اخر الروايات

رواية عشق مهدور الفصل الثامن 8 بقلم سعاد سلامة

رواية عشق مهدور الفصل الثامن 8 بقلم سعاد سلامة


وحشتيني!.
سمعتها وهى تلتفت خلفها تنظر له سُرعان ما شعرت بإنشراح فى قلبها وبخطوات سريعه كانت تقطع تلك المسافه القليله بينهم وققت أمامه تلتقط نفسها تهمس إسمه بشوق:
آصف،كنت متأكدة…
قطعت بقية حديثها حين إستدار وأعطى لها ظهره، يسير يبتعد عنها بالسير بين أشجار تلك الحديقه
إستغربت ذلك لكن سارت خلفه لكن فجأة شعرت كآن أغصان تلك الأشجار تمدد بعروشها أمامها كلما حاولت إزاحتها عن طريقها جرحت يديها بأشواكها الحادة توقفت تشعر بآن تلك الاشواك أصبحت تغزو جسدها ودماءها أصبحت تسيل فوق تلك الأشواك، نظرت أمامها حاولت الإستنجاد بـ آصف نطقت إسمه بصعوبه، توقف للحظه وإستدار ينظر لها لكن فجأة خافت من عينيه اللتان نظر لها بهن، شعرت كآنهن فرحان بما أصابها من جروح بسبب تلك الأشواك
نهضت مفزوعه تنظر حولها كانت المكان شبه مُظلم ضوء يكاد يكون مُعدم بالزنزانة،
ظلت لدقيقه غير مستوعبه ذلك الحلم،لكن كان تفسيرهُ واضحًا،رفض آصف لـ مقابلة والداها ليس لها تفسير آخر غير أنه صدق أنها ليست بريئه وتخلى عنها
سالت دموع عينيها تشعر أن قلبها هو من يآن ويبكى بآلم،تذكرت حديث وكيل النيابه لها وهو يسألها صباحً
كيف قتلته؟
أجابته أنها لم تدري بشئ بعد أن تلقت تلك الضربه على رأسها وحين عادت للوعى وجدت سامر ينزف من عُنقه حاولت إنقاذهُ،لكن كانت الصدمه الكبرى لها حين قرر وكيل النيابه إعادة تمثيل الجريمه بنفس المكان بالمشفى بالغد…شرد عقلها ماذا ستمُثل…تنهدت بآسى تشعر بضياع فجأة إنقلبت حياتها دون سبب…والسؤال الأسوء التى تخشى إجابته:

هل من الممكن أن يكون كل ما تعيشه كابوسً،أو ربما أنها تشاهد فيلمً لبطلة غيرها مقهورة…لكن الجواب كان صعبًا
هى بطلة تلك القصة التى دلفت لها بقدميها،ليتها تجاهلت كل ما سمعته و تركت سامر لشآنه طالما أنه بعيدًا عنها… نظرت حولها إزداد هطول دموعها، حين أدركت أن الليل مازال بأوله، وما أطول ليالى الشتاء أمام بؤس قلبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ سرايا شُعيب
على طاولة سفرة العشاء
ترأس الطاوله آسعد وعلى أحد جانبيه جلس آصف وجواره آيسر وعلى الناحيه الأخرى كانت تجلس كل من يارا الشارده وجوارها شهيرة التى كانت عينيها مُنصبه على آصف العابس الذى يعبث بالملعقه بالطبق الذى أمامه يبدوا شارد الفكر،تعمدت الحديث عن قصد منها تُمثل الآسى والحزن:
الحجه شُكران الله يكون فى عونها لما ببص لها قلبي بيتقطع عليها، مش عارفه المجرمه اللى قتلت سامر دى معندهاش قلب، أزاي خانت العِشره، ونسيت عطف الحجه شُكران عليها.
رفع آصف وجهه عن الطبق ونظر لـ شهيره بعبوس قائلًا بإستفسار:
وعرفتِ منين إن ماما كانت بتعطف عليها؟.
إرتبكت شهيره وأجابته:
أنا سمعت بعض النسوان اللى جُم للعزا وهما بتكلموا إن سهيله،مش إسمها سهيله برضوا.
أومأ آسعد رأسه بـ نعم

