اخر الروايات

رواية انا وانتي والحب الفصل الثاني 2 والاخير بقلم ميمي عوالي

رواية انا وانتي والحب الفصل الثاني 2 والاخير بقلم ميمي عوالي 

2
اسكريبت انا و انتى و الحب
الجزء التانى و الاخير
لتربت سامية على كفه مرة أخرى قائلة : قوم ناملك شوية .. انت مانمتش من امبارح ، و ياريت تفكر فى كلامى انا و ابوك كويس ، و ياريت ماتفرطش فى مراتك بالساهل كده ، مراتك باعت الكل و اشترتك .. بلاش انت اللى تبيعها
ليومئ يوسف إليهما برأسه و يتركهم متجها الى غرفة نومه و رأسه تموج بالكثير و الكثير
ليقضى يوسف يومه كاملا فى نوم عميق ملئ بالاحلام
و عند استيقاظه وجد ان الساعة اوشكت على السادسة مساءا ، ليجدهم يجلسون جميعا بغرفة نوم ابيه و سمع امه تقول : كنتى حاولتى حتى تناميلك و لو نص ساعة .. ده انتى عينيكى نعسانة خالص يا بنتى
سلوى : معلش يا خالتى ، عشان اعرف انام بالليل
سامية بتنهيدة ممتعضة : ده على اساس انك بتنامى بالليل اوى .. قلة النوم دى هتتعبك صدقينى
كامل : اسمعى كلام خالتك يا سلوى ، النوم ده اصله ميزان الجسم يا بنتى ، سيبى احمد معانا و روحى انتى نامى .. اياكش حتى تنامى للصبح ، ماحدش هيصحيكى ، هنسيبك لحد ماتشبعى نوم و تصحى لوحدك
سلوى باستنكار : و اسيبكم لوحدكم ازاى بقى
سامية : ياغلبى منك و من دماغك الناشفة دى
سلوى بضحكه واهنة : طالعالك يا خالتى
ليدخل عليهم يوسف ملقيا السلام ، و بعد الرد عليه يقول كامل : صح النوم يا ابنى
يوسف : صح بدنك يا حاج
سلوى بجمود : احضرلك الغدا
يوسف : لا شكرا .. عندى مشوار عاوز اعمله و اما اجى ابقى ااكل ، ياريت بس تعمليلى فنجان قهوة
لتضع سلوى وليدها باحضان خالتها و تتجه الى الخارج ، فتقول سامية : و على فين العزم ، ده انت ما بتعملهاش يعنى
يوسف : الوضع اتغير ، كنت بنزل اجازة يومين تلاتة و برجع تانى ، لكن انا خلاص بقيت هنا على طول
سامية : برضة ماقلتش رايح فين
لينظر اليها يوسف .. ثم يقول و هو يراقب سلوى من على بعد و هى تعد له القهوة : محتاج اشم شوية هوا و اقعد مع نفسى شوية
سامية : براحتك يا ابنى ، ربنا ينور بصيرتك
ليتركهم يوسف و يذهب الى غير وجهة ، ليترك لقدميه اختيار طريق خطواتها دون اختيار ، ليجد نفسه امام نهر النيل ، ليقترب من سوره و يتكئ عليه مراقبا لانعكاس ضوء القمر على صفحة مياهه فى شرود تام و هو لا يشغل باله غير طلاق روضته
ليخرجه من شروده صوت احد الشباب الجالس على مقربة منه بصحبة احدى الفتيات و هو يقول بسعادة كبيرة : يعنى رفضتيه بجد
الفتاة بتأكيد : ايوة طبعا و انت كان عندك شك انى اعمل كده و اللا ايه
الشاب بمرح : بصراحة .. كنت خايف عينك تزغلل ، ده انا نفسى لو كان اتقدملى كنت ممكن اوافق عليه
الفتاة ضاحكة : لا اثبت كده و خليك جامد
