رواية عدنان كامله وحصريه بقلم فريده الحلواني
الفصل الاول واقتباس
اقتباس
عدنان
بقلم فريدة الحلواني
ركض اليها وحين امسكها ليسندها سألها بقلق : مالك يا خاله ايه الي عمل فيكي اكده
الخاله : الحجني يا عدنان بيه غيتني يا ولدي فواز اخد البت الي حيلتي وأدلي بيها علي مصر لجل يزوجها راجل كبير
جن جنونه وهو يستفهم منها : ايه الي هتجوليه ده يا وليه انتي اتخبطي في نفوخك اياك بت مين الي خدها
الخاله : الحجها لاول يا ولدي هو جرها وياها بخلجات البيت
بعد ما ضربها و ضربني و زجني وجعت و نفوخي اتفتح وراح علي محطه الجطر الحجه جبل ما الجطر يطلع ابوس
يدك عدنان وهو يهرول اتجاه فرسه ليحل وثاقه صرخ في
زراعه الايمن : هاااااارون حصلني بالرجاله وخلي الغفير
یا خودها عالوحده جوام
اعقب قوله بامتطائه لفرسه بمهاره و ركض به نحو هدفه
اخرج هاتفه وطلب رقما ما وبداخله يغلي كالمرجل و
حينما رد الطرف الاخر صرخ به : خطر مصر جدامه کد ايه
ويطلع
الرجل : خمس دجايق يا بيه
عدنان : وجفه وووووجفه حالا لو طلع مطلع روحك في
يدي
الرجل برعب : ده بدأ يتحرك يا بيه ما بيديش حاجه اعملها
عدنان بجنون : يبقي هتبيت في جبرك الليله اخذ يضرب فرسه بقدمه لتزيد من سرعتها حتي بدت كأنها
تسابق الريح حينما وصل الي المحطه وجد القطار كان قد بدأ يغادر
ببطىء و يزيد من سرعته شيئا فشيء
حول مساره نحو القضبان و ركض بسرعه حتي اصبح
موازيا له اطلق بعض الاعيريه الناريه من بندقيته
آثار بها زعر الركاب و اخذو يصرخون
حينما راي فواز هذا المشهد من نافذه القطار ارتعب كثيرا و
ايقن انه هالك لا محاله
اما هي صغيرتنا حينما راته رغم هول الموقف الا انها
ارتاحت بداخلها فها هو حاميها اتي لينقذها للمره التي لا تعرف عددها ولكن شعور بداخلها يخبرها ان تلك المره غير
كل ما سبق
اقترب عدنان كثيرا نحو احدي ابواب القطار المفتوحه
وفي لحظه خاطفه مد يده وامسك مقبض حديدي بجانب الباب وتعلق به بعد ان رفع جسده من علي فرسه فأصبح معلق في الهواء تحت صرخات الناس المزهوله من هذا
الجنون الذي يحدث امامهم
طوح جسده للخلف ثم للامام بقوه ورفع احدي ساقيه حتي لامست القطار من الداخل وازن نفسه والقي بباقي
جسده للداخل
لم يهمه صراخ من حوله بل أخذ يجري وهو يزيح من
يقف امامه بقوه حتي وصل الي كابينه السائق دفعها بقوه واشهر سلاحه في وجه السائق وهو يأمره : وجف
المدعوج ده احسنلك بدل ما افرغ الي في يدي فيك
سامع
لم يتطلب الامر التفكير فقد داس علي زر الايقاف السريع حتي اصدر القطار صوتا مرعبا اثر احتكاك عجلاته
بالقضبان الحديديه
عدنان بتهديد : فكر بس عجلك يوزك انك تكلم حد ولا تبلغ وشوف هيجرالك ايه انا هاخد حد من اهنيه و ادلي طوالي وانت كمل طريجك كن مفيش حاجه حوصلت فاااااااهم
هز الرجل رأسه دون القدره علي التفوه بحرف تركه عدنان مهرولا بين عربات القطار يبحث عن ضالته في ذلك الوقت حينما وقف القطار قام فواز سريعا جارا خلفه ابنته محاولا الوصول لاقرب باب ليهرب بها من
مصير معلوم له اذا امسك به عدنان وهو يهرول وجد في وجهه رجال عدنان الذي لحقو به التف ليسلك طريقا معاكس ولكنه وجد الوحش امامه وقف جامدا في مكانه وهو ممسكا بيد ابنته بقوه اقترب منه عدنان بهدوء خطر قائلا : علي فين العزم يا واكل ناسك فكرك هتجدر تهرب من عدنان الجبالي لاه
وعايز تبيع بتك كمان
فواز ممثلا القوه : مليكش صالح بينا يا بيه بتي وأني حر فيها ثم علي صوته حتي يثير البلبله بين المشاهدين أشهدو يا خلج عدنان بيه عايز يخطف بتي جدامكم غيتوني يا ناااااس
اقترب منه عدنان بجنون وهو يمسكه من مقدمه جلبابه ثم ارجع رأسه للوراء ثم للامام بقوه وهو يصدمها في رأس فواز وهو يقول : لاه يا واكل ناسك هيبجي خطف و جتل
كماني وقع فواز من اثر الاصتدام القوي فانفلتت يد الصغيره منه
سحبها عدنان واتجها بها نحو الباب وهو يأمر رجاله :
خدوه عالمخزن و جولو للسواج يطلع خلاص خدنا غرضنا حينما وصل الي الباب قفز الي الارض نظرا لبعد الباب عنها ..
