اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة

بـ ڤيلا وجدى
وقفت أمام المرآة تضع آخر لمساتها التجمليه فوق شِفاها التى صبغتها بلون أحمر داكن مُوازي للون ردائها الضيق والقصير بالكاد يصل الى ما بعد فخذيها بقليل وفوقه جزءً شفافً من الشيفون يصل الى منتصف ساقيها، نظرت لنفسها بتقييم وإعجاب بمظهرها العام، المثير فى نظرها بداخل رأسها هدفً وفضول التعرف من يكون “عماد الجيار”
خرجت من غرفتها وترجلت الى أسفل الڤيلا بالبهو تصادفت مع والدها الذى نظر لها بإعجاب قائلًا بإطراء:
تجنني.
تبسمت له قائله:

عندى فضول جامد أتعرف عالشخص الوحيد اللى قدر ياخد مكانتنا فى السوق وبقى له صيت جامد أوي كده فى فترة صغيرة، قدر يكتسح سوق النسيح مش بس فى مصر كمان فى الدول العربية كمان ومش بعيد أوربا كمان قريب.
تبسم وجدى قائلًا بثقة وإطراء:
قدامك فرصه تتعرفى عليه، ومتأكد إن كاريزميتك القويه هتجذبه ليكِ بسهوله مين يقدر يقاوم ذكاء “چالا وجدى الفيومى”.
تبسمت له بعين تلمع غرورًا وثقة مُبالغه، بنفس الوقت آتى حازم الى مكان وقوفهم يشعر بتأفف،نظرت له چالا بتقييم لابأس من اناقته هو الآخر،زفر نفسه بتأفف قائلًا:
أنا جاهز.
نظر له وجدي هو الآخر بتقييم قائلًا:
كويس إنك لبست طقم رسمي مش لبس المتشردين اللى بتلبسه.
زفر حازم نفسه قائلًا:
اللى بلبسه لبس شبابي وعصري يا بابا مش لبس متشردين.
تهكم وجدي قائلًا:
المفروض إنك واجهه لمصانع الفيومى للغزل والنسيج يعنى تبقى أنيق، عالعموم عاوزك تتعلم مش بس الآناقه من أختك كمان تتعلم الإدارة مبقتش صغير… وسيبك من أصحاب النادي الفاضين دول الصايعين.
زفر حازم نفسه قائلًا بنبرة سخريه مُبطنه:
انا مش بصاحب صايعين دول ولاد ناس مرموقين فى المجتمع، وعالعموم تمام هنتبه الفتره الجايه وان شاء الله هوصل لمستوي كويس من الإدارة يعجبك، مش يلا عشان ميعاد الحفله..أول حاجه لازم يلتزم بها رجُل الاعمال الناجح هى إحترام المواعيد.
تبسم وجدى لـ چالا قائلًا:
All the best” كل التوفيق”
تبسمت له وقبلت إحد وجنتيه وغادرت مع حازم… الذى يشعر بتأفف لكن مُرغمً لابد أن يرافقها لتلك النوعيه من الحفلات الذى يشعر كآنها تباهى وإصطياد فُرص لا أكثر.
❈-❈-❈
باحد غُرف ذاك الفُندق الذى سيُقام به الحفل،ليست غرفه بل جناحً فخم…وقف أمام المرآة ينظر لإنعكاسه بتقييم،جذب من فوق منضدة المرآة ذاك الدبوسان الماسيان قام بوضعهما كـ ذِرين لأكمام قميصهُ،تبسم من جاء من خلفه يقوم بالتصفير بإطراء قائلًا:

أيه الشياكة والآناقة دى يا عُمدة إنت بقيت أوسم وأشيك من نجوم السينما.
إستدار ينظر له بمرح وهو يُهندم مِعطف تلك البذة الرسميه ذات الماركة الشهيرة قائلًا:
وإنت لسه ملبستش الكرافته ليه، اوعى تقولى…
قاطعه هانى قائلًا:
إنت عارف إنى بتخنق منها، أنا حتى ملبستهاش وانا عريس.
تبسم عماد قائلًا:
وهى دى كانت جوازة فكر وإتجوز وإستقر هنا فى مصر وكفاية غُربة بقى الحمد لله ربنا فتحها علينا وأهو أكبر مصنع نسيج فى مصر بقى بتاعنا… وبفكر كمان نتوسع فى الشرق الاوسط وأروبا نفسها… وبدل ما إنت الشريك الخفي إعلن عن هويتك.
