رواية فارس بلا مأوي الفصل الحادي عشر11 بقلم ولاء رفعت
_ كانت غافيه رغماً عنها وهروباً من نظرات سليم المرتقبة لها طوال الطريق، أستيقظت علي وخز من شقيقها في زراعها:
_ يلا جومي فزي وصلنا.
فتحت عينيها بفزع و وضعت يدها تمسد موضع وخزته لها حيث ألمها قليلاً، تلفتت من حولها فوجدت إنهم يقفون أمام بناء ضخم يشبه القصور بل هو قصر بعينه، صاحت:
_ إحنا فين إكده؟.
أجاب سليم بإبتسامة تثير إشمئزازها نحوه:
_ نورتي قصرك يا عروسة.
أنتفضت وكأن لدغتها حشرة ما:
_ قصري!، كيف دي.
بعدما ترجل رافع وألتف نحو الباب التي تجلس بجواره، قام بفتحه قائلاً:
_ كفاياكي لت وأسئلة كتير، يلا همي أنزلي.
وكاد يمسك رسغها عنوة لكن أوقفه سليم ممسكاً بيده وبنظرة تحذيرية قال:
_ سيبها هي هتنزل لوحدها من غير ماتمد إيدك.
رمقته زينب لتجده ينظر لها:
_ تعالي ندخل جوه وهتفهمي كل حاجة.
صاحت في وجهه بإصرار:
_ أني ما هتحركش من مكاني غير ما أفهم الأول الي بيحصل عاد، وبنعملو أي في القصر بتاعك؟.
زفر رافع بنفاذ صبر:
_ أني جولتلك ما هتخلصش من حديتها واصل، خايتي وخابرها زين، هملني أتعامل معاها بطريجتي.
رمقه سليم بحده:
_ وأنا وسبق قولتلك إياك تقرب منها.
وألتفت بوجهه إليها:
_ أتفضلي أنزلي وزي ماقولتلك هتفهمي كل حاجة جوه.
نظرت لكليهما فوجدت لا فائدة وعليها أن تذعن له وتري ما سبب مجيئهم هنا، ترجلت وخلفها يسير شقيقها وجواره سليم، دلف ثلاثتهم إلي الداخل، تقدمهم سليم ليتبعانه إلي داخل غرفة شاسعة، حيث ينتظرهم صلاح مرتدياً حُلة سوداء وبجواره رجل يضع أمامه فوق المنضدة دفتر ورقي كبير، وهنا قد أدركت ما سيحدث للتو، أتسعت عينيها وتراجعت عدة خطوات للوراء فأصتدمت بصدر شقيقها الذي حاوطها ممسكاً إياها، أخذت تصرخ وتقاومه:
_ هملني، أني عايزه أمشي من أهنه.
صاح بها رافع من بين أسنانه ويقبض علي عضديها بقوة يدخلها إلي الغرفة غصباً:
_ عتتچوزيه ورچليك فوج رجبتك، يلا يا مولانا أبدأ.
نظر الرجل بشفقة نحوها وقال:
_ لابد من موافقة العروس، فهي شرط أساسي من شروط إتمام الزواج.
أقترب سليم وقال لرافع:
_ سيبها يارافع أنا هتكلم معاها شويه.
حدجته زينب بنظرة شرسة كأنثي ليث تريد الفتك بعدوها:
_ وأني معوزاش أتحدت وياك ولا عايزة أتچوزك، هو الزواچ بالعافيه!.
أغمض سليم عينيه ليواري ما بداخله وتصنع الهدوء الساكن فقال:
_ معلش تعالي علي نفسك وأعتبريه رجاء آخير لأن الي هقولهولك مهم جداً ليكي وبناءً عليه هيكون قرارك.
