اخر الروايات

رواية انا وانتي والحب كامله وحصريه بقلم ميمي عوالي

رواية انا وانتي والحب كامله وحصريه بقلم ميمي عوالي 


اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين وتوفنا مسلمين تائبين ، اللهم ارحم تضرعنا بين يديك وقوّمنا إذا اعوججنا وادعمنّا اذا استقمنا وكن لنا ولا تكن علينا
اسكريبت
أنا و أنتى و الحب
الجزء الاول
بقلمى .. ميمى عوالى
كان يوسف يجلس بالقطار .. يستند برأسه على زجاج النافذة و عيناه تنظر الى البعيد ، و من يراه يظن انه يراقب الطريق و يستمتع به ، و لكنه كان فى شرود تام .. مشغول البال بما قد وصل به حاله
فها هو ابن الاربعين عاما يشعر و كأن اعوام عمره قد سرقت منه خلسة دون ان يشعر بها ، فقد تسرسبت السنوات تلو السنوات و هو ينتقل من بلدة لاخرى و كلما استقر به الحال ببلدة ما .. ينتقل الى بلدة اخرى ، فبعد ان تخرج من الجامعة و حصل على شهادته فى الطب ، اوكل اليه عملا بوحدة من الوحدات الصحية باحدى قرى الريف ، ليبدأ رحلته بمنفاه الاختيارى الذى قرر ان يلجأ إليه بمحض ارادته عوضا عن العودة الى منزل ذويه
فكيف يعود إليهم بعد ان سلبوا منه حب عمره .. روضة .. تلك الروضة التى كانت محط احلامه باكملها
فقد رفض ذويها المقيمين بالعقار المقابل لعقارهم زواجهم بحجة انه مازال ببداية مشوار حياته ، و انه لا يملك ما يؤمن لابنتهم مستقبلها معه ، و قدموها بكل سعادة و نفس راضية لرجل اخر رأوا فيه كل مقومات سعادة ابنتهم و التى تفاجئ بها تؤيدهم فى قرارهم و تخلت عنه بكامل ارادتها
لينقل حياته باكملها الى البلدة التى يعمل بها ، و لا يعود الى ذويه الا كزيارات متقطعة فى إجازات قصيرة و التى بالكاد لا تتعدى اليومين
و بعد اصرار طويل من امه وافق على زواجه من ابنة خالته سلوى التى كانت تعشقه بجنون و تنازلت عن كثير من متطلبات الفتيات المقبلات على الزواج لكى ترتبط به
فقد وافقت سلوى على الزواج من يوسف بمنزل خالتها بغرفته ، بعد ان قدم لها شبكة اقل وصف لها انها متواصعة و لكنها كانت بنظرها الدنيا باكملها ، و لكن كان اصعب ما قدمته سلوى .. هو موافقتها على ابتعاد يوسف عنها ، و الذى كان يقيم بعمله شهرا بأكمله و يعود الى المنزل يومين فقط ، و لكنها كانت لا تعترض و لا تشكو على امل ان يمل من غربته
و كان خلال إجازته القصيرة يلتزم المكوث بالمنزل و لا يخرج منه الا للضرورة القصوى بحجة انه يحتاج الى الراحة ، و لكن الحقيقة انه كان يخشى ان يلتقى بروضة او تمر صدفة من امامة فتنكأ جراح قلبه من جديد
و كانت سلوى تحيا بين خالتها و زوجها كابنة لهما تماما كيوسف ، و تقوم على خدمتهما بكل رضا و حب و برغم ان يوسف لم يقدم لها الكثير الا انها كانت فى اوج سعادتها لزواجها منه رغم جموده فى معظم اوقاته معها
و كانت تعلم من داخلها انه لا يبادلها حبا بحب و لا اهتماما باهتمام ، بل انها كانت تعلم ايصا بحبه المفقود لروضته التى تخلت عنه و عن حبه ، و لكنها لم تبح بعلمها لهذا الحب لاحد ، و كانت دائما تمنى نفسها بحبه لها مع مرور الوقت و العشرة
