اخر الروايات

رواية عشق مهدور الفصل السابع 7 بقلم سعاد سلامة

رواية عشق مهدور الفصل السابع 7 بقلم سعاد سلامة


بعد مرور يومين
ليس كالعاده خرجت يارا من السرايا بلا هدف داخلها أخذتها قدميها الى
ذاك الكافيه القريب من الجامعه تستغرب ذلك الشعور التي تشعر به
رغم أن سامر نصف شقيق لها كذالك لم يكن بينهم إنسجام أخوه فقط كانت بينهم محدثات عاديه مثل رفقاء يتشاركون المنزل لبعض الوقت، بالنهايه هم أخوات نصف شقائق، ربما تشعر بزيادة مشاعر قليله في شعورها نحو آصف وآيسر لكن بداخل قلبها أكثر إقتراب لكن.
حزنت كثيرا على موته شاب، عقلها يخبرها أن ربما هنالك سبب آخر هو بشاعة موتته كذالك حال والداته زوجة أبيها، لا تنكر معاملتها الحسنه لها وبالأخص منذ أن جاءت للبقاء في كفر الشيخ من أجل إستكمال دراستها الجامعيه، لم تجد منها نفورا عكس والداتها تشعر دائما أنها تبغض أخواتها سواء البنتان اللتان كن من زواج أبيها الأول، وأكثر بغضا ناحية أبناء شكران، لأول مره تشعر بهذا الشعور المحزن والصعب.
بداخلها لا تعلم لما أرادت ان تخرج من السرايا اليوم، تود الخرج من تلك الحاله التي تسيطر عليها، أو ربما لسبب آخر بداخلها أمنية علها ترا طاهر حتى من بعيد دون حديث بينهم
جلست خلف إحدى الطاولات القريبه من رؤية الماره بالشارع طلبت من النادل قدح من القهوه دون سكر.
عينيها تنظر لل الشارع من خلف نظارتها الشمسيه التي تخفي عينيها الحزينه، حتى آتى لها النادل بقدح القهوه إنتظرت لدقائق حتى هدأت سخونتها، جذبت القدح وبدأت ترتشف منه برويه بعدم إستطعام حتى إنتهت منه، ظلت جالسه لوقت حتى شعرت بالملل من رتابة الإنتظار كذالك رأت بعض زخات المطر الغزيرة خارج الكافيه، كادت تنهض لولا أن رأت طاهر، يهرول للدخول الى الكافيه هو وبعض زملائه إحتمائا من المطر، بينما هي نهضت بداخلها رغبه تود السير أسفل ذالك المطر ربما يغسل عن كاهلها ذلك الشعور السئ، توجهت نحو مكان الخروج من الكافيه، بنفس اللحظه كان يقف طاهر قريب من ذلك المكان، ورأها وكادت تخرج، بتلقائيه منه مد يده وأمسك معصمها قائلا: المطره شديده أوى بره.

توقفت اللحظات وسادت النظرات بين الإثنين لثوانى قبل أن يسمعا صوت سرج الشتاء
فاق طاهر وترك معصمها متآسفا: آسف إنى مسكت إيدك بدون ما أقصد.
نظرت نحو معصمها شعرت برعشه تسير بجسدها، لا تعلم سببها أهو
ذلك الهواء البارد الذي يسود الطقس، أم إزدادت البروده في جسدها بسبب إقصاء يده عنها، لكن أمائت رأسها بإمتثال وبسمه خرجت مغصوبه منها.
بينما هو شعر بأنه أخطأ وتسرع بمسك يدها كان من السهل تحذيرها شفهيا فقط دون ذلك، لكن لا يعلم لما تلهف وفعل ذلك، كذالك شعر بغصه من ملامحها التي تبدوا حزينه كذالك ود رؤية عينيها اللتان تختفيان خلف تلك النظاره القاتمه.
بخفوت أجلت صوتها: شكرا، فعلا المطره شديده، ولو خرجت ممكن أخد برد، بس إنت كمان هدومك مبلوله.
خلع ذلك المعطف الجلدي الذي كان يعلو ثيابه قائلا: لاء المطر عالجاكيت بس.
تبسمت له، عينيها تتمعن لكن إنش به من أسفل تلك النظارة التي تخفى نظرات عينيه عنه، بينما هو الآخر يود التمعن بالنظر لها لكن يشعر بإستحياء وقبل ذالك إستحرام…
تبسم لها قائلا: بلاش الوقفه دى هنا الجو عاصف، إدخلى لجوه الكافيه دفا عن هنا.
لا تعلم أهى جرآه منها، أو تلقائيه حين قالت: تمام خلينا ندخل نقعد على أى طرابيزه نشرب نسكافيه أو أى مشروب دافي.
تبسم لها بموافقه قائلا: تمام، بس أنا اللى عازمك.
أومأت له ببسمه قائله: تمام.
ذهب الإثنين وجلسا خلف إحدى الطاولات، أشار طاهر للنادل الذى

