اخر الروايات

رواية مريض الحب الفصل الثامن 8 بقلم إيمي احمد

رواية مريض الحب الفصل الثامن 8 بقلم إيمي احمد


الفصل الثامن

في الحي الشعبي.
وصلت ميرنا الي بيت ميسون و رنت الجرس وطرقت الباب وظلت واقفة منتظرة احد يفتح لها،فوجدت باب شقة بجوار شقة ميسون يفتح ، لتخرج منه امرأة ترتدي عباءة مبرقشه واشاربا ساترا شعرها حاملة بيدها صينية عليها بعض الطعام،اغلقت باب شقتها ووقفت تسال ميرنا مستفهمة:انت مين يا حبيبتي؟
ميرنا:انا صاحبة ميسون يا طنط،انا برن الجرس بقالي فتره،ومفيش حد بيرد.
ام محمد:معلش يا بنتي،استني لما افتح الباب.
اخرجت ام محمد مفتاح شقة الست فاطمة و فتحت الباب،فقد كانت ذاهبة الي شقتها لتعد طعام للست فاطمه:ادخلي يا بنتي ادخلي...اتفضلي.
ميرنا:شكرا يا طنط،هو البيت شكله فاضي ليه،هم مش موجودين؟
جذبت ام محمد احدي كراسي وجلست متنهدة:انت يا حبيبتي ما تعرفيش الي حصل؟
انتاب ميرنا القلق وقاضبت حاجبيها مستفهمة:ايه الي حصل يا طنط،ميسون كويسه؟
تنهدت ام محمد:كبدي يا بنتي..ميسون في القسم.البوليس قبض عليها.
شهقت ميرنا واضعة يدها علي فمها كاتمة شهقتها:ايه..ليه؟
ام محمد:احنا مانعرفش خدوها ليه.
ميرنا:وليلي فين يا طنط؟
ام محمد:راحت وراها يا بنتي؟
ميرنا:وطنط فاطمه فين؟
ام محمد:نايمه في اوضتها يا عيني لما خدوا بنتها من حضنها،وقعت وجبتها تستريح ولما نامت سبتها ورحت اعملها اكل في شقتي واجيبه لها.
ميرنا: مش عارفه يا طنط هي في قسم ايه.؟
ام محمد:لا يا بنتي مش عارفه.

ميرنا:طيب يا طنط انا هتصرف وهعرف هي فين،بعد اذنك استاذن انا.

ام محمد:معلش يا بنتي ما ضيفتكيش حاجه.

