رواية بغرامها متيم الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطيما يوسف
ابتسم لها وعرَّف والديه وصعد إلى سيارته وانطلق بها إلى مزرعتهم ، بعد أن تحركت السيارة مسافة طويلة إذا به يرى شيئا غريباً من بعيد سيارة أحدهم تعترض سيارة أخرى على الطريق الزراعي المظلم ذاك ففتح درج سيارته وشد أجزاء سلاحه ليستعد لمساعدة السيارة الأخرى ثم زاد من سرعة سيارته وهو يرى اقتحامهم لتلك السيارة وإخراج تلك الأنثى منها وما إن رأوه من بعيد حتى أسرعوا في جذبها ولكنه لحقهم سريعاً ولكن حدث ما لا يحمد عقباه فقد تعامل هؤلاء الأشخاص بالسلاح فور رؤيتهم لسيارة عمران تقتحم سيارتهم فقد صوبوا سلاحهم على عجلات القيادة لسيارة عمران كي تقف ولا تتحرك من مكانها فاضطر هو الآخر لاستعمال سلاحه ولكن طلقته أصابت أحدهم في ذراعه مما جعلهم جميعاً ارتعبوا فهم ليسوا قادمين إلى تلك البلدة من أجل سفك الدماء ولكن الآن تعرض صاحبهم لإصابته بطلق ناري في ذراعه فبدأوا بإطلاق النيران على عمران هو الآخر ولكن أحدهم نهاهم وهو ينظر حوله برعب :
+
ــ انتوا اتجننتوا مش شايفين الكاميرات اللي مالية المكان والعواميد بتاعتهم هاتو البت دي بسرعة يلا خلينا نتحرك .
+
كانو ثلاثة أشخاص أصيب أحدهم والآخر يحاول التلاعب مع عمران أما الثالث يحاول جذب تلك الشمس وإدخالها عنوة إلى السيارة ولكن جسدها الخفيف يجعلها تتحرك بسرعة من بين يده وهي تحاول الدفاع عن نفسها وكل ذلك لم يهب عمران شيئا فأمامه رجال يقومون بخطـ.ـف امرأة فاضطر الرجل بضرب الرصاص على عمران ولكنه لم يصيب الهدف فهو تعامل معهم بذكاء نظراً لتمكنه من حفظ المكان ثم اختبئ بجانب شجرة أمامهم وعلى صوته وهو يتصنع التحدث في الهاتف كي يصيبهم بالرعب ويشتت شملهم :
+
ــ انت فين يابني أقل من دقيقة تكون قدامي انت وعشرة كمان وسلاحكم معاكم وحاوطوا الطريق الزراعي كلاته عايزه مقفول ميعديش منه دبة النملة ،
+
ثم على صوته إليهم وهو يحتمي بجذع الشجرة ويصوب عليهم طلقات النـ.ـار بشجاعة دون أن يهابهم :
+
ــ سيبوها يا عرة منك ليه ومش هتخرجوا من اهنه الا على جثتي .
+
ارتعب أحدهم ورماها أرضاً وهرول سريعا وتركهم وهو يردد بهلع حينما استمع إلى مجئ الرجال وإغلاقهم للطريق :
+
ــ مع نفسكم ياروح ما بعدك روح .
+
تركه عمران كي يستطيع التعامل مع هذا الواقف بمفرده الذي ردد لعمران وهو مازال يتمسك بقبضة من حديد بذراع شمس التي تصرخ وهو يتحلى بشجاعة واهية :
+
ــ انت متعرفش احنا جايين تبع مين سيبنا ناخدها ونمشي هنرجعها لأهلها الهربانة منهم وأهلها ناس تُقال قووي في البلد مدخلش نفسك في حوارات انت لاغنى عنها .
+
كان يتحدث وعمران يتحرك بخطوات أشبه بدبة النمل كي لايشعر ذاك المتسلح الذي انشغل مع كلمات شمس ومحاولة افلات نفسها من بين يده :
+
ــ متصدقهوش يابشمهندس دول عايزين يخطفوني وأنا والله ما اعرفهم انت راجل صعيدي متسبش الحرامية اللصوص دول ياخدوني ابوس ايدك لو رحت معاهم هضيع .
+
كان المضروب رصاصة في كتفه يرى قدوم عمران من الخلف وهو قادم على زميله فهدده عمران بالسلاح في صمت كي لايتنفس وهو يتهادى بخطواته الهلامية حتى باغته بضـ.ـربة على رأسه من الخلف جعلته فقد توازنه فابتعدت هي الفور واشتبك عمران مع ذاك الرجل الذي بدأ بالدفاع عن نفسه أما ذاك الذي اصيب في ذراعه فر هاربا هو الآخر ولم يتبقى سوى الذي يتبارز مع عمران بحرفية فالآخر قوي البنيان مثله بل ومدرب على تلك الحركات القتالية ولكن عمران يجابهه بشراهة وبكل مايملك من قوة رجل صعيدي وتلك المبارزة بالنسبة له تعد من التفاهات في بلدتهم وهو يأمر شمس :
+
ــ روحي على عربيتك اقفلي على نفسك ومتتحركيش من مكانك لأن اللي هربوا ممكن يترصدوكي استنيني.
+
ارتعبت من كلامه فجرت سريعاً إلى سيارتها والخوف ضـ.ـرب بأوردتها ضـ.ـرباً ولكنها تعثرت بفستانها الطويل وكعبها العالي حتى سقطت أرضاً وحدث ما لم تكن تتوقعه فقد وقعت على تلك الحجارة الكبيرة الممتلئة بالحديد المدبب ولم تراها فالليل وإنارة الشوارع غير كافية غير ذلك أنها كانت لاترتكز في جريها فخرت مغشياً عليها والدماء تسيل من جنبها مما أصاب عمران بالقلق من ذاك المشهد فأنهى أمر ذاك الرجل سريعاً بإطلاق رصاصة أخرى كان لايريد اللجوء إليها في مبارزته في قدمه مما جعله تهادى أرضا ثم هاتف الشرطة وأبلغ عنهم على الفور وذهب ليطمئن على تلك الملقاة ودماؤها تسيل فرفعها بين ذراعيه ويده تحاول الكشف عن مكان جرحها حتى استقرت في جنبها فخلع الجاكيت الخاص به ودثرها جيداً ثم حملها وهي غائبة عن الوعي وأدخلها إلى سيارتها لأن عجلات القيادة لسيارته قد تعطلت بسبب هولاء الأوغاد ثم عاد سريعاً إلى هذان الرجلان اللذان يحاولان الهرب ولكنه أطلق رصاصة في الهواء جعلتهم وقفا مكانهما ولم يصبر كثيراً حتى حضرت الشرطة وقص عليهم ماحدث سريعا فهو معروف عند رجال الشرطة لأنه تحدث مع صديقه فهتف له على الفور :
+
ــ اني مضطر امشي دلوك لان البنت وقعت على الحجر وهي بتجري منيهم وجنبها اتخبط في سنون الحديد هروح بيها على المستشفي العام وانت ابقي تعالى حقق هناك داي غرقانة في دمها وربنا يستر .
+
أشار إليه أن يتحرك بها بعد أن مشى بجانبه ورأى حالتها تلك فصعد عمران سيارتها وذهب بها إلى المشفى وهو يقود سيارتها بسرعة كبيرة وفي طريقه هاتف سكون وأبلغها ما حدث فهلعت لأجله :
+