رواية مريض الحب الفصل السادس 6 بقلم إيمي احمد
الفصل السادس
اما في مستشفي د.حمدي...
فخرج مراد من غرفة الممرضين مغلقا الباب خلفه بعنف و هب صارخا في الممرضين والاطباء الذين تجمعوا عند سماعهم صراخ د.سالم..
انتوا واقفين كدا ليه كل واحد علي شغله اتفضلوا.
وما ان صرخ مراد فيهم حتي تفرقوا ،و في لحظة كان كلا منهم في عمله مترقبا لمديرهم الغاضب ، يقتلهم الفضول لمعرفة ماذا حدث بالداخل...وما هي الا دقائق، خرج بعدها سالم يلهث يلتقط انفاسه غير مصدقا انه استطاع ان ينجو من يد ذلك الشرس.
اما مراد فنظر له بطرف عينه باستحقار ثم عدل من هيئته واعاد خصلات شعره التي نزلت علي جبينه الي الوراء و دخل الي غرفة المريض الذي يدعي خالد يس،فوجد والدته تجلس بجواره..
مراد(بابتسامه):صباح الخير
نهله(والدة خالد):صباح النور يا دكتور مراد.اخيرا حضرتك رجعت من السفر؟
اقترب مراد ليفحص خالد اثناء تحدثه معها:انا رجعت قبل معاد رجوعي يا مدام نهله.
نهله:حمدلله علي السلامه...شوفت حالة خالد ساءت بعد ما انت سافرت ازاي يا دكتور.وبقي مش بياكل.و د.سالم حدد له معاد لعملية.
لم يرد مراد عليها ونزل ليكون بموازة خالد ليهمس له في اذنه:اطمن انا الي هتابع حالتك،و مش هتشوف الحبوب الي سالم كان بيجبها لك تاني ابدا.
نظر له في عينه وابتسم قائلا:ما تقلقش انا هكون الدكتور المشرف علي حالتك من اللحظه دي.
ثم نظر الي والدته بخاطبها:ممكن اتكلم مع حضرتك بره شوبه؟
نظرت الي ابنها وكيف توتر واحمر وجهه فجاه ثم اجابته:هو خالد ماله يا دكتور؟
مراد:لا ماتقلقيش ،دلوقتي هيكون كويس.اتفضلي معايا لوسمحتي نتكلم بره.
خرجت مدام نهله مع مراد لتري ماذا يريد ان يخبرها،وسألته في قلق:خير يا د.مراد خالد فيه حاجه.؟
مراد:حضرتك مقدره حالة خالد،و ازاي كان عايش مبسوط قبل الحادثه وحالة اليأس الي هو وصلها بعد كدا.
تجمعت الدموع في عيني مدام نهله عندما تذكرت كيف كان ابنها سعيدا في حياته وكيف اصبح تعيسا الان،فقد اصيب بعجز في ساقه اثر حادث تعرض له بسيارته،خسر فيه بطولة الكاراتيه التي كان يسعي جاهدا للمشاركة فيها،وخسر حب حياته التي لم تستطع ان تكمل معه بعد ان اصبح عاجزا،وتخلت عنه في اصعب ظروفه وارتبطت بغيره علي الفور..وخسر اصدقائه.واصبح منطويا يعشق الوحده.
تذكرت مدام نهله كل ذلك ثم نظرت لمراد:ايوه مقدره،وعارفه انه اتعذب واتحمل الي مافيش شاب في سنه يقدر يستحمله. بس مفيش حد يقدر يغير القدر يا دكتور.
مراد:احنا فعلا ما نقدرش نغير القدر بس نقدر نغير واقعنا.
اندهشت مدام نهله وسالته مستفهمة:حضرتك تقصد ايه؟
مراد باسف:ياسفني اقول لك نتيجة التجربة القاسيه الي مر بيها خالد،كانت تعاطيه لحبوب مخدره.
صدمت نهله عند سماعها لعبارة(حبوب مخدره) وجحظت عيناها وسالت مستفهمة:ازاي؟وجات له منين وامتي ؟ دا انا مش بسيبه ولا بفارقه لحظه غير بعد ما بينام.
اجابها مراد اسفا:الي عمل كدا عمل بطلب من خالد نفسه.
صدمت مدام نهله وقالت له من وسط شهقاتها:يعني ايه يا دكتور،خلاص ابني ضاع مني .
ابتسم مراد واجابها مطمئنا : لا مش ضاع،وهنبدأ معاه كورس علاج جديد ،انا هكون المشرف عليه.اطمني يا مدام نهله،خالد هيرجع زي الاول واحسن كمان.