تهكم هانى مُبتسمً يقول:
شوف مين بيتكلم قبل ما تنصحني انصح نفسك، وبعدين لسه وقت الكشف عن هاويتى قدامه وقت أرتب فيه أموري مع “هيلدا”دى ممكن تبعتلى قاتل مأجور لهنا لو عرفت إنى اتجوزت غيرها…لسه محتاح شوية وقت .
وافقه عماد قائلًا:.
فعلًا،ربنا بلاك بـ ه‍يلدا،
وتمام طالما جهزت إنت كمان خلينا ننسى وننزل وقت الحفله قرب ولازم نكون فى إستقبال المدعوين ورجال الأعمال الصحافه والإعلام اللى هيغطوا الحدث… غير وزير الصناعه وشخصيات قيادية.
تهكم هانى بمزح قائلًا:
عشت وشوفتك يا إبن عمتِ ولا أقول
إبن بياعة القماش بقى راجل أعمال مهم.
تقبل عماد مزحه هو لم ينسى ماضيه قائلًا:
الدنيا دواره يا “إتش”…خلينا نشوف القدر هيوصلنا لفين.
❈-❈-❈
بأكبر قاعة بذاك الفندق الفخم، كان لفيف من الصفوة سواء رِجال أعمال أو إعلاميين كذالك رِجال الدوله تباهى بالبذخ المناصب القيادية بينهم.
بينما بداخل إحد غُرف العاملين وقف ذاك المسؤول يُعطي للعاملين بعض الوصايا والنصائح، وأنهي حديثه بتحذير قائلًا:

مش عاوز اى اخطاء فى الحفله… إتفضلوا شوفوا شغلكم مش عاوز غلطه واحدة.
بداخلها ندمت على موافقة عِفت والمجئ معها لهذا الفندق، وقفت للحظات شاردة حتى أنها لم تنتبه الى حديث المسؤول الى أن وكزتها عِفت بكتفها قائله:
مالك شاردة فى أيه، حاسه إنك زى المذهوله من وقت ما نزلنا من التاكسي… عادى يا بنتِ بلاش تنبهري زيادة عن الازم وخلينا نشوف شغلنا الكام ساعه دول وناخد أجرنا وننسى المكان ده.
إنتبهت سميرة لها بداخلها تهكمت بسخريه فهى ليست مُنبهره كما تظن بل تشعر برغبه فى الفرار الآن لكن فات الوقت، تبدل شعور الفِرار الى رهبة ورجفة قلب حين إنتبهت لقول المسؤول:
المهندس” عماد الجيار”هيقول كلمة الإفتتاح وبعدها مباشرةً هيبدأ الحفل عاوزكم تشرفونى قدامهُ.
إسمه جعل قلبها ينتفض بداخلها يترك مَس من نار، إمتثلت كبقية العاملين، ونظرت لنفسها بتقييم ذاك الزى الموحد مع زميلاتها لكن يزاد عن البعض بذاك الحجاب التى تضعه فوق رأسها كذالك زيها ليس ضيق بل مُلائم ومناسب عليها لا يشف ولا يصف، بالفعل وقف العاملين بمكان قريب من الحفل ينتظرون نهاية كلمة صاحب الحفل، كانت من ضمنهم تنظر له عكس بعضهن اللذين ينظرن له بإنبهار تسمعه بهمس هن داخلها مشاعر مُتضاربه من ذلك،لكن حاولت الثبات حتى لا تُثير تكهُن البعض بأنها على معرفه به،داخل قلبها كانت تشعر بسعاده وهى ترا لبقاته وجاذبيته وقبل ذلك هيبته الطاغيه التى تفرض نفسها.. همس إحداهن جعلها تشعر بالغِيره:
“النضارة لايقة على وشه أوى كمان الغمازات اللى فى خدوده يجنن لما بيضحك”
نظرت نحوها بشعور بغيض يزداد الندم فى قلبها.
بينما وقف عماد خلف تلك المنصه يُلقي كلمة الإفتتاح ثم أنهي حديثه:
بمناسبة عيد تأسيس مصانع العماد الخامس بعلن كمان إفتتاح أكبر مصنع لصُنع السجاد فى مصر والوطن العربى كمان فى قسم خاص مُجهز لصناعة السجاد اليدوي على الطراز القديم وعندنا مجموعة صُناع مخضرمين فى غزل السِجاد اليدوي.
