اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة

مارسيليا
تهكم هانى وإنفرجت شفتاه ببسمة سخريه على هُراء هيلدا، أجل هُراء ماذا تظن هل عليه أن يتزوج من إمرأة أخرى بعقد شرعي مشروط بالإنجاب فقط، يعلم أن بالتأكيد هنالك من ستوافق بذلك من خبرته لسن كل النساء جميعهن ملائكه هنالك من قد توافق على ذلك مقابل لحصول على مبلغ مالى وهنالك من توافق جبرًا لإحتياجها، وهو لا يريد تلك ولا تلك، حقًا أصبحت رغبة وجود أطفال لديه تؤثر عليه مُؤخرًا، بسبب ذاك البريق البرئ الذى يراه بعين إبنة عماد وتلك الصور الذى يُرسلها له من حين لآخر، كذالك يشعر أنه مثل ماكينة الأموال التى تضخ مال لأشخاص، ربما تربطهم صلة الدم فمنهم أخوات غير أشقاء من والدته التى تزوجت إبن عم والدهُ بعد وفاة أبيه وهو بعمرالعاشرة فقط ليتحمل مسؤلية أخته الوحيدة بذاك الوقت، رغم سوء معاملة زوج والدته لهما وتفرقته بينهم وبين إبنيه، كان حاميًا لأخته التى تصغره بثلاث أعوام، أخته التى فتك المرض بجسدها وتوفيت قبل أن تُكمل الرابعة والعشرون وقتها لم يكن بـ مصر علم الخبر الذى ترك ندبً بقلبه لم يستطيع توديعها الوداع الأخير، لكن كان هنالك لُطفًا من الله تلك الطفلة التى تركتها أخته،وكان عمرها آنذاك أربع سنوات نسخه صغيرة منها هى الأحب الى قلبه أكثر من أخويه الغير أشقاء من أجلها فقط يتغاضى عن تلك الأموال التى يُرسلها الى والدته من أجل الإعتناء بها وبشؤونها بعد زواج أبيها بإمرأة أخري لا يود لها أن تعيش مآساته هو وأخته بكنف زوجة أب قد تحجد عليها وتُذيقُها ويلات، تكفل بتلك الطفلة التى أصبحت الآن شابه يافعه بعُمر السابعة عشر تُشبه والدتها بكل شئ حتى بالحنان البسمة الناعمه كـ إسمها”بسنت”

رغم أنه يشعر نحوها بأبوة، لكن هنالك جزء ناقص بحياته بالتأكيد ليست الأبناء والا كان سهلًا عليه الزواج من قبل، بإمرأة أخرى غير هيلدا…
نظر نحو هيلدا التى تود أن يقول لها أنه لا يفكر بمكانه لإمرأة أخري فى حياته غيرها، لكن لو قال هذا لن يُرضي حِقدهُ السابق منها وبسبب غيرتها كادت تقتلهُ،لمعت عينيه ببريق ونهض قائلًا:
تمام هفكر فى الموضوع ده بعدين دلوقتي انا مُرهق ومحتاج أنام.
جوابه كان صادمً لها أرادت أن يقول لها بقطع أنه لا يفكر بذاك الأمر… لكن خذلها، شعرت بغلول وحقد، هو ناكر للجميل.
❈-❈-❈
بـ المحلة الكبري بالسيارة
إدعت سميرة الإنشغال بالمرح مع يمني تشعر بزفرات عماد الغاضبة.