الشاب : طب و مامتك و باباكى
الفتاة : ما انت عارف انهم ما يهمهمش غير سعادتى و انا قلت لهم انى مش مستريحة له ، بس على فكرة ، انت كمان لازم تتحرك شوية ، لازم تكلم بابا و تحدد معاه معاد تقابله فيه ، و اعمل حسابك ان دى اخر مرة هتشوفنى فيها لحد ماتقابل بابا
الشاب ببعض القلق : تفتكرى هيوافق عليا بظروفى دى
الفتاة : المهم ان انا موافقة و راضية ، انت تعمل اللى عليك و ان شاء الله ربنا معانا
كان يوسف يستمع لحديثهما و هو يعقد مقارنة سريعة بين تلك الفتاة و روضة ، لتنتقل المقارنة بين روضة و سلوى كما فعلت معه امه قبل نومه ، و كان يشعر ببعض الضيق لانتصار سلوى على روضة فى جميع الزوايا الا الاستحواذ على قلبه
ليعود يوسف الى المنزل بعد ان ذهب الجميع الى النوم ، ليذهب كعادته الى ركنه المظلم بالشرفة ، ليجلس و هو يدخن سيجارته و هو شاردا فيما حدث منذ قليل و صوت قوى يردد بداخله .. باعتك عشان الفلوس ، و انت بعت سلوى اللى اشترتك عشان وهم فى دماغك لوحدك ، و بعد قليل يثير انتباهه دلوف روضته الى الشرفة و هى تنظر تجاهه و كأنها تراه ، و كانت ترتدى مالا يسترها كما ينبغى
و سمعها تقول و هى تنظر اليه : اطلع من الضلمة اللى انت قاعد فيها دى ، انا شايفاك على فكرة
ليخرج راسه الى بؤرة من الضوء المرسل من اضواء الشارع و نظر اليها فى صمت ، فاستدركت قائلة : ايه .. مش هتقولى ازيك حتى
يوسف و هو يتفحصها بعينيه : انتى متعودة تدخلى البلكونة بلبسك ده
روضة بلا مبالاة و هى تنظر الى مظهرها : ماله لبسى
يوسف : و هو فين لبسك ده اصلا ، من امتى و انتى كده
روضة ببعض التفاخر : فستانى ده من فرنسا على فكرة
يوسف : انتى بتسمى ده فستان ، ده انا فكرته قميص نوم
روضة بابتسامة مغوية : طب ده انا لابساه من بدرى و مستنياك ترجع من برة عشان تشوفنى بيه
يوسف باستغراب : و انتى عرفتى منين انى ….
روضة مقاطعة : شفتك و انت نازل و واخد فى وشك ، و الصراحة لقيتك وحشتنى ، انا بقالى كتير اوى ماشفتكش ، فقلت استناك و نقعد نسهر مع بعض زى زمان .. فاكر
يوسف باقتطاب : اكيد فاكر
روضة بترصد : و اكيد عرفت ان انا و نبيل اتطلقنا
يوسف دون مراوغة : و يا ترى ايه السبب
روضة باشمئزاز : طلع بخيل موو.ووت
يوسف باستنكار : كل اللى جابهولك ده و بخيل
روضة : لا ماهو كان فاكر انه كده عمل اللى عليه
يوسف : يعنى هو طلقك و اللا انتى اللى طلبتى الطلاق
روضة وهى تنظر بعيدا : انا طبعا اللى طلبت الطلاق
يوسف متهكما : و هو وافق كده على طول
روضة بتردد : ها .. ااه ، اصلى هد .دته انى هرفع عليه قضية خلع
يوسف : و ابنك عامل ايه
روضة و هى تشوح بيدها تأففا : اهو مابيبطلش زن
يوسف : عنده اد ايه
روضة بتفكير : مش عارفة ، ماما هى اللى عارفة كل التواريخ