آتى مبتسم ودون ما طلبه الإثنين.
وضع طاهر معطفه على مقعد ثالث بالطاوله، نظر الى صمت يارا، أراد أن يتحدث معها وسألها يفتح معها حوارا: آه صلحتى موبايلك في المركز اللى كتبت لك إسمه.
ردت ببساطة: لاء، معرفتش أوصل للمكان، بس إشتريت موبايل جديد، بس مش نفس الماركه، ولا حتى نفس إمكانيات الموبايل ده، بس أهو بيقضى والسلام.


تبسم لها قائلا: غريبه العنوان بتاع مركز التصليح ده مشهور هنا في كفر الشيخ، واضح إنك مش من هنا عشان كده يمكن معرفتيش توصلى لمكانه.
ردت يارا: فعلا
أنا عايشه في القاهره أنا هنا بس عشان الجامعه، جواب التنسيق جابنى هنا.
إبتسم طاهر قائلا: مالها كفر الشيخ دى مميزه جدا.
تبسمت يارا قائله: فعلا، كمان دى تعتبر بلدى لأن بابا كمان من هنا من كفر الشيخ.
تبسم طاهر وكاد يسألها عنه لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفها. فصمت، بينما هي إستأذنت منه وفتحت حقيبة يدها أخرجت هاتفها نظرت للشاشه ثم ل طاهر وقامت بإغلاق الهاتف دون رد.
لم يهتم طاهر لذالك، بينما هي عاودت النظر خارج الكافيه، ثم قالت: المطره باين هديت.
نظر طاهر نحو الشارع وقال: واضح كده فعلا.
مازالت تود البقاء معه لكن نهضت قائله: كويس حتى عشان ألحق سكشن العملى قبل الدكتور ما يدخل المعمل ويقول كلام مش لطيف.
نهض هو الآخر، لكن نظر لها بعتاب حين أخرجت نقود من حقيبتها وكادت تضعها أسفل القدح الخاص بها أمسك يدها مره أخرى بنهى قائلا: سبق وقولت إنى عازمك عالنسكافيه.

