رواية واحترق العشق الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة
منزل شعبان
دخلت هند تصفع خلفها باب المنزل بقوة، إرتج صوت غلقه بالمنزل، حتى وصل الى والدتها التى كانت تقف بالمطبخ، إنشعفت وجذبت تلك الخِرقه وخرجت من المطبخ تُجفف يديها، نظرت نحو رُدهة المنزل سُرعان ما إستغربت حين رأت هند أمامها بوجه مُتجهم، تمعنت النظر لها قائله:
خير مالك ملامح وشك متتفسرش، غير راجعه قبل ميعاده و…
توقفت للحظه ثم صفعت على صدرها بترقُب قائلة:
لا يكون إبن حُسنيه رفدكِ من المصنع… حُسنية غلاوويه و…
قاطعتها هند بإستهزاء قائله بحنُق:
حُسنية مين اللى دايمًا بتذكري إسمها بغِل قدام بابا عشان تكرهيه فيها أكتر، حُسنيه اللى إنت دايمًا مفكره أن سبب غباوة بابا هي، بتبررى له جحوده،بس فى الآخر إنتِ اللى بتخليه يتفرعن علينا وهو عاطل، وأنا اللى بصرف عالبيت ده… الأول كنت بشتغل فى الأجازات ولما خلصت الدبلوم كفايه كده إنتِ كبرتِ ولازم تشيلي مسؤولية نفسك وفى الحقيقة مسؤولية الدار كلها، وأولها طبعًا، الأسطى شعبان اللى ساوى معاشه من الحكومه وقاعد من القهوة للبيت ومن البيت للقهوة محسسني أنه عايش على إيراد اطيانه، انا زهقت وقرفت من العيشه دى، كان فين عقلك لما فكرتِ أنه هيعيشك فى نعيم، اللى يفرط فى إبنه شخص غير مؤتمن.
وضعت يدها على إحد وجنتيها مكان تلك الصفعة التى تلقتها، ونظرت لها بغضب، كادت ان تتفوه بغضب كذالك نظرت لها هانم بغيظ وكادت تصفعها مره أخرى لكن بسبب فتح باب المنزل ودخول شعبان الى المنزل توقفت عن ذلك، ونظرن نحو شعبان الذى نظر لهن بإستهجان سائلًّا:
مالكم واقفين كده ليه وبتبصوا لى كده ليه كآنكم شوقتوا عفريت.
تهكمت هند بسخرية،وقالت بتريقه:
عفريت…ما عفريت الا بنى آدم…خير يابابا أيه رجعك من القهوة بدري إحنا لسه العصر مأذنش وإنت متعود ترجع بعد نص الليل متعود تفتح القهوة الصبح وتقفلها آخر الليل.
إقترب منها ونظر لها بشرر قائلًا:
مالك يا بنت هانم إزاي تكلميني بالطريقه دى.
كاد ان يجذبها من وشاح رأسها،لكن هى إبتعدت عنه قائله بغضب:
وعاوزني أكلمك إزاي وإنت السبب فى مآساة حياتي،أسوء حاجه فيا إنى بنتك إنت وهانم أنتم الإتنين الحقد والحجود ساكن قلبك،خدوا وإفرحوا مش الفلوس هى اللى بتروق مزاجكم.
ألقت تلك الرُزمه الكبيره من المال أرضًا أمامهم.
نظر الإثنين الى تلك الرُزمه وبرقت عينياهم، ثم نظرا لها، إنحنت هانم تلتقط تلك الرُزمه من فوق الأرض وإقتربت من هند سائله:
قولى لى جبت الفلوس دي منين، وإيه سبب رجوعك من المصنع قبل ميعادك، أوعي تكون إيديك طولت ورفدوكِ.
ضحكت بآستهزاء وآسف قائله:
لاء بس شبه إترفدت، تقدري تقولى مرتب نهاية الخدمة.
ضيقت عينيها بسؤال:
قصدك أيه، معناه اللى بتقوليه ده، ونهاية خدمة إيه… الفلوس دى جبتها منين.