حازت كلمتهُ على إعجاب وتقدير من الحاضرين على حد سواء
حتى تلك التى إزداد إعجابها،سمعت عنه الكثير لأول مره تراه له جاذبية خاصه سهل أن تجذب أى فتاة له كما إنجذبت هى له من أول رأته فيها بذاك العُرس،تبسمت لوهله بحنين،أخرجها من هذا الهيام عِفت حين ربتت على كتفها قائله:
الكلمه خلصت، خلى إنبهارك ده لبعدين، وخلينا نشوف شغلنا مش عاوزين إنذار من المسؤول،أو يتلكك لينا فى آخر الحفله.
إمتثلت لـ عِفت وذهبت معها لبدأ العمل بداخلها رجفه تعرف سببها، بالتأكيد حين يراها بين المُضيفات بالحفل، ماذا سيكون رد فعله، ربما متوقعه أنه لن يهتم بذلك هى لا تفرق معه.
بينما عماد أنهي كلمته الإفتتاحيه وذهب يرحب ببعض المدعوين بالحفل ثم ذهب الى تلك الطاوله الذى يقف خلفها هانى تبسم وغمز له بعينيه بإشادة قائلًا:

لاء مُحنك، عجبتني الثقه فى كلمتك والنضاره عامله شغل اللى يشوفك يقول طول عمرهُ راجل أعمال،مش لابسها عشان نظرك ضعيف.
ضحك عماد بتآلف قائلًا:
الكلام مفيش أسهل منه، المهم التنفيذ وده اللى يهمني أكتر…وده اللي ناوي عليه.
تبسم هانى،لكن بنفس الوقت إقترب أحد رجال الأعمال من عماد يُصافحهُ بإعجاب وإطراء بلابقته وحديثه،كذالك تعمد القول:
على فكره الحفله كان ناقصها المهندس وجدي الفيومى هو كمان من أشهر صُناع النسيج فى مصر،بس ناب عنه حضور بنته وكمان إبنه.
تبسم عمادبدبلوماسيه قائلًا:
كنت أتمني أتعرف عليه طبعًا…
قاطعه ذاك الشخص قائلًا:
سهل أعرفك على أولاده،هو يظهر إشتاق للتقاعُد وتقريبًا شُغله كُله بدأ بتسليمه لأولاده.
وافق عماد قائلًا:
أكيد طبعًا يشرفني التعرف عليهم.
تبسم الشخص قائلًا إتفضل معايا.
نظر عماد الى هانى الذى أومأ برأسه بتفاهم،ذهب عماد معه الى تلك الطاوله.
عينيها كانت تُشع بنظرة خاصة لأول مره يُثير شخصً فضولها،لا بل إعجابها..لمعت عينيها بوميض خاص حين إقترب ذاك الشخص من مكانهم وتبسم وهو ينحنى يُقبل يدها مُصافحًا ثم إستقام قائلًا:
“چالا وجدي الفيومي”
تبسمت له برقه،بينما لم يهتم عماد بفعلة ذاك الشخص،وقام بمصافحتها أثناء تعريف ذاك الشخص لهما،ثم صافح حازم مُبتسمً بدبلوماسيه،مدح ذاك الشخص فى ذكاء چالا كذالك أفضال وإنجازات والدها بمجال صناعة النسيج،ليس غبيًا أو ساذجً تعلم من الحياة باكرًا دروسً كثيرة جعلته يفهم بعض النوايا من خلف أحاديث المجامله،يبدوا هذا الشخص كان وسيطً للتعرف بينه وبين تلك اللبقه الذى لا ينكر إستحوزها على بعض إعجابه كـ سيدة أعمال تبدوا مُتمرسة جيدًا…ظل بينهم حوارًا يزيد بداخلها فضول إكتشاف شخصية عماد وهو فقط مجرد حديث دبلوماسي يُجيدهُ..لكن فجأة سأم وجهه بعبوس حين وقع بصره على تلك التى تحمل صنيه عليها بعض الكؤوس تسير بين ضيوف الحفل،فى البدايه ظن أنه ربما توهم،لكن ركز جيدًا وتأكد إنها حقيقة،عبس وشعر بالغضب،لكن سُرعان ما أخفى ذلك خلف عدسات نظارته الطبيه،كذالك سيطر على خفقات قلبه بصعوبه،وتبسم بإمتثال لـ يد چالا التى قالت له:
تسمح نكمل بقية كلامنا وإحنا بنرقص.

