اخر الروايات

رواية واحترق العشق كامله وحصريه بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق كامله وحصريه بقلم سعاد محمد سلامة


بـ شقه بمنطقه راقيه
هرولت تلك الصغيرة صوت ضحكتها تُجلجل وهى تدلف الى الغرفه تقف خلف والدتها تتشبث بساقيها كآنها تحتمي بها، تبسمت بحنان وهى تنظر لها وإنحنت تحملها ونظرت نحو الى تلك الأخرى التى دخلت خلفها تنهج قليلًا تبتسم بخفاء، تشبثت بها الصغيره تدفس رأسها بخباثه، ضحكت ونظرت نحو والدتها سائله:
خير يا ماما، يُمنى عملت أيه جايه تستخبى؟.
إلتقطت نفسها قائله بمرح:
بعد ما جمعت اللعب وحطيتهم فى السلة وقولت هروح أجهز لينا فطور مفيش دقيقه ورجعت لقيتها بدرت اللعب كلها عالارض فى الصاله… أنا لازم أعضها من إيديها.

تبسمت وهى ترا الصغيره تضم يديها تدفسهم فى صدر سميرة بينما والدتها تحاول جذب يديها بمرح حتى حتى تمكنت من مسك إحد يديها وضعتها بين اسنانها توهمها أنها ستعضها، وتبسمت لتلك الصغيره الماكره التى ألقت بنفسها عليها، أخذتها برحابه وبدل أن تعضها قبلت وجنتيها قائله:
مكاره، بس بحبك، وبحب بسمتك والغمازات اللى بتظهر لما بتبتسمي.
تبسمت عليهن بنفس الوقت غص قلبها حين ذكرت تلك الغمازتين اللتان بوسط وجنتيها هى ورثتهن عن أبيها… سُرعان ما نفضت تلك الغصه وهى تسمع والدتها تقول:
لو كنتِ خلصتِ لبسك يلا تعالى نفطر قبل ما تنزلي للبيوتي.
تبسمت قائله:
هلف الطرحه وأحصلكم.
غادرت والدتها ومعها الصغيره بنفس الوقت صدح صوت تنبيه هاتفها، للحظه خفق قلبها وهى تتوجه ناحية مكان الهاتف ونظرت الى شاشته علمت أن الرساله مجرد تنبيه من شبكة الإتصالات، هدأ توترها وأكملت ضبط وشاح رأسها وخرجت من الغرفة ذهبت الى المطبخ، تبسمت وهى ترا إنسجام الإثنتين
والدتها تُطعم الصغيره، نظرت إليها قائله:
إقعدي إفطري يا سميره لسه وقت على ميعاد البيوتى، إنتِ فى الشغل بتنسي نفسك فى الأكل، إنتِ لسه شابه وبالنسبه لك شئ عادي بكره لما تكبرى صحتك هتقل بسبب قِلة الأكل.
تبسمت سميره قائله:
والله فى البيوتي مش بحس بالجوع… عِفت كل يوم بتجيب معاها سندوتشات وعصاير وبتعمل حسابى معاها وإن رفضت أخدهم منها بتزعل وتفكر إنى مش بثق فيها.
تبسمت لها قائله:
عِفت بنت حلال أنا بعد اللى مر عليا من السنين، بقى عندى وجهة نظر فى الناس، وقلبى إرتاح لـ عفت، أقولك أبقى أعزميها عالغدا يوم الراحه بتاعتكم، أهو حتى أعتبري العزومه قصاد السندوتشات.
تبسمت سميره قائله:
هبقى أقولها، هقوم دلوقتي عشان الحق الموصلات للبيوتي قبل زحمة الطريق.
تبسمت لها بغصة قلب وهى تُقبل وجنتي صغيرتها قائله بتحذير:
بلاش تتشاقي يا يُمنى وتتعبي ناناه عايدة، وهجيبلك لعبه جديدة.
أومأت يمنى ببسمه بينما تهكمت عايده قائله:

لعبه جديدة، هى ناقصه لعب، ده كل خطوة بمشيها فى الشقه، رجلي بتصدم بلعبه، وفرى الفلوس لحاجه تنفع.
تبسمت سميره وهى تُقبل رأس عايده قائله:
تمام يا ماما، يلا أشوفكم المسا.
غادرت سميره بينما تعقبتها عيني عايده بحسره، لكن عادت تنظر الى تلك الصغيره الجالسه فوق ساقيها تفتح لها فمها كي تُطعمها، وضعت بفمها الطعام ونظرت لها بحنان قائله:
تعرفى يا يمنى إنك الحاجه الوحيدة العِدله اللى جت من ناحية باباكِ.
أومأت الصغيره بهمهمات مرحه كآنها تفهم حديثها.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا بمنطقه راقيه
خرج من حمام الغرفه توجه نحو خزانة الملابس الخاصه به، فتح إحد الضلف ونظر الى تلك الثياب المُعلقه بإنتظام، وقف حائرًا يختار أى زي يرتديه، للحظه تهكم على حالهُ الآن وسابقًا حين كان لا يمتلك سوا طقمين فقط يُبدل بينهما وطاقم ثالث شبه مُهترئ كان للعمل أو يرتديه بالمنزل، أمامه خزانه تحتل أكثر من نصف الغرفه التى تتسع لما يقترب من حجم منزله السابق… أزياء بأشهر الماركات العالميه… حائر فى الإختيار، أخرجهُ من تلك الحيره رنين هاتفه، ترك مشقة الإختيار وذهب نحو الهاتف، تبسم حين علم هاوية المُتصل سُرعان ما رد بإندفاع:
“هانى” أوعى تقولى غيرت رأيك ومش هتحضر الإفتاح.
قهقه هانى قائلًا:
الناس تقول الأول صباح الخير، بونچور حتى، لاء متخفش أنا نازل مصر لمدة يومين، عشان أحضر الإفتتاح،وكمان أزور أمى فى “المحله”، بكلمك قبل ما أطلع عالمطار عشان تكون فى إستقبالى فى مطار القاهرة، كلها أربع ساعات وأكون عندك فى مصر.
تبسم قائلًا:
كويس هيبقى فى وقت قبل الافتتاح…والعقود جاهزة.
إرتبك هانى قائلًا:
بعدين يا عماد، المهم دلوقتي إنتظرنى فى المطار، يلا هسيبك تكمل نوم عشان تبقى فايق… سلام.
فهم عماد سبب تغير طريقة حديث هانى وتقبلها قائلًا:
تمام توصل بالسلامه.

أغلق عماد الهاتف، لكن وقع بصرهُ على تلك الصوره الظاهرة بخلفية شاشة الهاتف، تنهد بشوق، جلس على الفراش ينظر لتلك الصوره لوقت قليل ثم أعاد وضع الهاتف على تلك الطاوله مره أخرى، إلتقطت عيناه علبة السجائر الفاخره، فكر للحظات قبل أن يلتقط إحداها ثم جذب القداحه وأشعلها، نفث دُخانها وعاد ينظر الى ذاك السيجار الذى بيده وضحك بسخريه على القدر وعلى ذاك الشاب اليافع الذى حين كان يرا والدهُ صدفه بالطرُقات ويراه يزفر دخان إحد السجائر كان يزداد فى البُغض له، هو يحرق تلك السيجاره وهو بأمس الحاجه لثمنها، كي تسد رمقهُ أو من أجل مصاريف دراسته، زفر دخان السيجار مره أخري يشعر بمقت كآن دوامة الماضى مازالت تلحق به…
أخرجه من ذلك صوت طرق على باب الغرفه سمح له بالدخول،وقام بإطفاء بقايا السيجار بالمنفضه، نهض مُبتسمً عكس ذاك المقت الذى كان بقلبه قائلًا بمودة:
صباح الخير يا ماما.
خفتت بسمة والدته قائله:
صباح النور، مش عارفه أيه الهباب اللى بتشربه وتحرق قلبه بيه ده، ربنا يتوب عليك معرفش أيه اللي بلاك بيها.
صمت للحظات،حتى عاودت الحديث مره أخرى:
أنا حضرت الفطور،يلا تعالى نفطر سوا،كمان فى موضوع عاوزه أتكلم معاك فيه.
نظر لها بإستفسار قائلًا:
وأيه هو الموضوع المهم ده.
ردت ببساطه:
كمل لبسك وانا مستنياك تحت.
لم تنتظر وغادرت من الغرفه،زفر نفسه،ربما لديه خلفيه عن ذاك الموضوع الهام.
❈-❈-❈
بـ مراسليا “فرنسا”
بشقة فاخرة… قطب هانى على حديث عماد وأغلق الهاتف ونظر خلفه حين سمع صوت تلك التى من يراها لا يُعطي لها أكثر من خمس وثلاثون رغم أن عُمرها الحقيقى شارف على الواحد والستون، كذالك زيها الشبه عاري، تهكم بداخله ربما مازال يتقبل قدرهُ بالزواج من تلك المُتصابيه رغمً عنه، إقتربت منه بدلال تتمايع بسيرها تود إثبات أنها وإن كانت أكبر منه بحوالى عشرون عامً لكن تتمتع بأنوثة فتاة بالثلاثين من عمرها، رغم علمها أن كل هذا بفضل عمليات التجميل، تحاول إثارتهُ، وهمها ببسمه زائفه حين إقتربت منه ورفعت يدبها تخاوط بهما عُنقه تُداعب أنفهُ بشفتاها بقُبلات ناعمه سائله بالفرنسيه:
كنت بتكلم مين عالهاتف.

