجرعه
ديما : كارما بره يامجنون
أنزلها سيف برفق وخبط على جبهته : أخ ، انا سقطتها خالص
ديما : طب ياله ياخويه عشان نفطر
سيف : طب والجرعه
ديما: هو ده وقته ياسيف ،مش انت وراك مكتب ياله عشان تروح المكتب ،أصلاً انت أتأخرت
سيف : طب والأسود
ديما بعدم فهم : أسود ايه
سيف بغمزه : القميص الأسود ياديما ،دانا طول الليل بحلم بيه
ديما بدلال: عقاباً ليكى هيفضل الأسود بس ف أحلامك ، مش هتشوفه ف الحقيقه
سيف : ليه كده
ديما : أحسن ،وياله روح غير هدومك عشان تلحق تفطر
أمسكها سيف قبل ان تنزل : وانتى ياحلوه رايحه فين على كده
ديما: رايحه لديما ف الجنينه ،مش قلت هنفطر هناك
سيف : عارفه جنينه يعنى ايه ،يعنى مركز شباب ولسه بنقول بنغير وحب تملك وعايزه تطلعى بالشفتشى ف الجنينه
ديما: ايه ياسيف احنا معندناش بواب ومعندناش حد حوالينا
سيف بحزم: أطلعى غيرى ياديما
ديما: حاضر ، بس روح لكارما عشان ماتقعدش لوحدها كتير
سيف بخبث: ما آجى أساعدك ،واهو بالمره تدينى الجرعه بتاعتى
دفعته ديما برفق الى أسفل السلم : ياله انزل وبطل دلع
صعدت ديما الى الغرفه وبدلت ثيابها وبعدها نزلت الى أسفل وتناولوا الفطور بعدها بل سيف ملابسه وأنطلق الى عمله بعدما ودع ديما وكارما
.............
مر أسبوعين على زواج ديما وسيف كانت هادئه نسبياً صحيح انها لاتخلو من المشاحنات ولكن كل مره تنتهى بعتاب وصلح
أما بالنسبه لشركة سيف فأستطاعت فى خلال هذا الوقت القليل ان تصنع لنفسها أسم فى عالم الأعمال
أستمر مازن على العمل مع سيف وأصبح على درايه أكثر بأمور الشركه ،أما عن علاقته بمى فكانت عن طريق زياره أسبوعيه يجلس فيها معها فى وجود خالد أخوها لمدة ساعه واحده فقط ومكالمه صغيره كل يوم تذكره فيها بميعاد صلاة الفجر مما آثار حنقه وجعله يطلب من خالد مره أخرى ان يسرع بكتب الكتاب ولكن فى هذه المره كان الرد بالموافقه وتم الأتفاق على ان يكون الموعد الخميس القادم ، كان مازن سعيداً جداً بهذا الخبر فأخيراً ستصبح حبيبته زوجته ويحق له الكلام معها ولمسها
.................
دخل مازن على سيف مكتبه فوجده مشغول كالعاده برسوماته ،فاقترب منه وقال بسعاده : حصل يامعلم ،أخدنه منه الصفقه والمشروع بئه بتاعنا ،انا متهيألى كده كفايه عليه
سيف : لأ لسه شويه ،لازم ماجد السيوفى يعرف مين هو سيف الجيار عشان يحرم يجيى جمب مراتى او جمب حياتى
مازن: بس انا كنت شايف انه كفايه علييه انك طردته من مشروع القريه الايطالى وكان بلاش نبوظله شغله ،خصوصاً انه لسه فاتح شركه جديد وبيحاول يعمل لنفسه اسم
سيف : لأ مش كفايه انا كنت بس مستنى حفلة الافتتاح تخلص وكنت مرقدله عشان انتقم منه على الى قاله لمراتى
مازن: مش عارف بس انا قلقان ،ماجد مش سهل وطول عمره سماوى وانا خايف علييك منه
سيف : ياض ميبقاش قلبك رهيف كده ،سيبك حضرت نفسك لكتب الكتاب
مازن: طبعاً ،بس الايام مش عايزه تمشى وانا بحاول اثبت ابويه وامى بالعافيه خايف اوى يقلوا بأصلهم معايه ومايحضروش
سيف : ماتقلقش كله هيتم على خير
.................