أومأ مُبتسمً بموافقه،ذهبا نحو تلك المنصه وضع إحد يديه على خصرها والأخري إستحوزت على يدها،عيناه تنظر نحو تلك التى تتجول بين الضيوف،كذالك مُنتبه الى حديث چالا يقوم بالرد عليها بثقه.
بينما رأت سميرة وقوف عماد مع تلك الفاتنة كذالك ذهابه معها سيرًا نحو تلك المنصه يدهُ تحتضن يدها كذالك رقصه معها،للحظه إرتجف جسدها وغشيت عينيها بدموع لم تنتبه بذاك الوقت،كانت قريبه من إحد الطاولات ولم تنتبه الى من نهض حازم الذى يشعر بضجر من الحفل فجأة، لعدم إنتباهها كادت تصتطدم به بصعوبه تفادت الا تسكب عليه تلك الكؤوس، لكن إنزلق أحد الكؤوس وتسرب بعضً من محتواه فوق الأرض،إرتبكت قائله بإعتذار:
مُتأسفه يا أفندم.
نظر الى وجهها شعر بخفقه غريبه فى قلبه قائلًا بلطافه:
محصلش حاجه،أنا اللى غلطان قومت فجأه.
تبسمت بمجامله وتنحت بعيدًا عنه،لم تنتبه أنه يتتبعها بنظره،غافله أيضًا،عن عين ذاك الآخر الذى توقف أثناء رقصه مع چالا وتطلع إليهم عينيه تُشع غضبً .
تبرجلت سميرة وهى تسير نحو باب العاملين،تبسم حازم وللغرابه بعد أن كان يشعر بضجر من الحفل،إنشرح قلبه وداخله فضول رؤيتها مره أخرى…وحدث بالفعل.
بخارج قاعة الحفل بأحد الممرات،كانت عِفت تسير نحو غرفة العاملين فجأة إصتطدم بها شخصًا،كادت أن تنزلق،لكن هو أمسك يدها حتى إستقامت وتفوه بالفرنسيه مُعتذرًا دون أن ينظر الى وجهها:
Désolé(آسف).
ثم سُرعان ما ترك يدها بعد أن إعتدلت وغادر مُسرعًا دون النظر لها
رغم عدم إجادتها للفرنسيه لكن فهمت أنه يعتذر، إستغربت ذلك من شخص بمثل هذه الهيئه الراقية،لكن هو إعتذر بالفرنسيه لابد أنه ليس مصريًا بالتأكيد هو سائح نزيل بالفندق،ظلت للحظات مُبتسمه ببلاهه تنظر الى خروجه من باب الفندق،لم تنتبه الا حين سمعت نداء إحد زملائها…نفضت عن راسها وعاودت عملها بين مضيفات الحفل،ظنًا أن هذا سائح وانه فقط لقاء عابر.
فى حوالى الواحده صباحً
إنتهى الحفل بتوديع عماد للـ چالا الى سيارتها، تبسمت له وهى تُصافحه قائله:
أكيد هيكون لينا لقاءات تانيه قريبًا.
تبسم بدبلوماسيه قائلًا:
أكيد طبعًا، بشرفنى التعرف على البشمهندس
وجدي الفيومي.

تبسمت له قائله:
تمام فى أقرب وقت هنتهز فرصة وأعرفكم على بعض.
أومأ لها مُبتسمً، بداخله يود نهاية الحديث هنالك فِكر آخر يشغل باله ولا يتحمل الإنتظار… أخيرًا صعدت الى سيارتها وبدأ السائق بالقياده، زفر نفسه وسُرعان ما أخرج هاتفه وقام بإتصال وعاود زفر نفسه أقوي.
بنفس الوقت
بغرفة العاملين وضعت عِفت تلك الصنيه فوق المنضدة ثم نظرت الى سميرةقائله:
أخيرًا الحفله خلصت انا قولت هتستمر للفجر،
إنتِ لحقتِ تغيري هدومك بالسرعه دى،هروح انا كمان أغير اليونيفورم ده ونتفابل عند المسؤول ناخد أجرنا.
تبسمت لها بتوافق،ربما حتى لا تود أخذ الأجر وتود المغادرة،لكن بسبب قول عِفت ذهبت الى غرفة المسؤول،دلفت بعد أن سمح لها،عرفته أنها كانت إحد المُضيفات بالحفل،تبسم ويسمع منها إسمها،وقبل أن يتحدث كان يصدح رنين هاتفه…تبسم وهو يقوم بالرد بذوق ثم نظر لها قائلًا:.
