اخر الروايات

رواية جويرية حقي انا الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريحانة الجنة

رواية جويرية حقي انا الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريحانة الجنة 

چويرية وحذيفة تقريبا الامور زي ماهي، بس مابتخلاش ابدااا من غيرة وجنون حذيفة. حتى وهي لابسة النقاب. مجرد ان حد يبص في عنيها ده بيدبحه لو يطول يخفيها هي كمان كان عمل كدة، من غير تردد...
چوري كمان طول الوقت مش عارفة تشوف ولا تفكر في حد غير حذيفة
چويرية خلصت السنة الصعبة دي وكمان نجحت بنسبة عالية جداااا تأهلها لكلية طب زي ما هي وحذيفة كانوا بيتمنوا...

اما مصعب وعطر فكل واحد ليه حكاية ودوامة واخداه في حياته، مصعب لسة بيعاني مع ايمان واهمالها سواء في بيتها او فيه هو شخصيا، البعد والجفاء بين اي زوجين بينهوا اي امل للرجوع او الاستمرار...

عطر لسة زي ماهي وعلى حالها من سنين بتدوق عذاب وزل من راجل للأسف متخيل ان الرجولة في فرض سيطرته على مراته، في انه يلغي شخصيتها، انه يتحكم فيها وفي كل شئ يخصها، انه يخون وياذي مشاعرها بحجة انا راجل وانتي ست، وهو ولا يعلم شئ عن الرجولة...

بس الامل والحياة دبت في قلوب معتمة، فاضية، ضلمة. مصعب وعطر كل واحد خوفه بيزيد يوم عن يوم كل لما يفرح وعنيه تضحك لما يشوف التاني، كل واحد احساس الخيانة بيوجعه، عطر بتحاول تقنع نفسها انه مجرد احساس عابر. وانه مهما كان رامز سئ هي مستحيل تخون، ومصعب. احساسه بالذنب مش لايمان ودي حقيقى هو متأكد منها، احساسه وخوفه من ربنا، خايف لانها متجوزة وليها بيت وابن، حتى لو بيت هش وضعيف وكله سواد، بس في النهاية هي زوجة لغيره مش حرة، بس القلب له احكام وحسابات غير العقل، مش بيفكر بنفس المنطق. وياعالم ايه لسة متشال ليهم تاني...

في ليلة في بيت مصعب كالعادة دخل البيت متأخر لقي ايمان كاعادتها نامت من غير ما تستناه لما بيتأخر، اتنهد بيأس وغير هدومه ودخل البلكونة زي مابيحب دايما. بس لما دخل سمع صوت مزيكا هادي لفت انتباهه. ولما حقق لقي عطر قاعدة في نور خافت ومشغلة مزيكا هادية وبصوت هادي. وماسكة كتاب بتقرأ فيه ومندمجة، ابتسم ملامحها وهدؤها وتصرفتها كلها تجذب هادية وناعمة في كل شئ، كان بيحاول مايعملش صوت بس غصب عنه خبط في الكرسي وعطر اخدت بالها ووقفت بحرج. واتلخبطت لما شافته، وهو اتأسف.

مصعب بأسف: ااانا اسف خضيتك. ببس والله ما كنت اقصد.
عطر بخجل: لا ااابدا مافيش حاجة اانا بس اللي كنت سرحانة وعلشان كدة ااخضيت.
مصعب قرب من الصور اكتر وبص للكتاب وابتسم لقاها رواية واسمها احببتك من اللقاء الاول
مصعب بإعجاب: دي رواية مش كدة!؟
عطر انكسفت وخبت الرواية: ااااه. رواية...
مصعب ابتسم اكتر من كسوفها وحب يهون عليها: اممممم. طيب مالك خبتيها ليه! على فكرة انا كمان بحب الروايات وخصوصا الرومانسية.

عطر بصتله بدهشة: معقول! انت بتحب الروايات؟
مصعب عقد حاجبه: اه بحب الروايات مالك مستغربة ليه.
عطر بتأكيد: اااصل رجالة قليلة اوي اللي بتحب القرأة وخصوصا الروايات، وكمان رومانسي، بجد مستغربة.
مصعب اتنهد: الروايات عالم جميل، كل واحد بيعيش فيه اللي بيحبه ويحلم بيه ويتمناه، الموضوع مالوش علاقة براجل او ست، ده احساس والاحساس مش بيتجزء ولا بيختلف. من قلب راجل وقلب ست.