نظرت له ببسمه وقالت: تمام، بس المره الجايه أنا اللى هعزمك.
أومأ لها بموافقه وترك يدها وأخرج مال من جيبه وضعه على الطاوله وأشار لها بالسير أمامه، سارت أمامه، لكن توقفت للحظه ونظرت له قائله: على فكره إحنا متعرفناش على بعض أنا
يارا آسعد.
كادت أن تكمل بقية إسمها لكن لا تعلم لما توقفت عن ذلك، ربما ظنت أن يعرف إسم والدها فهو صاحب سطوه كبيرة في المحافظه، أرادت أن يتعرف عليها هي فقط.
تبسم طاهر قائلا: وأنا طاهر أيمن.
تبسمت له، سار الإثنين وخرجا من الكافيه، كان مازال هنالك رذاذ خفيف للمطر تبسم طاهر لها قائلا: واضح إن العاصفه لسه مهديتش والمطر مستمر، بس على خفيف.
تبسمت له بداخلها شعور غريب أو كآنها تآثرت بمشهد رومانسى رأته بأحد الأفلام.
عاشقان يسيران أسفل زخات المطر يمسكان بأيدي بعضهما، بالفعل تحقق ذالك بإختلافات بسيطه انها لا تمسك بيده، حتى انها سرحت بخيالها ولم تنتبه الى تلك الحفره الضحله التي كادت تتعثر بها لولا أن أمسك طاهر يدها وجذبها بعيد عنها قائلا: مش تخلى بالك وإنت ماشيه، أكيد النضاره معتمه مش شايفه منها.
قال طاهر هذا بدافع داخله أن تخلع تلك النظارة وينظر الى عينيها، لكن هي وضعت سبابتها على النظارة وعدلتها حول عينيها لا تود أن يرى عينيها الذابله بسبب الحزن، أو تفضحها نظرات عينيها له أنها معجبه به.
ترك يدها حيت إبتعدت عن تلك الحفره وسارت جواره الى أن دخلا الى الحرم الجامعي، توقف فجأه حين إقتربت منه إحدى زميلاته تبتسم له، تبسم هو الآخر لها ثم وقف يتحدث معها بود كآن المطر لا يهطل فوق رأسيهم، شعرت بغيره، لكن إستأذنت وتركتهم رغم انها تبتعد عنهم لكن كانت تراقبهما خلال إنعكاسهم بنظارتها الشمسيه الى أو دلفت الى المعمل الخاص بالمحاضره، جلست تزفر نفسها تشعر بغضب، لكن سرعان ما تنهدت ببسمه طفيفه.

بينما طاهر ظل ييتبعها الى أن غابت عن عينيه داخل المعمل زفر نفسه ببسمه يشعر بسعاده، لمجرد ان بقى معها ذلك الوقت القليل، سعاده ربما ساهمت في إزاحة ذلك الحزن الذي يتملك قلبه بسبب قضية أخته.
بالسرايا
قبل قليل
دخلت شهيرة من غرفة شكران تشعر بإنتشاء في قلبها من رؤيتها ل شكران بهذا المنظر بائسه هى.
تستحق ذالك، تعلم أنها هي من تزوجها آسعد عليها، لكن لديها يقين أن تلك المكانه الخاصه التي لديها لدى آسعد هي أنها أم أبناؤه الذكور، لو كانت أنجبت له ذكرا كان سهل عليها أن تسيطر عليه أكثر، لكن لسوء قدرها أنجبت فتاتين وبعد الفتاه الثانيه تعرضت لمرض أضطرت بسببه إستئصال الرحم دون علم آسعد حتى لا يراها ناقصه، ويبحث عن أخرى غيرها وإدعت إكتفائها بإنجاب البنتين، تربطان بينهم، تحملت كثير أنها زوجه ثانيه هي من إختارت البقاء بالمكوث بالقاهره، بحجة أن لديها عملها الخاص بعروض الأزياء كان سهل متابعت ذالك من أى مكان، لكن ودت أن تكون بعيدا عن شكران حتى لا تشعر بأن هنالك أخرى تمتلك قيمه أكثر منها لدى زوجها، كذالك تتلاعب على إشتياق آسعد لهت، هي تعلم أن شكران بسبب مرضها المزمن، قد تقصر ببعض المشاعر الرجوليه الذي يحتاجها، لولا هؤلاء الفتيه ربما كانت إستحوزت على آسعد وحدها، ها هو واحدا منهم قد فارق الحياة، ليت الإثنان الآخران يلحقان به بأقرب وقت، وقتها هي من ستضع يديها على كل ما يملكه آسعد، بغض النظر عن إبنتاه من زوجته الاولى لكن حتى هاتان لديها لهن حل، لو أعطت لهن الطفيف سيرضيان به، فهو يضع لكل منهن مبالغ طائله بإسمهن بالبنوك كذالك كتب لهن قطع أرض بأسمائهن، يكفيهن هذا، هي فقط وإبنتاها لم يكتب لهن شئ، فقط مبالغ مالية لا تحسب، يكفى لقد تحملت كثيرا.
وهجت عينيها بنظرة تشفي وتمني سرعان ما أخفتها بنظرة تصعب حين دلف آسعد الى الغرفه، مثلت أنها كانت تبكى وهي تجفف عينيها بمحرمه ورقيه، نظر آسعد نحو الفراش وشعر بآسى على تلك الراقده غافيه بفعل بعض الادويه.