تهكمت بمرارة:
عماد… عماد هو اللي إديهالى وقالي…
توقفت تتنفس، نظر لها شعبان بترقُب سائلًا بفروغ صبر:
قالك أيه إنطقي؟.
إبتلعت هند ريقها وقالت بجفاء:.
قالي مش عاوز يشوف وشى فى المصنع تانى…و…..
نظرت لها هانم بسؤال:
وأيه تانى.
نظرت هند لهما بآسف
[ وتذكرت حديثها مع عماد قبل قليل]
كانت تجلس بين زُملائها بالمصنع خلف إحد ماكينات الحياكه، آتى إليها ذاك الساعي الذى يعمل بالمصنع وقف جوارها قائلًا:
البشمهندس عماد عاوزك فى مكتبة حالًا.
شعرت بزهو وإنشراح وهى تنهض من خلف الماكينه تنظر نحو زُملائها بتعالي…ظنًا أن عماد يود التعرُف عليها…ذهبت الى تلك الغرفه فتحت باب الغرفة مباشرةً دون طرق على الباب… ودخلت مُبتسمه و بل مُنشرحه… رفع عماد وجهه عن ذاك الحاسوب ونظر أمامه حين علم هويتها تبدلت نظرته الى سخط قائلًا بحِدة:
مفيش ذوق مش فى باب تخبطي عليه قبل ما تدخلي.
توترت وظلت صامته، بينما أكمل عماد حديثه وهو ينظر الى كمية مساحيق الكثيره التى تضعها فوق وجهها كآنها تُخفي ملامحها الحقيقيه بذلك، كذالك ثيابها الضيقه التى شبه تصف جسدها،وقال بتقزُز:
شعبان الجيار مشفش بنته وهى خارجه بالمنظر ده من دارهُ،ولا كآنها رايحه كباريه، ولا أكيد عجبهُ، عالعموم ميهمنيش انا اللى يهمنى المصنع ده بتاعي وسمعة المصنع من سمعتِ، ومش مقبول المنظر ده هنا عندي.
توترت وإزدردت ريقها مازالت صامته، لكن نهض عماد واقفًا وإقترب منها، وأخرج من جيبه مبلغًا من المال ومد يدهُ به لها قائلًا:
إتفصلي،وكل شهر هيوصلك نفس المبلغ لحد البيت.
كم شعرت هند بالدونيه ودت صفع عماد،الذى ربما ظلمها بناءً على معرفته بخِصال كل من والده كذالك زوجة أبيه،ترقرقت الدموع بعينيها،بسبب الكُحل الكثيف حول أهدابها لم يُلاحظ تلك الدموع،ظن أنها تتمنع عنوة حتى تُظهر أنها لا تهتم بالمال،مد يده وجذب يدها وقام بوضع المبلغ بيدها قائلًا:
كل شهر هيوصلك نفس المبلغ، اعتقد مالوش لازمه تتعبي نفسك بالشغل هنا فى المصنع.
بقهر وصمت لم تستطع الحديث أو حتى رد ذاك المبلغ،عزز ذلك الفكره السيئه عنها فى عقل عماد، ولم يشعر بمدى بؤسها بتلك الفعله منه، ربما حقًا أرادت أن يعترف بأخوتها وتُصبح ذات شآن بين زملاؤها، حتى طمعت فى المال أيضًا، لكن ليس بهذه الطريقه التى شعرت بالدونيه منها، هو شبة طردها من المصنع، سارت بخطوات حتى خرجت من الغرفه توقفت أمام تلك الغرفه تمسح تلك الدموع التى إنسابت أخيرًا على وجنتيها لكن خشيت أن يراها أحد زملاؤها، مسحتها سريعًا، وتنفست بهدوء ثم سارت نحو باب الخروج من مبني المصنع، حين رفعت وجهها تلاقيت مع عيني عماد الذى نظر لها بعدم مبالاة، بينما هى نظرت بغضب لو بعقلها لقامت بصفعه بقوه وإلقاء ذاك المال بوجهه لكن الإختقاء عن عيون الجميع الآن أفضل،هكذا فعلت وغادرت بالطريق كل خطوة يستعر الغضب بقلبها،الى أن دخلت الى المنزل بعاصفه عصفت باب المنزل وحديثها القاسى الذى ضرب عقل شعبان الذى أخد المال من يد هانم وقال بغضب:
الفلوس دى لازم ترجع لـ عماد من تانى إحنا مش شحاتين.
