رواية الماسة المكسورة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ليلة عادل
الفصل الثاني عشر
[بعنوان: كشف المستور ]
_ منزل مصطفى
_ مصطفى بجمود وهو ينظر لها من أعلى لأسفل :
مش بردو كانو بيقولولك كدة ! ماسة هانم الراوي !!
توقفت ماسة باتساع عينيها و حاولت استيعاب ما يقول ...
كمل مصطفى حديثه بنوع من الاستخفاف والحدة ...
مصطفى باستهزاء:
ــ أنا عارف إن الصدمة أكبر من إنك تتحمليها، طبعاً مكنتيش محضرة نفسك لليوم ده ! وإني أعرف حقيقتك يا ماسة سليم الراوي، إيه مش عارفة تردي ! ولا بتدوري على كدبة جديدة ! تضحكي بيها على الناس اللي وثقوا فيكي وفتحولك قلوبهم وبيتهم؟؟؟؟
كانت ماسة مصدومة من أثر المفاجأة وأخذت عينيها تتحرك يميناً ويسارا بإرتباك وتوتر شديد لا تعرف ماذا تقول؟ وهل ما تسمعه حقيقة أم خيال؟!
أكمل مصطفى حديثه علي نفس ذات الوتيرة قائلا:
ـ هنفضل مذهولين كتير ؟ يلا معندناش وقت يا ماسة هانم ..
وفجأة تحولت نبرة صوته وملامحه لحدة وقوة وصاح بها بغضب يخفي ملامح وجهه و بصوت عالي رجولي جهور قائلا:
ــ ماتردي هنفضل مستنينك كتير.
انتفضت ماسة بقوة على نبرة صوته ثم التفت بجسدها وهو يهتز بشدة من الرعب وأسنانها تصتك ببعضها من التوتر من قوة الصدمة .....
أخذت تهز رأسها بايجاب وعينيها تهبط منها الدموع بصمت ...
ثم رفعت عينيها له بانكسار وقالت بوجع وضعف ونبرة مبحوحة ...
ماسة بتأكيد:
ــ أيوة، أنا ماسة الراوي ، مرات المليونير سليم الراوي يا مصطفى.
كان الجميع قد اقترب منهما وتوقفو خلف مصطفى بمسافة معقولة ، وهم ينظرون لها بضيق وعتاب خصوصا إيهاب ...
عندما استمع مصطفى لردها أطلق ضحكة خفيفة تحمل داخلها الحزن والخذلان والانكسار والصدمة ثم قال ..
مصطفى:
ــ يااااه و أخيراً قولتي حاجة واحدة من غير كدب.
تقدمت ماسة كم خطوة منه بدموع وهي تحاول الدفاع عن نفسها، بنبرة مبحوحة.
ماسة بتوضيح:
ــ كنت مضطرة أعمل كدة لأني خوفت عليكم.
مصطفى باتساع عينه رد باستخفاف ممزوج بإستغراب:
ــ خايفة علينا !!! خايفة من إيه؟
ماسة بتفسير:
ــ من سليم، أصلكم متعرفهوش ! انا خبيت عشان أحميكم منه والله لأني بحبكم.
حاول مصطفى السيطرة على غضبه..فشعر أنها مازالت تحاول أن تكذب عليه كذبة جديدة لتبرئ نفسها ..
أغمض عينيه وجز على أسنانه وهو يحاول كتم غضبه، اقترب منها أكثر وهو يتحدث من بين أسنانه أشار بإصبعه قائلا.
مصطفى:
ــ مافيش أي حاجة تبررلك كدبك عليا أكتر من مرة، برغم إني سألتك كتير، لكن أنتي كنتي مصرة و بتتفنني بالكدب طول ٣ شهور إللي فاتو..
تقدم لها أكثر حتى توقف أمامها مباشرة وهو يركز النظر في ملامحها بخذلان، دقق النظر داخل عينيها بعتاب وحزن وبعينين تغشاها الدموع
مصطفى بخذلان:
ــ أنا وقفت قصادهم كلهم عشان يقبلو بيكي، و اتحديتهم و راهنت إنك صادقة وإنك يستحيل تكذبي عليا، قربتك مني ودخلتك بيتي وقعدتك مع أمي وأخواتي وبقيتي جزء منهم، خليتك واحدة مننا، بس طلعتي كدابة وكدابة كبيرة كمان وللأسف خسرت الرهان وخذلتيني، وطلع كلامهم صح، يا خسارة يا حوور قصدي يا ماسة هانم.
ماسة بدموع ووجع من حديثه:
ــ مصطفى ممكن تديني فرصة أشرحلك، و الله الموضوع مش زي ما أنت فاهم.
بقلمي ليلة عادل ( ⚈̥̥̥̥̥́⌢⚈̥̥̥̥̥̀ )
نظر لها مصطفى بعدم تصديق وبنبرة مكتومة وباختناق ..
مصطفى:
ــ تشرحي إيه ؟ كل حاجة انكشفت خلاص، ونزلت الستارة، كفاية بقي، إيه لسة مستكفتيش؟ وعايزة تكملي في الدراما بتاعتك؟
تابعت نبيلة الحديث وهي تنظر لها بعتاب ممزوج بألم ...
نبيلة بخذلان:
ــ ليه عملتي كدة يابنتي؟؟ إحنا قصرنا معاكي في حاجة ؟
نظرت لها ماسة بدموع وانكسار وبنبرة مكتومة وهي تهز رأسها بنفي وقالت:
ــ لا.
عائشة:
ــ طب قولي ليه عملتي كدة ؟
نظرت لهم بصمت رهيب مليء بالوجع وعينيها تهبط منها الدموع ...
بقلمي ليلة عادل ( ⚈̥̥̥̥̥́⌢⚈̥̥̥̥̥̀ )
فهي لا تعرف ماذا تقول ! فكل شيء تحطم أمامها في لحظة، فلم يكن في حسبانها للحظة أنها ستقع في مثل هذا الموقف ...
لم تعد تجد من الكلمات ما تدافع به عن نفسها أو تبرر موقفها ...
فكل ماكانت تفعله هو البكاء بصمت، وتتمنى لو حدثت معجزة وهذا المشهد لم يحدث أو ينتهى مسرعاً ..
كان شعور الألم والخذلان الذي سببته لهم و خاصة مصطفى ينهش بها ...
كسر هذا الصمت إيهاب قائلا بتهكم واتهام وبنبرة رجولية حادة بها استخفاف:
ــ طبعاً مش قادرة تتكلمي بعد ماكشفناكي على حقيقتك !! هتقولي إيه؟؟ أكيد كدبة جديدة، مسلسل جديد هو أنتي بتغلبي.
نظر لها مصطفى داخل عينيها بصوت حاول جعله هادئا:
ــ كدبتي ليه ؟؟؟
رفعت ماسة عينيها له بحزن وتلعثم خفيف، حاولت التوضيح لكن بنبرة مبحوحة:
ــ أنا مكدبتش !! أنا بس غيرت شوية من الحقيقة، غيرت اسم جوزي من سليم الراوي لاسماعيل .. اسماعيل ظابط فعلاً بس..
أكملت بغل وكره وهي تتحدث من بين اسنانها:
ــ بس كلب من كلاب سليم، كنت كل ماهرب يرجعني تاني ليه ، و..
قاطعها مصطفى وهو يصيح بها بضجر فهو لم يعد قادرا على استماع أكاذيبها أكثر:
ــ أنا مش عايز أعرف إيه الصح وإيه الغلط !! لأني متأكد إن كل حاجة هتقوليها كذبة جديدة، مبقتش أصدقك، كل اللي عايز أفهمه كدبتي ليه ؟؟ وبلاش كذبة خوفت عليكم دي، ماتردي.
نظرت ماسة له وصاحت في وجهه بغضب بدفاع واصرار:
ــ قولتلك خوفت عليكم، وهي دي الحقيقة، أنا خوفت عليكم من سليم ومعنديش أي إجابة تانية عشان أقولها، لأن وقتها هتكون فعلاً كذبة جديدة يا دكتور .
حاولت امتصاص غضبها وزفرت بضيق وبدأت تتحدث بهدوء وتوضيح ..
ماسة بهدوء و رجاء:
ــ والله أنا خوفت أتكلم حماية ليكم، صدقني يا مصطفى وصدقوني كلكم، سليم لو عرف إنكم كنتم تعرفو إني مراته وساعدتوني هيئذيكم، أنتم متعرفوش مين هو سليم الراوي !
كل اللي جة في دماغي وقت ما مصطفى عرض عليا أقعد معاكم إني أحميكم منه ...
اليوم اللي مصطفى لقاني فيه عند ماهر، ماخفتش أنه يفضحنى قد ماخوفت من إصراره أنه يساعدني حسيت أنى هأذي بني آدم نضيف قدم ليا كل الدعم والمساعدة وهو ميعرفنيش ..
وبالتالي مايستهلش إني أسمح أنه يتمس أو يحصل له حاجة من بطش سليم ..
بس للأسف طلعت مستنينى ! مكنتش محضرة حكاية أو كذبة، هي جت بالصدفة، لما فضلت تسألني وأحنا في الكافيه مين جوزك؟ عينيا وقتها وقعت على الظابط إللي كان قاعد جنبنا، وقتها افتكرت اسماعيل وقررت أقول إن اللي هربت منه، جوزي اسماعيل الظابط مش سليم المليونير ..
الموضوع كله إني غيرت الإسم بس.
عائشة بعدم فهم سألتها:
ــ وليه عملتي كدة ؟ وماله سليم !! بيخوف في إيه يعني للدرجة دي؟
رفعت ماسة عينيها لها بتوضيح:
ــ كنت عايزة لو سليم لقاني هنا، ووقتها عرفتو الحقيقة، هو ده يكون رد فعلكم وقتها قصاد سليم ..
لأن وقتها رد فعلكم هيبقى حقيقي وطبيعي قصاده وساعتها هيصدق، إنما لو كنتو من الأساس تعرفوا الحقيقة ومثلته الصدمة والمفاجأة قصاده !! وقتها هيكتشف الحقيقة إنكم مشتركين معايا ..
لأنه أذكى مما تتخيلو، وساعتها !
وجهت عينيها بتركيز في ملامح مصطفى:
ــ هيكون هلاكك يا دكتور أنت وأهلك ..
