رواية عشق القمر الفصل الثاني عشر 12 بقلم رولا هاني
الفصل الثاني عشر من رواية:عشق القمر
بقلم/رولا هاني
ظلت "وعد" تلوك بالعلكة بغضبٍ شديد و غيظٍ اكبر ما أن احضر تلك الفتاه هنا لتقول بتهكم:هو ياخويا البت دي هتفضل نايمة كتير كدة دة انا حتي الشغل منزلتوش اصبح عشان خاطرها..
تنهد "فهد" بضيق و هو يحرص علي تحضير وجبة العشاء لها فقال و هو يأخذ الصينية متجهًا للغرفة التي هي بها:"وعد" بقولك اية احنا مش هنمثل علي بعض لو عايزة تنزلي شغلك انزلي عادي..
رفعت "وعد" حاجبها بأستنكار ثم قالت و هي تتابع دخوله لتلك الغرفة التي بها "نسمة":انزل الشغل!؟..و اسيبك لوحدك معاها!؟
لم تجد رد من الأساس لأنه اختفي بتلك الغرفة فركضت معه للداخل و هي تتمتم بخفوت:انا هخش مش هسيبه لوحده..
__________________________________________
كان يهز قدميه بقلق شديد و هو يرتشف عدة رشفات من فنجان قهوته ليهمس برعب:كدة مش هتعدي علي خير..كدة هو فعلًا شاكك فيا اعمل اية بس اعمل اية!؟
تذكر الحوار الحاد الذي دار بينه و بين "سيف"..
Flash Back
ظل "مراد" منتظره ما يقارب الأربعة ساعات حتي وجد تلك الفتاه تقول له:"مراد" بيه اتفضل "سيف" بيه مستني حضرتك..
دلف للمكتب و هو يمعن النظر به "سيف" شخص صعب تحديد ما يفكر به من مجرد نظرة مثل باقي الناس وجهه خالي من التعابير غير مفهوم ابدًا فصاح بأبتسامة واسعة مزيفة:اية يا "سيف" بقي كدة بردو متسألش عليا الفترة دي يا راجل بقولك عامل حادثة..
نظر له "سيف" يراقب تعابير وجهه المرتبكة بتمعن شديد و مازال يشعر بالشك حول امر صديقه "مراد" فقال:"تقي" ماتت
نظر له "مراد" و علامات الصدمة المصطنعة متبينة علي وجهه:بجد!؟...امتي الكلام دة...انا اسف يا صاحبي مكنتش اعرف البقاء لله..
نظر له "سيف" بأستهزاء ليقوم من علي مقعده ليتجه للمقعد المقابل لمقعد "مراد" و هو يهمس بتوعد:اخلص يا "مراد" كنت فين امبارح؟...و بلاش لف ولا دوران انا "سيف" و انت من اكتر الناس اللي عارفني و عارف ان جو عامل حادثة و الجو دة مش عليا يا "مراد" فبهدوء كدة قول كنت فين؟
وقف "مراد" من علي مقعده ليهتف و هو يهتز من الغضب:انا قولتلك عملت حادثة و كتت في المستشفي عايز تصدق صدق مش عايز خلاص و لو عايز تتأكد اتأكد..
اومأ له "سيف" ليجيبه بغموض:هتأكد يا "مراد" هتأكد و وقتها انت هتزعل اوي..
ابتلع "مراد" ريقه بفزع لكنه اخفي ذلك بمهارة ثم غادر المكتب و الشركة كلها يفكر في كيفية حل ذلك الأمر المخيف بالنسبة له فأن علم "سيف" بأنه كان علي علاقة مع زوجته "تقي" بالتأكيد سيقتله و من دون شفقة ولا رحمة و ما زاد الطين بلة قتله ل"تقي" الأمور تتعقد و مع تعقدها تزداد خطورة علي "مراد"..
