رواية قلوب صماء الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة الألفي
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
بعد عدة ساعات وصل إلى عروس البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد الى فيلا مالك السمنودي ..
صف سيارته داخل الحديقه وترجل الجميع من السيارة وظل هو مكانه .
حمل محمود الحقائب وتوجه إلى الفيلا .
وماريا تمسك بيد جميله لتصطحبها داخل الفيلا وترا الفيلا من الداخل ..
مها باستغراب . مالك ايه مش نازل ولا ايه
مالك وهو يمسك بمحرك السيارة . لا يا ماما هعدي علي الشركه الاول ، عندي شغل متعطل سلام دلوقتي
مها . ماشي يا مالك لم ترجع لينا كلام مع بعض
مالك . حاضر يا ست الكل سلام بقي،أكمل قيادة سيارته متوجه الى الشركه ..
....... .
داخل الفيلا .
بعد ان رأت جميله الفيلا جلست بالصالون مع ماريا ومحمود وتم التعارف .
تركتهم مها واخبرت الخدم ان يجلب الحقائب التي تخص جميله ووضعها داخل غرفه مالك ..
بعد ان تم تجهيزها وتغير الأثاث بالكامل واصبحت غرفه تليق بالعرسان وابدلت الأثاث القديم وطلت الغرفه بالون البينك الهادي واصبحت مملكه خاصه ..
وهى من أشرفت علي كل شئ ..
.......
بعد فترة من الزمن صف سيارته فى الجراح المخصص لها ودلف شركته فى ثقه وتكبر ..
والجميع ينظر له بانبهار واستغراب فى نفس الوقت ، لانهم علم بخبر زواجه ..
دلف مكتبه علي عجاله، واستلق مقعده أمام مكتبه واخرج الهاتف ليتحدث مع معشوقته ، وبعد لحظات جاء الرد واتفق معها علي موعد اللقاء ، وبعد نصف ساعه انهي المكالمة .
وتابع بعض أعماله وفجأة دلف مكتبه صديقه أسر .
أسر باستغراب . دى بجد بقي ايه اللي جابك ياعريس ، وربنا ماصدقت نفسي لم السكرتيرة بلغتني انك موجود .
مالك . طب اقعد الاول
أسر . جت امته من البلد يا عريس ونازل الشغل ليه يا عم انت انا هعمل شغلك .
مالك . عريس ايه انت كمان ما انت عارف اللي فيها والجوازة علشان التار ونخلص من وجع الدماغ وبس
أسر بغمزة . ايه هى العروسه طلعت وحشه ولا ايه النظام.
تذكر مالك وجهها الملائكي وعيناها الخلابة ذات نضارة اوارق الشجر وبريقها الساحر وملامحها البريئه وشرد بعض الوقت..
أسر . لا وكمان سرحت لا كدة الحكايه كبيرة بقي ، وغمز لصديقه . ها طلعت حلوة
مالك بهروب . سرحت فى ايه انت كمان دى طلعت ولا بتسمع ولا بتتكلم حتي شوفت الاتنين مع بعض .
أسر بشهقه . بجد صعبت عليه
مالك . مايصعبش عليك غالي وقولي اعمل ايه عشان اخلع منها ولا انت صاحبي علي الفاضي .
أسر بتاثر . وهي عملتلك حاجه عشان تخلص منها .