عطر بحزن: عندك حق، الاحساس ده شعور انساني، لاي حد. المهم يكون موجود من الاساس...
مصعب قلبه حزين على حزنها اتنهد: هو انا مضايقك او بتطفل عليكي، يا مدام عطر.!؟
عطر بنفي وسرعة: لا لا خالص يا استاذ مصعب، وبخجل بالعكس يعني. ححضرتك انسان زوق جدااا.

مصعب اتنهد وغمض عنيه من شدة اعحابه بيها: اااااه يا عطر ماكنتيش قادرة تظهري في حياتي بدري شوية قبل ما انا اتجوز، وانتي تتجوزي، اااااه لو كنتي مراتي قسما بربي ماكنت خليتك تقعدي قعدتك دي. ولا نزلت دمعة منك، العيون دي ربنا خلقها علشان تضحك مش تبكي...
مصعب بحنان: هو بصراحة انتي اللي انسانة كلك زوق ورقة.
عطر خجلت وسكتت وبدأت تتوتر.

مصعب انتبه لهيامه ونظراته ليها وبحرج: احمم. تعرفي. آدم بيحبك جدااا. اوقات كتير لو صاحي بيدخل البلكونة هنا ويفضل ينده عليكي. سبحان الله كلامه مكسر. وعايز مترجم علشان نفهمه، بس الوحيدة اللي بينطق اسمك بوضوح، وبضيق حتى اسم امه بنت فتحية.
عطر كانت مبتسمة من كلامه وبعدين مافهمتش اخر جملة: نعم. ممين!؟

مصعب انتبه: . هاه، لا لا قصدي حتى امه وجدته فتحية. اسمهم تقيل عليه، وبهمس، وعليا انا كمان ان جيتي للحق، هما اتقل من الهم على القلب.
عطر شايفاه بيتكلم ومش سامعة كويس: ههههههه، انا سمعت لحد اسمهم تقيل على ادم بعد كدة بقي مش عارفة انت قولت ايه...
مصعب ابتسم بإعجاب من رقة ضحكتها وفضل باصص ليها، وعطر اخدت بالها وانكسفت.

عطر بحرج: احممم، على فكرة اانا كمان بحب ادم جداااا. وهو ومازن ابني متفقين جداااا، مع ان مازن إلى حد ما منطوي ومش بيحب يتكلم ولا يلعب مع حد. بس برغم ان آدم اصغر منه بس بيحبه اوي وبيفرح خالص لما اخده عندي يلعب معاه...
مصعب: هو كان عندك النهاردة مش كدة،!؟
عطر ابتسمت: ايوة قعد مع مازن ولعبنا سوا وضحكنا واكلنا كمان ولما نام رجعته لمدام ايمان، هي قالتلك!؟

مصعب اتنهد وابتسم بسخرية وبينه وبين نفسه: تقولي ايه وهي نايمة حتى ماسألتش جوزها اللي اتأخر راح فين ولا هيرجع امتي، بس الواد نايم نضيف واضح انه مستحمي وشبعان كمان...
عطر عقدت حاجبها: استاذ مصعب. في حاجة!؟
مصعب ابتسم بحزن: لا لا مافيش. ااصل آدم نايم مستغرق كدة وهادي، وهو مش بينام بهدوء بالشكل ده غير من وقت ما انتي سكنتي هنا، واضح انك بتحبي الاطفال.

عطر ابتسمت بحنان: وهو فيه حد وخصوصا لو ست. مش بتحب الاطفال، دول نعمة من ربنا، ربنا يخليلك آدم. ولد جميل، وضحكت، ههههه. بس بصراحة عايزة اشتكيلك منه. اصله شقي وبيعاكسني.
مصعب اتنهد وسند على الصور: بيفهم بصراحة، يعني الواد بيطمني على مستقبله كدة...
عطر ابتسمت: يا سلام. انت بتشجعه بقي يبقي ولد شقي...
مصعب هز راسه بتأكيد: بصراحة هو لازم يعاكسك، يعني حد يشوف الرقة دي ويفضل ساكت...