دخل ماجد الشقه والقى المفاتيح على الطاوله بعنف وهو يسب ويتوعد لسيف الجيار ، فزعت ماريهان من صوت المفاتيح وقامت من النوم منزعجه وهى تجر قدميها من شدة التعب
ماريهان : مالك فى ايه
ماجد : الزفت سيف بيحاربنى فى شغلى
ماريهان: ازاى وهو شركته بتشتغل ف الديكور
ماجد: بأسم شركة أبوه ياستى مهو ليه فيها
ماريهان : طب وهتعمل ايه
ماجد : انا هوريه ، انا خلاص خطتى أستويت ووضبت كل حاجه ،بس ناقص التنفيذ
ماريهان: طب هتقولى بئه ولا لسه سر
ماجد : هقولك بس فى وقتها ،الصبر حلو ، ودينى لأندم ياسيف على اليوم الى أتولدت فيه وشفت الدنيا
ماريهان: ماجد انا عايزه أقولك على حاجه
نظر لها ماجد شزراً: مش وقته ، انا مش فايقلك انا داخل انام
نظرت له ماريهان وهى خائفه من القادم وقالت فى نفسها: ربنا يستر
....................
فى يوم عقد قران مى ومازن ،سافرت ديما مع سيف وكارما مبكراً حتى تكون مع مى فى أستعدادات كتب الكتاب ،أوصلها سيف الى بيت مى هى وكارما ثم ذهب الى بيت خالها ليسلم عليه وينتظر صديقه مازن هناك ، طلب عبد الله خال ديما من سيف ان يحضر معه مازن ويستعد ليومه من بيته حتى يكون قريب من منزل عروسه ، رحب مازن كثيراً بالفكره وذهب مبكراً الى بيت الخال عبد الله
أذن المغرب وبعد الصلاه قام المأذون بالقاء خطبه قصيره وبعدها بدأ فى عقد القران ، أنتهت المراسم بقول مازن : قبلت زواجها وبعدها تعالت الزغاريط وبدأت المباركات ،كان مازن يشعر بالغضب الشديد من والده لانه علم انهأحضر معه مصوريين صحفيين كنوع من الدعايه له
ذهب مازن لخالد ليعتذر له ولوالده عن ما فعله والده وهو متأكد انه سيجدهم غاضبين ولكنه تفاجأ بخالد يبتسم فى وجهه قائلاً : ايه يا يا أخى انا مش زعلان ،وبعدين داحنا أتشهرنا بكره البلد كلها تشاور علينا ويقولوا نسايب الوزير أهو
مازن: بجد ياخالد يعنى انت مش مضايق
خالد: ياسيدى ولا مضايق ولا حاجه ،ياله عشان تشوف مراتك هى جوا ومش هتقدر تخرج عشان هى بزينتها
مازن: ياله
............
كانت مى فى قمة توترها وتاره تعض على شفتيها وتاره أخرى تقضم أظافرها
ديما ممازحه : يابنتى ارحمى صوابعك ،كلتيهم كلهم
مى بقلق : مش عارفه يادودو ،متوتره اوى حاسه ان شكلى وحش
ديما: معقول يامى دانتى زى القمر ياحبيبتى وفستانك جنان
مى: بجد ياديما
ديما: وانا عمرى كدبت عليكى
طرق الباب فانتفضت مى من مكانها : ده أكيد هو ، قولى له نامت
ضحكت ديما: والله انتى مجنونه
ذهبت ديما الى الباب وفتحته فوجدت الشيخ خالد الذى أخفض بصره أول لما رآها ، فأفسحت له الطريق ليدخل
دخل خالد الى الغرفه وهنئ اخته وقبل رأسها ثم أنسحب من الغرفه هو وبعده ديما بعدما غمزت لمى
دخل مازن الى الغرفه ،لكن خطوتين ووقف مكانه مسمراً ، وقف يتأمل حبيبته ولأول مره بشعرها البنى الطويل الناعم وميكياجها البسيط وفستانها الموف الرقيق الذى عكس بياض بشرتها البيضاء فكانت بكل بساطه جميله جداً
مازن: انتى مى
فأبتسمت مى وأطرقت برأسها
فأقترب منها مازن ورفع رأسها : لا بالله عليكى ،ماتحرمنيش من عينيكى الحلوه دى دانتى علطول مخبياهم منى
خجلت مى واحمرت وجنتيها فأصبحت أجمل
مازن: انا مش مصدق انك بقيتى مراتى
مى:......