ثم مد يده لاعلي ونظر لها بعينه بمعني انحني نفزت امره وهي تستند بيديها الصغيره علي كتفه وهو يمسكها من خصرها حاملا اياها حتي انزلها علي الارض حينها فقط لفت نظره انها بالملابس البيتيه وبدون حجاب
جن جنونه وهو يفك عمامته و يلفها لها كحجاب و نزع عنه عبائته ولفها بها وقال بحزن وغل : عشتي طول عمرك بتول محدش لمح طرفك ييجي ابوكي هو الي يعريكي
اقسم بالله ما هرحمه
اتبع قسمه باطلاق صغير بنغمه مميزه اتي علي أثرها فرسه حملها فوق ظهره ثم امتطاه خلفها وانطلق راكضا تحت رعبها منه ومما سيحدث لها لاحقا اقتربت دون اراده منها و اندست في احضانه ولفت يدها حول خصره متشبثه به بقوه خوفا من سرعه الفرس
اما هو تاه في ذلك الشعور الذي ادخله الجنه و تمني ان يظل يركض بها الي ان يصل الي اقصي بقاع الارض لا يهم
ما دامت هي بين زراعيه بارادتها
حينما وصل الي احدي اراضيه الزراعيه القابعه علي اطراف القريه فهي ملكا له بعيدا عن املاك عائلته
اوقف الفرس ثم نزل وانزلها
بجانب شجره كبيره
دون ان يعطي لها فرصه سحبها والصق ظهرها علي جزع
الشجره ووضع يداه ساندا اياهم عليها حتي يحاوطها قال بصوت أت من الجحيم وعينا حمراء يخرج منها اللهب : بتهربي مع ابوكي يا مريم بدك تخرجي عن طوعي
عايزه تتزوجي و تبعدي عني
انهارت دموعها وهي تحاول الدفاع عن نفسها : لاااه لاه والله يا سي عدنان انا معيزاشي اهرب هو جيه حدانا و
جال مرته جيبالي راجل مالخليج بيشتغل عنده اخوها
و رايد يتزوج بت صغار ولما جولتله اني وامي لاه دور الضرب فينا ووجع امي و فتح راسها والله ده الي حوصل صد جني
كانت تحكي له ولكن في الاصل هي كانت تشتكي له من بين شهقاتها التي تبكي الحجر مد يده يمسح دموعها بحنان يخالف قسوت ملامحه وهو يقول : متبكيش بكفياكي يا بتول أني مجدرش اشوف
دموعك دي بتنزل نار علي جلبي تكويني و غلاوتك عندي لهدفعه تمن الي عمله ده من دمه مريم : لاااه احب علي يدك يا سي عدنان ده مهما كان
أبوي بردك مهيرضنيش ليه الأذيه
عدنان بغضب : بعد الي عمله معاكي لساكي بتحاميله متكبلنيش يا بتول انا مهجدرش اسكت عالي عيمله ده قالت سؤال لا يمت لما يحدث بصله و هي حقا لا تعرف
كيف خرج منها
نظرت في عينيه وقالت : ده أبوي مهما عيمل انما
انت .... انت ياسي عدنان بدك ايه مني
عدنان وهو ينظر لها بنظرات تقطر عشقا ... و وجعا ... اقترب
منها وقال : بدي أياكي يا مريم بدي أياكي.........
اقتباس 2
انتفض سلطان الجبالي وولده فهمي حينما انفتح الباب عليمهم ثم تم اغلاقه بقوه
دخل عليهم مثل الاعصار قائلا : مالك ومال اخوي يا عمي ايه خلاك تدلي ارضه
سلطان : خبر ايه يا عدنان مبجاش في كبير تعميله حساب داخل كيف الجطر تزعج فعمك
عدنان بصوت أتي من الجحيم : لاااه يا جدي مهعميلش حساب لحدي واصل مدام انتو الي خليتو بالاتفاج الي بيناتنه
فهمي بحقد : اني مخليتش بحاجه يا ولد اخوي اني كنت رايحلو لاجل اجلو اني انا الي هحمل المحصول لاول بس هو مدنيش فرصه لحديت و جري يشتكيلك كيف العيل الصغير
عدنان بصوت جهوري : عممممممي حسن الجبالي سيد الرجاله و زينه شباب البلد كلياتها ساااااامع و كون انه خبرني عشان هو عامل حساب اني كبيره و مهيتعداش الاصول انما هو كان كفيل بيك و يجدر يوجفك عند حدك
بلاش خربيط في الحديت الي ملوش عازه ديه
سلطان حتي ينهي الخلاف قبل ان يتفاقم قال : طب يا
ولدي ايه الي انت رايده دلوك
عدنان : مالاول متفج معاكم ملكوش صالح باي حاجه ملكي اني او اخوي واصل وبكفاي اني معاكم في الجرف الي هتاجرو فيه يبجي لو عمي عجله وزه انه ممكن يجر
رجل اخوي وياه يبجي هو الي عايز يجلبها حرب ثم نظر
الي عمه بقوه و اكمل و معتجدش انك هتجدر تصد في
حرب مع عدنان الجبالي ولا ايه جولك
فهمي : كنك اتجنيت اياك هتهدد عمك يا واكل ناسك
عدنان : انت عارف اني مبهددش يا عمي انا بحذرك مره
واحده التانيه هنفذ اياك فاكرني مخربط عشان اصدج السبب الي جولته لجل ما تدلي ارض اخوي لااااه اني خابرك زين و خابر دماغك
