رواية مريض الحب الفصل الخامس 5 بقلم إيمي احمد
الفصل الخامس
في مكتب مراد في مستشفي د.حمدي.
ادار مراد كرسيه معتقدا ان من دخلت هي سمر ومعها الملفات التي طلبها..وما ان اداره و رفع نظره ليخاطبها حتي زاد غضبه وثار بركانه و ابتسمت نفسه الشيطانيه لانها وجدت من تبطش به وتنفجر فيه.قبض يده في غضب ونهض متجها نحوها و الشر يتطاير من عينيه.
مراد(بعصبيه):ايه اللبس الي انتي لبساه دا..حد قال لك انك بتشتغلي في ديسكو ..
ما ان سمعت سمر صراخه حتي فزعت و تسمرت في مكانها..وامتنعت عن طرق الباب والدخول اليه.
اما مراد فكان كالثور الهائج ، فقد كانت ميار هي من دخلت اليه مرتدية تنورة قصيرة جدا و شميزا احمر ،و بلطو الاطباء فوق ثيابها تلك تاركته مفتوحا بطرية مغريه..
مراد بعصبيه:حضرتك ما لبستيش يونيفورم الدكاتره ليه؟
فزعت ميار وانتفضت في مكانها من صوته وتلعثمت في كلامها:اص..اصل..انا..انا..
مراد:انتي ايه اتكلمي.
ظلت ميار تفكر في حجة تهرب بها من بطشه:انا لسه جايه ف..ف..فقولت ادخل يعني اسلم عليك وابقي البس اليونيفورم لما ابتدي الشغل.
ضحك مراد باستهزاء من حجتها التي زادت من صعوبة موقفها: الله الله، حلو اوي..انتي لسه جايه ... اتأخرتي ليه يا دكتوره؟
زاد فزع ميار:ا.ا.اصل..اصل انا مش عندي عمليات الصبح.
زادت عصبية مراد اكثر عندم لاح امام ناظريه خيال ليلي وهي تسخر منه:انتي اص...كح..كح.كح.
لم يستطع ان يكمل فقد بدأ يسعل بشده واحس بانه لا يستطع التنفس استند عالفور علي مكتبه واضعا احدي يديه علي صدره والاخري مستندا بها علي طرف المكتب،اقتربت منه ميار لتساعده.
ابعدها مراد عنه:امشي اطلعي بره،بر..كح.
ميار:حبيبي سبني اساعدك..شكلك تعبان.
ابعد مراد يدها: قولت لك اطلعي بره ، برررراااه.
ميار:بس انا عا.....
لم تكمل كلامها فقد مسكها مراد من ذراعها بيده التي كان يستند بها علي المكتب ومشي بتثاقل اتجاه باب مكتبه ليفتحه و يخرجها ،راي سمر تقف قرب الباب في زعر فنظر اليها بطرف عينه و اشار لها بان تدخل.
دخلت سمر مسرعة :دكتور مراد حضرتك كويس.
اغمض مراد عينيه بتأوه وجلس علي الاريكه التي تتواجد في مكتبه و هز راسه بالموافقه:اااه..جب..جبتي ال..الملفات؟
ارتبكت سمر:ايوه..ايوه اتفضل.
رد مراد عليها لاهثا مشيرا لمكتبه:حطيهم..ع..ال..المكتب..و ار..ارجعي علي شغ..شغلك
سمر:حاضر، اطلب لحضرتك دكتور مهاب؟
مراد:لا...هاتي لي بس مايه
تحركت سمر علي الفور الي الثلاجه الصغيره التي توجد في زاويه المكتب فتحتها واحضرت منها زجاجة المايه و اعطتها له.
التقطها منها وفتحها و ما ان بدأ يرتشف بعضها حتي بدأ يهدأ سعاله وينتظم تنفسه.
تنهد تنهيدة عاليه و مسح علي شعره بيده ونهض متجها الي مكتبه.
خلع جاكته و ارتدي بالطو الاطباء وجلس علي كرسيه ونظر الي سمر:تقدري تتفضلي،شكرا.
سمر:هه
مراد:اتفضل علي شغلك.ولما د.وليد يوصل خليه يجي لي.
سمر:حاضر
قبل ان تخرج استوقفها مراد:استني.
ابتلعت ريقها واستدارت:نعم.
مراد:انا لغيت الخصم من مرتبك،بس ياريت ماتسبيش الرسبشن تاني،والا المره الجايه هتكون رفض مش خصم يومين،مفهوم.
سمر:مفهوم يا دوكتور.بعد اذنك.
مراد:اتفضلي.
خرجت سمر وعادت الي الريسبشن وهي غير مصدق لما حدث معها منذ قليل.