Back
____________________________________________
وضع صندوق الأسعافات بمكانه لينتبه لشرودها الشديد علي تلك النقطة ليرمقها بحيرة شديدة لا يعلم ما الذي تفكر به!
و لكن ما جعل عيناه تتسع بصدمة عندما وجدها تقترب منها لتلف زراعيها حول عنقه و هي تحتضنه برقة شديدة!
و ما اخرجه عن صدمته دموعها التي شعر بها علي عنقه فهمس بدهشة:"قمر"
فاجأته بهمسها المبحوح و هو يقول:خليني في حضنك..
طوق هو خصرها بقلة حيلة و هو مازال بشعر بالحيرة نحو امرها اما هي فأرتسمت ابتسامة خبيثة علي وجهها و تلك ما كانت الا بداية لخطة ماكرة ستنفذها قريبًا..
____________________________________________
كانت تقف علي الباب و هي ترمقهم بأستهزاء ثم همست بسخرية:صحيها ياخويا صحيها وديها الملاهي بالمرة..
اقترب "فهد" منها و هو يتأمل ملامحها البريئة و هي نائمة تشبه القمر في احد لياليه رقيقة تعزف علي اوتار قلبه الضعيف امامها قلبه الذي لم ينبض سوي بأسمها فقط مد يدها ليضع تلك الخصلة التي علي وجهها خلف اذنها ثم اخذ يهزها برقة شديدة لتفتح هي عينيها ببطئ شديد فهمست بنبرة ضعيفة:انا فين!؟
و ما أن اتضحت الرؤية لها لتراه يقف امامها و علي وجهه علامات القلق الشديد انتفضت بقوة شديدة و هي تحاول الوقوف و مغادرة الفراش و هي تصيح بأنفعال:اية دة!؟...انا اية جابني هنا..انت وديتني فين اية..
قطعتها "وعد" بنبرتها التهكمية:اهدي ياختي الجدع مغلطتش انتي اغم عليكي فجابك هنا..
نظر لها "فهد" بشراسة و سخط لتتوقف عن نبرتها السيئة مع الفتاه لتصمت "وعد" بوجه متجهم و هي تهمس بصوت يكاد يكون مسموع:اهو سكت اما نشوف اخرتها مع ست "نسمة"
تآففت "نسمة" بضجر ثم صاحت بحنق:و انتي لية تاخدني في مكان معرفهوش انت اتجننت!؟
نظر لها "فهد" بقتامة و عيناه تحولت من لونها الطبيعي للون الأحمر من شدة الغضب لتتبين الشعيرات الدموية عليها فقال و هو يقترب منها بخطورة:احترمي نفسك و متستفزنيش عشان امد ايدي عليكي..
نظرت له بتحدي و كأنها لا تهتم لتهديده الصريح فتوجهت نحو باب الغرفة لتدفع تلك ال"وعد" بعيدًا عن طريقها لكن اوقفتها يده الحديدية التي امسكت برسغها بقوة تأوهت بقوة بسببها لتجده يهتف بحزم:قولتلك بطلي قلة ادبك دي و بعدين مينفعش تمشي دلوقتي لوحدك الساعة داخلة علي 12 نص الليل
جحظت عيناها بفزع ثم همست بعدم تصديق:12 اية!؟
هبطت دموعها الحارة ثم قالت برعب:طب...طب روحني بسرعة امي كدة هتموتني انا اتأخرت اوي
نظر لها بصدمة ثم قال بنفي صارم لما تقوله:محدش يقدر يقربلك و انا موجود..
امسك بكفها بحماية ليبث الأمان بقلبها ثم تابع و هما ينصرفا من الشقة:قولتلك متقلقيش انا هتصرف
كانت تتابعهم بحسرة و قهر عما تراه فها هو عشقها الوحيد يحب غيرها لا بل يعشقها و يستطيع أن ينقذها من اي شئ حتي و أن كان الثمن حياته و روحه.