ردت عليه بضعف:يا رب يا دكتور،يارب.
مراد:انا هدخل اتكلم معاه،لان المرحله الجايه هو لازم يكون عنده الاراده،ويتعاون مع الكاتره علشان كورس العلاج ينجح..بعد اذنك.
استاذن مراد منها ودخل الي خالد الذي كان شاردا..علم مراد عند رؤيته هكذا انه يفكر فيما حدث له،فجلس علي الكرسي امامه وخاطبه:سرحان في ايه؟
فاق خالد من شروده:هه..ولا حاجه.
مراد:انسي الماضي يا خالد وابدأ من جديد،وكل حاجه هترجع زي الاول و احسن.
ضحك خالد ساخرا من كلامه:هههههه...انسي ايه يا دكتور،(ابعد الغطاء عن قدمه مستكملا حديثه) انسي اني اتشليت و اني هقضي بقيت عمري علي كرسي،ولا انسي البطوله الي فضلت اتعب علشانها،ولا انسي حبيبتي الي اتخلت عني و عرفت غيري علي طول،ولا انسي مستقبلي الي ضاع ..ها..جاوبني عاوزني انسي ايه(انفعل ورمي علاجه علي الارض بغضب) انسي ايه.ها.
مسكه مراد ليثبته حتي لا يؤذي نفسه:اهدي يا خالد اهدي.
دخلت مدام نهله عند سماعها صوت صراخ خالد،منفطر قلبها علي ابنها:ماله خالد،هو بيعمل كدا ليه يا دكتور؟
لم يجبها مراد بل ضغط علي زر استدعاء الممرضات.فحضرت ممرضة(ياسمين) علي الفور:ايوه يا دكتور.
صرخ مراد فيها:جهزي حقنة مهدأ وهاتيها لي بسرعه.
علي الفور تحركت ياسمين وجهزت الحقنه و اعطتها لخالد،وما ان اخذها حتي بدات تهدأ حركته،وضعف صراخه تدريجيا وراح في النوم ،فاعاده مراد للخلف،واعطي اوامر لجميله بان تترك جميع المهام المكلفه بها وتجعل شغلها الشاغل تلك الحاله،ومتابعتها.
ياسمين:حاضر يا دكتور.
مراد: شغلك مع دكتور ماجد و دكتور محمد،عاوزك تجيبي لي تقرير كل جلسه للدكتورين اول باول.كورس العلاج هيبدأ من بكره.
ياسمين:اوامرك يا دكتور.
وقف مراد مع والدة خالد يتحدث معها في الخارج،اما ياسمين ظلت معه في الغرفه اقتربت منه لتتفحصه عن قرب،فوجدته قابضا يده علي شئ،ففتحت يده لتجد بها خاتم خطبة،اخذته من يده ووضعته في احد ادراج الكومود الذي يوجد بجوار سريره،ثم نظرت اليه محدثة نفسها(الله،في حد يسيب القمر ده).ابتعدت قليلا عنه وابتسمت قائلة:غبيه الي تفرط في واحد زيك.
قالت كلمتها وعندما همت بالرحيل سمعت صوت همهمات صادرة منه اقتربت منه لتفهم ما يود قوله,فسمعته يردد اسم احدهم بضعف فاقتربت اكثر منه حتي وضح صوته فابتعدت عنه متسائلة:جيجي...مين جيجي دي بقي؟
اما مراد اخبر مدام نهله بما سيحدث في المرحله القادمه من العلاج..واتاه اتصالا من وليد فاضطر ان ينهي حديثه معها ليرد علي الاتصال..
مراد:ايوه يا وليد انت فين؟
وليد:في الجامعه.
مراد:هو النهارده اول يوم فيها.
وليد:ايوه..انا خلصت وجاي علي المستشفي دلوقتي.
مراد:اول ما توصل تبجي لي علي مكتب ضروري.
وليد:ماشي..بس انت كويس؟
مراد:ايوه.متتاخرش.سلام
وليد:سلام.
،،،،،، ،،،،،،،،،،
في الجامعه......
حضرت نادين المحاضره واتت ندي وجلست بجوارها وحكت لها عما حدث فور خروجها من اللاب،وعلمت منها انهم سيقومون بتشريح ضفدع...
واكملت ندي بتأفف:ورجعنا للضفادع تاني بعد ما كنا خلصنا منها.
ضحكت نادين عليها:عارفين انك مش بتحبيها فرجعوها لك تاني يا ندوش.