تنهدت شهيره بإدعاء الآسى قائله: صعبانه عليا ربنا يصبر قلبها، هو كده الفراق صعب في أوله، وده إبنها وموته صعبه علينا كلنا، ما بالك هي قلب أم غير مرضها كمان.


تنهد أسعد يشعر بآسى هو الآخر، ثم نظر الى شهيره سألا بآستخبار: إنت لابسه كده ليه، رايحه فين.
إزدردت شهيره ريقهها وأجابته: أنا مسافره القاهرة، رامز أخويا
إتصل عليا وبيقولى في مشكله في الآتلييه ومش عارف يحلها هسافر القاهره، أحلها وهرجع آخر النهار تانى.
نظر لها أسعد سآلا: وأيه هي المشكله دى بقى اللى ميعرفش يحلها؟
ردت شهيره بتفسير: كان في زبونه مهمه إختارت مجموعة فساتين من الديفليه اللى كنت عملاه آخر مره وهو غلط وحط لها مجموعه تانيه وهي زبونه مهمه للآتلييه، ولازمن أنا أحاول أصلح الغلط ده معاها عشان مخسرهاش، دى من أهم زباين الآتلييه، وهو من غير ما يسألنى إداها ميعاد النهارده بعد الضهر، هروح ومش هغيب يادوب هراضيها، ومسافة السكه، يعنى المسا هكون هنا.
نظر أسعد ل شهيره بداخله شعر بغصه يعلم أن شهيره بالتأكيد ملت من البقاء هنا، لكن تنهد بإستسلام قائلا: تمام، بلاش ترجعى في نفس اليوم، كده كده في هنا اللى يراعى شكران، وكمان آصف وآيسر هنا، وكتر خيرك الايام اللى فاتت كنت معانا.
وضعت شهيره يديها حول خصر أسعد ورفعت وجهها تنظر له ومثلت الحزن قائله بعتاب: أنا مش غريبه يا آسعد، المرحوم سامر يبقى أخو بنات وكان له مكانه خاصه عندى، ربنا يعلم حزنت عليه قد أيه، وكمان زعلانه أوى على حالة شكران هي صحيح ضرتى وبتشاركني فيك بس ربنا العالم حزينه على حالها قد أيه وقلبى متقطع عليها، لو كان رامز كلمنى قبل ما يحدد مع الزبونه الميعاد كنت قولت له أجله الفتره دى، أو حتى خد منها المجموعه وأما ارجع أبقى اتفاوض معاها، بس هو قالها إنى أنا اللي هقابلها في الأتلييه، ومن الذوق والصدق إنى اقابلها بنفسى زى ما قال لها.