هي حتي لا تسطيع ايذاء تلك الفتاه فهو يعشقها حد الجنون و هي تعلم ذلك حقًا سيجن جنونه أن اختفت تلك ال"نسمة" من حياته.
____________________________________________
شعر بأنتظام انفاسها فعلم أنها غفت بأحضانه فحملها برقة و هو يتأمل كل جزء بوجهها الذي لا يليق بملامحه البريئة تلك الأبتسامات الخبيثة و الملامح الماكرة التي تحاول رسمها لا فهي كالقمر مثل اسمها تمامًا قرب رأسها من شفتيه ليقبل جبينها بحنو شديد و يضعها علي ذلك الفراش بحنو اكبر ثم تمدد بجانبها ليهمس بندم عما كان يفكر به:"عفاف" كانت هتخليني اقتلك يا "قمر" باللي عملتيه..انا مش فاهم هي ازاي اقنعتك اننا كُنا السبب في موت باباكي!
ثم تابع و هو يغمض عيناه بألم:انا مش فاهم هي لية عملت كدة!
كاد ان يغادر الغرفة لكنها رمقها بشفقة و قال بحزن قبل أن يخرج:هيجرالك حاجة لو عرفتي الحقيقة يا "قمر"..
___________________________________________
طرقت علي الباب بيد مرتجفة و هي ترمقة بأستعطاف لينقذها مما سيحدث بعد قليل لكنه همس و هو يبثها القوة:قولتلك اهدي انا هتصرف مش هيحصل حاجة..
كادت أن ترد لكن انتفضت بفزع عندما فُتح الباب لتخرج منه امها بعيناها المتورمة من كثرة البكاء و ما أن رأتها "عفاف" كادت أن تمسك كومة من خصلاتها بعدما التقطت حذائها البيتي و هي تستعد لتضربها به قائلة:كنتي فين لنص الليل يابنت ال**** يا..
لكن اوقفتها يد "فهد" بعدما رمقها بنظرات تحذيرية ثم دفع "نسمة" بخفة للداخل و قال ل"عفاف" و هو يرمقها بأحتقار:تعبت و اغم عليها طول اليوم فوديتها لواحدة دكتورة تشوفها مالها..
نفضت "عفاف" يدها من يده ثم رمت الحذاء ارضًا لترتديه ثم كادت أن تغلق الباب بوجهه لكنه دفع الباب للداخل حتي لا يُغلق و قال بتهديد:لو قربتي من البت يا "عفاف" هتزعلي مني اوي..
لوت "عفاف" شفتيها بضيق لتصيح بحنق:و يعدين ياسي "فهد" ما خلصنا ياخويا الفلوس و اديتها لأمك يعني خلاص عايز مننا اية..
رمقها بقتامة ثم هدر بها بشراسة:كلمتي واحدة يا "عفاف" لوقربتي من البت هزعلك..
ابتلعت "عفاف" ريقها بتوتر و ارتباك لتقول و هي تومئ بتهدج:ح..حاضر..م.مش هعم..هعملها حاجة..
رمقها بأحتقار ثم انصرف تاركًا اياها بصدمتها و فزعها لتدلف للبيت وهي تبحث عن "نسمة" لتجد باب غرفتها مقفول فتنهدت براحة لتتجه للغرفة و هي تتسائل بفضول:يعني مش ناوية تقوليلي كنتي فين!؟
لم تجد رد بل استمعت لصوت شهقات ابنتها من الداخل فأخذت تطرق الباب بعنف خوفًا من أن يكون قد اصابها مكروه او أن ذلك ال"فهد" قد فعل شئ ما بها فصرخت برعب:بت يا "نسمة" افتحي انتي كويسة بت يا "نسمة" جرالك اية يابت!؟
استمعت لصوت نبرتها الصغير و هي تقول من وسط شهقاتها:اخواتي فين يا ماما!؟
ابتلعت "عفاف" ريقها بألم لتهمس بصدق:معرفش يا "نسمة" صدقيني ما اعرف..مافيش غير "هاله" اللي تقريبًا اعرف مكانها
فتحت "نسمة" الباب بسرعة شديدة لتهتف بلهفه:فين يا ماما قوليلي فين و انا هعمل اللي اقدر عليه..