لم ينخدع بذاك الإغراء رغم تجاوبه الوهمي وأجابها بالفرنسيه:
كنت بكلم عِماد إبن عمتي.
رفعت وجهها ونظرت الى عينيه سائله بإستجواب:
وماذا كان يريد باكرًا هكذا.
أجابها:
أنا نازل مصر لمدة يومين وراجع بعد بكره.
إرتسم على ملامحها العبوس قائله:
ولماذا… الم تكن بأجازه بـ مصر منذ بضع أشهر.
أجابها ببرود:
عادي، والدتى مريضه ولازم انزل أطمن عليها، وقولت هما يومين مش أكتر، عن إذنك لازم أروح أجهز عشان ميعاد الطيارة بعد ساعتين تقريبًا.
نفض يديها عن عُنقه وتركها ودلف الى غرفة النوم، وقفت دقائق تشعر بالغصب من ذلك هى تشعر دائمًا بالنقص، ليس فقط بسبب فارق العمر بينهم، بل عدم إنجابها للأطفال، هى فقدت ذلك منذ زمن بعيد وهو مازال شابً لم يُكمل عامه الأربعين بعد، ولابد أنه يُفكر فى أطفال يحملون إسمه، هنا بـ فرنسا لن يستطيع الزواج بأخرى بسبب القوانين التى تمنع بل تُجرم ذلك لكن بـ مصر سهل عليه الزواج حتى دون عِلمها.
❈-❈-❈
بإحد القُرى المجاورة للـ المحلة الكبرى
منزل متوسط الحال
خلف تلك المنضدة الارضيه جلس يتناول الفطور بنهم غير آبهه بأن هنالك أخريات بالمنزل، وضعت آخر طبق ونظرت الى بقايا الطعام خلفه شعرت ببُغض لكن لم تتحدث وهى تنادى على إبنتيها اللتان آتين وجلسن الثلاث خلف تلك المنضدة، تحدثت إحداهن:
شوفتوا صورة عماد المنشوره على مواقع النت، بتقول أنه هيفتتح أكبر مصنع سِجاد فى مصر.
مضغ تلك اللقمه التى بفمه ونظر لها بمقت قائلًا:
كله بفلوسي، من النفقه اللى أمه كانت بتاخدها مني كل شهر وتقطم وسطي،وفى الآخر حتى نسي إن له أب يسأل عنه ويعيشه معاه فى النعيم.
إستهزأت زوجته وهمست لنفسها:
إبن بياعة القماش التالف بقى له سطوه فى البلد، وانا اللى كنت زمان بكايد فيها لما بشوفها، دلوقتي لو قابلتها مش بعيد أبوس أيدها وأقول لها تخلى إبنها يعطف على أخواته البنات.