نظرت هانم الى تلك الرُزمه بحسرة ورغبه قائله:
دى مش شحاته، عماد إبنك وهو ملزوم بيك وبأخواته البنات، ناسي النفقه اللى كنت بتدفعها لـ حسنيه كل شهر كانت الشركه بتخصمهم منك كل شهر وتحولهم للبنك نفقة له.
نظرلها بغضب قائلًا:
قولت الفلوس هترجع له،ومفيش كلام غير كده.
قال هذا وأخذ المال وغادر المنزل،تاركًا هانم تتحسر وهى تنظر الى هند وقامت بزغدها قائله:
مبسوطه كده،الفلوس كنا إحنا أولى بيها.
نظرت لها هند وأومأت رأسها بإزدراء وهى تتجه نحو إحد الغرف بصمت.
❈-❈-❈
بـ محل البقاله
أثناء حديث بسنت مع فداء، صدح رنين هاتفها، نظرت الى الشاشة سُرعان ما تبسمت وهى تنظر الى فداء قائله:
ده خالو هاني، بيكلمني من فرنسا، خدى ورقة الطلبات بتاع تيتا أهى على ما تجهزيها أكون خلصت المكالمه معاه.
شعور غريب هز قلب فداء للحظه سرعان ما اومأت برأسها بتجاوب، ونفضت ذاك الشعور وجمعت تلك الأشياء التى كانت بالورقه، حتى انها إنتهت من ضبها بأحد الصناديق الورقيه، كذالك إنشغلت مع زبون آخر وآخر حتى عادت بسنت أخيرًا معتذره:
معليش يا فداء، بس هو خالو هانى كده دايمًا لما يكلمني عالموبايل ببقي عاوز تفاصيل التفاصيل.
تبسمت فداء قائله بمرح:
واضح أنه شخص فضولى زيي.
ضحكت بسنت مؤكدة:
فى الحته دى فعلًا تشبهوا بعض، بس فى حاجه خالو مش بيحبها، بيكره أكل اللبان أوي.
نظرت لها فداء قائله:
ليه إن شاء الله هو فى أحلى من أكل اللبان، ده متعه خاصه، لما أكون مضايقه أمضغ فى اللبانه وأكز عليها بسناني كده أحس براحه نفسيه كآنى كنت بكز على لحم اللى مضايقني، خالك ده شكله مُرفه ومعندوش فهم.
ضحكت بسنت قائله:
والله خالى غلبان مع الوليه الشمطاء الحيزبون الفرنساويه اللى متجوزها، أول ما ينزل مصر تليفونه ميبطلش رن، وفجأة نلاقيها طابه بعد كام يوم، شكلها مهووسه بيه على رأي تيتا إنصاف.
تبسمت فداء قائله بمزح:
الحب ولع فى الدره.
ضحكت بسنت قائله:
يارب هى اللى تولع، خلصتِ الطلبات اللى كانت فى الورقه.
تبسمت فداء قائله:
ياااه من زمان، أهى قدامك فى الكارتونه، شوفى لك توكتوك يوصلك بيها… يلا وأجرة التوكتوك على حساب صاحب المخِل.
ضحكت بسنت ونظرت الى داخل الصندوق وحملته بين يديها قائله:
لاء مالوش لازمه التوكتوك الكارتونه مش تقيله هشيلها بين إيديا،وهاتى بأجرة التوكتوك علبة لبان أمضغ فيها وانا بذاكر تنسينى همي شويه.