ميرنا:مش مشكله يا طنط.اهم حاجه اطمن علي ميسون بس،بعد اذنك.
نزلت ميرنا مسرعة محاولة الاتصال بابن عمها الذي يعمل ظابط باحد اقسام الشرطة لتستغيث به...طالبة منه المساعده
——————
في مستشفي د.حمدي.
بدأ خالد يستفق من نومه متاوها..فتح عينيه ببطء ليكون اول ما يراه فتاه جميله تمتلك ابتسامه رقيقه تقف ناظرة له:حمدلله علي سلامتك يا كابتن..انا نيرس ياسمين الخاصه لمتابعة حالتك..تقدر تقول بادي جارد الخاص بحضرتك.
اسمح لي اساعدك علشان دا وقت علاجك.
وما ان اقتربت منه حتي تململ وانفعل وصرخ بوجهها لتبتعد عنه:ممنوع تقربي مني..
التقطت ياسمين كوب الماء و حبة الدواء رافعة حاجبيها:اها..طب شكلي هعاملك معاملة الاطفال...يلا يا بيضه خدي علاجك علشان تبقي كويسه بسرعه.
نظر لها خالد باستنكار و اوقع حبة الدواء من يدها ،ضاغطا علي اسنانه :مش هاخد حاجه..وابعدي عني.
نظرت له ياسمين فاتحة فمها:ايه دا..افتح بوقك بسرعه في حاجه..افتحه بسرعه.
امتثل خالد لكلامها فاتحا فمه ليري ماذا به،وما ان فتحه حتي وضعت ياسمين حبة الدواء في فمه واغلقته بيدها:بالشفا ان شالله يا كابتن.
لم يعرف خالد كيف اخذ الدواء وكيف ابتلعه..
انفعل خالد:انا هوديك في داهيه،خلي النهارده اخر يوم لك في المستشفي.
ابتسمت ياسمين ابتسامة استفزته:انا مش بشتغل عندك.
وقبل ان تخرج نظرت له:هرجع لك بعد ساعه علشان معاد الحقنه.باي.
وما ان فتحت الباب حتي وجدت مدام نهله والدة
خالد تبتسم لها،فقد كانت تراقبهم ورات كل ما حدث..
ثم دخلت لابنها..وتحدثت معه واخبرتها بانه سيخضع لكورس علاج جديد..واستعطفته باعين دامعه طالبة منه ان يرحم قلبها المعذب ويترك عناده جانبا ويستمع لكلام الاطباء فلان خالد لها واحتضنها مكفكفا دموعها..مخبرا اياها بانه سيعود اقوي من زي قبل وسيتحدي يأسه وانه سيثبت للجميع بانه ليس ضعيف..
اما في مكتب مراد..
فدخل اليه وليد ليخبره بما حدث،نظر اليه مراد سألا اياه:ها عملت ايه.؟
وليد:مريض رقم307..بيعاني من التهاب في الرئه...وهيتعمل له عملية استئصال كلي معرفش ازاي...اما بالنسبه لمريض 320..فمافيش مريض اصلا.
اندهش مراد:ازاي يعني مفيش مريض؟
وليد:يعني الاوضه دي منعزله تماما عن اوض الدور كله وفيها اجهزه طبيه وشوية معدات وبس.
وضع مراد يده اسفل ذقنه:اااه..يعني سالم وقع وماحدش سمي عليه.
ولبد:بالظبط كدا.
مراد:العمليتين هيتعملوا بكره بعد ما همشي انا من المستشفي..تمام؟
وليد:تمام.
مراد:انا همشي فعلا وانت كمان هتيجي معايا وهنستني في عربيتي لحد وقت العمليه ما يجي وندخل.
وليد باستنكار:و ليه اللفه دي كلها يا مراد،ما احنا عارفين ان الزفت سالم الي وراها نسلمه للبوليس وخلاص.
وقف مراد وسار متجها نحو نافذة مكتبه:لا سالم اكيد معاه حد بيساعده وانا عاوز اعرفه...
نظر الي وليد والتقط جاكيته:انا همشي دلوقتي،انت خلص شغلك ونكمل كلامنا في الفيلا بالليل علي راحتنا.
وليد:ok
ذهب مراد وترك وليد يكمل عمله...وعاد الي الفيلا..ليعلم بقدوم عمر ابن خالته من سفره.
—————
اما في المستشفي التي بها ميسون..
بعد مرور ساعتين من القلق خرج الدكتور الذي ما ان راته ليلي حتي اندفعت نحوه سائلة اياه عن حالة اختها:طمني يا دكتور اختي عامله ايه؟
الدكتور: اختك كويسه..شويه جروح بسيطه في وشها مش محتاجه خياطه..بس الجرح الي في كتفها كان عميق احتاج لخياطه..هي حاليا فاقت من الاغماءه الي صابتها بس رافضه تنكلم..فعلقنا لها محلول وادناها مسكن للالم.
ليلي:انا ممكن ادخل اشوفها؟
اادكتور:ايوا..وياريت تبعدوها عن اي ضغط او انفعال لانها بتعاني من انهيار عصبي.
ليلي:حاضر.