بينما إستطردت شهيره الحديث تود إثارة غضب آصف:
سمعتهم بيقولوا أنهم كانوا بيشوفها تجي للـ السرايا كتير،كمان كان ليها مكانه خاصه عند الحجه شُكران،بس هو فى نوعيه كده بتبقى خسيسه وتنكر المعروف.
شعر آصف بالغضب ورمقها بحُنق قائلًا بسخط:
مكنتش أعرف إن الليدي شهيرة بتسمع لنم النسوان اللى المفروض إنهم جايين يعزوا مش يتهامسوا على مين يستاهل أو مين خان المعروف، وماما مكنتش بتعطف على سهيله من الأساس، بلاش تصدقي همس الحريم الفارغ.
تفاجئت شهيرة من رد آصف الذى شبه دافع عن تلك المجرمه، لكن لم تستلم وقالت بإيحاء:
اللى يسمعك يقول بدافع عن المجرمه اللى بسببها فقدنا سامر غير زيادة مرض الحجه شُكران.
نظر لها آصف بتهكُم وصمت لدقيقه، ثم نهض من على مقعده دون رد.
بينما إستغرب آسعد ذالك سائلًا آصف:
رايح فين مش هتتعشى.
نظر آصف لـ شهيرة بإمتعاض ثم قال ببرود:
شبعت،هطلع الجنينه أشرب سيجارة.
رغم شعور شهيرة ببُغض آصف لها لكن تشعر بداخلها بإنشراح ليس غريب عليها، بينما نهض آيسر هو الآخر مُتحججًا:
أنا كمان شبعت، هطلع أطمن على ماما وبعدها هنام من بُكره هرجع إستأنف شغلي فى الطيران، تصبحوا على خير.


شعرت شهيرة بالحقد سواء على آصف كذالك آيسر، نظرت نحو يارا التى تبدوا شاردة وتهكمت عليها قائله:

وإنتِ مش عندك محاضرات فى الجامعه بكره.
نهضت يارا كآن شهيرة اعطتها حجه للنهوض هى الأخرى وقالت:
فعلًا، عندى بكره سيكشن عملي وكمان إمتحانات نص السنه قربت، هطلع أنام تصبحوا على خير.
شعرت شهيرة بالضجر من رد فعل يارا ونظرت لـ آسعد الذى يظهر على ملامحه هو الآخر الحُزن الشديد، شعرت بإمتعاض من ذالك،لكن أكملت عشائها تحاول جذب آسعد للحديث معها رغم عدم رغبتها بالطعام.
***
بينما خرج آصف الى حديقة السرايا،شعر بنسمة هواء بارده إخترقت جسدهُ،زفر نفسه بسخونه تخرج من قلبه عكس تلك البرودة توقف للحظات ثم نظر نحو إحدى تلك الغرف الموجودة بالحديقة ذهب نحوها مباشرةً قام بفتحها ودخل إليها،نظر الى تلك الأجهزه الرياضيه الموجودة بالغرفه،شعر بغضب يزداد فى قلبهُ، خلع عنه سُترتهُ الثقيله وخلفها باقى ثيابهُ ظل فقط بسروال حول خصره،وتوجه ناحيه ذلك الكيس الرملي المُعلق، جذب قفازين للملاكمه وضعهم بيديه، ثم بدأ بلكم ذالك الكيس الرملي، لكمات تزداد عنفوان وقوه مع الوقت يشعر برغبه أقوي للتنفيس عن مكنون قلبه الغاضب ظل لوقت يلكم الكيس الرملي حتى شعر ببوادر إرهاق، ترك اللكم وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يلهث يتصبب العرق بكامل جسده وبغزارة أقوى فوق جبهته يسيل على عينيه اللتان تحجرتا، ربما يود البُكاء عل ذالك الشعور القاسى فى قلبه يهدأ، لكن مُقلتيه كآنهن أصبحن من صخر، أغمض عيناه يعتصر ذالك العرق الذى وصل لأهدابه،جالت أمام عيناه صورة سهيله وآخر لقاء بينهم تذكر حديثها،للحظه شعر كآن هذا اللقاء كان مثل “لقاء الوداع” بينهم
تذكر بقية حديثها الحاد معها ذلك اليوم
[فلاشــــ/باك]