عطر بخجل هي كل يوم بتحس انه معجب بيها وهي كمان. وده بيأنبها دايما. : احممم. ططب اانا بقي عن اذنك.
مصعب اتضايق من نفسه واندفاعه: ااانا اسف، والله انا بس بهزر...
عطر بهدوء: ولا يهمك، ماحصلش حاجة، تصبح على خير.
مصعب لو بإيده ما يسبهاش تغيب عنه وتفضل جنبه لطلوع الشمس.
مصعب: وانتي من اهل الخير، احلام سعيدة...
عطر ابتسمت وبهمس: اكيد لو حلمت بيك، غير كدة هيبقي كابوس.

دخلت عطر ومصعب فضل قاعد يفكر ومحتار من القدر اللي حطها في طريقه...
مصعب: ياربي طب ليه هي!، ليه يوم ما قلبي يدق كدة. تبقي عطر، طب ليه. في الوقت ده، ليه وهي متجوزة، ياربي الرحمة من عندك بقي الرحمة...
عطر دخلت ولقت رامز جوزها قافل على نفسه في اوضته، خبطت عليه...
عطر: رامز، رامز افتح. رامز
رامز قاعد وبيكلم واحدة على الكاميرا، و بتأففف: ايييه بس مش عايز صداع...

عطر فهمت هو بيعمل ايه. وبقلة حيلة: انا هدخل انام مع مازن عايز حاجة!؟
رامز بضيق: يوووه لا مش عايز روحي نامي بقي.
عطر بدموع: انام! ياريته سهل النوم كدة، ماينام الا خالي البال، ربنا يسامحك، طب هو انا مش اولي منهم، ياريتك مرة ختني في حضنك بحنية ياريتك، بس هقول ايه، ربنا شايف وعالم بكل اللي بشوفه على ايدك...

دخلت عطر تحاول تنام مع مازن ابنها بس. للأسف مش عارفة تنام، قامت وعملت نسكافيه ودخلت البلكونة تاني. بس استغربت لما لقت مصعب لسة قاعد، وهو انتبه ليها.
مصعب عقد حاحبه: انتي لسة صاحية!
عطر بنفس التساؤل: انت ليه لسة صاحي مانمتش ليه!؟
مصعب بحزن: ماينام الا خالي البال يا مدام عطر.
عطر قلبها دق، دي لسة قايلة الكلمة دي من شوية، للدرجة دي، هما احساسهم واحد! معقول...
مصعب ابتسم: انتي ليه رجعتي هنا.

عطر اتنهدت: حاولت انام ماعرفتش. عملت حاجة اشربها وجيت هنا، دي عادتي من زمان بحب دايما اقعد في البلكونة...
وابتسمت برقة وخصوصا بالليل، الناس نايمة. وهدوء والسما صافية والنجوم بتضوي، اجمل منظر ممكن تشوفه في يومك كله.
مصعب بإعجاب: تعرفي اني زيك بجد، طول عمري من وانا شاب وانا بحب قعدة البلكونة، حتى المذاكرة كنت بذاكر فيها...

عطر: ههههههههههه. انا كمان كنت كدة، كان بابا الله يرحمه يقولي عمرك ما هتفلحي من قعدة البلكونة دي.
مصعب: ههههههههههه. الله يرحمه. بس قوليلي بقي بتشربي ايه!؟
عطر: نسكافيه. بتحبه!؟
مصعب: طبعاااا بحبه جدااا. بس فاشل في عميله، بيطلع مش زي ما بشربه في المكتب او في اي كافيه.
عطر قربت الفنجان بتاعها: طب دوق كدة وقولي رئيك...

مصعب ابتسم ومد ايده واخده منها وشرب وبإستمتاع: اممممم. يجنن بجد، انتي واضح انك شاطرة، مظبوط من كله، قوليلي بقي بتعمليه ازاي.!؟
عطر بمشاكسة: لا معلش ده سر المهنة، اشرب وبس.
مصعب رفع حاجبه: كدة، اممم طب مادام كدة بقي هشربه كله، انا مصدع ولسة مخلص شاي ومش قادر اعمل غيره بصراحة.
عطر: ههههههههههه. يا سيدي بألف هنا، قولي بتحب القهوة!؟

مصعب: قهوة. وهو فيه حد مش بيحبها، ده انا بعشقها. بس هي كمان مش بعرف اظبطها بشربها في المكتب قبل ما ارجع...
عطر: اااه علشان مدام ايمان نايمة كمان.
مصعب بسخرية: ولو صاحية، ايمان مالهاش فيها هي كمان مش بتظبطها...
عطر بحرج: احممم، طيب لو تحب اعملك قهوة.
مصعب ابتسم: ده يبقي طمع بقي، كفاية اخدت النسكافيه بتاعك...
عطر: لا طبعااا. انت تؤمر، حالا هعملك قهوة...