اما مراد فلم يستطع ان يفكر في اي شئ غير اهانت ليلي له وسخريتها منه وظل يفكر كيف سينتقم فلاحت في ذهنه فكرة جعلته يقلل تفكيره بها وينتبه الي تلك الملفات التي احضرتها سمر بدأ يقلب في تلك الملفات وما ان رأي حالة تدعي خالد يس حتي اظلمت عينيه وزفر في غضب،وخرج من مكتبه متجها الي غرفة ذلك الشاب،استقل المصعد ليذهب الي الطابق الرابع
عندما اصدر المصعد صفيرا يشير الي وصله للطابق المنشود،وما ان فتح باب المصعد حتي اندفع متجها الي غرفة ذلك المريض وما ان وصل اليها حتي وجد د.سالم يفتح بابها ويخرج وعندما رأي مراد ارتبك وتفاجأ من رؤيته لكنه ابتسم ليخفي ارتباكه ومد يده مصافحا له مهنئا له علي نجاحه نظر مراد ليده في غضب ثم مد يده ليعتصر يده بين يديه ويسحبه الي غرفة الممرضين ويغلق الباب..
فزع د.سالم منه:ف..ف..في ايه يا د.مراد جبتني هنا ليه؟
لم يرد مراد عليه بل قبض يده ولكمه لكمة في وجهه جعلته يقع ارضا ينزف دما من انفه.
مراد:انا هوريك يا زباله انت تشوه سمعتي..تستغفلني انا.
مسكه مراد من ياقته ولكمه مره اخري ثم اوقفه وثبته علي الجدار بيده ومسك بيده الاخري مشرطا كان موجودا بالغرفه و رفعه في وجهه
سالم وقد اصابه فزع هستيري:لا لا يا مراد اعقل يا مراد...ارمي المشرط دا وانا هقول لك علي كل حاجه،
لم يستمع له مراد ووضع ذلك المشرط علي رقبته
سالم(بصراخ وهو يشعر باختراق سن المشرط رقبته) مراد لا...لأااااااااااااا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في الجامعه..
نسيت نادين ان تغلق هاتفها..فصدر عنه صوت اتصال..ففزعت عند سماعه واخرجته لتغلقه فوقع من يدها..فنزلت لتلتقطه ثم وقفت وعلمت انها ستتلقي توبيخا لم تسمعه من قبل في حياتها من دكتورها العصبي فاغلقت عينيها وظلت تردد..(يارب استر..يارب استر)..وفتحتهم لتصدم عند رأيتها للدكتور.
دكتور وليد:انا شفتك يا دكتوره مش لبسه البلطو اول ما دخلت وعدتها لما لقيتك لفيتي ولبستيه.. بس فون حضرتك يرن وانا في المعمل
It's over.(كتير)
لف وليد وجهه متجها الي مقدمة المعمل مبتعدا عن نادين تاركها في صدمه..وما ان ادار وجهه مره اخري الي طلابه حتي اشار ناحية الباب موجها حديثه لنادين
.please out now.(من فضلك،اخرجي حالا)
تجمدت نادين في مكانها و جحظت عينيها عندما راته يطردها امام زملائها خارج المعمل.
فاعاد وليد كلمته ببعض السخريه منها:
Have you problem in your hearing
I say out now.
عندك مشكله في سمعك
انا قلت بره دلوقتي.
تجمعت الدموع في عيون نادين واحمرت وجنتيها وانفها وشعرت بغثة في قلبها كأنه اشعله باهانته تلك ليحرقه..
اخذت ادواتها وخرجت علي الفور من المعمل دون ان تنطق بكلمة واحده.
خرجت لا تعلم الي اين هي ذاهبة لا تصدق انه تجاهلها هكذا وقام بطردها دون ذنب..بكت قهرا فهي لم تري وجهه القاسي ذلك من قبل لو كانت تعلم به ما كانت سمحت لقلبها بعشقه ابدا.
جلست في زاوية وظلت تبكي وحدها،حتي فاقت لنفسها و ذهبت الي المرحاض تغسل وجهها لتذهبت الي المدرج الذي ستعقد فيه المحاضره واقسمت انها ستتجاهله كما تجاهلها.واهانها.