ألقت سهيله تلك الفتافيت من العيش على طول يديها فوق مياه البُحيرة،تبسمت على صراع تلك الطيور التى تهبط للمياة تلتقط تلك الفتافيت،تهكم آصف على تلك الطيور قائلًا:
مش عارف بيتخانقوا على أيه دى فتافيت عيش؟.
عادت سهيله بنظرها له وقالت له:
بالنسبه لك فتافيت عيش،بس بالنسبه للطيور دى مش حاجه ضئيله دى كنز هتسد جوعهم لحد بكره،بعدين مجاوبتش على سؤالي.
نهض يقف جوارها وضع يدهُ فوق يدها الموضوعه على صاري بالمركب قائلًا بإدعاء التذكُر:
سؤال أيه مش فاكر؟.
نظرت له سهيله بضيق وسحبت يدها من أسفل يده وضيقت عينيها تعلم أنه يتخابث عليها وقالت بتكرار:
مع إنى متأكده إنت فاكر كويس أوى سؤالى بس مفيش مانع أسأله تانى…ليه إختارت تبقى قاضي فى المحكمه؟.


فى البدايه شعر آصف بضيق من سحبها يدها،لكن نظر لها ببسمه عيناه تنضخ عشقًا لها مجاوبً:
بس أنا جاوبتك وقولت لك إن مكنش قدامى غير التدريس فى الجامعه،وده مكنش من أهدافي،أنا مش بحب التدريس،كان المُتاح قدامى آخد سلك القضاء،وده كمان الأفضل ليا،بغض النظر عن التنقُلات فى أماكن كتير،بسبب طبيعة وظيفة القاضي،ده غير مشاكلها،أخرها إنى كنت مُعرض للإغتيال والدليل قدامك أهو إيدي المرفوعة على صدري فى قلب حامل طبي.
نظرت له وفكرت قليلًا،ثم قالت:
بس معتقدش ده السبب الوحيد إنك أختارت تبقى قاضي،عندى يقين فى سبب تاني.

أزاح آصف يده التى كانت على الصاري،ومدها ناحية وجهها كى يقون بإزاحة طرف وشاح رأسها الذى تطاير بسبب هواء البحر يُخفى وجهها قائلًا بمغزى:
يمكن التواصل العاطفي بينا خلاكِ تفهميني أكتر من نفسي.
تراجعت بوجهها للخلف بعيدًا عن يدهُ ورفعت طرف وشاح رأسها عن وجهها وقالت له:
مغرور، بس هقولك سبب إختيارك للقضاء السبب هو
“السُلطة”
إنت بتحب السُلطه يا آصف
بتحب يكون لك آمر واجب النفاذ على غيرك.
ضحك آصف وهو يعود للجلوس، بينما إستطردت سهيله الحديث بتوضيح:
بس فى رأيي إنت إختارت الطريق الأصعب،يا سيادة القاضى،الحُكم على الناس مش سهل زى ما أنت فاكر.
تبسم آصف قائلًا:
وأيه الصعب،انا بحكُم بالأدله والبراهين والمعطيات اللى قدامي.
تسألت سهيله:
كل ده مش عملية حسابيه مضمون نتيجتها،
وفين روح القانون، أوقات الادله والبراهين والمعطيات مش بيبقوا كفايه عشان تحكم بيهم،سمعت مره جدتي “آسميه” بتقول مثل شعبي
(كدب مساوى أحسن من صدق منعفش).