دخلت عطر ومصعب اتنهد براحة، ااااه يا قلبي اللي بيرفرف ده، زي ما تكون حاست بيا، وانها وحشتني ونفسي تقعد جنبي للصبح، طب اعمل ايه، اقتل رامز ده وارملها واتجوزها ولا اعمل ايه، ااااه بس هي تقولي اخلعه وانا اقسم بالله اخلعه خلعة ضرس مسوس واحرق قلبه...

عطر بتعمل القهوة وهي مبسوطة. بس فجأة لامت نفسها بقوة، : ايه اللي بتعمليه ده،! انتي ازاي ماشية ورا قلبك واحساسك كدة،!؟ ازاي تسمحليه يتكلم معاكي. وتسمحي لنفسك انك تتجاوبي معاه بالشكل ده!؟ ازاي، انتي من امتي كدة،! عمرك ما اتكلمتي مع حد، ولا قربتي من حد، انتي كدة فرقتي ايه عن رامز، هتخوني يا عطر! معقول!، لا لا خيانة ايه، انا عمري ما اعمل كدة، اانا كل الحكاية بس بجامله، كمان هو راجل محترم وزوق، أنا شوفتش منه اي حاجة وحشة.

واتنهدت بحيرة، يا تري اخرة اللي هما فيه ده ايه!؟ ويا تري لو فضلت بالشكل ده، وحبيته فعلا، هتتصرف ازاي!؟
بس غصب عنها ضعفت وقررت تسيب كل حاجة بوقتها وظروفها. واخدت القهوة. بس معاها كيك هي عملاه واخدته لمصعب. وهو شافها ابتسم.
مصعب: لا لا كل ده علشاني، دي خدمة ممتازة بصراحة، كيك كمان كدة كتييير اوي.
عطر: ههههههههههه. خالي بالك هتحاسب على كل ده...
مصعب ابتسم بحب وبص في عنيها: ده انا ادفع عمري كله، لو تقبلي.

عطر قلبها بيدق بقوة. اكنه بيحظرها، اكنه بيقولها ابتدا المشوار، ابتدا الطريق، ابتدا التغير.
مصعب بتوتر اخد قطعة من الكيك وعجبته جدااا: احممم. الله تسلم ايدك، فكرتني بكيك امي. بس ان جيتي للحق دي احلي كتييير.
عطر بخجل: ههههههههههه، ده شرف ليا اني اعمل حاجة زي. والدتك...

مصعب اخد القهوة كمان. واتنهد بسعادة: تعرفي انتي بجد حاجة تفرح، يعني يابخت جوزك بيكي، انتي قعدتك جميلة وكمان طباخة شاطرة، واالاهم. بتعملي قهوة تجنننن.
عطر بملامح كلها حسرة: جوزي،!؟ ببس يعني مش للدرجة دي، دي حاجة بسيطة...
مصعب: بسيطة!؟ انتي عارفة. القهوة دي مش اي حد بيظبطها، وانتي عاملة فنجان، يظبط الدماغ بجد، قوليلي بقي انتي بتحبي ايه تاني غير قرأة الروايات وكدة.

عطر اتنهدت: . انا بحب المزيكا اوي، وبحب القرأة وخصوصا الروايات، بس كمان، كمان...
مصعب ابتسم: ايه، كمان ايه...
عطر بحرج: بحب اكتب اشعار وخواطر.؟ بس ماحدش يعرف، حتى رامز
جوزي
مصعب بدهشة: بجد طب دي حاجة حلوة. وموهبة جميلة، ليه هو بقي رافض كدة...
عطر بحزن: يعني، لييه اسبابه
مصعب: بس انتي بتقولي مايعرفش، مش يمكن لو عرف او قرأ حاجة من كتاباتك، يغير رأيه.