مالك . انت عارف ان مغصوب علي الجوازة دى ونفذت كلام جدي عشان ام التار ونخلص منه بقي ، لكن بحب تاليا ومتمسك بيها وماليش غيرك يساعدني اخلص من جميله
أسر بعصبية . وليه ماتكملش بجد مع مراتك وانا من رأي جدك كمل مع مراتك وابدأ من جديد هى مالهاش ذنب أنها لابتسمع ولا بتتكلم تاليا دى انا مش برتحالها مش عارف انت شايف فيها ايه كلنا مش شايفينو
مالك بحدة . بحبها يا اخي وقلبي اختارها مش مفروضه.عليه ومطر استحملها انا حتى مش عارف هتواصل معاها ازاى واستحاله أكمل معاها
أسر بعصبية . ولا مش هتعرف تتواصل معاها امال اهلها بيتواصلو ازاى اكيد فى بينهم لغه مفهومه وانت تقدر تواصل معاها عادي بس انت مش مستعد يا صاحبي تتنازل عن غرورك وكبريائك وتقلل من نفسك ، عشان محدش يقول مالك باشا متجوز دي مش مستعد تواجه بيها المجتمع اللي انت عايش فيها ، عايز يكون ليك واجه لشركتك واسمك ومصنعك وطبعا شايف ان تاليا هى اللي تستحق تكون حرم مالك السمنودي ، لكن مراتك لا مش عايز حد يعرفها عشان مجرد اعاقه عايز تخلص منها وخلاص ومابتفكرش غير فى نفسك وبس عايز الكل يضربلك تعظيم سلام وتومر تطاع صح ومش مهم تجرح مين ولا تدوس على مين فى طريقك لكن المهم توصل ، اعمل اللي انت عاوزة وخرجني انا برة حسباتك عشان مش راضي عن كل تصرفاتك خلينى بعيد احسن عشان مانخصرش بعض ، وعن اذنك عشان عندى شغل كتير متعطل .
غادر أسر المكتب بغضب وانفعال من تصرفات صديقه وأغلق الباب خلفه بقوة .
نظر مالك إلى الفراغ وشعر بالضيق من انفعال صديقه بهذا الشكل وظل يفكر فى حديثه ، وحمل مفاتيح سيارته وهاتفه وغادر الشركه باكملها وقاد سيارته وتوجه إلى لقاء محبوبته ..
...............
فى الفيلا
حاولت مها الاتصال بابنها عدة مرات وفى كل محاوله الهاتف غير متاح .
بعد تناولهم العشاء فى جو اسري حميم اصطحبتها ماريا لتشاهد التلفار معهم
وافقت جميله بترحاب وجلست مع ماريا ومحمود تشاهد فيلم اجنبي مترجم من اختيار ماريا ، لأنه تعلم أن جميله تقرأ وهذا الفيلم سوف تفهمه من الترجمه التى تظهر أسفل عرض الفيلم .. .
ومر الوقت وهى تشعر بجو الالفه والمحبه بينهم وتتجاوب معهم .
وأحضر لها محمود دفتر وقلم لتدون به ماذا تريد لتتجاوب معهم وهو أول من بدأ فى تدوين بعض الكلمات لها ، اخذته منه بابتسامتها الرقيقه وهى تهز رأسها بالإيجاب عندما رأت كلماته المعبرة عن سعادته بوجود شقيقتين وليس شقيقه واحدة فهو أخبرها أنه اخته الثانيه ومن اليوم وهو مسئول عنها مثل ما يفعل مع ماريا واذا احتاجت الي شي لا تخجل منه وتطلبه فورا ، فرحت جدا بهذا وشعرت بوجود اخيها امامها
....... ..
وطلبت مها من ماريا اصطحاب جميله إلى غرفتها فالوقت متاخر من الليل وعلى الجميع الذهاب الي غرفتهم ..