حاولو تصدقوني تزييفي للحقيقة والله العظيم كان حماية ليكم، والله العظيم هي دي الحقيقة وهو ده السبب إني كذبت، سليم وحش في هيئة إنسان.
نبيلة بتساؤل ممزوج باستغراب:
ــ يعني هو إللي كان ضربك يوم ما مصطفى قابلك بقميص النوم ؟
ماسة بتأكيد:
ــ أيوة هو، كل اللي حكيته عن إسماعيل كان المقصود بيه سليم، هو بس تبديل الأسماء مش أكتر، إنما الباقي كله والله حقيقي يمكن كمان الحقيقة أرعب.
نظر لها محمد باتهام وعدم تصديق باستهزاء:
ــ كدبتك المرة دي مكنتش في مستوى كذبك القديم، لأن سليم اللي بتتكلمي عليه ده إنسان محترم جداً وخلوق جداً.
أكمل مصطفى حديث محمد وقال بتأييد:
ــ وبيحبك جداً، ويستحيل أصدق إن الإنسان الرقيق إللي شفته وكلمته وتعاملت معه يبقى بالبشاعة اللي أنتي بتوصفيها بيه دي.
نظرت لهم ماسة وهي تحاول الاستيعاب:
ــ سليم طيب ومحترم !!!! لحظة .. أنتم تعرفو سليم ؟؟؟
محمد بجمود:
ــ مش شغلك.
ماسة بتوتر و حدة بنبرة عالية:
ــ لا شغلي يا محمد لازم أعرف أنتم تعرفوه منين ؟؟؟
لكن لم يجيبها أحد أخذو ينظرون لها بجمود وضيق ..بصمت
اقتربت من مصطفى أكثر وهي تحاول أن تفهم كيف له أن يعرف سليم، وضعت يدها على معصمه وهي تنظر له بتوتر تسأله ؟
ماسة برجاء وقلق:
ــ تعرفه منين يا مصطفى أرجوك، أرجوك رد عليا.
نظر بعينه لها من أعلى لأسفل وسحب يده وابتعد عنها وأعطاها ظهره بصمت..
لكنها لم تيأس التفتت له وتوقفت أمامه بتحايل و دموع.
ماسة بقلق وخوف و بتوسل:
،ـ أنت مش هينفع تسكت قولي بس عرفته منين و إزاي ؟؟
أجابتها نبيلة وقالت:
ــ هو ده اللي جبلهم المستشفى الكبيرة إللي شغالين فيها.
ماسة وهى تضيق عينيها كأنها تحاول تذكر الإسم وهي تتك على بعض الحروف:
ــ مستشفى الشمس بتاعت دكتور جلال؟
نظر لها مصطفى بإبتسامة ساخرة بضيق وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ مظبوط، أديكي عرفت وأدينا عرفنا حقيقتك ؟
لكن لم تستمع ماسة لحديثه الأخير .. فحين استمعت انهم يعملون مع سليم.. تملك الرعب منها وأخذت تقول ..
ماسة برعب و توتر وتلعثم:
ــ يا نهار أسود، ينهار أسود، أنا أنا أنا لازم أمشي من هنا, و أوعى تقول له إنكم كنتم تعرفوني !! وأوعو تكونو عملتو أي حاجة تخليه يشك إنكم تعرفوني،( نظرت لمصطفى ) لو خايف على أهلك أوعى يشك للحظة إنك كنت تعرفني، وأنا هاختفي من حياتكم، أسفة والله أسفة، وسامحوني.
حاولت التحرك لكن توقفت حين استمعت لكلام مصطفى وهو يقول بسخرية وضيق ..
مصطفى:
ــ المفروض أصدق كدبك ده !!! ورعبك وتمثيلك صح؟؟ ( ضحك بسخرية ) كان زمان .. تصدقي يا حور أقصد يا ماسة ! أنتي متستهليش واحد زيه، لأنه مجنون بيكي، وأنتي كدة بتألفي قصص عليه، وبتطلعي عليه سمعة مش كويسة !! و الله أعلم عملتي إيه خلاكي تهربي؟؟
وهو ينظر لها باشمئزاز أضاف:
ــ كلكم زي بعض كدابين، تبانو إنكم ملايكة بس في الحقيقة أنتم كدابين وشياطين وغشاشين متستهلوش الحب.
استفزت ماسة من حديث مصطفى عن سليم ! وفجأة ضحكت ضحكة عالية بسخرية على حديثه وقالت وهى تهز رأسها بنعم وتقترب منه بخطوات بطيئة:
ــ أيوة أيوة أنا عارفة الماسك ده !! وحفظاه صم، ليك حق تقول كدة وأكتر، والله عذراك، أنا كمان انغشيت فيه مش كام شهر !؟! سنـــين... أجمل سنين عمري..
أكملت ضحكتها ..وفجأة تحولت ملامحها 180 درجة. لحزن وقهر تدريجياً بعينين تسكنها الدموع وقالت...
ماسة بإبتسامة حزينة:
ــ رجعتني حوالى ٢ او ٣ سنين، لما روحت أشتكي لأمي وأبويا منه، عملو كدة زيك و أكتر لدرجة إن أمي ضربتني، وأبويا أخدني ليه تاني. بقوا يقولولي هما وأخواتي، بقى سليم بيه الشاب الجميل الكيوت المحترم اللي بيعشقك ولو طال يجبلك نجمة من السما مش هيتاخر ، يضرب مراته ويحبسها !!!! أنتي بتكدبي أو يمكن انتي اللى عملتي حاجة الله أعلم..
ضحكت بقهر (ثم تنهدت وقالت:
ــ أنا مستحيل أنكر إن سليم بيحبني أوي، حب غريب ومافيش حد هايحبني زيه، أمي نفسها محبتنيش زى ماهو حبني، و فعلاً إللي بتمناه بلاقيه في لحظة .. بس !!!
اقتربت من مصطفى أكثر وأكثر حتى توقفت أمامه مباشرة وهي تنظر داخل عينيه وقالت:
ــ بس زي ما ندى بتحبك، حب عظيم والكل شايف حبها، وقد إيه هي إنسانة محترمة وجميلة ومتربية و لو لفيت مش هتلاقي حد يحبك ويعمل اللي بتعملو معاك ! ، حتى طنط إللي اتحايلت عليك عشان ترجعها، بس أنت قولت لا !!!! وصممت على لا ...
لأن حبها مؤذي ليك، حبها مش مريح ودمرك، فهربت عشان تلحق نفسك ..
أنا كمان حب سليم مؤذي ليا، دمرني، أنا معرفش أنت ومحمد عرفتو سليم أزاي ! ومنين ؟
بس اللي قدرت أفهمه كويس، أنه وراكم وشه الطيب المحترم، وراكم ماسك المصيدة ! إللي بيصطاد بيها فريسته، و أول متوقع !! وقتها يقفل عليها قفصه الدهبي، ووقتها هتشوفو كل الماسكات الحقيقية لسليم الراوي...
ونصيحة ورا الماسك ده، بركان خامد وأوعى تأمن لهدوئه في يوم.
نظر لها مصطفى بصمت لثواني، فايبدو أنه يشعر بصدق في حديثها ولو قليل.
لكن قاطع إيهاب ذلك قائلا بتهكم وضجر:
ــ مطلوب مننا إننا نصدق ؟؟؟
رفعت ماسة عينيها نحوه وهزت رأسها بنفي بنبرة مبحوحة قالت:
ــ لا، المطلوب منكم إنكم تاخدو بالكم من نفسكم، وإن سليم مايشكش إنكم تعرفوني، وأتمنى تسامحوني، (تنهدت بشجن) على فكرة أنتم أجمل ناس قابلتهم في حياتي ومستحيل أنساكم أنا بحبكم أوي
هبطت دموعها ... مسحتها:
ــ عن إذنكم .
كادت أن تتحرك لكن أوقفها مصطفى قائلاً:
ــ أنا عايز أفهم أنتي مين بالضبط ؟ عايز أعرف حكايتك وإيه ماسكات سليم دي !!
إيهاب بشدة:
ــ تفهم إيه؟ وتعرف إيه ؟ أنت لسه هتديها فرصة !!!
نبيلة بتأييد بتفهم:
ــ مش فرصة يا إيهاب، بس أنا كمان عايزة أعرف الحكاية.
محمد بشدة:
ــ وتضمنو منين أنها هتقول الحقيقة !!!
مصطفى وعينيه معلقة عليها بنوع من التهديد لكن بهدوء قائلا:
ــ عشان هي معندهاش تقول إلا الحقيقة، ولا نكلم سليم ونفهم منه هو الحقيقة !!!
ماسة وهى تنظر في وجهه بتركيز بنصف إبتسامة حزينة بوجع قالت:
ــ مش محتاج تخوفني، أنا أصلا عايزة أقول الحقيقة وأرتاح.
نظر لها مصطفى بعينه لكي تدخل للداخل، هزت رأسها بايجاب و تحركت ...
وبدأ الجميع بتحرك أيضا حتى الصالون .... جلسوا. .
بقلمي ليلة عادل (◔‿◔)
مصطفى بجمود:
ــ اتفضلي سمعينك.
سحبت ماسة حجابها بالنقاب من على شعرها و وضعته جنبها .. أخذت نفسها وهي تعود بظهرها للخلف على ظهر الأريكة ..
ماسة بنبرة بيها نوع من القهر:
ــ الحكاية بدأت من ١٠ سنين ... لا من أبعد بكتير ، حكاية قد عمري ٢٥ سنة ...
أنا اسمى ماسة مجاهد المسيري، بنت فلاح على قد حالة و أمي بتشتغل خدامة في قصر منصور باشا، من قرية فقيرة اسمها سيدي سالم تابعة لمركز في محافظة كفر الشيخ...
كنت عايشة أنا و أمي وأبويا وأخواتي في بيت صغير من الطين أوضة وصالة ..
برغم الفقر والجوع مش هنكر إني كنت عايشة حياة لحد ما كويسة، بابا وماما كانو بيحاولو يملوا النقص إللي عايشين فيه ..
