اخر الروايات

رواية اغلال الروح الفصل الثامن 8 بقلم شيماء الجندي

رواية اغلال الروح الفصل الثامن 8 بقلم شيماء الجندي


الفصل الثامن " إنقلاب ! "

احتضنت "نورهان" أختها الكبرى "سديم" فور أن انتهت من تصفيف خصلاتها كما أخبرتها و قالت بفرحة واضحة :

-" I am grateful for what you did !" "أنا ممتنة لما فعلتيه ! "

ابتسمت لها و احتضنتها هي الأخرى تقول بلطف :

- يلا هاتي بقا اللي محتجاه وأنا هروح أشوف بابا اتفقنا ؟

هزت رأسها بالإيجاب و جمعت "سديم" حقيبتها تضع داخلها السبب الرئيسي لتواجدها داخل الغرفة الخاصة بالطفلة ثم خرجت تتجه إلى غرفة "عاصم" و وقفت عند بداية الغرفة تطرق الباب المفتوح بالفعل بخفة واستمعت إليه من غرفة الملابس يقول :

- تعالي ياسديم ! أنا هنا !

دلفت إلى الغرفة ثم توجهت حيث يقف بالداخل و قالت بصوت مرتفع قليلًا :

- ادخل !!!

خرج إليها و رابطة عنقه بين أنامله يقول بحيرة :

- جيتي في وقتك اختاري واحدة بقاا عشان نورهان معبرتنيش النهاردة !

ابتسمت له و قالت بدهشة :

- نورهان اللي بتختار كل يوم ولا إيه ؟!!

ضحك بقوة و هو يعود معها إلى الداخل لاختيار رابطة عنق مناسبة و بدأت تعبث بأناملها وتستمع إليه يقول :

- ذوق نورهان هايل خدي بالك متستهونيش بيها !!

هزت رأسها بالسلب و قالت بهدوء :

- مقدرش طبعًا !

اختارت إحداهن و امسكتها تضعها حول عنقه قائلة :

- دي حلوة أوي !

رفع حاجبه بإعجاب و أجابها ضاحكًا وهو ينظر إلى انعكاسه بالمرأة :

- لا واضح أنكم ورثتوا الذوق العالي مني أنا !!

حزنت لكلماته ، و نظرت إليه بألم واضح و قد اشفقت على حاله للغاية و توجهت إليه تحتضنه بقوة و تربت على ظهره بحنو ، وظن "عاصم" أن فعلتها من أثر عودتها المتأخرة لأحضانه و تأثرها بحديثه و بادلها الحضن قائلًا بلطف فور أن خرجت من بين ذراعيه :

- بس أنتِ أجمل بكتير مني ! متعرفيش أنا فرحان ازاي برجوعك ، لو أقدر اجيبلك نجمة من السما مش ممكن أتأخر !

ابتسمت له و قالت بلطف :

- أنا متأكدة من دا ، بعد إذنك دقايق و اجيلك ننزل سوا !

وتركته يكمل عقد الرابطة و توجهت إلى المرحاض ثم عادت إليه قائلة بهدوء :

- يلا بينا !

هبطت معه إلى الأسفل وتأكدت أن "أميرة" داخل الحديقة الخلفية تنتظر طعام الفطور وتعبث بهاتفها ، توقفت حينها وتركت يد الصغيرة "نورهان" وقالت عاقدة حاجبيها :

- أوف أنا شكلي نسيت فوني في الأوضة هجيبه و احصلكم ! اسبقوني انتوا !

ودعتها الصغيرة بيدها و قالت بحماس :

- هستنى تفطري معايا يا ديمي !

ابتسمت لها و أومات بالموافقة ثم تركتهم و أسرعت إلى الخارج تضع حقيبة صغيرة على جانب البوابة الخارجية بمسافة كبيرة و عادت إلى الداخل بعدما تأكدت برسالة نصية أنهم حصلوا على ما تركته !!

رفعت هاتفها تتحدث إلى "سامح" قائلة :

- متأخرش عن بكرة الدنيا هنا مقلوبة عليا و أميرة كانت في اوضتي بليل وأنا وزعتها !

عادت إلى العائلة و جلست بجانب الصغيرة تداعبها بين حين وآخر رغم أنف والدتها التي تظاهرت أمام الجميع أنها نادمة على أفعالها مع "سديم" منذ قدومها و أنها اعتذرت لها أمس عما بدر منها ! و لم تحاول "سديم" تكذيبها بل أكدت على حديثها و قالت :

- أميرة طلعت لذيذة أوي غالبًا أعصابها كانت تعبانه شوية و دلوقت بقيت تمام !