و بعد ان رزقهما الله بمولودهما الوحيد احمد ، حاولت سلوى ان تقنع يوسف بالانتقال بعمله الى القاهرة حتى يعتاد ابنهما على رؤيته ، فقالت له راجية : انا عرفت انك من حقك انك تقدم على طلب نقل و تيجى هنا معانا يا يوسف ، خصوصا بعد مدة خدمتك دى ، ليه ما بتحاولش تعمل كده
يوسف دون اهتمام : انا مستريح هناك ، مش عاوز اجى هنا
سلوى : يا حبيبى كل اجازة بتنزلها احمد بيبقى ناسى شكلك ، و على مابيبتدى يتعود عليك من تانى .. بترجع انت تسافر برضة من تانى
يوسف باقتطاب : معلش ، اما يكبر شوية هيحفظ شكلى مهما غبت عنه
سلوى بترجى : طب ما تاخدنا احنا معاك .. انا ماعنديش مشكلة اروح معاك فى اى حتة ، اهم حاجة عندى اننا نبقى سوا
يوسف : مش هينفع ، و انتى كمان مش هتعرفى تتاقلمى هناك ، العيشة هناك مش سهلة و مش هتعرفى تتعودى عليها ، و بعدين كمان بابا و ماما هيزعلوا لو احمد بعد عنهم
سلوى : بس مش هيزعلوا طالما اننا مع بعض
يوسف منهيا النقاش : لو لقيت ان المكان هناك ممكن يناسبكم .. كنت اخدتكم معايا ، لكن المكان هناك مش مناسب ابدا
و ها هو عائدا اليهم تلك المرة عودة نهائية رغما عنه ، بعد ان تمت الموافقة على نقله الى مشفى بالقاهرة بعد تدهور حالة ابيه الصحية و التى تستدعى وجوده الى جواره و الى جوار امه خاصة انه ابن وحيد
و كان يسال حاله .. ماذا لو صادف روضة ، ماذا لو التقاها على الدرج او راها بالشرفة ، هل يحييها .. ام يتجاهلها ، و هل سترد تحيته ام ستتجاهله ، و السؤال الذى قض مضجعه منذ استلم الموافقة على طلب نقله .. هل سيتحمل لقياها بعدما اصبحت لرجل غيره ، هل اشتاقت اليه كما يتوق اليها اشتياقا .. ام نسيته و القت به من ذاكرتها عمدا كما تخلت عنه ايضا عمدا
لم يمر الكثير حتى وصل الى المنزل لتقابله سلوى بابتسامة بالكاد وصلت لشفتيها و هى تلتقط منه حقيبة ملابسه و تقول : حمدالله على السلامة
يوسف و هو يلتقط منها احمد و يضمه الى صدره مقبلا اياه : الله يسلمك ، اومال بابا و ماما فين
سلوى : خالتى بتصلى فى اوضتها و عمى كامل هو كمان قاعد فى الاوضة بيقرا الجرنال
يوسف و هو يعيد اليها احمد : طب امسكى احمد على ما اروح اسلم عليهم
سلوى باقتطاب : ماشى .. و انا هحضر الغدا
ليدق يوسف على باب غرفة ابيه المفتوح و يقول بصوت عالى : السلام عليكم
كامل : اهلا يا حبيبى حمدالله على السلامة
لينحنى يوسف مقبلا راس امه التى انتهت للتو من صلاتها و قال : تقبل الله يا امى .. عاملين ايه
سامية ( ام يوسف ) : بخير يا حبيبى الحمدلله .. ها طمننا .. خلصت اوراقك كلها و اللا لسه
يوسف : لا اتطمننى .. كله تمام ، هروح بعد اسبوع ان شاء الله استلم فى المستشفى على طول
كامل : اوعى تكون زعلان منى يا ابنى
يوسف : هزعل ليه بس يا بابا ، ليه بتقول كده
كامل : عشان عارف انك ماكنتش حابب تسيب شغلك هناك و تتنقل هنا
سامية : ايه الكلام ده يا كامل ، هو يعنى كان هيفضل هناك طول عمره
كامل : كانت تبقى بمزاجه مش غصب عنه
يوسف : انا مش جاى غصب عنى يا بابا ، و بعدين كل شئ نصيب
سامية و هى تتجه للخارج : طب الحمدلله انك فاهم ان كل شىء نصيب
يوسف : تقصدى ايه يا ماما
سامية بتنهيدة : ما اقصدش يا ابنى ، انا هروح اخد احمد من سلوى عشان تعرف تخلص اللى وراها