انهي وليد سكشنه وخرج ليبحث عنها ليطمئن علي مراد منها..بحث عنها ولم يجدها فسئم من البحث عنها وذهب الي العميد ليتحدث معه قبل ان يرحل ومن ان صعد الي الدور الثالث حتي رأي نادين تسير في اتجاه المدرج فنادي عليها ولكنها لم تسمعه فقد كانت واضعه سمعات الهاتف في اذنها تستمع لاغنية تخفف حزنها الذي كان هو سببه، اسرع ليلحق بها وجذبها من ذراعها ليلفها اليه فاصدمت بصدره واصبحت رائحته تلفها من جميع الجهات..كانت لحظه جميله علي نادين افسدتها عصبية وليد وتهوره:انا بنادي عليكي،مش بتردي عليا ليه يا دكتوره؟
لم ترد عليه نادين مرة اخري فقد كان صوت الاغنيه عاليا..
انتبه وليد الي السمعات في اذنها فنزعها من اذنها بعصبية:شيلي الزفته دي علشان تسمعيني وتردي عليا.
تاوهت نادين قلبلا من نزعه للسمعات بالطريقه العنيفه تلك..:حضرتك عاوز ايه؟ مش خلاص قلت كل الي انت عاوزه قدام الدكاتره،ايه جاي تكمل العرض هنا كمان.
صدم وليد من ردها:انتي بتقولي ايه..عرض ايه وكلام فاضي ايه..انا جاي اقول لك ان انا...
قاطعته نادين بسخرية:مش معقول حضرتك يا دكتور بجلالة قدرك جاي تعتذر مني. وتقول اسف
وليد باندهاش:اعتذر..لا انا جاي اسالك عن مراد.
اسنفز كلامه نادين جعله تزفر بغضب وتضربه علي صدره وتخطف منه سمعاتها: مش صاحبك كلمه انت..عندي محاضره مش فاضيه لك.
وليد مدعيا الغضب:انتي بتضربي دكتورك..ok
يا دكتوره نتقابل في اللابوراتوري.
وما ان ادار ظهره حتي ابتسم علي شكلها وهي غاضبه.
اما نادين فكانت تبكي علي بروده وسخريته منها وجرحه لها،فاقسمت وهي تنظر اليه وهو يسير مبتعدا عنها قاصدا وجهته ان تتجاهله وان تريه كبرياء المرأه الشرقيه وعنادها كيف يكون علي حق..
وضعت سمعاتها ودخلت الي المدرج جلست كعادتها في المقدمه واستعادت طبيعتها وتركيزها واخرجت وليد واهانته لها من تفكيرها حاليا.
،،،،،،،،،،،،،،،،
في الحي الشعبي..
ظلت الست فاطمه تنادي علي ميسون ولكنها لم تتلقي جواب منها،فجففت يدها المبتله وخرجت من المطبخ لتري من اتي؟ و لما ميسون لا ترد عليها؟
خرجت ورأت ميسون متجمده في مكانها..فاندهشت من وقفتها تلك وسالته مستفهمة:مين يا ميسون الي بيخبط؟
لم تجبها ايضا فاقتربت تهزها لتطمئن عليها ناظرة الي الشخص الواقف امام الباب
اقتربت منها تهزها قليلا مستفهمة:مالك يا بنتي مبلمه كدا ليه؟
ثم نظرت لتري من ذلك الشخص الذي جعل ابنتها تصدم هكذا،وما ان نظرت حتي وجدت شاب عريض المنكبين طويل القامه يحيط بيه مجموعه من العساكر،فاندهشت وصدمت كابنتها من ذلك المنظر وسالتهم مستفهمة:خير يابني في ايه؟
اجابه الظابط بصوت جهوري:دا بيت الانسه ميسون جمال عبد الخالق يا حاجه؟
خفق قلبها اضطرابا وقلقا عندما سمعت اسم ابنتها:اي..اي..ايوه..انا امها..خ..خ..خير يا ابني؟
االظابط:بنتك مطلوب القبض عليها
اختبأت ميسون خلف والدتها هي ترتعد خوفا لانها علمت بانهم هنا لاجلها..
احتضنتها الست فاطمه لتهدئ روعها وتبثها بعض الامان وقلبها ينتفض خوفا عليها،ابتلعت ريقها و ردت علي الظابط مستفهمة:انتوا عاوزينها ليه؟ هي عملت ايه؟
الظابط:متهمه في جريمة قتل (ثم اشار للعساكر ليحضروها)هاتوها.
صرخةميسون بشهقات عاليه وبشكل هستيري تمسكت بوالدتها بشده:لا لا لاااا..ماما الحقيني..ما تخليهمش ياخدوني..ماااااامااااا.
شهقت الست فاطمه:بينتي لا..سيبوا بنتي ابعدوا عنها..سيبوها.
لم يستمع لهما احد فقد انتزع العساكر ميسون من حضن والدتها عنوة واخذوها والست فاطمه تنزل ورائهم ترجوهم ان يتركوها ظلت تمشي ورائهم وهي حافية القدمين غير مبالية لقدمها التي جرحت بسبب بعض الزجاج الذي كان امام باب البيت..