كادت "أميرة" تتحدث لكن قاطعها السائق الذي وصل يقول بتهذيب :

- معاد المدرسة !

رفضت "نورهان" الذهاب و قالت بحماس وهي تحتضن "سديم" :

- لا أنا هروح مع ديمي !!!

ابتسمت لها "سديم" وداعبت وجنتها و قال "عاصم" مؤيدًا الفكرة باستحسان واضح و رغبة في تقارب فتياته :

- فكرة حلوة جدًا ، و أنا هاجي أوصلك مع سديم و أروح أنا و هي الشغل بعدها !

تحدث المراقب الصامت و قال و هو يُباشر تناول طعامه :

- أنا رايح الشغل ياعمي ، ممكن نوصل نورهان في سكتنا و روح أنت على شغلك !

اقتراح جيد أيضًا لكن قاطعت هي حبل أفكار "عاصم" حين وجدت الرضا على ملامحه و قالت برفض :

- أنا بعرف اسوق و ممكن اخد نورهان معايا عادي و بعدها اروح شغلي مفيش داعي لكل دا !

وقفت "أميرة" تقول بخوف و نظراتها التحذيرية تتجه إلى ابنتها الصغيرة التي تحتضن تلك الكارثة و كلها إصرار على مرافقتها :

- طيب وليه كل داا ، نورهان حبيبتي أنا فاضية و أوصلك وخلاص !

ابتسمت "سديم" حين رأت معالم الذعر منها واضحة على ملامح "أميرة" و لكنها آثرت الصمت و طبعت قبلة دافئة فوق خد تلك اللطيفة التي تحتضنها بحماس و تردد برفض متجاهلة أحاديث الجميع :

- لأ أنا هروح مع ديمي !

اعتدل "سليم" الذي كان يجلس بجانب الصغيرة من الجهة الأخرى و يتابع الحديث ببسمة صغيرة منذ البداية ثم وضع يده أسفل ذقنها يداعب وجهها بخفة و يقول بلطف :

- جماعة شكلكم وحش أوي وانتوا بتترفضوا مرتين من القمر داا ، هي عندها إصرار على ديمي و الأفضل تنفذوا مطالبها بقاا ، إيه رأيك يانور أجي معاكم !!

ضحك "يوسف" وقال بعبث :

- لأ بقاا طالما الكل عايز يروح ، وبيلعبها لمصلحته ، يبقا أنا أولى اخد البرنسيس الصغيرة و الكبيرة وينوروا عربيتي والله !

ثم وجه نظراته إلى "سديم" و قال غامزًا :

- أوعى تكوني زهقتي مني عشان طول الليل في وش بعض ، أنا مرح جدًا بعيدًا عن الأزمات الصحية اه والله !

ضحكت "سديم" و هزت رأسها بالسلب بينما علق "رأفت" بدهشة :

- طول الليل إزاي ، هو فيه حاجة حصلت ولا ايه ؟

أجابه "يوسف" بصدق :

- أنا مكنتش حابب اقلقك بس سديم أنقذت آسر امبارح بصراحة لحقته !

صمت الجميع وتلاشت البسمات بينما وقفت هي تقول بهدوء :

- طيب ياجماعة كدا معاد المدرسة هيروح على نورهان هروح اوصلها وانتوا كملوا فطار !

مالت تضع قبلة صغيرة فوق خد الجدة التي ابتسمت لها لعفوية فعلتها ثم استقامت و أمسكت يد الصغيرة التي ابتهجت لتنفيذ ما أردات ووقفت "سديم" توجه حديثها إلى الصغيرة و تشابكت عينيها مع عيني "أميرة" ببسمة ماكرة :

- يلا قولي لمامي باااي !

ذهبت "نورهان" بصحبة "سديم" وتوترت "أميرة" لكنها جلست محلها تستمع إلى ماحدث ليلة أمس وهي غافلة عنه !!!

انتهى "يوسف" من سرد ما حدث أمس و زاد شعور "رائف" بالخجل من حديثه عنها بتلك الطريقة لكنه لم يعلم التفاصيل من الحارس بل أخبره الحادث بشكل مختصر !