تحدثت الأخت الثانيه قائله بحقد:
ده صوره نازله على كل المواقع تقولوش نجم سينما… حظوظ، لو واحد غيره كان يرأف بحالنا.
لوت والدتها شفتيها بإمتعاض قائله:
أكيد كل حُسنيه زرعت فى قلبه الغِل لينا، هقول أيه، رغم ربنا العالم أنا كان نفسي يتربي معانا… يمكن لما ربنا كان فتحها عليه كان عيشنا جنبه فى العِز.
شعر “شعبان” بالغضب ونهض قائلًا:.
ماليش نفس للاكل، انا قايم هروح أفطر عالقهوة.
مصمصت زوجته شفتيها بحُنق ونظرت الى الاطباق الشبه خاويه خلفه قائله:
حظوظ
ناس العِز يجري وراها، وناس تنداس تحت التراب.
❈-❈-❈
ڤيلا فخمه بالقاهرة
على طاولة الفطور
كعادته يآتى مُتأخرًا، إستهزا به والده قائلًا:
لسه صاحي من النوم، طبعًا كنت سهران لوش الفجر مع شِلة الصيع.
نظر له بآسف قائلًا:
لاء يا بابا مكنتش سهران مع شِلة الصيع، كنت سهران بدقق ملف الحسابات اللى حولته چالا ليا، وإنتهيت منه وبعته ليها عالميل قبل ما أنام.
نظر”وجدى” نحو چالا يشعر بفخر قائلًا:
أنا وصلني دعوه من مجموعة “العِماد” لحضور حفلة إفتتاح مصنع النسيج بتاعه.
تبسمت چالا قائله:
أنا نفسى أتعرف على “عماد الجيار”
اللى إسمه لمع فى سنين قليله وبقى من أكبر المستثمرين فى مجال النسيج… فى فترة صغيره جدًا.
رد وجدى:
فعلًا، خد مكانه كبيره بسرعه اوي، ده إسم مصانعه سبقتنا، فى حكايات كتير عنه، إن له شريك خفي بيموله من الباطن وهو الواجهه بتاعته، ممكن يكون الشريك الخفي ده رجُل أعمال ومش عاوز يظهر نفسه كنوع من التخفي عن عيون البعض.

تسأل حازم بإستفسار:
يعنى أيه يتخفى عن عيون البعض.
رد وجدى بحُنق:
يعنى الضرايب وبقية مصالح الدوله، إن لما يكون شريك من الباطن مش هيدفع ضرايب ولا تأمينات تزود مسؤلياته إتجاة الدوله…. فهت.
شعر حازم بالتريقه وتغاضى عن ذلك قائلًا:
يعنى زى اللى بيتهرب من الضرايب.. تمام.
نظرت چالا لوالدها قائله:
عندي فضول أحضر الحفله دى وأشوف عماد الحيار عن قُرب.
تبسم وجدى لها قائلًا:
تمام خدي حازم معاكِ واحضروا حفلة الإفتتاح بالنيابه عنى.
تبسمت له بتوافق،بينما إعترض حازم قائلًا:
إنتم عارفين إن ماليش فى جو الحفلات اللى من النوعيه دى،بحسها زى السوق كل الحديث اللى بيقى داير فيها عن النميمه وكمان شقط فرص للإستثمارات.
نظر له وجدي بآسف قائلًا:
طبعًا إنت عاطفيّ وبتحب حفلات عيد الحب والدباديب.
ضحكت چالا…
نظر لها حازم بغضب، وضعت يدها فوق فمعا وكتمت ضحكتها قائله: Bardon”آسفه”
مقدرتش أمسك ضحكتِ.. عالعموم زى بابا ما قال هنحضر سوا، بلاش تتأخر المسا.
أومأ له رأسه بفتور، بينما لمعت عيني وجدى بإعجاب بذكاء إبنته، التى ليس ما يُثيرها الفضول فقط، بل هنالك شعور آخر شعرت به بعد رؤية صوره المنشوره على بعض المواقع.
❈-❈-❈
بـ صالون تجميل فخم وشهير بمنطقة راقيه
كانت تقف خلف تلك العجوز المتصابيه تقوم، بصبغ وتصفيف شعرها، بأحدث التسريحات الجديده، كانت تلك المُتصابيه تتعامل معها بتعالى بعض الشئ، وهى تتحمل ذلك، فمهنتها تجعلها تتغاضى عن أسلوب هؤلاء المتصابيات اللواتى بتفاخرن بأموالهن ما يطلبن يُنفذ، دون جدال، فهن زبائن، ذلك المركز التجميلى..ذوات الصفوة الراقيه…