طأطأت "عفاف" رأسها بحرج لتقول بحزن:و انتي يعني هتعملي اية يا "نسمة" يابنتي
نظرت لها برجاء لتصيح بأنفعال:قوليلي هي فين و انا هتصرف
اجابتها "عفاف" بقلة حيلة:عند واحد اسمه "عصام الشناوي" من الناس اللي في نفس الشركة اللي اختك "قمر" بتشتغل فيها
تعجبت "نسمة" مما تقوله امها فقال بذهول:و هي راحت للراجل دة لية!؟
توترت "عفاف" لتهمس بنبرة ضعيفة حتي لا يتبين كذبها:معرفش انا اللي اعرفه قولتهولك..
اومأت لها "نسمة" ثم اتجهت لغرفتها بقلة حيلة و هي تضطر لتفعل ما يدور بعقلها..
____________________________________________
صباح يوم جديد يحمل احداث جديدة..
فتحت عيناها بأنزعاج بسبب ضوء الشمس الي تسلل لغرفتها فنهضت بكسل و هي تفتح الباب بحذر لتجد نبرته التهكمية تقول:لسة موجود برة خليكي جوة خايفة و متخرجيش..
عبست "هاله" لتفتح الباب و هي تخرج منه بتحدي و هي تتجه نحو المرحاض ليقهقه هو بأستفزاز و هو يقول بمرح:طب ما انتي عندك حمام في اوضتك!؟
توقفت عن التقدم لتحك مؤخرة رأسها ببلاهة و هي تهمس بخفوت:اية دة صح!؟
زفرت بحنق لتتمتم بضيق و هي تعود لغرفتها مجددًا:غبية انا غبية
اوقفها صوته الصارم و هو يقول:استني عندك انتي رايحة فين!؟
رفعت حاجبها بغضب لتجيبه بأبتسامة منزعجة:داخلة الأوضة..
رد "عصام" عليها بدهشة مصطنعة ليغيظها:هو انتي مش هتحضريلي الفطار ولا اية!؟
رمقته بصدمة لتقول بتعجب و هي تظن انها استمعت الجملة خطأ:نعم!؟
اجابها بأبتسامة مستفزة:بقولك مش هتحضري الفطار يلا قبل ما اروح الشغل!؟
وجدها تصيح بوجهه بغضب و قد اصيبت وجنتيها بحمرة الغضب:ما هو دة اللي ناقص احضرلك الفطار و اعملك الأكل و انضف البيت و اغسل كمان..
عقد "عصام" حاجبيه ليجيبها بأبتسامة اكبر كادت علي اثرها "هاله" أن تنفجر من الغيظ:ما هو انا مش عايز اصدمك بس دة اللي انتي هتعمليه بعد كدة..
ضغطت علي شفتيها بعنف و هي تحاول أن تهدأ قليلًا لتمر تلك الفكرة الشيطانية برأسها لتبتسم بخبث و هي تقول بطاعة انتابه القلق علي اثرها:مش انت عايز تفطر حاضر انا هدخل احضرلك الفطار دلوقتي..
ظل ينظر لها ببعض من الخوف حتي دلفت للمطبخ ليهمس بقلق:انا فاكر اني رميت السم اللي كان معاها ياتري هتعمل فيا اية!؟
____________________________________________
ظلت تسير بالشارع و هي تنظر حولها بدقة تتمني أن تراه لكن للأسف لم تجده ابدًا تنهدت بضيق حتي تذكرت عنوان تلك الفتاه التي كانت ببيتها ليلة امس فقررت الذهاب لها لعلها تجده هناك لتجد..