إستسلم أسعد قائلا: تمام، بس لو الوقت إتآخر بلاش ترجعى في الضلمه باتى هناك في القاهره وإبقى تعالى بكره.
اومأت شهيره برأسها وهي تسحب معها آسعد للخروج من الغرفه قائله: شكران نايمه، بلاش تزعجها، إتمشى معايا لحد مكان العربيه.
توقف الإثنان أمام سياره تصف بالحديقه، نظر آسعد للسياره سائلا
فين السواق.
ردت شهيره: راح يوصل يارا للجامعه.
أخرج آسعد هاتفه وكاد يهاتف سائق آخر، لكن وضعت شهيره يدها على الهاتف قائله: هتكلم مين؟
رد آسعد: هكلم أى سواق تانى يجي يوصلك للقاهره.
ردت شهيره: لاء، مالوش لازمه إنت عارف إنى بعرف أسوق عربيات كويس ومعايا رخصة قيادة، كمان مش أول مره أجى للبلد وعارفه الطريق، كمان العربيه فيها Gps هيوجهنى عالطريق بسهوله.
كاد أسعد أن يرفض ذلك لكن هي أصرت، إستسلم لها قائلا: تمام، بس زى ما قولتلك لو إتأخرتى باتى في ال يلا.
أومات شهيره برأسها وتوجهت نحو باب السياره وفتحته وصعدت إلى داخلها ثم فتحت زجاج الشباك وأشارت له بيدها، وقامت بتشغيل السياره وغادرت، تتنهد بإرتياح بعد أن خرجت من باب السرايا، قادتها تشعر كآنها كانت حبيسه وتحررت لكن فجأة توقفت بالسياره حين رأت أمامها أكثر من تشعيبه للطريق، إحتارت أى طريق تسلك حتى يوصلها الى الطريق الرئيسى للبلده الذي يوصلها ببداية الطريق السريع، زفرت نفسها بغضب وهي تنظر نحو جهاز الخريطه الخاص بالسياره، لم يعطى لها إشاره لأى طريق، زفرت بغضب قائله: حتى Gpsمش شغال هنا، مفيش قدامى غير إنى أسأل أى حد ماشى عالطريق، عاودت السير بالسياره الى أن رأت شاب يسير على جانب الطريق.

فتحت زجاج باب السياره ونظرت على الطريق توقفت حين رأت واشارت له قائله: لو سمحت، من فضلك.
نظر لها الشاب ثم ذهب نحوها.
سألته: لو سمحت أنا مش من البلد هنا ومش عارفه أخد أى طريق قدامي يوصلنى للطريق السريع.
وقف للحظه مأخوذ من تلك المرأه التي تبدوا راقيه كذالك خصلات شعرها التي تدلت وتطايرت بسبب هواء الطقس السيئ من أسفل وشاح رأسها الذي إنزاح للخلف للحظه صمت، لكن أجابها حين عاودت سؤاله ودلها على بداية الطريق، شكرته ثم عادت تقود السياره نحو الطريق الذي وصفه لها غير مباليه، بينما هو ظل مكانه متصنما للحظات ينظر في آثر السياره التي بدأت تبتعد عن مرأى عيناه تنهد بحسره قائلا: عربيه زى دى كفيله بحل كل مشاكلك يا عادل وتقدر وقتها تحل نفسك من الإرتباط ب هويدا، اللى بتتحمل عجرفتها عشان مرتب ملاليم.
بعد الظهر
بمنزل أيمن
نفضت سحر بقايا ذلك الطعام الذي شبه لم يأكل أحد، بنفس الوقت صدح رنين جرس باب المنزل ذهب
رحيم وفتح الباب للطارق، ثم عاد بصحبته
نظر أيمن ورسم بسمه خافته قائلا: أهلا يا عمتى. الدار نورت.
ردت آسميه: الدار هتنور لما ترجع سهيله قريب يارب.
تبسم ايمن بغصه، بينما قال رحيم: أكيد سهيله هترجع يا تيتا تعرفى عيل رذل زميلى النهارده بيقولى أختك هتكمل بقيه حياتها في السجن كنت هضربه، وقولت له سهيله قلبها أبيض وبكره هتطلع وترجع للدار، وأنا هبقى ظابط وهدافع عنها.