عطر بيأس: لا. ااانا متأكدة ان عمره ما هيوافق، وبصراحة ااانا مش عارفة انا ازاي قولتلك حاجة زي دي...
مصعب اتنهد بحنان: يمكن علشان فينا حاجات شبه بعض. وتقريبا الشهور اللي فاتت دي قربتنا شوية...
عطر بحزن: يمكن.
مصعب: طب ايه رئيك تخليني اقرأ حاجة من خواطرك دي. ممكن، واوعدك هكون عادل ومنصف واقولك رئيي بصراحة.
عطر ابتسمت بخجل واتشجعت وجابت الاچندة بتاعتها وفتحتها على اخر حاجة كتبتها...

عطر بكسوف: بس. ببس وعد. ماحدش يعرف. ووكمان لو مش عجبك تقول.
مصعب ابتسم واخدها منها وقرأ
خاطرة ويكأنه حب
قل لي يا قلب. احقااا احببته.!
قل لي ولا تكذب، هل هو الحبيب المنتظر!
طمأن قلب ذاب من الالم، ذاب من الحرمان...
هدأ نبضاته، ارحم جنونة وارتجافه، ارحم قلب ذاق لوع الحرمان...

هل هو حب، اااااه يا قلب، ويحك، ويحك يا قلب، كأنه حب حقااا، نعم، نعم هناك ضربات. نبضات. لا لا هذه لم تكون فقط نبضات، هذه كانت طبول الحرب. نعم، طبول الحرب. حرب الحب...
ولكن هل يحق لي ولك ان نحب!؟
هل سيتركنا العالم الظالم.!؟ هل سيغفر لنا العالم الغادر. ذلة الحب!؟
بالطبع لا. لن يغفر، لن يفهم، لن يشعر بك احداا، لن يذوق احدااا مرارك ولوعتك، لن يشعر بك احد...

ولكن هذا الفارس النبيل هو الوحيد، الذي شعر بك، نعم. هذا الحبيب، هذا الحنون، لمس نبضك، وسمع همسك، اسكت، اخفض صوتك قليلاا، سيسمع اسمه يتردد بجنون هنا، سيشعر بإرتجافتك من شوقك لعناق ساحق، تغمره ويغمرك...
ااااه يا قلب حقااا ويأكنه حب
مصعب خلص قرأة وهو عيونه لمعت بدمعه وجع، اكنها قالت وكتبت على لسانه وبإحساسه، قلبه رق لنعومة كلماتها ومشاعرها، بصلها بحنان واعجاب وهي خجلانه ومتلهفة لرأيه...

مصعب: دي مش خاطرة. لا مستحيل. دي معزوفة موسيقية حالمة، بجد. ايه الاحساس ده، اكنك كتبتي احساسي وخيالي، انتي حقيقي موهوبة.
عطر دمعت: بجد، عجبتك. دي لسة كتبتها من النهاردة...
مصعب غمض عنيه: اااااه يا عطر انتي واضح ان كلك مواهب وكل يوم هكتشف فيكي موهبة جديدة...
عطر بخجل: متشكرة بجدد، ببس مش للدرجة دي...
مصعب قرب من الصور وابتسم: على فكرة انا من نفسي شيلت الالقاب، بعد كدة، انا مصعب بس. وانتي عطر ممكن.

عطر بخوف وقلق: لا. ببلاش من فضلك، كدة افضل خاليها بظروفها ممكن...
مصعب حاسس بخوفها وقلقها: ممكن اللي يعجبك، المهم تكوني مرتاحة، ممكن بقي اقرأ حاجة كمان.
عطر: ههههههههههه. انت طماع على فكرة، بس هخليك تقرأ اقلب الصفحة كدة...
فضلت عطر ومصعب يتكلموا ويتناقشوا ويضحكوا. والوقت يجري لحد ماوهما الاتنين ماحسوش بالوقت، والشمس بدأت تطلع...

عطر بإندهاش: يااااااه، دي الشمس طلعت، احنا معقول نسينا نفسنا كل الوقت ده...
مصعب بحزن ان الوقت جري: للأسف. الوقت معاكي بيجري بسرعة، حقيقي مش هكون ببالغ، ان اجمل وقت في يومي كله، لما بدخل واشوفك هنا في البلكونة، ونتكلم، بس بصراحة اجملهم النهاردة، كانت ليلة جميلة ماتتعوضتش...
عطر ابتسمت بخجل: عندك حق، الوقت لما بيكون جميل بيمر بسرعة، ياللا بقي ادخل نام شوية انت اكيد عندك شغل. وانا كمان هنام شوية.