مازن: بحبك اوى يامى
مى بصوت مبحوح : وانا كمان
مازن: وانا كمان ايه
مى: وانا كمان بحبك
.....................
رجع سيف وديما بسيارتهم الى منزلهم وخلفهم رجاء واشرف بسيارتهم ومعهم كارما التى أصرت ان تركب معهم
سيف : تصدقى البت كارما دى بنت حلال
ديما: ليه
سيف : اصل أكيد هى دلوقتى هتروح ف النوم ،بنتى وعارفها اول لما تركب العربيه تديها نوم ،فطبعاً ماما مش هتهون عليها تنزلها من العربيه وهى نايمه فهتاخدها تبات عندها
ديما: وبعدين
سيف : ولا قبلين يادودو ،احنا نروح بيتنا نشوف الفستان الجميل ده بيتقلع أزاى
خبطته ديما فى كتفه : انت قليل الأدب
سيف : يابنتى انا ف الحاجات عديم الادب
قاطعم رنين الهاتف ،ففتح سيف مكبر الصوت وقال: ايوه ياماما
رجاء: سيف ياحبيبى كارما نامت ،هناخدها معانا عشان منقلقهاش ، وبكره ديما تيجى تاخدها
سيف بفرح: ماشى ياحبيبتى ،سلام
والتفت الى ديما: كله ماشى تبع التخطيط ،طبعا مش مهندس
ديما: مغرور أوى
سيف: اصل الصراحه انهارده كتب الكتاب فتح نفسى أفكرك بليلة دخلتنا
أحمرت ديما خجلاً ولم ترد
سيف : أهو ، لسه بتتكسفى وتحمرى لغاية دلوقتى يعنى ماتغيرناش كتير من ليلة الدخله ،يبقى لازم نفتكروها ياشابه
ضحك وضحكت ديما وساروا الى فيلتهم ،أنزلها سيف من السياره وحملها الى غرفتهم وهو يقول : انهارده المعامله ملوكى
............
وصل ماجد الى شقته التى تقيم فيها معه ماريهان ودخل الى الشقه وهو سعيد وينادى على ماريهان
خرجت ماريهان من الغرفه وقد بان على ملامحها التعب ولكن ماجد لم يلاحظ من كثرة سعادته
ماجد: حضرى نفسك ياماهى هنبدأ فى تنفيذ الخطه
علم سيف ان ديما كانت تذكره بموقفها معه عندما وجدت ماريهان معه ف المكتب ،تمتم سيف لنفسه بغيظ: غبى
تذكر كيف ان ديما رغم دخولها اليوم عليه هو وماريهان وثقت انه لم يفعل معها شئ خاطئ وهو كيف تعامل مع شئ عادى وهو أتصاله بضياء ،الم يذكر ضياء انها لجأت له لتحصل على تقارير أبنته لانها لم تستطيع ان تحصل عليها هى ،ولكن لما خبت عليه انها تريد ان تعرض التقارير عند ياسر ولكنه نفض هذه الافكار فلديما بالتأكيد أسبابها التى منعتها من ان تذكر ذلك امامه وهو بدلاً ان يسألها بكل هدوء عن السبب شكك فيها ،لقد تأكد من ما قالته له الطبيبه رضوى عن مرضه بالأنانيه ،نعم هو أنانى هو يريد ديما لنفسه ولنفسه فقط لاتلجأ لغيره لاتحتاج لغيره لاتتحدث مع غيره ويعرف ان بأفعاله هذه يضيعها منه ،فكر ان يذهب لها ويترجاها ان تسامحه ولكنه تراجع فالآن هى ثائره فلينتظرها لتهدأ وأيضاً حتى لا يزعج أبنته الصغيره
..................