ضحكت فداء قائله بمرح:
واضح إنك إطمعتِ فى كرم بنت صاحب المخِل بزيادة، عاوزه علبه بحالها، كفايه باكوين لبان أهم.
ضحكت بسنت واخذت منها تلك العلكتان قائله:
إنتِ بتغريني وبعدها تخلي بيا، عالعموم متشكره يا ميس فداء.
ضحكت فداء وهى تشاور بيدها لـ بسنت التى غادرت، لا تعلم سبب لتلك الخفقات الزائدة. بقلبها.
بعد قليل
بمنزل كبير له حديقة حجمها يُقارب من حجم ذاك المنزل العصري والفخم، دلفت بسنت بذاك الصندوق، لكن توقفت حيم تحدث لها ذاك الكهل الشبه سمين قائلًا بإستهجان:
أيه آخرك كده فى السوبر ماركت، مكنش شوية طلبات بعتتك انصاف تجيبها.
قبل ان ترد بسنت آتت من خلفها إمرأة شبه سمينه هى الأخرى قائله:
يمكن السوبر ماركت كان زحمه يا “جابر” ،إدخلى يا بسنت بالكرتونه دى حطيها على رخامة المطبخ بس إبعديها عن حوض الميه.
وافقتها بسنت هربً من ذاك الكهل زوج جدتها التى لا تشعر معه بالألفة… بينما نظر حامد لها بحنق قائلًا:
إفضلِ دلعي فيها كده لحد مبقاش حد عارف يكلمها طبعًا ما هى فى حماية هاني إبنك البكري… اللى شايله همه كآنك مخلفتيش غيرهُ.
هزت إنصاف رأسها بآسف قائله:
ده أقل شئ يستاهله هانى يا جابر كفايه هو سبب السعد والهنا اللى إحنا عايشين فيه… وكتر خيره سايبنا عايشين فى البيت بتاعه، وسيبنا البيت التانى لعيالك يتجوزوا فيه.
تهكم قائلًا:
وهما مش عيالك ولا…
قاطعته إنصاف:
عيالى يا جابر،وكمان هانى يبقى إبني وبلاش تحط الغِل فى دماغك من ناحيته كفاية عليه غُربتهُ، هو اللى سترنا وستر أخواته، شيل بسنت من دماغك كفايه عليها يُتمها من أمها وهى لسه موعيتش عالدنيا، كتر خير هاني هو اللى قايم بالجميع وهو شبابه ضايع فى الغُربه.
تهكم جابر بنزق قائلًا:
شبابه ضايع ليه ما هو متجوز وعايش حياته هناك مبسوط أربعه وعشرين قيراط، مراته هى السبب فى السعد اللى هو فيه… ولا عاوزاه يسمع كلامك الفارغ ويوافق يتجوز ويعيش هنا وميلاقيش قوت يومه.
نظرت له إنصاف بندم، أين كان عقلها قبل ان تتزوج من هذا الاناني.
❈-❈-❈
أمام منزل عماد
ترجلت سميرة من التوكتوك، ونظرت حولها بترقُب تنهدت براحه ثم سُرعان ما ذهبت نحو باب المنزل قبل ان تطرق الباب فتحت عايدة وتبسمت لها… دلفت مباشرةً، زفرت نفسها براحه قويه وهى تقف خلف باب المنزل بعد أن أغلقته، تحدثت:
الحمد لله، إنك فتحتِ الباب، بس فين يمنى.
شعرت عايدة بالآسف قائله:
يمنى نامت بعد ما أكلت.
تنهدت براحه أكثر قائله:
كويس كده… الحمد لله.
نظرت لها عايدة بآسف قائله:
للدرجة دى بتخافِ من عماد.
إرتبكت سميرة قائله بتهرُب:
وهخاف من عماد ليه يا ماما، أنا بس مش عاوزاه يعرف انى زورت أهل نسيم، إنتِ عارفه ان الموضوع ده حساس بالنسبه له، هطلع أغير هدومى قبل يمنى ما تصحي.