علقت الجدة بفخر واضح :

- سديم بتفكرني بنفسي وأنا صغيرة بس أنا مكنتش بعرف اتصرف اوي زيها كدا !

رفعت "أميرة" حاجبها و قالت بنبرة ساخرة أدركتها الجدة على الفور :

- سديم مفيش زيها ابدًا ، دا غير إن حضرتك بتعرفي تتصرفي في أي موقف !

نظرت لها الجدة بمكر و قالت بهدوء :

- الزمن بيعلم و بيربي ياأميرة !!!

قاطع حديثهم "يوسف" الذي طرق فوق رأسه وقال متذكرًا :

- صحيح يابابا لما قولتلي أروح ادفع حساب المستشفى لقيت عمو عاصم دفعه خلاص !

عقد "عاصم" حاجبيه و قال معاتبًا إياه :

- ودي محتاجة تخضنا كدا برضه يايوسف فيها إيه يابني !

هز "يوسف" رأسه بالسلب و أردف موضحًا :

- لأ لأ أصل بابا قالي ادفع حساب السواق عشان عمليته تتعمل بس عرفت أنه اتدفع والعملية اتعملت بعد ما خرجنا و حالته مستقرة ، قولت اعرف بابا يعني إنك متابع الموضوع !

عقد "عاصم" حاجبيه و قال بدهشة :

- بصراحة أنا مش متابع لأ و لا دفعت ، للأمانة سديم هي اللي عملت كدا و من ورايا كمان أنا روحت ادفع فعلًا لقيته مدفوع !

نظر "رائف" إلى صديقه الذي كان صامت منذ أن رفضت عرض الذهاب معه لكن ملامحه الآن أخبرته أنه تفاجئ أيضًا بأمر دفعها أموال عملية السائق !

همس لحاله ساخرًا وهو يوجه وجهه إلى الجهة الأخرى بعيدًا عن "رأفت" الذي يجلس بجانبه :

- شكلنا وقعنا في نصابة خَيّرة !!

اخترقت الجملة أذن "آسر" الذي وقف يقول بحسم : بعد اذنكم أنا همشي !

كادت الجدة تتحدث لكنه قال بهدوء :

- أنتِ عارفة إني مش هقعد هنا ، هروح اشوف اللي ورايا و اوعدك هحاول ارجع بدري !

وقف صديقه أيضًا يليه "سليم" الذي أردف مبتسمًا بتهذيب :

- طيب أنا هروح مشوار بعدين احصلكم !

ثم جمع متعلقاته و ذهب بخطوات مسرعة و عيني "آسر" تتابعه !!!

________________ *** _________________

داخل مقر عمل العائلة ..

استند "آسر" إلى طرف المكتب يستمع إلى صديقه يقول :

- آسر أنا مش مرتاح ! أسلوبها متناقض وغريب جدًا !! واحدة دفعت مبلغ زي دا لسواق محتاجة مننا إحنا اييه ؟

زفر "آسر" و أجاب بملل :

- إحنا اللي محتاجين منها يارائف !! و ملناش دعوة بأسلوبها طالما بعيد عن عيلتي ، ده غير أنها مش فقيرة ولا محتاجة زي ما أنت متخيل ، مستوى خالها المادي كويس جدًا و معروف !

رفع "رائف" زاوية فمه وقال ساخرًا :

- ونعم المعرفة ، نصاب مشهور قد الدنيا ! لأ دي العيلة كلها نصابين بيتسلوا ، عصابة كبيرة يعني !

تنهد "آسر" و قال بإرهاق :

- أنا مرهق ومش عايز اتكلم في الموضوع دا تاني يارائف مش بترتاح ليها خلاص اتجنبها و أنا مسؤول عن اللي هتعمله مع عيلتي مش هقولك تعالى شيل عني مشاكلي وقتهاا !

قاطع حديثهم دخول "سليم" و في يده جهازه اللوحي يعبث به وهو يقول باهتمام :

- آسر معلش اختار معايا واحد من دول كدا ! آه سوري يارائف مخدتش بالي بس اختار معانا عادي !

عقد "آسر" حاجبيه و قال بريبة حين نظر إلى الصور التي يعبث بها ابن عمه :

- أنت هتختار لمامتك من دول ؟

هز رأسه بالسلب و قال بدهشة :

- مين قال إنه لماما أصلًا ، أنا بختاره لسديم !