مصعب ابتسم براحة: تؤتؤتؤ. انا هنام براحتي، ده انا متهيألي دي اجمل ليلة مرت عليها وهنام وانا في قمة سعادتي...
عطر بتوتر من الليلة المجنونة دي، واللي لو كانت فكرت بعقلها ولو لثانية، كانت مستحيل تعشها من البداية. ولا تقضيها بالشكل ده...
عطر: طيب عن اذنك بقي. سلاام...
مصعب بحنان: سلام...

كل واحد دخل ينام، وهو في قمة سعادته، كل واحد فيهم في نفس الوقت باصص للسما وبيفتكر كل كلمة للتاني، كل ضحكة، كل ابتسامة، كل همسة، كل حاجة مرت في الليلة دي، وفي النهاية من التعب والمتعة، كل واحد غمض عنيه وكأنه بيحضن التاني في حضنه وناموا الاتنين...

ومرت شهور، وشهور، ومصعب وعطر كل ليلة تقريبا بتكون دي قعدتهم، وضحكهم. اللي من القلب، بقي اليوم بيمر عليهم ببطئ رهييب وهما بيستنوا الليل يجي ويتقابلوا سوا في مكانهم المعتاد. البلكونة، بس لحد دلوقتي ماحدش فيهم قادر ولا عارف يعترف للتاني ولا يبوح باللي في قلبه، للوضع المميت المؤلم اللي هما فيه...

السنة الدراسية بدأت و چويرية انتظمت في الجامعة وبدأت سنة اولي طب، وحذيفة كالعادة زي ماكان بيوصلها للمدرسة. بيوصلها للجامعة...
وفي يوم رجعوا سوا من الجامعة هما الاتنين ودخلوا البيت، بس اتفاجأوا من وجود اعمام چوري. واللي هي نفسها ما تعرفهمش، بس حذيفة اول ما شافهم اتقبض، وقلبه قاله. ان اللي وراهم مستحيل يكون خير ابدااا.
الحاج بلال وفريدة كانوا قاعدين بقلق مع، فاروق اللي قاعد علي.

الكرسي بتاعه وخالد ابنه جنبه، و. عصام ومعاه أمجد ابنه.
حذيفة لا اردي اول ما شافهم وقف قصاد چوري يحجبها عنهم، اكنه بيخبيها منهم.
حذيفة بصدمة: انتم!؟ ايه اللي فكركم بينا بعد كل السنين دي!؟
فاروق بندم بص على چوري اللي مع انها بالنقاب. بس مايخفاش انها كبرت وبقت عروسة فعلا، كمان جمال عنيها صعب يتداري...
فاروق ابتسم: ااانتي، ااانتي چويرية. مممش كدة.

چويرية برغم انها من سنييين طويلة مابتلمسش حذيفة ابدااا. بس في اللحظة دي خافت ماتعرفش ليه ومسكت في قميصة بقوة واستخبت فيه وبخوف: مين دول يا ابيه!؟
حذيفة هو كمان قلقه عليها ومن جمعتهم بعد السنين دي. نسته كل شئ. وضم ايديها بقوة وبحنان يطمنها. وبهمس: اهدي حبيبتي، اهدي ماتخفيش، دول اعمام والدتك الله يرحمها...
فاروق بندم: تعالي يا بنتي تعالي. سلمي عليا، دده انا زي جدك تعالي...

حذيفة بقلق عليها قربها منه وهو جنبها: سلمي عليه يا چوري...
چوري قربت بترقب وسلمت على فاروق اللي شدها وحضنها بقوة وبكي. وهي مش فاهمة ولا عارفة فيه ايه...
امجد. كان تايه لما شاف چوري وبص في عنيها، وبهمس: بابا هي دي چوريرية.!؟
عصام بضيق: ايوة اكيد هي. مش سامع المحروس الشيخ بيقولها يا چوري، تبقي هي.
أمجد عنيه على چوري بإعجاب: بس باين عليها حلوة اوي، دي عليها جوز عيون يا لهههوي ياما...