بينما نظر عماد نحو سميرة بغضب وكاد يتحدث بإستهجان لكن وجود يمنى لجم غضبه وهو يقود السيارة بهدوء عكسي الى أن وصلا أمام تلك القاعه الخاصه بالأعراس لم تكُن قاعة فخمه،قاعه متوسطة
ترجل الإثنين من السيارة وحملت سميرة يمنى،وذهبت نحو وقوف عماد ثم دلفا سويًا الى تلك القاعة تسلطت عليهم عيون البعض تشعر بحسد وحقد، لكن عين عايدة نظرت لهم بسعادة تتمني دوام هذا الوفاق الظاهر عليهم، حقًا هما يليقان ببعض، غص قلبها من قسوة القدر حين يتدخل بالمنتصف بين العُشاق، هذا ما حدث لهما، والسبب كان قِلة الحِيله، لم تتفاجئ بذاك الآفاق”عبد الحميد” سِلفها الذى ذهب نحو عماد ورحب به بمبالغة، أليس هو من كان السبب المُباشر بفراقهم، وأليس هو من إستقل من نسب عماد ذات يوم، أليس هو من إتهمه بالطمع حين تقدم لـ سميرة بعد أن أصبحت أرمله وكلماته تطن برأسها “أكيد جاي طمعان فى الفلوس اللى ورثتها عن المرحوم نسيم”، الآن عماد إختلف حين يُذكر إسمه تصحبه هاله خاصه، تُخفى ماضي شاب قاسى فى الحياة… كم للقدر من أحوال لو حُكيت سابقًا لكانت إختلفت الحياة، تبسمت لـ سميرة التى إقتربت من مكان جلوسها، وفتحت يديها لتلك الصغيره التى ذهبت نحوها مباشرة تُقبلها، ضمتها بحنان وأجلستها على ساقيها، جلست سميرة وعماد الى جوارها يشاهدون ذاك العُرس، بداخل سميرة لم تتمنى يومً عُرسً فقط تمنت عماد، حتى هو ربما كان أهم حِلم وأمنيه بحياته كانت رؤيته لـ سميرة بالثوب الأبيض عروسً له،لكن كان القدر غادرًا وأضحي هذا سرابً،حتى بعد زواجه بها كآن تلك الزهوة إختفت فى قلبه،لكن بسمة ومرح تلك الصغيرة التى وضعتها عايده أمامهم فوق الطاوله تتمايل بطفوله تُقلد ما تراه،ضحكوا ثلاثتهم عليها كانت هى بسمتهم دائمًا.
بعد حوالى ساعه ونصف من المرح بدأت يمنى تهدأ حركتها كذالك عماد شعر بملل ورتابه، نهض واقفًا، نظرت له سميرة قبل أن تسأله أجابها:
حاسس إنى زى المتكتف هطلع بره شوية أشم هوا وراجع.
تبسمت بإيماءة، وعادت تبتسم لـ يمنى التى تقاوح رغم إجهادها تود المرح…
بينما خرج عماد الى خارج القاعه،فتح سيارته وجلب علبة السجائر والقداحه،أشعل إحداها وقف يُنفث دُخانها بضجر،حتى إنتهت تقريبًا، سحقها أسفل قدمهُ، وزفر نفسًا بملل وإتخذ القرار يكفى سيعود للداخل من أجل أن يصطحب سميرة ويمنى ويغادروا هذا العُرس، بالفعل عاود نحو الدخول لكن أثناء صعود السُلم صدفه رفع رأسه ونظر أمامه، بنظره خاطفه لم تستمر لحظات، وهو يعود للسير بلا مبالاة، وتحجرت عينيه مثل قلبه وهو يرمق ذاك الذى كان بالمقابل له بنظره خاطفه، لم يهتم أنه نطق إسمه بخفوت ولوعه:

عماد.
رغم أنه سمع نداؤه بإسمه لكن لم يلتفت له وأكمل صعود السلم، غير مبالى بذلك الذى نظر خلفه يرا تجاهل ولدهُ الوحيد له تذكر أحدًا ذات يوم نصحه:
“إنت بتضحي بإبنك الوحيد، متفكرش إنه فى يوم قلبه هيرق لك، بالعكس الأيام هتزود القسوة فى قلبه لما يكمل إتناشر سنه ويقابلك فى الشارع صدفه مش هيعبرك وهيشمئز منك ومش هيعرفك”.