بقلم/رولا هاني
ظلت "وعد" تلوك بالعلكة بغضبٍ شديد و غيظٍ اكبر ما أن احضر تلك الفتاه هنا لتقول بتهكم:هو ياخويا البت دي هتفضل نايمة كتير كدة دة انا حتي الشغل منزلتوش اصبح عشان خاطرها..
تنهد "فهد" بضيق و هو يحرص علي تحضير وجبة العشاء لها فقال و هو يأخذ الصينية متجهًا للغرفة التي هي بها:"وعد" بقولك اية احنا مش هنمثل علي بعض لو عايزة تنزلي شغلك انزلي عادي..
رفعت "وعد" حاجبها بأستنكار ثم قالت و هي تتابع دخوله لتلك الغرفة التي بها "نسمة":انزل الشغل!؟..و اسيبك لوحدك معاها!؟
لم تجد رد من الأساس لأنه اختفي بتلك الغرفة فركضت معه للداخل و هي تتمتم بخفوت:انا هخش مش هسيبه لوحده..
__________________________________________
كان يهز قدميه بقلق شديد و هو يرتشف عدة رشفات من فنجان قهوته ليهمس برعب:كدة مش هتعدي علي خير..كدة هو فعلًا شاكك فيا اعمل اية بس اعمل اية!؟
تذكر الحوار الحاد الذي دار بينه و بين "سيف"..
Flash Back
ظل "مراد" منتظره ما يقارب الأربعة ساعات حتي وجد تلك الفتاه تقول له:"مراد" بيه اتفضل "سيف" بيه مستني حضرتك..
دلف للمكتب و هو يمعن النظر به "سيف" شخص صعب تحديد ما يفكر به من مجرد نظرة مثل باقي الناس وجهه خالي من التعابير غير مفهوم ابدًا فصاح بأبتسامة واسعة مزيفة:اية يا "سيف" بقي كدة بردو متسألش عليا الفترة دي يا راجل بقولك عامل حادثة..
نظر له "سيف" يراقب تعابير وجهه المرتبكة بتمعن شديد و مازال يشعر بالشك حول امر صديقه "مراد" فقال:"تقي" ماتت
نظر له "مراد" و علامات الصدمة المصطنعة متبينة علي وجهه:بجد!؟...امتي الكلام دة...انا اسف يا صاحبي مكنتش اعرف البقاء لله..
نظر له "سيف" بأستهزاء ليقوم من علي مقعده ليتجه للمقعد المقابل لمقعد "مراد" و هو يهمس بتوعد:اخلص يا "مراد" كنت فين امبارح؟...و بلاش لف ولا دوران انا "سيف" و انت من اكتر الناس اللي عارفني و عارف ان جو عامل حادثة و الجو دة مش عليا يا "مراد" فبهدوء كدة قول كنت فين؟
وقف "مراد" من علي مقعده ليهتف و هو يهتز من الغضب:انا قولتلك عملت حادثة و كتت في المستشفي عايز تصدق صدق مش عايز خلاص و لو عايز تتأكد اتأكد..
اومأ له "سيف" ليجيبه بغموض:هتأكد يا "مراد" هتأكد و وقتها انت هتزعل اوي..
ابتلع "مراد" ريقه بفزع لكنه اخفي ذلك بمهارة ثم غادر المكتب و الشركة كلها يفكر في كيفية حل ذلك الأمر المخيف بالنسبة له فأن علم "سيف" بأنه كان علي علاقة مع زوجته "تقي" بالتأكيد سيقتله و من دون شفقة ولا رحمة و ما زاد الطين بلة قتله ل"تقي" الأمور تتعقد و مع تعقدها تزداد خطورة علي "مراد"..
Back
____________________________________________
وضع صندوق الأسعافات بمكانه لينتبه لشرودها الشديد علي تلك النقطة ليرمقها بحيرة شديدة لا يعلم ما الذي تفكر به!