عصام غمزه: هنياله يا ابن المحظوظة، شكلك هتقع واقف، مال وجمال.
أمجد. بولع: اوفففف. لما هي كدة ومتغطية اومال لو من غير نقاب كان بقي حالي ايه...
عصام ابتسم بسماجة: طب وعمه عصام ايه مافيش سلام ولا كلام...
چوري بصت لحذيفة بتسأله وتستأذنه، هز راسه بضيق واذنلها: سلمي يا چوري. ده عصام عم والدتك برضوا، زي الحاج فاروق.
چوري سلمت على عصام، وأمجد جنبه عنيه بتاكلها بجوع، ومد ايده يسلم عليها.

أمجد: انا امجد. ابن عم امك بردوا. يعني ابن عمك كمان.
چوري بعنف: اسفة مش بسلم على رجالة، ورجعت وقفت جنب
حذيفة ابتسم براحة من تصرفها وبصلها بإعجاب: اقعدي يا چوري.
قعدت چوري جنب حذيفة وهو بدأ يسأل ويفهم ايه سبب الزيارة.
حذيفة بجدية: طبعااا يا جماعة انتم ضيوفنا وتشرفوا في اي وقت، بس عذرااا يعني اكيد الزيارة دي ليها سبب.

عصام ببرود: لا مش اكيد، بنتنا ولقينا اننا قصرنا في حقها سنين، وقولنا نرجع صلة الرحم من تاني، ايه الغريب في كدة.
حذيفة مش مرتاح ومتأكد انه بيكدب. : اممممم. تمام نورتونا، بس استأذنكم چوري لازم ترتاح، هي لسة راجعة من الكلية ومحتاجة تنام.
فاروق ابتسم: ماشاء الله انتي دخلتي الكلية. دي السنين بتجري، انتي في كلية ايه يا بنتي.

چوري بقلب مقبوض مش مرتاح من كل الوشوش اللي شافتها دي: . اانا في كلية طب، اول سنة دي.
فاروق: ربنا يقويكي. دي طب دي صعبة اوي، بس انتي باين عليكي شاطرة وهتبقي دكتورة كبيرة.
أمجد. بضيق من حذيفة: بس ليه طب ووجع قلب. دول 7 سنين وتكليف وامتياز، وحاجة مش جايبة همها، ولا حد غصبك عليها.

چوري فهمت انه يقصد حذيفة وبشراسة: لا طبعااا انا هنا ارتبيت على الحنية عمر ماحد غصبني على شئ، والدراسة بالاخص، انا اللي امنيتي من. انا صغيرة ابقي دكتورة.
خالد بعصبية: واضح انك وارثة ابوكي وامك ولسانك متبري منك، براحة هو بيسألك بس.
چوري بغضب: وانت مالك بأبويا وامي انت، علشان تغلط فيهم...

خالد بغضب: انتي يا بت انتي مالك مستقوية ليه، ما تتعدلي ولا والله اربيكي كويس. واضح ان الشيخ دلعك زيادة وماعرفش يربيكي...
حذيفة بغضب مسكه من هدومه: عارف كلمة زيادة في حقها وهنسي انك ضيفي هنا وربي اربيك انا. انت فاهم.

چوري بعصبية: انت مين اصلا علشان تتكلم ولا انتم كلكم مين. انا ما اعرفكوش ولا عايزة اعرفكم. كنتم فين انتم من عشرين سنة. انا لا اعرفكم ولا عايزة اعرفكم، ايا كانت الاسباب اللي تخليكم ترموني كدة، مش عايزة اعرفها، بس انتم مالكوش عندي اي حق، واللي هيفكر يغلط في ابيه انا اللي مش هسكتله، ده كل اهلي، ده ابويا وامي واخواتي، ده كل دنيتي، واللي هيقول في حقه كلمة انا اللي هغلط فيه مش هو.

كلهم مصدومين من ردها ودفاعها الشرس عن حذيفة، وهو نفسه مش مصدق انها تتكلم كدة وتقف قصادهم بالشكل ده...
عصام لسة هيتكلم هو وخالد بس فاروق سكتهم ومنعهم.

فاروق: خلاص ماحدش يتكلم، هي عندها حق، بس يا بنتي الظروف ماكنتش سهلة. وان كنا غلطنا فكل الناس بتغلط، وعموما احنا جينا نشوفك ونعرفك وتعرفينا، واللي حصل ده بس علشان في سوء تفاهم بسبب اننا بعاد، بس ان شاء الله من هنا ورايح. هنعرفك وتعرفينا. ونزورك وتزورينا، لازم تعرفي اهلك وعيلتك...
يالا يا خالد، ياللا يا عصام هات ابنك وخالينا نمشي.