اتسعت عيني "رائف" وصاح بصدمة :

- اييييه ؟!!! هختار العقد من دول لسديم ؟!!!

عقد "آسر" حاجبيه و كاد يتحدث لكن قاطعهم انضمام "يوسف" أيضًا وهو يتحدث إلى "سليم" قائلًا :

- قولتلهم ولا لسه ياسليم أنا هحجز المكان خلاص !

أجابه "سليم" قائلًا :

- لأ لسه بختارلها "necklace" "عُقد" و كنت هقولهم أهو !

تحدث "آسر" غاضبًا :

- هو فيه اييه ؟ حد منكم يفهمني !!!

نظرا كلًا منهما إلى الآخر ثم إلى ملامح "آسر" وصديقه الغاضبة بدون مبرر و رد فعل ابن عمه المبالغ به ليردف "سليم" بترقب :

- انتوا اللي فيه إيه متضايقين كدا ليه أصلًا ؟ كل الحكاية إننا قررنا نعزم سديم برا و نقدملها هدية صغيرة على اللي عملته معانا من وقت رجوعها !

أجابه "آسر" برفض واضح :

- لأ طبعًا و ليه أصلًا نعمل كدا دا واجب عليها مش دي عيلتها !!

عقد "يوسف" حاجبيه وقال محاولًا تهدئته :

- فيه إيه ياآسر متعصب كدا ليه ، أنت مش عايز تيجي براحتك محدش غصبك لكن دي بنت عمنا برضه و حابين نشكرها ! وبصراحة اللي عملته مش واجب لأ !

اكمل "سليم" يقول بغضب و قد طفح به الكيل :

- هو إيه الحكاية ياآسر بتتكلم كدا عن واحدة أنقذت حياتك بليل !!! دا بدل ماتشكرها !!! على العموم أنت حر في نفسك أنا بقا هشكرها على اللي عملته مع بابا دي من وقت ما جت وهي ف المستشفى مع حد من العيلة فين الوحش اللي فيها عشان تكرهها كدا ؟

تركه "آسر" و غادر الغرفة يقول بإنفعال :

- خلاص أنتوا أحرار اعملوا اللي يريحكم !

كيف له أن يخبرهم أنها محتالة ! وهو من ادخلها بين عائلته !!! لقد نجحت تلك المحتالة بالتلاعب بجميع أفراد عائلته حتى الصغيرة "نورهان" علقتها بها إلى درجة رغبتها بالتواجد معها أطول وقت ، صديقه مُحق تلك الفتاة كارثة حقيقية و لن تهدأ إلا بعد أن تتسبب بخسارته عائلته ، لقد أحضرها حفاظًا على عمه و أمواله و لكنه تسرع ، و سوف يُصلح ما أفسده !!!!

وقف أمام المصعد و قد حالفه حسن حظه حين وجدها أمامه و كادت تمر بجانبه لكنه أمسك ذراعها يدفعها إلى الداخل بحركة مفاجأة و يدلف معها ضاغطًا فوق زر الإنطلاق !

شهقت بفزع من فعلته المفاجأة و اتسعت عينيها تنظر إليه بصدمة حين رأته في أوج غضبه و عينيه تقدح بكراهية مرعبة ، تسمرت محلها بين صدره الذي يعلو و يهبط من فرط الإنفعال و خلفها حائط صلب يمنعها من الحركة و دهشتها تزداد كلما زادت شراسة نظراته إلى أن نطق أخيرًا بغضب شديد :

- أنا مش حذرتك تبعدي عن عيلتي !!!!! مش قولت ملكيش أي دعوة بيهم !!!!!!

ظنت أنه علم بأمر بحثها عن "أميرة" لكن إلى الآن لم يحدث أي تطور و لم تفعل أي تصرف تجاهها فقط ظنون و تحاول التأكد منها بالخفاء !!! أم أنه غضب لاصطحابها الصغيرة إلى مدرستها كما أرادت !! ما به و ماذا يُريد منها !!

أجفلت حين طرق بجانب رأسها فوق الحائط الذي تستند إليه وهدر بعنف مبالغ به :

- عايزة إيه من سليييم !!!!

عقدت حاجبيها وقالت بدهشة :

- سليم !!!! أنت لابسك عفريت اسمه سليم ! دا أنا آخر مرة شوفته كان في الفطار ! كل ماتشوف وشي تقولي سليم !