ندي باندفاع:لالا خلاص بحبها..ومش عاوزه اشوف وشها.
نادين:هههههه..مجنونه..والله مجنونه.
ندي:الي يدخل الكليه دي ويتخرج مجنون بس يحمد ربنا ليل ونهار..دي في ناس بتتخرج في الاربعين وناس بتتخرج مشلوله..وناس بتتخرج علي نقاله.
لم تستطع نادبن ان تتمالك نفسها وانهارت من الضحك:هههههههههه.كفايه.بس بقي...ههههه.مش قادره...
ندي:ههههه..علشان تعرفي قمتي بقي لما تسافري...و ان انا الي بقدر اضحكك من قلبك واخليك تدمعي من كتر الضحك.
هدأت نادين قليلا:انت احسن صاحبه في الدنيا كلها..ربنا يخليكي ليا.
احتضنتها ندي:وانت اروع رفيقه في العالم..ويخليكي ليا....
مسحت دمعة خانتها ونزلت:خلاص بقي ابعدي لانها بدأت تقلب بدراما..وانا بحب الفرفشه.
نادين:هههههه....دكتوره فرفشه مش دكتوره ندي.
ندي:هههههههه...
ظلت الفتاتبن يتحدثن ويضحكن حتي اتي معاد المحاضره الاخيره فذهبن ليحضرنها معا..وفجاه وجدت نادين من يمسك يدها جاذبا اياها اليه لتصطدم به متاوهة.....
،،،،،،،،،،،،
في قسم الشرطه...
اندفعت ليلي:اختي بريئه مستحيل تقتل.
مازن:اهدي يا انسه،انا عارف الانسه ميسون ، اتقابلنا قبل كدا..انا مضطر ادخل علشان افهم الي بيحصل.بعد اذنك.
دخل مازن الي مكتب امجد وساله مستفهما عما يحدث:ايه تفسيرك علي الي بيحصل.
اشار امجد الي بعض الصور: شوف الصور دي.
التقطهم مازن ونظر فيهم فوجدهم صور لجثة مطعونه عدة طعنات وجرح في الرقبه.
مازن مستفهما:مين دا؟
نهض امجد من مكانه و دار حول مكتبه ووقف بجواره:دا د.سامح خليل...لقيناه مدبوح ومطعون الصبح في معمله والمعمل كله مدمر.
مازن:ايه علاقة ميسون بيه.
امجد:المحفظة الي ادتها لي انبارح ومشيت لانك كنت مستعجل وقلت لي اشوف صاحبها،كانت محفظته والانسه ميسون هي الي جابت المحفظه يعني هي الوحيده الي شافت المجني عليه قبل الحادثه.
مازن:والله يعني علشان اتخبط فيها ووقعت محفظته و سلمتها لنا علشان هي انسانه امينه تبقي هي الي قتلته ..طيب هتيجي تديني محفظة القتيل ليه؟ علشان تكون محل للشبهات يعني...قول كلام معقول يا حضرة الظابط.
امجد:المعقول ان هي الوحيده الي قدامي دلوقتي لها علاقة بالجريمه.
انفعل مازن: انا ظلمت البنت دي مره،ومش مستعد اظلمها تاني وانا الي هحقق في القضيه دي بنفسي.
خرج مازن واغلق الباب خلفه بعنف ووقف امام ميسون مطمئنا لها:ماتخافيش مش هظلمك تاني.وهثبت برائتك.وهترجعي مع اختك علي البيت و النهارده.
قال كلمته ثم نظر الي ليلي :دا وعد مني.
تركهم ورحل اخذا معه فريق الجنائي الي موقع الجريمه..
وما ان وصل الي هناك حتي وجد كل شئ مدمر...لم ييأس وطلب من الفريق الجنائي مسح المعمل بالكامل بحثا عن اي دليل..وظل يبحث ويفتش حتي وجد مقصده...
اما امجد فنادي علي العسكري لكي يدخل ميسون له وياخذ اقوالها..
وقفت امامه متجمدة لا ترد علي اي سؤال يوجهه لها..ظل يحاول ان يخرج منها الكلام ويستفزها لتدافع عن نفسها و لكن لم يغير ذلك شئ فقد ظلت علي موقفها تكتفي بالبكاء علي حظها العثر فقط..
نفذ صبر أمجد و غضب من صمت ميسون المحير فنادي علي العسكري.
العسكري:ايوه يا فندم.
استدار امجد ناظرا من شباك غرفة مكتبه للخارج لكي لا يتاثر اكثر بدموعها:خدها علي الحبس .