أصبح الآن عمرهُ مضاعفات الإثنى عشر، وإقترب من منتصف الثلاثون، ونفر من رؤيته وإدعى عدم معرفته تجاهل حتى نداؤه بإسمه مُتعمدًا
دمعة حسرة إنسابت من عينيه لقد صدق قول ذاك الشخص، الآن وجهه بوجهه إبنهُ ولم يبالي به وأكمل طريقهُ الى الأعلى بينما هو يتدنى الى الأسفل، ربما كان هذا عدلًا يستحقه بعد أن تخلى عنه وسار خلف أهواء والدته التى يومً وضعته بإختيار بينها وبين إبنه قسوةً وحجود منها بسبب حقدها من حُسنيه زوجتة إختارها ولم يهتم بنتيجة الإختيار الذى إنحدر بحياته بعدها ظنًا ان القسوة ليست سوا لبعض الوقت،لكن القسوه هى الشئ الوحيد القابل لإكتساب المزيد،إبن حسنيه التى ضحت بحياتها من أجله أصبح ثريًا ولم ولن ينسى لها انها ضحت بحياتها من أجله،بينما هو تخلى عنه بأشد أوقات الحاجه الى سند كانت حُسنيه سندهُ المانع أمامه هو نفسه،حقًا لم تزرع الكُره بقلبه ناحيته لكن إكتسب ذاك الكُره من الحياة الصعبه الذى عاشها منذ نعومة أظافره…وهو بعمر السادسه كان يعمل مع أمه كى لا تسمح لأحد بالإنفاق عليه ويكسر عينيه لاحقًا… خسر كما قيل له، لكن مازال هنالك أمل سيستغله ربما وقتها ينال صفح عماد.
بينما عماد بمجرد أن رأه شعر ببُغض ونفور أجل بُغض من حجودهُ القديم وتخليه عنه ..
نفور من ماضى كان قاسيًا على طفل يستغنى جبرًا عن ما يحتاج إليه
تذكر نفور عم سميرة منه حين طلبها للزواج إستقل به كثيرًا وقال له لا يود وضع يدهُ بيد إبن بائعة القماش التالف… أراد رجُلًا حتى أنه شبه عايرهُ بتخلى والده عنه، وأنه ربما يرث صفات أبيه ويستغني عنها بإمرأة أخرى بنظرهُ أفضل… لم يسمح لتلك الذكريات كثيرًا حين عاود الى داخل القاعه ورأى يُمنى تتمايل بإرهاق تبسم، ذهب نحوهن وإنحنى جوار أذن سميرة قائلًا بنبرة أمر:
مش كفاية كده أنا زهقت.
نظرت له وأومأت برأسها بتوافق قائله:
تمام، الحفله أساسًا هتخلص، خلينا نمشى قبل الزحمه بس هروح أسلم على بنت عمي وأرجع بسرعه.
أومأ لها قائلًا:
تمام هاخد يمنى وأستناكِ عند للعربيه.
أومأت له مُبتسمه.
بعد دقائق زفر عماد نفسه بضجر، رغم أن سميرة لم تتأخر كثيرًا، لكن يشعر بضيق نظر الى سميرة التى تقترب من السياره وتنهد قائلًا:

لسه بدري.
تبسمت سميرة بتفهُم قائله:
أنا مغبتش يادوب سلمت عالعريس والعروسه ونزلت فورًا.
زفر بضيق قائلًا:
تمام يلا إركبِ خلينا نرجع للبيت بينا حساب.
توترت سميرة وإرتبكت وإدعت عدم الفهم سائلة:
حساب أيه.
نظر لها قائلًا بشبه عصبية:
إركبي يا سميرة فى البيت هتعرفى حساب أيه.
صعدت سميرة الى السيارة كانت تُشاغب يمنى التى بدأ النُعاس السيطره عليها، نظر لهن عماد وسأل سميرة:
يمنى شكلها عاوزه تنام.
تبسمت لها بحنان قائله:
هِلكت من الرقص، واللعب، بس مأكلتش ومش عاوزاها تنام قبل ما تتعشى.
تبسم وهو يشاغب فى يمنى، التى إمتثلت مع مشاغباتهم الى أن وصلوا الى المنزل ترجل عماد أولًا أخذ يمنى من سميره ثم ترجلت سميرة سُرعان ما إنخضت حين سمعت صوت إغلاق آمان السياره،ضحك عماد،وهو يسير نحو باب المنزل،بينما خجلت سميرة من ذلك…فتح باب المنزل وتجنب بـ يمنى حتى دخلت سميره وهو خلفها،رفعت ذيل فستانها قائله:
هغير الفستان بسرعه وأحضر الأكل بسرعه قبل ما يمنى ترجع تنعوس تانى.