تبسمت سحر بدمعه وهي تربت على شعره، كذالك قالت آسميه: أيوه يا حبيبى أى حد يتكلم على سهيله بسوء ربنا ينتقم منه.
تهكمت هويدا قائله: البلد كلها بتتكلم عنها يا تيتا، أنا بقيت أنكسف أبص في وش زمايلى في البنك نظراتهم كلها إتهام، كآنى أنا اللى قتلت مش هى.
نظرت لها آسميه بغضب قائله: سهيله مش مجرمه وتبقى أختك، واللى يسمعك يقول مصدقه أنها تقتل، مع أن المفروض إنت اللى تدافعى عنها.
تهكمت هويدا قائله: أدافع عنها، طب أقول أيه، أنا نفسى مش فاهمه أيه اللى حصل لعقل سهيله طب لو هي بريئه ليه الأدله بتقول عكس ده.
نظرت لها آسميه بغضب وقالت: حتى لو مش واثقه في برائتها، هي أختك والمفروض مكنتيش تقولى كده.
نظرت هويدا لها بإستهزاء، بينما نظر أيمن وسحر لبعضهم يشعران بآسف من رد هويدا، لكن دلف الى الغرفه طاهر، بعد ان ألقى عليهم السلام، أخرج من جيبه مبلغ مالى ووجهه ناحية أيمن قائلا: بابا أنا كنت عامل جمعيه مع أصحابى في الجامعه كنت هشترى لابتوب جديد، بس اللى عندى حالته كويسه ويستحمل، خد الفلوس دى وخلى المحامى حتى يطلع سهيله بكفاله لحد برائتها ما تظهر.
تبسمت آسميه ووضعت يدها على كتف طاهر بمحبه ثم نظرت ل هويدا التي شعرت بخزي، لكن لم تهتم بنظرات آسميه لها.
بغضت نظرات آسميه لها، تعلم دائما أنها تبادلها نفس الشعور لكن لم تهتم الا لذالك المال الذي وضعه طاهر فوق فخذ والده، كادت تقول له يكفيك غباءا إحتفظ بمالك قد ينفعك مستقبلا.
ليلا
بسرايا شعيب
بغرفة شكران، على ضوء شبه خافت.
كان آصف يجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يغمض عينيه، سمع هزيان شكران وهي نائمه كذالك همسها كآنها تنتحب

نهض من مكانه وذهب نحو الفراش نظر لوجه شكران، رأى لمعة تلك الدمعه التي سالت من عينيها على وجنتبها، تنهد ببؤس، حتى وهي غائبه عن الوعى تبمي، إنشطر قلبه، رؤية والداته هكذا هزيله وطريحة الفراش نائمه معظم الوقت بسبب الأدويه، رغم ذالك تشعر بالآسى.
توجه ناحية باب الغرفه وخرج بهدوء، توجه الى شرفة كبيره قريبه من غرفة والداته، وفتح بابها، وتقدم للأمام يتنفس ذلك الهواء البارد يلفح وجهه، يشعر أنه مثل الشرد، أخرج علبة سجائره والقداحه أشعل واحده وزفر دخانها ينظر الى
ذالك الضباب الذي أمامه يخفى آثر المكان، يشعر أنه داخله معتم مثل هذا الضباب، تذكر قبل يومين أنه كان قرر الذهاب الى سهيله وسؤالها: هل فعلت ذلك.
لكن توقفت أمام سيارته الخادمه وأخبرته أن والداته سقطت مغشيا عليها وهي تجلس بين النساء الاتى آتين للعزاء، نسى أمر الذهاب ل سهيله أو بمعنى أصح أرجأ ذلك لحين يطمئن على صحة والداته التي تم نقلها الى إحد المشافى وظل مرافق معها الى صباح اليوم حين أصرت على الخروح من المشفى، غصبا وافقها، لكن لابد من مواجهه بينه وبين سهيله
قرر لن يكون هنالك تآجيل بالغد سيذهب لها.
ذمه عقله: إذهب لها لكن إحذر، قد يلين قلبك أمامها.
تهكم على حاله أى قلب يلين وهو يرى كل ذلك البؤس حوله.
أخرجه من دوامة أفكاره شعوره بمعطف وضع على كتفيه، كذالك يد تربت عليه قائلا: آصف أيه اللى موقفك في التراس كده وكمان فاتح الباب الجو برد جدا.
إستدار ينظر لصاحب الصوت، قائلا: بابا أيه اللى صحاك دلوقتي.
بآسى رد آسعد: مين اللى قالك إنى كنت نايم، تعالى ندخل لجوه الجو برد، ممكن تاخد لطشة هوا في صدرك.
إمتثل آصف لوالده ودخل معه الى داخل السرايا وأغلق باب الشرفه، جلس الإثنين معا، تحدث آصف بسؤال: بابا إنت بتحب ماما؟