دخلت ديما الى غرفة كارما بهدوء وخلعت روبها ونامت بهدوء جانب كارما ، تنهدت وأطلقت لدموعها العنان ،وبكت بحرقه وهى تتذكر كيف هى واثقه فى سيف رغم انها تعرف انه كان على علاقه بماريهان وهو ماذا فعل بالمقابل ،تسائلت ماذا فعلت معه لتجعله دائم الشك فيها ،بكت وبكت حتى أنهكها البكاء فنامت
أستيقظت على قبله رقيقه من كارما على وجنتيها ،فتحت عيونها بتثاقل وهى تبتسم للوجه الملائكى المبتسم فى وجهها
ديما: صباح الخير ياكوكى
كارما: صباح النور يادودى ، انتى نايمه عندى ليه
ديما : امممم ،وحشتنى وقلت أنام جمبك ،ايه ضايقتك
كارما: لأ طبعاً دانا فرحانه اوى
ديما: طب ياله نقوم نحضر الفطار سوا
كارما : ياله
نهضت ديما من ع السرير وارتدت روبها لانها لم تشأ ان تذهب الى الغرفه لتبدل ثيابها لذلك فضلت ان تظل بملابس النوم على ان تدخل الى الغرفه وتتواجهه مع سيف ،هى تعلم ان المواجهه لامفر منها ولكن كلما تأجلت كلما كان ذلك أفضل
........................ .
استيقظ سيف من النوم بعد ليله قلقه لم تذق عيونه فيها النوم الا قليلاً جدا ، قام بخطى متثاقله الى الحمام ولم يبدل ملابس النوم ونزل الى الطابق السفلى سمع اصوات ديما وكارما من المطبخ ،فدخل بهدوء ، وجد ديما مازالت أيضاً بملابس النوم وظهرها له ومنهمكه فى تحضير الفطور وهى تستمع الى ثرثرة كارما الطفوليه ،اول ما انتبهت له كانت كارما التى صرخت : باابى
سيف : صباح الخير ياكوكى
ذهب الى بنته واحتضنها وقبلها من وجنتيها الاثنين ثم ذهب الى ديما وقبلها ايضاً على وجنتيها ،كان وجهها جامد لم تدفعه بعيداً وأيضاً لم تتجاوب معه او تبتسم فى وجهه
عرف سيف انها مازالت غاضبه منه وانها لم تدفعه عنها بسبب وجود كارما
سيف : كارما روحى حضرى الترابيزه الى ف الجنينه عشان نفطر بره فى الجنينه الجو حلو
كارما: احضرها أزاى
سيف وهو يغمز لكارما: يعنى حطى الكراسى كده
كارما : آه انت بتوزعنى عشان عايز تصالح دودى
سيف : حبيبتى انتى شفتى أنكل مازن قريب
كارما: ليه يابابى
سيف : مفيش ياحبيبتى أصله تقريباً بهت عليكى ،ياله روحى زى ماقلت لك
كارما: انت أصلاً ماقلتش حاجه بس انا هخرج العب شويه فى الجنينه
سيف : طب ماتجريش كتير
كاما: اوك
ذهبت كارما من المطبخ ،فذهب سيف ووقف خلف ديما تماماً فأصبح يحتجز جسدها مابينه وبين طاولة المطبخ
سيف بهدوء: ديما
ديما : من فضلك أبعد من ورايه
أمسكها سيف من كتفها وأدارها برفق ولم يتزحزح من مكانه مازال محتجزه بين طاولة المطبخ وجسده
أطرقت ديما برأسها لانها علمت انها لو نظرت له ستضعف
أمسك سيف بذقنه ورفع رأسها لأعلى ،وجد سيف عيونها محمره ومتورمه من كثرة البكاء فشعر بغصه فى حلقه لانه يعرف انه السبب فى حالتها والاكثر انه لايعرف كيف يكفر عن ذنبه
سيف : انا عارف انى غبى وحمار ومابفهمش ،بس صدقينى إنا ماشكتش فيكى انا بس كنت غيران
ديما: غيران
سيف : اه غيران ، غيران من أى حد يكلمك ولا يبصلك
ديما: بتغير من ضياء
سيف : بغير من ياسر أخوكى ،أقولك بغير من أبويه
ديما: بتغير من انكل اشرف
سيف : بغير من كارما كمان ايه رأيك
ديما: كمان ،أسمحلى انت مريض
سيف بنظرات كلها حب : مريض بيكى ،بحبك اوى ياديما ،اقولك على حاجه الدكتوره رضوى قالت لى انى عندى مرض الانانيه وانا بعترف انى أنانى ،أنانى فى حبك ،أنانى عايزك ليه لوحدى محدش يشوفك ولا يكلمك ولا يلمسك غيرى
ديما: بس ده مش حب ياسيف ،ده تملك
سيف : سميه تملك ،انا بحبك وعايز ك ملكى وملكى انا بس
ديما: بس كده مش حلو ياسيف وهيعمل مشاكل كتييره بينا والحياه كده هتبقى صعبه
أمسك سيف بذراعيها وقال : عارف ،وعارف كمان انى هتعبك معايه وهتضايقك كتير بس ممكن تستحملينى عشان خاطرى
ديما :........