أومأ عماد،بعد قليل جلست سميرة تُطعم يمنى تتحاشى النظر لـ عماد،الى أن شبعت يمنى وتثائت،نهضت تحملها قائله،هغير لـ يمنى هدومها عشان تنام بقى.
قبل ان يتحدث عماد صدح رنين هاتفه،إستغلت سميرة ذلك وأخذت يمنى الى غرفة النوم وسريعًا خففت من ثيابها وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها،وإدعت أنها نعست جوارها،بينما عماد أنهي حديثه مع من كان يحدثه وذهب نحو غرفة النوم لكن تفاجئ بـ سميره تحتضن يمني وتغمض عينيها،همس بإسمها:
سميرة.
لم ترد عليه وإدعت النوم تهربً،حتى أنها شعرت بزفرته وهو يعاود الهمس ولم ترد، تنهد وهو يُطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت غادر الغرفه وتركهن، فتحت سميرة عينيها وتنهدت بإرتياح تعلم أنه مؤقت ، بينما ذهب عماد الى غرفة النوم الاخرى كانت غرفة صغيره بها فراش صغير تمدد بجسده عليه، لكن سُرعان ما شعر بالسُهد، قرر النهوض وذهب الى تلك الغرفه الأخري،بلا تفكير،تمدد على الناحيه الأخرى للفراش أصبحت يمنى بالمنتصف، أغمض عينيه سُرعان ما ذهب الى النوم، لم يشعر بشئ الا فى الصباح حين فتح عينيه بعد أن شعر بصفعه خفيفه على عُنقه تبسم حين وجدها يد يُمنى التى مازالت نائمه لكن إبتعدت عن المنتصف نحوه كذالك سميرة مازالت نائمه وجهها له، إتكئ على إحد يديه ونظر الى ملامحها بعشق إقترب منها وكاد يُقبلها لكن تلك الشقية كانت خبيثه هى لم تكُن نائمه كما إعتقد ضحكت وهى تنهض من فوق الفراش وقامت بالصعود على ظهره مما أخل رأسه وبدل أن يُقبل وجنة سميرة قبل عُنقها إستيقظت سميرة حين شعرت بأنفاس عماد،قريبه منها للغايه وتزلزلت مشاعرها من تلك القُبله التى وضعها على عُنقها، لكن ضحكت حين رأت أفعال يمنى الشقيه وهى تجذب خُصلات شعر عماد، الذى تآوه بألم مرح، بينما إنتشى قلب سميرة بسعادة، ربما هذه هى المره الأولى التى تستيقظ من النوم وتجد عماد لجوارها هى وطفلتهم، حِلم تمنت أن يتحقق، لمعت عينيها ببريق سعادة تبسم عماد الذى رفع وجهه وإستدار يحمل يمنى التى كانت تقفز علي ظهره شبه لجمها لكن هى تود القفز، تبسمت سميرة عليها وهى تتلوى تحاول الخلاص من بين يدى عماد، وحين فقدت الأمل تذمرت بإدعاء ضحك عماد عليها كذالك سميرة التى مازالت تترقب رد فعل عماد… أزاحت الدثار ونهضت من فوق الفراش بتهرب قائله:

هقوم أحضر الفطور.
بعد دقائق تبسمت لـ عماد الذى دخل الى المطبخ يحمل يمني فوق كتفيه تتشبث بخُصلات شعره وهو يتألم منها بمرح، ضحكت قائله:
يلا إنزلى يا يمنى من على كتف بابي.
تشبثت يمنى بمرح بخُصلات شعره، حتى جذبتها سميرة عنوة، تذمرت لكن جلس عماد يضحك حين أرادت الجلوس فوق طاولة الطعام، ازاح عماد أطباق الطعام بجانب وأجلسها، تناولوا الفطور ببسمه مع مشاغبات يمنى، نهضت سميرة تفض الأطباق لكن نظرت لـ عماد سائله:
إنت هترجع القاهرة أمتى.