يوسف بذهول : انتى مش عارفة تاريخ ميلاد ابنك
روضة بعدم مبالاة : سيبك من ابنى و الكلام الفارغ ده و قولى بصراحة .. وحشتك .. مش كده
ليصمت يوسف و قد شعر لوهلة بالغثيان من حديثها ، فتحثه مرة اخرى على الحديث فتقول : انا عارفة و متاكدة انى اكيد وحشتك زى ما انت وحشتنى بالظبط
يوسف بجمود : و انا بقى وحشتك فعلا
روضة : طبعا وحشتنى و وحشنى سهرنا مع بعض كل ليلة .. فاكر
يوسف بشرود : الا فاكر
روضة بابتسامة مغوية : و ياترى لسه فاكر حبنا
يوسف : و انتى .. فاكراه
روضة بلهفة : الا فاكراه ، هو انا عمرى نسيته ، انا عمرى ماحبيت غيرك يا يوسف
يوسف بذهول : اومال سيبتينى و سيبتى حبنا و اتجوزتى نبيل ليه
روضة بامتعاض : مانا قلتلك من الاول ، الحب ما بيأكلش عيش ، لو كنا اتجوزنا فى وضعك وقتها كان زماننا متطلقين و كارهين بعض من الفقر و قلة الفلوس
يوسف : طب ما انتى كان معاكى شوال الفلوس و برضة اتطلقتى
روضة : مانا قلتلك انا اللى طلبت الطلاق
يوسف بسخرية : ماتفرقش .. النتيجة واحدة
روضة : تقصد ايه
يوسف : اقصد ان اللى بيحب بجد ، تصرفاته هى اللى بتتكلم ، مش فلوسه
روضة باستنكار : يعنى انت عاجبك حالك اللى انت فيه ده ، لحد دلوقتى حتى ماعرفتش تجيب شقة لنفسك و لسه عايش مع أهلك
يوسف : ده لانى ماحاولتش ، و كمان مش عاوز ابعد عن ابويا و امى
روضة : و فين خصوصيتك ، انا بصراحة لحد دلوقتى مش فاهمة ازاى مراتك راضية بالوضع ده
ليصمت يوسف قليلا و قد لمح ظلا لشخص ما يقف خلفه متواريا وراء الستار ليعلم على الفور انها سلوى ، ليجد نفسه يبتسم بهدوء و يقول : لو كنتى حبيتينى الحب اللى مراتى حبتهولى .. كنتى عرفتى هى ازاى راضية بالوضع ده
روضة بسخرية : مش مهم ان كانت تحبك و اللا ماتحبكش ، المهم انت بتحب مين ، و انا متاكدة ان قلبك ماعرفش غيرى لحد النهاردة
يوسف و هو يفكر فى حديثها : انتى قلتيلى انك مستنيانى من بدرى
روضة بدلال : من بدرى اوى
يوسف : و ياترى ليه
روضة : مانا قلتلك انك وحشتنى ، و قلت انك اكيد هتنبسط لما تعرف انى خلاص اتطلقت
يوسف : و انا علاقتى ايه بطلاقك
روضة : انا بقى معايا فلوس كتير اوى ، و الوضع مابقاش زى زمان ، و كمان خلاص اتطلقت و انت مابتحبش مراتك و مش مبسوط معاها ، تعالى نعوض اللى فاتنا و نتجوز و نبعد عن هنا و نعيش بقى
ليضحك يوسف ضحكة طويلة تحت نظرات روضة المندهشة ، فقالت : انا مش فاهمة انت بتصحك على ايه
يوسف باستخفاف : عليكى
روضة باستنكار : ليه بقى ان شاء الله
يوسف : على افتراضاتك اللى انتى حطيتيها و صدقتيها و كمان بنيتى عليها نتايج مسبقة
روضة : افتراضات ايه دى بقى