إنتهت بعد دقائق من تصفيف شعر تلك المتصابيه التى نظرت لنفسها فى المرآه بتقييم رغم أنها فعلت لها ما أرادته وأملته عليها، من توجيهات، لكن هؤلاء الثريات لا تقولن كلمة شكر، نظرت لها بتعالى
قائله:
تمام كويس، قربتى من اللى وجهتك له، إتفضلى.
رسمت بسمه وأخذت من يد تلك المتصابه، ذلك البقشيش التى أعطته لها قائله:
شكرًا لحضرتك.
غادرت تلك المتصابيه، بدأت إحد عاملات النظافه بتنظيف مكانها،
تبسمت حين آتت زميلتها بمركز التجميل
قائله بتذمر:
يا باى عالعالم المنفوخه، دى الوليه، يا أختى، رجلها والقبر، وعاوزه تعمل فيها صبيه بنت عشرين، سنه الوليه، شعرها، شبر وأقطع، ومحسسانى إن شعرها زى شيريهان، يلا الحمد لله أهى غارت، بس إديتنى بقشيش حلو، اللى يجى منها أحسن من عينها، بقولك أيه، يا “سميره” بما إننا فى وقت الراحه، أيه رأيك نطلع نشم شوية هوا، وأعزمك نشرب نسكافيه، فى الكافيه اللى قصاد البيوتى.
تبسمت سميره قائله: مفيش مانع،يا عايده، يلا بينا، خلينا نكسب وقت، قبل مدة الإستراحه، ما تنتهى، أنا دماغى هتفرقع، من الست اللى كانت بين إيديا… كان نفسي أقص رقابتها مش شعرها.
ضحكن بنفس الوقت، وذهبن الى ذاك المقهى
جلسن سويًا تتحدثن بأمور شتى وبمرح الى أن صدح رنين عاتف عِفت، قامت بالرد وانهت المكالمه مُبتسمه تقول:
تمام عالساعه تمانيه هكون فى الاوتيل.
أغلقت عِفت الهاتف ونظرت الى سميرة قائله:
بقولك أيه يا سميرة فى حفله فى أوتيل كبير، والحفله كبيره وواحد من المسؤلين فى الاوتيل ده هو اللى كان بيكلمني وقالى لو أعرف أجيب حد تانى معايا، الحفله كبيره ومحتاجين مُضيفات كتير فيها، أيه رأيك رزق من السما، تلات أربع ساعات وناخد مبلغ محترم غير كمان هنتعشى فى الاوتيل ده.
رفضت سميرة قائله:
لاء….
قاطعتها عِفت بمحايله:

لاء ليه، بقولك ده أوتيل كبير ومعروف الحفله كبيره، وفى عجز عندهم فى المُضيفات، يعنى شغل طوارئ، وأهو مبلغ محترم دلعي نفسك بيه.
ضحكت سميرة قائله:
يعني إنتِ بتشتغلى عشان تدلعي نفسك بالمرتب.
تبسمت عِفت قائله:
هقولك الصراحه، انا وماما عايشين لوحدنا بعد سفر أخويا هو مراته هقولك الصراحه اخويا بيبعت لـ ماما مبلغ مخترم كل شهر بيكفيها وبيفيص كمان، وانا كمان باخد معاش بابا، صحيح قليل بس جنب المبلغ اللى أخويا بيبعته ممكن يكفينا إحنا الأتنين، بس انا بشتغل لسببين
السبب الاول إنى مش عاوزه حد يعطف عليا حتى لو كان أخويا، والسبب التانى بقضى وقت فراغ هعمل أيه لو قعدت فى البيت، وهحس بملل أهو الشغل بسمع وبشوف وبعرف الناس.
تبسمت سميرة بغصه فى قلبها هى أيضًا لا تعمل مُضطره لكن لا تود ان يكون لأحد فضلًا على والدتها.
عاودت عِفت الإلحاح على سميرة للذهاب معها، حاولت سميرة الرفض قائله:
ناسيه إن عندي بنت…
قاطعتها عِفت:
مامتك هى اللى بتهتم بيها، يبقى بلاش حجج، هقولك إتصلِ على مامتك وقولى لها وإن شاء من هتتاخري، وأهو نبقى مع بعض كمان شوية وقت، بدل ما بنرجع نتكفى فى بيوتنا ونستني اليوم التانى، أهو تغير للملل وكمان هنشوف ناس نضيفه، ده بيقولى حفلة إفتتاح كبيره.
بصعوبه واقفت سميرة،على الا تتأخر بالعودة .
❈-❈-❈
فى المقر الرئيسى لـ مصانع العِماد.
تبسم وهو يدخل الى المكتب الخاص وخلفه هانى الذى مزح قائلًا:
مكتب وتكييف وسكرتيرات وخلافه، لاء صارف ومكلف يا “عُمده”.
ضحك عِماد قائلًا:
لاء بلاش” عمدة” دى هنا،بعدين أنا مجهز العقود خلينا نمضيها عشان وقت الإفتتاح قرب وكمان الحفله.
تبسم هانى قائلًا بثقه:
إنت عارف إن العقود دى ما بينا صوريه وملهاش قيمة عندى إنت عارف إنك الوحيد اللى بثق فيه، كفايه إنك انقذت حياتي يا عماد..لو واحد غيرك كان خاف من المسؤوليه.

وضع عماد يده فوق كتف هانى قائلًا:
فى الحقيقه إنت اللى انقذتني يا هاني إفتكر كويس أنا لما إترميت فى المستشفى اول ما وصلت فرنسا بين الحيا والموت كنت إنت ليا طوق النجاة،كنت شخص معدوم الهاويه.
وضع هانى يده على يد عماد قائلًا:
إحنا الإتنين كنا لبعض حياة يا عماد،بس كويس إنك فهمت كلامى معاك عالموبايل وقفلت عالموضوع اللى كنا بنتكلم فيه.
أشار عماد له بالجلوس،ثم جلس جوارهُ قائلًا:
أنا فهمت إن اكيد هيلدا حضرت،وعارف إن عندها الغِيرة زايده اوى،عشان كده إنت مش عاوزها تعرف إن لك أملاك هنا فى مصر.
زفر هاني نفسه بآسف وندم قائلًا:
أكبر غلطه إرتكبتها فى حياتي هى جوازي من هيلدا،بدافع المصلحه…إقامه وجنسيه…الغُربه لها تمن غالي أوى…بس سيبك من سيرة هيلدا،انا جاي مصر يومين وعاوز انساها فيهم،قولى أخبار عمتِ حسنيه أيه،و….
قطع إسترسال حديث هانى صوت رنين هاتف عماد…تبسم وهو يقوم بالرد بمرح ثم اغلق الهاتف نظر هانى لملامح وجهه السعيده شعر بفُقدان ونقص فهنالك أشياء كثيره لا تعوض بالمال… ليس أبسطها وجود عائله صغيره، لكن مازال بداخله أملًا بالمستقبل ان يُكمل حتى ولو جزءًا من تلك النواقص.
❈-❈-❈
فى حوالى الثامنه…
ترجلن سميرة وعِفت من سيارة الاجرة أمام ذاك الفُندق الفخم… رفعت سميرة نظرها تجوب الفُندق… ضحكت عِفت ظنًا منها أنها مبهورة قائله:
أول مره تشوفى فندق كبير زى ده عالطبيعه، طبعًا إحنا منحلمش بأكتر من إننا نفوت من قدامه، يلا أهو بقى إدعيلي، بسبب هتدخلى جواه، نبقى ناخد كم صوره سيلڤى جوه، أهو اتمنظر بهم عالبنات فى البيوتى.
تهكمت سميرة بداخلها على مزح عِفت، تشعر بوخزات قويه.. هى آتت الى هذا الفندق قبل ذلك لمرات كثيرة تقضي مع صاحب الحفل بعض ساعات للمُتعة اللحظيه فقط… مقابل ثمن هو يُحددهُ حسب رضاء رجولتهُ. …وقد لا تنهتي الليله الا وهي بين أحضانه تُشاركه الفراش.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close