اجتمع اهل الحي ليروا ماذا يحدث ولما سيارات الشرطه متواجده في الحي..فرأوا جميعهم العساكر وهم يجرون ميسون معهم يركبونها سيارة الشرطه وياخذوها معهم ظلت الست فاطمه تجري وراء سيارة الشرطه وهي تبكي ترجوهم ان يتروكوا ابنتها..حتي تعثرت ووقعت منكابة علي وجهها. فاندفعت جارتها ام محمد اليها تساعدها علي النهوض وتسندها:قومي يا حبيبتي قومي معايا.
وقفت الست فاطمه بضعف وسارت معها وهي لاتدري الي اين تاخذها وما هي الا بضع دقائق ووجدت نفسها تجلس في صالة منزلها وتقدم لها ام محمد كوب ماء لتشربه وتهدأ واحست باحدهم يضمد قدمها ولكن الدموع حجبت الرؤيه عن عينيها وما ان وضحت حتي رات ليلي تضمد جرح قدمها..وتخاطبها:ماتخفيش انا رايحه اجيب ميسون وارجع...قومي ارتاحي في اوضتك لحد لما اروح و اجي..
سندتها ليلي الي غرفتها و وساعدتها لكي تريح جسدها المنهك وعندما همت بالذهاب لتلحق اختها مسكت يدها موقفة اياها فجلست ليلي بجوارها مرة اخري وسالتها مستفهمه:عاوزه حاجه يا ماما؟
الست فاطمه:عاوزه ميسون ترجع.
سالت دمعة كانت متحجره في عين ليلي علي حالة والدتها وعلي اختها البريئه:هترجع اوعدك اني مش هسيبها وهترجع معايا.بس انتي ارتاحي.
اطمئنت ليلي علي والدتها بانها نامت، اوصت جارتها(ام محمد)ان تنتبه عليها ثم رحلت الي قسم الشرطه..
بعد ساعة تقريبا وصلت ليلي الي قسم الشرطه فوجدت ميسون تقف مكبلة بالحديد في معصمها. ترتعد خوفا منهارة من البكاء.
ما ان رأتها ليلي حتي اندفعت تحتضنها بقوة
(ماتخفيش...اش.اش.خلاص) ،تمسكت بها ميسون بقوة شديده كأنها طوقة نجاتها،ودفنت راسها فيها كانها تختبئ فيها من تلك الدنيا الموحشه تتمني انها عندما تفتح عينيها يكون ذلك كابوسا: انا ما اقتلتش حد.
ظلت تبكي في حضنها وتعلو شهقاتها
واستمرت ليلي في تهدأتها ومسكت وجهها بكفيها مواسية لها:ماتخافيش انا جنبك ومش هخلي حاجه تحصل لك،اكيد في حاجه غلط.
لم ترد عليها ميسون وظلت في صدمتها ورعبها وخوفها فهي واقعة في ورطه كبيره فجريمة القتل ليست بالامر الهين..فقد تصل عقوبتها الي اعدام.
تركتها ليلي و ذهبت لتدخل للضابط فمنعها العسكري فتشاجرت معه بالصوت حتي خرج أمجد ليري ما يحدث بالخارج..و ما مصدر تلك الجلبه التي بالخارج.
أمجد(بغضب):ايه في ايه،ايه الصوت العالي دا يا عسكري؟
العسكري(اجاب مشيرا لليلي):دي اخت المتهمه عاوزه تقابل سيدتك.
أمجد:عاوزه ايه؟
ليلي:عاوزه اعرف ايه الي بيحصل وايه تهمت اختي.
أمجد: اختك متهمه في جريمة قتل دكتور.
ليلي(شهقت ليلي ونفت علي الفور):لا مستحيل اختي تعمل كدا.
أمجد :احنا معانا الادله الي بتثبت كدا..وكل الادله ضدها للاسف..الافضل ليكي انك تروحي توكلي لها محامي شاطر يترافع عنها..
قاطعهم صوت فضولي تدخل فجأة في الحديث فور وصوله..
....:ادلة ايه،ومحامي ايه يا أمجد باشا،انا اعرف الانسه ميسون كويس.
نظر امجد للمتحدث باندهاش..اما ليلي فعندما سمعت ذلك الصوت الأتي من خلفها واثقا هكذا من براءة اختها استدارت علي الفور لتنظر من ذلك المتحدث الذي بامكانه حقا ان يساعد اختها وينقذها من تلك الورطه.