ضحكت بأسى و وجهت نظراتها لنبيلة وقالت بوجع:
ــ فاكرة مرة كنت قاعدة في الشقة طلعتيلي ومعاكي دفاية وبطنية وقولتيلى الجو برد النهاردة خودي دول يدفوكي !! فاكرة رديت قولتلك إيه ؟
هزت نبيلة رأسها بنعم
أكملت ماسة وقالت:
ــ قولتلك بالنسبة ليا مش برد عارفة ليه ؟
اغرورقت عيناها بالدموع وأكملت
لأني أنا واخواتي كنا متعودين على البرد، كنا بنام جنب بعض وعلينا بطانية خفيفة وبنلذق في بعض عشان ندفي بعض بأجسامنا وهي بيتترعش من البرد، لأن البطانية مكنتش بتدفينا، ده غير الخرم اللي في السقف اللي كان بينقط مياه ببطيء نقطة نقطة .. بصوت مزعج يجبلك خلل نفسي، برغم إن مر سنين، وعشت فى عز، عشر سنين، وكنت بنام على ريش نعام بس فاكرة ماضي وعمري مانسيته ..
أول ما كملت خمس سنين أبويا بدأ ياخدنى معه أنا وعمار الأرض عشان نلم الفاكهة والقطن يعني أخدلي شوية فكة ناكل بيهم ..
طبعاً مكنش ينفع أتعلم وادخل المدرسة زي أخواتي، وبعد سنتين دخلت قصر الباشا كان عندي ٧ سنين بالظبط ...
أنا لسة فاكرة شكلي وأنا داخلة القصر وعمالة أبص بذهول على النجفة الكبيرة والكراسي المدهبة والحاجات اللي عمري ماشفتها ...
وبدأت أشتغل أمسح السلالم، ألم الغسيل، أنضف السفرة أفضل حاجات تنفع للي في سني .. منصور
كان عنده بنتين لارا ولورين ،لارا كانت طيبة وحنينة عليا .. أما لورين كانت متكبرة وقاسية أوووووي ... (بقهر ودموع) أوي
_____بقلمي ليلة عادل ______
_ فلاش بــــــاك..... ( منتصف التسعينات )
_ محافظة كفر الشيخ
_ مزرعة منصور
القصر / غرفة نوم لورين الثالثة عصرا
_ نشاهد غرفة مزينة بالألعاب والعرائس المختلفة فهي غرفة يتمناها كل طفل ...
_ ثم نشاهد ماسة وهي طفلة صغيرة في منتهى الجمال ومعها والدتها سعدية وهي تقوم بتوضيب الفراش ...
وماسة تقوم بوضع الملابس المتسخة في السلة ..
ثم وقعت بين يديها عروسة بلاستيك ارتسمت على وجهها ابتسامة طفولية بريئة وأخذت تلعب بها.
انتبهت لها سعدية وقالت بتنبيه:
ــ ماسة حطي العروسة مكانها.
ماسة ببراءة ورجاء:
ــ سبيني ألعب بيها ياما والنبي وهسبها مكانها على طول لحد متخلصي.
تبسمت سعدية لها وقالت بحنان ممزوج بتنبيه: طيب أوعي تبوظيها؟
ماسة بسعادة كبيرة:
ــ حاضر متخفيش.
وأخذت تلعب بيها بسعادة كأي طفلة محرومة من أبسط حقوقها ..
وفجأة دخلت كارولين ومعها لورين التي تكبر ماسة بثلاث أعوام وأيضا ليست على قدر كافي من الجمال ..
فور دخولهما ألقت ماسة بالعروسة من بين يديها برعب على الأرض انتبهت لها لورين.
لورين بتعالي:
ــ أنتي بتلعبي بعروستي يا كل*به أنا هخلى بابي يضربك بالكرباج أنتي و سعدية.
كارولين بلكنة تركية:
ــ لولو عيب.
لورين:
ــ مش شايفة بتعمل إيه بتلعب في لعبي.
سعدية بخوف واعتذر:
ــ أنا أسفة يا هانم بس هي طفلة.
كارولين بلطف:
ــ متعتذريش مافيش أي حاجة.
تقدمت بخطوات لماسة وهبطت على قدميها بلطف وأمسكت العروسة.
كارولين:
ــ:عجباكي العروسة ؟؟
ماسة بطفولة هزت رأسها بنعم.
كارولين:
ــ يلا هي بقت بتعتك؟
ماسة بذهول:
ــ بجد.
كارولين بابتسامة تأكيد:
ــ أيوة.
سعدية:
ــ شكراً يا ست هانم كتر خيرك.
توقفت كارولين وقالت:
ــ لو خلصتي أدخلي أوضه لارا. خلصيها وهتلاقي شنطة فيها شوية لبس صغروا على البنات.
سعدية:
ــ شكرا يا ست هانم ربنا يكرمك يارب ويخليهملك يلا يا ماسة.
خرجت ماسة مع سعدية وهي سعيدة وتضم العروسة بين أحضانها ... أخذت تنظر لها لورين بكره وحقد.
لورين بضيق:
ــ أدتيها عروستي ليه؟
كارولين:
ــ هجبلك غيرها بعدين مش أنا قولتلك بطلى تتكلمي اللهجة دي، إيه أخلي بابا يضربك بالكروباج !!
لورين بحقد:
ــ عشان تتعلم الأدب و تبطل تلعب في حاجات غيرها.
نظرت لها كارولين دون تحدث.
**************************
بقلمي ليلة عادل (◔‿◔)
((بــاااك))
نعود لماسة وهي مازالت تروي لهم قصتها .
ماسة باختناق في نبرة صوتها تحمل في طياتها الكثير من الكره والمعاناة:
ــ لورين كانت بتكرهني أوي بتعاملني معاملة العبيد أنا وأخواتي، كانت لما كارولين تديني لبس من عندها قديم، كانت تقطعه أو ترش عليها منكير عشان معرفش ألبسه كانت حقودة غلوية، طالعة لأبوها،
هو كمان كان جشع وبخيل استغلالي متكبر مكنش بيدينا حقنا مقابل شغلي أنا وأخواتي في القصر أو الأرض ..
مشغلنا أنا وأخواتى بلقمتنا، ناكل ونشرب وبس ويدينا لبس عياله القديم ..و لبسه هو لإخواتي ولأبويا، ومقعدنا في أوضتين فى جنينة القصر،
الصراحة كانو نضاف وفيهم حمام ومية،
أصل نسيت أقولكم بتنا القديم هههه كان حمامنا مشترك مع الجيران ومافيش مية،
بابا كان بيمشى يجي كيلو على رجله عشان يجبلنا مية نضيفة ..كان نفسي نعيش حياة إنسانية مش حياة البهائم..
كارولين ست طيبة بس سلبية عمرها ما أخدت موقف مع بنتها لو شتمتني أو حتى مدت أيدها عليا، وعلى فكرة هي اللي سمتني ماسة لأنها شفتني بنت حلوة أوي وعينيا تشبه الماس،
إنما لارا طالعة لمامتها طيبة ومحترمة وبتدينى لبس حلو ونضيف مش مقطع ..وأحيانا جديد وكمان هي اللي علمتني الحروف وأكتب اسمي كنت بحبها أوي ..
ومرت السنين تحملت فيهم الشقى والتعب وقلة القيمة والضرب والحرمان والجوع .
وبعد ما بلغ سني حوالي ١٥ إلا كم شهر وكان يوم عيد ميلاد لارا..... في اليوم ده بالذات
مكنتش متخيلة إن حياتي هتتقلب بالشكل ده ..
( فلاش بـــااااك ..... (2004 )
بقلمي ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)
****************************
_ محافظة كفر الشيخ
_ مزرعة منصور
_ القصر
_ غرفة نوم لارا الثانية مساءً.
_ نشاهد غرفة مهندمة وكلاسيكية للغاية، مع الاستماع لأغنية فرنسية كلاسيك ...
وفجأة يفتح الباب كانت ماسة وهي بعمر خمس عشر عام، كانت ملامحها جميلة بشعر طويل بندقي كان جسدها لحد ما ليس لفتاة في عمر خمس عشر عاماً،
يعني ممكن أن نقول سبع عشر عاماً بنسبه لطولها و مفاتنها
دخلت وهي تحمل فستان طويل في منتهى الجمال يخبئها بسبب طوله وهي تقول بصوت عالي بلكنة فلاحي ..
ماسة:
ــ ست لارا... يا ست لارا، أني جبتلك الفستان أهو.
خرجت لارا فتاة فى بداية العشرينات من المرحاض وهى ترتدي برنص وتضع فوطة فوق رأسها وهي تقول.
لارا بانزعاج:
ــ إيه يا ماسة الهيصة إللي عملاها دي على الصبح .
ماسة بتعجب:
ــ صبح إيه يا ستي؟ ده أحنا داخلين ع العصر !!!!
نظرت لها لارا دون تحدث بملل...
أكملت ماسة وهي تضع الفستان ع الفراش:
ــ جبتلك الفستان أهوه.
رفعت ظهرها ونظرت لها وقالت بتوضيح:
ــ والراجل بتاع الحلويات جاب التورتة و الحلويات وأمي عملت الأكل، وأني واخواتى علقنا الزينة والبلونات، والراجل بتاع أستغفر الله العظيم جاب الحاجة ومٓشي.
لارا وهي تجلس وتضع الكريم على قدميها بضحك:
هههه استغفر الله العظيم !!! عارفة لو حد سمعك هيعمل فيكي إيه !!
ماسة ببراءة:
ــ ما الشيخ قالي في الكتاب إن الخمرا حرام ومن الكبائر.
تتبسم لارا بتنبيه:
ــ طب اسكتي شوية متقوليش الكلام ده قصاد حد، عشان محدش يضربك.
ماسة بطاعة:
ــ حاضر.
لارا بتساؤل:
ــأنتم كدة خلصتو كل حاجة ولا إيه .
ماسة:
ــ فاضل حاجات بسيطة .
لارا : تمام... استني يا ماسة.
نهضت لارا بابتسامة لطيفة، وقالت:
ــ:طب أنا عندي ليكي خبر حلو ..
نظرت لها ماسة بحماس ...
أكملت لارا:
ــ أخدتلك إذن من بابي إنك تحضري العيد ميلاد أنتي وسلوى.