ضحك آصف قائلًا:
مش فاهم معنى المثل ده أيه، وأيه دخله فى القضاء.
فسرت سهيله له المثل:
يعنى أوقات الكداب بيعرف يسبُك كدبه كويس يخلى اللى قدامه يصدقه وهو مُقتنع أنه صادق،والصادق لانه على نياته معرفش يبقى يسبُك كلامه كويس فيبان أنه مهزوز أو مش صادق…
أوقات بنشوف حقايق بشكل غلط،حاذر يا آصف تتعمي عينيك عن الحقيقه وغشاوة الكدب تخدعك.
ضحك آصف
قائلًا:
لاء إطمني أنا منتبه كويس،
وبمناسبة إنك قولتى،عـ الآمر النافذ اللى أنا بحبه،أمتى هتوافقي إنى أتقدملك ونتجوز وتبقى ليا ومعايا طول الوقت ومتتحججيش إنك هتتأخري،أو تبعدي عني؟.
نظرت له بتفكير ثم قالت بهدوء:
بعد ما أخد الماستر، يعنى قدامك سنه عالأقل تفكر فيها كويس يا سيادة المستشار.
إندهش آصف قائلًا:
سنه بحالها، لاء أنا هستخدم سُلطتي كـ قاضى وهصدر قرار مُلزم التنفيذ إننا نتجوز فى الأجازة القضائيه فى الصيف الجاي، وإبقى كملى الماستر وإنتِ مراتى.

هزت رأسها بنفي.
تبسم لها قائلًا بتحدي:
هتشوفي قبل السنه ما تخلص هتكونى حرم
سيادة المستشار “آصف شُعيب”.
تهكمت سهيله بمرح وكررت كلمة آصف بإستهزاء:
حرم… الكلمه دى قديمه أوى بقت أولد فاشون، بتتقال للناس العواحيز.
تبسم لها آصف قائلًا:
طب بلاش حرم، أظن كلمة” مدام” أفضل بكتير.
شعرت سهيله بالخجل وإحمرت وجنتيها وأخفضت وجهها بحياء.
تبسم آصف على حيائها الذى فتنه وهام أكثر بها ود لو كان معها وحدهم فقط فوق ذالك المركب ربما وقتها كان قَبلها وما إهتم برد فعلها بعد ذالك حتى لو صفعتهُ على وجهه، لكن وجود المراكبي منعه من تحقيق أمنيته…
أدار دفة الحديث لناحيه أخرى يستمتع بالحديث معها سألًا:
طب وإنتِ ليه إختارتي تبقى دكتورة أطفال.
جلست سهيله قريبه من آصف وأجابته وهى تنظر ناحية مياة البُحيرة،تشعر كآن آلم تلك الفتره عادت تشعر به يضرب بطنها.
أنا لما كنت صغيرة كنت بحب شُغل الديكور، وكان نفسى أبقى مهندسة ديكور، بس فى أولى ثانوي إتغيرت أمنيتي.

إستغرب آصف سألًا:
وأيه سبب تغير أمنيتك من مهندسة لـ دكتورة أطفال بالذات.
شعرت بآلم وأجابته:
تعرف إنى كمان كان نفسى أدرس طب نفسي جنب دراسة طب الأطفال.
تبسم آصف قائلًا:
فعلاً منكرش تنفعى دكتورة نفسيه بتعرفي تحللي طبيعة الشخصيات ،بس أيه السبب اللى خلاكِ تغيرى أمنيتك.
تنهدت سهيله تشعر بنغزه فى قلبها قائله:
لما كنت فى أولى ثانوي كان جالى حالة تسمُم بسبب جُرعة دوا زيادة أو كانت علاج غلط من الأساس،وآثر عليا جامد وقتها،وكنت تقريبًا بموت بس كان فى دكتور أطفال فى المستشفى هو اللى عِرف سبب سوء حالتي وقتها وهو اللى إتعامل مع حالتي لحد ما عديت مرحلة الخطر وشبه خفيت،بصراحه أنا وقتها أُعجبت بالدكتور ده جدًا، وإتحولت أمنية حياتي من مهندسة ديكور لـ دكتورة أطفال عشان أبقى زميله له فى يوم من الايام وأقول له إنى كنت ومازالت مُعجبة بيه وكنت….
قاطعها آصف يشعر بغِيره قائلًا بحِدة:
وكنتِ أيه كمان نفسك تتجوزيه.
تبسمت سهيله بإيماءة رأسها بمعنى ـ يا ريت.
ود آصف لو صفعها لكن حاول التحكم فى غضبه وغِيرتهُ سائلًا:

والدكتور ده فين دلوقتى.
تنهدت سهيله بآسى:
للآسف الدكتور توفى من سنتين يعنى قبل ما أتخرج من كلية الطب،بس تعرف إن إبن الدكتور ده دلوقتي بقى دكتور نفسي معروف غير إنه أستاذ فى الجامعه،وأعتقد انه ممكن يكون من ضمن اللجنه اللى هتناقش معايا الماستر.
تنهد آصف بضجر قائلًا:
مش عارف ليه مستعجله على الماستر إنتِ لسه صغيرة، يعنى سامر زميلك ومش بيفكر فى الماستر.
ردت سهيله:
على فكره سامر أكبر منى بسنه هو عاد سنه فى الإعدادي.
تبسم آصف قائلًا:
فعلًا،بسبب وقت الإمتحانات كان وقع من على سلم السرايا وكان عنده الناحيه اليمين من جسمه كل ضلوعها مكسوره تقريبًا ومحضرش الإمتحانات وعاد السنه،مع إن كان سهل يحضر وقتها الإمتحانات بس ماما رفضت،وقالت مجتش من سنه تتعوض.
تهكمت سهيله قائله:
طنط الحجه شُكران بدلعكم أوى،وممكن الدلع ده يفسد سامر متهيألى إنه محتاج شوية يعتمد على نفسه،ويختار طريقهُ،يحس إنه مسؤول عن حياتهُ ويصلح من نفسه شويه قبل فوات الآوان،يجيب لكم مصيبه.
إستغرب آصف من حديث سهيله وكاد يسألها،لكن المراكبي إقترب منهم قائلًا:

حمدالله عالسلامه وصلنا الشط.
نهضت سهيله واقفه وتوجهت نحو سلم المركب،سار خلفها يشعر بفضول أن تُكمل بقية حديثها معه عن سامر، لكن إنتهى آخر لقاء بينهم بعد أن أصرت كالعادة أن تعود للقريه وحدها،بينما هو تغافل ولم يضع الآمر برأسه إلا الآن
[عـــــــــــودة]
ظل للحظات يُفكر فى معنى حديث سهيله، لماذا لمحت بذالك، ماذا كانت تقصد
هل تحرش بها سامر حقًا، لا سامر كان يعتبرها زميله فقط،رأى جلوسهم معًا سابقًا كان بحدود،إذن مستحيل
هكذا جاوبه عقله.
وضع أنامله حول جبهته يفركها بضيق يشعر بصداع يفتك برأسه يكاد عقلة يشت، لما إدعت سهيله بالكذب على سامر، لديه يقين أن سهيله كذبت حين قالت أنه حاول الإعتداء عليها، إزداد تحجُر عيناه وتحجر معها قلبه يشعر أنه كُتله مُنصهره تحرق فؤاده ليتها قتلته هو وما كان عاش يشعر بكل هذا الآلم الذى ينهش كيانه بالكامل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بإحدى غرف السرايا
تمددت شهيرة فوق الفراش الناعم الوثير رغم ذالك تشعر بضجر تود العوده للقاهرة والبقاء هناك تشعر بحريتها عن البقاء هنا بين حوائط تلك السرايا القديمه،كذالك تبتعد عن ذلك البؤس والحُزن المُسيطر على السرايا ومن فيها،جذبت هاتفها تتصفح بعض الرسائل الخاصه المُرسله لها من أصدقائها،لكن رأت تلك الرساله القديمه التى مازالت تحتفظ بها