،،،،،،،،،،،،،،،
اسفه وعدتكوا انزل الفصل بالليل بس النت كان فاصل عندي والله
في مكتب مراد في مستشفي د.حمدي.
ادار مراد كرسيه معتقدا ان من دخلت هي سمر ومعها الملفات التي طلبها..وما ان اداره و رفع نظره ليخاطبها حتي زاد غضبه وثار بركانه و ابتسمت نفسه الشيطانيه لانها وجدت من تبطش به وتنفجر فيه.قبض يده في غضب ونهض متجها نحوها و الشر يتطاير من عينيه.
مراد(بعصبيه):ايه اللبس الي انتي لبساه دا..حد قال لك انك بتشتغلي في ديسكو ..
ما ان سمعت سمر صراخه حتي فزعت و تسمرت في مكانها..وامتنعت عن طرق الباب والدخول اليه.
اما مراد فكان كالثور الهائج ، فقد كانت ميار هي من دخلت اليه مرتدية تنورة قصيرة جدا و شميزا احمر ،و بلطو الاطباء فوق ثيابها تلك تاركته مفتوحا بطرية مغريه..
مراد بعصبيه:حضرتك ما لبستيش يونيفورم الدكاتره ليه؟
فزعت ميار وانتفضت في مكانها من صوته وتلعثمت في كلامها:اص..اصل..انا..انا..
مراد:انتي ايه اتكلمي.
ظلت ميار تفكر في حجة تهرب بها من بطشه:انا لسه جايه ف..ف..فقولت ادخل يعني اسلم عليك وابقي البس اليونيفورم لما ابتدي الشغل.
ضحك مراد باستهزاء من حجتها التي زادت من صعوبة موقفها: الله الله، حلو اوي..انتي لسه جايه ... اتأخرتي ليه يا دكتوره؟
زاد فزع ميار:ا.ا.اصل..اصل انا مش عندي عمليات الصبح.
زادت عصبية مراد اكثر عندم لاح امام ناظريه خيال ليلي وهي تسخر منه:انتي اص...كح..كح.كح.
لم يستطع ان يكمل فقد بدأ يسعل بشده واحس بانه لا يستطع التنفس استند عالفور علي مكتبه واضعا احدي يديه علي صدره والاخري مستندا بها علي طرف المكتب،اقتربت منه ميار لتساعده.
ابعدها مراد عنه:امشي اطلعي بره،بر..كح.
ميار:حبيبي سبني اساعدك..شكلك تعبان.
ابعد مراد يدها: قولت لك اطلعي بره ، برررراااه.
ميار:بس انا عا.....
لم تكمل كلامها فقد مسكها مراد من ذراعها بيده التي كان يستند بها علي المكتب ومشي بتثاقل اتجاه باب مكتبه ليفتحه و يخرجها ،راي سمر تقف قرب الباب في زعر فنظر اليها بطرف عينه و اشار لها بان تدخل.
دخلت سمر مسرعة :دكتور مراد حضرتك كويس.
اغمض مراد عينيه بتأوه وجلس علي الاريكه التي تتواجد في مكتبه و هز راسه بالموافقه:اااه..جب..جبتي ال..الملفات؟
ارتبكت سمر:ايوه..ايوه اتفضل.
رد مراد عليها لاهثا مشيرا لمكتبه:حطيهم..ع..ال..المكتب..و ار..ارجعي علي شغ..شغلك
سمر:حاضر، اطلب لحضرتك دكتور مهاب؟
مراد:لا...هاتي لي بس مايه
تحركت سمر علي الفور الي الثلاجه الصغيره التي توجد في زاويه المكتب فتحتها واحضرت منها زجاجة المايه و اعطتها له.
التقطها منها وفتحها و ما ان بدأ يرتشف بعضها حتي بدأ يهدأ سعاله وينتظم تنفسه.
تنهد تنهيدة عاليه و مسح علي شعره بيده ونهض متجها الي مكتبه.
خلع جاكته و ارتدي بالطو الاطباء وجلس علي كرسيه ونظر الي سمر:تقدري تتفضلي،شكرا.
سمر:هه
مراد:اتفضل علي شغلك.ولما د.وليد يوصل خليه يجي لي.
سمر:حاضر
قبل ان تخرج استوقفها مراد:استني.
ابتلعت ريقها واستدارت:نعم.
مراد:انا لغيت الخصم من مرتبك،بس ياريت ماتسبيش الرسبشن تاني،والا المره الجايه هتكون رفض مش خصم يومين،مفهوم.
سمر:مفهوم يا دوكتور.بعد اذنك.
مراد:اتفضلي.
خرجت سمر وعادت الي الريسبشن وهي غير مصدق لما حدث معها منذ قليل.