تمام يا أفندم إتفضل معاك أهي.
مد يده بالهاتف نحوها قائلًا:
مُنظم الحفل عاوز يكلمك.
إبتلعت ريقها الذى جف وأخذت منه الهاتف بيد مُرتعشه سمعت حديثه الأمر:
تروحي للإستقبال بتاع الفندق وهو معاه تعليمات تنفذيها.
كانت كلماته مُختصره واغلق بعدها الهاتف مباشرةً،إرتجفت وهى تُعطي الهاتف للمسؤول،الذى تبسم لها برحابه…غادرت فى صمت،ذهبت نحو إستقبال الفندق لديها يقين أنه تحقق توقعها السابق وبالتأكد تعلم الهدف من ذهابها الى إستقبال الفندق،كالمعتاد ستشاركه الفراش.
❈-❈-❈
بعد قليل
بتلك البطاقه الممُغنطه فتحت باب تلك الغرفه أو بالأصح جناح مزدوج بغرفة نوم وصالون إستقبال… دخلت بداخله كان خاليًا ما هى الا لحظات وسمعت فتح الباب مره أخرى نظرت نحوه،سُرعان ما إختفت بسمتها بسبب ذاك العبوس الظاهر على ملامح وجهه،تنحنحت قائله:
مبروك إفتتاح المصنع…وكمان عقبال العيد الماسي.
نظر لها يشعر بحنق ولم يرد ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي الموجود بالغرفه نظر الى خلفه وتلك الأضويه الامعه،تنهد قائلًا بتعالي:

متهيألى المنظر من فوق أفضل كتير.
شعرت برجفه فى قلبها وهى تقترب منه قائله:
بالعكس مفيش فرق نفس المنظر، أعتقد إحنا اللى بنحدد أفضلية المنظر حسب رؤيتنا له.
-أيه اللى جابك الحفله.
سؤال لا تعلم إن كان بإستفسار أم بإستهجان مُبطن منه… توترت وأجابته ببساطه:
شُغل.
-شُغل….
قالها وقبل أن يُكمل حديثه ربما رحمها ذاك الهاتف الذى صدح… إستدار ينظر له سائلًا بتجهم:.
مين اللى بيتصل عليكِ دلوقت.
توترت مُجيبه:
معرفش بس أكيد ماما.
سُرعان ما قال لها:
تمام ردي عليها وقولى لها إنك لسه هتتأخري.
أبتلعت ريقها وأومأت له برأسها…تركها تتحدث بالهاتف وتوجه الى غرفة النوم الخاصه بالجناح…بعد دقائق قليله أنهت المكالمه وبأقدام واهيه ذهبت خلفه حين دخلت وجدته مُمدد فوق الفراش بثيابه يضع إحد يديه فوق رأسه،قبل أن تتنحنح تحدث بهدوء:
خلصتِ المكالمه.
أومأت برأسها،نهض من فوق الفراش وإقترب منها،هنالك خفقان بقلبه يزداد مع كل خطوه يقتربها منها،عيناه تفترس ملامحها البريئه،أو هكذا كان يظن أن لكل شخص لديه طِباع من ملامحه،لكن خُدع سابقًا بوجهها البرئ…
بينما هى الآخرى كانت عيناها مُسلطة عليه وهو يضع نظارته فوق تلك الطاوله ويقترب منها تشعر بمشاعر مُختلطه،لكنها تود أخذ قرار الفرار الآن،حتى لا تحترق فيما بعد،لكن كآن قدميها إلتصقا بالأرض،شعرت بإرتعاشه، بينما هو حين أصبح أمامها مباشرةً حايد النظر الى عينياها حتى لا يضعف ويحترق ببرائتها توقف أمامها ومد يدهُ أزاح ذاك الحجاب عن رأسها، ونزع ذاك الدبوس التى كانت تضم به خصلات شعرها التى إنسدلت على ظهرها قبل أن تتحدث تسللت يديه بين خصلات شعرها حتى وصل الى جِلد عُنقها، شعرت بيدهُ فوق عُنقها أغمضت عينيها لوهله قبل أن تفتحهما مرة أخرى وترا ذاك الشوق بعينيه قبل أن يجذبها من عُنقها ويُقبلها بعشق مُتملك.. حتى ترك شِفاها ليتنفسا، وضعت يديها فوق صدره كآنها تُحذرهُ بالإبتعاد:

عماد.