الي كيه السم دي هتفكر كيف لاخر مره هجولك بعد عن اخوي او اي حد يخصني و تحت حماي احسنلك يا..... يا عمي اعقب تهديده بخروجه العاصف كما دخوله تاركا جده وعمه في زهول ورعب ايضا فقد استفحلت قوه عدنان وما عادو باستطاعتهم السيطره عليه فهو لم يعد الشاب الصغير الذين استطاعو بخبثهم ومكرهم ان يجعلوه ينغمس معهم في تجارتهم المشبوهه و قد كان من قبل طوع بنانهم والحق يقال لقد استفادو كثيرا من ذكاؤه واصبحت
تجارتهم اكثر رواجا بسببه
حينما خرج متجها الي باب السرايا ليخرج منها قابل في طريقه اخته المد لله مني كانت في طريقها للخروج هي الاخري فاوقفها متسائلا : علي وين يا تاج اخوكي
اقتربت منه وقبلت يده بحب وهي تجيبه بابتسامتها الجميله مثل قلبها الطيب : راحه عند مريم من الصبحيه
عم احدتها تاجي بس مرضیاش و اديلي بجالي يومين اني
الي بروحلها
استغرب عدنان كثيرا و قال : ليه اكده حد زعلها واني مخبرش ولا ايه ولا تكون مرضانه يابت قالها بقلق
ردت عليه بلهفه حتي تطمانه : لاه لاه ياخوي هي زينه ااااا
بس ااااا
عدنان بفروغ صبر : انتي لسه هتبسبسي ااااانطجي
طوالي حوصل ايه
مني بسرعه : الصراحه ياخوي اخر مره كانت اهنيه مرت عمي سمت بدنها بكلمتين و من جبليها مرتك بردك اديلهم کام مره كل ما تاجى يحرجو دمها وانت عارفها حساسه کد ايه مهتستحملش حديتهم الماسخ ده وامي بهدلتهم و مفيش فايده بردك
التف عدنان الداخل السرايا وهو يصيح : روحي دلوق هاتيها حتي لو بالغصب واني مستنيكي بسررررعه ثم اكمل للداخل وهو يصرخ في زوجه عمه و ينادي علي زوجته حتي اجتمع كل من في السرايا علي اثر صراخه الغاضب
الحاجه فوزيه : في ايه يا ولدي عم اتصرخ ليه اكده
حنان برعب : حصل ايه يا واد عمي اني عملت حاجه
دايجتك ولا ايه
عدنان : هتعرفي دلوك اصبري علي رزجك
في تلك الاثناء دخلت مني ومريم تهرولان حتي وصلا الي
البهو المجتمع به الجميع وحينها فهمت حنان و والدتها ما سبب غضبه ووقفا مرتعبتان في انتظار العاصفه
عدنان بصوت اتي من الجحيم : اني كام مره جولت محدش يدوس المريم علي طرف
نظر لزوجته و صرخ : جووووولت ولا ما جولتش
حنان برعب : جوووولت ياخوي جولت بس محدش فينا
له صالح بيها واصل حتي اسال امي
مني بتسرع كما عادتها : لاه ليكي صالح يا حنان بجالك
كام مره انتي وامك بتحرجو دمها كل لما تاجي حداي و عشان اكده بطلت تاجي
فهمي بغيظ : كل الصريخ ده لجل خاطر السنيوره هتزعج
لام بناتك وبت عمك لجل خاطر بت حسنه
عدنان : عممممممممي متخلينيش انسي انت مين مريم
خط احمر والكل عارف وهي والخاله حسنه زيهم زي اي
واحده اهنيه الخاله حسنه هي الي مربياتني كيف امي
تمام ولولا انها دمها حر كان زمنتها جاعده في دارها
ومريم دی ملزومه منی كيفها كيف منى وشيماء واكثر کومان و ده مش جديد عليكم يبجي تلمو حالكم وكل
واحد يلزم حده
ثم وجه حديثه لزوجته : وانتي طول ما سايبه امك تسحبك وراها كيف البجره عمرك ما هتعمري بيت اني
بجولك جدام الكل ملكيش صالح بحديث امك الي هيخرب
البيوت ديه
كادت ان تصرخ به ام حنان لولا ان لحقتها الحاجه فوزيه صارختا بها : بههههههيه اياااااكي اياكي صوتك يعلي علي
عدنان بيه ولدي كانك اجنيتي اياك
عدنان :
انتظرووووووني
بقلم / فريده
انتظروني
عدنان
بقلم فريدة الحلواني
في وسط نجع الجبالي نجد سرايا كبيره تشبه القصور و يتضح علي تصميمها القدم ولكن اهتمام اصحابها بها اعطي
لها رونق حضاري ممتزج مع قدمها
من علوها او لانها الوحيده الموجوده في وسط بيوت المزارعين البسيطه تستطيع ان تراها من علي بعد مسافه
اذا كنت قادم اليها
يحيط بها سور شاهق الارتفاع ويحفه اشجار كثيفه
تحجب النظر عمن بداخلها محاطه بالعديد من الحرس المدججين بالاسلحه من يراهم يظن انهم يحرسون حصنا
او قلعه لاحد الرؤساء
بداخل هذا السور بعد ان نعبر بوابه حديديه كبيره نجد
ممر حجري طويل محاط من الجانبين بحديقه شاسعه مليئه بشتي انواع الزهور تخطف الانفاس من جمالها يوجد في وسطها علي الجانب قليلا غرفه كبيره مجهزه باحدث
الاجهزه الرياضيه
اما في اخر الممر نجد باب السراياو اذا نظرنا في خلفها
علي بعد مساحه خضراء لا بأس بها نجد ثلاث بيوت حديثه الطراذ ولكنها بسيطه كاصحابها بيت منهم لام