اما مراد فلم يستطع ان يفكر في اي شئ غير اهانت ليلي له وسخريتها منه وظل يفكر كيف سينتقم فلاحت في ذهنه فكرة جعلته يقلل تفكيره بها وينتبه الي تلك الملفات التي احضرتها سمر بدأ يقلب في تلك الملفات وما ان رأي حالة تدعي خالد يس حتي اظلمت عينيه وزفر في غضب،وخرج من مكتبه متجها الي غرفة ذلك الشاب،استقل المصعد ليذهب الي الطابق الرابع
عندما اصدر المصعد صفيرا يشير الي وصله للطابق المنشود،وما ان فتح باب المصعد حتي اندفع متجها الي غرفة ذلك المريض وما ان وصل اليها حتي وجد د.سالم يفتح بابها ويخرج وعندما رأي مراد ارتبك وتفاجأ من رؤيته لكنه ابتسم ليخفي ارتباكه ومد يده مصافحا له مهنئا له علي نجاحه نظر مراد ليده في غضب ثم مد يده ليعتصر يده بين يديه ويسحبه الي غرفة الممرضين ويغلق الباب..
فزع د.سالم منه:ف..ف..في ايه يا د.مراد جبتني هنا ليه؟
لم يرد مراد عليه بل قبض يده ولكمه لكمة في وجهه جعلته يقع ارضا ينزف دما من انفه.
مراد:انا هوريك يا زباله انت تشوه سمعتي..تستغفلني انا.
مسكه مراد من ياقته ولكمه مره اخري ثم اوقفه وثبته علي الجدار بيده ومسك بيده الاخري مشرطا كان موجودا بالغرفه و رفعه في وجهه
سالم وقد اصابه فزع هستيري:لا لا يا مراد اعقل يا مراد...ارمي المشرط دا وانا هقول لك علي كل حاجه،
لم يستمع له مراد ووضع ذلك المشرط علي رقبته
سالم(بصراخ وهو يشعر باختراق سن المشرط رقبته) مراد لا...لأااااااااااااا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في الجامعه..
نسيت نادين ان تغلق هاتفها..فصدر عنه صوت اتصال..ففزعت عند سماعه واخرجته لتغلقه فوقع من يدها..فنزلت لتلتقطه ثم وقفت وعلمت انها ستتلقي توبيخا لم تسمعه من قبل في حياتها من دكتورها العصبي فاغلقت عينيها وظلت تردد..(يارب استر..يارب استر)..وفتحتهم لتصدم عند رأيتها للدكتور.
دكتور وليد:انا شفتك يا دكتوره مش لبسه البلطو اول ما دخلت وعدتها لما لقيتك لفيتي ولبستيه.. بس فون حضرتك يرن وانا في المعمل
It's over.(كتير)
لف وليد وجهه متجها الي مقدمة المعمل مبتعدا عن نادين تاركها في صدمه..وما ان ادار وجهه مره اخري الي طلابه حتي اشار ناحية الباب موجها حديثه لنادين
.please out now.(من فضلك،اخرجي حالا)
تجمدت نادين في مكانها و جحظت عينيها عندما راته يطردها امام زملائها خارج المعمل.
فاعاد وليد كلمته ببعض السخريه منها:
Have you problem in your hearing
I say out now.
عندك مشكله في سمعك
انا قلت بره دلوقتي.
تجمعت الدموع في عيون نادين واحمرت وجنتيها وانفها وشعرت بغثة في قلبها كأنه اشعله باهانته تلك ليحرقه..
اخذت ادواتها وخرجت علي الفور من المعمل دون ان تنطق بكلمة واحده.
خرجت لا تعلم الي اين هي ذاهبة لا تصدق انه تجاهلها هكذا وقام بطردها دون ذنب..بكت قهرا فهي لم تري وجهه القاسي ذلك من قبل لو كانت تعلم به ما كانت سمحت لقلبها بعشقه ابدا.
جلست في زاوية وظلت تبكي وحدها،حتي فاقت لنفسها و ذهبت الي المرحاض تغسل وجهها لتذهبت الي المدرج الذي ستعقد فيه المحاضره واقسمت انها ستتجاهله كما تجاهلها.واهانها.
انهي وليد سكشنه وخرج ليبحث عنها ليطمئن علي مراد منها..بحث عنها ولم يجدها فسئم من البحث عنها وذهب الي العميد ليتحدث معه قبل ان يرحل ومن ان صعد الي الدور الثالث حتي رأي نادين تسير في اتجاه المدرج فنادي عليها ولكنها لم تسمعه فقد كانت واضعه سمعات الهاتف في اذنها تستمع لاغنية تخفف حزنها الذي كان هو سببه، اسرع ليلحق بها وجذبها من ذراعها ليلفها اليه فاصدمت بصدره واصبحت رائحته تلفها من جميع الجهات..كانت لحظه جميله علي نادين افسدتها عصبية وليد وتهوره:انا بنادي عليكي،مش بتردي عليا ليه يا دكتوره؟
لم ترد عليه نادين مرة اخري فقد كان صوت الاغنيه عاليا..