نظرت لها ماسة بإتساع عينيها بذهول:
ــ أنتي بتتكلمي بجد يا ست لارا ولا بتضحكي عليا ؟
لارا تضحك بخفة:
ــ أيوه بجد ، وافق كمان انك تدخلي جوة ومتقفيش تتفرجي من بعيد.
نظرت لها ماسة بسعادة وحماس..
توجهت لارا لخزانة الملابس خاصتها وتناولت شنطتين والتفتت لماسة قائلة.
لارا:
ــ تعالي يا ماسة خدي دول.
توجهت ماسة نحوها وأخدت منها الشنط بإستغراب.
ماسة بتعجب:
ــ إيه دول يا ست لارا ؟
لارا:
ــ ده فستان اشتريته وطلع ضيق عليا.. هيبقى عليكي تحفة و دول هدية مني جبتهملك من أمريكا عشان افتكرت إنهم عجبوكي لما شفتيهم عندي مجموعة شامبو و برفان مع كريمات للشعر والجسم بريحة القرنفل كمان زى ما بتحبي، و دول شوية اكسسوارات إيه رأيك؟؟
ماسة بعدم تصديق باتساع عينيها:
ــ دة ليا آني ؟؟
لارا بمزاح تقلدها وهي تضحك:
ــ أمال ليا آني.
ماسه بحزن مبطن:
ــ متتنأوذيش عليا يا ست هانم .
لارا بابتسامة لطيفة:
،ــ طيب متزعليش، بس هما فعلاً ليكي
اشارت بايدها على الأرض وقالت:
ــ وكمان الهلز دي، خديها، يلا روحى خلصي اللي وراكي وحضري نفسك وسبيني بقى أحضر نفسى أنا كمان يا رغاية.
ماسة وهي تكاد تطير من السعادة:
ــ كل دول ليا آني ربنا يخليكي يا ست لارا ويسعدك زي ما فرحتيني.
أخذت ماسة تقبل يدها باحترام وهي تقول:
ــ الله يخليكي ويباركلك ويسعدك وأشوفك سفيرة قد الدنيا يارب يا لارا هانم.
لارا وهى تضحك:
ــ يلا روحي بطلي رغي.
ماسة بحماس:
ــ؛هوا.
أخذت ماسة الشنط والحذاء وخرجت والسعادة تغمرها بشدة...
كانت تنظر لارا لأثارها بفرحة لأنها كانت سبب في سعادتها.
********************************
_ غرفة ماسة بحديقة القصر
_ نشاهد حجرة كبيرة متقسمة بيها أريكة اسطنبولي ومقاعد بلاستيكية. طاولة بسيطة و مطبخ بسيط و فراشين.
_ تدخل ماسة من باب الغرفة وكادت السعادة تخرج من قلبها كانت تقف سلوى أمام البوتجاز. تحضر الطعام .
سلوى تتحدث وهي تعطيها ظهرها:
ــ إيه.. كل ده بتودي الفستان !!! تعالي حضري الوكل معايا، قبل ما أبوكي يچى من الأرض يطين عشتنا.
نظرت ماسة بسعادة كأنها لم تستمع لحديثها:
ــ اسكتى يا سلوى مش سيدي منصور بيه وافق نحضر حفلة العيد ميلاد.
التفتت سلوى بندهاش:
ــ متأكدة يا بت ولا تكنشي لورين عاملة فينا مقلب و ننضرب تاني.
ماسة بنفي:
ــ لا يا بت ، دي ستي لارا اللي قالتلي بنفسها،.بصي كمان أدتني إيه !
أخرجت فستان وحذاء والكريم والشامبو والبرفان من الأكياس ..
أخذتهم سلوى منها وهي تقلب فيهم وتشاهدهم بانبهار.
سلوى:
ــ الله يابت دول حلوين أوي، دولي لسة بالورقة بتعتهم كمان.
ماسة بسعادة وهي تهز رأسها بنعم:
ــ اااه آني فرحانة اوي يا بت ياسلوي إيه رأيك تلبسي أنتي كمان الفستان بتاع لارا اللي أدتهوني السنة اللى فاتت الأحمر ده.
سلوى بفرحة:
ــ آه حلو أوي.
وأثناء حديثهم دخلت سعدية وهي توجه حديثها لماسة .
سعدية بتعب:
ــ أنتي هنا ؟ روحي السرايا كملي مع البنات الأكل إني حيلى انهد.
سلوى:
ــ تعالي ياما شوفي لارا هانم أدت لماسة اية؟
اقتربت الأم منهما وأخذت تنظر للفستان بسعادة وانبهار.
سعدية:
ــ حلو الفستان ده و چديد كمان .
ماسة بسعادة:
ــ آه وكمان شوفي جبتلي إيه شامبو وكريمات وريحة القرنفل اللي بحبه وكمان طوق للشعر واكسسوارات للفستان.
سعدية بسعادة:
ــ والله كتر خيرها.. ربنا يبارك لها
بس أوعي يا بت تخلصيهم بسرعة.. بالراحة كدة مش كل ما تدخلي تستحمي تاخديهم.
سلوى بمزح:
ــ حق ياما دي بتستحمى مرتين في اليوم هتبوشي يا بت.
ماسة بتهكم:
ــ طبعاً ما ده لازم عشان أكون نضيفة بعد شغل المطبخ اللي بيخلى ريحتي كلها توم وبصل.
سعدية:
ــ طيب يا ختي... ما هي لارا اللي دلعتك وفتحت عينيك على الحاجات دي الله يسامحها؟
أكملت سلوي بحماس وسعادة:
ــ أماا ، مش هتصدقي الست لارا استأذنت منصور بيه و وافق نحضر عيد الميلاد.
رفعت سعدية عينيها بذهول:
ــ مين اللي قال ؟؟
ماسة بتفسير:
ــ الست لارا قالتلى انها أستأذنت منه وهو وافق.
سعدية بقلق:
ــ لا هسأله الأول، علشان ميحصلش زي المرة اللي فاتت، تعالي معايا يا بت وهاتي فستانك والجزمة معاكي وكل الحاجة دي...
نظرت لسلوى بعينها و قالت بأمر:
ــ وأنتي خلصي الوكل ابوكي زمانه چاي .
أمسكتهم ماسة وخرجت مع والدتها للخارج وعلى ملامح وجهها القلق .
*************************
_ القصر
_مكتب منصور الثانية ونصف عصراً
_ نشاهد سعدية تقف وهي تطرق على الباب.
تنتظر الإذن .. دخلت ثم دخلت ماسة خلفها ..
كان يجلس كل من منصور وكارولين على الأريكة .
منصور:
ــ خير يا سعدية ؟
سعدية باحترام وعينيها في الأرض:
ــكنت هسألك يا سيدى حضرتك وافقت إن بناتي ماسة وسلوى يحضرو العيد ميلاد ويدخلو جوه؟
منصور وهو يدخن السجائر بتكبر:
ــ آه بس مش عايزهم يتكلمو مع حد، فاهمة،
من بعيد لبعيد كدة ويلبسو حاجة نضيفة.
رفعت سعدية عينيها بتوضيح:
ــ الست لارا أدت لماسة الفستان والجزمة دول.. وريهم لسعادة البيه يابت.
أخرجت ماسة الفستان والحذاء وهي تطلعهم عليهم.
ماسة بتوتر:
ــ أهم يابيه.
منصور بعدم اكتراث:
ــ طيب طيب وبنتك التانية تلبس حلو.
وجه نظراته لماسة وقال بجدية ممزوجة بتحذير ...
منصور:
ــ وأهم حاجة أوعي أنتي وأختك تتكلمو مع حد تقفو ع جنب من بعيد و ما تقربوش من السفرة ! لما تخلص الحفلة أبقي خديلهم الباقي يا سعدية.
سعدية:
ــ كتر خيرك يا بيه ... تؤمر بحاجة.
منصور:
ــ لا روحي.
************************
_في الليل
_ الغرفة التى تسكن بها ماسة مع عائلتها الثامنة مساءً
_ نشاهد ماسة وهي ترتدي فستان باللون سموني في منتهي الشياكة عاري الأكمام وشعرها الطويل منسدل على ظهرها بانسيابية وهى نازل ب عوجان و لمعان ولا تضع أي مستحضرات تجميل ... لكن كانت ملكة جمال ..
لكن ننتبه أنها تمتلك جسد إلى حد ما أنثوي فاتن برغم صغر سنها كما قولنا في السابق !! لكن هذا الفستان ظهروا بوضوح.
عندما شاهدتها سعدية أخذت تنظر لها بفرحة وسعادة على جمال فلذة كبدها وهي تقول
سعدية:
ــ ما شاءلله قمر يابنتي الله يحرسك عقبال فستان فرحك.
ماسة:
ــ فين سلوى ؟
سعديه : سبقتك خدي بالك من أختك أوعي تكلمو حد تقفو فى الهول على جنب وبس بلاش تدخلي جوه أحسن.
نظرت لقدميها بتساؤل:
ــ.هتعرفي تمشى بالكعب ده ؟
ماسة بثقة:
ــ طبعاً أهو.
وأخذت تتحرك وهي تتمايل أمامها ..
سعدية:
ــ هي لارا الله يسامحها علمتك، يلا بس متتأخروش .
ماسة:
ــ حاضر ياما .
وبالفعل خرجت ماسة وتوجهت إلى الحفلة .
بقلمي ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)
_ القصر
_ كانت حفلة صاخبة..... أنوار ساطعة تزين المكان وموسيقى صاخبة
الكثير يرقص وهم يرتدون ملابس شبه عارية، والبعض يجلس وهو يتأمل ويتحدث مع احتساء الخمر ..
مع حركة الجرسونات بين الحاضرين لتقديم المشروبات ..
كانت تقف سلوى بجانب أحد الحوائط تشاهد مايحدث بابتسامة اقتربت منها ماسة وهي تقول .
ماسة:
ــ مش تستنيني.
سلوي:
ــ مقدرش أستنى، شايفة الناس دي عايشة أزاي؟
ماسة وهي تتنهد:
ــ آه شايفة.
سلوي بتمنى:
ــ نفسى أدخل بس خايفة.
ماسة بقلق:
ــ خلينا هنا أحسن.
وأخذتا تشاهدان الأجواء وهما تتمايلان على الأغاني وتقلدان الحاضرين برقصهم مع استماع لأصوات ضحكاتهم العالية بسعاده كبيرة .. بعد وقت.