اخذ العسكري ميسون و عندما وصل بها الي باب الحبس وفك لها الحديد وادخلها ،واغلق الباب خلفه..حتي وقعت ميسون منهارة في مكانها مخبئة وجهها بيديها الصغيرتين ترفض تصديق ما حدث لها..
وفجأه احست بقدم احدهم تهزها،وسمعت صوت احدهم يقول:وايه المصيبه دي كمان،جايه في ايه يا بت؟
لم ترد ميسون عليها بل نظرت ميسون من وسط دموعها ال هيئتها المرعبه فقد كانت امرأه ضخمة يظهر عليه علامات الاجرام تدعي(سعاد)،تفف خلفه فتاة ترتدي ثياب خليعة مبهرجة تظهر جسدها وتفاصيله(تدعي انعام).ردت عليها: دي شكل القطة كلت لسانها يا أبلتي.
اقتربت الاخري من ميسون ومسكتها من طرف ثيابها باشمئزاز :ايه الي هي لبساه دا دي شكلها شحاته يا بت يا إنعام ومسكوها بتنشل في الاشاره.
ضحكت تلك المدعوة انعام ضحكة خليعه ثم قالت:شكلها كدا يا أبلتي.
غمزت لها سعاد قائلة:ما تيجي نحتفل بيها.
انعام:حلوتك يا أبلتي...يلا يا بنات تعالو عندنا حفله.
اجتمع الجميع علي صوتها،فاخبرتهم قائلة:الكتكوته دي جديده هنا ومش مستنضفاكوا وقالت عليكوا نسوان عرر...وروها بقي النسوان العرر علي حق وربوها.
شمرت كلا منهم عن ساعديها وبدأوا يقترب بوعيد من ميسون،التي ارتعدت خوفا واخذت تزحف وتتراجع للخلف حتي اصطدمت بالحائط خلفها فاغمضت عيناها وعلمت ان تلك هي نهايتها المحتومه فلا مفر لها الان من ايد تلك النساء الشرسه..
اما امجد فما ان اخذ العسكري ميسون و خرج حتي تحدث امجد مع نفسه:انا متاثر بيها ليه، هي دموعها ماثر فيا ليه كدا...
اجابته نفسه:امجد فوق انت ظابط مافيش ظابط بيشتغل بمشاعره.
امجد:بس هي شكلها بريئه وجبانه ،ماتعرفش تقتل نمله.
نفسه:امجد دي جريمة قتل الغي مشاعرك و عواطفك دي نهائي وفوق لشغلك.
امجد:بس الدكتور دا اتقتل بطريقة محترفه وسلاح الجريمه مختفي ومش موجود في بيت البنت دي.
نفسه:انت شكلك معجب بيها ولا ايه؟
امجد:انا..لا طبعا..هي صعبانه عليا مش اكتر ولا اقل.
نفسه:ااااه صعبانه عليك ،طيب ما يصعبش عليك غالي.ركز في شغلك يا حضرت الظابط.
دخل عليه مازن فوجده علي حالته تلك فنظر في جميع اركان الغرفه فلم يجد احد سواه هو وامجد فاندهش :انت اتجننت يا بني بتكلم نفسك؟
استفاق امجد علي صوته محركا راسه نافيا:هه..لا...لالالأ
مازن:ايه اللاءات الكتيره دي...خلاص،قول لي بس ميسون فين؟
امجد:في الحبس.
صدم مازن وصرخ في وجهه:ايه في الحبس،برده مشيت الي في دماغك وبعتها عليه.
امجد باستهزاء:وانت محموق اوي كدا ليه؟..دا مكان الي زيها.
مازن بنفاذ صبر:انت مصدق اصلا ان واحده زيها تقتل.هتندم يا امجد لما تعرف ان انا معايا دليل برائتها.
هم مازن بالخروج فاستوقفه امجد مستفهما بندم:رايح فين؟
لم يستدر مازن له بل ادار راسه قليلا ونظر له بطرف عينه:رايح الحق البريئه دي قبل ما الستات الزباله الي في الحبس يؤذوها.
خرج مازن يطوي الارض طيا ليلحق تلك العصفوره الحبيسه قبل ان تؤذيها تلك النساء الشريره..ورأته ليلي فجرت عليه تستغث به.
ليلي:اخدوها علي الحبس.
مازن: اطمن انا رايح اخرجها.
تركها مازن وجري مسرعا الي السجن ليلحقها وما ان اقترب من باب السجن حتي سمع صرختها التي دوت لتهز كيانه فقد علم انه قد تاخر عليها
اما في مستشفي د.حمدي...