انتبه وليد الي السمعات في اذنها فنزعها من اذنها بعصبية:شيلي الزفته دي علشان تسمعيني وتردي عليا.
تاوهت نادين قلبلا من نزعه للسمعات بالطريقه العنيفه تلك..:حضرتك عاوز ايه؟ مش خلاص قلت كل الي انت عاوزه قدام الدكاتره،ايه جاي تكمل العرض هنا كمان.
صدم وليد من ردها:انتي بتقولي ايه..عرض ايه وكلام فاضي ايه..انا جاي اقول لك ان انا...
قاطعته نادين بسخرية:مش معقول حضرتك يا دكتور بجلالة قدرك جاي تعتذر مني. وتقول اسف
وليد باندهاش:اعتذر..لا انا جاي اسالك عن مراد.
اسنفز كلامه نادين جعله تزفر بغضب وتضربه علي صدره وتخطف منه سمعاتها: مش صاحبك كلمه انت..عندي محاضره مش فاضيه لك.
وليد مدعيا الغضب:انتي بتضربي دكتورك..ok
يا دكتوره نتقابل في اللابوراتوري.
وما ان ادار ظهره حتي ابتسم علي شكلها وهي غاضبه.
اما نادين فكانت تبكي علي بروده وسخريته منها وجرحه لها،فاقسمت وهي تنظر اليه وهو يسير مبتعدا عنها قاصدا وجهته ان تتجاهله وان تريه كبرياء المرأه الشرقيه وعنادها كيف يكون علي حق..
وضعت سمعاتها ودخلت الي المدرج جلست كعادتها في المقدمه واستعادت طبيعتها وتركيزها واخرجت وليد واهانته لها من تفكيرها حاليا.
،،،،،،،،،،،،،،،،
في الحي الشعبي..
ظلت الست فاطمه تنادي علي ميسون ولكنها لم تتلقي جواب منها،فجففت يدها المبتله وخرجت من المطبخ لتري من اتي؟ و لما ميسون لا ترد عليها؟
خرجت ورأت ميسون متجمده في مكانها..فاندهشت من وقفتها تلك وسالته مستفهمة:مين يا ميسون الي بيخبط؟
لم تجبها ايضا فاقتربت تهزها لتطمئن عليها ناظرة الي الشخص الواقف امام الباب
اقتربت منها تهزها قليلا مستفهمة:مالك يا بنتي مبلمه كدا ليه؟
ثم نظرت لتري من ذلك الشخص الذي جعل ابنتها تصدم هكذا،وما ان نظرت حتي وجدت شاب عريض المنكبين طويل القامه يحيط بيه مجموعه من العساكر،فاندهشت وصدمت كابنتها من ذلك المنظر وسالتهم مستفهمة:خير يابني في ايه؟
اجابه الظابط بصوت جهوري:دا بيت الانسه ميسون جمال عبد الخالق يا حاجه؟
خفق قلبها اضطرابا وقلقا عندما سمعت اسم ابنتها:اي..اي..ايوه..انا امها..خ..خ..خير يا ابني؟
االظابط:بنتك مطلوب القبض عليها
اختبأت ميسون خلف والدتها هي ترتعد خوفا لانها علمت بانهم هنا لاجلها..
احتضنتها الست فاطمه لتهدئ روعها وتبثها بعض الامان وقلبها ينتفض خوفا عليها،ابتلعت ريقها و ردت علي الظابط مستفهمة:انتوا عاوزينها ليه؟ هي عملت ايه؟
الظابط:متهمه في جريمة قتل (ثم اشار للعساكر ليحضروها)هاتوها.
صرخةميسون بشهقات عاليه وبشكل هستيري تمسكت بوالدتها بشده:لا لا لاااا..ماما الحقيني..ما تخليهمش ياخدوني..ماااااامااااا.
شهقت الست فاطمه:بينتي لا..سيبوا بنتي ابعدوا عنها..سيبوها.
لم يستمع لهما احد فقد انتزع العساكر ميسون من حضن والدتها عنوة واخذوها والست فاطمه تنزل ورائهم ترجوهم ان يتركوها ظلت تمشي ورائهم وهي حافية القدمين غير مبالية لقدمها التي جرحت بسبب بعض الزجاج الذي كان امام باب البيت..