و لكن ما جعل عيناه تتسع بصدمة عندما وجدها تقترب منها لتلف زراعيها حول عنقه و هي تحتضنه برقة شديدة!
و ما اخرجه عن صدمته دموعها التي شعر بها علي عنقه فهمس بدهشة:"قمر"
فاجأته بهمسها المبحوح و هو يقول:خليني في حضنك..
طوق هو خصرها بقلة حيلة و هو مازال بشعر بالحيرة نحو امرها اما هي فأرتسمت ابتسامة خبيثة علي وجهها و تلك ما كانت الا بداية لخطة ماكرة ستنفذها قريبًا..
____________________________________________
كانت تقف علي الباب و هي ترمقهم بأستهزاء ثم همست بسخرية:صحيها ياخويا صحيها وديها الملاهي بالمرة..
اقترب "فهد" منها و هو يتأمل ملامحها البريئة و هي نائمة تشبه القمر في احد لياليه رقيقة تعزف علي اوتار قلبه الضعيف امامها قلبه الذي لم ينبض سوي بأسمها فقط مد يدها ليضع تلك الخصلة التي علي وجهها خلف اذنها ثم اخذ يهزها برقة شديدة لتفتح هي عينيها ببطئ شديد فهمست بنبرة ضعيفة:انا فين!؟
و ما أن اتضحت الرؤية لها لتراه يقف امامها و علي وجهه علامات القلق الشديد انتفضت بقوة شديدة و هي تحاول الوقوف و مغادرة الفراش و هي تصيح بأنفعال:اية دة!؟...انا اية جابني هنا..انت وديتني فين اية..
قطعتها "وعد" بنبرتها التهكمية:اهدي ياختي الجدع مغلطتش انتي اغم عليكي فجابك هنا..
نظر لها "فهد" بشراسة و سخط لتتوقف عن نبرتها السيئة مع الفتاه لتصمت "وعد" بوجه متجهم و هي تهمس بصوت يكاد يكون مسموع:اهو سكت اما نشوف اخرتها مع ست "نسمة"
تآففت "نسمة" بضجر ثم صاحت بحنق:و انتي لية تاخدني في مكان معرفهوش انت اتجننت!؟
نظر لها "فهد" بقتامة و عيناه تحولت من لونها الطبيعي للون الأحمر من شدة الغضب لتتبين الشعيرات الدموية عليها فقال و هو يقترب منها بخطورة:احترمي نفسك و متستفزنيش عشان امد ايدي عليكي..
نظرت له بتحدي و كأنها لا تهتم لتهديده الصريح فتوجهت نحو باب الغرفة لتدفع تلك ال"وعد" بعيدًا عن طريقها لكن اوقفتها يده الحديدية التي امسكت برسغها بقوة تأوهت بقوة بسببها لتجده يهتف بحزم:قولتلك بطلي قلة ادبك دي و بعدين مينفعش تمشي دلوقتي لوحدك الساعة داخلة علي 12 نص الليل
جحظت عيناها بفزع ثم همست بعدم تصديق:12 اية!؟
هبطت دموعها الحارة ثم قالت برعب:طب...طب روحني بسرعة امي كدة هتموتني انا اتأخرت اوي
نظر لها بصدمة ثم قال بنفي صارم لما تقوله:محدش يقدر يقربلك و انا موجود..
امسك بكفها بحماية ليبث الأمان بقلبها ثم تابع و هما ينصرفا من الشقة:قولتلك متقلقيش انا هتصرف
كانت تتابعهم بحسرة و قهر عما تراه فها هو عشقها الوحيد يحب غيرها لا بل يعشقها و يستطيع أن ينقذها من اي شئ حتي و أن كان الثمن حياته و روحه.