فخرج مراد من غرفة الممرضين مغلقا الباب خلفه بعنف و هب صارخا في الممرضين والاطباء الذين تجمعوا عند سماعهم صراخ د.سالم..
انتوا واقفين كدا ليه كل واحد علي شغله اتفضلوا.
وما ان صرخ مراد فيهم حتي تفرقوا ،و في لحظة كان كلا منهم في عمله مترقبا لمديرهم الغاضب ، يقتلهم الفضول لمعرفة ماذا حدث بالداخل...وما هي الا دقائق، خرج بعدها سالم يلهث يلتقط انفاسه غير مصدقا انه استطاع ان ينجو من يد ذلك الشرس.
اما مراد فنظر له بطرف عينه باستحقار ثم عدل من هيئته واعاد خصلات شعره التي نزلت علي جبينه الي الوراء و دخل الي غرفة المريض الذي يدعي خالد يس،فوجد والدته تجلس بجواره..
مراد(بابتسامه):صباح الخير
نهله(والدة خالد):صباح النور يا دكتور مراد.اخيرا حضرتك رجعت من السفر؟
اقترب مراد ليفحص خالد اثناء تحدثه معها:انا رجعت قبل معاد رجوعي يا مدام نهله.
نهله:حمدلله علي السلامه...شوفت حالة خالد ساءت بعد ما انت سافرت ازاي يا دكتور.وبقي مش بياكل.و د.سالم حدد له معاد لعملية.
لم يرد مراد عليها ونزل ليكون بموازة خالد ليهمس له في اذنه:اطمن انا الي هتابع حالتك،و مش هتشوف الحبوب الي سالم كان بيجبها لك تاني ابدا.
نظر له في عينه وابتسم قائلا:ما تقلقش انا هكون الدكتور المشرف علي حالتك من اللحظه دي.
ثم نظر الي والدته بخاطبها:ممكن اتكلم مع حضرتك بره شوبه؟
نظرت الي ابنها وكيف توتر واحمر وجهه فجاه ثم اجابته:هو خالد ماله يا دكتور؟
مراد:لا ماتقلقيش ،دلوقتي هيكون كويس.اتفضلي معايا لوسمحتي نتكلم بره.
خرجت مدام نهله مع مراد لتري ماذا يريد ان يخبرها،وسألته في قلق:خير يا د.مراد خالد فيه حاجه.؟
مراد:حضرتك مقدره حالة خالد،و ازاي كان عايش مبسوط قبل الحادثه وحالة اليأس الي هو وصلها بعد كدا.
تجمعت الدموع في عيني مدام نهله عندما تذكرت كيف كان ابنها سعيدا في حياته وكيف اصبح تعيسا الان،فقد اصيب بعجز في ساقه اثر حادث تعرض له بسيارته،خسر فيه بطولة الكاراتيه التي كان يسعي جاهدا للمشاركة فيها،وخسر حب حياته التي لم تستطع ان تكمل معه بعد ان اصبح عاجزا،وتخلت عنه في اصعب ظروفه وارتبطت بغيره علي الفور..وخسر اصدقائه.واصبح منطويا يعشق الوحده.
تذكرت مدام نهله كل ذلك ثم نظرت لمراد:ايوه مقدره،وعارفه انه اتعذب واتحمل الي مافيش شاب في سنه يقدر يستحمله. بس مفيش حد يقدر يغير القدر يا دكتور.
مراد:احنا فعلا ما نقدرش نغير القدر بس نقدر نغير واقعنا.
اندهشت مدام نهله وسالته مستفهمة:حضرتك تقصد ايه؟
مراد باسف:ياسفني اقول لك نتيجة التجربة القاسيه الي مر بيها خالد،كانت تعاطيه لحبوب مخدره.
صدمت نهله عند سماعها لعبارة(حبوب مخدره) وجحظت عيناها وسالت مستفهمة:ازاي؟وجات له منين وامتي ؟ دا انا مش بسيبه ولا بفارقه لحظه غير بعد ما بينام.
اجابها مراد اسفا:الي عمل كدا عمل بطلب من خالد نفسه.
صدمت مدام نهله وقالت له من وسط شهقاتها:يعني ايه يا دكتور،خلاص ابني ضاع مني .
ابتسم مراد واجابها مطمئنا : لا مش ضاع،وهنبدأ معاه كورس علاج جديد ،انا هكون المشرف عليه.اطمني يا مدام نهله،خالد هيرجع زي الاول واحسن كمان.