جميل ولديها ابنتان وولد ابنتها الكبري عبير ١٨ عام و
مخطوبه لاحد الحرس اما الصغري ملك ١٦ عام يعملان في خدمه أل الجبالي و زوجها الذي يعمل جنايني لهم هو
وابنه جميل البالغ من العمر ٢٤ عام
اما البيت الثاني فهو ايضا لاحدي الخدم وتدعي سعيده ولديها ثلاث فتيات ماجده ست سنوات و مروه و ايه توام
ذو السادسه عشر عاما ويعملان مع امهما داخل السرايه
اما زوجها فقد توفي قبل ولاده الابنه الصغري
اما البيت الثالث فقد كان مختلف شكلا وموضوعا عن
الاخران فكان مصمم علي هيئه فيلا صغيره مكونه من دور
واحد و محاط بسور يحجبه عن الجميع ويوجد به حديقه
منفصله تخصه وحده
بالطبع عرفنا لمن هو انه يا ساده حصن الجميله مريم هي وامها الخاله حسنه و ممنوع منعا باتا دخول اي شخص اليه غير الفتيات وايضا بعد ان يأذن لهم ذلك المتجبر هو في الظاهر يفعل ذلك ليوفر لها الخصوصيه اما في داخله فهو جعله سجنا لها حتي لا تختلط بأحد غيره فهو
يغار عليها من نفسه فما بال الآخرين اما داخل السرايا فهي عالما اخر مليء بالحب والكثير من
الحقد و المؤامرات
ندلف الي الداخل نجد بهو كبير يوجد به ثلاث صالونات متراسين بطريقه منظمه لتسع جلوس اهل الدار وعلي اليمين نجد باب غرفه تسمي المنضره لاستقبال الضيوف ولكن لخصوصيه نساء المنزل فقد فتح لها باب اخر يطل علي الحديقه حيث ان من ياتي اليهم يدخل ويخرج منه دون الاحتكاك بساكني السرايا
وفي جهه اخري نجد بابان متجاوران اولهم غرفه نوم الجد سلطان الجبالي والاخري مكتبا له ليدير منه اعماله
في آخر البهو نجد طاوله طعام عملاقه تكفي لاكثر من
عشرون شخص
و بعدها بقليل يوجد باب المطبخ والذي ايضا له باب اخر يطل علي المساحه الخلفيه للسرايه وقد زرع بها بعض
الخضروات لاستعمالهم في طهي الطعام
نصعد للطابق الاول نجد به عده غرف
غرفتان لفهمي كل واحده تخص زوجه من زوجاته واخري تخص ابنته فاديه و واحده مخصصه لولده بلال و اربع غرف اخري مجهزه لاستقبال الضيوف واخر غرفه تخص
العمه عنايات
نصعد الي الطابق الثاني نجد غرفه الحاجه فوزيه تليها غرفه ضرتها تجاورها غرفه مني امامها جناح كبير قد فتح ثلاث غرف علي بعضهم ليصبح بمثابه جناح كبير يخص حسن وزوجته وفي اخر الممر نجد جناحا اخر يشبهه يخص عبدالله ابن العمه و زوجته شيماء اخت عدنان
وحسن وغرفتان اخران مخصصان لاطفالهم نصعد الي الطابق الثالث طابق الوحش ) نجد فيه بعض الغرف الفارغه و مغلقه و خارجها صالون كبير يليه جناح كبير يحتل مساحه كبيره من الطابق مخصص له وحده
لینام به
ونجد جناح اخر اقل مساحه من الاول مخصص له ولزوجته حنان فهو يفضل النوم لوحده و ممنوع منعا باتا دخول اي شخص غير امه الي جناحه الخاص بعدها نجد غرفه مخصصه لابنتاه التوأم مريم و زهره و غرفه مکتب
مغلقه دائما بمفتاح لا يفارق جيبه
ها قد دقت الساعه الثامنه صباحا وقد تحولت السرايا الي خليه نحل نجد الخدم تسرع في تجهيز الفطور المتبقي علي موعده نصف ساعه منهم من يسكب الطعام في الاطباق المخصصه له ومنهم من يتولي نقله الي الخارج
ليضعه فوق الطاوله
نجد الحاجه فوزيه تجاورها ضرتها او لنكن صادقين فهما ابعد ما يكونا عن الضرائر فمن يري انسجامهما يجزم انهما
اختان من ام واب
كانا يجلسان سويا يحتسيان قهوتهما الصباحيه وهن يتسامران في خفوت مع بعض الضحكات الخفيفه
تدخل عليهما بهيه زوجه فهمي او كما يلقبانها دائما ( غراب البين ) وهي تلوي فمها في سخريه وتقول : خير يارب ما
تضحكونا معاكم ولا ملناش فيه الحاجه فوزيه : الناس بتجول اصباح الخير لاول وبعديها
تنحشر فالي ملهاش فيه ولايه يام البنات بهيه بغيظ من ذلك اللقب الذي يذكرها دائما بعجزها عن
انجاب الذكور : و مالهم البنات يا سلفتي ماهم زينين اهم
ولا انتي هتعترضي علي جضي ربنا اياك نعمات : مالك يا بهيه داخله كيف الجطر من صباحه ربنا تجولي يا شر اشتر احنا جاعدين لحالنا حدش فينا جيه يميتك
بهيه بعلو صوت : أني الي كيف الجطر ولا كلام ضرتك الماسخ هو الي فور دمي عالصبحيه
الحاجه فوزيه بكيد : أني مهردش عليكي لجل بس مذاجي رایج و معیزاش اعكره وياكي بس لو طولتي في الحديث هتشوفي وشي التاني فااااهمه