اقتربت منهم لورين وهى تنظر بغل وغيرة من جمال ماسة.
لورين وهي تنظر لماسة بتعالى:
ــ أنتي روحي هتيلى عصير.
ماسة:
ــ حاضر.
توجهت ماسة الى المطبخ وجلبت لها العصير وأثناء عودتها ..
كادت أن تتعثر قدميها في ذيل الفستان وتقع ... أمسكها أحدهم من كتفها وهنا يظهر رشدى الراوي !!
وهو في بداية العشرينات من عمره بلحية خفيفة وبدلة أنيقة ..
رشدى بحدة:
ــ مش تاخدي بالك.
نظرت له ماسة بتوتر:
ــأسفة جداً في حاجة چت عليك؟
وهنا انتبه رشدى لماسة وهو ينظر لها من أعلى لأسفل باندهاش على جمالها المثير وقال:
ــ ماسة ؟!
رفعت ماسة عينيها له بانتباه وتوتر؟
تبسم رشدي نصف ابتسامة خفيفة وهو يقول بمعاكسة:
ــ ده أحنا احلوينا واتدورنا أوي أوي يا ست الحسن.
تبسمت ماسة بخجل دون تحدث .. وهو يرمقها بعينه بإعجاب شديد.
ماسة:
ــ عن إذنك يا رشدي بيه.
توقف رشدي أمامها لاعاقتها وهو ينظر لها برغبة قذرة وإثارة وهو يقول.
رشدي وهو يمسك أيدها:
ــ استني.
ماسة بتوتر:
ــ في حاجة يا رشدي بيه؟
رشدي بخبث:
ــ اممم، مش ناويا تقوليلي إيه الجمال ده.
لكن اقتربت لورين منهما وهي تنظر بغضب.
لورين بتهكم:
ــ أنتي يا زفته اتأخرتي ليه؟
ماسة باعتذار وقلق:
ـ آني آسفة يا ست لورين والله كنت هقع و رشدي بيه اا.
قاطعتها لورين بقلة ذوق وتكبر.:
ــبس بس أنتي هتحكيلى قصة حياتك، يلا أمشي غوري.
ماسة وهي تقدم لها الكوب:
ــ طب اتفضلي العصير.
أخذته منها لورين وهي تقول بتهكم:
ــ يلا أمشي بقى جتك القرف أوعي تدخلي جوة فاهمة.
رحلت ماسة وتوجهت إلي شقيقتها ..
توقفت لورين بجانب رشدى وهي تقلب شفتيها باستفزاز:
ــ إيه اللي موقفك مع الخدامة دي؟
رشدى وهو يحتسي الكاس وعينه معلقة على ماسة التي تبعد عنه بعض السنتميترات بإعجاب.
رشدي:
ــ قمر بنت الإيه ! خسارتها في الخدمة، عليها عيون تسحر قشطة، تخيلى ده اللي برة كدة أمال اللي جوة عامل إزاي؟
لورين بغيرة:
ــ اممممم.
رشدى بتمني وباشتهاء:
ــ بقولك إيه أنا نفسي أسوي بين الطبقات بين طبقة المخملية و طبقة العبيد.
لورين باستخفاف:
ــ دي بت قفل.
نظر لها رشدي بتعجب:
ــ هو أنا هحبها ؟
(وهو يتك على جملة) أنا بس هاساوي بين الطبقات أفهمي بقى.
غمز لها واحتسى باقي الكأس ووضعه على الطاولة ..
توجه الى ماسة وكان يبدو عليه أنه مخمور قليلا.
رشدي بأمر:
ــ تعالي يا ست الحسن اعمليلي قهوة.
سلوى:
ــ حاضر.
رشدي بجمود ووقاحة:
ــ بكلمها هي يا أم نمش وما تستعجليش دورك جاي.
ماسة بحترام:
ــ حاضر يا بيه.
وبالفعل توجهت معه نحو المطبخ وأثناء تحركهم أشار رشدي بعينه لأحد الحراس لكي يأتي خلفه ...
_ المطبخ
_ دخلت ماسة ودخل رشدي خلفها ..
وهنا يظهر أحد حراس رشدي يتوقف أمام المطبخ من الخارج لمنع دخول أي شخص . .
نشاهد ماسة تتوقف أمام البتوجاز وهي تقوم بعمل القهوة ..
كان يقف رشدي وهو ينظر لها بنظرات شهوانية وافتراس، أخذ يتفحص جسدها كأنه يعريها ...
كان يريدها كالأسد الجائع الذي يريد أن ينقض على فريسته ويفترسها ..
****************************
_ على الاتجاه الآخر ...
_نشاهد سليم يجلس على إحدى الطاولات وهو في منتصف العشرينات ويرتدي بدلة سموكي وبلحية خفيفة يبدو عليه الجاذبية والوسامة الملفتة ...
كان يجلس مع ياسين وصافيناز وهما يهتزان مع كلمات الأغاني الأجنبية الصاخبة.....
اقترب مكي منه وقرب وجهه من أذن سليم وقال له شيء !!
رفع سليم عينيه بتساؤل ؟
اقترب مكي منه مرة أخرى وقال شيء !!
تنهد سليم بضجر وتحرك مع مكي بحركات سريعة ...
نظر له ياسين بنظرة تعني .. في حاجة؟
رد عليه سليم بنظرة تعني .. مافيش حاجة.
و أثناء تحركه قال سليم بضجر:
ــ إيه اللي حصل بالظبط ؟
مكي بتفسير:
ــ كان واقف مع لورين بعدين كلم بنت كدة ودخل بيها المطبخ و وقف شاهين عشان يمنع أي حد يدخل .. وكانت نظراته مريبة .
سليم بنزعاج:
ــ مش هيكبر أبداً عايز يفضحنا، وأنت شد على شاهين ورجالة رشدي شوية، .. أنت تعرفها ؟؟
مكي:
ــ أول مرة أشوفها؟
****************************
_ على الإتجاه الآخر في المطبخ
_ كانت مازالت تتوقف ماسة وهي تقوم بتحضير القهوة.
ومازال يقف رشدي ينظر لها بتلك النظرات ..
انتهت ماسة من عمل القهوة وقامت بتقديمها له ..
ماسة وهى تمد يدها له باحترام:
ــ اتفضل يا رشدي بيه.
نظر لها من أعلى لأسفل وهو يحرك لسانه على شفته العلوية بشهوانية أكثر وهو يدقق النظر على مفاتنها
ومع انتهاء كلمتها توحشت نظراته وغامت عينه بسواد خطر ..
فمد ذراعيه وجذبها بخشونة كالذئب المغتصب بين أحضانه مما جعلها توقع القهوة على يدها لتحترق من سخونتها ..
وهو يحاول تقبيلها بوحشية مع صرخات ماسة برعب ..
وفي تلك اللحظة اقتحم سليم المطبخ وسحبه من ملابسه من الخلف ودفعه بقوة بعيداً عنها بغضب.
سليم بغضب وصوت رجولي جهور:
ــ إيه اللي أنت بتعمله ده !! أنت اتجننت.
رشدى بلا مبالاة واستخفاف وإبتسامة مستفزة:
ــ إيه يا عم أنا بساوي بين الطبقات الاجتماعية فيها حاجة دي !! .
نظر له سليم وهو مستفز بشدة منه ..
فهو لم يعد يستطيع تحمل بروده و وقاحته المفرطة أكثر ..
فقال بقوة و ببحة رجولية وقد برزت عروق رقبته بشدة.
سليم بصراخ:
ــ مكي خده من وشي.
اقترب مكي وحاول سحب رشدي باحترام من كتفه.
مكي:
ــ رشدي بيه اتفضل معايا.
رشدي بثمالة خفيفة وهو يضحك باستفزاز أكبر و بلا مبالاة:
ــأنا مش عارف هو زعلان كدة ليه !!
مكي وهو يتحرك به نحو الخارج:
ــ طب اتفضل معايا.
خرج رشدي مع مكي....
كل هذا وكانت تقف ماسة على جنب تبكي بصمت وخوف ..
اقترب منها سليم بنوع من الارتباك والخجل من تصرف رشدي معها.
فهو يظن أنها من المدعوين .. توقف أمامها هو ينظر لها باعتذار وأسف.
سليم باعتذار مصحوب بتبرير:
ــ أنا آسف جداً يا آنسة، هو بس كان شارب مش عارف هو بيعمل إيه؟
كانت ماسة تبكي بشدة وخوف فقط.
اقترب سليم منها أكثر بلطف وحنان وربت على كتفها ..
سليم باهتمام:
ــ أنتي كويسة !
هزت رأسها وهي تنظر أرضا بنعم بصمت.
نظر لها سليم برجاء هو يركز النظر في ملامحها التي غطتها الدموع والتي لم تتضح لسليم بسبب نظرها إلى الأسفل ..
سليم برجاء:
ــ ممكن اللي حصل متحكهوش لحد؟
هزت رأسها بصمت بنعم
سليم:
ــ أنتي اسمك إيه ؟
رفعت ماسة عينيها قليلا لأعلى التى أحمرت من البكاء بخوف بتلعثم وصوت مبحوح.
ماسة بحشرجة:
ــ أسمي ماسة.
سليم:
ــ ماسة !! ماسة إيه ؟ أنتي صديقة لارا ؟
ماسة وهى مازالت تنظر وهي تميل برأسها للأسفل بخوف وايدها تهتز بسبب الحرق. قالت بنبرة متحشرجة
ماسة:
ــ لا.
وهنا وقعت عين سليم على يدها التى احترقت من القهوة الساخنة وهي تهتز من الألم
اتسعت عينا سليم باهتمام:
ــ أنتي اتحرقتي ! تعالي تعالي.
سحبها بحنان الى حوض المطبخ ووضع يدها تحت المياه وأخذ يمرر يده ع يدها بلطف.
سليم بتطمين:
ــ ما تخافيش هتبقي كويسة.
رفعت ماسة رأسها وهنا ظهرت ملامحها الفاتنة البريئة بشكل واضح جداً أمام سليم، كان بكائها قد ذاد من جمالها جمالاً ..
رمقته ماسة بنظرة لطيفة وإبتسامة رقيقة...