إستغرب آسعد من السؤال وتسأل: قصدك أيه مش فاهم أكيد بحبها والأ مكنتش عشت معاها الفتره دى كلها.
رد آصف بتفسير: مش قصدى حب العشره اللى بينكم قصدى حبيتها ك حبيبه. إنت فاهم قصدى.
تنهد آسعد قائلا: مش عارف قصدك، بس أكيد حبيتها وإتفاهمنا وولفنا مع بعض.


تهكم آصف وفجأه بقوله: طب طالما حبيتها ليه إتجوزت عليها طنط شهيره.
إرتبك آسعد وأجابه بهدوء: كل شئ نصيب.
ردد آصف نفس الجمله: كل شي نصيب
زى ما أتجوزت ماما وإنت على ذمتك زوجه أولى، كمان روحت إتجوزت عليها زوجه تالته.
إستغرب آسعد حديث آصف وقال بتوضيح وتبرير: أنا لما أتجوزت من شكران مراتى الاولانيه كانت مريضه والدكاتره قرروا أنها أصبحت في مراحل مرضها الأخيره ومبقتش تقدر تدينى حقى كزوج، وإنت فاهم انا أقصد أيه، وأنا كنت شاب وقتها ودورت على اللى ناقصنى في الحلال.
تهكم آصف قائلا: في الحلال!
طب ولما إتجوزت من الليدى شهيره كانت ماما ناقصها أيه.
زفر آسعد نفسه ببداية غضب قائلا: مكنش ناقصها حاجه، بس سبق وقولت ده النصيب، وأنا مآثرتش في حق شكران، وعدلت بشرع ربنا، يمكن كمان كتير بميز مامتك عن شهيره.
تهكم آصف وكاد يتحدث ويسأله بأي شئ ميزها، لكن صدوح رنين هاتف آسعد جعله يصمت حتى إنتهى من الرد على الهاتف قائلا: تمام يا شهيره باتى عندك مش مشكله، تصبح على خير.

أغلق أسعد الهاتف ونهض واقفا يقول: أنا حاسس بصداع هيفرتك راسى، هروح أخد منوم يمكن يعمل مفعول وأقدر أنام، كل ده بسبب المجرمه اللى قتلت أخوك بدم بارد بس أنا مش هسيبها قبل ما أخد حق سامر منها مضاعف هخليها تتمنى أنها كانت تموت قبله.
للحظه إرتجف قلب آصف وكاد يبيح له أن تلك هي من يهواها قلبه، لكن حاول الهدوء قائلا: سيب لى أنا الموضوع أنا هتصرف فيه.
أومأ له أسعد بموافقه وتركه وغادر، ظل آصف جالسا، يزفر سيجاره خلف أخرى وأفكار تتداول برأسه حتى تنهد بعين تنضخ بقسوة هامسا: سهيله.
علي الحانب الآخر بزنزانه مظلمه
كانت سهيله جالسه على فراش شبه بالى تدفس وجهها بين ساقيها تبكى تشعر بضياع
يعود لذاكراتها تلك الزياره الصباحيه لوالداها حين أخبرها أنه ذهب للقاء آصف لكنه رفض مقابلته، شعرت بآسى وبؤس، هل صدق آصف أنها قتلت حقا وتخلى عنها
كان الجواب سهلا.
أجل صدق ذلك والدليل رفضه مقابلة والدها، لم يعد هنالك طوق آخر لديها كانت تتمنى أن يكون آصف هو ذلك الطوق حين تخبره أنها بريئه ويصدقها ولكن إنتهى ذلك، وعليها أخذ القرار الذي في مصلحتها كما طلب منها المحامى، فطول الوقت ليس في مصلحتها، تنهدت بندم وآسف تهمس: آصف
صباح اليوم التالى
بمركز الشرطه
دلفت سهيله الى غرفة وكيل النيابه
نظرت الى ذلك المحامى الذي يجلس معه اومأت رأسها له.