همسها هكذا بمثابة إشتعال جمره بداخل قلبهُ، جذبها مره أخرى يُقبلها يهمس قلبه إسمها بصيغة التملُك، ينجرف وسط نيران مُلتهبة تُشعل عشقهُ لها ويديه تتلمس جسدها الدافئ تُشعل بداخلها بركانً من المشاعر هو الوحيد الذى جعل قلبها ينتفض ويثور بلحظات داخل عقلها تعلم أن ثوران قلبها لن يهدأ بعد تلك اللحظات بل سيظل مُشتعل بحِمم تحرقها، لكن لا يمتلك عقلها الزمام لقلبها الذى ينجرف نحو تلك المشاعر الفياضة بعشق حارق،يحرقهما معًا بلحظات إنصهار
قُبلاته… قُبلاتها… لمساته… لمساتها… همسها بإسمه الذى يسمعهُ منها تستحث به قلبه وتُشعلهُ عشقًا … وهمسه الصامت بإسمها الذى يآن قلبها منه بأسًا… ما هى الإ دقائق وتنتهى تلك المشاعر الحارقه لكلاهما،
تنهد بنشوة وهو يضع قُبلته على كتفها، كالعادة تكون قُبلة صحوة حين يآتى الى عقلهُ، أنها يومً ما كان من الوارد أن تكون بهذه الحميمية مع غيرهُ، إنتهت لذة العشق وسكن مكانها احتراق القلب… رفع وجهه ونظر لوجهها، كانت تُغمض عينيها حين شعرت بقسوة قُبلته على كتفها شعرت هى الأخرى بإحتراق قلبها، أغمضت عينيها لا تود رؤية نظرة عيناهُ الائمة قبل أن ينهض عنها فورًا… وذلك ما فعله بالفعل… تركها بالفراش بل وخرج من الغرفه…
بدمعة حسره تحرق عينيها رثت شعورها بالرُخص كما أراد أن يوصل لها، لكن تذكرت طفلتها تبسمت بوجع ونهضت من فوق الفراش، عاودت إرتداء ثيابها مره أخري،حتى إنتهت… تركت الغرفه، حتى وصلت الى الصالون سُعلت حين إستنشقت ذاك الدخان
بينما هو جلس على أحد المقاعد وأخرج سيجارًا قام بإشعاله وزفر من أنفاسه سحابة دخان يشعر بانه مازال مُشتاقًا،لكن يضمُر ذاك الإشتياق الى أن سمع صوت سُعالها…سُرعان ما أطفأ ذاك السيجار بالمنفضه وظل جالسًا،بينما هى وضعت طرف حجابها على أنفها وفمها،نظر لها قائلًا:
نسيت إن عندك حساسيه على صدرك والدخان بيتعبك،عالعموم فى عربيه تحت قدام الفندق هتوصلك….إتفضلي.
فى البدايه تبدل شعور قلبها ونبض أنه يهتم لصحتها لكن سُرعان ما شعرت بآسى حين نظرت الى تلك العلبة المُخمليه التى مد يده بها نحوها،فهمت أنها كالعادة مقابل الليلة او بمعنى أصح ثمن اللقاء…فكرت أن ترفض أخذ تلك العلبة،لكن قال عماد بحِده:
إيدي هتفضل ممدودة كده كتير.
بإرتباك وإمتثال أخذت منه العلبه دون أن تتحدث…وتوجهت نحو باب الجناح مُغادرة برثاء قلبها المُحترق… تباطئت بخطواتها ربما لديها أمل أن ينهض ويجذبها يضمها إليه وبكلمة واحدة فقط يمحي أثر ندب قلبها لكن كالعادة عدم مبالاة هو وصل الى ما كان يبغي إمرأة تُشاركهُ الفراش يطفئ بها رغبته فقط.
بينما هو أغمض عيناه بقسوة حين سمع صوت إغلاق باب الجناح،لوهله نهض ود أن يذهب خلفها ويمنعها من المُغادره لكن توقف خلف باب الجناح يعتصر يديه كآنه يُلجم بهما قلبهُ،ذهب نحو شباك الغرفه نظر الى الأسفل وإنتظر لدقائق حتى رأها تصعد الى تلك السيارة التى سُرعان ما غادرت إبتأس قلبه،شعر كآنه مازال يعيش غريبً عن وطنه،لكن حتى هذا أخفاه ظنًا أنها كانت “لحظات غرام فقط وإنتهت”.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close