هي حتي لا تسطيع ايذاء تلك الفتاه فهو يعشقها حد الجنون و هي تعلم ذلك حقًا سيجن جنونه أن اختفت تلك ال"نسمة" من حياته.
____________________________________________
شعر بأنتظام انفاسها فعلم أنها غفت بأحضانه فحملها برقة و هو يتأمل كل جزء بوجهها الذي لا يليق بملامحه البريئة تلك الأبتسامات الخبيثة و الملامح الماكرة التي تحاول رسمها لا فهي كالقمر مثل اسمها تمامًا قرب رأسها من شفتيه ليقبل جبينها بحنو شديد و يضعها علي ذلك الفراش بحنو اكبر ثم تمدد بجانبها ليهمس بندم عما كان يفكر به:"عفاف" كانت هتخليني اقتلك يا "قمر" باللي عملتيه..انا مش فاهم هي ازاي اقنعتك اننا كُنا السبب في موت باباكي!
ثم تابع و هو يغمض عيناه بألم:انا مش فاهم هي لية عملت كدة!
كاد ان يغادر الغرفة لكنها رمقها بشفقة و قال بحزن قبل أن يخرج:هيجرالك حاجة لو عرفتي الحقيقة يا "قمر"..
___________________________________________
طرقت علي الباب بيد مرتجفة و هي ترمقة بأستعطاف لينقذها مما سيحدث بعد قليل لكنه همس و هو يبثها القوة:قولتلك اهدي انا هتصرف مش هيحصل حاجة..
كادت أن ترد لكن انتفضت بفزع عندما فُتح الباب لتخرج منه امها بعيناها المتورمة من كثرة البكاء و ما أن رأتها "عفاف" كادت أن تمسك كومة من خصلاتها بعدما التقطت حذائها البيتي و هي تستعد لتضربها به قائلة:كنتي فين لنص الليل يابنت ال**** يا..
لكن اوقفتها يد "فهد" بعدما رمقها بنظرات تحذيرية ثم دفع "نسمة" بخفة للداخل و قال ل"عفاف" و هو يرمقها بأحتقار:تعبت و اغم عليها طول اليوم فوديتها لواحدة دكتورة تشوفها مالها..
نفضت "عفاف" يدها من يده ثم رمت الحذاء ارضًا لترتديه ثم كادت أن تغلق الباب بوجهه لكنه دفع الباب للداخل حتي لا يُغلق و قال بتهديد:لو قربتي من البت يا "عفاف" هتزعلي مني اوي..
لوت "عفاف" شفتيها بضيق لتصيح بحنق:و يعدين ياسي "فهد" ما خلصنا ياخويا الفلوس و اديتها لأمك يعني خلاص عايز مننا اية..
رمقها بقتامة ثم هدر بها بشراسة:كلمتي واحدة يا "عفاف" لوقربتي من البت هزعلك..
ابتلعت "عفاف" ريقها بتوتر و ارتباك لتقول و هي تومئ بتهدج:ح..حاضر..م.مش هعم..هعملها حاجة..
رمقها بأحتقار ثم انصرف تاركًا اياها بصدمتها و فزعها لتدلف للبيت وهي تبحث عن "نسمة" لتجد باب غرفتها مقفول فتنهدت براحة لتتجه للغرفة و هي تتسائل بفضول:يعني مش ناوية تقوليلي كنتي فين!؟
لم تجد رد بل استمعت لصوت شهقات ابنتها من الداخل فأخذت تطرق الباب بعنف خوفًا من أن يكون قد اصابها مكروه او أن ذلك ال"فهد" قد فعل شئ ما بها فصرخت برعب:بت يا "نسمة" افتحي انتي كويسة بت يا "نسمة" جرالك اية يابت!؟
استمعت لصوت نبرتها الصغير و هي تقول من وسط شهقاتها:اخواتي فين يا ماما!؟
ابتلعت "عفاف" ريقها بألم لتهمس بصدق:معرفش يا "نسمة" صدقيني ما اعرف..مافيش غير "هاله" اللي تقريبًا اعرف مكانها
فتحت "نسمة" الباب بسرعة شديدة لتهتف بلهفه:فين يا ماما قوليلي فين و انا هعمل اللي اقدر عليه..
