رواية قلوب صماء الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة الألفي
في الصباح كعادتها تستيقظ مبكرا ، نهضت من الفراش وتفاجئت بوجوده جانبها ، ظلت تنظر له بضيق شديد عندما تذكرت ماذا فعل بها أمام عائلته وتنهدت بالم مكتوم ، ظلت واقفه تتأمل ملامحه وتحدث نفسها .سبحان الله نايم ولا علي باله ، كأنه ملاك وهو من غير احساس اللي يشوفك وانت عاقد حواجبك وملامح القسوة مطبوعه على وشك مايشفكش وانت نايم كأنك بنى ادم تاني خالص ، انا مش فاهمه انت تبق ابن العيله دى ازاى ، هم طيبين وفي قلبهم رحمه مش معدومين الاحساس زيك .
استغفر الله العظيم .
توجهت إلى المرحاض لتتوضاء وبعد لحظات .
قامت بأداء فريضتها..
وبعد الانتهاء من صلاتها امسكت بكتاب الله تنظر إلى الكلمات وتقراهم بعيناها وهى مازالت جالسه على سجادة الصلاة ..
شعر بحركه فى الغرفه وفتح عيناه بكسل يتطلع حوله ، وجدها جالسه وتمسك بالمصحف فهو لم يتعود علي وجود أحد بغرفته .
ابتسم وتذكر انها زوجته .
مالك باستغراب . غريبه هى مش المفروض لا بتتكلم ولا بتسمع طب بتقرا ايه مش فاهم ، هى ايه حكايتها بالظبط ، وأنا مالي هشغلي بالي ليه .
توجه هو الآخر الي المرحاض ليغتسل ويحضر نفسه لذهاب الى شركته .
عندما شعرت بطيفه يدلف للمرحاض ، ختمت قراءتها وغادرت الغرفه ، فلا تريد أن تحتك به ولا تعطيه أي اهتمام ،وكأنه سراب ، قررت أن تتعامل معه باسلوبه هو ، البرود و اللامبلاه ..
.....
هبطت الدرج وتوجهت إلى المطبخ كم توعدت ان تساعد والدتها فى الطهي ، وقفت بجانب الدادة وهى تبتسم لها وتربد ان تساعدها فى اعداد الطعام .
وعندما راءتها مها رتبت علي ظهرها برفق لتلتفت إليها جميله وتبتسم لها بحب .
بادلتها مها الابتسامه . صباح الخير يا حبيبتي، تعالي سيبي اللي فى ايدك ماتتعبيش نفسك دادة جهزت كل حاجه تعالي انتى معايا .
وسحبت يدها وتوجهت إلى غرفه الطعام ..
كان محمود يجلس علي المائدة ينتظر الافطار ، فهو مستيقظ من أجل الذهاب الي النادي من أجل التدريب فهو يمارس كره السله ومنضم إلى فريق يلعب بالدوري ولديهم ماتش مهم لخوض البطوله ، وهو يلعب باحتراف ويعشق كرة السله ويمارس هوايته بجانب دراسته فى الفنون الجميلة ..
محمود.الأكل يا جدعان ، مش فاضي ورايا تدريب ،يادادة انجزي بقي خلصوني كدة هتاخر .
مها . بطل زعيق يا كابتن
محمود . حاضر يا ست الكل ، وعندما راء جميله ابتسم لها .
محمود .اوبا جميله الجميلات ،صباح الفل والياسمين يا قمر
ابتسمت له بود وجلست بجانب مها .
احضرت الدادة الطعام .
وحضر مالك فى ذلك الوقت وهو بكامل اناقته ، كان يرتدى حُله رمادي أسفلها قميص ابيض ناصع ويترك اول زورارين ، كان فى كامل وسامته وطلته الجذابه ،
مالك . صباح الخير
مها . صباح النور يا حبيبى تعالي افطر
محمود وهو ينظر إلى جميله ويحاول أن يلفت اتنباه شقيقه لها . وجه محمود حديثه لجميله وهو يرتب على يدها لتنظر له .
نظره لها جميله باهتمام .
محمود . انا متفائل أنهاردة عشان اصطبحت بوشك يا قمر ، ولازم تحضري ماتش النهائي مع ماريا عشان انا خلاص استبشرت خير بيكى ، لازم تشجعيني .
اومت له بالايجاب وهى تبتسم ابتسامتها الخلابه البريئه ..
وعندما نظره إلى مالك الذى مازال واقف يتابع الحوار ، عندما تقابلت العيون ، تلاشت ابتسامتها وعاد محلها نظرات الجمود والبرود.
وقف مصدومه من نظراتها ومن الحديث معها ، هو لم يفهم شي فكل من بالمنزل يتعامل معها ويفهمها وشقيقه يتحدث معها ولكن كيف وهى بكماء صماء .
مها . مالك مش هتفطر يا بني واقف كدة ليه
مالك . ها لا مافيش انا ورايا شغل مهم فى الشركه سلام ، وغادر الفيلا علي وجه السرعه وهى يحاول أن يفهم ما سبب تلك النظرة ...
...........
ودعهم محمود أيضا وهو يطلب دعوات والدته ، وتوجه إلى النادي لممارسه التدريب مع فريقه ..