سيف : ديما انا آسف والله آسف هحاول أتحكم ف نفسى وانتى هتساعدينى ، صح هتساعدينى ومش هتسبينى صح ياديما
ديما:........
سيف : عشان خاطرى ياديما ردى عليه انا منمتش طول الليل مفتقد اوى وجودك جمبى وف حضنى ،هتسبينى أتعذب كتير .... وأقترب منها وقال : أهون عليكى مش انا حبيبك
أومأت ديما بالموافقه ولم ترد
سيف : يعنى خلاص ، انتى سامحتينى
نظرت له ديما بعيون حزينه : رغم كل الى بتعمله ياسيف ،مبعرفش أزعل منك
سيف : طبعاً يابنتى انا لا أقاوم
خبطته ديما فى كتفه : مغرور
سيف : مغرور بس عشان بحبك ،حاسس انى مالك الدنيا يبقى مش من حقى أتغر
أبتسمت ديما
أقترب منها سيف وقال: انا أمبارح ما أخدتش الجرعه بتاعتى ومش رايح الشغل الا لما أخدها
خجلت ديما وقالت معاتبه : سيف ،مش هينفع
أمال سيف بجزعه للأسفل ووضع يديه تحت ركبتيها وحملها
شهقت ديما وقالت : بتعمل ايه يامجنون
سيف : أدينى الحقنه بسرعه أرجوك محتاج الجرعه
ديما : كارما بره يامجنون
أنزلها سيف برفق وخبط على جبهته : أخ ، انا سقطتها خالص
ديما : طب ياله ياخويه عشان نفطر
سيف : طب والجرعه
ديما: هو ده وقته ياسيف ،مش انت وراك مكتب ياله عشان تروح المكتب ،أصلاً انت أتأخرت
سيف : طب والأسود
ديما بعدم فهم : أسود ايه
سيف بغمزه : القميص الأسود ياديما ،دانا طول الليل بحلم بيه
ديما بدلال: عقاباً ليكى هيفضل الأسود بس ف أحلامك ، مش هتشوفه ف الحقيقه
سيف : ليه كده
ديما : أحسن ،وياله روح غير هدومك عشان تلحق تفطر
أمسكها سيف قبل ان تنزل : وانتى ياحلوه رايحه فين على كده
ديما: رايحه لديما ف الجنينه ،مش قلت هنفطر هناك
سيف : عارفه جنينه يعنى ايه ،يعنى مركز شباب ولسه بنقول بنغير وحب تملك وعايزه تطلعى بالشفتشى ف الجنينه
ديما: ايه ياسيف احنا معندناش بواب ومعندناش حد حوالينا
سيف بحزم: أطلعى غيرى ياديما
ديما: حاضر ، بس روح لكارما عشان ماتقعدش لوحدها كتير
سيف بخبث: ما آجى أساعدك ،واهو بالمره تدينى الجرعه بتاعتى
دفعته ديما برفق الى أسفل السلم : ياله انزل وبطل دلع
صعدت ديما الى الغرفه وبدلت ثيابها وبعدها نزلت الى أسفل وتناولوا الفطور بعدها بل سيف ملابسه وأنطلق الى عمله بعدما ودع ديما وكارما
.............
مر أسبوعين على زواج ديما وسيف كانت هادئه نسبياً صحيح انها لاتخلو من المشاحنات ولكن كل مره تنتهى بعتاب وصلح
أما بالنسبه لشركة سيف فأستطاعت فى خلال هذا الوقت القليل ان تصنع لنفسها أسم فى عالم الأعمال
أستمر مازن على العمل مع سيف وأصبح على درايه أكثر بأمور الشركه ،أما عن علاقته بمى فكانت عن طريق زياره أسبوعيه يجلس فيها معها فى وجود خالد أخوها لمدة ساعه واحده فقط ومكالمه صغيره كل يوم تذكره فيها بميعاد صلاة الفجر مما آثار حنقه وجعله يطلب من خالد مره أخرى ان يسرع بكتب الكتاب ولكن فى هذه المره كان الرد بالموافقه وتم الأتفاق على ان يكون الموعد الخميس القادم ، كان مازن سعيداً جداً بهذا الخبر فأخيراً ستصبح حبيبته زوجته ويحق له الكلام معها ولمسها
.................