نظر لها قائلًا:
النهاردة المسا هنرجع إحنا التلاته، هروح أغير هدومي، عندى لسه شوية شغل هنا فى المحله.
لم تنتبه سميرة الى يمنى التى ذهبت خلف عماد، ونزلت خلفه تلك السلالم تود الذهاب معه، لكن عماد نادى عليها:
إرتجفت سميرة وخرجت من الشقة نظرت الى عماد الذى صعد يحمل يمنى، نظر لها قائلًا:
يمنى كانت نازله ورايا.
مدت يديها وأخذتها منه بصعوبه، تبسم عماد على تذمر يمنى قائلًا:
مش هغيب.
تسائلت سميرة بفضول:
هترجع أمتى، أنا المفروض اروح أصبح على بنت عمى وكمان أديها نقوط كانت منقطانى لما ولدت يمنى.
نظر لها قائلًا: تمام.
ثم
إقترب من أذنها هامسًا بتحذير:
ممنوع تخرجي من البيت المسا لما أرجع هنروح نصبح على بنت عمك وبعدها هنرجع للقاهرة مباشرةً.
أنهي تحذيرهُ بقُبلة على وجنتها ثم قبل وجنة يمنى وغادر مباشرةً، تركها تشعر بتشتُت،لديه توقع برد فعلهُ الرافض لو أخبرته أنها ستذهب الى منزل والدي “نسيم” ولكن هذا واجبً عليها.
❈-❈-❈
فى حوالى العاشرة صباحً

دلفت عايدة الى ذاك المنزل تبسمت لـ يمنى التى هرولت نحوها ضمتها بحنان، بينما تسألت عايده:
إتصلتِ عليا وقولتِ أجيلك هنا، وليه لابسه هدومك كده رايحة فين.
نظرت سميرة نحو يمنى ثم سردت لقاؤها بوالد نسيم بالامس كذالك ضيق وغضب عماد وانه اوصاها الا تخرج من المنزل،وانها تود زيارتهم.
تفهمت عايدة قائله:
يعنى عماد مضايق وإنتِ عاوزه تروحي تزوريهم فى دارهم،ليه بلاش تجيبي لنفسك نكد مع عماد،وإن كان عليهم أنا بكره اروح ازورهم بدالك.
نظرت لها سميرة قائله:
أنتِ عارفه يا ماما هى صحيح كانت ست عايقه،بس معاملتها معايا كانت طيبه،هى وأبو نسيم،كمان كلمتني من فترة وقالت لى لما أكون هنا أبقى أفوت عليها،هما ربع ساعه بالكتير هزورها وأرجع بسرعه عماد مش هيرجع قبل الساعه إتنين،أكون رجعت.
بعدم رغبة وافقتها عايده قائله:
خايفه تجيبِ لنفسك مشكله مع عماد،بس براحتك.
ردت سميرة:
لاء متخافيش عماد مش هيعرف،وانا مش هغيب،بس خلى بالك من يمنى وإن سألت عنى قولى لها نايمه،لانها أوقات بتفتن لـ عماد.
تبسمت عايده وهى تنظر نحو يمنى قائله:
موني دى أحلى فتانه، وهتفتن ليا دلوقتي.
ضحكت سميرة قائله:
طب أسيبكم بقى مع بعض ومش هغيب.