طأطأت "عفاف" رأسها بحرج لتقول بحزن:و انتي يعني هتعملي اية يا "نسمة" يابنتي
نظرت لها برجاء لتصيح بأنفعال:قوليلي هي فين و انا هتصرف
اجابتها "عفاف" بقلة حيلة:عند واحد اسمه "عصام الشناوي" من الناس اللي في نفس الشركة اللي اختك "قمر" بتشتغل فيها
تعجبت "نسمة" مما تقوله امها فقال بذهول:و هي راحت للراجل دة لية!؟
توترت "عفاف" لتهمس بنبرة ضعيفة حتي لا يتبين كذبها:معرفش انا اللي اعرفه قولتهولك..
اومأت لها "نسمة" ثم اتجهت لغرفتها بقلة حيلة و هي تضطر لتفعل ما يدور بعقلها..
____________________________________________
صباح يوم جديد يحمل احداث جديدة..
فتحت عيناها بأنزعاج بسبب ضوء الشمس الي تسلل لغرفتها فنهضت بكسل و هي تفتح الباب بحذر لتجد نبرته التهكمية تقول:لسة موجود برة خليكي جوة خايفة و متخرجيش..
عبست "هاله" لتفتح الباب و هي تخرج منه بتحدي و هي تتجه نحو المرحاض ليقهقه هو بأستفزاز و هو يقول بمرح:طب ما انتي عندك حمام في اوضتك!؟
توقفت عن التقدم لتحك مؤخرة رأسها ببلاهة و هي تهمس بخفوت:اية دة صح!؟
زفرت بحنق لتتمتم بضيق و هي تعود لغرفتها مجددًا:غبية انا غبية
اوقفها صوته الصارم و هو يقول:استني عندك انتي رايحة فين!؟
رفعت حاجبها بغضب لتجيبه بأبتسامة منزعجة:داخلة الأوضة..
رد "عصام" عليها بدهشة مصطنعة ليغيظها:هو انتي مش هتحضريلي الفطار ولا اية!؟
رمقته بصدمة لتقول بتعجب و هي تظن انها استمعت الجملة خطأ:نعم!؟
اجابها بأبتسامة مستفزة:بقولك مش هتحضري الفطار يلا قبل ما اروح الشغل!؟
وجدها تصيح بوجهه بغضب و قد اصيبت وجنتيها بحمرة الغضب:ما هو دة اللي ناقص احضرلك الفطار و اعملك الأكل و انضف البيت و اغسل كمان..
عقد "عصام" حاجبيه ليجيبها بأبتسامة اكبر كادت علي اثرها "هاله" أن تنفجر من الغيظ:ما هو انا مش عايز اصدمك بس دة اللي انتي هتعمليه بعد كدة..
ضغطت علي شفتيها بعنف و هي تحاول أن تهدأ قليلًا لتمر تلك الفكرة الشيطانية برأسها لتبتسم بخبث و هي تقول بطاعة انتابه القلق علي اثرها:مش انت عايز تفطر حاضر انا هدخل احضرلك الفطار دلوقتي..
ظل ينظر لها ببعض من الخوف حتي دلفت للمطبخ ليهمس بقلق:انا فاكر اني رميت السم اللي كان معاها ياتري هتعمل فيا اية!؟
____________________________________________
ظلت تسير بالشارع و هي تنظر حولها بدقة تتمني أن تراه لكن للأسف لم تجده ابدًا تنهدت بضيق حتي تذكرت عنوان تلك الفتاه التي كانت ببيتها ليلة امس فقررت الذهاب لها لعلها تجده هناك لتجد..