تهربت سميرة من عايده وصعدت الى اعلى بينما هزت عايدة رأسها تشعر بآسف ليتها ما كانت تسببت بعودة عماد لـ سميرة.
بعد وقت نهضت عايدة قائله:
هقوم أروح عند مرات عمك عشان نجهز لبنتها صنية العشا.
تبسمت سميرة قائله:
انا مستنيه عماد يرجع عشان نروح نصبح عليها وبعدها هنرجع للقاهرة،وإنتِ مش معانا للآسف.
تبسمت عايدة وهى تُقبل يمنى قائله:
إنت عارفه مرات عمك صاحبة مرض وبنتها عروسه جديده وهتحتاج اللى يساعدها كام يوم.
تهكمت سميرةقائله:
يعني انتِ اللى صحتك أحسن منها يا ماما.
تبسمت عايدة قائله:
الحمد لله انا أحسن من غيري،يلا هتوحشيني كتير يا روح قلبي إنتِ،لما أرجع تبقى تفتني لى على كل اللى فاتني.
ضحكت سميرة قائله:
لاء فى دى هتديكِ تقرير مُفصل.
بعد وقت قبل نهاية النهار عاد عماد الى المنزل تبسم لتلك التى هرولت نحوه بسعاده إنحنى وحملها بين يديه يُقبل وجنتيها وهو يرفع وجهه نحو سميرة التى تبتسم له، تبسم لها هو الآخر، شعرت سميرة ان يمنى ستشى بما حدث.بيومها لـ عماد فقاطعتها قائله:
تحب أحضرلك الغدا.
أومأ عماد قائلًا:
ياريت انا فعلًا مأكلتش طول اليوم اوعى يا يمنى تكونى اكلتِ من غير بابي.
أومأت له برأسها وبحركة يديها بنفي قائله:
لاء انا مش كلت مم…ناناه هى اللى اكلت.
ضحك عماد قائلًا:
يمنى وردة بابي.
أخذت سميرة يمنى منه قائله:
على ما تستحمي هكون حضرت لك الغدا فى المطبخ،عشان نلحق نروح نصبح على بنت عمي قبل المغرب.
أومأ لها مُبتسمً وهو يتوجه ناحية الحمام،بعد قليل كان يجلس على طاولة الطعام،ويمنى على ساقه تتقبل منه تلك اللُقيمات الصغيرة وأحيانًا ترفض…ضحكت سميرة قائله:
دى مكاره على رأى ماما، هى مش جعانه بس هى عاوزه تقعد على رجلك بتعمل كده معايا،تبقى واكله وشبعانه ولما أنا ارجع من الشغل وتلاقى ماما حاطه العشا تقعد على رجلِ عشان تدلع.
ضحك عماد قائلًا:
أحلى مكارة.
بعد وقت بشقة العروس
إستقبلت سميرة ومعها عماد وصغيرتهم، جلسوا لوقت قصير، بحديث ودى، حتى دخل
عبد الحميد عم سميرة، اعاد نفس ترحيب الامس لـ عماد بل واكثر ومدح به كثيرًا،كانت سميرة مُتهكمه،أليس هذا من كان يتعمد التقليل من شآن عماد،وتذكرت قوله خين أخبرته والدتها بطلب عماد ردها الى عصمته مره أخرى بعد أقل من شهرين من طلاقهُ لها
“أيه اللى حصل بين عماد وبنتك،ايه يكتب كتابها وبعدين يطلقها وراجع دلوقتي عاوز يردها تانى،هو الجواز لعبه ولا أيه،ولا تكون بنتك غلطت معاه،بنتك عازبه وأى إشاعه تلُطها،وانا عندى بنات مش عاوز فضايح فى وسط الخلق”
قبل ان تتوغل الذكرى برأس سميرة ذهبت نحوها إبنة عمها وجذبتها معها للحديث على انفراد،بينما يمنى نفرت من عبد الحميد حين حاول ضمها برياء وذهبت نحو عماد الذى يشعر هو الآخر بالنفور من حديث عمها لكن تحمله لبعض الوقت.