دخل عليهم الجد وهو يتافف قائلا : خبر ايه عاد موال كل يوم ديه مهيو خلوصش ولا ايه بكفياكم رط الحريم الي
هيجيب الفجر ديه
بهيه بمسكنه : أني متحددتش يا عمي والله هما الي جاعدين يتنجوته عليا
الجد : خلااااص فضيها سيره وروحي شوفي لفطور لجل مانشوف مصالحنا
جلست بهيه بغرور وهي تقول : وأني أشوف ليه يابا الحج
مش فيه خدم ماليين السرايا امال لزميتهم ايه
دخل في ذلك الوقت عدنان وقد استمع لاخر حديثها اتجه ليقبل يد والدته تليها زوجه ابيه التي يعتبرها مثل
امه ثم جلس بعد ان القي سلام فاتر للجد
وجه حديثه لبهيه قائلا : الست الاصيله هي الي تشوف
طلبات زوجها و بيته و متخليهوش ياكل من يد غيرها يا
حماتي والي اهنيه مش خدم دي ناس بيساعدوكم مش
اکثر ولو كترتي في الحديث هجسم بالله ما في واحده
منيهم تعمل حاجه في البيت وابجي شوفي وجتها هتعملي ايه
بعد كثير من نظرات الفخر من امه وزوجه ابيه و الحقد
والغل من جده و زوجت عمه
اجتمع الكل حول مائده الافطار وكان ترتيبها كالتالي الجد يتراس المائده يجاوره علي اليسار بهيه يليها فهمي يليه مفيده وقد حكمت بذلك الترتيب بهيه بحجه ان يجلس زوجها بينها هي وضرتها ولكن السبب الحقيقي الذي يعلمه الجميع هو ان تجلس بجانب الجد في مقابله الحاجه فوزيه ظنا منها انها بذلك تصبح الرؤوس متساويه كما تقول يلي مفيده ابنها بلال بعده فاديه بعدها الاطفال و اخر
كرسي فارغ علي الجهه اليسري تجلس الحاجه فوزيه تليها نعمات تليها العمه عنايات يجاورها حسن وزوجته نورا يليهما عبدالله وزوجته شيماء يليهما مني واخيرا حنان التي تجاور عدنان الذي يجلس علي راس المائده من الجهه الاخري
عدنان موجها حديثه لاخته الصغري مني : ها يا تاج اخوكي جاهزه للثانويه باجي شهر و تبدأ عايز مجموع زين يدخلك الطب ولا ايه
مني : متخافش ياخوي أني جاهزه بأمر الله بدأت أني
ومريم أديلنا يومين نذاكر في الكتب الي شيعت جبتهالنا
والي مهنفهموش بنشوف شرحه عاللاب توب يخليك لينا
ياخوي ويديمك سند لينا كلياتنا
شيماء اختها بهزار : ايوه ياخوي ماهو مفيش عالحجر
غيرها الصغننه ديه تاج اخوكي و جلب اخوكي و الجلع كلياته ليها
حسن اخيها : واه يا شيماء ديه انتي جلب وعجل اخواتك يابت يكش بس هي لساتها صغيره فبنجلعها زياده حبتين
نورا زوجته بهزار : لما هي جلب اخوها وعجله أني بجي
ابجي ايه ام العيال وبس ياسي حسن
ضحك عدنان وقال : جابل یا معلم مهنخلصش من رط
الحريم ديه
حنان بغيظ : يعني لما الوحده منينا تبجي رايده زوجها
يجلعها تبجي كفرت يعني ولا هو الجلع ليه ناسو
بهيه بحقد : معلاهش يابتي ماهو ناس ليها المرجعه وناس
ليها المرار الطافح
الحاجه فوزيه : بيببهيه اجفلي خاشمك و متجومهاش حريجه حاكم انتي جايمه من صباح ربنا تجولي يا شر اشتر و عدنان بيه ولدي مهيشربش حد المرار و بتك عايشه احسن عيشه بس لو تبطلي بخ سمك في ودانها هتعرف تتهني في عيشتها
كادت ان ترد عليها ولكن قاطعها زوجها وهو يقول : خلاااص بكفياكم رط عالصبح
ثم وجه حديثه لعدنان وهو يحاول ان يكتم حقده : حديت ايه ديه يا عدنان الي بتجوله علي علام مني من ميته واحنا حدانه ابنته بتكمل علام هي تاخد الثانويه دي وخلاص تجعد لحدت ما تتجوز كيف باجي بنيتت الدار وبعدين أني طالبها لبلال ولدي ولا انت عامل روحك ناسي
عدنان بحده : لاااه مانسيش ياعمي فاكر زين انك طلبتها
اصفر وجه مني رعبا من ذلك الحديث فاذا وافق اخيها علي هذا الهراء فهي هالكه لا محاله هي لا تبغض شخصا
في هذه الحياه مثل بلال ابن عمها
ولكن ارتاح قلبها حينما اكمل قائلا : وفاكر زين بردك اني جولتلك اختي ست البنته كلياتها مهجوزهاش الخمورجي
داير يلف وري الغوازي اصفر وجه بلال و زاغ بصره ولكنه رد قائلا : لاااه لااااه اااا
اني بطلت من زمان يا واد عمي حتي أسال ابوي حسن : ايوه صوح بأمارت أولت أمبارح والخناجه الي
حوصلت بينك وبين ولد الجصاص عالغزيه
خلاصه الجول بعد أذن عدنان أختي مها يخدهاش غير الي
يجدرها و يتجي ربنا فيها مهنر ميهاش احنا دي تاج راسنا
والي هياخودها يحطها في عنيه جبل جلبه