يوسف بفضول و هو ينظر لابيه : هى ماما مالها
كامل : مالهاش يا ابنى ، امك مش عاوزة من الدنيا غير انها تشوفك مبسوط ، و انت على طول زعلان من الدنيا و اللى فيها ، امك نفسها انك تتصالح على روحك و على الدنيا يا يوسف
لينظر يوسف الى ابيه باحباط قائلا : و هى الدنيا كانت اديتنى ايه غير ضهرها عشان اصالحها يا بابا
كامل : اديتلك مراتك اللى الكل بيحسدك عليها و ابنك اللى ربنا يخليهولك و شهادتك و علمك
لينهض يوسف من مجلسه و هو يقول بسخرية : انا هروح اغير هدومى احسن
لينظر إليه كامل بحزن على حاله و لم يرد عليه و لم يناقشه فيما قال
و اثناء ذهاب يوسف الى غرفته يلمح مائدة الطعام و ما عليها مما تشتهيه الانفس ، فقد وجد غالبية اصناف الطعام التى يفضلها و يشتهيها ليلتقط بعضا منه بفمه و هو فى طريقه لتقول له سامية و التى كانت تجلس محتضنة احمد و تلاعبه : سلوى واقفة على رجليها من امبارح عشان تعمل لك الاصناف اللى بتحبها .. زى عادتها ، رغم ان احمد مابيهنيهاش على ساعة تنام فيها براحتها
يوسف دون اهتمام : كلها سنة و نومه يتظبط ، كل الولاد اللى فى سنه كده
سامية بامتعاض حاد : روح غير هدومك ياللا و انجز عشان الغلبانة اللى جوة دى تاكل لها لقمة احسن على لحم بطنها من امبارح
يوسف بلا مبالاة : ماشى
ليتجه الى غرفته ليجد سلوى قد بدلت ثيابها و لملمت شعرها بتسريحة لطيفة لم يوليها اهتمامه من الاساس و سمعها تقول : انا ما صدقت احمد سكت مع خالتى و قلت اغير هدومى بسرعة قبل ما ناكل ، انت غسلت ايديك و وشك و اللا لسه
يوسف برتابة شديدة : اما اغير هدومى هبقى اغسلهم
سلوى : طب تحب اساعدك فى حاجة .. انا طلعتلك بيجامة اهى على السرير
يوسف : شكرا .. روحى انتى و انا هخاص و اجى وراكى
لتنظر اليه سلوى باحباط ، ثم تتجه الى الخارج تاركة اياه فى عالمه المغلق
و اثناء الغداء تحاول سامية و كامل استدراك يوسف لحديث عن مستقبله و زوجته ، الا انه استمر بجموده لتتبادل سامية و كامل النظرات و هما يراقبان الابتسامة الباهتة التى تعلو شفاه سلوى دون الاشتراك معهم فى اى حديث .. كعادتها المكتسبة بحضوره
و فى المساء يتسلل يوسف من غرفة نومه الى مخبئه المفضل بالشرفة ، فى ركن يخيم عليه الظلام ، ليقبع بداخل الدائرة المظلمة دون ان يستطيع احد ان يستبين وجوده من الاساس .. و هو يراقب الشرفة المقابلة لشرفته ، تلك الشرفة الخاصة بروضة و التى شهدت اياما و ليالى من سمرهما معا فى خلسة من الجميع
لتعود ذاكرته الى اخر لقاء شهدته شرفتهما عندما قالت له
فلاش باك
روضة و هى تحاول انهاء الحديث : يا يوسف انا ما اقدرش اتدخل فى الموضوع ده
يوسف بانفعال : اومال مين اللى يتدخل يا روضة انا مش فاهم
روضة بامتعاض : وطى حسك ده انت هتفضحنا😒
يوسف : لما اكون متقدملك و انتى المفروض بتحبينى زى ما بحبك ، و يخيروكى ما بينى و بين عريس الغبرة ده المفروض انك تختارينى انا مش تقوليلهم اللى تشوفوه
روضة : ماهو بصراحة يا يوسف كده .. مافيش وجه مقارنة بينك و بين نبيل من اساسه ، نبيل عنده شقه فى المهندسين و متوضبة سوبر لوكس و عربية احدث موديل و هيجيبلى شبكة خمسين جرام دهب ، ده غير المهر و المؤخر و الاجهزة الكهربائية و الفستان اللى هيجيبهولى من فرنسا و الرصيد اللى هيحطهولى فى البنك