ماسة بامتنان:
ــ شكراً يابيه
وفي تلك اللحظة تاه سليم في بحور عينيها وجمال وجهها الرقيق الذي جعله رغماً عنه يسحر بها و بنجذب لها كالمغناطيس !!! .
لكن أفاق على صوتها وهي تقول:
ــ يا بيه.
سليم بانتباه:
ــ اممم.
ماسة وهى تخرج يدها من اسفل الصنبور:
ـ شكراً.
سليم:
ــ على إيه بس، إحنا اللي لازم نعتذرلك على اللي عمله رشدي معاكي.
صمت قليلا واستوعب أنها قالت له بيه !!
سليم بتعجب هو يضيق عينيه قليلاً:
ــ أنتي قولتى بيه ؟
ماسة بتأكيد:
ــ أيوة
ضيق سليم حاجبيه بتساؤل ممزوج بتعجب:
ــ؛ليه هو أنتي مين وبنت مين ؟
ماسة بتلقائية:
ــ أنا ماسة بنت مجاهد و سعدية الخدامة.
سليم بتعجب:
ــ خدامة !!
وفجأة اقتحمت عليهما سلوى المطبخ وهى تقول .
سلوى بتلقائية:
ــ بت يا ماسة كل ده بتعملى القهوة لرشدى بيه ؟؟
انتبهت لتواجد سليم سلوى بخجل:
ــ آني آسفة.
سليم تحمحم:
ــ عموما ماسة زي ما اتفقنا أوكيه.
هزت رأسها بتأكيد ثم خرج سليم وخلفه الحراس ..
أخذت تنظر له ماسة بابتسامة حالمة ..
سلوى بتساؤل وعينها على آثاره:
ــ مين ده؟
ماسة:
ــ معرفش أكيد من البهاوات أصحاب ست لارا. طلب قهوة هو كمان وأنا بصبها وقعت على ايدى.
سلوى:
ــ أكيد أخدتي عين تعالي يابت هيطفو الشمع.
سحبتها وتوجهتا للخارج ..
توقفتا على جنب وهما تشاهدان الحلفة،
وكان الجميع توقف حول السفرة لإطفاء الشمع،
كانت ماسة تراقب سليم بابتسامة لطيف جذابة.
هو أيضا كان ينظر لها باستمرار مع تبادل الابتسامات الهادئة بينهما ...
وبعد الإنتهاء توقف ع طاولته التى كانت تقترب إلى حد ما من مكان وقوف ماسة وشقيقتها ...
كان ينظر لها وهو يقول في خاطره بذهول ؛
كيف لفتاة بهذا الجمال والرقة تعمل خادمة؟ وكيف ترتدي هذه الملابس؟
انتهبت لورين لتلك النظرات بضيق وغل فاقتربت من سليم وقطعت ذلك الصمت بتساؤل
لورين:
ــ عملتلك حاجة؟
كان سليم غير مركز معها
سليم متسائلا:
ــ هى مين دي؟
لورين وهي تقلب شفتيها بضيق:
ــ الخدامة.
سليم بتعجب:
ــ مين اللي خدامة !
لورين بغل:
ــ ماسة البت اللي عينك متشلتش من عليها حتى اخوك برضه عجبته.
لم يهتم سليم لحديثها وحاول أن يفهم أكثر عن ماسة تساؤل:
ــ إزاي لابسة كدة !
لورين بضيق ممزوج بستخفاف:
ــ لارا يا سيدى أدتها الفستان ده عشان تحضر بيه، ما أنت عارفها تبع حقوق الإنسان وإن كلنا واحد.
نظر سليم لها بانتباه:
ــ وأنتي إيه مزعلك في كدة ؟
لورين بغرور وتعالي:
ــ يعني خدامة !! المفروض مكانها في المطبخ مش هنا وسطنا.
سليم بتعجب من أمرها:
ــ بعد ماعشتي كل السنين دي فى أوروبا لسه تفكيرك عنصري كدة ! وبتبصى للناس بالمنظور ده؟
لورين بكبر وعملية:
ــ دي حقيقة مش هنهرب منها، ربنا خلقنا طبقات ولازم كل طبقة تبقى عارفة مكانتها كويس.
اقترب منهما أحد الجرسونات أخذا منه كاسات من الخمر وبدأا في احتسائها.
لورين بتساؤل؛
ــ أنت كدة رجعت ولا مسافر تاني؟
سليم:
ــ لسة ما أخدتش قرار، أنا ماسك كل البزنس بتاع الباشا بره مصر.
لورين:
ــ أنت سمعت إن الباشا بيحضرك عشان تاخد مكانه !
نظر لها سليم واحتسى باقي الكأس مرة واحدة فهو لا يريد التوقف معها أكثر فقال بتصنع
سليم:
ــ أنا هروح التوايلت عن إذنك
وضع الكأس على الطاولة وذهب.
مر من جانب ماسة وهو ينظر لها بابتسامة واسعة و هز رأسه ( بمعنى) .... سلام
تبادل مع ماسة النظرة وخرج وهي تراقب آثاره بابتسامة شاردة.
بقلمي ليلة عادل(◔‿◔)
_ قصر منصور
_غرفة نوم الضيوف الثانية عشرة صباحاً
نشاهد عزت الراوي يجلس وهو يرتدى ملابس منزلية.. وفايزة بجانبه ترتدي قميص نوم طويل وعليه روب ويتشاركان الأريكة، كانا في عمر أصغر قليلا ..
وكان يجلس على الطاولة الصغيرة التي أمامهما سليم وهو منزعج بشدة.
سليم بضجر:
ــ أنا زهقت منه، يعني لولا إني دخلت في الوقت المناسب كان عملنا فضيحة.
عزت:
ــ المهم إنك نبهت على البنت دي متتكلمش.
نظرت له فايزة بلا مبالاة:
ــأنا عارفة البنت دي ، دي بنت صغيرة، أنا هنبه عليها متتكلمش.
نظر لهم سليم بتعجب واستفزاز من أمرهم، فكل ما خطر ببالهم خشيتهم أن تتحدث الفتاة ولا يهتمون لما فعل رشدي !!!
جز ع أسنانه باختناق وقال:
ــ هو ده اللي هممكم إن ماسة متتكلمش ؟؟
فايزة بتعجب:
ــ ايه تاني ممكن يهمنا ؟
هز سليم رأسه باختناق واستفزاز ونهض وقال بنبرة هادئة لكن بتهديد:
ــ طب اسمعو أنتم الاتنين، لو موقفتوش رشدى عند حده !! أنا هوقفه بطريقتي ومحدش ليه علاقة بالبنت دي، أنا خلصت معاها، ياريت تربو ابنكم الأول بدل ما كل شوية يجبلكم مصيبة ،أنا مش هفضل طول عمري ألم وراه سامعين.
كاد أن يتحدث عزت باعتراض لكن سبقه سليم بنظرة قوية حادة تعكس قوة شخصيته وقال بنبرة هادئة لكن قوية حاسمة؟
سليم:
ــ سامعين !!!
وتوجه الى الباب وخرج في صمت
زفر عزت بغضب وهو ينظر لأثاره دون رضى:
ــ عجبك تربيتك !! جيبالي واحد فاشل وغبي، والتانى مختل.
فايزة بتعجب من أمره:
ــمادام هو مختل !! بتحضره ليه لكرسي العرش ؟
عزت بتبرير:
ــ لأنه الوحيد إللي يستاهل، و خلله ده، هو السبب أنه يقعد عليه.
فايزة بتوضيح:
ــ سليم مش مختل، سليم ذكي و واثق في نفسه بزيادة وقوي ، ولازم يفرض سيطرته !!
هو مش عايزنا نتدخل ونكلم البنت، عشان يبين لينا قد إيه مسيطر على كل حاجة، خلينا نراقب من بعيد، ولو هو معرفش يسيطر على البنت وقتها نتدخل.
عزت بحيرة:
ــ أنتي شايفة كدة !!
فايزة بثقة تعكس مدى قوتها
ــ طبعاً.. أما رشدي ؟ حسابه معايا أنا.
_ الغرفة التى يمكث بها سليم ومعه ياسين
الثانية عشر ونصف صباحاً.
_ دخل سليم الغرفة .. كان ياسين مستلقي على الفراش في سبات عميق ...
اقترب منه سليم وتبسم بحنان وقام بتعديل الغطاء له ..
أخرج متعلقاته من ملابسه كالبطاقة والهاتف وخلع ساعته وجاكيت بدلته وفتح أول أزرار قميصه ..
وتمدد بجانب ياسين وهو يضع يديه الاتنتين خلف رأسه وهو ينظر للسقف ...
أخذ يتذكر ماسة وملامحها التي يبدو أنه مازال متأثرا بها بشدة حتى الآن !!!
أخذ يتذكر عيونها الساحرة وتفاصيل وجهها الرقيق الذي يشع براءة وسماحة تبسم باعجاب وأغمض عينيه.
*****************************
_في اتجاه آخر عند ماسة
ــ غرفة ماسة وأسرتها.
نشاهد ماسة نائمة على فراش صغير وبجانبها شقيقتها سلوى التي كانت مستغرقة في النوم ...
كانت ماسة مستيقظة ونائمة على أحد جانبيها وهي تفكر وتتذكر سليم ودفاعه عنها ..
تبسمت بسعادة وقالت بصوت داخلى ياتري اسمك ايه ؟ وأنت مين ؟ تنهدت.
_ اليوم التالي
_ السفرة العاشرة صباحاً
_ نشاهد جميع أفراد عائلة منصور يجلسون على مقاعد السفرة .. وأيضا عائلة الراوي ..
إلا زوجة ياسين هبة ... وعماد زوج صافيناز ...
فهم كانوا لم يتزوجوا بعد ..
وكان على طاولة السفرة فطار شهي بالتحديد تركي ..
كما نشاهد الخدم الذين يبدو من مظهرهم أنهم أجانب.. وهم يضعون الشاى والمياه فى الفناجين والأكواب.. أثناء تحدث العائلتين مع بعضهما .
كارولين:
ــ عماد شاب هايل.
فايزة باعتراض:
ــ مستواه أقل مننا.
صافيناز بدفاع:
ــ مامي أنا بحبه.
منصور بعقلانية:
ــ سبيهاا تختار إللي هي عايزاه يا فايزة.