كاد ان يتحدث فهمي ولكن وقوف عدنان جعله يبتلع كلامه حينما وجده يقول : يسلم خاشمك يا ولد ابوي
مفيش جول بعد جولك انت جبت الخلاصه و الحديث ديه
مسمعوش تاني واصل سلامو عليكم
ثم توجه الي امه و زوجه ابيه مقبلا راس كلتاهما وهو يقول : عايزينش حاجه
الحاجه فوزيه : عايزاك طيب يا ولدي روح ربنا يكفيك شر
ولاد الحرام
اخذ دعوه امه وخرج متجها الي عمله وقد قام بعده عبدالله وحسن حتي يذهبا الي عملهما اما بلال فصعد الي
غرفته لينام كالعاده استفحال عدنان و انفلات زمامه من بين ايديهم في طريقه للخروج قابل هارون الذي كان في انتظاره وحينما هم بالحديث لفت نظره شيء ما فتوجه اليه
وقد توجه الجد وفهمي الي غرفه المكتب ليتناقشو حول
عدنان : مالك يا واكل ناسك امسهم اكده ليه وواجف كيه الصنم
جميل بخضه : اااا اصباح الخير عليك يا سعادت البيه
اني .... اني واجف بس مستني ابوي لجل ما نبتدي شغل
عدنان بمزاح لا يظهر الا قليلا : ايوه صوح واجف لابوك
ولا واجف تبحلج عالبت ايه لحدت ما خفيت من جدامك
بعد ما جابتلك الطفح والشاي الي برد جدامك ديه
خجل جميل كثيرا واطرق وجهه في الارض لا يجد ردا
علي هذا الحديث
سحبه عدنان ولف يده حول عنقه وهو يضحك ويقول :
وشك احمر كيف البنته ليه يا واد انت هتستحي ولايه
امال هتجوز كيف يا حزين
جميل بضحكه خجله : لاه مبستحيش بس ااااا
عدنان : مبسش جول انك رايدها واني وعد مني لو هي
موافجه عليك هجوزك في سبوع ايه جولك بجي
امسك جميل كف عدنان ليقبله ولكن سحبه الآخر سريعا. وقال : هتعمل ايه يا واد المحروج انته
جميل : احب علي يدك يا بيه الي حضرتك بتجوله ديه
صوح هتجوزهالي بصحيح
عدنان : اباي عليك يا مخبل انت يعني انا سايب الي وراي
وواجف اتحدت وياك بعد ما شوفت عينك هتفوط منيك وري البنيه وتجولي صوح
جميل : الله يجبر بخاطرك يا بيه وينولك الي في بالك
ويريح جلبك يارب انا عاشجها يا بيه من وهي صغيره بس ديج الحال ولسه ورايه جهاز خواتي البنته انت داري يابيه
كيف الحال
عدنان : شوف يا واد عشان بس الدعوه الذينه الي
دعيتهالي دي جوازتك كلياتها عندي حتي شوار خواتك البنته متعتلش همه أني اكده اكده متکفل بیه ملیکش صالح انت خلي امك تتحدت و يا امها ولو البت ريداك
يبجي جوازك بعد شهر من دلوك
هلل جميل فرحا وهو يقول : الله يعمر بيتك يا بيه الله
يريح جلبك الله يراضيك ... ريداني ياااااابيه ريداني
والمصحف
ثم شمر جلبابه ووضع طرفه في فمه وهو يهرول الي خلف
السرايا ينادي علي امه لتخرج له حتي يخبرها ما حدث
ضحك هارون و عدنان كثيرا عليه ثم قال هارون من بين
ضحكاته : الواد جن يابوي ديه هيطب ساکت مالفرحه يا
جلب امه
عدنان بشرود : حجه یا هارون حجه يعمل اكثر من أكده
حاكم العشج ديه مر جوي خصوصي لو ما طايلش الي
هتعشجه وهو جدامك ليل ويا نهار بيبجي كيف النار تحرج
في حشاك ولا جادر تطفيها و لا مستحمل ولعتها جواتك
فهم هارون علي رفيق دربه وشعر بما يقوله ولما لا فهو
ايضا واقع في عشق مستحيل مثل صديقه ولا يعلم متي
سينتهي هذا العذاب
طبطب علي كتف صديقه وهو يقول : انت الي تاعب روحك ياخوي بيدك تريح جلبك وبالك رد عدنان بفظاظه مخالفه لحالته تماما : ايوه اريح جلبي ويبجي علي اخر الزمن فواز النتن جد عيالي اباااااي مشي یا هارون خلينا نشوف مصالحنا جال ريح جلبك جال جبر يلم العفش
ضحك هارون عليه وهو يتبعه فهو يعلم كم الغيظ الذي يشعر به صديقه وان كل ما يقوله ما هو الا اسباب واهيه ليبعد عنها ولكن صبرا صديقي ايها الجلمود سيأتي يوما تنهار فيه اعدك بذلك
نذهب الي جميلتنا داخل قلعتها المحصنه نجدها تجلس مرتديه بيجامه بيتيه محتشمه ولكنها موضحه لمعالم انوثتها الفتاكه و تاركه لخصلاتها الذهبيه العنان وراء ظهرها تقف في شرفتها المطله علي حديقتها الصغيره ذات السور العالي تحجب الرؤيا عمن بالخارج
لذلك فهي تتحرك بحريه داخلها
حتي السرايا لا يوجد في غرفها اي نوافذ او شرف تطل علي المساحه الخلفيه فجميع شرف السرايا تطل علي الحديقه الاماميه والجانبيه فقط الا غرفه واحده لها نافذه
تطل عليها