فتحت الرساله ورأت تلك الصور التى كانت مُرسله لها…صور تجمع آصف مع تلك الفتاة المُتهمه بقتل سامر،تبسمت بإنشراح وهى ترى نظرات عين آصف لتلك الفتاة تبدوا بوضوح نظرات عاشق،تنهدت بسعادة،آصف يعشق قاتلة أخيه
هو الآن مُشتت بحرب ضاريه بين حبيبة قلبة وبين أخيه الذى قتلته تلك الفتاة،هدرت قلبه مع دماء أخيه،بالتأكيد يشعر بآلم جم فى قلبه،واضح على ملامحه وتصرفاته العصبيه دائمًا.
ألقت شهيرة الهاتف على الفراش وإتكئت بجسدها فوق الفراش تتمطئ بحُريه وراحه نفسيه رغم ضجرها من البقاء هنا،لكن رؤيتها
لـ آصف بهذا التشتُت خفف من ذلك الضجر…إنتبهت لصوت فتح باب الغرفه،نظرت بإتجاهه رأت دخول آسعد الذى دلف وجلس على طرف الفراش يتنهد بآلم،نهضت تجلس على رسغى قدميها خلف آسعد وضعت يديها فوق كتفيه تقوم بتدليكم بخفه قائله:
إطمنت عالحجه شُكران.
تنهد آسعد بآسى قائلًا:
أيوه آيسر طلع ينام، سيبت معاها صفوانه هتفضل معاها بنفس الاوضه.
رغم تلك البسمه التى فوق شفاه شهيرة ولم يراها أسعد لكن إدعت الحديث بنبرة حُزن:
ربنا يرآف بقلبها مش سهله عليها أنا لو مكانها كنت روحت السجن للمجرمه دى وقطعتها بأسنانى لاء وكمان المجرمه عشان تطلع نفسها من الجريمه بتدعي عالمرحوم سامر أنه كان هيعتدي عليها.
تعصب آسعد بشده وإنتفض جسده.
شعرت شهيرة بإنتفاضة جسد أسعد أسفل يديها تبسمت وإزدادت فى صب غضبه:

المفروض تتصرف مع البنت دى، كده ممكن تنفد من العقاب اللى تستحقه.
تنهد آسعد قائلًا:
أنا فعلًا كنت هدخل وهعرف البت دى قيمتها كويس، بس آصف قالى هو اللى هيتولى أمر سير التحقيقات.
تسألت شهيرة بفضول:
يعنى أيه آصف هو اللى هيتابع سير التحقيقات، إنت اللى قلبك مكسور على موت إبنك، وآصف…
قاطع آسعد شهيرة قائلًا:
ناسيه آصف قاضي وأكيد عارف طريقة سير التحقيقات دى، وكمان مش عاوز ينتشر فى البلد إنى بفتري عالبت دى بسبب سُلطتِ كنائب مجلس الشعب،سايبها تجيب آخرها…لآنى لو تدخلت فى الآمر مش هيكفينى موتها.
تهكمت شهيرة بين نفسها،آسعد ترك القضيه لـ آصف “العاشق المُتيم” ألم ينتبه أنها حين آتت بسيرتها بسوء أمامه دافع عنها،لكن لن تهتم آصف يستحق ذلك العذاب الذى يعيشه
دم أخيه على يد حبيبته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ .
مع سطوع نهار جديد
فى حوالى العاشرة صباحً
بالمشفى التى كانت تعمل فيها سهيله