عزت:
ــ هو ده اللى بقوله مستقبله كويس، (فيصل) والده دخل في كام مشروع كبار وأخد منهم فلوس كتير .
فايزة بتقليل منه:
ــ بس مش ابن أصل زينا، ده برجوازي !!
كارولين بعقلانية:
ــ مش لازم يكون أبن باشا أو من أصول ملكية !! لازم تاخدي بالك يا فايزة أحنا آخر العائلات الملكية .
وأثناء ذلك اقتربت ماسة وهي ترتدي جلابية فلاحي وتربط طرحة على شعرها وتمسك بين يديها صينية بها فطير فلاحي.
انتبهت لها كارولين وقالت:
ــ ماسة قطعى الفطير وقدميه للضيوف الأول.
ماسة:
ــ متقطع وجاهز يا هانم هحطه أهو.
بدأت ماسة بوضعه فى الصحون ..
كان يراقبها سليم بعينه دون انتباه أحد ..
حتى اقتربت منه ووضعت الفطير فى صحنه...
واثناء ذلك رفع سليم طرف عينه لها بابتسامة خفيفة ..
انتبهت لتلك النظرة فاتوترت لكنها تمالكت نفسها بسرعة ..
أكملت ماتقوم بيه حتى وصلت إلى رشدي ..
كانت متوترة بشدة ونظرت له بضيق ..
فهي لا تريد ان تضع له لكنها لابد أن تفعل ذلك....
تنهدت ووضعته مسرعة عكس مافعلت مع الباقي ...
كان رشدي ينظر الى مفاتنها بشهوانية خفيفة ..
وكان سليم منتبه له بشدة ...
وعندما حاولت ماسة أن ترفع ظهرها قال لها رشدي .
رشدي ببرود فهو يفهم أنها تخاف منه:
ــ قطعيه قطع صغيرة؟
نظرت له ماسة بتوتر وابتلعت ريقها وهي تهز رأسها بايجاب.
ماسة بطاعة:
ــ حاضر يا بيه.
ياسين بتهكم:
ــ متقطعه لنفسك زينا.
رشدي ببرود:
ــ مزاجي كدة ! حد شريكي.
عزت وهو يتناول الطعام:
ــ ياسين سيبك من رشدى وكمل أكلك.
وبالفعل بدأت ماسة بالتقطيع له وهي تميل بجسدها
رفع رشدي عينه وأخذ يمرر عينيه مسرعاً إلى الجميع ليتأكد هل يوجد أحد منتبه له أم لا !!!
فورا انتبه سليم له صرف عينه عنهم مسرعاً بذكاء قبل أن يلاحظ رشدي أنه منتبه له ...
بعد أن اطمأن رشدي بعدم انتباه أحد له مال براسه للخلف قليلا، ونظر الى مفاتن أنوثتها باشتهاء ثم عدل جسده و اقترب الى أذن ماسة وهي تقطع له الفطير بتركيز وقال بغزل وقح.
رشدي بهمس:
ــ ست الحسن.
نظرت له ماسة بطرف عينيها بترقب !!!
أكمل رشدي وهو يمرر طرف لسانه على أسنانه وشفته العلوية بشهوانية:
ــ على فكرة الجلابية عليكى كرباك، هي كمان هتاكل منك حتة.
وفجأة مرر أطراف أصابع يده ع ظهرها بوقاحة ..
انتفضت ماسة واتسعت عينيها و رفعت جسدها مسرعة حتى وقعت السكينة من يدها بسبب توترها من صدمتها مما فعل
كل هذا وكان منتبة سليم جيداً لهم ..
تبسم رشدي بستخفاف:
ــ مش تاخدى بالك يا ست الحسن !!
نظرت له وهي تجز على أسنانها بضيق فهى تريد ان تتحدث وتفضحه ..
لكنها خائفة فمن الممكن أن لا يصدقها أحد ..
فهى ليست إلا خادمة فقيرة وهو أبن الباشا الكبير ..
فاختارت الصمت بقلة حيلة وضعف .
أكمل رشدي باستخفاف أكبر:
ــ عموما ولا يهمك يا ...(وهو يتك على اسمها) .. ماسة.
لورين بغضب وعجرفة:
ــ أنتي عامية ؟؟؟ مش تاخدى بالك ! بعدين فين أمك؟ إيه اللي مطلعك برة المطبخ؟
ماسه بتوتر وخوف:
ــ آني أسفة يا ست لولو، أمي تعبانة وخدت إجازة من الست الكبيرة.
لورين بعجرفه وتكبر:
ــ هشششش بطلي رغي.
وجهت نظرها لأحد الخدم الأجانب وقالت.
لورين بشدة:
ــ البنت دي ماتخرجش تاني تخدم برة فاهمين، مش ناقصين قرف، وأنتي يلا ادخلي جوة، أنتي لسة واقفة؟
جزت ماسة على أسنانها بغضب وهي تمسك دموعها من البكاء وتوجهت إلى المطبخ ..
رشدي بدفاع مزيف:
ــ بالراحة يا لورين البنت مغلطتش أنا زقتها غصب عني.
لورين بتعجب وهى ترفع أحد حاجبيها:
ــ من أمتى ؟
كارولين بدفاع:
ــ هو عنده حق تصرفك سيء جدا وأسلوبك مش مهذب.
منصور بعجرفة:
ــ كارلا ، لولو عندها حق من أمتى واحنا بنخرج الناس دي تخدم على السفرة !! هما للتنضيف والطبخ و بس، التقديم له ناسه.
فايزة بتأييد ممزوج بتعالي تتحدث بأرستقراطية بخنافة بطرف أنفها:
ــ مظبوط اللي زي البنت الفلاحة دي، مكانهم المطبخ، لأنهم مش واجهة.
تنهدت لارا وهي مستفزة من تكبرهم وعنتظتهم الفارغة وقالت بدفاع:
ــ:على فكرة ماسة بنت زى القمر، وامبارح أصحابي كانو هيتجننو عليها، افتكروها قريبتي، ولو قولت لكم مين أعجب بيها وكان بيفكر يخطبها مش هتصدقه !!! ممدوح النقراشي ! و لما قولتله إن دي مساعدة هنا وسنها صغير كان هيتجنن.
ياسين بتأييد:
ــ ماسة فعلاً حلوة جداً وكل ما بتكبر بتحلو أكتر تعرفي يا طنط لو لبستيها كويس وعلمتيها كم كلمة و طريقة التقديم، هتكون واجهة مشرفة جداً، دى أجمل من البنات دول .
لارا باعتراض:
ــ وحتى لو مش حلوة يا ياسين مينفعش نتعامل بالأسلوب ده، مع بني آدمين أقل مننا اجتماعيا أو جمالاً، لأن هما ما اختاروش ده، ربنا إللي خلاهم كدة، وكان ممكن يحطنا مكانهم.
رفعت صافيناز أحد حاجبيها باعتراض وهي تنظر لها بتكبر وتتحدث بارستقراطية و بخنافة بطرف أنفها بستخفاف قالت:
ــ وأنتي عايزانا نتعامل معهم أزاي؟ نجبهم نقعدهم معانا عشان تنبسطي !! لولو مغلطتش، هي قالت متخرجش برة تاني، إيه الغلط في كدة؟ كل واحد يعرف حدوده.
لارا باختناق وملل:
ــ أنتم بجد محتاجين تروحو متحف ، عشان العقلية دي انتهت من زمان.
فايزة:
ــ لارا لازم تعرفي قيمتك كويس.
لارا بعقلانية وتهكم خفيف:
ــ عرفاها كويس جداً ياطنط، ومش محتاجة أتكبر على الناس بفلوسي عشان أعرفها، لأن ده ضعف شخصية.
كادت أن ترد صافيناز عليها ..
لكن اكتفى سليم من هذا الحديث المستفز وقال بتهكم ممزوج باستهزاء:
ــ ما كفاية بقى وخلونا ناكل، هو مش من أساسيات الاتيكيت الأكل بصمت يا أل عثمان !!!
تبسم باستخفاف وبدأ بتناول الطعام .. تبادلت لارا أيضا معه تلك الابتسامة باختناق منهم ...
_ غرفة ماسة وعائلتها.
_ نشاهد ماسة تجلس على الفراش وهي تبكي بشدة مما فعلته معها لورين بعد دقائق دخل عليها مجاهد من باب الغرفة
نظر لها بتعجب واقترب منها حتى وقف جنبها.
مجاهد بتساؤل:
ــ مالك يابت بتعيطي ليه ؟
ماسة ببكاء:
ــ الست لولو شتمتني.
مجاهد:
ــ عملتي إيه ؟
ماسة:
ــ والله يا بويا ما عملت حاچة دي هي شتمتني عشان وقعت السكينة غصب عني.
مجاهد ربت على شعرها بحنان وبجبر خاطر: متزعليش روحي أغسلي وشك واطلعي على السرايا عشان محدش يشتمك تاني، عندهم ضيوف وطلباتهم مش هتخلص
ماسة بحزن:
ــ أحنا هنفضل نخدمهم لحد أمتى ؟؟
أنا تعبت من ساعة ماوعيت على الدنيا وأحنا شغالين عندهم.
مجاهد بقلة حيلة:
ــ هو في ناس كدة، تعيش وتموت وهي بتخدم غيرها، بكرة يجيلك عدلك وتمشي وترتاحي منهم.
ماسة ببراءة:
ــ هخدكم معايا مش هسبكم أبداً مع لولو ومنصور.
ضحك مجاهد عليها:
ــ ربنا يكرمك يا بنتى بالعريس اللي يريحك ويرحنا من الخدمة يلا روحي.
ماسة حاضر:
نهضت وتوجهت الى الخارج
(( وبعد وقت))
_ المطبخ
_ دخل سليم المطبخ لكي يتحدث مع ماسة لكن كان يوجد الكثير من الخدم... أخذ يبحث عنها بعينيه حتى وجدها ..
سليم بتصنع عدم معرفة اسمها:
ــ أنتي يـاااا
رفرفت ماسة برموشها:
ــ آني ؟
سليم بعملية:
ــ اعمليلي قهوة مظبوط وهاتيها على الجنينة.
ماسة:
ــ حاضر.
خرج سليم للخارج ونظرت ماسة للخادمة التى بجانبها.