اجتمع اهل الحي ليروا ماذا يحدث ولما سيارات الشرطه متواجده في الحي..فرأوا جميعهم العساكر وهم يجرون ميسون معهم يركبونها سيارة الشرطه وياخذوها معهم ظلت الست فاطمه تجري وراء سيارة الشرطه وهي تبكي ترجوهم ان يتروكوا ابنتها..حتي تعثرت ووقعت منكابة علي وجهها. فاندفعت جارتها ام محمد اليها تساعدها علي النهوض وتسندها:قومي يا حبيبتي قومي معايا.
وقفت الست فاطمه بضعف وسارت معها وهي لاتدري الي اين تاخذها وما هي الا بضع دقائق ووجدت نفسها تجلس في صالة منزلها وتقدم لها ام محمد كوب ماء لتشربه وتهدأ واحست باحدهم يضمد قدمها ولكن الدموع حجبت الرؤيه عن عينيها وما ان وضحت حتي رات ليلي تضمد جرح قدمها..وتخاطبها:ماتخفيش انا رايحه اجيب ميسون وارجع...قومي ارتاحي في اوضتك لحد لما اروح و اجي..
سندتها ليلي الي غرفتها و وساعدتها لكي تريح جسدها المنهك وعندما همت بالذهاب لتلحق اختها مسكت يدها موقفة اياها فجلست ليلي بجوارها مرة اخري وسالتها مستفهمه:عاوزه حاجه يا ماما؟
الست فاطمه:عاوزه ميسون ترجع.
سالت دمعة كانت متحجره في عين ليلي علي حالة والدتها وعلي اختها البريئه:هترجع اوعدك اني مش هسيبها وهترجع معايا.بس انتي ارتاحي.
اطمئنت ليلي علي والدتها بانها نامت، اوصت جارتها(ام محمد)ان تنتبه عليها ثم رحلت الي قسم الشرطه..
بعد ساعة تقريبا وصلت ليلي الي قسم الشرطه فوجدت ميسون تقف مكبلة بالحديد في معصمها. ترتعد خوفا منهارة من البكاء.
ما ان رأتها ليلي حتي اندفعت تحتضنها بقوة
(ماتخفيش...اش.اش.خلاص) ،تمسكت بها ميسون بقوة شديده كأنها طوقة نجاتها،ودفنت راسها فيها كانها تختبئ فيها من تلك الدنيا الموحشه تتمني انها عندما تفتح عينيها يكون ذلك كابوسا: انا ما اقتلتش حد.
ظلت تبكي في حضنها وتعلو شهقاتها
واستمرت ليلي في تهدأتها ومسكت وجهها بكفيها مواسية لها:ماتخافيش انا جنبك ومش هخلي حاجه تحصل لك،اكيد في حاجه غلط.
لم ترد عليها ميسون وظلت في صدمتها ورعبها وخوفها فهي واقعة في ورطه كبيره فجريمة القتل ليست بالامر الهين..فقد تصل عقوبتها الي اعدام.
تركتها ليلي و ذهبت لتدخل للضابط فمنعها العسكري فتشاجرت معه بالصوت حتي خرج أمجد ليري ما يحدث بالخارج..و ما مصدر تلك الجلبه التي بالخارج.
أمجد(بغضب):ايه في ايه،ايه الصوت العالي دا يا عسكري؟
العسكري(اجاب مشيرا لليلي):دي اخت المتهمه عاوزه تقابل سيدتك.
أمجد:عاوزه ايه؟
ليلي:عاوزه اعرف ايه الي بيحصل وايه تهمت اختي.
أمجد: اختك متهمه في جريمة قتل دكتور.
ليلي(شهقت ليلي ونفت علي الفور):لا مستحيل اختي تعمل كدا.
أمجد :احنا معانا الادله الي بتثبت كدا..وكل الادله ضدها للاسف..الافضل ليكي انك تروحي توكلي لها محامي شاطر يترافع عنها..
قاطعهم صوت فضولي تدخل فجأة في الحديث فور وصوله..
....:ادلة ايه،ومحامي ايه يا أمجد باشا،انا اعرف الانسه ميسون كويس.
نظر امجد للمتحدث باندهاش..اما ليلي فعندما سمعت ذلك الصوت الأتي من خلفها واثقا هكذا من براءة اختها استدارت علي الفور لتنظر من ذلك المتحدث الذي بامكانه حقا ان يساعد اختها وينقذها من تلك الورطه.
،،،،،،،،،،،،،،،
اسفه وعدتكوا انزل الفصل بالليل بس النت كان فاصل عندي والله