ازاى احطه فى مقارنة معاك بالاوضة اللى فى شقة باباك دى و بس كده
كان يوسف يستمع اليها بذهول و هى تعدد مزايا العريس الاخر و يبدو من لهجتها الانبهار بوضعه المادى و الاجتماعى .. و ما ان وصلت بحديثها الى وصعه المذرى من وجهة نظرها قال : افهم من كده ان انتى وافقتى خلاص على العريس ، مانتيش كمان سيبتيلهم الاختيار
روضة و هى تدير وجهها بعيدا : الحقيقة ماقدرتش ارفض ، ده حتى كده يبقى بتر على النعمة
يوسف بيأس متهكم : انتى عندك حق ، روحى اتجوزيه يا روضة ، لكن اتاكدى ان عمره ما هيحبك الحب اللى حبيتهولك
روضة و هى تتركه و تعود الى داخل غرفتها : الحب لوحده ما بيأكلش عيش يا يوسف
عودة من الفلاش باك
كان يوسف طوال تواجده باجازاته المتقطعة يلجأ الى تلك الجلسة خلسة و هو يسترجع ذكرياته مع روضته التى هجرته بمحض ارادتها ، و رغم ذلك لم يكف عن تتبع اخبارها من امه التى كانت دائمة التوبيخ له و خاصة بعد زواجه
و من وسط شروده و غر.قه بين ذكرياته الحبيسة بعقله وحده انتبه على صوت سلوى و هى تقول بهدوء ناظرة تجاه شرفة روضة : اتطلقت
ليعتدل بجلسته و هو ينظر اليها بانتباه متسائلا : انتى لسه مانمتيش
سلوى دون ان تعير لحديثه اهتماما : بقوللك اتطلقت
يوسف : انتى بتتكلمى عن مين
سلوى بجمود : عن اللى ماقدرتش تنساها طول السنين دى يا يوسف
ليجد يوسف نفسه يردد اسم روضة بهمس يصل لاذن سلوى.. التى قالت بايجاز شديد : ايوة روضة .. ياريت بقى تفكر كويس فى خطوتك الجاية و تبلغنى
لتختفى من امامه فجأة كظهورها فجأة تاركة اياه فى حيرة شديدة من امرها و امره معا
فحديثها ينم عن معرفتها بعدم نسيانه حبه الاول و الاخير و الذى مازال قائما بوجدانه حتى اللحظة ، و لكن .. كيف علمت و من اعلمها و من متى ..
ثم وجد عقله يتحول بسرعة عن سلوى ، و يتجه تفكيره الى روضة ، و هو يردد عبارة قصيرة بينه و بين نفسه .. روضة اتطلقت
و ظل ساهرا ليلته و هو يحاول ايجاد سببا واحدا يجعل غريمه و المدعو نبيل .. يتنازل عن روضته
هل هو من قام بتطليقها ، ام انها هى من طلبت الانفصال عنه ، و ما الاسباب التى ادت الى ذلك
هل خانها .. هل اهانها .. هل ضيق عليها حالها
هل و هل و هل و هو لا يدرى اى اجابة لاى من تلك الهل الكثيرة المتزاحمة برأسه
لينتبه مرة أخرى على صوت امه و هى تقول باستغراب : هو انت يا ابنى مانمتش لحد دلوقتى .. ده الشروق فاضل له ربع ساعة
يوسف ببعض التيه و هو ينظر الى السماء التى تخلت عن عتامتها الليلية و اعلنت عن تباشير الصباح فقال بتردد : الوقت سرقنى و ماجانيش نوم
سامية ببعض السخرية : و تلاقيك ماصليتش الفجر و انت سايب روحك لدماغك ، روح اتوضى و الحق ركعتين الفجر قبل ما يضيعوا منك هم كمان
يوسف : هو انتى ليه من ساعة ما رجعت و انتى كلامك كله كده بالالغاز
سامية بقلة حيلة : روح صلى يا ابنى الله يرضى عنك ، و سيب الكلام ده لما مراتك تبقى تنزل تروح السوق، و انا كمان هروح اصلى .. احسن لسه ما صليتش
لتتركه و تتجه الى غرفة نومها تحت مراقبته الشاردة