بعد وقت بالسيارة على الطريق كانت يمنى تُشاغب بمرح الى أن غلبها النعاس مع الوقت حتى وصلا الى أمام تلك البنايه التى تقطن بها سميرة…ترجل عماد أولا وتوجه الى ناحية سميره،أخذ منها يمنى حتى تترجل هى الاخرى…جذبت سميرة تلك الحقيبة من الخلف…صعدا الى الشقه توقف عماد لاحظات حتى قامت سميرة بفتح باب الشقه دلف مباشرة الى غرفة نوم يمنى وخلفه سميرة
وضع يمنى فوق الفراش…تبسمت سميره قائله:
كويس إنها أكلت فى الطريق.
بنفس الوقت صدح هاتف عماد،أغلق الصوت سريعًا وغادر الغرفه،بينما سميرة خففت من ثياب يمنى حتى تستطيع النوم براحه،كذالك بدلت ثيابها،بثوب منزلى بسيط،تذكرت أن الغرفه ليس بها مياه
خرجت من الغرفه ذهبت نحو المطبخ
لكن
تفاجئت حين وجدت عماد أمامها يخرج من باب المطبخ، تحدثت بتلقائيه:
فكرتك مشيت.
نظر لها نظره هادئة قائلًا:
لاء أنا هبات هنا الليلة.
حايدت النظر له قائله:
طيب أنا هاخد ميه من المطبخ عشان يمنى اوقات بتصحى بالليل عطشانه.
نظر لها وهى تتجنب من جواره كى تدخل الى المطبخ، لكن إحتك جسدها بجسدهُ، قبل ان تُكمل سير كانت إحد يديه تضم خصرها يجذبها إليه، ود أن يُخبرها أنه هو العطِش دائمًا لها، لشفاها ضمها إليه يُقبلها قُبلات بعثرت كيانهما معًا غابا عن الإدراك سويًا حتى ترك شِفاها ليتنفسها بتصارع، تفاجئت سميره حين إنحني يحملها بين يديه ويدخل الى الغرفه الخاصه به، مع إستمرار تقبيله لها شوق يتحكم بهما الإثنين، وضعها عماد برفق فوق الفراش وسُرعان ما إنضم يجذبها له بعشق قُبلات وأشواق لكن إنقطع بريق ذاك الشغف حين وعت سميرة على صوت بُكاء يمنى، يديها اللتان كانت تضمه بهما تبدلت حركتها ودفعته فوق صدره تقول بلهاث:
عماد يمنى بتعيط، أكيد صحيت ملقتش حد جنبها…. رغم ذاك الشوق المُتأجج بقلبه لكن هو أيضًا عاد للوعى بسبب صوت بُكاء يمنى مُرغمً نهض عنها يزفر أنفاسهُ المُبعثرة… نهضت سميرة سريعًا من فوق الفراش توجهت الى الغرفه الأخرى فى لحظات دلفت الى الغرفه نظرت الى يمنى الجالسه فوق الفراش تبكى قائله:
مامي.
نظرت لها بحنان وهى تقترب منها سُرعان ما ضمتها لحضنها تُهدهدها قائله:
أنا أهو يا روحي.
تشبثت بها يمنى كآنها تخشى بُعدها عنها.
بينما عماد شعر بوحدة نهض من فوق الفراش وتوجه نحو المطبخ آتى بكوب مياة ثم توجه الى تلك الغرفه به، تبسم حين رأي تشبث يمنى بـ سميرة، لكن سميرة نظرت له قائله:
هى كده دايمًا، لو إتقلبت وحست إن محدش نايم جنبها بتصحي تعيط.