مها . ماريا وصلي جميله لاوضتها يا حبيبتى عشان تنام بقي الوقت اتاخر
ماريا بتسئال . جهزتي اوضه لجميله ولا حضرتك تقصدي اوضه مالك
مها بجديه . اوضه مالك طبعا مش جوزها ولا ايه
ماريا بتنهيدة . بس يا ماما حضرتك عارفه مالك عمل ايه
مها . انا خلاص جهزت غرفه اخوكي وغيرت العفش كله وكمان لون الدهان وبقت تنفع تكون اوضه عرسان مش عاذب ، وبعدين مالك مستغربه ايه لازم تنام معاه فى نفس الاوضه ، عشان أخوكي يحس علي دمه ويقرب منها ويتقبلها فى حياته
ماريا بحزن . وتفتكري هيتقبلها
مها بحزن . ربنا يهديه اكيد هيتقبلها واحدة واحدة
ماريا بحزن . بس مالك ممكن لم يشوفها فى اوضته يجرحها خصوصا بعد اللي عمله فى البلد عند جدو ولا حضرتك ناسيه
مها . يوة بقي قولت وصليها اوضه اخوكي وانا هفضل صاحية هستناه لم يرجع من برة ، واطلعي نامي انتي كمان وشوفي اخوكي فين
آت محمود . مالو اخوها يا ست الكل انا كدة كدة طالع انام عندى تدريب مهم بكرة فى النادي ، تصبحو على خير .
مها . وانت من اهله يا حبيبي
ماريا . حاضر هنفذ اللي حضرتك طلبتيه وربنا يستر على جميله هى مش قد مالك ..
........
توجهت ماريا إلى جميله وطلبت منها ان تصعد معها إلى حيث غرفتها ..
وانصاغت جميله لاوامر ماريا ..
ودلفت معها إلى الغرفه .
ماريا . دى بقي يا ستي اوضتك من النهارده وهتلاقي شنط هدومك وكل حاجتك موجودة ودلوقتي نامي وارتاحي وبكرة انا هساعدك ترتبي هدومك فى دولابك اتفقنا ، يلا تصبحي على خير
نظرت لها جميله باستغراب عندما فتحت الدولاب وجدت به ملابس رجاليه متعددة
وأشارت إلى ماريا الي الثياب المعلقه .
ماريا بتوتر . دى هدوم مالك طبعا عشان دى دى اوضتكم انتو الإتنين
ضيقت جميله مابين حاجبيها دليل على الضيق .
ماريا محاوله تلطيف وتبتسم لها بود . معلش يا جميله استحملي مالك هو بردو جوزك ، هو شويا عصبي ومنفعل بس ساعات بيبق طيب وكيوت وبكرة تعرفيه كويس ، اصل موضوع جوازكم جي بسرعه وظروف التار وكل واحد فيكم انجبر على الجواز معلش بقي واحدة واحدة هتتقبلو الامور بينكم والحال دي مش هيستمر كتير انا واثقه ان مالك هيتغير معلش استحملي عصبيته واقولك بلاش تبصيلو خالص ولا كأنه موجود ، صدقينى كلنا حبناكي ومالك كمان هيجي وقت ويتاسفلك علي الموقف اللي حصل بينكم ، دلوقتي غيرى هدومك ونامي بقي، قبلتها من وجنتها وغادرت الغرفه ..
وجدت والدتها تنتظرها بالخارج .
مها . ها عملتي ايه مع جميله
ماريا . جميله شكلها مصدومه وخايفه من وجودها مع مالك فى نفس الاوضه ، وماكنتش عارفه اقولها ايه بعد اللي مالك عمله .
مها . طب روحي انتي نامي وأنا هنزل استني اخوكي لازم اتكلم معاه .
ماريا . حاضر يا ماما تصبحي علي خير
مها بابتسامة . وانتي من اهل الخير يا حبيبتي ..
..............
كان يقود سيارته بصدمه حقيقيه وهو يضرب بكل قوته على محرك السيارة ، وكأنه يتصارع مع أحد ، إلى أن وصل إلى منزله .
صف سيارته وهو يشعر بالضيق والحزن علي رفيقه وصديق طفولته ، ماذا اصابه من غرور وتكبر وتجبر على الضعيف .