ماسة:
ــ بت يا تقى آني مش هاخرج برة، نادي على چانيت ولا مارسيل تخرجها.
تقى تحاول تهون عليها:
ــ متزعليش يا ماسة أنا سمعت أنها مسافرة تاني.
ماسة بكراهية:
ــ تروح ماتيجي يا شيخة، جاتها القرف وهي عامله زى إمرأة العنكبوت كدة.
ثم توقفت لصنع القهوة.
*****************************
_ الحديقة
_ نشاهد سليم يجلس في الحديقة ..
بعد قليل تقترب منه إحدى الخادمات الأجانب وهي تحمل صنية بها فنجان قهوة ..
الخادمة بتركية:
ــ تفضل.
رفع سليم عينه لها بجمود:
ــ أنا مطلبتش منك أنتي ! رجعي القهوة وخلي البنت اللى طلبت منها هي اللي تيجي.
الخادمة:
ــ أمرك.
عادت الخادمة إلى المطبخ وهي تقول بالعربي المكسر.
الخادمة:
ــ ماسة إنه يريدك أنتي.
ماسة بتعجب:
ــ اشمعنا.
الخادمة:
ــ لا أعلم.
ماسة بقلق:
ــ يادى النيلة عليا، آني عارفة إن اليوم ده هون مش هيعدي على خير . طيب هاتي ياختي.
أخذتها منها وتوجهت إلى الحديقة حيث يوجد سليم ..
_ حديقة القصر
تقترب ماسة وتوقفت بجانبه وانحت لتقدمها له باحترام
ماسة:
ــ اتفضل قهوتك يا بيه.
التفت سليم بجسده بزاويتها باهتمام .. أخذها منها ووضعها على الطاولة التى أمامه نظر لها باهتمام.
سليم بجمود:
ــ مجبتهاش من الأول ليه ؟
رفعت ماسة ظهرها ونظرت له بتوضيح ممزوج بتوتر خفيف:
ــ ماحضرتك عارف إن الست لورين قالت مخرجش برة المطبخ.
سليم بأمر وتملك:
ــ لورين تقول اللي تقوله، مادام أنا قولت أنتي إللي تعمليها يبقى تعمليها مفهوم.
ماسة بتلقائية:
ــ ما آني اللي عملتها أهو، تؤمر بحاچة تانية ؟
نظر سليم لها من أعلى لأسفل وقال بجدية:
ــ أنا شفت إللي عمله معاكي رشدى، أنتي ازاي ماخدتيش رد فعل معه ؟؟
ماسة بعدم فهم:
ــ رد فعل !!!
سليم بتفسير:
ــ أيوة تقولي أنه حط أيده على ظهري وتزعقي.
ماسة بزهول:
ــ أشتمه يعني؟؟
ارتسمت ع وجنتي سليم ابتسامة خفيفة وهو يهز رأسه بإيجاب.
سليم:
ــ آه يعني.
ضربت ماسة على أعلى صدرها بإندهاش واتساع عينيها وهى تشير بأديها.
ماسة بخضة:
ــ عايزني أشتم رشدى بيه كدة عادي؟؟
سليم بتأكيد:
ــ مش هو اللي قل أدبه !!!
ماسة وهي تقلب شفتيها يمين ويسارا:
ــ ده كان سيدى منصور بيه علقني على الشچرة دى هي، وضربنى بالكرباك، بعدين آني بقى إيش دراني إن رشدى هيقول الحقيقة !!! ما ممكن يكذب، ما هو إللي بيشرب أستغفر الله العظيم ده، استنظر منه أيوتها حاچة، وبعدين مادام أنت حلو كدة ! وشفته مقولتش ليه ؟؟
ضحك سليم على برائتها وطريقة تحدثها، بخفة وقال مازحاً:
ــ أرد ع أنهي سؤال فيهم؟
ماسة بتلقائية:
ــ كلهم أنت هتختار ولا إيه !
ضحك سليم بخفة على طريقتها:
ــ لا مش هختار يا ماسة، عموماً منصور مايقدرش يعملك حاجة، لأني أكيد كنت هدافع عنك، أما رشدي فعلاً كان هيكدب، وأنا مقولتش، عشان مكنتش عايز أفضح أخويا قصاد منصور و لارا و لولو و كارلا، بس ده مايمنعش أنه غلط ولازم يتحاسب.
لم تهتم ماسة لكل حديثه لكنها ركزت في شيء واحد عندما قال أخويا.
وقالت بتساؤل وتعجب وهي تضع يدها أسفل ذقنها:
ــ رشدى ده هون أخوك !!
هز سليم يهز رأسه بنعم .
ماسة بتعجب:
ــ سبحان الله ، والله أهو حضرتك و ياسين بيه محترمين، إنما اخواتك الباقين بالأخص صافي و رشدي متأخذنيش يعني، عاملين زى لولو، إنما أنت وياسين بيه زي ست لارا مش متكبرين كدة.
سليم:
ــ شكلك بتحبي لارا أوي !
ماسة بابتسامة واسعة:
ــ ستي لارا عسل بتعاملني كويس مش زيهم.
نظرت له بتركيز وتدقيق أكبر وقالت بثقة بفطانة:
ــ يبقى أنت بقى. اللى كنت مسافر أديلك ياماا في امريكاااا تقريباً صح.
هز سليم رأسه وهو يمسك ضحكته بثبات
أكملت:
ــ ومكنتش بتحب تچي معاهم خالص .. اسمك إيه ؟؟؟ اني فاكرة قالوه كتير قصادي.
سليم مازحا بخفة؛
ــ تحبي أديكي اختيارات ؟؟
ماسة بثقة:
ــ لا إني هعرف لوحدى.
صمتت وهي تحاول تتذكر اسمه ثم قالت بثقة: ــ سلامة !!!
سليم باعتراض ممزوج بمزاح:
ــ بذمتك الوسامة دي كلها ينفع معها سلامة !!!
هزت رأسها بلا ثم قالت طب:
ــ سالم ؟
تبادلا النظرات بصمت وخفة وهما يضيقا عينيهما قليلا ..
بعد ثواني قالت بتلقائية وهي تنطق اسمه بالفصحى.
ماسة بثقة:
ــ أيوه صح عرفتك عرفتك أنت (سليم)
سليم هو يرفع حاجبيه ضحك برقة:
ــ سليم !! بتتفرجي ع أفلام باللغة العربية الفصحى كتير شكلك، بس عجبني نطق، سليم.
ماسة بحزن مصطنع:
ــ متتنأوزش عليا يا سيدي.
سليم بخفة:
ــ مش بتنأوز عليكي يا ماسة.
ضحك بلطف ثم قال بنوع من الجدية:
ــ عموما أنا عايز أطلب منك طلب أخير.
ماسة بذكاء ردت:
ــ اني ماقولتش لحد إن أخوك حط ايده عليا.
ابتسم سليم نصف ابتسامة لطيفة وقال برجاء:
ــ ياريت من فضلك، وأنا أوعدك إني هعرف ازاى أخدلك حقك منه على إللي عمله معاكي امبارح و النهاردة.
ماسة بخوف:
ــ لا والنبي بلاش.
سليم بتعجب:
ــ خايفة!
ماسة بتوتر:
ــ أيوة ممكن يعمل حاچة، بلاش ونبي يا بيه، بعدين رشدي بيه طول عمره كدة ايده طويلة.
سليم بشدة وتسأل:
ــ هو عملها قبل كدة ولا إيه؟
ماسة:
ــ لا أول مرة، بس على طول مع البت چانيت هو كل مابيچي هنا يالهوى يالهوي، بس هي موافقة. أجنبية بقى وأنت فاهم.
ضحك عليها بخفة ثم قال سليم بثقة
سليم يطمئنها:
ــ متخفيش مستحيل يعملك حاجة أنتي بقيتي في حمايتي، أنتي متعرفيش سليم.
ماسة ببراءة فهي لم تفهم مقصده الحقيقي من الجملة فقالت بتلقائية:
ــ أيوة اني منعرفكش، أني لسة شايفاك امبارح، بس عارفة إنك أبن ست فايزة قريبة سيدي منصور بيه.
سليم وهو يضحك على برائتها:
ــ أنتي رهيبة يا ماسة، عموما اتفقنا.
ماسة:
ــ اتفقنا، وأنت أوعدني إنك تلم اخوك شوية.
سليم:
ــ حاضر أوعدك.
ماسة:
ــ آني لازم أدخل عشان أحضر الغدا.
هز رأسه لها بابتسامة بإيجاب ..
التفتت لتتحرك ثم توقفت ونظرت له مرة أخرى
ماسة:
ــ سليم بيه !!
التفت سليم برأسه لها بانتباه:
ــ أفندم.
ماسة بابتسامة رائعة:
شكراً على اللي عملته معايا امبارح عن إذنك.
تحركت وأخذ ينظر سليم لآثارها بابتسامة رائعة و بإعجاب....
باااااك
نعود لماسة وهي مازالت تروي قصتها وكان الجميع منتبه لها بشدة ...
ماسة بابتسامة بها نوع من السخرية:
ــ طبعا أنتم دلوقتي شايفين سليم راجل شهم ومحترم وخلوق، أنقذ بنت بريئة من أيد الذئب البشري اللي كان هيهتك عرضها !!
وقد إيه كان لطيف معها وجنتل مان مظبوط ؟؟
أطلقت ضحكة عالية بسخرية هههههههههه .....
وفجأة تحول وجهها لهدوء وجمود وقالت ..
لااا أوعو تنخدعو أو تاخدو قرار !! إحنا لسه في بداية الحكاية ! فى أول مشهد من الحقيقة ..
تنهدت بوجع وعادت بظهرها للخلف:
ــ مستحيل أنكر إن في حاجات جوايا حسيت بيها من وقت ماشفته وتكلمت معاه، ضحكتى اللي مكنتش بتفارقني طول ما أنا شايفاه مكنتش فاهمة إن ده اللي بيسموه حب من أول نظرة !!
ويمكن من هنا بدأت قصتي مع سليم الراوي
باتري إيه قصة سليم وماسة وإيه اللى خلاها تهرب كدة وتكرهه كدة برغم أنه في غاية الذوق......
كل ده هنعرفه في الحلقات الجاية
رجاء يا أحلى فراولات محدش ينسى يضغط لايك استنوني في الحلقة الجاية