دلفت بين إثتين من العساكر بيديها أصفاد
حاولت إخفائها أسفل كُم كنزتها،لكن حتى لو أخفتها،فكل عيون من بالمشفى تنظر لها
تنهشها وبالتأكيد تنعتها بالقاتله
كان الطريق من باب المشفى الى تلك الغرفه التى قُتل فيها سامر بالعادة قصير،لكن الآن كان بالنسبه لها كآنه طريق طويل لا ينتهى،تسير وهى تشعر أن قدميها مثل الهُلام،أعين زُملائها بالمشفى سهام تخترق جسدها تُدمي قلبها
توقف العساكر حتى آتى من خلفهم وكيل النيابه وشخص آخر معه كاميرا مُعده للتصوير،كذالك مدير المشفى ومعه المحامى الخاص
بـ سهيله،
تحدث وكيل النيابه بهدوء:
دلوقتي هنعيد تمثيل الجريمة زى ما حصلت من البدايه،ياريت بلاش تنسي أى تفصيله حتى لو صغيرة.
أومأت سهيله رأسها تشعر كأن روحها تنسحب من جسدها،ظلت مُتصنمه مكانها يُعيد عقلها ما حدث بالغرفه قبل أيام ،بينما نظر وكيل النيابه لـ العساكر آمرًا:
فكوا الكلابشات من حوالين إيديها.
إمتثل العساكر لذالك،بسبب توتر سهيله ورعشة يديها أثناء فك الأصفاد ضغط العسكري على يديها ترك آثر لهما فوق معصميها.
أشار لها وكيل النيابة قائلًا:
إتفضلى إبدأي أيه اللى حصل من بعد ما دخلتِ الأوضه.
ظلت سهيله مُتصنمه لبعض الوقت حتى أشار لها مره أخري،توجهت نحو باب الغرفه تسير بترنُح تشعر أنها تفقد جزءً من روحها بكل خطوه قبل أن تصل الى باب الغرفه تهاوت بجسدها أرضًا،تشعر بإنسحاب عقلها الذى لم يعُد يتحمل تركت له الزمام يقفدها الوعى،وتمددت أرضًا مغشيًا عليها.

بتلقائيه إنحنى مدير المشفى يجث العرق النابض لها،تنهد براحه قائلًا:
واضح إن الدكتورة مقدرتش تتحمل إعادة تمثيل اللى حصل وأغمى عليها ولازم تتنقل لأوضه خاصه عشان نتعامل مع حالتها.
أومأ له وكيل النيابه بموافقة
بعد لحظات وضع إثنين من المُسعفين جسد سهيله فوق نقاله طبيه خاصه وذهبا الى إحد غرف المشفى،تغافل الجميع عن رؤية آصف الذى كان بالمشفى ورأى جزء من ما حدث،شعر بإنخلاع فى قلبه وهو يرى سهيله تبدوا غائبه عن الوعي فوق تلك النقالة،سُرعان ما نهر نفسه على ذلك الشعور وغادر المشفى قبل أن يرق قلبه أكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبنك الزراعي.
لو غيرها لكانت تشعر بآسى على مستقبل أختها الوحيدة التى تواجه أزمه شبه أطاحت بمستقبلها لكن هى هادئه كآنها لا تعنيها،إقترب عادل بمقعده من مقعد هويدا،وإنتهز وقت فضاء العمل قائلًا:
أنا أتكلمت مع عمي ايمن إمبارح وقالى إن النيابه أمرت بإعادة تمثيل الجريمة النهارده،متعرفيش أيه اللى حصل.
ردت هويدا بلا مبالاة:
وأنا هعرف منين وأنا هنا فى البنك من الصبح،والمثل بيقول يا خبر بفلوس.
تفاجئ عادل بجواب هويدا البارد الجاحد…لكن عاود الحديث يُخبرها:


إمبارح وأنا مع عمي أيمن أقترح عليا إننا نأجل زفافنا شويه على ما نشوف موضوع سهيله هيوصل لأيه ،وأنا وافقت مش معقول هـ..