دخل مازن على سيف مكتبه فوجده مشغول كالعاده برسوماته ،فاقترب منه وقال بسعاده : حصل يامعلم ،أخدنه منه الصفقه والمشروع بئه بتاعنا ،انا متهيألى كده كفايه عليه
سيف : لأ لسه شويه ،لازم ماجد السيوفى يعرف مين هو سيف الجيار عشان يحرم يجيى جمب مراتى او جمب حياتى
مازن: بس انا كنت شايف انه كفايه علييه انك طردته من مشروع القريه الايطالى وكان بلاش نبوظله شغله ،خصوصاً انه لسه فاتح شركه جديد وبيحاول يعمل لنفسه اسم
سيف : لأ مش كفايه انا كنت بس مستنى حفلة الافتتاح تخلص وكنت مرقدله عشان انتقم منه على الى قاله لمراتى
مازن: مش عارف بس انا قلقان ،ماجد مش سهل وطول عمره سماوى وانا خايف علييك منه
سيف : ياض ميبقاش قلبك رهيف كده ،سيبك حضرت نفسك لكتب الكتاب
مازن: طبعاً ،بس الايام مش عايزه تمشى وانا بحاول اثبت ابويه وامى بالعافيه خايف اوى يقلوا بأصلهم معايه ومايحضروش
سيف : ماتقلقش كله هيتم على خير
.................
دخل ماجد الشقه والقى المفاتيح على الطاوله بعنف وهو يسب ويتوعد لسيف الجيار ، فزعت ماريهان من صوت المفاتيح وقامت من النوم منزعجه وهى تجر قدميها من شدة التعب
ماريهان : مالك فى ايه
ماجد : الزفت سيف بيحاربنى فى شغلى
ماريهان: ازاى وهو شركته بتشتغل ف الديكور
ماجد: بأسم شركة أبوه ياستى مهو ليه فيها
ماريهان : طب وهتعمل ايه
ماجد : انا هوريه ، انا خلاص خطتى أستويت ووضبت كل حاجه ،بس ناقص التنفيذ
ماريهان: طب هتقولى بئه ولا لسه سر
ماجد : هقولك بس فى وقتها ،الصبر حلو ، ودينى لأندم ياسيف على اليوم الى أتولدت فيه وشفت الدنيا
ماريهان: ماجد انا عايزه أقولك على حاجه
نظر لها ماجد شزراً: مش وقته ، انا مش فايقلك انا داخل انام
نظرت له ماريهان وهى خائفه من القادم وقالت فى نفسها: ربنا يستر
....................
فى يوم عقد قران مى ومازن ،سافرت ديما مع سيف وكارما مبكراً حتى تكون مع مى فى أستعدادات كتب الكتاب ،أوصلها سيف الى بيت مى هى وكارما ثم ذهب الى بيت خالها ليسلم عليه وينتظر صديقه مازن هناك ، طلب عبد الله خال ديما من سيف ان يحضر معه مازن ويستعد ليومه من بيته حتى يكون قريب من منزل عروسه ، رحب مازن كثيراً بالفكره وذهب مبكراً الى بيت الخال عبد الله
أذن المغرب وبعد الصلاه قام المأذون بالقاء خطبه قصيره وبعدها بدأ فى عقد القران ، أنتهت المراسم بقول مازن : قبلت زواجها وبعدها تعالت الزغاريط وبدأت المباركات ،كان مازن يشعر بالغضب الشديد من والده لانه علم انهأحضر معه مصوريين صحفيين كنوع من الدعايه له
ذهب مازن لخالد ليعتذر له ولوالده عن ما فعله والده وهو متأكد انه سيجدهم غاضبين ولكنه تفاجأ بخالد يبتسم فى وجهه قائلاً : ايه يا يا أخى انا مش زعلان ،وبعدين داحنا أتشهرنا بكره البلد كلها تشاور علينا ويقولوا نسايب الوزير أهو
مازن: بجد ياخالد يعنى انت مش مضايق
خالد: ياسيدى ولا مضايق ولا حاجه ،ياله عشان تشوف مراتك هى جوا ومش هتقدر تخرج عشان هى بزينتها
مازن: ياله
............