و ما ان دقت ساعات الصباح حتى بدأت الحياة تدب فى المنزل ، فها هى سلوى تروح و تجئ و هى تقوم بتحضير الفطور دون ان تحاول الالتفات اليه ، و سامية تحاول مساعدتها بعد ان وضعت احمد بين احضان والده الذى مازال جالسا بالشرفة يطالع الشرفة المغلقة باعين متلهفة لرؤية تلك الروضة بعد ان تحررت من سجانها
و لكن عن اى سجان يتحدث ، اليس هذا السجان هو ذات الشخص الذى فضلته و اختارته بكامل ارادتها
و عندما دعته امه ليشاركهم وجبة الافطار ، لاحظ نظرات امه المتبادلة مع ابيه و سلوى التى لم توجه اليه اى كلمة ، و لم تحاول النظر اليه ايضا ، و بعد ان تناولت بصع لقيمات قليلة ناولت صغيرها الى خالتها قائلة بايجاز : انا هنزل انا اجيبلك الحاجة اللى عاوزاها يا خالتى وهرجع على طول
سامية : طب ماتكملى اكلك الاول ، انتى ماكلتيش
سلوى : كلت على اد نفسى ، لو احتاجتى حاجة تانية رنى عليا قوليهالى قبل ما ارجع
سامية : ماشى يا بنتى .. خدى بالك على نفسك
و بعد انصراف سلوى.. نظر يوسف الى امه بفضول منتظرا حديثها ، فوجدها نظرت اليه بجمود و قالت بترصد : مراتك بتفكر فى الطلاق
يوسف بتهكم : طلاق .. اشمعنى
كامل بتنهيدة : يا ابنى بكفاياك تهميش لمراتك لحد كده ، مش معنى انها بتحبك و فضلتك على الكل ، و اتنازلت عن حاجات كتير اوى من حقوقها ان يبقى ده مقامها عندك
يوسف : انتو بتتكلموا عن ايه انا مش فاهم
سامية : اسمع يا ابنى ، يعلم ربنا ان كلامى ده مالوش علاقة بانها بنت اختى ، انا كلامى ده من عشرتى ليها بعد جوازكم و من اللى شفناه منها انا و ابوك
انا لما عرضت عليك تتجوزها ، فده لانى كنت عارفة انها بتحبك ، و قلت انها هتنسيك اسم النبى حارسها اللى رفضتك و اختارت الفلوس و العز
بس انت بدل ما تحبها و تعززها و تشيلها على راسك ، ماشافتش منك ولا حتى كلمة عدلة من يوم جوازكم
يوسف : برضة انا مش فاهم ايه لازمة الكلام ده كله دلوقتى
كامل : لزمته ان مراتك طالبة الطلاق
يوسف : برضة اشمعنى
سامية بحدة : هو انت يا ابنى هتدخل لنا قافية ، ايه كل شوية اشمعنى .. اشمعنى
يوسف : اقصد اشمعنى دلوقتى ، ايه اللى جد ، من يوم ما اتجوزنا و هى عاوزانى اتنقل ، اجى يوم ما اتنقل تطلب الطلاق
سامية: تفكيرها فى الطلاق مالوش علاقة بنقلك
يوسف : اومال له علاقة باية
سامية و هى تنظر تجاه الشرفة : له علاقة بطلاق حبيبة القلب ، ماهى اكيد عارفة ان حالك هيتشقلب بزيادة اول ما تعرف ، فقالت فى عقل بالها اخدها من قصيرها و ابقى بكرامتى
يوسف و عينيه هو الاخر تتجه الى الشرفة قائلا بوجوم : هى اتطلقت ليه
سامية بتهكم : رغم انه مش موضوعنا .. بس جوزها ماتحملش طمعها ، لقاها ماوراهاش غير اللبس و الدهب و الخروج و الفسح ، لا هى بتاعة بيوت و لا عيشة ، حتى حتة العيل اللى خلفته رمياه لامها على طول و ماتعرفش عنه حاجة
ثم ربتت على كف يوسف قائلة : من زمان و انا بقول لك انها مش بتاعة جواز و لا عيشة ، بس كنت سايباك و انا بقول طالما هتبقى مبسوط كل شئ و له صرفة
رغم وجع قلبى عليك بعد اللى عملته معاك ،
الا انى كنت بصلى و بشكر ربنا انه بعدها عنك ، و قلت انك مسيرك تعرف ان ربنا نجاك منها