تنهدت عايدة وهى تنظر ألى مغادرة سميرة، تعلم تفكير عقل عماد، ولكن لا تُعطية العذر فى ذلك، سميرة لا تحكى لها شئ عن خصوصيتها هى وعماد لكن واضح كثيرًا تجبُر وتكبُر عماد معها.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
أمام ذاك المنزل، ترجلت سميره من التوكتوك، ودلفت إلى داخله مباشرةً، فتحت لها إحد الخادمات التى رحبت بها برحابة شديده، دخلت الى المنزل، تذكرت أول مره وطأت قدميها هنا كانت صدفة
« بالعودة قبل حوالى أربع سنوات ونصف»

بذاك الصالون التجميلي التى كانت تعمل به تساعد والدتها بتحمل نفقاتهم معًا، طلبت منها صاحبة الصالون الذهاب الى إحد النساء بالبلدة المجاوره من أحل تحفيف وجهها، ذهبت تعلم أنها ستأخذ مبلغً لا بأس به، لم تنتبه الى ثراء المنزل، لديها خلفيه ان تلك السيدة التى آتت من أجلها زوجة تاجر مواشي، بالتأكيد ثري، فتحت لها تلك الخادمه المنزل، ودلفت لكن بعد خطوات قليله كادت تصطتدم مع ذاك الذى توقف أمامها، شهقت بخضه، بينما هو تبسم لها وظل بنظر لها كآنه إفتُتن بها، بينما هى حايدت بعيد عنه وذهبت خلف الخادمه الى تلك الغرفه بينما هو ذهب خلفهن وتوقف امام باب الغرفه، ينظر لها وهى تقوم بتحفيف وجه والدته الى أن إنتهت، ونهضت كي تُغادر، إصطدمت به مره أخرى، لكن نفضت عن رأسها، لا تعلم أنها توغلت من رأس ذاك الولد الوحيد لدا والديه اللذان يتمنيان أن يتزوج، بالفعل سار خلف سميرة الى ان وصلت الى صالون التجميل مره أخرى وسأل عنها، لم يهتم حين علم أنها مخطوبه، وسأل عن من المسؤول عنها، وعلم أنه عمها، طلبها منه وحين أخبرهُ أنها مخطوبه أغراه بكثرة الهدايا والمال.. جعله يوافق بل وينسى صلة الدم وهو يشارك فى إفساد حياة إبنة أخيه الوحيده مقابل مساومة رخيصة كانت هي ضحيتها وتزوجت من نسيم، الذى كان يهوا المخدرات، ظنا والديه ان بزواجه قد ينصلح حاله ويُقلع عنها، لكن كانت المخدرات لعنته، حين كان يُعنفها أحيانًا بلا وعي منه، ربما كان تعنيفه هذا أرحم من أن تُسلمه جسدها، مرت أشهر خلفها أشهر، المخدرات تمكنت من جسده وجعلت منه ضعيف لا يستطيع التعامل مع زوجته بعلاقة، كان يتعصب حين يُذكر ضعفه، ويخرج تلك العصبيه بتعنيفها نفسيًا وأحيانًا بدنيًا بالصفعات،لم تتحمل ذلك وطلبت الطلاق أكثر من مره،لكن كانت تضعف بعد أرضاء والدته المستمر لها كذالك الطريق بينها وبين عماد إنتهي هو ترك العيش بالبلده وإستقر بالقاهرة،يأتى فقط لزيارات والدته،كما أنها فقدت لذة الحياة بعد أن أعطى لها ظهره ليلة عُرسها بالتأكيد هى إنتهت من حياته،تحملت وعادت بسبب تعاطفها مع والدة نسيم الحنونه،كذالك والده الذى حاول أن يجعله يعود للطريق القويم ويتعالج من الإدمان ربما وقتها تعود له رجولته ويبدأ حياة جديده مع زوجته،لكن سميرةلم تكُن تُبالى،أصبحت تعيش بلا روح فقط تتمنى ان يمُر اليوم وتصعد الى تلك الغرفة تنزوى مع قهرة قلبها،مرت أشهر بعد حوالي عام شهرين تقريبًا،صحوت بفزع على صوت صرخات قويه بالمنزل،نزلت سريعًا،لتجد والدة نسيم تصرخ،بل تعوي بنحيب فهمت أنهم وجدوا نسيم بأحد المقاهى المشبوهه متوفيًا،وطلبوا الشرطة له،وأخذته للعرض على الطب الشرعي الذى فيما بعد صرح بدفنه بعد تقرير أفاد أنه توفي بجرعة مخدرات زائدة.
«عودة»
عادت للوقت بعد ان رأت تلك المرأة التى كانت تهتم باناقتها وجمالها،زال كل هذا ظهر عليها هرم السنوات وظهر الكبر على ملامحها
كذالك جسدها أصبح واهنًا،رحبت بها قائله بإنشراح:
سميرة حبيبتى تعالى لحضني يا غاليه.