تبسم وهو ينظر الى يمنى وردته الصغيرة البهية،هو كان مثلها حين كان صغيرًا كان مُتعلقً بوالدته كثيرًا،حتى أنه كان ينام جوارها على الفراش ليس خوفً،بل كان بسبب أنهم يمكثون بغرفه واحدة بمنزل جدهُ لأمه بعد طلاقها.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
بـ ڤيلا الفيومى
غرفة حازم
أثناء هندمته لثيابه، صدح رنين هاتفه توجه نحو الهاتف وقام بالرد ليسمع:
البنت اللى بعت صورتها، مش بتشتغل فى الأوتيل، دى بتشتغل فى المناسبات الكبيرة بس، يعنى لما تكون حفله كبيره والاوتيل محتاجين لمُضيفات اكتر،بس عرفت من المدير المسؤل إسمها وإنها تقريبًا بتشتغل فى صالون تجميل.
رد حازم:
تمام هاتلى بقية المعلومات عنها.
أغلق حازم الهاتف والقاه فوق الفراش مازالت تسكن بخياله تلك الفتاة التى رأها بالحفل يود اللقاء بها مره أخرى.
❈-❈-❈
عبر الهاتف
تحدث كل من عماد وهاني ببعض الشؤون الخاصه بالعمل وإنجرف بهم الحديث الى تلك الصور المنشورة له مع چالا عبر بعض المواقع الكبيره، تحدث هانى بتحذير:
خد بالك الصور دى ممكن تضُرك.
رد عماد ببساطة:
وهتضرنى فى أيه ولا الهوا،صور فارغه وإشاعه فاضيه،مع الوقت هتنتهى.
حذره هانى:
مفكرتش فى سميرة أكيد ممكن تكون شافت الصور دى وإضايقت منها.
ببساطه تقبل عماد ذلك قائلًا:
سميرة عقلها مش صغير، واكيد عندها خلفيه إن الصور دى فارغه اكيد المواقع دى معروف انها بتروج للإشاعات، كمان جوازي من سميرة مش سري… ولو عاوز أعلنه أو لاء انا حُر فى حياتى الخاصه، وبعدين تجاهل الإشاعه دى أفضل تكذيب الاشاعه ممكن يسبب ذبذبات زى ما بدأت هتنتهى مع الوقت،ومفيش حد مضرور منها.
❈-❈-❈
بصالون التجميل
أثناء وقت الراحه ذهبن سميرة وعِفت الى ذاك المقهى، جلسن يتناولن إحد العصائر، بنفس الوقت صدح هاتف عِفت ببعض الإشعارات، أخرجت الهاتف ونظرت له وضحكت قائله:
شوفي الحفله اللى كنتِ مبهوره بيها مش قولتلك دى حفلة صيد عِرسان، أهو من يوم الحفله دى وفى مواقع مركزه أوى مع صاحب الحفله وبيروجوا انه على علاقة عاطفيه ببنت واحد من رجال الاعمال، هى كمان سيدة أعمال وإسمها باين كده معروف.
خفق قلب سميرة وتسألت بإستخبار:
قصدك أى حفله؟.
وجهت عِفت هاتفها نحو وجه سميرة قائله:
الحفله اللى إشتغلنا فيها مُضيفات، اللى يومها مشيتِ وسيبتني، وبعدها قولت ان مامتك إتصلت عليكِ وقالتلك بلاش تتأخري اكتر من كده، شوفى الاتنين دول شوفتهم كانوا بيرقصوا مع بعض، بس لاحظت أن الراجل ده مكنش مهتم بيها، عينيه كانت زايغه فى الحفله، يمكن كان بيرقص معاها مجامله مش اكتر، طبعًا الصحافه بتحب رجال الاعمال اكتر من نجوم السينما، لأنهم شبه غامضين،وحياتهم فيها أسرار، والمواقع دى بتحب تفتش فى خصوصياتهم، والمواقع دى نص أخبارها بتبقى كدابه، بروباجندا على الفاضي او مدفوعه بغرض، كمان واضح جدًا إنها إشاعة سخيفة.
نظرت سميرة الى الهاتف شعرت بهبوط فى قلبها حين رات عماد هو وتلك الفتاه يقفان قريبًا جدًا من بعض، همست بتمني:
ليت ذلك يكون «إشاعة سخيفة»
يتبع….