بالطبع عرفنا لمن نعم نعم يا ساده غرفه المكتب الخاص بسجانها ليراها وقتما يشاء ولكن لخبثه جعل الزجاج معتم بحيث يستطيع هو رؤيه من بالخارج ولكن من ينظر من الخارج لا يري شيئا بل كل ما يقابله مجرد نافذه مغلقه
وفقط
اخذت ملاكنا تنظر الي زهورها الجميله وهي سارحه في
حياتها التي لا يوجد بها اي شيء الي متي ستظل هكذاا
متي ستستطيع التخلص من قيوده .... ولكن مهلا مريم اذا
تخلصتي من تلك القيود اللعينه كما تسميها من سيحميكي
غيره .. اين ستذهبي وانتي لا تعرفي حتي كيف تبدو
شوارع النجع
وايضا هل سيتركك ابيكي واخيكي المبجل لتحققي حلمك ام مع اول فرصه سيبيعوكي لاول عريس ثري يتقدم لهم ويدفع ثمنك كما حدث العام الماضي حينما جاء والدك وهو فرحا للغايه ان مرعي تاجر المواشي ذو الستون عاما قد طلبك للزواج وسيدفع له مائه الف جنيه ثمنا لكي او مهرا
كما يقولون
الا ان امي وقتها ذهبت سريعا للداخل بحجه الدلوف
للمرحاض واتصلت بعدنان الذي جاء مثل الثور الهائج
وهجم علي ابي كاد ان يبرحه ضربا لولا تدخلي انا وامي و نحن نترجاه الا يضربه هما فقط يريدان ان يجعله يلغي
فكره الزواج تلك
وقد كان خرج ابي مهرولا بعد ان نجي بحياته من هذا
الهمجي الذي حينما يتعلق الامر بالبتول يتحول الي وحشا
كاسر
اما تاجر المواشي فما حدث له يجعلك تشفق عليه فقد
كبده خسائر طائله في تجارته لم يتحملها الرجل ورقد
مريضا اثر جلطه تسببت له بشلل نصفي
وغيرها وغيرها يا مريم ان جلستي تحصي عدد ما فعله معك هذا القاسي طيب القلب ستجدي حالك تحصين
سنين عمرك التي لم يتركك فيها لحظه واحده
تري هل حقا تريدين الابتعاد ام انك صاخطه علي حالك
من عشقك لقيوده تلك ام........ ام عشقك له هو مهما فعل
حينما وصلت لتلك النقطه انتفضت وهي تضع يدها علي فمها من هول صدمتها لما توصلت له ثم قالت وهي تبكي :
يا خراب بيتك يا حزينه كأنك اجنيتي يا مريم عشج ايه
و مسخره ايه الي هتفكري فيها دي لاااه و ملجتيش غير
عدنان الجبالي الي مربيكي و خيره عليكي تخربيله حياته
وهو متزوج و مخلف کومان يا غلبك يا مريم والي هاتشوفيه من اهنيه ورايح لو حدي
حس بالحديت ده ثم اخذت تمسح في عينيها مثل الاطفال وهي تقول لنفسها : لاااااه هو اااا هو بس عشان احنين وياي حبتين و بيعاملني كيف مني اخته اني الي اتخربط وافهمت غلط ايوه صوح أكده يا مريم صوح أكده
قبل ذلك بقليل قد رجع عدنان الي السرايا متوجها الي غرفه مكتبه بالاعلي لجلب بعض الاوراق الخاصه بعمله
التي قد نسيها قبل خروجه
وحينما دلف الي الحجره واغلق الباب خلفه توجه الي درج المكتب المتواجد في اخر الغرفه فتحه واخرج منه بعض الاوراق وضعها في جيب جلبابه من الداخل ثم اغلق الدرج وقبل ان يتجه للباب قلبه طالبه بالقاء نظره علي بتوله عله يروي عطشه برؤيتها ولكن حينما نظر من خلف الزجاج خيل له انها تمسح وجهها ففتح الزجاج قليلا ووضع منظارا
قد اتي بيه ليراها بوضوح حيث ان المسافه بعيده الي حد
ما ( مجنون ايوه مجنون ولسه ها تشوفه جنانه و
اسفه عالمقاطعه بس حبيت اوضح
وقتها رأي دموعها بوضوح فجن جنونه من أبكي صغيرته من تسبب في هطول لؤلؤها الغالي فهو هالك لا محاله اخذ يتوعد لمن كان السبب في بكاءها وهو يغلق النافذه مره اخري ثم الباب و ركض اليها مباشرا غير أبها للنظرات المستغربه لهرولته ولكن بالطبع لا يستطيع احد ان يتجرأ
ويسأله
وصل امام الباب بعد ان اخرج نسخه المفتاح خاصته لباب
حديقتها
وحمد الله كثيرا ان كل من يسكن هنا بجوارها متواجدون داخل السرايا حتي لا يراه احد هو من الاساس لا يهتم ولكن خوفا عليها هي دلف سريعا واغلق خلفه الباب الحديدي تحت صدمتها
حينما راته في لمح البصر امامها اقترب منها و ملامحه تنضح قلقا عليها ثم احاط وجهها الملائكي الناعم بكفي يداه الخشنه وقال : مالك يا بتول ليه عم تبكي مين الي زعلك وأني اطين عيشته جوليلي خجلت كثيرا من قربه لها الي هذا الحد وقد تحول وجهها