كلهم خارجين ونظراتهم لحذيفة كلها غل وكره، ولچوري كمان، بس أمجد قرب منها وهو نازل وبهمس
امجد: لينا روقة يا حلوة، اوعدك اخليكي تنسي الشيخ واللي خلفوا الشيخ...
چوري بسخرية: ده بعدك، بالسلامة شرفت.
خرجوا كلهم. وچوري متعصبة.
چوري: ممكن بقي اعرف الناس دي مين، وازاي اهلي وموجودين ورميني كدة، اانا لازم اعرف وافهم كفاية بقي سنين وانا ما اعرفش حاجة.
فريدة بتردد: احكيلها يا حذيفة. هي لازم تعرف وتفهم.

الحاج بلال بقلق: لازم چوري تعرف كل حاجة يا حذيفة. هي مابقتش صغيرة، كمان بعد الزيارة دي لازم تفهم وتعرف. انا قلبي مش متطمن.
حذيفة بخوف وقلق قعد بتعب: اقعدي يا چوري. وانا ههحكيلك كل حاجة.
قعدت چوري وسمعت من حذيفة كل شئ. ومع كل كلمة كانت دموعها تزيد، وحزنها على ابوها وامها يقطع فيها، وكرهها للعيلة دي يقوي ونفورها منهم يزيد، خلص حذيفة وچوري بتتقطع من الحزن والدموع.

چوري: يعني قتلوا ابويا وامي. بمنتهي البرود ورموني سنين طويلة وحرموني حق امي، والنهاردة جاين بمنتهي البجاحة يظهروا ويتحكموا، الناس دي ايه، ايه، مش بني ادمين. اكيد مش بني ادمين.
حذيفة بحزن: چوري اوعي تخافي انا حميتك منهم زمان. والنهاردة هفضل جنبك مش هسيبك ابدااا.
چوري بضعف: اوعي تسبني ليهم، انا مش متطمنة ابدااا ليهم، ابيه انا من غيركم اموووت...

حذيفة غمض عنيه بغضب وجنون، الوقت ده كانت لازم تكون في حضنه، لازم تحس بالامان والحنان، لازم تعرف هي فين وفي قلب مين...
فريدة بحزن: قومي يا نور عيني غيري هدومك. وانا هجهز الاكل كلنا هناكل سوا. انتي مش جعانة!؟
چوري بحزن: لا مش جعانة، كلوا انتم.
حذيفة قرب منها بحنان وقعد قريب منها وابتسم: ولو ابيه مش هياكل كالعادة من غير چوري، هتسبيه جعان!؟

چوري بصتله بحب وابتسمت من بين دموعها: مستحيل اسيبك جعان، خلاص هاكل معاكم.
حذيفة ابتسم وبمزاح: طب ما تزيحي النقاب ده شوية اشوف الضحكة الحلوة دي
چوري بجنون: ههههههههههه، المشكلة ان انت عارف اني مجنونة وممكن ارفعه. صح.
حذيفة: ههههههههههه. ايوة صح. لا خلاص كنت بهزر بس. انتي ما بتصدقي ولا ايه.
چوري: ههههههههه. اه اهو حتى اكل براحتي.

حذيفة: كمان براحتك، يا ظالمة ده انتي بالنقاب وبتقعدي تخلصي الاكل كله. من غيره ايه بقي، هتكلينا معاكي...
چوري: ههههههههههه. يا ابيه انا شقيانة دي كلية طب، طب. افهموها بقي.
حذيفة: ههههههههههه. طيب خلاص والله فهمنا، يللا يا ست البنات غيري هدومك وانا كمان وتعالي افتحي نفسنا كلنا...
چوري بحب: على فكرة، انت اللي بتفتح نفسنا كلنا، ربنا يخليك لينا يا اجمل ابيه...

حذيفة اتنهد بخوف: ويخليكي لينا وتفضلي منورة بيتك يا احلي چوري. ياللا بقي بطلي دلع.
چوري دخلت تغير هدومها، وفريدة وبلال مش مرتاحين.
فريدة: ربنا يستر. قلبي متوغوش.
بلال: ومين سمعك يا حاجة، ربنا يبعدهم عنها وعننا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close