يوسف : انى لسه بحبك و انى عايش على ذكراكى ، و الاهم من كل ده .. انى ممكن افرط فى مراتى و ابنى و كمان ابويا و امى لمجرد انى اتجوزك عشان ارجع حبى من تانى ، حبى اللى انتى بنفسك دوستى عليه عشان شوية فلوس لما قلتيلى ان الحب لوحده مابيأكلش عيش .. فاكرة
روضة : طبعا فاكرة ، و لحد دلوقتى عند رايى ، و ادينى اهو ماطلعتش خسرانة ابدا من جوازتى ، بالعكس .. انا بقى معايا فلوس تعيشنى ملكة طول عمرى و لو اتجوزنا انت كمان هتبقى ملك
يوسف بكبرياء : بس انا اصلا ملك و من غير فلوسك اللى بتتكلمى عنها دى
روضة باستنكار : هو احنا هنضحك على بعض ، اشحال ان ماكنتش لحد النهاردة شغال فى مستشفى حكومى و حتى ماعندكش عيادة خاصة
يوسف : و رغم كده .. الا ان مراتى محسسانى انى على طول ملك ، ملك حياتها ، رغم انى ماكنتش استاهل ده فى اوقات كتير اوى ، او يمكن عمرى ما استاهلته ، لكن قدمتلى اللى عمر ماحد غيرها ابدا كان هيقدر يقدمهولى
روضة : و ايه بقى اللى هى قدمتهولك ده
يوسف : الامان .. طول الوقت و انا مآمنلها ، طول الوقت و انا مآمن على ابويا و امى و هى معاهم ، كنت مآمن على ابنى و هو فى حضنها
مآمن على اسمى و نفسى حتى و انا بعيد عنهم
روضة بسخرية : كل ده كلام نظرى مالوش لا قيمة و لا تمن
يوسف بتنهيدة زافرة : واضح انك يوم ما وافقتى على جوازك من نبيل .. انك مابعتيش حبنا بس يا روضة ، انتى بعتى كل حاجة
روضة : تقصد ايه
يوسف و كأنه يستعد لانهاء النقاش : اقصد ان مافيش فايدة ، و انى لازم ادخل انام دلوقتى .. بعد اذنك
روضة بذهول : انت هتسيبنى لوحدى و انا اللى مستنياك بقالى كذا ساعة
يوسف : انا ماطلبتش منك تستنينى ، و بعدين .. اسمحيلى .. مايصحش ابدا نقعد نتكلم و نسهر سوا لوحدنا فى وقت زى ده و خصوصا بعد طلاقك
روضة : تقصد ايه
يوسف : كلامى واصح يا مدام روضة ، بلاش تخلينى اعيده من تانى .. بعد اذنك
ليتركها و يدلف الى الداخل مغلقا باب الشرفة من ورائه و هو يبحث عن سلوى بعينيه و لكنه لم يجدها ، فاتجه الى الغرفة التى تبيت بها برفقة ولدها بعيدا عنه حتى لا تزعجه ببكاء الصغير
اما سلوى فبعد ان استمعت لبعض من حديثهما سويا حتى قال يوسف لروضة .. لو كنتى حبيتينى الحب اللى مراتى حبتهولى .. كنتى عرفتى هى ازاى راضية بالوضع ده
لتنصرف سلوى بهدوء عائدة الى حجرة صغيرها و هى تحاول كتم الما شديدا أحاط بقلبها حتى انهكه .. فهو يعلم بحبها الكبير له و يعلم أيضا تضحيتها و صبرها و لكنه رغما عن ذلك .. ظل قابعا بداخل بؤرة مظلمة تمتلئ بذكرياته مع غريمتها
فعادت الى احضان صغيرها و هى تشعر بالخيبة دون ان تجد لها انيسا سوى دموعها المنحدرة على وجنتيها كاللهيب
اما يوسف فعندما لم يجدها علم انها لم تنتظر لتكمل الاستماع الى حديثهما ، و وجد قدماه تذهب الى حجرة صغيرهما ، و دق دقة خفيفة على الباب و فتحه بهدوء فوجدها تجلس بالفراش الى جانب الصغير الغافى و هى تحاول المسح على وجهها لتذيل اثر عبراتها ، ليشعر و لاول مرة بالأسى حيالها ، ليحمحم بخفوت قائلا ببعض التردد : لو مش جايلك نوم .. ياريت تيجى نقعد سوا ، اعتقد اننا محتاجبن نتكلم مع بعض شوية