صعد إلى منزله الذى يقطن به وحده بعد وفاه والديه والقي بسترته على مقعد الصالون وجلس بتعب وارهاق علي الاريكه وضع يده خلف رأسه وظل يفكر ماذا يفعل لكى يكشف لصديقه حقيقه تاليا فلا يستطيع الصمت أكثر من ذلك وعليه أن يكشفها علي حقيقتها المخادعه لكى يعلم مدي وقاحتها .
............
بعد انتهاء سهرته الخاصه مع محبوبته وقصي عليها كل ما حدث معه عندما ذهب الي بلدته ، ودعها وعاد إلى منزله .
وعندما دلف من باب الفيلا تفاجئ بوجود والدته تنتظره عيناها تشعل بالغضب من تأخيره وإغلاق هاتفه .
مها بحدة . مالسه بدري يا استاذ يا محترم لم حد من اخواتك يشوفك راجع وش الفجر يبق منظرك كويس مش هتبق مكسوف من نفسك
مالك ببرود . واتكسف ليه هو انا بعمل حاجه غلط ، وحضرتك لسه صاحبه ليه مانمتيش لحد دلوقتي
مها . يا بجحتك يا اخي مستنيه حضرتك طبعا ، بذمتك مش مكسوف علي دمك من اللي عملته فى النجع واللي لسه بتعمله ، يا أخي حس شويا باللي حواليك دى انت عندك اخت مافكرتش حد يظلمها زى ما انت بتظلم جميله حرام عليك دى بنت ناس ، ويكون فى علمك تتعامل مع جميله كويس وإياك تجرحها باي كلمه ولا لفظ ولا حتي معامله تعامل ربنا فيها وتبطل سهر لوش الفجر وتقعد مع مراتك
مالك باستغراب . مراتي
مها بحدة . ايوة مراتك وهى دلوقتي فى اوضتك وطول ماهي علي ذمتك هتفضل فى اوضتك وانا غيرت كل حاجه وبقت اوضه عرسان وإياك تكون قليل الذوق معاها
مالك بصدمه . نعم هى كمان هتنام معايا فى اوضتي لا طبعا
مها بجديه . مالك دى مراتك فاهم ومن حقها عليك تكون جنبك ومعاك ووقت لم تكون محتاجلها هتلاقيها يا بني الراجل سره مراته هى امانه زى ماهو سندها وامانها هى ستر وغطا عليك ، هى اللي هتقدر تبعك وتفهم
مالك بسخرية . ازاى بس مش فاهم هو حضرتك عايزة العلاقه بينا تكون عادى زى اى اتنين مجوزين طب ازاى وطريقه جوازنا واحنا اصلا مانعرفش بعض ازاى هقبل بيها تكون مراتي كدة هى الحاجات دى عايزة حب احساس تفاهم ، تواصل مش تاديه واجب وخلاص يا ماما ، انا مااقدرش اعمل كدة ومافيش بينا اى تجاوب ماشي وان كان على وجودها فى اوضتي مطر اقبل عشان بس المنظر العام مش أكتر وعشان حضرتك تطمنئ غير كدة ماوعدكيش باي حاجه
مها بارتياح . مش مهم كل حاجه هتيجي فى وقتها وأنا واثقه ان اليوم دى هيجي قريب ومش بس هتحبها دى انت كمان هتعشقها
مالك بابتسامة . لم اليوم دي يجي ابق بخريني هههه تصبحي على خير
مها بتنهيدة . مافيش فايدة فيك . ربنا يهديك يا بني ..
صعد إلى غرفته وأغلق الباب خلفه وجد الغرفه مظلمه والاضاءه الخافته فقط تنير الغرفه .
توجه إلى الدولاب واخذ منامه وتوجه إلى المرحاض وابدل ملابسه .
وبعد خروجه كان يشعر بالتعب ، توجه إلى الفراش وتسطحت جانبها وهو ينظر لها بضيق ولكن تبدلت ملامحه عندما راء وجهها الطفولي وملامحها البريئه ودون وعي ابتسم واغمض عيناه بارهاق واستسلم السلطان النوم ..
.........