ردت عليه بضعف:يا رب يا دكتور،يارب.
مراد:انا هدخل اتكلم معاه،لان المرحله الجايه هو لازم يكون عنده الاراده،ويتعاون مع الكاتره علشان كورس العلاج ينجح..بعد اذنك.
استاذن مراد منها ودخل الي خالد الذي كان شاردا..علم مراد عند رؤيته هكذا انه يفكر فيما حدث له،فجلس علي الكرسي امامه وخاطبه:سرحان في ايه؟
فاق خالد من شروده:هه..ولا حاجه.
مراد:انسي الماضي يا خالد وابدأ من جديد،وكل حاجه هترجع زي الاول و احسن.
ضحك خالد ساخرا من كلامه:هههههه...انسي ايه يا دكتور،(ابعد الغطاء عن قدمه مستكملا حديثه) انسي اني اتشليت و اني هقضي بقيت عمري علي كرسي،ولا انسي البطوله الي فضلت اتعب علشانها،ولا انسي حبيبتي الي اتخلت عني و عرفت غيري علي طول،ولا انسي مستقبلي الي ضاع ..ها..جاوبني عاوزني انسي ايه(انفعل ورمي علاجه علي الارض بغضب) انسي ايه.ها.
مسكه مراد ليثبته حتي لا يؤذي نفسه:اهدي يا خالد اهدي.
دخلت مدام نهله عند سماعها صوت صراخ خالد،منفطر قلبها علي ابنها:ماله خالد،هو بيعمل كدا ليه يا دكتور؟
لم يجبها مراد بل ضغط علي زر استدعاء الممرضات.فحضرت ممرضة(ياسمين) علي الفور:ايوه يا دكتور.
صرخ مراد فيها:جهزي حقنة مهدأ وهاتيها لي بسرعه.
علي الفور تحركت ياسمين وجهزت الحقنه و اعطتها لخالد،وما ان اخذها حتي بدات تهدأ حركته،وضعف صراخه تدريجيا وراح في النوم ،فاعاده مراد للخلف،واعطي اوامر لجميله بان تترك جميع المهام المكلفه بها وتجعل شغلها الشاغل تلك الحاله،ومتابعتها.
ياسمين:حاضر يا دكتور.
مراد: شغلك مع دكتور ماجد و دكتور محمد،عاوزك تجيبي لي تقرير كل جلسه للدكتورين اول باول.كورس العلاج هيبدأ من بكره.
ياسمين:اوامرك يا دكتور.
وقف مراد مع والدة خالد يتحدث معها في الخارج،اما ياسمين ظلت معه في الغرفه اقتربت منه لتتفحصه عن قرب،فوجدته قابضا يده علي شئ،ففتحت يده لتجد بها خاتم خطبة،اخذته من يده ووضعته في احد ادراج الكومود الذي يوجد بجوار سريره،ثم نظرت اليه محدثة نفسها(الله،في حد يسيب القمر ده).ابتعدت قليلا عنه وابتسمت قائلة:غبيه الي تفرط في واحد زيك.
قالت كلمتها وعندما همت بالرحيل سمعت صوت همهمات صادرة منه اقتربت منه لتفهم ما يود قوله,فسمعته يردد اسم احدهم بضعف فاقتربت اكثر منه حتي وضح صوته فابتعدت عنه متسائلة:جيجي...مين جيجي دي بقي؟
اما مراد اخبر مدام نهله بما سيحدث في المرحله القادمه من العلاج..واتاه اتصالا من وليد فاضطر ان ينهي حديثه معها ليرد علي الاتصال..
مراد:ايوه يا وليد انت فين؟
وليد:في الجامعه.
مراد:هو النهارده اول يوم فيها.
وليد:ايوه..انا خلصت وجاي علي المستشفي دلوقتي.
مراد:اول ما توصل تبجي لي علي مكتب ضروري.
وليد:ماشي..بس انت كويس؟
مراد:ايوه.متتاخرش.سلام
وليد:سلام.
،،،،،، ،،،،،،،،،،
في الجامعه......
حضرت نادين المحاضره واتت ندي وجلست بجوارها وحكت لها عما حدث فور خروجها من اللاب،وعلمت منها انهم سيقومون بتشريح ضفدع...
واكملت ندي بتأفف:ورجعنا للضفادع تاني بعد ما كنا خلصنا منها.
ضحكت نادين عليها:عارفين انك مش بتحبيها فرجعوها لك تاني يا ندوش.