الدكتور:استني يا انسه..انا لازم ابلغ البوليس علشان يجي ياخد اقوالها..لان من الجروح الي في وشها وجسمها واضح انها اتعرضت لضرب مبرح.
ليلي:لا يا دكتور مافيش داعي الي جابها هنا ظابط وعارف الي حصلها.
دكتور:ظابط..كويس..وهو فين حضرة الظابط؟
ليلي:راح القسم يقفل المحضر.
دكتور:طب اتفضلي حضرنك.
دخلت ليلي الي ميسون التي ما ان راتها ممدده في ضعف علي السرير حتي نزلت علي ركبتيها بجوارها ممسكة يدها مقبلة اياها:ميسون حبيبتي انا ليلي.
فتحت ميسون عينيها:لي..ليلي.
ليلي ماسحة دموعها:ايوه ليلي يا حبيبتي.
بكت ميسون بشهقات:ماتسبنيش..انا خايفه.
مسدت ليلي علي شعرها: ما تخفيش..انا جنبك ومش هسيبك ابدا...انتي هترحعي معايا البيت خلاص..الظابط مازن معاه دليل برائتك.
ميسون بقهر:برائة برائة ايه و دل...دليل ايه.انا اتفضحت يا ليلي.
ليلي:اسكتي ما تقوليش كدا انتي مظلومه...والناس عارفه....
قاطع حديثهما معا استاذن مازن ودخله عليهم..ومعه بوكيه ورد.وبابتسامه لطيفه:حمد لله علي سلامتك يا انسه ميسون..كدا تخوفينا عليكي.
وقفت ليلي واخذت منه باقة الورد ووضعتها بجوار ميسون شاكرة اياه:شكرا..احنا تعبنا حضرتك معانا اووي.
مازن:دا شغلي يا انسه ليلي..كان لازم ابين الحقيقه..وابين برائة ميسون.
اثناء حديثه معهم،دخل امجد..ممسكا في احدي يديه هاتفه واليد الاخري بها باقة ورد اعطاها لليلي قائلا باسف:انا اسف يا انسه ميسون،اتمني تسامحيني،انا السبب في كل الي حصلك...انا بجد اسف...بس شغلنا كدا.بياخد بالادله الملموسه.
لاحظ مازن هدوء ميسون ودموعها التي تنساب من طرف عينيها،فقال:انت من بكره تنزل اعتذار رسمي في الجرايد لها يا حضرة الظابط.
امجد بحنان:لو دا الي هيخليها تسامحني اعمله حالا.
مازن:طيب اطلع بالمعلوم.
اخرج امجد صورة من جيبه واعطاها لمازن،التقطها مازن بدوره واقترب منها:انا عارف ان دا مش وقته بس احنا عاوزينك تتعرفي علي الشخص الي اتخبطي فيه امبارح...احنا مش هنتعبك انا هوريكي صوره و قولي لنا هو دا ولا لا.
حركت ميسون راسها موافقة،فقام مازن برفع الصوره وتقريبها اليها لتكون واضحه..
نظرت لها ميسون وهزت راسها بالايجاب علي انه هو ذلك الشخص الذي اصطدمت به.
فاخذ منها الصوره وناولها لامجد واشار له بان يذهب لينفذ اجراءات القبض علي ذلك المجرم.
وظل مازن بجوار ميسون وليلي لم يفارقهم ، ظل يتحدث مع ميسون ويضحكها محاولا اخراجها من حزنها الذي تسبب فيه صديقه —————
اما بالنسبه لنادين فانهت محاضرتها وانطلقت الي الكافتريا لتجد عمر يجلس بمفرده فاندهش كل منهما و سألا بعضهما في نفس الوقت:فين ندي؟
نادين:هي مش معاك؟
عمر:هي ماكنتش معاكي في المحاضره؟
نادين:احنا دخلنا المحاضره ولقيتها مضايقه فقلت لها تروح تقابلك.
عمر:بس انا ماشفتهاش نهائي.
اخرجت نادين هاتفها واتصلت بها..
نادين:الو..ايوه يا ندي انتي فين.
ندي بصوت مخنوق:انا مشيت يا نادين.
نادين باستنكار:مشيتي ليه؟
ندي:هكلمك بعدين.
نادين:مال صوتك يا ندي انتي بتعيطي.
ما ان سمع عمر كلمة نادين حتي خطف منها الهاتف محدثا اياها بلهفة:حبيبتي انتي مشيتي ليه؟ ايه الي زعلك؟ بتعيطي ليه؟
ندي كاتمة لشهقاتها عندما سمعت صوته الحنون لم تستطع ان ترد واغلقت الهاتف.
اندهش عمر من صمتها واغلاقها الهاتف في وجهه واحس باهانة كبيره في حقه فصرخ في وجه نادين:يلا بينا.
فزعت نادين من صوته ولم تعلق وخرجت ورائه وركبت السياره بجواره دون ان تلفظ بحرف واحد فهي تعرف حالته عندما يكون غاضبا يحرق الاخضر واليابس بغضبه،عادت معه الي الفيلا ونزلت اما هو فلم يدخل معها وقاد سيارته بسرعة جنونيه لدرجة انه كان سيصطدم بسيارة مراد عند خروجه من الفيلا.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close