قاطعته هويدا بغضب:
إزاي تقرر توافق على تآجيل زفافنا بدون ما تقولى،وبعدين أيه اللى مش معقول،عالعموم مش مهم،طالما واقفت على تآجيل الزفاف مترجعش تضايق لما أنا كمان أطلب تغير قاعة الفرح.
شعر عادل بإستغراب من رد فعل هويدا لو كانت أخرى هى من كانت طلبت منه ذالك لكن هويدا لديها قلب جاحد،بينما هويدا بداخلها تشعر بإنبساط من تآجيل زفافها،لكن مصحوب بضجر بسبب تآجيله من أجل تلك الحمقاء سهيله،لو كان لسبب آخر ما كانت تضايقت بل كانت رحبت بالأمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى أقر الأطباء أن سهيلة دخلت بحالة إنهيار نفسى وأنهم أعطوها بعض الادويه الخاصه بالتهدئه النفسيه وبسبب آثرها الطبي ستظل نائمه لوقت،يتحتم بقائها بالمشفى الليله من أجل متابعة حالتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا
بـ سرايا شعيب
إنتصف الليل وهو مازال ساهدًا كما بالليالى السابقه، لم يتذوق النوم سوا لأوقات قليله خطفًا ثم يصحوا وهو يشعر بسُهد
نهض من فوق فراشه قرر أن يأخذ حمامً دافئًا عل هذا الشعور يزول عنه، لكن هيهات، وقف أسفل تلك المياة تتناثر المياه فوق جسده يشعر، بحرارة تغزو جسده، أدار مؤشر درجة حرارة المياه من دافئه الى بارده، لكن إرتعش جسده فقط للحظه سُرعان ما عاد نفس الشعور يُحركه قلبه الذى يود الإطمئنان على حال سهيله، أغلق المياه وخرج الى الغرفه ترك الزمام لقلبه يتحكم به، إرتدى ثياب أخرى وخرج من السرايا متوجهًا الى المشفى، دخل بخطوات ثابته، لكن توقف بالممر حين رأى شُرطي يقف أمام تلك الغرفه، تردد للحظات قبل أن يحسم الصراع قلبه، توجه نحو ذلك الشرطى، وأخرج هاويته القضائيه.

هاويته القضائيه تلك كانت كفيله بجعل ذلك الشرطي الذى يقف حارسً على باب الغرفه يسمح له بالدخول الى الغرفه دون إعتراض بل ويفتح له بنفسه باب الغرفه
دلف الى داخل الغرفة يشعر بغضب سُرعان ما تحول لوخزات قويه تضرب قلبه حين وقع بصرهُ على تلك الراقده فوق الفراش ملامح وجهها الشاحبه، كذالك تبدوا أنها فقدت القليل من وزنها بعدة أيام
للحظات رآف قلبه حين رأى يدها المغروز بها إبر طبيه تتصل بآنابيب
تُغذي جسدها بمحلول طبي، إنحنى قليلًا وكادت آنامله تلمس يدها، لكن سُرعان ما تحجرت عيناه وقلبه حين رأى آثار تلك الأصفاد حول يدها الأخرى، سُرعان ما إستقام يضم أصابع يدهُ يضغط عليها بقوة تكاد تنفُر الدماء من أوردتها، نفض عن قلبه تلك الشفقه التى تملكت منه للحظات ، ذمهُ عقله
وصراع محتدم بأشد أوجهُ بين مشاعر متناقضه بين العقل والقلب الذي ينزف قهرًا أمام حِيرة العقل، وضميرهُ كـ قاضى وقبل كل ذلك “حق الأخوة ” هي كذبت وشوهت صورة أخيه المغدور،إبعد عينيه عنها وإستدار بجسده وكاد أن يُغادر الغرفه لكن توقف قبل أن يصل لباب الغرفه للحظه حين سمع همس ضعيف من سهيله كآنها تنطق إسمه برجاء :
آصف.

يتبع…


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close