ذهبت سميرة نحوها وضمتها بألفه،جلسن معًا،تتحدثن ببساطة،حتى أن تلك السيدة قالت لها:
إزي بنتك،ربنا يباركلك فيها،كنتِ هاتيها معاكِ نفسي أشوفها أكيد حلوة زيك.
تبسمت سميرة بمجامله قائله:

إن شاء الله هجيبها معايا المرة الجايه،أنا لازم أقوم أمشي،قربنا عالظهر وماما هتقلق عليا،نسيت اقولها إنى كنت جيالك.
تبسمت لها السيدة بود قائله:
إستني بس دقيقه وهرجعلك.
إنتظرت سميرة حتى عادت السيدة تحمل بيدها علبة مُخمليه،ومدت يدها بها لـ سميرة قائله:
أنا وعمك الحاج كنا بنعمل عُمرة ودعيت لك وكمان جبت ليكِ الهديه دى من عند النبي.
أخذت سميرة العلبه من يدها بتردد قائله:
عُمرة مقبوله إن شاء الله.
تبسمت لها السيدة قائله:
ده مصحف دهب،ربنا يحفظك يا بنتِ.
❈-❈-❈
بالقاهرة، بـ مصنع الفيومى
قرأت تلك التلميحات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة، بوجود علاقة غراميه بينها وبين عماد الجيار
إنشرح قلبها، لكن سرعان ما إنهمد مره أخرى وهى تشعر بضيق، فتلك الإشاعات ظهرت بمواقع عديدة، كيف لم يقرأها عماد، فكرت لو كان قرأها بالتاكيد كان تواصل معها من أجل ان ينفيا تلك الإشاعات وقتها ستتوطد علاقتها معه، أو هنالك فعل آخر ان يتواصل مع تلك المواقع هو بنفسه وينفي ذلك،لكن هذا بالتأكيد لم يحدث ولا كانت تلك المواقع نشرت تكذيب،كذالك لم يتواصل معها لابد أن هنالك سبب، هل لا يهتم بتلك الإشاعات أم أنه ربما لم يعلم بها، فكرت وإتخذت القرار الذى به ستعلم رد فعله على تلك الإشاعات
بنفس الوقت بغرفة حازم
تنهد بزهق وهو يشاهد ذاك الفيديو، مازال يُسيطر عليه هاجس رؤية تلك التى قابلها بالفندق تلك الليله، وإختفى أثرها، لكن فجأة ظهر وجهًا رأوه كان يقف معها أثناء الحفل، ربما هذه هو ما يصل به الى هدفة برؤية تلك الفتاة مره أخرى، قام بتصوير تلك اللقطه من الفيديو على هاتفه، ثم قام بإتصال قائلًا:
هبعتلك صوره تعرف لى كل المعلومات عنها ومش عاوز زى المره اللى فاتت تقولى موصلتش لحاجه.
❈-❈-❈
بالمصنع بعد الظهر
تنهد عماد بنزق بعد تلك التى خرجت من غرفته تصفع خلفها الباب بغضب وأشعل سيجارًا يُنفث دخانه،ثم نهض يتوجه ناحية شباك الغرفة رأى نظرة تلك الغاضبه له بسُحق، لم يُبالى فما فعله هو الأفضل بنظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه

أخرجه من جيبه وتبسم وقام بالرد قائلًا:
إبن حلال كنت لسه هتصل عليك ياهانى.
تبسم هاني قائلًا بمرح:
لك عندى خبر مش هتصدقه،بس قولى كنت هتتصل عليا ليه.
تبسم عماد قائلًا:
رغم عندي فضول أعرف الخبر اللى عندك بس هقولك يا سيدى،جالنا عرض من فُندق إمارتي كبير،وطالب إننا نقوم بتجهيز كل المفروشات الخاصه بالفندق،مش بس كده،فى راجل أعمال هناك مهتم بإقتناء السجاد اليدوي،وطلب منى كتالوجات بعض التصميمات وبعت له النهاردة إتصل عليا وعاوز يتعاون معانا،يعنى صفقتين للـ الأمارات.