كانت مى فى قمة توترها وتاره تعض على شفتيها وتاره أخرى تقضم أظافرها
ديما ممازحه : يابنتى ارحمى صوابعك ،كلتيهم كلهم
مى بقلق : مش عارفه يادودو ،متوتره اوى حاسه ان شكلى وحش
ديما: معقول يامى دانتى زى القمر ياحبيبتى وفستانك جنان
مى: بجد ياديما
ديما: وانا عمرى كدبت عليكى
طرق الباب فانتفضت مى من مكانها : ده أكيد هو ، قولى له نامت
ضحكت ديما: والله انتى مجنونه
ذهبت ديما الى الباب وفتحته فوجدت الشيخ خالد الذى أخفض بصره أول لما رآها ، فأفسحت له الطريق ليدخل
دخل خالد الى الغرفه وهنئ اخته وقبل رأسها ثم أنسحب من الغرفه هو وبعده ديما بعدما غمزت لمى
دخل مازن الى الغرفه ،لكن خطوتين ووقف مكانه مسمراً ، وقف يتأمل حبيبته ولأول مره بشعرها البنى الطويل الناعم وميكياجها البسيط وفستانها الموف الرقيق الذى عكس بياض بشرتها البيضاء فكانت بكل بساطه جميله جداً
مازن: انتى مى
فأبتسمت مى وأطرقت برأسها
فأقترب منها مازن ورفع رأسها : لا بالله عليكى ،ماتحرمنيش من عينيكى الحلوه دى دانتى علطول مخبياهم منى
خجلت مى واحمرت وجنتيها فأصبحت أجمل
مازن: انا مش مصدق انك بقيتى مراتى
مى:......
مازن: بحبك اوى يامى
مى بصوت مبحوح : وانا كمان
مازن: وانا كمان ايه
مى: وانا كمان بحبك
.....................
رجع سيف وديما بسيارتهم الى منزلهم وخلفهم رجاء واشرف بسيارتهم ومعهم كارما التى أصرت ان تركب معهم
سيف : تصدقى البت كارما دى بنت حلال
ديما: ليه
سيف : اصل أكيد هى دلوقتى هتروح ف النوم ،بنتى وعارفها اول لما تركب العربيه تديها نوم ،فطبعاً ماما مش هتهون عليها تنزلها من العربيه وهى نايمه فهتاخدها تبات عندها
ديما: وبعدين
سيف : ولا قبلين يادودو ،احنا نروح بيتنا نشوف الفستان الجميل ده بيتقلع أزاى
خبطته ديما فى كتفه : انت قليل الأدب
سيف : يابنتى انا ف الحاجات عديم الادب
قاطعم رنين الهاتف ،ففتح سيف مكبر الصوت وقال: ايوه ياماما
رجاء: سيف ياحبيبى كارما نامت ،هناخدها معانا عشان منقلقهاش ، وبكره ديما تيجى تاخدها
سيف بفرح: ماشى ياحبيبتى ،سلام
والتفت الى ديما: كله ماشى تبع التخطيط ،طبعا مش مهندس
ديما: مغرور أوى
سيف: اصل الصراحه انهارده كتب الكتاب فتح نفسى أفكرك بليلة دخلتنا
أحمرت ديما خجلاً ولم ترد
سيف : أهو ، لسه بتتكسفى وتحمرى لغاية دلوقتى يعنى ماتغيرناش كتير من ليلة الدخله ،يبقى لازم نفتكروها ياشابه
ضحك وضحكت ديما وساروا الى فيلتهم ،أنزلها سيف من السياره وحملها الى غرفتهم وهو يقول : انهارده المعامله ملوكى
............
وصل ماجد الى شقته التى تقيم فيها معه ماريهان ودخل الى الشقه وهو سعيد وينادى على ماريهان
خرجت ماريهان من الغرفه وقد بان على ملامحها التعب ولكن ماجد لم يلاحظ من كثرة سعادته
ماجد: حضرى نفسك ياماهى هنبدأ فى تنفيذ الخطه