كذلك فعل المحامى، بينما نظر وكيل النيابه الى ذالك العسكرى وأمره قائلا: فك الكلابشات.
فعل ذالك ثم غادر، بينما نظر وكيل النيابه لها قائلا: المحامى بتاع حضرتك بيقول إن عندك أقوال جديده عاوزه تدلى بيها، أتمنى تكون في مصلحة القضيه.
توترت سهيله للحظه، لكن نظرة المحامى لها جعلتها تومئ برأسها بموافقه.
تحدث الوكيل لها قائلا: تمام إتفضلى إقعدى عشان أسمع أقوالك الجديده.
جلست سهيله بمقعد مقابل لل المحامى صامته حتى سألها وكيل النيابه: وأيه هي أقولك الجديده؟
إزدردت سهيله ريقها الجاف وقالت: بصراحه أنا مقتلتش سامر.
قالت هذا وتوقفت للحظات حتى حثها وكيل النيابه على مواصلة اقوالها قائلا: سبق وقولتى كده، وتقرير الطب الشرعى أكد بصماتك إنت والقتيل عالمشرط.
إبتلعت سهيله ريقها وحاولت الثبات قائله: أقصد يعنى إن اللى حصل كان دفاع عن النفس، وبالغلط المشرط وصل لرقبة سامر.
إستغرب الوكيل سألا: قصدك أيه؟
ردت سهيله بعد معناة مع ضميرها لكن إيماءة المحامى لها وقوله: دكتوره سهيله، ياريت توضحى لوكيل النيابه اللى حصل بالضبط.
حثها بتردد منها تفوهت بتسرع: أنا كنت بدافع عن شرفي.
بنفس الوقت ب سرايا شعيب.
دلف آصف الى غرفة والداته كى يطمئن عليها قبل أن يخرج من السرايا، وجدها تجلس على الفراش مستيقظه لكن صامته فقط تسيل دموعها، من يراها يشعر بالآسى، زفر نفسه بغضب، لكن بنفس الوقت دلف أسعد الى الغرفه، بمجرد ان راته شكران بكت أكثر
غص قلب آصف من ذالك وكاد يجلس جوارها يواسيها لولا أن صدح رنين هاتفه، نظر الى شاشته سرعان ما خفق قلبه

قام بالرد يسمع حديث الآخر له حتى إنتهى.
بعصبيه مفرطه أغلق الهاتف يديه تكاد تكسر الهاتف من الغضب.
تسأل اسعد: مين اللى كان بيتصل عليك.
نظر آصف الى والده بإستهجان قائلا: زي ما توقعت القضيه هتتحول لدفاع عن النفس، المجرمه غيرت أقوالها وقالت إن سامر حاول يعتدي عليها، وقتلها له كان دفاع عن شرفها، دلوقتي ممكن تخرج من السجن إخلاء سبيل على ذمة القضيه، وتتحاكم وهي خارج السجن ومش بعيد تاخد براءه أو حتى أقصي حكم سجن مع إيقاف التنفيذ.
وقف أسعد بغضب قائلا: مستحيل ده يحصل مش هسيبها تنفد بدون عقاب، لو وصلت هبعت لها اللى يقتلوها قبل ما تطلع من السجن، أو ليه يقتلوها يبقى رحمتها أنا هخليهم يغتصبوها وتقتل هي نفسها خوف من نظرات الناس ليها زى ما هي بتدعى على المرحوم بالكذب.
بينما آصف.
رغم تأجج النيران بقلبه، وهو يرى دموع ونحيب والداته، لكن بلحظه آتت له فكره يستطيع بها أخذ القصاص ويثأر ليس فقط لأخيه المغدور بل أيضا للعداله الضائعة خلف أكاذيب وإفتراء تلك المجرمه، ونظر لوالده بغضب يسحق قلبه دون رد، وحسم قراره لم يبقى داعى للمواجهه مع سهيله هي من حسمت مصيرها معه.

يتبع…




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close