سلوى دون النظر اليه : ياترى خير
يوسف : تعالى بس و ان شاء الله يبقى خير
لتنهض سلوى بهدوء من جوار صغيرها و تقول : اتفضل
ليتجه يوسف مرة اخرى الى الشرفة ليفتحها و يشير اليها لتجلس بركنه المظلم قائلا : اقعدى انتى هنا عشان ماحدش يكشفك
سلوى بتهكم بعقل بالها : قصدك عشان ماتشوفنيش و انت بتتكلم معايا
لتجلس و عينيها تتجه الى الشرفة المقابلة لتجدها مغلقة و مظلمة ، و وجدت يوسف قد جلس و ظهره الى الخارج و قال دون مقدمات : ماما النهاردة قالتلى انك طالبة الطلاق
سلوى و هى تكافح كى تجد صوتها ، و قد ايقنت بداخلها انه يحدثها كى ينهى زواجهما : ايوة
يوسف : ممكن اعرف السبب
سلوى : بحاول اعفيك من الحرج ، و اعفى نفسى من الاهانة
يوسف و قد استوعب مغزى حديثها : و مين قال لك ان فى حرج او فى اهانة لا قدر الله
سلوى : ارجوك يا يوسف .. بلاش تصعبها عليا اكتر من كده
يوسف : هى فعلا كانت صعبة يا سلوى .. صعبة اوى ، و بعترف انى رغم شهادتى العالية و الماجيستير و الدكتوراة.. الا انى مافهمتهاش غير الليلة دى .. متأخر اوى مش كده
سلوى بعدم فهم : هى ايه دى
يوسف : الحدوتة ، ماهو كل حدوتة كنا بنسمعها زمان .. كنا لازم نخرج منها بدرس و عبرة ، درس صعب اننا نفهمه من غير صيغة درامية نتعايش معاها و نحسها
انا عيشت الحدوتة ماسمعتهاش ، و رغم ذلك .. مافهمتش درسها غير النهاردة
سلوى : برضة مش فاهمة
يوسف : هفهمك .. ، ليقص عليها يوسف ما سمعه من حديث فتى و فتاة كورنيش النيل ، ثم صمت لبرهة فقالت تحثه على اكمال حديثه : طب و دول مالهم بيك
يوسف بسخرية : مالهم بيا ازاى بقى ، ده هم دول الل عرفونى انى كنت غبى اوى و سطحى ، فضلت عايش فى الوهم و باصص تحت رجليا السنين دى كلها
عشت العمر ده كله و انا حاطط فى دماغى انهم خدوها منى و حرمونا من بعض ، رغم انى عارف ان هى كمان اتخلت عنى بكل بساطة
بس حتى لما كنت بفتكر كلامها و هى بتقول لى ان الحب لوحده ما يأكلش عيش ، كنت برجع اقنع نفسى انها قالتلى كده عشان انساها و ما اعذبش نفسى بحبها ، كنت مصمم اخليها انبل من حقيقتها اللى واضحة زى الشمس للكل
سلوى بفضول : و ياترى انت عرفت دلوقتى حقيقتها كويس ، و اللا هتعملها شماعة زى غيرها
يوسف : تقصدى ايه
سلوى : اقصد ان مش كل بنت بالشجاعة اللى تخليها تقف قدام اهلها عشان خاطر حبيبها ، و ان ياما بنات كتير بتضطر تتخلى عن حبها لمجرد انها ماتخسرش رضا اهلها ، و حتى لو كانت اختارت الفلوس .. …
يوسف بذهول : سكتتى ليه .. ماتكملى ، انتى بتدافعى عنها!!