ندي باندفاع:لالا خلاص بحبها..ومش عاوزه اشوف وشها.
نادين:هههههه..مجنونه..والله مجنونه.
ندي:الي يدخل الكليه دي ويتخرج مجنون بس يحمد ربنا ليل ونهار..دي في ناس بتتخرج في الاربعين وناس بتتخرج مشلوله..وناس بتتخرج علي نقاله.
لم تستطع نادبن ان تتمالك نفسها وانهارت من الضحك:هههههههههه.كفايه.بس بقي...ههههه.مش قادره...
ندي:ههههه..علشان تعرفي قمتي بقي لما تسافري...و ان انا الي بقدر اضحكك من قلبك واخليك تدمعي من كتر الضحك.
هدأت نادين قليلا:انت احسن صاحبه في الدنيا كلها..ربنا يخليكي ليا.
احتضنتها ندي:وانت اروع رفيقه في العالم..ويخليكي ليا....
مسحت دمعة خانتها ونزلت:خلاص بقي ابعدي لانها بدأت تقلب بدراما..وانا بحب الفرفشه.
نادين:هههههه....دكتوره فرفشه مش دكتوره ندي.
ندي:هههههههه...
ظلت الفتاتبن يتحدثن ويضحكن حتي اتي معاد المحاضره الاخيره فذهبن ليحضرنها معا..وفجاه وجدت نادين من يمسك يدها جاذبا اياها اليه لتصطدم به متاوهة.....
،،،،،،،،،،،،
في قسم الشرطه...
اندفعت ليلي:اختي بريئه مستحيل تقتل.
مازن:اهدي يا انسه،انا عارف الانسه ميسون ، اتقابلنا قبل كدا..انا مضطر ادخل علشان افهم الي بيحصل.بعد اذنك.
دخل مازن الي مكتب امجد وساله مستفهما عما يحدث:ايه تفسيرك علي الي بيحصل.
اشار امجد الي بعض الصور: شوف الصور دي.
التقطهم مازن ونظر فيهم فوجدهم صور لجثة مطعونه عدة طعنات وجرح في الرقبه.
مازن مستفهما:مين دا؟
نهض امجد من مكانه و دار حول مكتبه ووقف بجواره:دا د.سامح خليل...لقيناه مدبوح ومطعون الصبح في معمله والمعمل كله مدمر.
مازن:ايه علاقة ميسون بيه.
امجد:المحفظة الي ادتها لي انبارح ومشيت لانك كنت مستعجل وقلت لي اشوف صاحبها،كانت محفظته والانسه ميسون هي الي جابت المحفظه يعني هي الوحيده الي شافت المجني عليه قبل الحادثه.
مازن:والله يعني علشان اتخبط فيها ووقعت محفظته و سلمتها لنا علشان هي انسانه امينه تبقي هي الي قتلته ..طيب هتيجي تديني محفظة القتيل ليه؟ علشان تكون محل للشبهات يعني...قول كلام معقول يا حضرة الظابط.
امجد:المعقول ان هي الوحيده الي قدامي دلوقتي لها علاقة بالجريمه.
انفعل مازن: انا ظلمت البنت دي مره،ومش مستعد اظلمها تاني وانا الي هحقق في القضيه دي بنفسي.
خرج مازن واغلق الباب خلفه بعنف ووقف امام ميسون مطمئنا لها:ماتخافيش مش هظلمك تاني.وهثبت برائتك.وهترجعي مع اختك علي البيت و النهارده.
قال كلمته ثم نظر الي ليلي :دا وعد مني.
تركهم ورحل اخذا معه فريق الجنائي الي موقع الجريمه..
وما ان وصل الي هناك حتي وجد كل شئ مدمر...لم ييأس وطلب من الفريق الجنائي مسح المعمل بالكامل بحثا عن اي دليل..وظل يبحث ويفتش حتي وجد مقصده...
اما امجد فنادي علي العسكري لكي يدخل ميسون له وياخذ اقوالها..
وقفت امامه متجمدة لا ترد علي اي سؤال يوجهه لها..ظل يحاول ان يخرج منها الكلام ويستفزها لتدافع عن نفسها و لكن لم يغير ذلك شئ فقد ظلت علي موقفها تكتفي بالبكاء علي حظها العثر فقط..
نفذ صبر أمجد و غضب من صمت ميسون المحير فنادي علي العسكري.
العسكري:ايوه يا فندم.
استدار امجد ناظرا من شباك غرفة مكتبه للخارج لكي لا يتاثر اكثر بدموعها:خدها علي الحبس .