أغضبه برود رد فعلها وهو يشتعل هكذا أمامها ، جز على أسنانه بقوة و دفعها بخفة من خصرها إلى الحائط يهمس أمام شفتيها :

- أنا مبحبش أمد إيدي على بنات ، بس خليكِ واثقة لو كنتِ راجل كان زمانك في المستشفى على إيدي !!!

رفعت حاجبها الأيسر و قالت ساخرة :

- قد إيه أنت مرعب جدًا أنا بخاف أوي من تهديداتك ! جرب كدا تمد إيدك و أنا اساوي كتفك السليم بالمكسور وقتهاا ! أنت جايبني تمرمط فيا ؟!!

دفعته بقوة من صدره و ارتد إلى الخلف بصدمة من فعلتها ومن صياحها به بإنفعال :

- أنا كام مرة اقولك متقربش مني !!!! أنت عامل سليم حجتك ؟ ولا فاكره قاصر و طفل صغير هضحك عليه و اخدعه ، دا راجل كبير و أي تصرف بيعمله بيبقا من نفسه محدش موجهه !!! كان يوم أسود يوم ما دخلت عيلتك وقبلت المرمطة دي !!

أمسك ذراعها و ضغط فوقه بقوة هادرًا بغضب و قد أصبحت ملامحة شديدة التوحش :

- مرمطة !!!!!! أنتِ ناسية أنا جايبك ليه ؟ أنا جايبك عشان تمثلي و اتأكدت إنك ممتازة في الموضوع دا من كل اللي عملتيه من وقت دخولك العيلة و الحوادث مش واقفة ، ومش بعيد تكوني مدبرة كل دا عشان تكسبي تعاطف الكل و محبتهم زي ما حصل كدا ، و دا يجيبلك عقد و دا يجيبلك هدية ، و تعيشي على مستوى حتى لو بالقرف اللي بتعمليه دا ! المرمطة دي اختيارك محدش اجبرك عليه و بتعمليها بإرادتك عشان تدخلك ملايين !!! فوقي أنتِ طلعتي أو نزلتي نصاااابة أنا مأجرها بفلوسييي !

وحين نتألم نبحث عن أحدهم يشاركنا الألم أو ندفعه إلى ألم موازي كأنه صراع !

وكأننا داخل حرب غافلين أن الأذى ماهو إلا طعنة تترك لنا جروح بالغة الأثر طويلة الأمد قد تتعافى يومًا ما و قد تتحول إلى ندبات تشوه جمال أرواحنا !

ابتسمت له ببرود و تحولت نظراتها للجليد مرة أخرى ، ظهرت نظراته المنتصرة حينها حيث أدرك اللعبة جيدًا معها حين تنظر هكذا يكون من فرط ألمها إذًا لقد أجاد إصابتها بسهمه ، هو يؤلمها الآن مثلما يؤلمه ضميره ، لكنها همست بما أشعله و هي تضغط على زر الهبوط قائلة :

- مأجرني عشان اخدع عيلتك وأمثل عليهم ، لو أنا نصابة فأنت اللى جريت على النصابة دي محدش ضربك على إيدك ، شكلي هكرر الكلام دا كتير ، أصلك من النوع اللي كل ما يحس بالذنب يدور على أي شماعة يعلق عليها مشاكله كلها ، أنت ضعيف أوي على فكرة !

وصل المصعد و خرجت منه تتجه بخطوات ثابتة إلى الداخل لكنها وقفت فجأة تعود إليه و تقول بخفوت :

- على فكرة مش هسيب الشغل معاك بالعكس هكمل عشان كل مابتشوفني دمك بيتحرق ، أنت جاي دلوقت عشان تخليني أخرج من عيلتك وترتاح مني بقا مش كدا ؟

لم يتحدث ظل يراقبها و داخليًا يشتعل من سرعة بديهتها وكأنها تقرأ أفكاره ، ابتسمت له وأكملت : تؤ مش همشي لأ لما مزاجي يقولي بقاا خليك كدا بتتعذب من اللي عملته في عيلتك !!!

ماكرة لعينة ، شيطانة أدخلها بيديه إلى عائلته و ها هي تُشعل النيران بكل الأماكن حوله و تأكد أن صديقه على حق ، ليست هينة لينة !! هذا هو مفهوم الانقلاب إذًا ماهي إلا لعنة حاول ضمها إلى أحضانه و انقلبت عليه من فرط تلاعبه بها !!!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close