سلوى بغصة عميقة : مش بدافع عنها ، انا موقفها مايخصنيش من الاساس زى موقفك انت ، بس انا مش عارفة انت بتقول لى الكلام ده دلوقتى ليه
يوسف : عشان عاوزك تفهمى انى فتحت عينى و اخيرا شفت الحكاية صح ، فهمت الحدودتة بدرسها مظبوط ، فهمت انى ماكنتش عندها بالقيمة اللى تخليها تتمسك بيا ، و عشان كده لازم انسى كل ده ، آن الاوان انى ارمى كل ده ورا ضهرى و ابص للى فى ايديا و احمد ربنا عليه
سلوى بالم : فات الاوان يا يوسف
يوسف : ليه بتقولى كده
سلوى : للاسف .. طاقتى خلصت ، انت استنفذت كل مخزون الصبر اللى كان جوايا ، و لولا خالتى و عمى ، يمكن ماكنتش صبرت ابدا لحد دلوقتى
يوسف : تعالى نرمى كل اللى حصل ده ورا صهرنا و نحاول نبتدى من جديد ، انا عارف انى يمكن او اكيد كنت انانى فى علاقتى بيكى ، او يمكن كنت مغرور بحبك ليا
سلوى : مغرور بحبى
يوسف : ايوة ، كنت عارف و متاكد انك بتحبينى ، فكنت معتمد ان حبك ليا هيفضل صامد و متحمل مهما حصل
عارف كمان انى ظلمتك ، و كمان عارف انى جرحتك و وجعتك كتير ، بس غبائى كان مخلينى دايما ابص لبعيد و اعمل نفسى مش واخد بالى
سلوى بدهشة : انت عاوز تفهمنى انك فجأة كده حسيت بيا و اخدت بالك منى
يوسف بخجل : الحقيقة كان فى مساعدة خارجية من امى و ابويا ، اللى لقيتهم مدعمينك على طول الخط ، اول مرة احس ان فى حد واخد مكانتى عندهم و يمكن اكتر كمان ، و الحقيقة رغم انى حاسس بده من زمان ، الا انى النهاردة بالذات حسيت ان ليهم حق
سلوى : و اشمعنى
يوسف و هو ينظر الى اضواء الانارة البعيدة فى الشارع : مش هكدب و اقول مش عارف ، بس النهاردة بعد ما سمعت الولد و البنت اللى قلتلك عليهم ، غصب عنى طول ماكنت راجع على هنا ، و حتى بعد ما وصلت .. لقيت نفسى بعمل مقارنة بينك و بينها
سلوى بترصد : بينى و بينها
يوسف : و كانت النتيجة فى صالحك على طول الخط ، لقيت ان انتى بس اللى اشتريتينى
سلوى بنبرة حزن : و انت بعتنى
يوسف بدفاع : انا عمرى مابعتك
سلوى : بس اتعاملت معايا زى البضاعة الراكدة
يوسف : ابدا ، انا اتعاملت معاكى زى الملكية المضمونة ، زى ماقلتلك من شوية .. انى كنت طول الوقت مغرور بيكى
سلوى : بس رغم كل ده الا انك لسه بتحبها هى
يوسف : انا كمان كنت فاكر كده لحد نص ساعة فاتت ، طول السنين اللى فاتت دى و انا كنت متخيل انى اول ماعينى هتقع عليها مش هقدر اشيلها من تانى ، و ان قلبى يمكن يقف من سرعة دقاته ، او يمكن كمان ما اقدرش حتى اتكلم كلمتين على بعض ، لكن ..