ضحك هاني قائلًا:
لاء طالما وصلت الأمارات تبقى عديت العالميه يا عُمده،مبروك.
ضحك عماد قائلًا:
قولى بقى الخبر اللى عندك أيه.
ضحك هاني بسخريه وهو يُخبره:
هيلدا،طلبت مني أتجوز فى مصر.
ذُهل بل صُدم عماد قائلًا بعدم تصديق:
مش معقول هيلدا تقول كده الا لو كانت بتخطط لحاجه فى دماغها،دي فكرت تموتك لمجرد شك إنك على علاقة ببنت فرنسيه.
❈-❈-❈
بالبلده
محل بقالة
كانت تجلس على مقعد وتمُدد ساقيها فوق مقعد آخر، تمضغ تلك العلكه التى بفمها وتقوم بنفخها بالونات أمام شفتيها، تستمتع بصوت طرقعاتها، كذالك تتصفح عبر هاتفها بعد مواقع التواصل الخاصه، الى أن آتت تلك الفتاة قائله بوجوم:
مساء الخير يا “فداء”
إعتدلت واقفه تقول لها:

مسائك ورد يا “بسنت” مالك ملامح وشك كده زى اللي فاتها قطر الجواز، يا بنتِ إفردى وشك إنتِ لسه صغيرة مش زيي عديتِ التلاتين، إنتِ لسه بمقتبل الصبا.
ضحكت بسنت قائله:
الصبا والجمال، بقولك خدي الورقه دى فيها طلبات تيتا”إنصاف” قالت لى أجى لهنا للسوبر ماركت أشتريها عشان أرخص من المحلات التانيه.
تبسمت فداء قامت بطرقعة تلك العلكه قائله:
طبعًا بنبيع أرخص عشان إحنا جُملة وقطاعي، بس قوليلى مالك كده مضايقه قابلتِ مرات ابوكِ فى السكه.
ضحكت بسنت قائله:
لاء ده بسبب الدراسه إنتِ عارفه إن انا ثانوية عامه ودى أهم سنه فى العمر كله هى اللى بيتحدد عليها المستقبل.
ضحكت فداء قائله بمزح:
مُستقبلك مُشرق، أنا أهو قدامك كان نفسي أبقى مُدرسه والحمد لله دخلت كلية التربيه وإتخرجت بتقدير جيد جدًا، وأخدت كورسات وكمان درست فى مدارس الحكومه ومدارس خاصه كمان، وكله يجيب المرض، المدارس الحكومى إشتغلت بالحصه، كمان بعقد سنه إنهم بعدها يعينونى إن شاله مدرسة فى حضانة المدرسه فى الآخر قالك مفيش تعيين مدرسين، النفقات لا تسمح بذلك، قولت أجرب فى مدارس خاصه… عيال صايعه واهلها بيشتروا لهم التعليم بفلوسهم إتخنقت من غبائهم ومن التدريس كله، وفكرت فى مشروع أبويا العظيم اللى كافح فيه طول عمرهُ السوبر ماركت ده، كان فى بنات بتشتغل فيه بمرتب شهري فترة لحد ما ربنا يفتحها عليها وتتجوز وتجي غيرها السوبر ماركت بتاعنا وشه حلو على كل البنات ما عدا انا النحس ورايا، مفيش بنت كانت بتكمل فيه شُغل سنه الا وتتخطب وتتجوز، وقولت أهو حتى لو متجوزتش، اهو المرتب ينفعني برضوا،و وأنا كده كده أعتبر في بيتنا بس أحسن من قعدتى طول اليوم وشي فى وش ماما ومرات عمي اللى كل يوم تجيب لى متعوس، قصدي عريس، وانا أرفضه لحد ما بقى ينطبق عليا المثل اللى بيقول “من كُتر خُطابها بارت”.
ضحكت بسنت قائله:
بس إنتِ مش كُنتِ إتخطبتِ مرتين ليه اتفسخوا.
ردت فداء ببساطه وبعفويه:
أنا اللى فسخت الخطوبتن كانوا رجاله عِرر.
ضحكت بسنت قائله بمزح:
لاء أنا كده إطمنت على مستقبلي يا” فدااء”.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close