لكن انت حابس روحك جوة الحدوتة يا ابنى و مش عاوز تطلع منها ، و بدل ما تبص لمراتك و تعرف قيمتها .. عمال تبكى على اللى راح رغم انه مايسواش ، و اديك اهو بتبيع الغالى لجل تشترى الرخيص
يوسف بتنهيدة : انا و لا بيعت و لا اشتريت
كامل : لا يا ابنى ، رغم انى راجل زيك ، و يمكن ما افهمش اوى فى مشاعر الستات ، بس مراتك مكسورة
مراتك كانت زى الوردة المفتحة ، على طول ضحك و هزار ، شعلة نشاط ، لكن من بعد جوازكم .. بقت على طول مطفية طول وجودك فى الاجازات بتاعتك رغم ان المفروض يبقى العكس تماما
و كانت بترجع لطبيعتها من تانى اول ما بترجع شغلك ، لكن شوية بشوية انطفت خالص ، بقت على طول سرحانة و ساكتة ، مابتتكلمش الا للضرورة ، فى وجودك و فى بعدك و انت السبب فى كل ده
يوسف : انا عمرى ماقلتلها كلمة زعلتها
سامية : و برضه عمرك ماقلتلها كلمة فرحتها ، تبقى دى عيشة دى
يوسف بتردد : و هى عرفت منين حكاية روضة اصلا من الاساس
سامية بضيق : هى اللى قالت لها
يوسف بدهشة : ازاى يعنى مش فاهم ، و ايه المناسبة اللى تخليها تقول لها حاجة زى دى
سامية : سلوى كانت حامل فى احمد و واقفة فى البلكونة ، و المعدلة شافتها و كلمتها ، و كلمة فى كلمة قالت لها .. انتى عارفة ان كان المفروض ابقى انا ام ابنك ده ، و حكت لها
كامل : كيد نسا
سامية بتنهيدة : صدقت يا كامل ، هو فعلا مايتقالش عليه غير كده
كامل : ناوى على ايه يا ابنى
يوسف : ناوى على ايه فى ايه يا بابا
سامية : ابوك يقصد بعد ما عرفت ان بسلامتها اتطلقت ، ناوى توصل الود من تانى؟ ، لانك لو ناوى على كده يا ابنى ، انت من سكة و احنا من سكة
يوسف بحدة : ايه يا ماما الكلام ده
سامية بحزم : ده مش كلام ، ده قرارى انا و ابوك ، احنا لا يمكن نوافق على ظلم مراتك و ابنك ابدا اكتر من كده ، انت بقى عاوز تظلمهم بزيادة .. انت حر ، لكن بعيد عن هنا
يوسف بذهول : انتو بتطردونى ، طب خليتونى اطلب نقلى و ارجع هنا ليه
كامل : يا ابنى ماحدش يقدر يطردك من بيتك ، بس برضة .. ماحدش يرضى ابدا ان مراتك تتذل واللا تتهان فى وجودنا
يوسف : هو انتو خلاص شفتونى روحت اتجوزتها
ساميى بترصد : تنكر ان الفكرة جت فى دماغك اما عرفت بطلاقها
يوسف بتردد : و افرضى
سامية بسخرية : ماحنا فرضنا ، و عشان كده وصلنا للنتيجة دى
كامل : طب يا ابنى اسمحلى اسالك سؤال ، و انسى ان ابوك اللى بيسالك
يوسف : أسأل
كامل : لو انت فكرت تتقدملها من تانى ، و حتى لو وافقت عليك .. تضمن انها ماتبيعكش من تانى مع اول دفتر شيكات يشاورلها من بعيد
لينظر إليه يوسف بجمود دون رد ، فيقول كامل : مش عاوز الرد ، انا عاوزك انت ترد على نفسك
و عاوزك حتى لو سلوى صممت على الطلاق و طلقتها لا قدر الله ، ياريت تحاول تحافظ على احترامها ليك ، بلاش تخسر احترامها هو كمان زى ما خسرت حبها
لتربت سامية على كفه مرة أخرى قائلة : قوم ناملك شوية .. انت مانمتش من امبارح ، و ياريت تفكر فى كلامى انا و ابوك كويس ، و ياريت ماتفرطش فى مراتك بالساهل كده ، مراتك باعت الكل و اشترتك .. بلاش انت اللى تبيعها


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close