الي كتله من الجمر تحت يداه نظرت للاسفل وهي تقول : مفيش حدي زعلني يا سي عدنان داني عيني اطرفت بس عدنان : بتوووول جولي طوالي انتي مهتعرفيش تخبي ولا تكدبي انتي كل حاجه فيكي بتول عجلك بتول ... جلبك بتول ... روحك كيف العدرا عشان أكده اني سميتك البتول فريحي جلبي الوالع ديه من جلجه عليكي يابت الناس مريم وهي تحاول الابتعاد ولكنه احكم امساكه بها حينما انزل يد واحده ولفها حول خصرها قالت : اااا بعد أشوي يا وانهمرت دموعها ثانيا
سي عدنان ميصوحش اكده وأني زينه والله مفياش حاجه بس اااا بس افتكرت لما ابوي كان رايد يزوجني مرعي لولاش انت لحجتني وجتها معرفاش كنت عيميلت ايه
قربها اليها في ضمه حانيه حتي اصبحت راسها موضوعه
علي قلبه لفارق الطول بينهما
اخذ يمسد علي شعرها بحنان وهو يهدهدها ويقول بصوت يقطر عشقا : متخافيش يا جلب عدنان انا مهخليش حدي واصل يجرب منيكي لو علي جستي اني حاطك جواتي
و جافل عليكي محدش يجدر يهوب يمك ابداااا اهدي يا بتول و متفكريش في اي حاجه شينه واصل طول ماني
جارك رايدك تفرحي وبس
تاهت هي في لمساته الحانيه وحديثه الذي نزل علي
صحراء قلبها القاحله جعلها مروجا خضراء
ولكنها لا تجد ما تقوله له فهي لا تريد ان تتفوه بحرف
يخرجها من هذا النعيم
ولكن للاسف رنين هاتف عدنان اخرجهم من سحابتهم الورديه و اعادهم الى ارض الواقع انتفضت هي وابتعدت في خجل اما هو اخرج هاتفه وهو يسب بافظع الالفاظ علي من قطع عليه تلك اللحظه التي قلما ما تحدث نظر للهاتف وجده هارون فتح عليه الخط ولم يعطيه فرصه للحديث حين صرخ به : رايد ايه يا واكل ناسك اني لازمن اجطع معرفتك الغبره دي عشان ارتاح
هارون باستغراب : ابااااي عليك طب اني عيميلت ايه لكلت ديه انت مش جولت هتجيب الورج و تعاود طوالي بجالي ساعه واجف والشمس وكلت نفوخي ياخوي عدنان : الهي تنحرج حرج يا حزين غور اني طالع الهي
تطلع روحك عشان ارتاح ثم اغلق الخط في وجهه وحينما نظر لها وجدها تحاول
كتم ضحكاتها علي غيظه
عدنان : اضحكي ياختي بلاها الكتمه دي ولم تنتظر اكثر بل انفجرت في ضحكه حلوه انارت له
يومه
نظر لها بهيام وقال : ايوه اكده شمسي توك طلعت
اضحكي طوالي انتي ميليجش عليكي البكي
ختم قوله وهو يقبل جبينها بقبله اودع فيها كل عشقه
وعذابه في بعدها
سحب حاله بعيدا عنها بشق الانفس حتي لا يتهور ويقطف
من فاكهته المحرمه وانصرف سريعا دون التفوه بحرف
تاركا خلفه قلبا بكر لازال يحاول استكشاف ماهيه دقاته
وصل الي هارون ثم صعد معه سيارته ذات الدفع الرباعي
وورائه سیارتان محملتان بالحرس وصل الي منتصف القريه ونزل هو ومن معه ملتفين حوله
كدرع حامي له
وجد ثلاث رجال مربوطون في شجره عملاقه كلا ظهره للاخر و لا تظهر معالم وجههم من كثره الضرب اجتمع اهل القريه يشاهدون هذا المنظر المروع وهم يتسائلون فيما بينهم عما فعله هؤلاء الرجال التعساء ليلاقو
كل هذا التعذيب
وقف امامهم وقال بصوت جهوري : ديه جزات الي يخون عدنان الجبالي فكرك يا حزين انت وهو اني مخبرش كام راس بهيمه عندي ولا مهعرفش اني بدبح كام راس في اليوم لجل ما تفكرو تسرجوني امفكرينو مال سايب اياك اخذا اثنان منهم يعتزرون ويستعطفونه حتي يرحمهم اما الثالث فكان يبكي قهرا من ذلك الموقف المخزي الذي
وضع فيه
عدنان : وانت يا مرعي يالي ما بتفوتش فرض لربنا و كنت
هجول عليك راجل زين تسرجني
مرعي : غصب عني يا بيه انت خابرني عمري ما مديت
يدي للحرام بس هما غاووني لجل حوجتي العلاج بتي الي
بتموت واني ماجدرش اعملها حاجه
عدنان باستغراب : بتك مين الي بتموت يا واكل ناسك انت
و بعدين هطيب بتك بمال حرام و عايزها تطيب كيف ده
مرعي ببكاء : الدنيا اسودت في وشي ومخبرتش اسوي ايه لما الحكيم جال انها عنديها المرض العفش ولازما
عمليه كبيره بفلوس كتير واني محلتيش حاجه وهي البت
الي حيلتي بعد صبر سنين قطع كلامه وانهار باكيا
عدنان : هارون فكه وشيع معاه وهدان ياخدو للوحده
الصحيه خلي الدكتور يعالج الي فيه ديه
ثم وجه حديثه لمرعي : وانت لو كنت جيتلي مكنتش
هتاخر عنيك واصل
روح مع وهدان عالج روحك وترجع علي دارك تلم خلجاتك
انت وبتك و مرتك ................
تري ماذا سيفعل بهم هذا المتجبر يا تري
سنري
اسفه طولت في السرد في البارت ده بس كان لازم عشان
اقدر اوضح لكم نمط الحياه الي عايشينها ابطالنا