اخذ العسكري ميسون و عندما وصل بها الي باب الحبس وفك لها الحديد وادخلها ،واغلق الباب خلفه..حتي وقعت ميسون منهارة في مكانها مخبئة وجهها بيديها الصغيرتين ترفض تصديق ما حدث لها..
وفجأه احست بقدم احدهم تهزها،وسمعت صوت احدهم يقول:وايه المصيبه دي كمان،جايه في ايه يا بت؟
لم ترد ميسون عليها بل نظرت ميسون من وسط دموعها ال هيئتها المرعبه فقد كانت امرأه ضخمة يظهر عليه علامات الاجرام تدعي(سعاد)،تفف خلفه فتاة ترتدي ثياب خليعة مبهرجة تظهر جسدها وتفاصيله(تدعي انعام).ردت عليها: دي شكل القطة كلت لسانها يا أبلتي.
اقتربت الاخري من ميسون ومسكتها من طرف ثيابها باشمئزاز :ايه الي هي لبساه دا دي شكلها شحاته يا بت يا إنعام ومسكوها بتنشل في الاشاره.
ضحكت تلك المدعوة انعام ضحكة خليعه ثم قالت:شكلها كدا يا أبلتي.
غمزت لها سعاد قائلة:ما تيجي نحتفل بيها.
انعام:حلوتك يا أبلتي...يلا يا بنات تعالو عندنا حفله.
اجتمع الجميع علي صوتها،فاخبرتهم قائلة:الكتكوته دي جديده هنا ومش مستنضفاكوا وقالت عليكوا نسوان عرر...وروها بقي النسوان العرر علي حق وربوها.
شمرت كلا منهم عن ساعديها وبدأوا يقترب بوعيد من ميسون،التي ارتعدت خوفا واخذت تزحف وتتراجع للخلف حتي اصطدمت بالحائط خلفها فاغمضت عيناها وعلمت ان تلك هي نهايتها المحتومه فلا مفر لها الان من ايد تلك النساء الشرسه..
اما امجد فما ان اخذ العسكري ميسون و خرج حتي تحدث امجد مع نفسه:انا متاثر بيها ليه، هي دموعها ماثر فيا ليه كدا...
اجابته نفسه:امجد فوق انت ظابط مافيش ظابط بيشتغل بمشاعره.
امجد:بس هي شكلها بريئه وجبانه ،ماتعرفش تقتل نمله.
نفسه:امجد دي جريمة قتل الغي مشاعرك و عواطفك دي نهائي وفوق لشغلك.
امجد:بس الدكتور دا اتقتل بطريقة محترفه وسلاح الجريمه مختفي ومش موجود في بيت البنت دي.
نفسه:انت شكلك معجب بيها ولا ايه؟
امجد:انا..لا طبعا..هي صعبانه عليا مش اكتر ولا اقل.
نفسه:ااااه صعبانه عليك ،طيب ما يصعبش عليك غالي.ركز في شغلك يا حضرت الظابط.
دخل عليه مازن فوجده علي حالته تلك فنظر في جميع اركان الغرفه فلم يجد احد سواه هو وامجد فاندهش :انت اتجننت يا بني بتكلم نفسك؟
استفاق امجد علي صوته محركا راسه نافيا:هه..لا...لالالأ
مازن:ايه اللاءات الكتيره دي...خلاص،قول لي بس ميسون فين؟
امجد:في الحبس.
صدم مازن وصرخ في وجهه:ايه في الحبس،برده مشيت الي في دماغك وبعتها عليه.
امجد باستهزاء:وانت محموق اوي كدا ليه؟..دا مكان الي زيها.
مازن بنفاذ صبر:انت مصدق اصلا ان واحده زيها تقتل.هتندم يا امجد لما تعرف ان انا معايا دليل برائتها.
هم مازن بالخروج فاستوقفه امجد مستفهما بندم:رايح فين؟
لم يستدر مازن له بل ادار راسه قليلا ونظر له بطرف عينه:رايح الحق البريئه دي قبل ما الستات الزباله الي في الحبس يؤذوها.
خرج مازن يطوي الارض طيا ليلحق تلك العصفوره الحبيسه قبل ان تؤذيها تلك النساء الشريره..ورأته ليلي فجرت عليه تستغث به.
ليلي:اخدوها علي الحبس.
مازن: اطمن انا رايح اخرجها.
تركها مازن وجري مسرعا الي السجن ليلحقها وما ان اقترب من باب السجن حتي سمع صرختها التي دوت لتهز كيانه فقد علم انه قد تاخر عليها