سلوى : لكن ايه .. سكتت ليه
لينظر اليها يوسف و هو يقول ببعض الحيرة : اما شفتها لقيت واحدة عمرى ماعرفتها قبل كده ، انا ماحبيتش انسانة رخيصة و لا سهلة ابدا
ما كنتش اتخيل ابدا ان انا اللى انهى كلامنا و ان انا اللى اقفل بابى فى وشها
سلوى : مش يمكن حبيت تنتقم لكرامتك بعد اللى حصل منها زمان
يوسف : انتى عارفة ان لو كلامك ده حقيقى ، ابقى بطلت احبها من زمان و انا اللى ماكنتش فاهم ، بس فى كل الاحوال .. انا فعلا اكتشفت انها مابقيتش تهمنى فى شئ
لتسود فترة من الصمت قبل ان يقول يوسف : قلتى ايه يا سلوى ، هنرمى كل اللى فات ورا ضهرنا و نبص لحياتنا اللى جاية و لابننا
سلوى بفضول مترصد : لو ماكنتس قابلت الولد و البنت بتوع الكورنيش .. كان ده برضة هيبقى رايك ، و اللا كنت هتبتدى حياتك الجديدة دى معاها هى و ترمينا احنا ورا ضهرك
ليقول يوسف بعد برهة من التفكير : كل اللى هقدر اقوله لك انى اعتبرت الولد و البنت دول رسالة مبعوتالى من ربنا ، حسيت ان ربنا حطهم فى طريقى عشان يشيل الغشاوة من على عينيا
و حسيت انى ابقى فعلا غبى لو فرطت فى الفرصة دى
ادينى فرصة اكفر بيها عن كل اللى حصل منى من يوم جوازنا ، اعتبرينا لسه بنبتدى حياتنا مع بعض ، و خلينا نبتدى من اول و جديد
سلوى : يوم ما وافقت على جوازى منك ، منيت نفسى انك تحبنى زى ما بحبك ، لكن …
يوسف : مش قلنا نرمى كل ده ورا ضهرنا
سلوى : بس انا روحى دبلت لما مالقيتش الحب اللى كنت بتمناه
يوسف : ان شاء الله نقدر نرجع كل ده مع بعض ، و ان كان على الحب ، فانا اوعدك …
سلوى ساخرة : الحب عمره ماكان وعد يا يوسف ، و لا حتى عمره كان قرار
يوسف : طب لو قلتلك اقبلى حبى لحبك كبداية
سلوى : مش فاهمة
يوسف : اعتبرى حبى لحبك ليا ده فى حد ذاته بداية حبى ليكى ، اعتبرى حبى لاحترامك و عزتك لنفسك بداية حبى ليكى ، صدقينى انا عاوز احبك و اعتقد انه مش صعب ابدا انى اقع فى حبك .. بس ادينى الفرصة انى اقدر ابتدى ده
سلوى : و لو ماقدرتش تحبنى
يوسف باصرار : هقدر يا سلوى .. هقدر ، و مش هيبقى فى بعد كده غير انا و انتى و الحب
♥️🤍♥️🤍♥️🤍♥️🤍♥️
قد تتوقف حياة البعض عند اول انكسا.ر او هزيمة ، و قد يتصور انها نهاية العالم او نهاية المطاف لحياته باسرها لمجرد انه خسر الطرف الاخر او ان الطرف الاخر قد غدر و تخلى عنه
و قد يستطيع البعض لملمة شظايا قلبه المكسو.ر ليحاول اكمال ما توقف من حياته
و قد يستهين المرء بكوبا من اللبن المصفى و الذى يملكه بين يديه و هو يتحسر و يتلهف الى بعض اللبن المسكوب و الذى لا طائل من ورائه
ليتنا نعلم بان ليس كل ماتشتهيه اعيننا حلو المذاق ، و بان ليس كل ما تعشقه قلوبنا ترياق
فقد قال تعالى فى كتابه الكريم
(( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) صدق الله العظيم
اسكريبت انا و انتى و الحب
بقلمى .. ميمى عوالى
بحبكم فى الله ❤️❤️❤️
تم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close