............
فى لندن .
كان يبحث عن سكن ليترك منزل كارلا فبعد تلك المواجهة لا يريد أن يظل معها فى نفس المكان .
ولكن الابواب مغلقه امامه فلا يوجد سكن فارغ ..
عاد إلى المنزل بضيق وتقابل مع كارلا .
كارلا . يزيد مش هتلاقي سكن فاضي دلوقتي وبعدين انا قولت مش هدايقك تاني وبعدين ماجتش من اخر شهر يا يزيد .
يزيد بتنهيدة . للاسف مطر افضل الشهر دى يا كارلا وأسف ان بتقل عليكي
كارلا . معقول يا يزيد ، ياريت اقدر اساعدك والله مااتاخر عليك وخلاص بقي مش انت معتبرني زى اختك وبتخاف عليه
يزيد . يعلم ربنا ان بخاف عليكى وبعاملك بكل احترام
كارلا . وانا مطمنه لوحودك وعايزة اخد رائيك فى حاجه مهمه واكيد انت تقدر تساعدني .
يزيد باهتمام . لو في ايدى مش هتاخر عنك
كارلا بابتسامه . انا عايزة ادخل الإسلام وعايزك تعلمني الصلاه ، انا بشوفك وانت بتصلي وبسمعك بتقرا القرآن وبجد نفسي افهم كل حاجه عن دينك
يزيد باستغراب . دي بجد وعن اقتناع
كارلا بابتسامه مكر . طبعا عن اقتناع
يزيد . خلاص بكره الصبح اخدك المسجد وتتكلمي مع الشيخ الموجود وهو ادري مني هيقولك تعملي ايه .
كارلا . شكرا يا يزيد
يزيد . علي ايه بس ربنا يهديكي للصواب يا كارلا ،تصبحي على خير
كارلا . وانت بخير
...........
عودة إلى الاسكندريه .
استيقظت ماريا من نومها فقد تعمدت التأخر لا تريد أن تقابل شقيقها الاكبر ، فهى غاضبه وغير راضيه علي تصرفاته .
كانت تجلس بالحديقه ومعها جميله .
وضعت ماريا الحامل الخشبي وشبثت اللوحه الخشبيه به وبدات فى رسم لوحه فنيه وهى تحمل بيدها فرشاه الالوان .
وتنظر لها جميل باعجاب وفجأة شعرت باهتزاز هاتفها المحمول ..
القت.نظره لشاشه الهاتف بلهفه وفرحه غامرة عندما رأت صورة شقيقها تنير الهاتف .
كان يراسلها عن طريق الماسنجر ..
فتحت الرساله بشوق .
يزيد . حبيبتي انت فين بقالي كتير ماتكلمتش معاكي ولا اعرف عنك حاجه ، واحشاني جدا
وبدات فى الرد عليه وارسال الرسائل بينهم .
جميله . وانت كمان واحشني جدا ، اطمن انا بخير
يزيد . امال مشغوله عني بايه بقي ومافيش ولا رساله منك بقالك كام يوم ، حتى الود عز لا بيرد علي رسايلي ولا اتصالاتي هو فى حاجه ولا ايه
جميله بكدب . لا مافيش حاجه خالص ، كلنا بخير ماتقلقش
يزيد . بس مستغرب عز دى كان قارفني كل شويا هتنزل امته عشان عايز اتجوز ، لا انا شكلي كدة هغير رائي بقي وهو الخسران هههه
جميله ......
يزيد . جميله مابترديش ليه هو فى حاجه عز مزعلك ولا حد قوليلي بس ومالكيش دعوه انا هتصرف
جميله . لا مافيش حد مزعلني ولا حاجه اطمن ، انت بس واحشني اوى
يزيد . انتي وحشاني أوى يا قلب اخوكي وخلاص هانت اناقش بس الرساله وتلاقيني عندك فى أقرب وقت المهم خلي بالك من نفسك وطمنيني عليكى باستمرار عشان انا بقلق عليكى فاهمه
جميله . حاضر خلي بالك من صحتك واهتم باكلك مش كل حاجه دراسه وبس
يزيد . هههه حاضر يا حبيبتى بس انتو كلكم كويسين وجدي وعمى مش عارف ليه حاسس من صوت امي انها مخبيه حاجه ،بس اكيد انتي هتعرفيني لو فى حاجه صح
جميله بكدب . لا مافيش حاجه وكلنا كويسين اطمن
يزيد . طب احنا عندنا بالليل هقفل معاكي دلوقتي وأول لم اصحي هكلمك فديو كول عشان عاوز اشوفك وافرجك علي حاجه مهمه عايز اخد رائيك فيها ماشي
جميله . بس انت عارف شبكه النت عندنا مش سريعه وممكن مانعرفش نتكلم فديو
يزيد باصرار . اهو نحاول عاوز اشوفك ولا انتي مش عاوزة تشوفي اخوكي
جميله . لا طبعا عاوزة اشوفك
يزيد . طيب يا حبيبتى اسيبك في روايه الله وحفظه
جميله . فى رعايه الله
وأغلقت الماسنجر مع شقيقها ..